صفحات الناس

مدينتي الصامدة

    أحمد القصير*

مدينتي الصامدة لكن الحزينة بوداع شبابها كل يوم، وبدمار منازلها. مدينتي الصامدة لكن السعيدة ببطولات أبنائها وهم يسطرون معاني البطولة في الذود عن أرضها الطاهرة.

دمار في كل مكان. لا تكاد تعبر شارعاً من شوارعها الا تجد دماراً مخيفاً. تمشي فتكاد تقع متعثراً بالشظايا المترامية على الارض. رائحة الدم يفوح نسيمها في كل مكان ممزوجاً بالبارود والنار.

في القصير، اطياف الشهداء لا تزال في شوارعها، بطولاتهم تسكن زواياها. في القصير عُجنت الاجساد. تجد احيانا من بُترت ساقه أو يده، ومع هذا يفتخر بأن قطعة من جسده دُفنت إلى جوار الشهداء.

تنظر إلى السماء فتجد غيوم الغبار والدمار تتصاعد اعمدة في كل مكان، أعمدة قواعدها الأرض، هنا. تنهمر القذائف على مدينتي كأمطار، وعلى رغم ذلك تتخلل هذا كله زقزقة عصافير تشق دويّ القذائف.

أمشي في شوارع القصير، أحاول أن أسترجع رائحة خبز الصاج والتنور. اعتدنا السير في ظلام الليل من دون كهرباء، وها نحن نعود لنشرب من النهر مباشرة. من عاصينا الطاهر.

عائدةً الى وجه الحضارة، أنتِ يا مدينتي الصامدة، لتنيري دروب الحرية المسلوبة، وليخلد اسمك ويعانق اسم الحرية كما عانقها ورافقها اسم غيفارا. فلتنحفر حروف اسمك بدماء ابنائك لانه اغلى من الذهب.

دمتم أصدقائي الشهداء ودام عزّك يا قصير العزة والصمود.

* ناطق باسم الهيئة العامة

للثورة السورية، حمص – القصير

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى