صفحات الحوار

مَناف طلاس: لا مستقبل لسوريا بوجود بشار الأسد


بهية مارديني

تأخر انشقاق العميد مَناف طلاس، أحد المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد، فأثار انشقاقه الكثير من التساؤلات. فيرد عليها اليوم بتأكيده مساندته أية جهود تخدم سوريا وتنتصر لقضية شعبها، وتوحد قوى المعارضة السورية وتسلح الجيش السوري الحر، لخلق توازن ردع على الأرض.

لطالما كان العميد مناف طلاس من رجال الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد، وارثًا عن أبيه العماد مصطفى طلاس مكانته العالية، إذ كان من الحرس القديم الذي وصل إلى السلطة في سوريا مع الرئيس الراحل حافظ الأسد. هو ابن الرستن، سكت على حصارها لكنه انتفض أخيرًا ورحل عن سوريا، منشقًا عن النظام السوري، عاملًا على توحيد الجهود السورية لتأمين سوريا الغد بعد سقوط الأسد، مؤكدًا لـ “إيلاف” أن لا مستقبل في سوريا مع هذا الرئيس… وقائلًا: “الاولوية لتركيز الجهود على سوريا والسوريين لاخراجهم من هذا الكابوس، فإن استطعت أن أسهم مع غيري في هذا الهدف سأكون فخورًا ومكتفياً، أما بعد ذلك فأنا في أي مكان في صفوف هذا الشعب العظيم”.

في ما يأتي نص الحوار:

ما حكاية انشقاق العميد مناف طلاس وما رافقها من روايات وتساؤلات؟

لا روايات ولا تساؤلات، فموقفي كان واضحًا منذ البداية، إذ حاولت منذ الأشهر الأولى من الحراك وبعد أن تفاعلت معه وشعرت بأحقيته، حاولت تغيير سلوك النظام ودفعه نحو حل سياسي، ودفع الاسد ليكون على قدر المسؤولية في الازمة. وعندما ثبت لي أن كل ذلك وهم، ابتعدت في المرحلة الاولى عن دائرة القرار، وعندما شعرت أن الامور ذاهبة نحو المواجهة المفتوحة مع الشعب عن طريق الحل الأمني، من دون تحقيق أي تنازلات لصالح الشعب السوري على حساب السلطة الفعلية للعائلة، تأكدت أن هذا النظام يدفع بسوريا نحو الانتحار، وقررت الخروج من سوريا لايجاد حل يسرّع سقوط النظام ويحافظ على مؤسسات الدولة ووحدة الوطن والشعب.

لماذا تأخرت في إعلان انشقاقك عن نظام الأسد على الرغم من مغادرتك سوريا؟

استلزم خروجي أياماً عدة، وحينما أصبحت في مكان آمن أصدرت موقفي الاول الذي اعلنت فيه انحيازي التام إلى جانب التغيير في سوريا، ووضعت نفسي في تصرف الحراك الثوري المؤدي للتغيير الحقيقي الذي يطلبه الشعب. لكني خرجت لأعود. فالعودة محتومة، وأنا في الخارج أعمل مع غيري من السوريين الشرفاء، وأضع كل طاقتي لانجاح مشروع التغيير للوصول بسوريا إلى غد أفضل وآمن. وحينها سنعود جميعًا إلى الوطن.

كيف ترى أداء الجيش السوري الحر عسكريًا حتى الآن، وخاصة مع التطور الحاصل في إسقاط عدد أكبر من طائرات النظام؟

لقد بدأ الجيش الحر بأفراد شرفاء من الجيش النظامي، رفضوا اطلاق النار على المدنيين العزل. تطور اليوم ليصبح نواة جسم عسكري ذا اهمية الا أنه لا يزال يفتقد إلى الهرمية الواضحة والتراتبية والمناقبية العسكرية، ما سمح بدخول البعض إلى صفوفه ممن يسيئون إلى أدائه، وباتوا يشدون مساره نحو الانحراف عن مهمته الاساسية، فصبغوه بالصبغة التطرفية، إضافة إلى بعض الخيارات التكتيكية الخاطئة التي عرضت حياة المدنيين للخطر، في حين الهدف الاساس هو حماية المدنيين،  لذلك علينا ضبط مصادر التسليح، وهناك مساعٍ جدية لتصويب كل تلك الامور، وأود أن أشير هنا إلى أن شعبنا السوري مسالم، لكن النظام بعنفه الشديد جر الشعب نحو التسليح ليبرر للعالم أكاذيبه حول وجود عصابات ارهابية.

ما هي طبيعة المساعي التي تقوم بها لتوحيد صفوف المعارضة السورية التي تتسم بالكثير من التناقضات العقائدية؟

لا أرى التناقضات العقائدية شيئًا سلبيًا أو عائقًا، بل يمكن أن نراها مصدر غنى لتنوع المجتمع السوري. وهذه التناقضات طبيعية في الاوقات التي نعيشها، وليس المطلوب توحيد العقيدة في المعارضة، لكن الهدف هو توحيد الجهود والرؤى لإيجاد أطر اتخاذ القرار وتنفيذه بكل ديمقراطية وحسم في آن معًا. منذ خروجي، حاولت مع الكثير من الأطراف والشخصيات وما زلت أحاول توحيدها عبر عرضي خارطة طريق واضحة، ويرى كثيرون الآن أنها مفيدة وناجعة لتسريع التغيير وتفادي تهاوي سوريا في منزلقات خطيرة، قد تهددها وتهدد وحدة شعبها بعد سقوط النظام.

هل ستتحقق هدنة الأضحى؟ وهل تكون مقدمة لهدنة أطول إن تحققت؟ وبرأيك هل يلتزم النظام السوري بهذه الهدنة ؟

كل وقف للعنف ونزيف الدم في سوريا مرحب به، ولكن إذا كنا واقعيين فحظوظ هذه الهدنة ضعيفة جدًا. النظام برهن مرارًا منذ بداية الأزمة أنه يسعى إلى تحطيم المعارضة تحت مسمى العصابات المسلحة، ولن يتوقف عند هدنة من هنا وهناك، بل سيستمر.

 متى تتوقع نهاية الأزمة؟ وعلى أي وجه ستنتهي؟

الموضوع مرتبط بقرار واضح من المجتمع الدولي ولا أراه متخذاً حتى الآن، وإن اتخذ هذا القرار وأعطي الشعب السوري وسائل الدفاع عن نفسه من خلال تنظيم أفضل لسائر قوى الحراك وايجاد توازن قوى او توازن ردع ضد النظام فالامور ستسير أسرع نحو الحسم، ولن يصمد النظام طويلًا بل سيسحب جيشه وعصاباته إلى ثكناته. انذاك سنرى كيف يمكن أن يقف النظام امام الحراك الثوري.

ما طبيعة زيارتك الأخيرة إلى السعودية؟

لقد ناقشت الأزمة السورية مع المسؤولين السعوديين، وهذا بات أمرًا واقعًا. من هنا أجد ضرورة التواصل مع كافة الاطراف التي تعمل معنا للخروج من النفق، ومن الطبيعي أن تكون البلدان الشقيقة معنية بالهم السوري.

كيف تقرأ قبول تركيا بحل للأزمة بوجود الأسد؟ هل هذا ممكن؟

ما فهمته من الحل التركي أنه حل انتقالي من دون الأسد، ولا أرى مستقبلًا لسوريا مع بشار الأسد. فالشعب السوري قال كلمته ويريد اختيار مستقبله وقيادته فلنصغِ إليه. يجب أن تبقى سوريا بلدًا موحدًا حاضنًا لكل التشكيلات الروحية والاثنية، بلدًا عربيًا فاعلًا ومحترمًا، من هنا ضرورة الحفاظ على كافة الأطر المؤسساتية الجامعة بعد سقوط النظام. كما ستكون سوريا الغد دولة مدنية بحق، فالجيش فيها حامي حدود الوطن وسلامة المواطنين في دولة يكون فيها الحكم للشعب والدين لله.

أين اسم مناف مصطفى طلاس على خريطة سوريا الجديدة؟

لا يهمني هذا الموضوع على الاطلاق. اليوم الاولوية لتركيز الجهود على سوريا والسوريين لاخراجهم من هذا الكابوس، فإن استطعت أن أسهم مع غيري في هذا الهدف سأكون فخورًا ومكتفياً، أما بعد ذلك فأنا في أي مكان في صفوف هذا الشعب العظيم.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/770173.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى