نبيل العربي يقيل الابرهيمي؟/ راجح الخوري
لم يقدم نبيل العربي أي اضافة مفيدة في حديثه عن “الكارثة السورية”، باستثناء ما يمكن اعتباره اعلاناً ضمنياً لإقالة الاخضر الابرهيمي او على الاقل لنزع الصفة عنه كمندوب عربي. طبعاً ليس من صلاحيات الأمين العام للجامعة العربية اتخاذ قرار من هذا النوع، لكن دعوته الى “تحرك عربي جديد بعد فشل مجلس الامن” تعني ان ثمة ضرورة لإنهاء مهمة الابرهيمي.
ليس سراً ان الابرهيمي أصيب في الفترة الاخيرة بعد فشل مؤتمر “جنيف ٢”، بصدمة كبيرة وغرق في الصمت كغرق سوريا في الدم، ويتوارى مستمهلاً القيام بما توجبه عليه مسؤوليته الاخلاقية على الاقل كأن يقتحم ابواب مجلس الامن لتقديم تقرير واضح وجريء عن سبب فشل “مهمته المستحيلة”!
والابرهيمي بدا منذ فترة وكأنه ينزع عن نفسه التكليف العربي ليبقى مندوباً دولياً، فأهمل الجامعة وأمينها العام، ما يؤكّد ان يأسه من التوصل الى اتفاق اميركي – روسي على الحل، جعله يسقطها من حساباته ويذهب الى الصمت اليائس، وهذا تصرف سيئ لأن سوريا ساحة كارثة انسانية لا يجوز السكوت حيالها، اذ يمكنه على الأقل ان يقدم استقالة معلّلة تشرح اسباب فشل مؤتمر جنيف مرتين ومن المسؤول عن ذلك، ولو كان معروفاً ان النظام السوري هو الذي افشل الحل.
نبيل العربي ليس احسن حالاً من الابرهيمي وان كان يطالب بتنحيته، بدليل انه يدعو الى اعادة تقويم الموقف بعد فشل مؤتمر جنيف “لأن فكرة حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية تعترضها عقبات تدعو للأسف والقلق”… هكذا بالحرف “عقبات” ولكأن من غير المعروف ما هي العقبات ومن يفتعلها!
الكارثة السورية تحتاج من مجلس الجامعة العربية ومن نبيل العربي، الى اكثر من الانشائيات الفارغة منذ ثلاثة اعوام، كالحديث عن عجز مجلس الامن عن الاضطلاع بمسؤولياته لوقف المأساة، وكالتنبيه من ان سوريا باتت ساحة للنزاعات الاقليمية والدولية، تتسبب بكارثة انسانية وسرعان ما ستتحول صومالاً كبيرة.
كل هذا لا يشكل اكتشافاً، وخصوصاً في ظل الانباء التي تحدثت عن مناقشات مع الخبراء جرت امام الكونغرس، وتوقعت ان تستمر الحرب السورية عشر سنين اخرى، وربما اكثر في ظل توازن القوى على الارض، وانخراط روسيا وايران في مساندة النظام والقتال الى جانبه ايضاً!
السؤال ماذا يمكن ان تفعل القمة العربية التي ستعقد في الكويت، حيال الكارثة السورية، فالأخضر الابرهيمي تفصيل والأهم ماذا يمكنها ان تفعل لوقف الانفجار الانساني المدمر، وخصوصاً في ظل توقع الامم المتحدة ان يتجاوز عدد اللاجئين الى لبنان السنة المقبلة اربعة ملايين، وهو ما يساوي عدد المواطنين في هذا البلد السائب!
النهار