صفحات العالم

مود ينعى باكراً خطة أنان؟!


    راجح الخوري

خلاصة تصريحات رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود الى شبكة “سكاي نيوز” توضح منذ الآن ان مهمته قد تنتهي كما انتهت من قبل مهمة المراقبين العرب “ويا حصرماً رأيته في حلب”!

اولاً: من المثير للاستغراب ان يحتاج مود الى اسبوع تقريباً ليكتشف ان “وقف النار هش… وان النجاح هو ان نرى وقفاً للعنف المسلح بجميع اشكاله”، فقد كان من المفترض وفق قراري مجلس الامن 2042 و2043، ان يصل المراقبون الدوليون للاشراف على وقف النار لا لكي يتحولوا مجرد عنصر تهدئة عابرة كما اوحى مود: “ما نراه على الارض انه في المناطق التي فيها مراقبونا يكون لوجودهم تأثير مهدئ”، وهو يعلم انه فور ذهابهم تستأنف النار عملها القاتل والمدمر!

ثم عندما يقول مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة إيرفيه لادسو ان النظام لم يسحب الاسلحة الثقيلة التي تبقى في المدن والاحياء امام اعين المراقبين خلافاً لخطة انان، وان انتهاكات وقف النار مصدرها من الجانبين [النار لم تتوقف اصلاُ] فإن ذلك يعني ان مود وانان وبان كي – مون الذي تتهمه دمشق بأنه “منحاز للغاية” لن يتمكنوا بدورهم من رؤية الحصرم في حلب!

ثانياً: ومن المستغرب ان يرفض مود انتقاد بطء مهمة المراقبين التي مضى عليها شهر من اصل ثلاثة اشهر، ولم يصل حتى الآن إلا 31 من اصل 300 يقوم النظام بالتدقيق في اصلهم وفصلهم ولون عيونهم في اطار “لعبة القط والفأر” التي يمارسها مع الامم المتحدة، في وقت تبرز فجاجة المأساة من خلال اقامة مقارنة بين عدد المراقبين الذين يدخلهم مجلس الامن الى سوريا وعدد القتلى الذين تدخلهم الازمة الى القبور، فمقابل 31 مراقباً سقط ما يزيد على 360 قتيلاً، وهذا يعني ان 1200 ضحية جديدة قد تسقط في سوريا قبل وصول المراقبين الـ 300.

ثالثاً: هنا يصل الاستغراب الى مداه الاقصى، عندما يقول الجنرال مود: “حتى لو وصل عدد المراقبين الى 300 فإنهم لن يتمكنوا من تغطية كل المدن في كل انحاء سوريا، وانه “لكي ينجح الامر فإنه يتطلب بذل الجهود المشتركة للشعب السوري والحكومة السورية والمعارضة وعواصم العالم”.

هكذا اذاً بعد 13 شهراً على بداية الازمة وما شهدته من حمامات للدم ومن المآسي والتهجير والتدمير، وبعد وصول سوريا الى عتبة الحرب الاهلية لا بل الى جحيمها كما يرى البعض، يأتي رئيس بعثة المراقبين الدوليين ليقول في اول تصريح له، ان الامر لن ينجح إلا من خلال الحكومة السورية والمعارضة، في وقت يرفض المعارضون ما هو اقل من تغيير النظام الذي يعتبر بدوره ان المعارضة مجموعات من الارهابيين يجب القضاء عليهم!

هل نقول ان المستر مود وصل باكراً الى محصلة محمد الدابي وانه سينتهي ايضاً مع شعار: يا حصرماً رأيته…؟!

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى