بيانات الانتفاضة

مهمات طريق التغيير السلمي في الخروج الآمن من الأزمة


مجموعة طريق التغيير السلمي في سوريا

في الأزمة: بعد عام على انطلاق الأحداث النوعية الهامة والخطرة في وطننا سوريا،غدا مصطلح(الأزمة)هوالأكثر شيوعا في الاستخدام للتعبيرعنها،الأزمة الوطنية القائمة هي حالة من الاستعصاء في التناقضات والصراعات،والاستراتيجيات القصوية في الوصول إلى الأهداف،واستخدام أكثر الوسائل تدميرا وتخريبا،بدون أية حسابات للمخاطر والتكاليف التي حصلت،وتلك “الواعدة”!من قبل الأطراف الأساسية المشتركة في الصراع داخليا وخارجيا،غدا كل المطلوب ومن زمن غير قصير هو البحث والعمل الجاد للخروج من الأزمة بأقل التكاليف،ونعتقد أن المنهجية العقلانية،والأخلاقية،عداكم عن الضرورات السياسية تفترض الإنطلاق(أساسا)وفورا من مستوى المخاطرالتي أفرزتها الأزمة والتكاليف واحتمالاتها المستقبلية،ومن ثم تأتي بقية الاعتبارات،القناعات الايديولوجية،المبدئية والتشدد والقصوية،من الذي كان ولا يزال المسؤول عما حصل؟!

المخاطر التي أفرزتها الأزمة :

1- العنف الداخلي المتبادل ،عنف السلطة من جهة،وعنف الفعاليات المتعددة داخل صفوف الحراك الشعبي من جهة أخرى،إذ حافظت السلطة على طبيعتها على نهجها ووسائلها الأساسية في معالجة الأزمة،كما تمكنت قوى خارجية وداخلية متطرفة من أخذ الحراك إلى العنف،على أرضية البنية المجتمعية والسياسية السورية،وحجة الدفاع عن النفس،وهكذا ابتلع العنف إلى درجة كبيرة الأهمية السياسية والأخلاقية للبدايات التي انطلق منها الحراك.

2- اشتداد الاقتتال الداخلي واتساع رقعته،وتقدم أشكال الحرب الأهلية،بما فيها الطائفية منها،انتشار القتل والخطف وطلب الفدية وفك رهن الخطف،وانتشار الفوضى في عدة مناطق وتقطع الطرق وغياب الأمان.

3-المستوى العالي والمتعدد الوجوه للتدخل الخارجي،السياسي وغرف العمليات السياسية والإصرار الدبلوماسي على انتزاع قرار دولي (بعد تعثر وفشل الجهد العربي حتى الآن)على التدخل العسكري الحاسم،الحصار الاقتصادي سيء الصيت الذي خلق مشاكل خطرة جدا للشعب السوري والاقتصاد السوري وليس للفئات القيادية في النظام كما تدعي جهات الحصار،التدخل الإعلامي الهائل والأجندات السيئة وقدراتها الكبيرة في تحويل الوعي أو إجراء انزياحات فيه،التدخل العسكري المتنوع جدا من الدعم اللوجستي إلى فتح المعسكرات وتجميع المقاتلين من كل مكان والسماح لهم بالدخول والخروج،وتهريب السلاح،والتدخل الأمني المعلوماتي،والسخاء المفتوح بالتدخل المالي (المال السياسي)كل ذلك مع المسائل الأخرى يعمل على تدمير الوضع الداخلي ريثما يتحقق شرط التدخل العسكري الحاسم.لاحظوا أهمية وخطورة توقف الجزيرة والعربية وغيرها من الاصطفاف،توقف الصف العربي الرسمي عن جهده السياسي والمالي وقراراته بمحاصرة النظام،توقف أو تراجع الدور التركي،توقف الضخ المالي،كلها عناصر غدت حاسمة في حياة الحراك ومستقبله وأهدافه والقوى الداخلية التي تقف في صفه،ومستوى الإرتهان في كل ذلك.

4- المستوى المتقدم والواضح للتفكك الاجتماعي والوطني،تراجع الوحدة الوطنية وتقدم العصبيات المتخلفة،تزايد الشحن الطائفي وتقدم ثقافة المكونات،.

5- انزياح واسع وعميق في الوعي الوطني،والانتشار الخطر والمستهتر لثقافة استدعاء العامل الخارجي للتدخل والتحكم بمصائر الوطن باسم الحمايات الإنسانية،أو الدفاع عن النفس،خاصة وأن النظام قد فشل كليا في قضية التحصين الداخلي بحكم نهجه وممارساته.

6- خطر الثقافة والتوجه والقرار المتخذ في الخارج والفعاليات الأساسية في الحراك والمعارضة،لتدمير الدولة ووظائفها،وعدم الفصل بين السلطة والدولة،بقصد إضعاف هيبة السلطة والنظام وتعميم الفوضى،وعدم الاهتمام بالمخاطر الناجمة عن ذلك،خاصة في تطوير واستفحال أشكال الحرب الأهلية،وامتدادها طويلا،وكذلك في المزيد من المشاكل الاقتصادية والمعيشية والتنقل،وغياب الشعور بالأمان،والمزيد من تفكك اللحمة الوطنية والمجتمعية.

حول خطة عمل ومهمات طريق الانتقال السلمي:

1- تأكيد استمرار اختيارنا لاستراتيجية خط الانتقال السلمي المعارض،كخطة عمل أساسية،ونهج وثقافة،وتكتيكات ووسائل نشاط ودعوة وتحريض وإعلام،كانت ولا تزال طريق الانتقال الآمن،والآن طريق الخروج من الأزمة والإنقاذ ،طريق التكاليف الأدنى بما لايقاس على الصعيد الإنساني والوطني،حتى لو برزت أي إمكانية في انتصار استراتيجيات أخرى.

2- الكتلة المجتمعية والشعبية الأهم والأكبر،والتي تشمل التركيبة الوطنية الديموغرافية،التي لم تستقطب أو تنضم إلى أي من طرفي الصراع،رفضت وترفض استراتيجية كل منهما ووسائله ونهجه،ترفض العنف والاقتتال الداخلي،والتدخل الخارجي،هذا الطرف الذي يتجاوز نسبة 60% من الشعب وهو بحالة تزايد من فعاليات الحراك ومن صف النظام،يجب العمل على تحويل هذا الصف إلى قوة فاعلة على الأرض،بكل الوسائل السلمية،مهما تعرض هذا الخط للقمع والعنف والعزل من أي جهة كانت.

3- تبني مبدأ الحوار مع أطراف الأزمة الوطنية في الداخل،دون أي شروط مسبقة،حوار الطاولة المستديرة هو الوسيلة الحاسمة إن لم نقل الوحيدة للخروج من الأزمة،لرسم خطوات وتفاصيل مرحلة الانتقال،وأخذ مصالح كل الأطراف بعين الاعتبار.

4- قبول أي دور خارجي ،وعربي خاصة بشرط التأكد من حياديته تماما،وأنه لا يعمل من أجل مصالحه،ولا يعمل على تأجيج المخاطر القائمة.

5- طلب وقبول كل المساعدات الإنسانية والاقتصادية للشعب السوري،أيضا بشرط حياديتها المطلقة وعدم التمييز السياسي فيها.

6- العمل السياسي والدعاوي والتحريضي والإعلامي والأخلاقي،لكشف ونقد وفضح وإدانة أي طرف يعمل بالعنف،ويعمل على مفاقمة الاقتتال الداخلي وأشكال الحرب الأهلية،ويطرح أو يستدعي بأي صورة التدخل الخارجي،أو يدعو ويعمل على تدمير الدولة ووظائفها.

7- العمل ضد أي منطق يسعى لقسم الجيش،وتدمير دوره في مسألة إبقاء الدولة ووظائفها والسيادة الوطنية.

8-الحفاظ على الثوابت في الانتماء القومي والوطني،والصراع مع الكيان الصهيوني واسترجاع كل الأراضي السورية المحتلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى