من مؤسسات الخضوع إلى مؤسسات الحرية
أنا الموقعة أدناه عائشة أرناؤوط، أعلن انسحابي من اتحاد الكتاب العرب، الأمر الذي كان عليّ منذ زمن القيام به، بيد أن نسياني الكامل لعضويتي فيه هو ما تسبب في تأخير قرار انسحابي. وليس أبلغ من نسياني للتعبير عن واقع عضويتي فيه.
إيماناً بتلك المرحلة التاريخية الفريدة لوطننا سوريا بعد نصف قرن من حكم الطغاة، ونصرة لثورة شعبنا العظيم من أجل الحرية والكرامة، أعترف أن الاستمرار في انتسابي لمؤسسة مازالت تتلذذ بالخنوع لتعليمات الآلة القمعية والحلول الأمنية الدموية تشكّل خيانة كبرى للدماء الطاهرة التي تراق كل يوم من أجل الحرية والأخوة والمساواة، تلك المبادئ التي يجذّرنا فينا شعبنا الرائع وينقلها من مجرد ألفاظ على ورق في تهويم تنظيريّ إلى واقع معاش على الرغم من برك الدم وألسنة اللهب.
إن / اتحاد الكتاب العرب/ إن صحّت تسميته كذلك، لم يعد لسوريا والسوريين مكان في أهدافه ونشاطاته، كان عليه أن يتخذ موقفاً إنسانياً على الأقل، للتنديد بالجرائم البشعة التي يمارسها النظام يومياً ضد شعبنا العظيم وهو يثبت يوماً بعد يوم إصراره على الحياة الحرة الكريمة، وكان أولى بـ ” ا تـ حـ ا د نـ ا ” أن يكون السبّاق إلى مثل هذا الهدف الأسمى مروراً بوطننا وشعبنا إلى البشرية جمعاء.
وإنني إذ أعلن انسحابي هذا، أتشرف بالانضمام إلى رابطة الكتاب السوريين، التي تواكب ثورة شعبنا للانتقال من مؤسسات الخضوع إلى مؤسسات الحرية.
عائشة أرناؤوط
باريس 4/1/2012