صفحات العالم

“مهمات أطلسية” لقوات الأسد!


    راجح الخوري

انقلبت المعادلة تماماً. فعندما قال بشار الاسد قبل اشهر”انهم اقوى في الفضاء ونحن اقوى على الارض” لم يكن يتوقع انهم سيصبحون اقوى على الارض ليكون هو اقوى في الفضاء، لكنه يبدو الآن وكأنه ينفذ المهمة التي نفذها حلف شمال الاطلسي في ليبيا!

في ليبيا قامت مقاتلات الاطلسي بضرب قوات القذافي على الارض بينما تقوم مقاتلات الاسد بقصف المدن والاحياء، حيث يبدو ان المعارضة هي الاقوى على الارض. قوات الاطلسي استخدمت الصواريخ ضد مراكز القذافي ودباباته وقوات الاسد تستخدم الصواريخ ضد المعارضة وحتى ضد الافران كما اعلن امس بهدف التجويع في حرب تجاوز عدد ضحاياها الـ200 يومياً والعالم في صمت!

وسط هذه المأساة الكارثية يصل الاخضرالابرهيمي نهاية هذا الاسبوع الى دمشق في مهمة تشبه السيرعلى بيض في ارض متفجرة آخر ما يلقيه النظام على مدنها واحيائها ما سمّي “قنابل برميلية” هدفها توسيع دائرة التدمير والقتل!

والابرهيمي يقول انه لا يملك إلا “الإلحاح على وقف العنف وبدء عملية سياسية”، لكن هذا الكلام لن يوقف المأساة لأنه لا يضيف شيئاً الى خطة سلفه كوفي انان التي انتهت الى فشل صارخ، فكيف وان روسيا قد تراجعت الآن حتى عن تأييدها السابق لمبادرة انان وتحديداً لجهة الدعوة الى سحب الآليات الثقيلة من المدن وهذا يعني استمرار غياب التوافق الدولي الذي يراهن عليه الابرهيمي؟

وها هو سيرغي لافروف ينسف مهمته بالقول: “ان من السذاجة او الاستفزاز ان تعتقد الدول العربية والغربية أن الاسد سيوقف النار اولاً ويسحب قواته من المدن الكبرى”، في حين يقول الابرهيمي “ان دور الحكومة ومسؤوليتها أكبر في مسألة وقف استخدام العنف”.

نعم يسير الابرهيمي على بيض في ارض القنابل، فهو يرى ان مهمته “مخيفة” ويحاول قرع باب الاسد بالقول انه لا يحمل افكاراً مسبقة “ومن المبكر الحديث عن تدخل عسكري لأن التدخل يعني فشل العملية السياسية”، لكنه بهذا يتناسى “النصيحة” التي ارسلتها دمشق اليه عندما دعته الى عدم سلوك طريق انان في مسألة “الانتقال السياسي”، ولهذا لن يبقى اي معنى لدعوته الاسد الى ان يدرك “ان الحاجة الى التغيير أمر عاجل وضروري لأن التاريخ لا يعود الى الوراء ويجب الوصول الى عملية سياسية تمكن الشعب السوري من تلبية طموحه عبر اطار سياسي جديد”.

مجرد كلام بينما يحاول الاسد وهو الاقوى في الفضاء ان يحرر الارض السورية من سيطرة المعارضين المتزايدة، تماماً كما حرر الاطلسيون ليبيا من سيطرة القذافي ولكن من دون “قنابل برميلية” على الاحياء السكنية!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى