صفحات العالم

نصيحة سيدا لـ”حزب الله”


حازم صاغيّة

رئيس “المجلس الوطنيّ السوريّ” عبد الباسط سيدا أسدى نصيحة ثمينة لـ”حزب الله”، هي أنّ عليه “الاستعداد لمرحلة ما بعد الرئيس بشّار الأسد، وأن يندمج مع الأطراف اللبنانيّة، ويعمل في سبيل الإسهام في بلورة معالم دولة قوية تكون لكلّ اللبنانيّين، وهذه الدولة ستكون من مصلحة اللبنانيّين وكذلك السوريّين”.

والحال أنّ أيّ حريص على مصلحة لبنان واستقراره، وعلى أمان الطائفة الشيعيّة تحديداً، وعلى العلاقات الأهليّة لا سيّما منها السنّيّة – الشيعيّة، سيجد في كلام سيدا مرآةً لرأيه ورغبته. وهذا، والحقّ يقال، ليس بتاتاً بسبب الموقف السلبيّ من “حزب الله”، بل من قبيل الرغبة في ألاّ يهتزّ الاجتماع اللبنانيّ هزّة كبيرة قد تكون هذه المرّة مدمّرة، ومن أجل ألاّ يعاني اللبنانيّون ويلات يمكن تجنّبها.

فنظام بشّار الأسد سفينة تغرق، والحكيم هو من يفرّ من هذه السفينة اليوم قبل الغد. يكفي أن نعدّد بعض إشارات ذلك الغرق لمن لا يزال يشكّ في ذلك: من فقدان السيطرة على الحدود إلى فقدان السيطرة على مساحات واسعة من البلد، ومن الانهيار الاقتصاديّ إلى النهج الانتحاريّ المعتمَد في تدمير المدن، ومن انشقاق بعض أبرز رموز النظام (رئيس الحكومة رياض حجاب) إلى نجاح “الجيش السوريّ الحرّ” في توجيه ضربات في غرفة نوم النظام (قتل آصف شوكت ورفيقيه). وهذه الظواهر والعوارض التي أنتجها الصمود البطوليّ للسوريّين، هي ما قد يستطيع الموقف الروسيّ – الإيرانيّ أن يبطّئها، إلاّ أنّه، وبالمطلق، لن يستطيع وقفها، وصولاً إلى إطاحة الحكم العائليّ – الطائفيّ في النهاية.

وتأتي الفضيحة المدوّية التي كان بطلها الوزير اللبنانيّ السابق ميشال سماحة لتقول كم أنّ الحاكم الدمشقيّ صار محكوماً بنهج مجنون يصدّره إلى خارج حدوده، وكم هو فعلاً حريص على أمن لبنان واستقراره!

والانتباه إلى ما يجري، فضلاً عن حسّ المسؤوليّة الأخلاقيّة، هو ما يحمل رجلي دين شيعيّين مرموقين، كالسيّد محمّد حسن الأمين والسيّد هاني فحص، على أن يعلنا عن تضامنهما مع الثورة السوريّة والشعب السوريّ. فهذان الجليلان يبدوان كأنّهما يقولان، في البيان الذي أصدراه، أنْ ليس باسمنا تُساق الطائفة الشيعيّة، ومعها لبنان، إلى الموقف الخطأ وإلى المجهول.

إنّ على “حزب الله”، ولو لمرّة واحدة، أن يتعامل بمسؤوليّة مع هذه التطوّرات الكبرى التي تحصل، وأن يحمل نصيحة عبد الباسط سيدا على محمل الجدّ.

لبنان الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى