مهادنة “داعش” وتأجيج الفتنة/ راجح الخوري
للمرة المئة يعلن باراك أوباما انه سيتصدى بشكل أكبر لتنظيم “داعش”، وسيعيد النظر في الإستراتيجية الأميركية للحرب على الإرهاب، لكن العتب على من يصدّق لأن وعوده تفتقر الى الجدية، ولعلها مجرد ترهات مكتوبة بالحبر الممحي كما يقول السيناتور جون ماكين.
لم ينسَ أحد سيل الإنتقادات التي وجهتها هيلاري كلينتون وعدد من وزراء الدفاع السابقين وسفيره في سوريا روبرت فورد ومبعوثه الشخصي فريدريك هوف، والتي إتهمت سياسته المتقاعسة بصنع “داعش” والإرهابيين، ولهذا عندما ذهب الإثنين الى “البنتاغون” ليعلن “ان الائتلاف الدولي الذي تقوده اميركا عازم على تكثيف التصدي لداعش”، بدا الذهول واضحاً على وجوه الحاضرين وبينهم الجنرال مارتن ديمبسي!
هل ان اميركا التي أسقطت صدام حسين في تسعة أيام عاجزة عن وقف تقدم “داعش” في العراق من الموصل الى الرمادي وفي سوريا من الرقة الى تدمر، في حين يتنامى ظهور “الدواعش” من المحيط الى الخليج على السمع والطاعة لأبي بكر البغدادي، أم ان “داعش” هي عملياً من الأدوات الضرورية لتنفيذ المخطط القديم لتقسيم المنطقة إنطلاقاً من العراق؟
تعالوا نتأمل في الصورة الكاملة للوضع الملتهب الذي يقول اوباما انه يحتاج الى مزيد من الوقت:
١ – واضح تماماً ان ليست هناك رغبة أميركية جادة في ضرب داعش”، ولا معنى لكلام اوباما عن خمسة آلاف طلعة جوية لقصف التنظيم حين يقول جون ماكين وغيره، ان المقاتلات تعود أحياناً من غير ان تلقي قنابلها، وكذلك حين تنقل “الدايلي تلغراف” شكوى دول خليجية مشاركة في الائتلاف من ان طائراتها حددت اهدافاً واضحة لمواقع “داعش” لكن اميركا حالت دون ضربها!
٢ – لماذا تبرز جدية القصف الأميركي فقط في المناطق الكردية [أربيل وكوباني وتل ابيض]، ومن المعروف ان الأكراد يريدون الحصول على دولتهم، وقد أعلن مسعود بارزاني ذلك صراحة من واشنطن في حين كان جو بايدن المتحمس لتقسيم العراق يقول للأكراد : لقد ألهمتم العالم !
٣ – عندما يقول اوباما انه “يمكن دحر “داعش” حينما يكون لأميركا شريك فعّال على الأرض كما حصل في تكريت”، فمن حق الخليجيين التساؤل أولسنا شركاء فعالين في الائتلاف ولماذا يختار اوباما الشركاء الذين يزيدون الوضع تفاقماً، لأن من غير المفيد قتال السنة بالشيعة على ما حصل في تكريت وما يحصل في الأنبار، وهل ايران شريك جيد أم انها بقتالها في المناطق السنية “تدعوش” الكثيرين؟
٤ – ثم لماذا السكوت عن دخول القوات الأيرانية الى العراق لدعم “الحشد الشعبي”، ولماذا الإصرار على عدم تسليح العشائر السنية، لتتولى تحرير مناطقها ويتبين مهزلة اكتفاء اميركا بتدريب 60 عنصرا فقط من المعارضة السورية؟
التهار