هل خسر الشرع منصبه؟
رأي القدس
الاحداث المتفاقمة في مصر سرقت الاضواء من نظيرتها في سورية، فلم يعد الخبر السوري الذي هيمن على نشرات الاخبار والبرامج في معظم محطات التلفزة العربية والعالمية، الخبر الرئيسي، وبات يحتل صفحات داخلية في الصحف العربية رغم استمرار المواجهات الدموية، واستمرار التدخلات الخارجية ايضا.
بالامس حدث تطوران رئيسيان على المشهد السوري لم يلفتا الاهتمام بالشكل المتوقع، الاول اختيار قيادة قطرية جديدة لحزب البعث الحاكم في سورية، غاب عنها السيد فاروق الشرع نائب الرئيس، اما الثاني فهو انتخاب قيادة جديدة للائتلاف السوري المعارض، خلت من السيد مصطفى الدباغ احد ابرز قيادات المعارضة الاقوياء، واعتذار السيد غسان هيتو عن عدم المضي في مهمته لتشكيل حكومة يتولى رئاستها.
الرئيس بشار الاسد الذي اعلن عن التشكيلة الجديدة للقيادة القطرية فاجأ الجميع باستبعاد السيد الشرع دون ابداء اي اسباب، وربما تكون هذه الخطوة مقدمة لابعاده عن منصبه كنائب للرئيس بعد تردد اسمه كثيرا في الاوساط السياسية، الداخلية والخارجية، كمرشح محتمل لتولي رئاسة سورية في اي تسوية سياسية للازمة.
الانشغال بالاحداث المصرية، وتحقيق الجيش السوري تقدما على الارض في جبهات عديدة مثل القصير، وتلكلخ، وبعض اجزاء من حمص، ربما اعطت الرئيس السوري جرعة من الثقة للاقدام على هذه الخطوة، اي اختيار لجنة قطرية جديدة، وكأنه يريد اعطاء دفعة جديدة للحزب، واعادته الى المسرح السياسي بعدما تراجع دوره على مدى العامين الماضيين من عمر الازمة.
لا نعرف الرسالة التي اراد الرئيس السوري ارسالها من خلال هذا التغيير، فهل يقصد في ظل الحديث المتفاقم عن حرب اهلية طائفية في سورية، ان يعيد التأكيد على علمانية النظام الحاكم؟
من الصعب الاجابة على هذا السؤال لان المعلومات التي رشحت حول مسألة اعادة تشكيل القيادة القطرية محدودة جدا، ولكننا يمكن ان نتكهن بان الهدف الرئيسي من هذه الخطوة قد يكون ابعاد السيد الشرع الذي ابتعد او ابعد عن الاضواء مؤخرا، وبات مهمشا كليا، ويعيش عزلة في مكتبه، ومن النادر ان يزوره احد، لانه بلا سلطة والزوار دائما يبحثون عن اصحاب النفوذ وليس عن المهمشين.
القيادة السورية في دمشق تعيد ترتيب بيتها الداخلي للايحاء بان الامور تسير بصورة طبيعية، وقيادة المعارضة في الخارج تنتخب قيادة جديدة، تستبعد منها بعض الشخصيات للايحاء ايضا بانها موحدة وما زالت فاعلة وتتحدى محاولات تهميشها حتى من قبل اصدقائها في الوطن العربي والخارج.
المشهد السوري سواء الذي يمثل النظام والمعارضة ما زال حيويا، ويستعد للعودة الى الاضواء مجددا، وان كنا نعتقد ان هذه العودة ليست قريبة في ظل انتقال المجازر من سورية الى مصر وتزايد احتمالات الحرب الاهلية والفوضى في الاخيرة.
القدس العربي