ميشيل كيلو: “المناخ الدولي لا يتماشى مع الطريقة التي تعالج بها المشاكل في سوريا”
قال ميشيل كيلو كاتب ومثقف سوري في حوار مع موقع فرانس 24 الإلكتروني إن النظام السوري يحاول تجزئة المشاكل من أجل ربح المزيد من الوقت ولا يزال مستمرا في اعتماد الحل الأمني لمشكلة غير أمنية، داعيا في الوقت نفسه إلى تشكيل حكومة انتقالية تفسح المجال أمام نظام ديمقراطي وحر.
طاهر هاني (نص)
ما هو الوضع في سوريا عامة وفي درعا بصفة خاصة؟
أنا أعيش في دمشق ولا أعرف بالضبط كيف هو الوضع في درعا، لكن من الواضح أن هناك استمرار في ملاحقة المتظاهرين والمحتجين الذي وصفهم التلفزيون السوري “بالجماعات الإرهابية”. هناك أيضا تعزيزات كبيرة للقوات الأمنية والعسكرية سواء داخل المدينة أو حولها. هناك أيضا استمرار في اعتماد الحل الأمني لمشكلة غير أمنية. الناس يطالبون بالحرية والعدالة ويرغبون في الحصول على حصتهم في الثروة ويطلبون من النظام أن يتعامل معهم كأشخاص ناضجين لديهم عقول ومعتقدات. المشاكل التي يعاني منها السوريون لن تحل إلا بتطوير النظام السياسي والاجتماعي وبتحسين العلاقة بين النظام والمجتمع
يبدو أن النظام السوري اختار الحل الأمني، هل هو الحل الأمثل بحسب رأيك؟
لقد نشرت مقالا في جريدة السفير اللبنانية كتبت فيه أن الوضع الدولي والعربي وحتى الإقليمي غير مهيأ للحل الأمني وأنا اعتقد أن النظام السوري لا يضع في ذهنه فرضية سحق المعارضة، بل هو سيقترح حلا مزدوجا يمزج بين الأمن والسياسة وسيقدم تنازلات إضافية . لكن ما لاحظناه هو أنه يحاول تجزئة الحل وتأخيره قدر الإمكان لكسب المزيد من الوقت. هذه المراوغات لم تنجح والحركة الاحتجاجية تتصاعد بسرعة واليوم أصبح البعض يطالب برحيل النظام في حين كانت المطالب في البداية تدعو إلى فتح قنوات للحوار والديمقراطية وحرية التعبير وتوفير فرص عمل وتوزيع الثروات بشكل عادل بين جميع السوريين.
الحل بالنسبة لي يتمثل في نظام انتقالي – حكومة وحدة وطنية – نتحول فيه بصورة طبيعية نحو نظام ديمقراطي بديل، وهذا يتطلب تنظيم انتخابات نزيهة وحرة والتخلي عن البنى السياسية والاجتماعية القديمة..
لماذا لم تشهد العاصمة دمشق تظاهرات احتجاجية مثيلة بتلك التي وقعت في القاهرة وتونس وصنعاء؟
دمشق مدينة يقطنها التجار ورجال الدين، النظام العائلي فيها مركب، القوى الممسكة بمفاتيح المدينة ليس لها مصلحة في مواجهة النظام بل ستتردد كثيرا قبل القيام بذلك. ويعود هذا إلى المكاسب المالية الكبيرة التي حققتها هذه القوى بفضل سياسة الاقتصاد الحر التي أصبحت الدولة تعتمدها. فقد تكونت طبقة برجوازية جديدة لن تكون بالضرورة سعيدة في حال تغير النظام.
هل التدخل الأجنبي في سوريا ممكن؟
المناخ الدولي لا يتماشى مع الطريقة التي تعالج بها المشاكل في سوريا، العالم أصبح يتفهم مدى رغبة الشعوب العربية في العيش في ظل الديمقراطية والحرية، خاصة وأن الخوف من وصول الإسلاميين إلى السلطة أصبح غير وارد. أمريكا أصبحت ترى الآن أن الاستقرار في العالم العربي يحتاج إلى الحرية وليس إلى حلول أمنية.
من جهة أخرى، أنا ضد أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا ولا يوجد أي شخص يتمنى ذلك. نحن نعلق جميع الآمال على السوريين من أجل فرض التغيير وليس على المجتمع الدولي لأننا لا نريده أن يتدخل في مشكلاتنا.
تعليق واحد