مراقب الإخوان في سورية: نحن طلاب إصلاح وتغيير.. ولا نقود جماعات مسلحة
قال إن حزب الله متفرغ الآن لدعم النظام السوري في قتله لشعبه
نفى المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، رياض شقفة، اتهامات النظام لجماعته بتسيير جماعات مسلحة لإرهاب الأهالي ببعض المحافظات السورية واختطاف الحراك السلمي للثورة وقيادة المجتمع السوري نحو الطائفية، وذلك في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الألمانية.
وقال شقفة، المقيم في أوروبا في اتصال هاتفي مع الوكالة في القاهرة «لا صحة لما نشر من تصريحات لي تشير إلى أن الإخوان هم من يقود المظاهرات ضد النظام وهم القادرون على إسقاطه. نحن ندعم الحراك سياسيا وإعلاميا ولكن ليس لدينا تنظيم بالداخل حتى نقود الحراك». وتنص قوانين الطوارئ، التي بدأ العمل بها في سوريا مطلع ستينات القرن الماضي، على عقوبة الإعدام لكل من يثبت انتماؤه للإخوان.
وأضاف شقفة «لا نستطيع تسيير جماعات مسلحة، فالقانون يحكم بالإعدام لمجرد الانضمام للجماعة، لذا أقول إن هذه كلها أكاذيب يطلقها النظام ليبرر قمعه للشعب… والاحتمال الأكبر هو أن الاقتتال يحدث بين قيادات الجيش وبين ضباط وجنود انشقوا عنهم ورفضوا تنفيذ الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين». وتابع «الشعب السوري كله مصمم على سلمية الثورة وعلى رفض الطائفية. بالطبع النظام حاول أن يستخدم ملف الطائفية في دعايته ووسائله حيث حاول تخويف العلويين من الإخوان ومن الحمويين، كما أنزل بعض الشبيحة لإشعال الأوضاع في اللاذقية وبانياس ولكن الشعب في كل سوريا لم تنطل عليه كل تلك المحاولات».
وأكد شقفة أن الإخوان بسورية «طلاب إصلاح وتغيير»، متوقعا أن يسقط النظام «إما بانقلاب عسكري أو عبر استمرار الثورة الشعبية». وقال «في ظل المطالبات المتزايدة بإسقاط النظام، فإن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط إما عبر انقلاب عسكري يقوم به بعض الضباط ضد أسرة الأسد أو عبر استمرار وتصاعد الثورة الشعبية ضده». وأكد أن الإخوان في سوريا «ليسوا طلاب سلطة وإنما طلاب إصلاح وتغيير»، مضيفا «وإذا ما حدث وسقط نظام بشار الأسد فإن الإخوان سيشاركون في السلطة القادمة مع كافة أطياف وفئات المجتمع السوري».
وشدد شقفة بالقول «حتى إذا أعطانا الشعب الأغلبية لن نحكم لوحدنا وسنتشارك مع كل طوائف وفئات المجتمع السوري لأننا ضد سياسة الإقصاء والانفراد بالسلطة التي يمارسها حزب البعث الحاكم بسوريا حاليا، لأنها سبب وأصل كل مشاكلنا». ولفت إلى أن الثورات العربية أسهمت في تخفيف وهج فزاعة الغرب من الإخوان، وقال «الغرب الآن يريد أن يسمع أفكار الإخوان من الإخوان أنفسهم وليس من الحكام الديكتاتوريين الذين أوهموهم بأن الإخوان إذا حكموا سيشيدون مجتمعا دينيا ويضغطون على الناس».
وحول الحوار الذي يدعو له النظام الحاكم، قال «نحن لسنا ضد الحوار ولكن النظام لا يحاور إلا بالسلاح وأضاع أكثر من فرصة للإصلاح، وإذا أراد إقناع المعارضة بجديته في الحوار معها فليسحب أولا الجيش من الشوارع ويتوقف عن قتل شعبه». ووفقا لمصادر حقوقية، فقد قتل ما لا يقل عن 1399 مدنيا و348 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ انطلاق الاحتجاجات في الشوارع السورية في مارس (آذار) الماضي.
ورفض شقفة الانتقادات التي يوجهها البعض للمعارضة السورية بسبب فشلها في توحيد جهودها في كيان موحد سواء بالداخل أو بالخارج، وقال «هذه ليست مشكلة، فالتجمعات والكيانات التي شكلتها المعارضة بالداخل أو بالخارج على كثرتها لها هدف واحد هو إسقاط النظام». واستطرد «إلا أنني أرى أن توحيد المعارضة بالخارج سيكون أسهل من الداخل لاستمرار تعرض قياداتها للقمع والتنكيل».
وحول الأسباب التي أدت إلى انتهاء شهر العسل بين إخوان سوريا وتيار المقاومة بالمنطقة بقيادة حزب الله في لبنان، رغم وجود شبه اتفاق غير معلن بينهما في الماضي على محاربة إسرائيل والأنظمة العربية الداعمة لوجودها في المنطقة، أجاب شقفة «حزب الله لم يتفرغ للمعركة مع إسرائيل، حزب الله متفرغ الآن لدعم النظام السوري في قتله لشعبه». وتابع «الحقيقة أن حسن نصر الله أمين عام حزب الله فقد الكثير من سمعته وشعبيته في الشارع العربي نتيجة لموقفه هذا. ويبدو أن جماعة الإخوان في باقي الأقطار العربية بعد موقف نصر الله وإيران بالاستمرار في دعم نظام بشار ضد الشعب السوري وأيضا تصريح رامي مخلوف (ابن خال بشار الأسد) بأن أمن إسرائيل مرتبط بأمن النظام في سوريا قد اقتنعوا مثلنا نحن في سوريا بأن هذه المقاومة هي مقاومة إعلامية فقط».
يذكر أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد بديع لم يطلب مقابلة نصر الله خلال زيارة قام بها في مايو (أيار) الماضي للبنان، وهو على غير ما اعتاد عليه قادة إخوان مصر في زياراتهم للبنان. ونفى شقفة تلقي إخوان سوريا أي دعم من فريق 14 آذار اللبناني بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، وقال «ليس لنا أي اتصال مع الحريري وجماعته للآن، ولكن إن طرح علينا الحوار من قبلهم فنحن جاهزون للحوار مع أي طرف ما عدا هذا النظام السوري الظالم».
وأكد شقفة عدم استظلال إخوان سوريا بحزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا باعتباره عمقا سياسيا لجماعة الإخوان المسلمين، وقال «لدينا علاقة مع منظمات مدنية تركية تقف مع الشعب السوري. ولا علاقة لنا مع الحكومة التركية التي تحولت عن مساندة النظام السوري رغم وجود مصالح اقتصادية كبيرة». ورأى أن السبب هو اكتشاف تركيا أن «نظام الأسد مراوغ ورافض للاستماع لأي نصائح وجهت له بشأن الإصلاح والكف عن القمع والقتل». ونفي شقفة وجود أي خلافات بين الإخوان وأي جماعة إسلامية أخرى داخل سوريا، كما نفى وجود خلافات داخل الجماعة، واصفا ما ذكرته إحدى الصحف بشأن وجود اتجاه داخل مجلس شورى الجماعة لخلعه وتنصيب نائبه فاروق طيفور محله بأنه «كلام مفبرك لا أساس له من الصحة.. أنا ونائبي نعمل سويا وعلى وفاق تام». وتابع «البعض داخل الجماعة اعترض على حضور ممثل عن الإخوان بندوة باريس لمشاركة مفكر فرنسي يهودي بها ولكن في النهاية القرار بالموافقة جاء عبر تصويت الأكثرية لا بقرار فردي من قبلي. كما أننا لم ندعم تلك الندوة».
الشرق الأوسط