صفحات الحوار

نبيل سليمان: لم يترك التجييش الطائفي أثراً


راشد عيسى

قيّوم في باريس أو اسطنبول يمنحك شهادات بالبراءة والوطنية

لا يمكن للمرء أن يتخيل غلياناً في المشهد الثقافي السوري من دون نبيل سليمان، هو الحاضر منذ عقود تأملاً وكتابة وصراخاً. وهو دفع الثمن مرة تلو المرة، منعاً من السفر، أو تضييقاً على الكتابة، وصولاً إلى الاعتداء الشخصي، لأكثر من مرة. فماذا يقول سليمان هذه المرة والبلد كله في حالة غليان؟ ماذا يقول عن الثورة في بلده، وعن مثقفي الثورة وخصومها، وكيف يرى إلى المشهد الثقافي في ظل الأوضاع السائدة في البلاد. هنا حوار معه:

÷ يبدو صوتك اليوم غائباً، أنت الذي لم تكف خلال عقود عن الاعتراض والمطالبة بعالي الصوت. ما الحكاية؟

} الحكاية وما فيها أنني لا أملك مكبراً للصوت، وأنني رفضت منذ البداية الظهور التلفزيوني كلما دقّ الكوز بالجرّة. عندما تقصّر عن التعبير عما حولك كلمات مثل الصخب أو القصف أو الصراخ، فسوف يضيع صوتك، سواء أكنت تبكي أم تستغيث أم تحذر أم… وعندما تطبق على الأسماع والأبصار الفضائيات والخطب والندوات والمؤتمرات والفيسبوكات وما أدراك، أليس الأَولى بك أن تصمت؟

بالمناسبة، منذ سمعت الأب باولو يفضل الصمت في البلاد على الكلام في المنفى، وأنا أردد قولته، وأخشى أن تكون شعاري القادم. أما لما مضى، وعلى الرغم من كل ما تقدم، فلست أحسب أن صوتي غائب. من المؤكد أنه قد خفت، كما تبدلت المنابر عليه. اسمح لي فقط أن أشير إلى ما كتبته مؤخراً عن حمص تحت عنوان (يا حمص يا أم الحجار السود)؟ وما كتبته قبل حمص، عن إدلب تحت عنوان مجموعة الراحل الكبير الإدلبي حسيب كيالي (أخبار من البلد)؟. قريباً سأنشر نصاً ثالثاً تحت عنوان (حماة يا حبيبتي).

لا أدري إن كنت تعلم أنني منذ تسعة أشهر أكتب زاوية أسبوعية في جريدة (بلدنا).

لماذا؟ لأن ذلك يجعلك أقرب إلى قارئ ما من النشر في جريدتك اللبنانية المفضلة الممنوعة في سورية، فالنشر الإلكتروني لا يعوض وحده أذى المنع في بلد لا يحسد المرء على الاتصالات والنت فيها.

ثم ماذا لو قلت لك إن لديّ ما يشغلني في هذه الأيام عن إسماع صوتي، فهل عليّ أن أفصّل؟

اسمع إذن: من سوءات هذه الأيام التي لا تحصى أنك تجد حولك دوماً ـ حتى وإن كان في باريس أو اسطنبول ـ من قد نصّب نفسه قيوماً، ولذلك فأنت مطالب بأن تقدم لمقامه السامي (كشف حساب) عما تفعل، أي ان عليك دائماً أن تنال شهادة بالبراءة والوطنية والثورية من القيوم. افرض أن اليأس أصابك بالخرس. افرض أن الخوف أصابك بالصمم والخرس. أظنك تعرف نكتة العسكري الأرمني أرتين المرابط على الحدود عندما سئل عما يفعله لو هاجمه عسكري اسرائيلي؟ طبعاً، أجاب: أقتله. وتكرر السؤال: وإذا هاجمك اثنان، فتكرر الجواب، وتكرر السؤال: ثلاثة، أربعة، وتكرر الجواب حتى طقت مرارة أرتين فهدر …أختو أرتين، ما فيه غيره ع الحدود؟

÷ قبل سنة، وفي مثل هذه الأيام، جرى الاعتداء على منزلك الريفي. ماذا وراء ذلك؟ وأي تشابه مع اعتداء سابق وقع عليك شخصياً أيام ربيع دمشق عام 2001؟

} لم يسفر التحقيق عن شيء، تماماً كما لم يسفر التحقيق في الاعتداء السابق قبل إحدى عشرة سنة عن شيء.

لقد دمّروا نوافذ البيت، وهدموا عشرين متراً من سوره، وخرّبوا العريشة، ودمّروا السيارة تدميراً، وأنا محاصر في الداخل مع الصديق الفنان ناظم حمدان. وكانوا قبل ذلك بأيام قد قذفوا البيت بالحجارة، ولكن بالحجارة الصغيرة، وبرفق، مما اضطرني إلى قطع زيارتي للمغرب، والعودة، فإذا بما هو أدهى ينتظرني.

من الأحجار التي قصفوا بها البيت، عمّرتْ زوجتي ثلاثة أحواض للورود وحوضا للبقدونس. أما ما وراء ذلك فهو العماء، لا أكثر ولا أقل. إنه العماء الذي يدعي العصمة والوطنية، وبالتالي: إنه التخوين. وبما أن الله أعلم بذات الصدور، فليس لي أن أجزم، لكنني أقول إن هناك من حرّض (حرضوا) المجموعة الشبابية التي نفذت. ولو انفتح لهم باب لكنت رأيت جثتي وجثة ناظم حمدان مثل الجثث التي رأيتها في جسر الشغور أو الحولة أو…

في الأول من شباط عام 2001، أنعم عليّ مجهولان بجراح في الرأس وبآثار أناملهم الرقيقة في أنحاء جسدي، لا لا، في أنحاء روحي. وكان ذلك جزاءً وفاقاً على الجلسة اليتيمة التي انعقدت في بيتي، في سياق ما بات يعرف بربيع دمشق. ما يتشابه به الاعتداءان أن المعتدي ظل مجهولاً، والتحقيق لم يسفر عن شيء، وأن المعتدي لو شاء لقتلني، لكنها (ترباية).

÷ ماذا تسمي ما يجري في سوريا؟ ثورة؟ حراك؟ انتفاضة؟

} بالنسبة لبعضهم، ليس أسهل ولا أسرع من الجواب: مؤامرة، أو ثورة. وإلى أن يأتي يوم يسمي فيه المؤرخ أو السوسيولوجي ما يجري، تشتبك فيّ الأسماء. في البداية راج القول: حراك، انتفاضة، ثم صار القول: حراك ثوري، انتفاضة شعبية. وعن هذه السيرورة قرأت مؤخراً لمحمد جمال باروت: جمهرة ـ قومة ـ فزعة ـ عصيان ـ اعتصام ـ إضراب، وصولاً إلى «الثورة». وأحسب أن من المهم هنا أن يستحضر المرء من العدد الأول من مجلة الطريق اللبنانية ـ بعد استئناف صدورها الصيف الماضي ـ ما ساقه عدد من كبار المفكرين في هذا الذي يجري في بلاد (الربيع العربي). فالطاهر لبيب يعنون مقالته بـ(تعاريف مؤجلة)، أما سمير أمين فيرى أن ما يجري في مصر أقل من ثورة، وأكثر من مجرد انتفاضة أو فورة يعود بعدها المجتمع إلى ما كان قبله. بينما يسمّي صادق جلال العظم: (انتفاضات الربيع العربي، ثورات الشباب، ثورات الربيع العربي). ويسمي هشام غصيب (ثورات شعبية عارمة، الثورة العربية الراهنة البرجوزاية في شكلها وسقفها، والبروليتارية في مضمونها الاجتماعي). كما يسمي جاك قبانجي (الحراك الثوري العربي الراهن، الانفجار الشعبي الذي هو ثورة الشباب). وإذا كان مسعود ضاهر يسمي (الانتفاضات الشبابية، الانتفاضات الشعبية، ثورات الشباب العربي) فإن عبد الإله بلقزيز يسمي (الثورات الشعبية ـ الانتفاضات)، والأهم هو ما يشخصه بلقزيز من تلك الثورة المستحيلة عند من لديهم هندسة نظرية مسبقة للثورة.

من مصر وتونس والمغرب إلى لبنان وسوريا، تلك هي أسماء ما يجري عربياً، ومنه ما يجري في سوريا. وفي سوريا جاء أخيراً الاسم الجديد: حرب. حرب بكل ما للكملة من معنى: هكذا سمى الرئيس السوري ما يجري.

ربما تحق كل تلك الأسماء لما يجري، وفوقها أضيف: ما يجري هو مجزرة، تهجير، نزوح، خطف، صراع دولي وإقليمي، حرب أهلية، جنون، وحشية… واختصاراً ما يجري هو (ولادة عسيرة) أخشى أن تقضي فيها الوالدة والمولود(ة)، ما يجري (زلزال) أو (تسونامي)، فليخترْ كلٌّ من الأسماء الحسنى وغير الحسنى، ما يشاء.

منذ أكثر من سنة كتبت عن (الجمعة التي تبحث عن اسمها). ترى هل يبحث هذا الذي يجري في سوريا عن اسمه؟

المثقفون

÷ هل ترى أن صمت المثقفين تجاه ما يحدث في بلدهم سببه تهديدات من هذا النوع الذي تعرضت له؟ هل توافق أولاً بخصوص صمت المثقفين؟

} من المثقفين من صمت منذ البداية ولما يزل. ومنهم من صمت بعد حين. وفي سائر الأحوال ليست التهديدات، ولا تنفيذ بعض التهديدات، إلا سبباً من جملة أسباب، قد يكون بينها الخوف، والارتياب، أو القلق، أو العجز، أو الاعتراض. وقد تكون للصامت مساهمته الصامتة (ربما كان يكتب رواية). ومهما يكن فالصمت ليس دوماً سبّة ولا تخاذلاً. وفي الذين لم يصمتوا الخير والبركة. في الذين يملأون العواصم البراقة والشاشات الخلابة والصحف الزاهية ما يكفي، فما ضرّ أن صمت كاتب كبير مثل… مثل من؟

÷ هناك انقسام واضح في موقف المثقفين، سوريين وعرباً، مما يجري في سوريا، كيف تفسر؟

} ليس المثقفون نسيجاً واحداً كي يكون لهم موقف واحد. هناك مثقفو النظام، وحتى هؤلاء ليس موقفهم واحداً. فمنهم من يخوّن المعارض على طول الخط، ومنهم من يختلف مع المعارض ولكن لا يخوّنه، ومنهم من يترك مسافة بينه وبين النظام، ومنهم من يزاود حتى على النظام. وهناك المثقفون الاحترافيون ـ بتعبير فيصل دراج ـ الذين يئدون رؤوسهم في الرمل، كيلا يروا هول ما يجري على الأرض، وكي يضمنوا السلامة، وليكون لهم نصيبهم المضمون عند أي رابح من أطراف الصراع. أما المثقفون المعارضون فهم أيضاً أشياع، لأن أغلبهم ذوو هوى مع هذه المعارضة أو تلك من المعارضات الكثيرة المتعارضة فيما بينها.

بين أولاء، التعويل هو فقط على المثقف النقدي، وليس على المثقف الحزبي، أو الذي تحول إلى سياسي. وللمثقف النقدي موقف يتقاطع مع موقف هذا المثقف المعارض أو ذاك، ومع هذه المعارضة أو تلك، دون أن يكون نسخة عن أي موقف، ولا تابعاً أو بوقاً.

أما الانقسام في موقف المثقفين العرب مما يجري في سوريا، فليس ببعيد عما تقدم. ولكن يلحّ عليّ في هذا المقام أن أشير إلى الجحفل الثقافي اللبناني الذي فلقنا بإطلالاته التلفزيونية، وبجولاته ـ محاضراته من دسكرة إلى دسكرة، هذا يبشرنا منذ سنة: (خلصت)، وهذا يستهبل السوريين ويزاود على شريف شحادة وخالد العبود من مثقفينا الفضائيين الأشاوس الذين أفرزتهم الشهور السورية الماضية. ولا أدري ما إذا كان هذا أو ذاك أو ذيّاك من المثقفين اللبنانيين أو المصريين أو الأردنيين يقبض جعالته من الدم السوري، أم أن كل جحفلته لوجه كذبة «سوا ربينا» في لبنان، ولوجه العروبة في غير لبنان.

÷ إلى أي حد تجد أن المثقف عجز عن فهم ما يدور في مجتمعه، واستشراف مستقبله؟

} على الرغم من دعوى المثقف الرسولي صاحب النبوءات، فإن قدرة أغلب المثقفين في سوريا على استشراف الزلزال السوري منذ سنة وأربعة أشهر، ظلت قدرة محدودة. وبالتالي، كانت القدرة على فهم المجتمع أيضاً محدودة. فهذا المثقف الذي يلعلع باسم السلطة ملء الشاشات، لا أظن أنه كان قادراً على أن يتخيّل يوماً تُلغى فيه المادة الثامنة من الدستور القديم، والتي تكرس سلطة البعث، حتى لو كان هذا الإلغاء صورياً، كما هو الحال الآن.

مثل هذا المثقف كان عاجزاً عن أن يتخيل المآل الذي ستؤول إليه البلاد بعد عقود من القمع والفساد. لكن الأهم من عجز المثقف السلطوي والمثقف المعارض، هو ما قامت به قلة قليلة من المثقفين النقديين من أجل فهم المجتمع، بالتحليل الملموس للواقع الملموس، اقتصادياً أو اجتماعياً، قبل وبعد التحليل السياسي. من ينسى ما كتب المفكر الراحل بوعلي ياسين عن الزواج والطلاق والرياضة والمجالس العمالية والثالوث المحرم و…؟

من جهود تلك القلة القليلة، حسبي أن أذكر بجهود عارف دليلة وميشيل كيلو ونبيل مرزوق ومحمد جمال باروت… وبالطبع، ينبغي أن نحذر هنا المبالغة والرضا، وألا ننسى الفقر المريع في ثقافتنا الاقتصادية والسوسيولوجية والسيكولوجية والفنية، فثقافتنا أدبية في الغالب، ومؤدبة أيضاً في الغالب.

مخاوف

÷ في المقابل لابد أن نسأل إن كان هناك مخاوف من الثورة؟

} للأسف، هناك مخاوف كثيرة وكبيرة، ومنها: كثرة الطباخين الذين يصدق فيهم المثل الشعبي القائل: كثرة الطباخين تحرق الطبخة.

المسألة السورية الآن هي مسألة دولية بامتياز، والصراع الآن ليس في سوريا فقط، بل وعليها. أين باتريك سيل ليتفرج على عنواني كتابيه كيف صارا واقعاً مؤسياً!

مسلسل التفجيرات والاغتيالات الذي أعادنا ثلاثين سنة إلى نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن الماضي، هذا المسلسل هو أيضاً من المخاوف. تنامي القاعدة و/أو الجماعات والعصابات المسلحة المنفلتة من أي عقال، هذا أيضاً من المخاوف. ولا تنسَ ما سيورث هذا العنف الأعمى من أحقاد وضغائن، ونحن لم نبرأ بعد من آثار العنف الأعمى الذي أورثنا من حماة وحلب وسواهما قبل ثلاثين سنة، ما أورثنا.

بالمقابل، اسمح لي أن أتابع إلى ما لم تسألني عنه، فأنا إذ أعدد من المخاوف، وليس كلها، فليس لكي تنعق البومة، بل لأرسل النذير. أما الأهم فهو أن في كل شبر من سوريا، وكل يوم من أيام سوريا هذه، ما أسميه بالمعجزات السورية. وأقرب مثال هو ما عاشته اللاذقية وريفها، حيث أعيش، أثناء واقعة الحفة، وما أدراك ما واقعة الحفة. فعلى الرغم من كل محاولات التجييش الطائفي، لم يترك التجييش أثراً يذكر. بل على العكس، فوّت التلاحم الشعبي الفرصة على التجييش، كما برهنت عمليات تجميع ونقل وإيواء المدنيين، وتعامل القرى على اختلاف توزعها الطائفي. أما الصبر فلعله المعجزة السورية الكبرى.

÷ إلى أي حد تجد أن الأدب والإبداع والفن السوري كان مخلصاً في قول ما يجري في سوريا؟

} ما خرج إلى العلن محدود ومتواضع، وأكثره في الغناء، وفيه من الشعر والمقالة الأدبية مقدار. ولكن ما أدرانا بما تخبئ الأدراج؟

لكل ذلك أقول ما زال الوقت مبكراً حتى نقدر مدى تعبير الأدب والفن وجودة التعبير عما يجري، ومدى إخلاصهما في التعبير.

الإبداع

÷ هل تجد أن الكتابة الإبداعية أثناء الثورة ممكنة؟ أم لابد من مسافة للتأمل؟ هل ثمة أدب بدأ يتشكل في ظل الثورات عموماً، وله ملامح معينة، وماذا عنك في ذلك؟

} ما من وصفة طبية ولا سحرية تصلح هنا، وهذا هو التاريخ يعلمنا. فكم من المبدعين أبدعوا أثناء الثورات، وبخاصة حين تتوالى عليها السنوات. أما مسافة التأمل فهي كلمة حق يراد بها أحياناً باطل، إذ يتذرع الكاتب باللهاث خلف الراهن، وبزئبقية الراهن، وبالتالي بضرورة الفاصل الزمني قبل أن يكتب.

تبقى الكلمة الفصل لما يقدمه هذا الكاتب أو هذه الشاعرة أو هذا الفنان. قد ينتظر واحدنا سنوات بعد انقضاء الحدث، ثم يخرج ببيضة الديك. ولقد عشت النقيضين من ذلك. فبعد هزيمة 1967، انتظرت خمس سنوات قبل أن أجرؤ على الاقتراب منها بحرف، وفي السنة السادسة أنجزت رواية (ثلج الصيف)، بينما كتبت رواية (المسلّة) ـ وصدرت عام 1980 ـ في حمأة الصراع الدامي الذي عاشته سوريا قبل ثلاثين سنة.

ها هو ابراهيم الكوني قد نشر منذ شهرين روايته (فرسان الأحلام القتيلة). وقد قدمت على أنها الرواية الأولى عن الربيع العربي، لكن ابراهيم الكوني لا يُحسد على هذه الرواية التي تنوء تحت لعبة بوليسية ساذجة، وتحت وطأة تماثل الشخصيات، وتحت وطأة التأرخة والتفلسف أيضاً، وبذلك لم ينفعها نبل الغاية ولا حرارة معركة (مصراته) أثناء الثورة الليبية. وفضلاً عن ذلك فقد تبيّن لي للتو أن رواية أحمد عبد الملك (الأقنعة) هي الأولى ـ بحدود علمي ـ عن الربيع العربي، إذ صدرت قبل رواية الكوني، في أواخر العام الماضي، أي إن الزمن عجّل عليها أكثر، لكن نجاتها، مع ذلك، من فعل الزمن، كانت أكبر.

لقد ظهرت قصائد سورية خلال هذه الفترة القصيرة، منها قصائد هالا محمد ونوري الجراح وأدونيس. وقد أتيح لي أن أقرأ مخطوطة روائية مجبولة مما نعيش هذه الأيام، لكنها ضعيفة ومتلجلجة، وقد استجابت صاحبتها لاقتراحي بالابتعاد عنها سنة على الأقل. وما أخشاه هو أن أكون أَوْلى من غيري بهذه النصيحة، بصدد مشروع روائي بدأته منذ شهور، بعدما استطعت أن أتحكم بالجرعات السمية اليومية التي ينعم بها عليّ التلفزيون والسهر مع الأصدقاء، وهي الجرعات التي تتضاعف حين تكون وحيداً، أو حين يكون السهر مع الصديقات.

(دمشق)

السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى