هيثم المالح لـ «الراي»: ما قدّمه النظام لا يعدو كونه تجميلاً لصورته … والانتفاضة مستمرة حتى سقوطه
«سياسة أنقرة تجاهه بدأت تتغير والمؤتمر في تركيا لدعم الداخل»
بيروت – من ريتا فرج
رأى المحامي والناشط في مجال حقوق الانسان هيثم المالح أن سياسة أنقرة تجاه النظام في سورية بدأت تتغير، مشيراً الى أن المؤتمر الذي تعقده مجموعة من المعارضين السوريين في تركيا «يصب في خانة دعم الانتفاضة الداخلية».
وأكد في حديث الى «الراي» على «التواصل والحوار الدائم بين المعارضين في الداخل، لافتاً الى «أن اثارة الفزاعة السلفية غايتها إخافة الاقليات الدينية كي لا تنضمّ الى الانتفاضة»، ومشيراً الى «ان ما قدّمه النظام السوري حتى الآن لا يعدو كونه تجميلاً لصورته وكسباً للوقت وبالتالي ستستمر الانتفاضة حتى سقوط النظام».
وفي ما يأتي وقائع الحوار:
• في ظل احتضان تركيا المعارضة السورية في ضوء اجتماعها على اراضيها، ما قراءتك لموقف انقرة من الملف السوري؟
يبدو أن سياسة تركيا تجاه النظام السوري بدأت تتغير منذ تصاعُد أعمال القتل التي مارسها النظام بحق الشعب الأعزل. وقد صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مراراً بأن تركيا لا تستطيع السكوت عن أعمال القمع التي تمارَس ضد الشعب السوري، واعتبرها تؤثر في الوضع الداخلي في تركيا. ومن هنا استضافت تركيا مؤتمراً للمنظمات غير الحكومية الداعمة لانتفاضة الشعب السوري، وهي تستضيف الآن مجموعة من المعارضين السوريين، وليس المعارضة، ذلك أن المعارضة السورية موجودة في الداخل السوري، وهؤلاء الأخوة السوريون الذين تنادوا لعقد مؤتمر في تركيا فإنما بهدف دعم الانتفاضة في الداخل.
• هل ثمة قنوات تواصل دائمة بين المعارضين السوريين؟
حتى الآن يجري في الداخل السوري تواصل وحوار دائم بين مجموعة «إعلان دمشق» للتغيير الديمقراطي، وبين أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي وشخصيات سورية معروفة بغية التوصل إلى خطوط عريضة من أجل دعم انتفاضة الشعب وإدارة الحراك الموجود على الشارع، ونأمل في أن تنتهي هذه الحوارات في القريب العاجل.
• الخطاب السوري الرسمي يحيل الحركة الاحتجاجية في سورية الى عاملين اثنين، فهو من جهة يؤكد وجود مؤامرة تحاك ضد سورية، ومن جهة ثانية يضع التيار السلفي في واجهة الأحداث. ما تفسيركم لذلك؟
ما يطرحه النظام لجهة ما يسميه التدخل الخارجي أو السلفية، إنما يندرج تحت مسمى «الأسطوانة المشروخة» التي نسمعها منذ أمد بعيد، والحقيقة فقد أغنانا جورج بوش ولد أبيه في أواخر ولايته حين قال «لقد دعمنا الانظمة الاستبدادية لستين عاماً». وحتى بدء الانتفاضة لم يكن أحد يفكر في أن الغرب يسعى لتغيير النظام (السوري) لانه في رأي هذا الغرب أكثر ضمانة مما سيأتي. أما مزاعم السلفية وسواها فهي عبارة عن رسالة يوجهها النظام للداخل من أجل إخافة الأقليات الدينية حتى لا تنضمّ إلى الحراك المُطالب بالحرية والديموقراطية، وكذلك للخارج من أجل أن يقول له إذا تخليتَ عنا فستواجه نظاماً إسلامياً رجعياً.
• هل هناك تيار في المعارضة السورية يتبني التدخل العسكري الخارجي لحسم حال المد والجزر بين الحركة الاحتجاجية والنظام؟
لا يوجد في سورية بين مَن يعمل في الحقل السياسي أحزاباً أو شخصيات مَن يتبنى التدخل العسكري الخارجي.
• ما هي الخيارات السياسية التي يمكن للمعارضة اللجوء اليها في ظل حال المراوحة وتحديداً ما يتعلق بوعود الاصلاح التي وعد بها النظام؟
ليس لدى النظام أي رؤية للإصلاح وبالتالي ليست لديه الإرادة، وهذا ما أثبته طوال احد عشر عاماً من مطالبة الشعب عبر أحزابه وتنظيماته المدنية وشخصياته المعروفة بالاصلاح. النظام لا يستمع الى مطالب الشعب السوري، وقد مرّ الآن أكثر من شهرين على الانتفاضة ولم يقدّم هذا النظام أي خطوة في سبيل الإصلاح، وما قدّمه حتى الآن لا يعدو كونه تجميلاً لصورته وكسباً للوقت وبالتالي ستستمر الانتفاضة حتى سقوط النظام.
• العقوبات الدولية ضد النظام تتصاعد. ما تفسيرك لاثارة موضوع الضربة الاسرائيلية لدير الزور بدعوى بناء سورية لمشروع نووي في الوقت الراهن؟ وهل يمكن أن يُستعمل هذا الملف لايصال الملف السوري الى مجلس الأمن؟
جميع العقوبات التي فُرضت حتى الآن تمسّ أشخاصاً في السلطة وليست موجهة ضد سورية كدولة، كما انها تشكل من ناحية أخرى ضغطاً سياسياً يصب في خانة دعم الانتفاضة. أما مسألة المفاعل النووي فهي قد تؤثر على سورية دولة وشعباً.
• هل الاصلاح يناسب بنية النظام السوري أم العكس؟ ولماذا يتخوف النظام من أي خطوة جذرية نحو الاصلاح؟
الإصلاح الذي يطالب به الشعب ينتهي ببناء دولة ديموقراطية تحفظ كرامة الشعب وحريته وتحقق مبدأ فصل السلطات والمساواة أمام القانون مما يعني زوال النظام الذي يعتمد الاستبداد والقمع كأسلوب رئيسي لاستمرار وجوده في السلطة.