صفحات العالم

… وأوغلو يتهم دمشق!

    راجح الخوري

عندما يقول احمد داود اوغلو ان اللواء وسام الحسن كان عنصر توازن على المستوى الاقليمي وان “اغتياله سيولد ردود فعل وتداعيات سلبية ليس على لبنان فحسب بل على كل منطقة الشرق الاوسط ومنها تركيا”، فانه بذلك يوسّع اطار الاشتباه الذي رسمه الرئيسان ميشال سليمان ونجيب ميقاتي عندما ربطا عملية اغتياله بمؤامرة سماحة – مملوك التي كشفها واضعاً رأس النظام السوري في دائرة الاتهام.

كانت المؤامرة تستهدف اشعال الفتنة المذهبية ودفع لبنان الى الحرب الاهلية، ولهذا كان من الطبيعي ان تسارع الدول الكبرى الى ربطها بالتهديدات التي اطلقها بشار الاسد عندما قال ان سقوط نظامه سيشعل الشرق الاوسط، وهذا ما اكده التحرك السريع لسفراء الدول الكبرى الى بعبدا، لمنع انزلاق لبنان الى الفوضى بما يحقق الهدف من جريمة اغتيال الحسن بجعلها مدخلاً الى إغتيال لبنان.

وليس خافياً ان النظام السوري الذي حاول من دون جدوى حتى الآن، جرّ تركيا الى الحرب فأسقط طائرتها ويتعمد اطلاق بعض القذائف على حدودها، والذي يواصل التحرش بالأردن لافتعال ازمة إقليمية، ركّز دائماً رهانه على لبنان كخاصرة رخوة وساحة مفتوحة، يمكن من خلالها ايجاد مخرج له عبر اشعال فتيل حرب مذهبية بين السنّة والشيعة تمتد ألسنتها الى المنطقة كلها، وخصوصاً بعد تصاعد الحقد والكراهيات المذهبية البغيضة التي تؤججها فصول القتل والتدمير في المدن السورية.

ومن الواضح ان اوغلو ينحاز ضمناً الى الاتهامات التي حمّلت النظام السوري مسؤولية اغتيال اللواء الحسن، لأنه استطاع ان يقيم حائط صد في وجه المؤامرات والخطط التي طالما حيكت وتحاك ضد لبنان بهدف تخريب الأمن والهدوء فيه عبر التحضير لمزيد من الاغتيالات التي تستهدف جماعة سياسية بعينها أي 14 آذار، وذلك عندما جعل من “جهاز المعلومات” عيناً ساهرة على النطاق المحلي والاقليمي وحتى الدولي كما يقضي العمل الامني الإحترازي، تسعى لإسقاط المؤامرات على البلد فتكشف الجواسيس الاسرائيليين وترصد عصابات الارهاب وتحذر السياسيين من الجرائم التي تعد لاستهدافهم والتي اتخذت احياناً شكل قوائم الموت!

وهكذا عندما يتم اغتيال وسام الحسن الذي نجح مع جهازه في إفشال خطط اشعال فتنة مذهبية في لبنان يراد لها ان تشكل شرارة لإشعال المنطقة كلها، فيقول اوغلو انه كان “عنصر توازن اقليمي” وان اغتياله سيولّد تداعيات سلبية في لبنان والمنطقة، فان ذلك يبيّن مدى النجاح الذي حققه وقد تحول عيناً ساهرة ترصد المؤامرات على لبنان وحتى على دول المنطقة، فليس غريباً ان يتطلب السهر على الامن في لبنان امتلاك عيون في الاقليم تساعد في كشف اوكار المجرمين وهو ما تستفيد منه الدول الاخرى وهو ما قصده اوغلو!

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى