نظام البعث السوري وموجة القتل الجماعي
كاظم حبيب
انتظر المجتمع الدولي طويلاً وهو ينظر إلى ما يجري في سوريا من قتل جماعي همجي يومي ضد شعب اعزل. وهو أمر غريب وغير مقبول ولا يتم بصلة إلى المبادئ الواردة في لوائح الأمم المتحدة وحقوق الإنسان. فالقتل يجري عبر عصابات الأمن السياسي والقوات الخاصة وقطعات من الجيش السوري في كافة المدن والأرياف السورية. أمين عام الأمم المتحدة يطلب من رئيس غير شرعي تحقيق الإصلاحات في ظل نفس النظام الذي اغتصب السلطة طوال العقود المنصرمة وفي ظل ذات الأجهزة الأمنية والشرطة التي لا تعرف غير الاعتقال والتعذيب والسجن والقتل في التعامل مع الإنسان, وخاصة الإنسان المعارض حتى لو كان من أعضاء الحزب الحاكم ومن أخلص الأعضاء لحكم حزب البعث. إن ما يجري الآن في سوريا يقع تحت باب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية!!!
الدول العربية وجامعتهم التي لم تجمعهم حتى الآن وقفت متفرجة خائفة من أي تصريح سليم يعبر عن رغبة الجماهير السورية في التغيير ورحيل النظام السوري ورئيسه بشار الأسد. جاءت تصريحات أمين عام الجامعة العربية خجولة أمام الدكتاتور وليس أمام الشعب السوري الذي يتعرض لقتل جماعي متوصل طيلة الأشهر المنصرمة.
الشعوب العربية لم تتحرك في تأييد الشعب السوري بما فيه الكفاية لأنها تعاني من ذات النظم السياسية التي لا تختلف كثيراً عن نظام الأسد, ويخشى حكامها أن يلحق بهم نفس المصير الذي لحق بالرئيس المصري والرئيس التونسي وما يجري في اليمن وليبيا وسوريا. إنها محنة الشعوب في الدول العربية مع حكامها المستبدين.
لم يتحرك المثقفون والمثقفات في الدول العربية حتى الآن بما فيه الكفاية لمساندة شعب سوريا ومثقفيه ومثقفاته وهم يعانون من قهر النظام البعثي في سوريا ومن جور الحياة السياسية وغياب الحرية والحياة الديمقراطية والعيش الآمن والكريم.
الشعب السوري في كل المدن السورية وأريافها ينادي بأعلى الأصوات: أرحل .. ثم أرحل .. ثم أرحل. وهذا الطلب الصارخ بالرحيل لا يعني رحيل بشار الأسد وحده بل يعني بالضبط رحيل أول وآخر نظام بعثي وجد في الدول العربية, فلم يعد هناك من مكان لمثل هذا الحزب الشمولي المطلق, لمثل هذا الفكر الشوفيني المتخلف, لمثل هذا النظام الشمولي الدموي في الدول العربية التي ذاقت الأمرين على أيدي نظامين لهذا البعث في العراق وفي سوريا, ولم تكن مرارات الشعب اللبناني قليلة من النظام السوري.
إن المرارة ما تزال تملأ نفوس العراقيات والعراقيين والسوريات والسوريين من هذين النظامين والأرض العراقية والسورية ما تزال ندية بدماء الشهداء والعواقب ما يزال يعاني منها العراق وشعبه, وسيبقى لفترة غير قصيرة بعد رحيل النظام البعثي وحزبه في سوريا يعاني منه الشعب السوري أيضاً.
لندعو إلى حملة عربية وإقليمية وعالمية لدعم الشعب السوري في نضاله للخلاص من حزب البعث ونظامه, لنرفع صوت الاحتجاج والتنديد بالجرائم التي يرتكبها النظام ضد الشعب السوري, لنطالب المجتمع الدولي بتشديد الضغط ضد النظام السوري ورئيسه غير الشرعي بشار الأسد للرحيل من سوريا.