ناثان تك نائب المتحدث بإسم الخارجية الأميركية: نظام الأسد يغذي الإرهاب وإيران حاضرة بكامب ديفيد
ليال بشارة
خصّ ناثان تك، نائب المتحدث بإسم الخارجية الأميركية، الناطق باللغة العربية، “إيلاف”، بحوار حصري تحدّث فيه عن أزمة العراق وسبل التصدي لتنظيم داعش بمساعدة الحلفاء والعشائر السنية، كما جدد التأكيد على الموقف الأميركي الرافض للتعاون مع بشار الأسد في مواجهة “الجهاديين” واعتبره فاقدا للشرعية وسببا في جلب المتطرّفين إلى سوريا.
* نتعاون مع شركات تكنولوجية كبرى للتصدي لدعاية داعش على الإنترنت
* على المثقفين والأكادميين التصدي للدعاية المتطرّفة
* الاستراتيجية ضد داعش تنتكس تكتيكيا لكنها تتقدّم
* دور إيران في العراق ودول المنطقة غير متعاون
* برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة يتقدّم
ليال بشارة من باريس: شارك وفد أميركي رفيع المستوى ضم نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون الديبلوماسية العامة ريتشارد ستينغيل، ونائبة وزير الخارجية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان ساره سيويل بأعمال المنتدى العالمي الإقتصادي دافوس الذي عقد في الأردن.
تمحورت مداخلات الوفد الأميركي حول كيفية إيجاد سبل جديدة لمواجهة تنظيم “داعش” في من الفضاءات الإلكترونية منها الإجتماعية والإعلامية عبر إرساء تعاون وتنسيق بين الحكومية الأميركية وأعضاء التحالف الدولي ضذ تنظيم “داعش” والمجتمع المدني والأكاديميين والمثقفين.
وأكد نائب وزير الخارجية الأميركية للشؤون العامة ريتشارد ستينغيل على الدور المهم الذي يُمكنُ أن يضطلع به القطاع الخاص والمنظمات الأهلية لمواجهة تنظيم “داعش” على الشبكة العنكبوتية مثل موقعي فايسبوك أو تويتر اللذين يستخدمهما التنظيم المتطرف لتجنيد المقاتلين وللترويج لأيديولجيته وأفكاره.
وقال إنه يُمكنُ تحقيقُ ذلك عبر توحيد الجهود سواء من قبل الشركات الأميركية التكنولوجية التي تدير هذه الشبكات كشركة غوغل أو شركة فايسبوك او تويتير إضافة إلى الأصوات ذات مصداقية عند المجتمعات المسلمة والمنظمات الأهلية التي يُمكنُ أن تقوم بدحض الأفكار التي يروجها تنظيم داعش.
واعتبرت الإدراة الأميركية أن دور الحكومات المحلية ليس أماميا وإنما يجب أن يتركز في حشد وتعبئة القطاع الخاص والناشطين من المجتمع المدني لبث دعاية معادية لتلك التي يقوم بترويجها تنظيم داعش.
وأكد ناثان تك نائب المتحدث بإسم الخارجية الأميركية، الناطق باللغة العربية في حوار مع “إيلاف” على مواجهة الرواية المتطرفة والمحرضة من قبل تنظيم داعش عبر بث المزيد من الأفكار الإيجابية وتقديم رؤية تكون بديلة عن تلك التي تعتمد على الرقابة والمنع وتكميم الأفواه.
وقال: “من هنا كان التأكيد الأميركي في منتدى دافوس الإقتصادي على ضرورة احترام مبدأ حرية التعبير بموازاة الحفاظ على الأفكار و القيم الخاصة بكل مجتمع لأن الإستراتيجية الأميركية ضد تنظيم داعش تعالج المعطيات الجذرية وراء وجود التنظيم”.
وتابع قائلا: “هناك بالطبع جبهة عسكرية أو ميدانية لمواجهة التنظيم المتطرف، ولكن الإستراتيجية الأميركية لا تواجه فقط ذلك، فنحن نحاول مع شركائنا الدوليين منع طرق التمويل لتنظيم داعش وسد إيراداته المالية ونحن نعمل مع شركائنا في المنطقة لوقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يلتحقون بالتنظيمات المتطرفة، وذلك دون تغييب الشرائح الفكرية، إذ لا بد من تعبئة كافة شرائح المجتمع من أكاديميين ومثقفين وفنانين من أجل محاربة أفكار تنظيم داعش ومنع إنتشارها.
وفي ما يلي نص الحوار كاملا:
تنظيم “داعش” في العراق يحرز تقدما على الرغم من ضربات التحالف الدولي، هل يعتبر ذلك خسارة أم فشلا للإستراتيجية التي أرادها الرئيس الأميركي؟
أود أن نوه إلى ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما، لسنا بصدد خسارة المعركة مع داعش على الرغم من الإنتاكسات التكتيكية التي وقعت في العراق ولا بد أن نذكّر بان الحرب على داعش تتطلب الصبر والإصرار والحزم والإلحاح، وإننا لن نقضي على داعش بين ليلة وضحاها والمعركة ستأخذ وقتا، ولكننا على ثقة تامة من أننا سننتصر.
وقد أنشأت الإدارة الأميركية تحالفا دوليا، يستخدم كافة الأساليب لردع تنظيم داعش، ولا يمكن أن ندع هذه التطورات الأخيرة تُغيّبُ إنجازات التحالف في تكريت وكوباني وسد الموصل، فقد كان هنالك إنجازات حقيقية وأود أن أذكر الجميع أن الأراضي التي يسيطر داعش عليها تم تقليصها بنسبة 25 بالمئة ما يمثل بحد ذاته تقدما ملموسا.
في نفس الوقت، الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الدولي سيستمرون في دعمهم للقوات المسلحة العراقية والمحافظة على التعاون الوثيق مع العراق من أجل إستعادة الأراضي التي تم الإستيلاء عليها وفي هذا الإطار يأتي تواجدُ العديد من المستشارين العسكريين الأميركيين في العراق الذين يعملون على تدريب وتجهيز القوات العراقية، وبالفعل تم تدريبُ نحو سبعة آلاف جندي عراقي وسيتم تدريب المزيد من الجنود في القريب، وهذا خيرُ دليل على التعاون الناجح بين الحكومة الأميركية والعراقية وننظر إيجابا للخطوات التي قامت بها الحكومة العراقية في تحسين العلاقات مع أبناء العشائر في محافظة الأنبار وما قامت به الحكومة في تسريع تجهيز وتسليح أبناء العشائر السنية، فهنالك خطة واضحة وملموسة لإستعادة اراض ونحن على ثقة تامة من أن عزيمة أصدقائنا العراقيين لم تُهتز وهم مصرون على إستعادة الإستقرار وعودة الأمان إلى بلادهم.
يقاتل نيابة عن العالم
ما مدى قابلية الإدارة الأميركية لإرسال قوات برية إلى العراق لمساندة القوات العراقية في حربها ضد “داعش” ولمساعدة المستشارين العسكريين الأميركيين المتواجدين هناك؟
العراق الآن يقاتل نيابة عن العالم والعراق صامد ونحن نحيي العراق شعبا وحكومة على جهوده الجبارة لردع تنظيم داعش، ولذلك أجدد إلتزام الإدراة الأميركية بأمن العراق و نحن على ثقة تامة بأن العراق سيواصل ذلك طبعا.
وقد حقق المستشارون العسكريون الأميركيون إنجازات ملموسة والإدراة الأميركية راضية عن النتائج.
إذا ليس هناك حتى الآن إحتمال إرسال قوات برية أميركية إلى العراق ؟
أنا لا أود أن أستبق الأحداث او أدخل في تكهنات ولكن ما أستيطع أن أقوله إن الإستراتيجية الأميركية مع القوات العراقية قائمة على أسس سليمة جدا.
عندما يقول الرئيس الأميركي إنه لا يدور السؤال اليوم حول إمكانية إرسال قوات أميركية إلى العراق، لكن كيف نجد حلفاء فاعلين قادرين على هزم التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، من يقصد بذلك؟ العشائر السنية التي يُتهم بعضها بالتعاون مع “داعش” في مواجهة القوات الحكومية المدعومة بمليشيات شيعية؟
موقفنا اتجاه الدعم العسكري للعراق واضحٌ، نحن نزود الحكومة المركزية في بغداد بالمعدات العسكرية لمواجهة تنظيم داعش والرئيس الأميركي باراك أوباما رحب بالخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية في تسليح العشائر السنية في الأنبار.
لا بد ان نأخذ بعين الإعبتار المعطيات السياسية حول هذه المعركة، الحكومة العراقية بذلت خطوات جادة من أجل تحسين العلاقات مع جميع الطوائف العراقية والمحافظة على وحدة البلاد ونحن مقتنعون ان عراقا موحدا هو أقوى وسيكون أكثر قوة على مواجهة تنظيم داعش ونحن متفائلون خيرا بالخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية في هذا الإطار.
هل من مفاوضات مباشرة بين الإدارة الأميركية والعشائر السنية في الأنبار؟
هناك سفارة أميركية في العراق والديبلوماسيون الأميركيون في العراق يجرون محادثات مع جميع شرائح المجتمع العراقي، وهناك التزامٌ أميركيٌ بوحدة وسيادة العراق.
دور إيراني غير ايجابي
ماذا عن الدور الإيراني في العراق ؟ كيف ترى الإدارة الأميركية المساعدة التي تقدمها طهران لبغداد في حربها ضد التنظيمات المتطرفة؟
من الطبيعي جدا ان تكون هناك علاقاتٌ ثنائيةٌ بين العراق وإيران، إيران هي دولة مجاورة ونحن نتوقع أن تحترم إيران سيادة العراق، وبشكل أوضح الحكومة الأميركية عبرت عدة مرات عن قلقها من أنشطة طهران المزعزعة لإستقرار عدة دول، إيران لا تلعب دورا إيجابيا وبناء، وهو موقفٌ نتقاسمه مع أصدقائنا في المنطقة وعلى إيران أن تغير سلوكها.
الأزمة السورية
هل يمكن أن نرى في القريب العاجل عمليات خاصة لقوات أميركية على الأراضي السورية ضد قيادات التنظيم المتطرف كتلك التي اودت بحياة أبو سياف المسؤول المالي لداعش؟
الحكومة الأميركية تشعر بقلق بالغ تجاه الأحداث الأخيرة في سوريا في ظل التهديد الذي يمثله تنظيم داعش على الأثار وحياة المدنيين في سوريا، لذلك الحكومة الأميركية تسعى جاهدة لإنهاء الأزمة السورية وهذه الحرب التي أدت إلى الكثير من المعاناة، وفي نفس الوقت قمنا بخطوات لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة من أجل حماية المدنيين وقد بدأ بالفعل هذا البرنامج ونحن نتوقع المزيد من التقدم في هذا الإطار.
طبعا إذا أردنا أن ننظر إلى المشهد السوري بشكل عام، فإن موقف الإدراة الأميركية ما زال هو هو: لا حلا سوى سياسي للأزمة السورية، وهو حلٌ يؤمن الإنتقال السلس للدولة السورية ويعكس تطلعات الشعب السوري.
داعش والأسد… ثنائية زائفة
هل يمكن أن نرى تعاونا بين الإدارة الأميركية والرئيس السوري للقضاء على التنظيمات؟ هل من دور محدد يُمكنُ أن يُسند إلى الرئيس السوري في هذا الإطار؟
كلا، الرئيس السوري فقد الشرعية بشكل تام، ونحن نرفض هذه الفكرة رفضا تاما وفي نفس الوقت اود أن أقول إن هنالك ثنائية زائفة بين تنظيم داعش ونظام بشار الأسد، لأنه في حقيقة الأمر فإن وجود نظام الأسد في سوريا يغذي الإرهاب، وهو احد المعطيات الأساسية لوجود تنظيم داعش، وفي في المقام الأول بشار الأسد يجذب المقاتلين من كافة أنحاء العالم ويجذب الإرهاب والتطرف إلى سوريا.
لا بد من إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يؤدي إلى انتقال نحو سوريا ديقمراطية ولا بد من تنحي بشار الأسد.
هل تقولون اليوم إن نظام الأسد ساهم في أن يغدو تنظيم داعش بالقوة التي أصبح عليها؟
من المستحيل اليوم أن يقوم بخطوات إيجابية، النظام الفاشل في سوريا فاقم الأزمة وهو السبب الرئيسي وراء وجود تنظيم داعش والإدراة الأميركية ترفض رفضا تاما إمكانية أن يلعب النظام السوري دورا في القضاء على قوة تنظيم داعش.
ايلاف