صفحات العالم

واشنطن متأكدة أنّ المعارضة السورية ستنتصر عاجلاً أو آجلاً


ثريا شاهين

تتجه الأنظار إلى مجلس الأمن الدولي وما إذا كان سينعقد على مستوى وزراء الخارجية كما دعت فرنسا لبحث الموضوع السوري.

ومن المفترض بحسب مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، أن ينعقد على هذا المستوى، وأنّ انعقاده مؤشر إلى رغبة دولية في القيام بخطوات ما، وعدم انعقاده على هذا المستوى له مؤشرات اخرى.

وتكشف المصادر انّ هناك أفكاراً يجري التداول بها داخل الإدارة الأميركية ومع الحلفاء في الغرب في حال استمر الموقف الروسي على حاله في مجلس الأمن، بوجوب اللجوء إلى خيارات من خارج المجلس. وهذه الخيارات هي: إنشاء مناطق آمنة، وتسليح المعارضة، وقصف جوي محدود. هي أفكار لا تزال غير مطروحة رسمياً، لكن الولايات المتحدة يصعب عليها تحديد موقفها من تلك الأفكار. ذلك أنّ واشنطن تعتبر أنّ المعارضة السورية ستربح المعركة عاجلاً أم آجلاً، وهناك تقدم في العمليات العسكرية التي وصلت إلى العاصمة دمشق، والمعارضة ستربح إن تدخلت الولايات المتحدة والغرب، وإن لم يتدخلوا، لكن المسألة انّ عدم التدخل سيستغرق الربح من خلاله وقتاً أطول، وسيكبّد السوريين قتلى أكثر. إنّما واشنطن ترى أنّ الوضع في سوريا محسوم، لكن السؤال إلى أي مدى تتدخل هي مع الدول الغربية، في هذا الوضع، من الآن حتى يصبح الحسم واقعاً فعلياً على الأرض؟

العمل الأميركي الغربي لا يزال حتى الآن، مقتصراً على الضغوط على النظام السوري، من خلال العقوبات السياسية والاقتصادية، ومن خلال استكمال السعي مع روسيا، إلى تغيير موقفها في مجلس الأمن، وهذا يعني المحاولة على مستوى الضغط الديبلوماسي.

هناك العديد من العناصر التي تحول دون القبول الأميركي بالتدخل العسكري في سوريا، وفقاً للمصادر، وهي ان الولايات المتحدة دخلت مرحلة الاستحقاق الرئاسي الانتخابي حيث ستجري الانتخابات في الرابع من تشرين الثاني المقبل. والحماوة الانتخابية على أشدّها بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي. ثم أنّ هناك رأياً عاماً أميركياً غير متحمّس لدخول الولايات المتحدة في حرب جديدة، ولا تزال للتو تخرج من العراق. هذه الأمور تعقّد الخيار الأميركي وتجعله أكثر صعوبة، لكن من دون أن يكون الموضوع السوري متروكاً، لا بل انه يحتل الأولوية على الاجندات الخارجية للدول.

في هذا الوقت، يترك للجامعة العربية ان تصعّد مواقفها، من دون أن يعني أنّ اللجوء إلى الجمعية العامة للامم المتحدة وفق مقررات الجامعة الأخيرة، سيؤدي بالفائدة المباشرة على الشعب السوري، انه نوع من الضغط السياسي المعنوي. والقرارات العربية صدرت بهذا الشكل، لأنّ الجامعة دائماً تواكب الموقف الدولي، أو ما يتم الإعداد له على المستوى الدولي. والقرار الذي طلب العرب استصداره، تحت قرار “الاتحاد من أجل السلام” للتوصية بإجراءات لمواجهة الوضع المتدهور في سوريا، ولضمان السلم والأمن الدوليين، وذلك على أساس أنّ في الجمعية أكثرية الدول، وفي مجلس الأمن هناك “فيتو” بالمرصاد.

ولاحظت مصادر ديبلوماسية عربية ان لبنان سينأى بنفسه عن أي مشروع قرار في الجمعية العامة، لاسيما وأنه نأى بنفسه عن مقررات الجامعة الأخيرة التي انعقدت في الدوحة، ولبنان خلال الاجتماعات في الدوحة تحفّظ عن الفقرة الثالثة في المقررات العربية والتي تطلب من الرئيس السوري بشار الاسد التنحّي، ونأى بنفسه عن بقية الفقرات والبنود. ثم عاد لبنان وأرسل إلى الجامعة ضرورة اعتماد موقفه بالنأي عن النفس وليس التحفّظ، أي ان سياسة النأي بالنفس شملت كل البنود والفقرات حول سوريا، في حين تحفّظت العراق والجزائر حول طلب التنحّي.

وتطرح المصادر العربية علامات استفهام حول مدى استمرار سوريا في موقفها حيث تجمّد أي جهد دولي داخل مجلس الأمن حيال التعامل مع الوضع السوري، وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ قراراً بتدخل أكبر مع الغرب من خارج المجلس وتوقيت مثل هذا الاحتمال.

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى