مقالات تناولت المعارض السوري الذي أكل قلب جندي نظامي
أكل القلوب.. رُب صورة غيرت مسار حرب
يزيد بن محمد
كيم فولك، الطفلة التي ركضت عارية من قصف النابالم 1972، وإعدام أحد أفراد المقاومة الفيتنامية بمسدس شرطي فيتنامي موال لأميركا. بدأ بعدها البحث في كيف تغزو الصورة العقل وتثير الانتباه وتغير الأحاسيس. هذا قبل أكثر من 40 سنة.. الآن أصبحت الصورة ومقطع “اليوتيوب” يشكلان الفكر وتجاوز مرحلة التأثير. ولأننا واحة آمنة بفضل الله ومنته في وسط بحور من الدماء والفوضى، فقد أصبحنا متلقين، وتخزن ذاكرتنا كل مشاهد القتل والدماء التي زاد سعيرها منذ عامين. وآخرها مشهد مقزز لا يرضاه إنسان، يظهر خالد الحمد، أحد أفراد المقاومة في سورية يأكل قلب جندي من نظام بشار!.
لم يعرف تاريخنا العربي إجراما أكثر من إجرام نظام الأسد، ولم يعرف وحشية أقسى من وحشيته.. ومنذ بدء الثورة والصور تتوالى عن فظائع جنود بشار التي لا تنتهي، حتى تكونت قناعة عند الجميع أنه مجرم قاتل. ولكن من صور لقطة أكل القلب وغيرها من بعض لقطات المقاومة ونشرها، إما أنه صاحب غباء لا يوصف أو أنه عميل لبشار.. وهنا أركز على من صور ونشر؛ لأن من فعل ربما فقد أهله وولده وزاغ عقله من كثرة القتل. فالحروب تحول البشر في بعض الأحيان إلى وحوش. لقطات مثل هذه توازي بين وحشية بشار والثوار عند الرأي العام العالمي، وتوحد المترددين أو من يريد ترك بشار خلفه وربما تعزز فرص بقائه. وقد بدأت كثير من مراكز الأبحاث وصحف عالمية تعلق على وحشية الثوار في وقت حساس تتوارد فيه الأنباء عن العمل على صياغة مخرج سلمي لسورية.
أكتب ما أكتب وأنا أبعد عن دمشق 1600 كلم، في بلد وقاه الله الفتن وعصم دماء أهله ورزقهم من الثمرات.. يا إلهي ما أكرمك.
الوطن السعودية
“مُقاتل” لا آكل قلوب
عامر أبو حامد
“في زمن الحرب ليس كل شيء مباحاً… فللحرب أيضاً قوانين”… بهذه الجملة المتكررة تبدأ سلسلة المقاطع الكرتونية المصورة القصيرة التي انتشرت في “يوتيوب” وفي أوساط المعارضة السورية في الأيام الماضية. مقاطع توعوية تشكل حملة بعنوان “مقاتل لا قاتل” التي أطلقها الإئتلاف السوري المعارض لتوعية المقاتلين في الجيش الحر على الجبهات، في ما يُشبه “معايير سلوك” للمقاتلين في صفوفه.
فبينما ترسم يدٌ ملامح حياة مدنية (ابنية سكنية، طفل، معتقل في زنزانة، طواقم طبية…)، تبعد اليد الأخرى أدوات الحرب عنهم، كإبعاد إشارة القناصة عن المدنيين… و”لا تستهدف ولا تهاجم المدنيين، بل أمن الحماية لهم، أو فكّ السلاسل عن معتقل في زنزانة… عامل جميع الناس الذين تحت سيطرتك بإنسانية. احترم المعتقلين أو اللذين استسلموا”. وثمة فيديو آخر يظهر سيارات إسعاف ومسعفين: “إحترم عناصر الخدمات الطبية، وأمن الحماية لهم”. ثمّة أيضاً مقاطع أخرى في الحملة تطلب من المقاتلين عدم تجنيد الأطفال والابتعاد عن استخدام أسلحة غير تقليدية.
قوننة الحرب وتوجيه البندقية نحو هدف واحد هو ما ترمي إليه هذه الحملة ذات الطابع المدني. فالعدو هو النظام وأجهزته القمعية، والهدف هو إسقاطه وحماية المدنيين من بطشه. وهذا في وقتٍ أصبحت فيه الإنتهاكات التي يرتكبها مقاتلون في الجيش الحر، لا تُحصى. علاوة على الفصائل الأخرى المقاتلة كجبهة النصرة والتي أُدرجت مؤخراً على لائحة الإرهاب العالمية. حيثُ تأتي الحملة متزامنة مع فضائح نُشرت في “يوتيوب” وبُثت في نشرات الأخبار عن انتهاكات المُعارضة. وليس آخرها الفيديو الذي يظهر إعدامات جماعية ينفذها أحد أمراء جبهة النصرة، في شرق سوريا، بدم بارد في حق يقارب العشرة أشخاص وصفهم البيان بـ”المرتدين”.
ليست هذه الحملة التوعوية المصورة الأولى التي يقوم بها الإئتلاف عبر “يوتيوب” ومواقع التواصل الاجتماعي. سبق أن نُشرت مقاطع كرتونية على شكل حوارات مُبسطة تشرح مخاطر السلاح الكيماوي وكيفية الوقاية منه وأخرى تفصّل مهام الحكومة المؤقتة وكيفية تشكيلها وضرورتها في المناطق المحررة. لكن، ومع سيل العُنف المصور الذي يتسرب كُل يومٍ إلى الإنترنت، وتحوّل مسارات الصراع في سوريا إلى ما يشبه الحرب الأهلية المفتوحة إقليمياً، الموسومة بالتّشفي الصوري وتوصيل الرسائل والتهديدات عبر “يوتيوب”… هل من المُجدي الحديث عن تقويم سلوك المقاتلين بمقاطع كرتونية مصورة؟
وإذا كانت حملات الإئتلاف السابقة ضرورية لتوعية السوريين بخصوص مفاهيم سياسية واجتماعية، فإن حملة “مقاتل لا قاتل” تبدو أقرب إلى عمل منظمات المجتمع المدني في مجتمعٍ مُعسكر ومعرض للتفتت والاقتتال الأهلي، وفي فضاء اجتماعي يحصد فيه مقطعٌ لمقاتل في الجيش الحر ينتشل قلب أحدهم ويأكله، آلاف المُشاهدات و”اللايكات”، بينما لا يتعدّى المقطع الواحد من الحملة الألفي مشاهدة.
يبدو أن المعارضة السياسية السورية في حاجة إلى أن تقوم بخطوات سياسية أكثر فعّالية لتقطع التمويل عن العصابات الإرهابية التي تقدم نفسها باعتبارها منضوية تحت شعار واحد مع الجيش الحر. هي في حاجة أيضاً غلى تعرية تلك العصابات والتنصل منها، وليس الاكتفاء بدعوات مصورة تطالب من يؤمن بقطع الرؤوس بأن يحترم الحياة المدنية، غير الموجودة أصلاً في سوريا اليوم.
من حوّل أبو صقار إلى وحش؟
الياس حرفوش
شاهدنا جميعاً الشريط المقزز الذي يظهر فيه خالد الحمد (أبو صقار)، احد مقاتلي المعارضة السورية، يمثل بجثة جندي سوري ثم يسحب قطعة من الجثة، يبدو أنها كبد الرجل أو قلبه، ويضعها في فمه وكأنه يحاول أكلها.
شريط منفّر وسلوك غير إنساني بكل المعايير. البعض دان «يوتيوب» لأنها تتيح وضع أشرطة كهذه على موقعها، والبعض الآخر اعتبرها ضرورية لنقل الصورة الحقيقية للفظاعات التي تجري كل يوم في سورية، على كل جبهات القتال، بينما تستمر محاولات الديبلوماسية المخادعة، التي تزعم أنها تبحث عن حل لهذا الدمار الطويل، الذي حصد رقماً قياسياً في عامين، تجاوز مئة ألف قتيل.
على الجانب الآخر، وجد الطائفيون في الشريط فرصةa ليبثوا أحقادهم ويعيدوا نبش التاريخ القديم من الارتكابات المذهبية، على خلفية أن خالد الحمد سنّي المذهب والضحية علوي، كما يبدو. وتحت ضغط مشاهد من هذا النوع يتوقف العقل عادة عن العمل، وتغيب الأسئلة من نوع: ما الذي دفع رجلاً مثل هذا المقاتل إلى ارتكاب ما فعله، وهو الذي تنقل وسائل الإعلام (كما فعلت جريدة «الاندبندنت» البريطانية أول من امس الخميس) انه كان في طليعة المتظاهرين في حي بابا عمرو في حمص ضد دخول المتطرفين الإسلاميين من «جبهة النصرة» على خط الثورة السورية، وضد رفع الشعارات ذات الطابع المذهبي في التظاهرات، وخصوصاً الشعارات ضد الطائفة العلوية، معتبراً أن الثورة السورية هي ضد نظام فاسد ولا علاقة لذلك بالطائفة التي ينتمي رأس هذا النظام وقادة أجهزته الأمنية إليها.
كيف صار أبو صقار إذن ذلك الوحش الذي شاهدناه في الشريط على «يويتوب»؟ ولعل السؤال الأصح يجب أن يكون: كيف تحوّلت الثورة السورية من تظاهرات سلمية في درعا تطالب بإصلاح النظام إلى هذا النهر من الدماء التي تسيل في شوارع المدن السورية كل يوم؟ هل يجوز أن يدفعنا هذا الشريط، على رغم فظاعته، إلى تجاهل حقيقة أن الذي جرّ المجتمع السوري إلى الهبوط إلى هذا الدرك من العنف وهذا المستوى غير المسبوق من القتل، هو النظام نفسه وأدواته القمعية التي لم تترك حياً إلا ارتكبت فيه مجزرة، ذات طابع مذهبي في معظم الأحيان؟
وإذا كانت أجهزة النظام أكثر «ذكاء» من أبو صقار، فلم تصوّر طريقة تعذيب الطفل حمزة الخطيب ثم إرسال جثته مشوهة إلى ذويه، ولا صوّرت قطع رقبة إبراهيم قاشوش ونزع حنجرته بعد قتله ورمي جثته في نهر العاصي بعد تمزيقها، ولا صوّرت مشاهد الجنود السوريين وهم يرقصون فوق جثث ضحاياهم، أو أفلام اغتصاب النساء في حي بابا عمرو وإدلب والبيضا، وذبح الفارين من القتال في درعا وإحراق جثثهم، إذا لم نشاهد تلك الفظائع على «يوتيوب» فهل يصح أن يكون ذلك سبباً لاعتبار ما ارتكبه خالد الحمد، على رغم فظاعته، الأكثر عنفاً ووحشية بين الجرائم التي ترتكب في سورية؟
تقول الروايات التي قرأناها، ومعظمها منقول عن صحافيين أجانب أتيح لهم التعرف إلى الحمد و«كتيبة عمر الفاروق» التي كان يقودها في بابا عمرو إن مقاتلي هذه المجموعة كانوا بين الأكثر تنظيماً من المقاتلين من مختلف الفرق. ويروي مراسل «الاندبندنت» مثلاً أن هذه المجموعة أمرت بإعدام أحد المقاتلين الأجانب من الجهاديين السلفيين، لأنه قام بخطف صحافي بريطاني. كما ينقل أيان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «الغارديان»، إن إحدى قريبات الحمد اغتصبت وقتلت في حمص على يد قوات النظام. ويروي أن الحمد وجد بين الأفلام التي عثر عليها في الهاتف المحمول للجندي الذي قام بالتمثيل بجثته شريطاً مصوراً يظهر هذا الجندي وعدداً من رفاقه وهم يرقصون حول سيدة عارية وبناتها العاريات ويغرسون قضباناً في أجسادهن، قبل أن يقوموا بقتلهن.
لا يبرر كل هذا ما ارتكبه الحمد، والذي يجب أن يدفع المسؤولين عن «الجيش الحر» وعن سائر التنظيمات المقاتلة في المعارضة إلى الارتفاع بسلوكها مع الأسرى والقتلى إلى مستوى ارفع مما يرتكبه جنود النظام. غير أن السؤال يبقى: من الذي يفترض أن يكون اكثر تنظيماً وانضباطاً: جنود جيش نظامي، أم مقاتلون تجمعوا من كل أنحاء سورية ومن خارجها، من دون أن تكون لهم قيادة موحدة مسؤولة عن تحركاتهم وقادرة على ضبط سلوكهم؟
الحياة
عن المعارض السوري الذي أكل قلب جندي نظامي
نشر موقع “بي.بي.سي” البريطاني (بالعربية، 16 أيار 2013) مقالة للباحث الألماني في علم النفس رولاند فيرستال من جامعة كونستانز (ألمانيا) عن “التمثيل بالجثث في الحروب” بعد الصدمة التي سببها شريط فيديو نشر مؤخرا، يظهر فيه معارض سوري وهو يأكل قلب جندي تابع لقوات النظام. من المقالة نقتطف:
أثار الشريط السوري قرفاً وانزعاجاً كبيرين. ولكن هل كانت هذه الحادثة أكثر قسوة ولا إنسانية من غيرها من الفظائع التي زخرت بها الحرب السورية إلى الآن؟
لقد تعودنا في هذه الحرب على سماع أنباء عن قبور جماعية وتعذيب وقتل وتشويه المدنيين وإزالة قرى كاملة عن بكرة أبيها. ولكن هذا العمل البربري الأخير استرعى انتباها خاصا. فأكل لحم البشر يناقض كل القيم والمبادئ الوضعية والأخلاقية المتعلقة بالتصرفات المقبولة في الحروب. فهل دخل العنف في سوريا مرحلة جديدة فعلا، وما هي دوافع هذه الاعمال؟
إن محاولة تفهم الآليات التي تغذي القسوة هو مجال اختصاص وحدتنا التابعة لقسم علم النفس في جامعة كونستانز.
لقد خلصنا، من التحدث إلى أكثر من 2500 مقاتل سابق من أوغندا ورواندا وكولومبيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، الى أن ثمة أدلة تشير إلى أن الفظائع الكثيرة التي ارتكبت في تلك البلدان – دون أن يلحظها الغرب – كانت لا تقل قسوة ووحشية ولا انسانية من الحادثة الأخيرة في سوريا. بل على العكس من ذلك، فعندما تسقط الحواجز الأخلاقية وعندما يشرعن العنف باسم الحرب، ينهار الوازع الذي يمنع عادة الانسان من قتل انسان آخر. فرؤية العدو أو الضحية وهو يعاني يمكن أن يكون بحد ذاته مكافأة كافية للعنف، ناهيك عن المكافآت الأخرى كالمجد والموقع الرفيع والمكافآت المادية.
وفي واقع الحال، هناك دافعان أساسيان لهذا الشكل من التصرف العنفي. فهناك أولا العنف الناتج عن العواطف السلبية كالغضب والكراهية، والذي يبدو أنه مجرد رد على تهديد ما، وهناك ثانيا العنف المتأتي من عواطف إيجابية كالإثارة والمتعة الجسدية.
يميل المدنيون إلى تفهم العامل الأول أكثر من ميلهم لتفهم الثاني. ولكن لا أحد يعلم القصة التي تقف وراء الشريط السوري الأخير، وبالنتيجة لا يعلم أحد الدوافع التي جعلت المقاتل المعارض يتصرف بتلك الطريقة. ورغم أن تصرفه مرفوض ولا يمكن تبريره، سأحاول اثبات ان تصرفه يمكن فهمه اذا اخذنا بالاعتبار ما كان قد حدث قبيل ذلك.
فالبشر يتمكنون من التصرف بطرق قد تبدو غاية في اللا إنسانية اذا تملكهم الغضب العارم والرغبة بالانتقام. من الأمثلة الجيدة على ذلك حادثتي اعدام صدام حسين واسامة بن لادن. فهاتان الحادثتان تؤكدان لنا أنه تحت ظروف معينة، قد يتخلى حتى المدنيون عن قيمهم الأخلاقية التي تتضمن التعفف عن القتل. فبدل أن يثيرا التقزز، اصبح البحث عن شريطي اعدام صدام وغرفة بن لادن المضرجة بالدماء كالبحث عن صيد ثمين.
ولذا، يجب ألا تفاجئنا قسوة أعمال العنف التي تشهدها الحروب. فهل يمكن للمشاعر – وبالنتيجة، العنف – أن تكون أكثر شدة مما هي عليه في حرب طويلة وغير قابلة للحل كالحرب السورية؟
أما النوع الثاني من السلوك العنيف، وهو ما يطلق عليه العدوانية الاشتهائية (التي تمارس من أجل المتعة)، فهو غير مألوف لمعظم الناس. فقد قال ثلث المحاربين السابقين الذين استطلعنا آراؤهم إن العنف والمعاناة التي يمر بها ضحاياهم قد تثير فيهم روح الاثارة وحتى المتعة. وفي هذه الحالات، لابد من سفك دم الضحية عند قتله.
وتعتبر ممارسات كالتعذيب والتشويه (كبتر الآذان والشفاه والأعضاء التناسلية) والتمثيل بالجثث من الأعراض الجانبية المألوفة للحروب، ويمكن ملاحظتها في جميع الخلفيات الثقافية والتاريخية. ولذا، لا يجب ان تفاجئ الحادثة السورية أحداً، بل يجب ان نفاجأ بمقدار انتهاكات حقوق الانسان التي نتوقع أن تقع في سوريا التي لا يتم الاعلان عنها.
واضافة الى العدوانية الاشتهائية بوصفها دافعا أساسيا للقسوة، فلأكل لحم البشر بوجه خاص دلالات اجتماعية وشعائرية كبيرة. فهناك حركات تمرد تمارس عادة أكل لحم البشر باعتبارها تشكل جزءا من حضارتها التقليدية. فعشرة بالمئة تقريبا من المتمردين السابقين في جمهورية الكونغو الديموقراطية قالوا في احدى الدراسات التي أجريناها إنهم أكلوا لحم البشر، بينما قال ربعهم إنهم شاهدوا رفاقا لهم يمارسون هذه العادة. ومقاتلو الماي ماي في شرقي الكونغو يعمدون إلى شرب دم اعدائهم او أكل قلوبهم واعضائهم التناسلية لاكتساب قوة هؤلاء الأعداء. ولكن، وبما أنه ليست ثمة أدلة تشير إلى وجود تقليد مماثل في سوريا، فالتكهن بهذا الاتجاه يعتبر خاطئا ومبالغ فيه.
مع ذلك، من المرجح أن يترسخ التصرف الذي أبداه المعارض السوري في الحرب الدائرة رحاها في تلك البلاد. فممارسة العنف بحق المدنيين واستخدام القسوة القصوى ضد الأعداء تعتبر استراتيجيات فعالة لإخافة العدو وتحطيم معنوياته رغم مخاطر الانتقام التي قد تثيرها. فالاهتمام الذي أولاه الاعلام لهذه الحادثة والتقزز الكبير الذي اثارته قد يشيران إلى عزم المعارضين على اللجوء إلى العنف من أجل تحسين موقفهم التفاوضي، أو قد تغذي من ناحية أخرى دائرة العنف.
خلاصة القول إن الدوافع الكامنة خلف القسوة معقدة جدا، ولذا يتطلب تقييم الحادثة التي وقعت في سوريا توفر معلومات كافية، وهي غير متوفرة لا في الحادثة المذكورة ولا في الحرب السورية بشكل عام.