مقابلة مين هال بلوغر مع أنس معراوي
مقابلة مين هال بلوغر اليوم مع المدون السوري أنس المعراوي، مطوّر ويب، مهتم بمجال لينوكس والبرمجيات مفتوحة المصدر، ومؤسس موقع أردرويد. في هذه المقابلة حاولنا ان نتعرف عليه أكثر كونه مدون منذ 6 سنوات وحاولنا معرفة سبب كرهه لآبل.
1. مين هال بلوغر؟
أنس المعراوي، مدونة أنس أونلاين www.anasonline.net من دمشق، سوريا.
2. لماذا تعتبر التدوين ثورة كما تقول في إحدى تدويناتك؟
التدوين ثورة لأنه وعندما جاء كسر احتكار النشرالذي كان محصوراً بالصحف والمجلات المحترفة، بالطبع تبقى للصحافة النظامية والاحترافية ميزاتها لكن التدوين سمح للشباب العرب بالتعبير عن أنفسهم ومجتمعاتهم دون انتظار إذن النشر من أحد، بحيث أصبح نشر التدوينة بسهولة إرسالة عبر البريد الالكتروني. وبفضل التدوين تفجرت لدينا مواهب كانت مختفية وتمكن المدونون من الإشارة إلى المشاكل الاجتماعية ومناقشة غيرها من القضايا من وجهة نظر أقرب بكثير من وجهة نظر الصحافة التقليدية وهنا نشأ لدينا ما أصبح يسمى بصحافة المواطن التي تكاملت فيما بعد مع ظهور تويتر وفيسبوك واصبحت صحافة المواطن تلك أحد المصادر الرئيسية التي تستقي منها الصحافة والمحطات الإعلامية بعض أهم أخبارها.
3. كونك مدون منذ 6 سنوات تقريبا، صف لنا كيف تغيّر المشهد العام في ساحة التدوين السورية.
التدوين في سوريا مر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى كانت مرحلة الغموض والجهل بمعنى الوعي لأهمية التدوين، ويعود هذا إلى أن الانترنت في سوريا كانت ما تزال في بداياتها بل والتدوين نفسه كان مفهوماً جديداً نوعاً ما في ذلك الحين. عندما أطلقت مدونتي كان الوصول إلى الانترنت محدوداً بشكل كبير لدينا وكانت المدونات السورية قليلة بل وكان معظمها لسوريين يقيمون في الخارج ويدونون بالإنكليزية.
المرحلة الثانية كانت مرحلة التصاعد الكبير (نسبياً) في عدد المدونات السورية، الكم كان يتفوق على النوعية بالطبع لكنه يبقى كماً قليلاً مقارنة بتجارب التدوين في بلدان عربية أخرى. انتشرت في هذه المرحلة مئات المدونات التي هجرها أصحابها فيما بعد أو التي اتخذت صبغة شخصية جداً أفقدت المدونة أهميتها لكن برزت في هذه المرحلة أقلام جديدة وممتازة جداً, هذه الأقلام جاءت من خلفيات اجتماعية وفكرية مختلفة ومتفاوتة بشدة لكن جمعها الفكر العميق والموهبة الواضحة في الكتابة.
حتى انتقلنا إلى المرحلة الحالية التي أصبح فيها التدوين أمراً شائعاً ومعروفاً بشكل أكبر من السابق بالنسبة لأي مستخدم انترنت تقريباً في سوريا وأصبحت المدونات السورية جديرة بالمتابعة وقد ربحت عدة مدونات سورية سابقاً جوائز عربية وعالمية في التدوين كما تعرض بعض المدونين للمضايقات والاعتقال بسبب ما يكتبونه في مدوناتهم. التدوين السوري حالياً جيد وأفضل من السابق وقد تعلمت منه الكثير لكننا ما زلنا نطمح إلى الأفضل. مشكلة تويتر أنه ألقى بظلاله قليلاً وجعل النشاط التدويني يخف لدى الكثيرين ومنهم أنا لكن أتوقع المزيد من القوة في المدونات السورية خلال الفترة القادمة.
4. ما هي نوعية الأخبار الذي تضعها في قسم “الصندوق الأسود” الخاص في مدونتك؟
قسم “من صندوقي الأسود” هو قسم جديد أضفته منذ حوالي الشهرين تقريباً وحتى الآن لم ينل حقه من المواضيع التي كانت في بالي بسبب انشغالي الفترة الماضية. الهدف منه هو المواضيع الشخصية المتعلقة بي بشكل مباشر. جميعنا لدينا في داخلنا أفكار قد تكون غريبة وقد تكون مضحكة وقد تكون مخيفة ولا نحب عادةً إخراجها من داخلنا. المفترض بهذا القسم أن أتجرأ وأكتب فيه بعض هذه الافكار التي تراودني داخلياً حتى لو كانت غريبة أو طريفة أو غير منطقية. هذا القسم من الموقع هام وجريء بالنسبة لي وسوف أحاول إغناؤه بالتدوينات خلال الفترة القادمة.
5. كيف توفق بين مدونتك الخاصة وموقعك الخاص “أردرويد”؟
في الواقع أنا فاشل في التوفيق بينهما. فموقع أردرويد يأخذ الغالبية العظمى من وقتي ونشاطي التدويني لأنني مضطر فيه دائماً لمتابعة آخر الأخبار وجديد الأجهزة والتطبيقات وما إلى ذلك. فدائماً أقوم بتأجيل الأفكار التدوينية الأخرى حتى تتأخر كثيراً وأنساها! لهذا أنا مقصر بحق أنس أونلاين ويجب أن أجد طريقة أتابع فيها التدوين في هذه المدونة بشكل أكثر انتظاماً.
6. ما هو سبب قلة المدونات المتخصصة في عالمنا العربي؟
أعتقد أن قلة المدونات المتخصصة يعود إلى قلة الحافز. فالمدونة المتخصصة تحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت، وكي تستمر المدونة المتخصصة يجب أن تتحول فيما بعد إلى (عمل) يدر الربح على صاحبه، فالحماس وحده لا يكفي وينطفىء بعد فترة، لكن هنا تكمن المشكلة إذ أنه ولأسباب كثيرة من الصعب أن تتحول المدونة المتخصصة في وطننا العربي إلى مدونة ربحية أو شركة تسمح لصاحبها بتطويرها والاستمرار بها. المدونة المتخصصة هي مشروع يحتاج إلى الرعاية كي ينمو. وكما بدأنا نلاحظ ازدياد الشركات التي تهتم بتمويل مشاريع رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة في الوطن العربي أتمنى أن تهتم تلك الشركات وحاضنات الأعمال بدعم وتمويل المدونات المتخصصة في أيضاً مشاريع ناجحة ويمكن أن تكون مربحة.
7. سؤال متخصص: لماذا تحب اندرويد وتكره الآي فون وآبل؟
ههههه أنا لا أكره آيفون وآبل لكن سوف أجيب أولاً على لماذا أحب أندرويد.
منذ البداية وقبل أندرويد بكثير أنا من عشاق المصادر المفتوحة. هذا المفهوم يعجبني ففكرة أن يقوم أحدهم بكتابة كود صغير أو حتى نظام تشغيل ثم يقوم بمنحه للآخرين مجاناً للتطوير عليه كيف أحبوا هي فكرة عظيمة. فتبادل المعلومات والبناء على التطور الذي وصل إليه من سبقونا هو سر تطور البشرية. باختصار ففكرة تبادل العلم ونشره بهذه الطريقة هي فكرة نبيلة ناهيكي عن فوائدها التقنية الكبيرة. من جانب آخر فأنا أحب غوغل -ومن لا يحب غوغل؟- أحبها كمستخدم وأحبها كمبرمج عندما يأخذني التفكير في تحليل كيف قاموا ببناء تلك الخدمة الهائلة أو كيف قاموا ببرمجة تلك الخوارزمية. إن أي مهندس كمبيوتر في العالم لا بد أن ينحني إجلالاً لما تقدمه غوغل لأنه يفهم تماماً الجهد (والفن) المبذول وراء كل خدمة. لهذا كان أندرويد بمثابة حلم تحقق بالنسبة لي: مصدر مفتوح + غوغل .. هل يوجد أجمل من هذا؟ أندرويد الذي يُقاد بعقلية غوغل وعقلية المصدر المفتوح يقدم للمستخدم كل ما يشتهيه من تعديلات وتخصيصات وخصائص وإمكانيات, حتى إن أراد المستخدم إمكانية لا توفرها غوغل في أندرويد فلا توجد مشكلة إذ سيجد عشرات المطورين الذين قاموا بإضافة هذه الإمكانية لأندرويد بفضل مصدره المفتوح, أكره في الآيفون سياسته المغلقة بشدة ولا أحب أن أشعر بأنني أعيش في سجن, لا أحب أن أشعر بأنني أحمل هاتفاً يمتلك نفس التصميم ونفس الشكل ونفس الأيقونات …الخ الموجودة في هواتف الآخرين. التخصيص والحرية والانفتاح هي سمات أندرويد التي استمدها من روح المصدر المفتوح ولهذا أحبه وعندما تحمست لأندرويد عند انطلاقته بشكل رآه البعض مبالغاً فيه ضحكوا علي ولم يتوقعوا أي انتشار للنظام، الآن ثبت أن توقعي كان صحيحاً: غوغل + المصدر المفتوح .. من يستطيع الوقوف في وجه هذه العاصفة التقنية؟
8. ما هي مشاريعك المستقبلية؟
هناك عدة أفكار لكن أهمها الدخول بقوة في عالم تطوير تطبيقات أندرويد، بالإضافة طبعاً إلى الكثير من المشاريع المتعلقة بموقع أردرويد الذي أريد تحويله من مجرد مدونة تقدم الأخبار والمراجعات إلى بوابة شاملة تقدم أكثر من هذا بكثير وكل ما يلزم لمستخدمي أندرويد في الوطن العربي.