صفحات الحوار

ميشال كيلو في “رأس العين”: حتى لا تكون نقطة انطلاق الحرب الأهلية في سوريا!

 

على حاجز لـ”المتشدّدين”، يضم عناصر من “النصرة” و”غرباء الشام” وغيرهم من السلفيين الجهاديين، صاح أحدهم “يا شباب الوفد والاستاذ ميشيل هون”!

“هرع الشباب محاولين معانقتي وتقبيلي والتقاط صور معنا ” يضيف ميشال كيلو، وهو يخبرنا عن زيارته لـ”رأس العين” على الحدود السورية-التركية قبل أيام.

وهنا يقول ميشال كيلو أنه قام بمهمة الوساطة بناءً على طلب رؤساء كتائب بينهم قائد “كتيبة الفاروق”. وقد وضع مهمته ضمن إطار “اللجنة الوطنية لحماية السلم الأهلي والثورة”.

وعند الأكراد، أيضاً، كان استقبال “مطنطن”. وقد سعدت بلقاء ” حسن الشيشاني” بين “غرباء الشام”، علما بأننا كنا معا في السجن وانه كان يضع ربطة “لا إله على الله محمد رسول الله ” حول رأسه!

الشباب على حاجز “الكتائب” مستاؤون من جماعة “الإئتلاف الوطني” الذين وعدوا بالمجيء إلى هنا لفض “مشكل رأس العين”، ولكن أحداً لم يأتِ!

في “رأس العين”، هنالك سريان وأرمن وأكراد وعرب، “وقد جاء عرب وكرد بسطاء للسلام علينا”! ويضيف ميشال: “كنت مع زميل من آل البارودي من حماه وزميل كردي وزميلين من الجزيرة “.

الجو العام مختلف عما تنقله وسائل الإعلام. زعيم “غرباء الشام” قال “لا تحكي بإسلام ومسيحيه”! ومن الجهة الأخرى، فالأكراد الذين التقيت بهم كانوا قد أمضوا مثلي سنين في السجون، وهم على درجة رفيعة من الوعي السياسي. “الأكراد كانوا فرحين جداً بزيارتنا، وكانوا قد تلقوا اتصالاً من “أربيل” قبل يومين لضمان أن المهمة ستنجح”.

وبعد أن يذكّر بأن الأكراد قاتلوا بعد زيارتنا إلى جانب “الجيش الحر” في حي “الأشرفية” بـ”حلب”، يضيف ميشال كيلو: “قلت للأكراد “هل تتصورون انكم تستطيعون العيش بدوننا وأننا نستطيع العيش بدونكم؟ إذا أردتم أن تطلّقونا فهذا حق لكم. ولكن سوريا المستقبل لن تقفل حدودها مع “إربيل”. ولا تنسوا أن أول رئيس جمهورية في تاريخ سوريا كان كرديا، وأول رئيس حكومة كان كردياً، وأول رئيس أركان كان كردياً!

وأضفت: ” دعونا نغادر معا زمن التشنج القومي إلى زمن التفاعل الديمقراطي”.

دور مشبوه

بالنسبة لميشال كيلو، هنالك “دور غير حميد ” قامت به جماعات حصلت فجأة على ذخائر وأسلحة. وهناك حديث في البلدة عن نهب وسلب مارسته جميع الأطراف .

يضيف ميشال كيلو: تحدث مع العقيد حسن عبدالله، قائد “المجلس العسكري بالحسكة. ومع قائد “لواء الحق”، الذي قال لي والده، وهو يرتدي لباساً بدوياً ما قاله العقيد: “نحن لنا الحق في أن نكون في أي مكان من وطننا”، بما في ذلك في “رأس العين”!

اليوم “رأس العين” وغداً أين..؟

قلت لهم: “انتم ثائرون ضد النظام، ويجب ان تكونوا واعين أن النظام هو الذي خطط لهذه المشكلة. الآن “رأس العين”، وغداً في “القامشلي”، وبعده بين “السنّة” و”المسيحيين”، ثم بين “الدروز” و”الحوارنة”! وعندها ماذا يبقى من “الجيش الحر”؟ العالم لا يريد أن تكون سوريا إسلامية أو ديمقراطية، وهو يريد الفوضى. وأنتم بما تقومون به تصيرون أداة للفوضى. ورأس العين هي بداية الفوضى في سوريا، ويجب أن نسحب ورقة الحرب الأهلية من يد النظام.”

ويضيف ميشال كيلو: “قدم الأكراد مطالب لها طابع سياسي، مثل فكرة “وضع الإدارة والأمن بيد الهيئة العامة الكردية”. قلنا لهم ان هذا المطلب صعب القبول حالياً. فوافقوا على اعتماد صيغة “المجالس المحلية”. واتفقنا أن تنسحب كل القوات من “راس العين” في غضون ٣ أشهر ولمسافة ٣ كيلومترات، وأن يكون للمجلس المحلي في رأس العين قوات لحفظ النظام من كل الطوائف. بالمناسبة، “رأس العين” مدينة حلوة وتضم كل الطوائف والأعراق”.

طلبنا أن يصدر الجانبان بياناً يعلن إنهاء النزاع بينهما، ويكون بمثابة اعتراف كردي بالجيش الحر. الأكراد قالوا: “لماذا مهلة ٣ أشهر؟ لماذا لا يكون الانسحاب فوريا.” ومع أن التوقيع على الإتفاق لم يتم بعد، فقد طلب الأكراد والجيش الحر اعتبار المشكلة في حكم المنتهية.

ما دور تركيا في الثورة السورية؟

يرد ميشال كيلو أن الموقف التركي “ملتبس” من المسألة ، وقال الشباب أنها تمون الثوار بالذخائر. لكنها أحياناً تسمح، وأحياناً تعرقل..!

ولكنه يقول أن المفاجأة، بالنسبة له، كانت مدى قوة الوجود الكردي في “أورفه”. ويضيف: “ضابط المخابرات الذي سهّل عبورنا إلى سوريا كان كردياً. وكل مسؤول في “أورفه” كردي، كما ان الأغاني كردية، والقائمقام كردي. وأعمال الأكراد مزدهرة إلى حد أن بعضهم تذمر في حضور الوفد من “المشكلة التي أوقعنا بها أوجلان”!

ويضيف: “فاجأتني أيضاً التسهيلات التركية للسوريين. فهنالك تسهيلات عمل للسوريين الراغبين الذين يحق لهم العمل في تركيا، وسكن، ومشافي. هنالك قدرات هائلة بتصرف السوريين. المشكلة الوحيدة هي الخيارات السياسية وما يترتب عليها من لعب عسكرية.

*

رأس العين (الحسكة)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

رأس العين هي مدينة أثرية سورية تقع في شمال محافظة الحسكة على الحدود السورية التركية، يعود تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد. وهي النقطة التي يعبر منها نهر الخابور إلى الأراضي السورية. تتميز المدينة بموقع استراتيجي، حيث تبعد مسافة 85 كم عن مدينة الحسكة، و90 كم عن مدينة القامشلي، وتبلغ مساحتها 23 ألف كم مربع. لها تاريخ عريق، وكانت من ضمن الحضارات الأولى في منطقة الجزيرة الفراتية في سوريا.

السكان

يبلغ عدد سكان مدينة رأس العين حوالي 80 ألف نسمة، وتشكل فسيفساء سكانية متنوعة، حيث يقطنها خليط من العرب والسريان والأكراد والأرمن والشيشان والتركمان والماردلية (بني بكر المهاجرين من ماردين).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى