صفحات المستقبل

نقد النظام و المعارضة السوريين -1-


لم يكن أحد يعتقد أن الرئيس الوسيم و الطبيب يمكن أن يكون بهذه القسوة, و يبدو أنها نتيجة تدريب من أبيه على صراع البقاء في السلطة حتى لو تم تصفية أقرب الناس إليه مثل تصفية غازي كنعان و رئيس الوزراء الزعبي و غيرهما كثير.

اليوم يواجه الابن ثورة حقيقية ليست مرتبطة بتنظيم معين ولا بعد فكري واضح, حتى أن المعارضة متفرقة كثيرا ولا يوحدها إلا الأسى الذي لا ينتسى للحياة الكئيبة التي يحياها السوريين و هم في صراع البقاء مع المازوت و الغاز و الكهرباء و الطعام و العلاج لدرجة أنهم لم يعودوا يخافون الموت.

الرئيس يريد أن يبقى في الحكم و هو يعتقد أنه يلعب لعبة الأمم و المخابرات الدولية و يرقص على الحبال ما استطاع، و لنفرض أن ذلك ما زال ممكناً فما هو السبب الذي يجعل الناس يرضون بالإصلاح بدلا من التغيير، هم يريدون إصلاحا يصل لمرحلة التغيير في التفكير و طريقة إدارة البلاد و إيقاف التسلط على العباد. أي باختصار حل كل الأجهزة الأمنية الحالية, و الطلب إلى أعضائها مغادرة سورية كي لا يطالها العقاب على الجرائم التي ارتكبوها في الخمسين سنة الأخيرة, و خلال الأحداث التي جرت في سورية في السنة الماضية.

طبعا سيتم تشكيل ثلاثة أجهزة أمن جديدة تماماً للأمن الداخلي المدني, و للعسكري, و للخارجي, و هذه الأجهزة لا يجوز لها الظهور بأي شكل في تفاصيل حياة المواطنين.

أيضا يتم دفع تعويضات كبيرة عن كل ضحية سقط في النزاع الأخير بعدة ملايين من الليرات، و إن كنت أشك أن ذلك كافٍ ليرضي الأمهات و الآباء لهؤلاء المدنيين و العسكريين من الطرفين و الذين سقطوا نتيجة سوء تصرف السلطة.

كما يجب أن يصبح الرئيس رئيساً دستورياً مثل “الملك الدستوري” و يتنافس الناس في أحزاب حرة لا شروط على تشكيلها مهما كانت ويتولى الحكم الائتلاف الأقوى في مجلس الشورى.

شرعياً كما تذكر المواقع المختصة بالفقه, يفقد النظام شرعيته في حالة تعامله بالربا و إجباره الناس على التعامل بها, و لابد من السماح بالبنوك الإسلامية الحقيقية و الأهم من ذلك السماح بالصلاة في الجيش السوري, و يعني هذا السماح علناً بإقامة صلاة الجماعة و تربية الجيش السوري ليكون متديناً ليكون ذلك ضمانة لحماية حقوق المواطنين و الأقليات و الأكثرية.

و إن حدث هذا, و أنا أعلم أنه لن يحدث إلا بالقوة, فسيستقر النظام الحاكم ولا يستطيع المشايخ و الناس نزع الشرعية منه ببساطة كما هو كائن الآن.

——————————–

المواطن سين

http://the-syrian.com/archives/73808

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى