نظَرات في الحوار والذّات والآخَر/ د. مازن أكثم سليمان
وَرَدَ في (تاج العروس) أنَّ (الحوار) يعني: تراجُع الكلام، والحوار في (لسان العرب) مُشتقّ من الجذر (حَوَرَ)، وهُم يتحاوَرون؛ أي: يُراجعونَ الكلامَ.
ما من شكّ أنَّ الحوار يقوم على آليّة التَّفاعُل بين أكثَر من شخص، ولا يُمكِنْ أنْ يكونَ بنّاءاً من دون خاصِّيّة التَّداوُل والتَّبادُل والانشغال المُشترَك بفكرة أو قضيّة أو حدَث، ليسَ بغية الوصول إلى تطابُق حدِّيّ تام وحاسِم في الرّأي؛ إنَّما بهدف بسط مُشترَكات يُؤسَّسُ عليها الفضاء الاجتماعيّ والحضاريّ، ابتداءً من كون الحوار في أبسَطِ أشكالِهِ حالة آنيّة مَعيشة تفرضُها الحياة اليوميّة، ومُروراً بالمشروع الوجوديّ التَّراحُميّ الجامِع بينَ النّاس، وانتهاءً بتخليق فضاءات مَعرفيّة كُلِّيّة مَفتوحة على الآخَر والمُستقبَل والإبداع.
فإذا كانَ الحوار في النَّقد الأدَبي يقول إنَّ أساس أيّة تأويليّة ناجحة في الفكر والثقافة والحياة _بطبيعة الحال_، ينطلِق من (انصهار الآفاق) بينَ طرفيْن، وهذان الطَّرفان هُما: أُفُق النَّصّ المَدروس، وأُفُق المُتلقِّي القارِئ، فإنَّ الحوار الذي يُعوَّل عليهِ ينبغي أنْ يبدأ من إعداد (الذّات) نفسها لتكون قادِرةً على الفِعْل التَّشارُكيّ والتَّفاعُل والفَهم والتَّفسير، حيث إنَّ انطلاق الحوار من الذّات يعني قُدرَة هذهِ الذّات أوَّلاً على التَّحاوُر مع نفسِها بمَعنى أنْ تعرفَ نفسها (كما يقول سقراط) بما ينطوي عليه ذلكَ من وعيِها مُضمَراتِ أفكارِها وعقائِدِها وشُكوكِها ومُسلَّماتِها، ثُمَّ مُجاوَزة العَوامِل المُعيقة في بِناها المُتعالية والمُغلَقة، وصولاً إلى الانبثاق الكاشِف نحوَ انشغالِها الأصيل بتلمُّس كينونتِها الحُرّة، وتخليق هُوِيَّتِها الفاعِلة المَفتوحة على الآخَر والعالَم والاختلاف.
إنَّ من أولويّات الحوار المُجدي بين البشر هوَ امتلاك الذّات أدواتِها النَّقديّة الخاصّة بها كي تُفكِّكَ سُلطاتِها المَعرفيّة ورُؤاها المُسَبَّقة، أو على الأقلّ أنْ تمتلِكَ الفضاء الخاصّ الخصب والجاهِز لقَبول مُراجَعة وتنقيح البِنى الذّاتيّة القَبْليّة، عبرَ حوارها أوَّلاً مع نفسِها، ثُمَّ معَ الآخَر مهما كانَ مُختلِفاً عن تصوُّرِها للهُوِيّة والفكر والوجود، على أنْ نعِيَ تماماً أنَّهُ ما من هُوِيّة أحاديّة مُستقرّة في العالم خارِجَ التَّعدُّديّة والاختلاف الذي يخترِقُها في عُمقِها مهما توهَّمَتْ الانغلاق.
وبهذا المَعنى، يبدأ أيُّ حوّارٍ خلّاق بالخروج من منطق الثُّنائيّات الحدِّيّة التَّفاصُليّة الكابِحة لجدوى التَّحاوُر الأصيل بين الأفراد والجماعات على حدٍّ سواء، ولذلكَ لا مناصّ من القول إنَّ سيادة منطق التَّمركُز حول الذّات الفرديّة أو الجمعيّة لن يكون مُجدِياً إذا أردنا تأسيس حوار ناضِج وحيويّ، فالحوار بوصفِهِ انصهاراً للآفاق/الأفكار بغيةَ التَّفاعُل وإنتاج مساحات مَعرفيّة جديدة، وتوافُقات يُبنَى عليها، عليهِ أنْ يتجاوَزَ ثنائيّة (المَراكِز _ الهَوامِش)، وأنْ ينتقِلَ لفَهْم الوجود بوصفِهِ فَجوة حركيّة ديناميكيّة ونسبيّة ومُتغيِّرة باستمرار، ولا فضل مُسَبَّق لذاتٍ أو جماعةٍ على ذاتٍ أو جماعةٍ أخرى، ولا حتميّةَ في أصالةِ فكرةٍ قَبْليّاً على حسابِ أصالةِ فكرةٍ مُغايِرة.
وهكذا، لابُدَّ للحوار والمُتحاوِرين في طريقِهِم نحوَ تشييد رُؤىً مُشترَكة وبنّاءة أنْ يتخفَّفوا قدر المُستطاع من الإيديولوجيّات المُغلَقة التي تُشكِّل في مُعظَم الأحوال عائِقاً صلداً في وجهِ استمرار الحوار وبلوغِهِ غاياتِهِ، ذلكَ أنَّ الإيديولوجيا في صَميمِها تعني الالتزام المُسَبَّق بمجموعة من الآراء والقوالِب والنَّظَريّات النِّهائيّة التي تنسُف أسُس الحوار بوصفِهِ فعلاً مُشترَكاً يضَعُ الآخَر في قلب الذّات إذا تقوقعَتْ هذهِ الإيديولوجيا حولَ مركزيتِها.
لقد قدَّمَ مفهوم (الصُّورولوجيا: صورة الآخَر) في الأدَب مادّة ثرّة وغنيّة لتفكيك بِنية الرُّؤى القَبْلِيّة بينَ الشُّعوب، وكيفَ تنتقِلُ هذهِ الرُّؤى لتكونَ بمنزلة أحكامٍ نمَطيّة على الآخَر تظهَرُ في صورة هذا الآخَر في الأدَب، ويبدو أنَّ تشكُّل هذهِ الأحكام المُعمَّمة بينَ الشُّعوب أمرٌ لا مَهرَبَ منهُ في ظلّ الصِّدامات أو الاختلافات السِّياسيّة أو الاقتصاديّة أو الثقافيّة والفكريّة، لكنَّ تشابُكَ المَصالِح في العصر الحديث أفضى في كثير من المَفاصِل إلى تضييق الهُوّة بين الدُّوَل والشُّعوب المُختلِفة، وإلى تصحيح الكثير من النَّظَرات النَّمطيّة السّائِدة بوصفِها أحكاماً مُسَبَّقة تنطوي على الكثير من السَّلبيّة ورفض الآخَر المُختلِف في الأغلب، حيث وصَلَ التَّمازُج بين الشُّعوب مُستوىً غير مَسبوق في التّاريخ، ولا سيما في ضوء ثورة الاتّصالات، واكتشاف النّاس مدى تقاطُعِهِم وتشابًهِهِم في الهَمّ الإنسانيّ الواحِد.
لعلَّ من أخطَر الأفكار الهدّامة للحوار هو الحديث عن (صراع الحضارات) بدلاً من الحديث عن (تفاعُلها) الطَّبيعيّ التِّلقائيّ والمُثمِر، فالقول بهذا الصِّراع يعني العودة إلى مَفهوم (العصبيّة) الخلدونيّ، وتجذير منطق الغلَبة في علاقات الأفراد والجَماعات والأُمَم، وهيَ وصفةٌ خطيرة لنفي الوعي الحضاريّ التَّكافُليّ والتَّراحُميّ المُفترَض بين البشر، ليحلَّ مكانَهُ وعيٌ زائِفٌ ينهَضُ على فكرة القُوّة والحروب والاستعباد وإلغاء الآخَر وإقصاء المُختلِف بالعُنف إذا استدعى الأمر.
انتشَرَ في نهايات القرن المُنصرِم تنظيرُ بعض المُفكِّرين لانتصار الرّأسماليّة النِّهائيّ على أيِّ تيّار فكريّ أو اقتصاديّ آخَر، ولا سيما بعدَ سُقوط المَنظومة الاشتراكيّة ونهاية الحرب الباردة، وجميعُنا يتذكَّر مقولة (فوكوياما) الشَّهيرة عن (نهاية التَّاريخ)، ويبدو من وجهة نظَري أنَّ سيادة مثل هذا الفكر _بغضّ النَّظَر الآن عن البَحث في قضايا مثل الرّأسماليّة أو اللّيبراليّة أو العولمة_ يُمثِّلُ خطَراً بالِغاً على البشريّة، ويَعِدُ بحُروبٍ كثيرة رأينا أمثلةً عليها في مَنطقتِنا العربيّة، وهو توجُّهٌ يقومُ على روح الإقصاء ومنطق الغلَبة ومَحو حُرِّيّة الآخَرين أفراداً وشُعوباً وتيّارات ثقافيّة وفكريّة.
وفي هذا الإطار، أتحفَّظُ كثيراً على مُصطلَح (التَّسامُح) المُتداوَل في الحديث عن الحوار والعلاقة مع الآخَر، لأنَّ التَّسامُح ينطوي في مَعناه على تعالٍ مُسَبَّق يُخطِّئ الآخَر، ويُجَمِّل نفيَهُ بقَبولِهِ على مضَضٍ على ما فيهِ من علل ومَساوِئَ شكَّلَتْها الذّات في نظرتِها القَبْليّة إلى ذلكَ الآخَر، ولذلكَ أدعو إلى استبدال بهذا المُصطلَح مُصطلَح (الاحترام) الذي يُؤسِّسُ لآليّات أصيلة في الحوار تؤدِّي _إذا كانَ البشر أوفياءَ لها_ إلى مُجاوَزة الخلاف من بوّابة الاعتراف بالاختلاف وشرعيَّتِهِ القائِمة على المُساواة، لا على الانتقاص من المُختلِف تحت عنوان التَّسامُح معه.
في الانتقال إلى مَسألة حاجَتِنا بوصفنا عرباً ومُسلمين إلى الحوار مع الآخَر سواءً أكان غربيّاً أم كانَ من أيِّ بُقعةٍ في العالم، أجِدُ أنَّ الأولويّة الضروريّة قبلَ دُخول هذا الحوار الكونيّ، أنْ نؤسِّس لحوار داخليّ خلّاق وأصيل داخِلَ مُجتمعاتِنا نفسِها، لحلّ الإشكاليّات المُتنوِّعة فيها سياسيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً، وقَبول الاختلاف ضمْنَ هذهِ المُجتمَعات أيّاً كانَ حَجم هذا الاختلاف؛ إذ لا نستطيع النَّظَر إلى أيَّة جَماعة بشريّة مهما كَبُرَتْ أو صَغُرَتْ بوصفِها كُتلة واحِدة مُتماسِكة ومُنجَزة هُوِيّاتيّاً إنجازاً نهائيّاً حاسِماً، ما دامَتِ الحياة والأفكار والرُّؤى حركيّات ديناميكيّة دائمة التَّحوُّل والتَّطوُّر والتَّغيُّر.
إنَّ وجودَنا الآن في ما يُدعى (عصر العولمة/النّيوليبراليّة)، وفي ظلّ ثورة الرَّقميّات والمَعلومات والاتّصالات ومَواقِع التَّواصُل الاجتماعيّ، فتَحَ الأبوابَ عريضةً أمامَنا لمُواجَهة تحدِّيات كُبرى، ولا سيما أنَّ الحوار نفسه أخَذ مَعانٍ أكثَر سيولة وحيويّة ممّا كانَ عليه من قبل، حيثُ أصبَحَ التَّفاعُل مع الآخَر أكثَر اقتحاماً لما نظنُّها أنَّها (قلعة ذواتِنا وهُوِيّاتِنا) المَحْمِيّة بإحكامٍ كما نتوهَّمُ، ولهذا فإنَّ أيَّ مشروعٍ وقائعيّ لمُساءَلة الهُوِيّة الذّاتيّة والجَمعيّة عليهِ أنْ يأخُذ بعين الاعتبار سمات هذا العصر المَفتوح، وفضاءاتِهِ الواسِعة التي لا يُمكِنُ إغلاقُها بعدَ اليوم، وإلّا فإنَّنا نكون قد اخترْنا الدَّوران في أمكنتنا من دون أيَّةِ حركةٍ تقدُّميّة تُعيدُنا إلى حركة التّاريخ وتجذِّرُ حُضورَنا الحيّ في العالم المُعاصِر.
من المُؤكَّد أنَّ للحوار مُستويات عدّة، فإذا كنتُ قد أشرْتُ إلى طبيعة الفضاءات الرَّقميّة والمَعلوماتيّة في هذهِ الحقبة، فهذا يعني من ناحيةٍ أُولى أنَّ الحوار أصبَحَ حتميّة مُباحة للجميع من دون استثناء، وهوَ يحدثُ في كُلّ لحظةٍ وبلا رقابةٍ مُسَبَّقة، فكُلّ فردٍ سواءً ارتقى تحصيلُهُ المَعرفيّ أم لا، أصبَحَ على تماسٍ مُباشَرٍ معَ الآخَر بشكلِ ما، والعِبرةُ في كيفيّة تثمير هذا التَّماس، وهُنا يأتي الكلام من ناحيةٍ ثانية عن دور المُثقَّف وضرورة استفادَتِهِ من هذا الانفجار التِّقنيّ المُذهِل ليُوصِلَ رأيَهُ وعُدَّتَهُ المَعرفيّة في حوارِهِ الدّاخليّ مع أبناء وطنِهِ أو قوميتِهِ أو دينِهِ، وهوَ ما يرفَعُ من المُستوى المَعرفيّ الجَمعيّ لهُم في التحاقهِم بأيَّةِ عمليّة حوار أو تثاقُف معَ الآخَر، وفي حوار هذا المُثقَّف نفسه مع مُثقَّفي الهُوِيّات الأخرى.
وما دُمنا نتحدَّث في هذا السِّياق عن كيفيّة مُلحّة لإيصال المَعلومة والفكرة والثَّقافة ضمنَ الهُوِيّة الواحِدة، أو عبرَ التَّفاعُل مع الهُوِيّات الأخرى، أرى أنَّ هذا الكلام يفتَحُ علينا شُجوناً كثيرة تتعلَّقُ بتقصيرِنا حتّى هذهِ اللَّحظة في تأسيس مَنابِرَ إعلاميّة وثقافيّة (فضائيّة وإلكترونيّة وورقيّة) جادّة بلُغتِنا العربيّة من جانبٍ أوَّل، وفي تأسيس مَنابِر باللُّغات الأخرى، ولا سيما اللُّغات الكُبرى لمُخاطَبة الآخَر وإيصال وجهات نظَرِنا إليه، وهوَ الأمرُ الضَّروريُّ لخَلْق حوار فعّال معهُ، إذ كيفَ يُمكِنْ أنْ نتبادَلَ الآراء مع شُعوبٍ تمَّ تغذيتِها على امتداد عُقود _وربَّما قرون_ بآراء وأفكار وصُوَر نمَطيّة مَغلوطة عنّا لغايات سياسيّة واقتصاديّة خبيثة، ولم نُحاوِل حتّى هذهِ اللَّحظة أنْ نُخاطِبَهُم بلُغاتِهِم، كي نُؤسِّس الأرضيّة اللّازِمة أو الفضاء الغنيّ للحوار والتَّفاعُل معهُم.
لعلَّ من العَوامِل المُعرقِلة للحوار في عالمنا العربيّ هوَ الخوف على الهُوِيّة، لكنَّ هذا الخوف لا يعدو أنْ يكونَ (فوبيا) مُتوهَّمة، ولا أساسَ لها في حركيّة الواقِع، ومُمارَسة التَّفاعُل مع الذّات من جانبٍ أوَّل، ومع الآخَر من جانبٍ ثانٍ، فمَن يمتلِكُ الثِّقةَ بقُدرة هُوِيَّتِهِ على الانفتاح والتَّجدُّد والاستمرار _وهذهِ العَناصِر من أهمّ سمات الهُوِيّة والثَّقافة العربيّة عبرَ التّاريخ_، لا يخشى من مُحاوَرة الآخَر والهُوِيّات المُغايِرة والثَّقافات المُختلِفة؛ إنَّما يجِدُ في ذلكَ فرصة تفاعُليّة لإغناء الذّات الفرديّة والجمعيّة، ولاختبار القُدرات الحضاريّة الكامِنة فيها ووضعِها أمامَ تحدٍّ كيانيّ ثقافيّ وفكريّ لابُدَّ أنْ تكونَ نتائِجُهُ مُرضية مهما كانت الصُّعوبات والمَخاطِر، وكما قالَ غاندي يوماً إنَّهُ يقبَلُ أنْ يفتَحَ نوافِذَهُ أمامَ كُلّ رياح العالم، لكنَّهُ لا يسمَحُ لهذهِ الرِّياح بأنْ تقتلِعَهُ من جذورِهِ أبداً.
أخيراً، أستطيعُ أنْ أؤكِّدَ أنَّ أُسّ الحوار هوَ الاختلاف، وأُسّ الاختلاف هوَ التَّخفُّف قدر المُمكِن من المُسَبَّقات وأسوار الإيديولوجيّات وأوهام التَّطابُق، فلا يوجد شقيقان في العالم مُتطابقان شكلاً أو مزاجاً أو فكراً أو مَضموناً على نحوٍ شامِل. وأوَّلُ خُطوات أيِّ حوارٍ بنّاء تكمنُ في اعترافِنا بماهيّة الحياة المُنفتِحة باستمرار على التَّحوُّل والتَّغيُّر والتَّباعُد، حيثُ يقتحِمُ الاختلافُ ذواتَنا في كُلِّ لحظة، ويُباعِدُنا عمّا نظنُّ أنَّها حقائِقَ مُنتهية، وهوَ الأمر الذي يعني أنَّ الذّاتَ نفسَها تحيا في حركيّة وعيٍ مُتحوِّلٍ دائمٍ لذاتِها وللآخَر وللكون، وما لم نمتلِكْ هذهِ الدّيناميكيّات التَّعدُّديّة المَرِنة في فَهْمِ الهُوِيّة والثقافة والفكر بوجهٍ خاصّ، والحياة بوجهٍ عام، لن نقوى على تأسيس أيِّ حوارٍ فاعِلٍ وخلّاقٍ ومُجْدٍ يبني نهضَتَنا في الوقت نفسه الذي يمدُّ جُسوراً وفَضاءات مَفتوحة بيننا وبين العالم، وهيَ جُسورٌ تنهَضُ على أولويّات الحياة والعدل والحُرِّيّة، فمَنْ لا يمتلكُ هذهِ الأولويّات، أو على الأقلّ يسعى إليها، عليهِ أنْ لا ينتظِرَ من الآخَرين لا أنْ يمنحوهُ حُقوقَهُ الإنسانيّة الوجوديّة، ولا أنْ يُنصفوهُ فكريّاً وثقافيّاً وحضاريّاً.
شاعر وناقد سوري