الحرية لرزان زيتونة، الحرية لمخطوفي دوماصفحات مميزة

من أحمد كوسا… إلى رزان زيتونة: “عنادنا أقوى من ألمنا” مجدداً/ زياد إبراهيم

 

عزيزتي رزان ….

على طيات هذه الجريدة كتبتِ لي قبل عامين، ولم يسعفني انشغالي باستقبال الشهداء هنا بأن أجد الوقت المناسب لأرد على ما كتبتِه. فكما تعرفين، منذ ذلك الوقت والشهداء يأتوننا بكثرة، وأصبحْتُ الآن من الشهداء القدامى، ويجب أن أهتم برفاقي الذين لحقوا بي

لا يوجد الكثير مما أستطيع إخبارك به هنا، فالمقاييس تختلف كثيراً عن مقاييسكم، ولكنني أستطيع أن أخبرك عما يحدث في مكان قريب منك.

وصلني وبكل الأسى خبر اختطافك مع الأصدقاء سميرة ووائل وناظم، وها هو العام الآن قد انقضى على تغييبكم عن المشهد وعن الثورة… عن أحلامنا التي خرجنا لأجلها، وعن الآمنا التي كان عنادنا أقوى منها. بل كما ذكرتِ يتغذى عليها.

في المكان القريب منك لايزال عدد الشهداء في ازدياد، ولا تزال لقمة العيش مغموسة بالدم والكرامة، وأصبح للناس اليوم أكثر من عدو، واقتنعوا تماماً بأن العدو الذي خرج من بينهم لا يقل خطراً عن العدو الذي خرجوا ضده لينالوا كرامتهم. وبالرغم من ذلك، فعنادهم هو الذي يبقيهم على قيد الحياة. أما موجة اليأس العامة فهي قديمة، ولكن وجودك في السابق كان يخفف الكثير من آثارها.

وإذا وسعنا النطاق قليلاً، فإن «خيباتنا» (كما ذكرتِ لي سابقاً) قد أنتجت أعداء جدداً لا هم لهم سوى إسكات أصوات الحرية، والنشاط المدني، الذي طالما كان همك أن يرتقي ليكون عصب الثورة، وفي النهاية كنتِ ضحية أعدائه.

البراميل مازالت تتساقط على رؤوس المدنيين في كل المدن، وكأن ما على الأرض لا يكفي لابتلاع نشوتنا عندما يخطئنا الموت، فتأتي السماء لتردع هذه النشوة، وتحيلها الى صمت مطبق. فالموت أصبح الحليف الوحيد لنا بعد أن تخلى عنا الجميع.

أما رفاق النضال والأصحاب فلم ينسوا منذ عام ورقة التهديد التي تلقيتها، ولا حادثة الاختطاف المستنكرة. وهم مازالوا يصرخون منذ ذلك الحين في وجه الخاطفين ويملأون الدنيا صخباً وضجيجاً، ويعملون بكل ما أمكنهم حتى يأتي ذلك اليوم وتكوني بينهم. أحد الأصدقاء ذكر لي بأنه أحياناً يخاف من لحظة حريتك، لأنه لا يملك إجابة عن سؤالك عندما ستقولين «ماذا فعلتم في غيابي». لكنه مع ذلك هو واثق بأن يوم حريتك آت لا محالة. وعلاء لا يزال يبشرني بالانتصارات في درعا قبل موعدها. نعم، لقد بقي هناك كما كانت تقول لافتة. أما أسامة، فمنذ غيابك لا يكف عن العمل حتى أصبحنا قليلي التواصل في الآونة الأخيرة.

أكتب لك الآن وبجانبي عدي ومنير وخليل وآخرون، وهم يرسلون السلام إليك وللأصدقاء، ويقولون بأنكم حاضرون رغم غيابكم، وكلنا ننتظر أن تنقشع غيوم هذه المحنة، ليعود للثورة ألقها، وتعود نسمة الفرح للوجوه التي شحبت منذ غادرتِها.

لن أحيل لك الدور في الكتابة، فإنني أعرف ظروفك التي لا تسمح بذلك، لكنني سأنتظر اللحظة التي سوف تتحررين بها، وها هي قد باتت قريبة الآن، وعندها ستكون هذه أجمل رسالة تصلني منك.

( لجان التنسيق المحلية. (

[المقالة رد على مقالة كتبتها السيدة رزان زيتونة في 17 اذار 2013 في «نوافذ»

 

http://www.almustaqbal.com/v4/Article.aspx?Type=np&Articleid=563231

المستقبل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى