صفحات العالم

نتائج انتخابات ليبيا تظهر في سوريا


فاتح عبدالسلام

سوف تنعكس نتائج الانتخابات في ليبيا بعد فوز التيار الليبرالي على قناعات دولية كثيرة إزاء الخوف من مستقبل سوريا. إذْ ظهر أنَّ ليس هناك حقيقة واحدة سائدة للأحزاب الاسلامية كما كان سائداً طوال أكثر من سنة من تغييرات في دول شملها هذا الربيع العربي.

كما انَّ فوز الاسلاميين في تونس ومصر لا يمثل حالة من سيطرة الأغلبية على نحو منفرد حيث لا تزال هناك أحزاب وقوى ومؤسسات أخرى متمتعة بمواقع قيادية في المجتمع تحت سقف اللعبة الديمقراطية ذاتها ومؤثرة في القرار.

موسكو تريد الاطمئنان إلى مستقبل التغيير الذي لا يبدو انَّ هناك فرصة واحدة لعدم تحقيقه. وموسكو العاصمة الكبرى تعي قانون الزمن واستحقاقات ما يجري في سوريا وما حولها، لكنها تريد الاطمئنان إلى المستقبل السياسي لدولة صغيرة الحجم والسكان لكنها حليف تقليدي يتمتع بموقع استراتيجي كان للروس طوال أكثر من عقدين قدم رمزي فيه.

كما إنّ موسكو لا تريد صعوداً اسلامياً في سوريا بما يعزز الضغط على مشاكلها في الشيشان.

لا نستطيع أنْ نغفل الفارق الزمني والتنظيمي بين أحزاب دينية في ليبيا وأخرى في تونس ومصر، فضلاً عن كاريزما الشخصيات الدينية وشهرتها الاعلامية عربياً وداخلياً بما ينعكس على الانتشار والصعود إلى مواقع متقدمة. غير إنّنا لا نستطيع أنْ نغفل انَّ هناك حراكاً اجتماعياً مدنياً قوياً في سوريا له توجهاته وشخصياته وتراكيبه وحواضنه ولا يمكن احتواؤه أو تهميشه أو هزيمته في اللعبة الديمقراطية.

فضلاً عن إنَّ التغييرات التي حصلت في مصر وليبيا وتونس واليمن سوف تكون بمثابة التجربة المتراكمة التي من الممكن الإفادة النوعية منها في تحديد خيارات مستقبل سوريا.

الزمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى