صفحات سورية

و عند ” أنيسة ” الخبر اليقين


محمد رشيد

لا كلام بعد مطولة بشار الاسد ، و اللتي أتحفنا فيها بافكار لم تخطر على بال فلاسفة كل العصور ، تلك حقيقة جارحة ، فغير ” الهتيفة ” ، او كما يسميهم ثوار سوريا ” المنحبكجية ” ، غير هؤلاء ، قطعا ، هناك من اقنع هذا الرجل المسكين بكل معنى الكلمة بانه ” فلتة ” زمان لم تحصل منذ عهد الديناصورات و حتى الان ، و انه أذكى الأذكياء على مر العصور ، بل فيلسوف سيركع ” سقراط ” عند قدميه ، اما ” أرسطو ” ، فما كان له الا الجلوس على عتبة الباب ، ما هذا ؟ ما هذه السخرية ؟ و كيف يمكن ان يقبل شعب عظيم ، بحضارة و تراث الشعب السوري استمرار هذه ” المسخرة ” ، طبعا لن يقبل ، و هذا بالضبط ما تؤكده الثورة السورية صباح مساء منذ اكثر من عشرة اشهر .

و يمكن بسهولة تلخيص مطولة بشار بأقل من ثلاثة كلمات ” اقتلكم او احكمكم ” ، و ليس ” احكمكم او اقتلكم ” ، و لم يترك أية فسحة صغيرة للشك بجديته ، فبالترافق مع مطولته ، قتل في كل ثلاث دقائق من زمن الخطاب مواطنا سوريا ، و كان المسرح معدا للحدث ” الخطاب ” ، كما انه كان معدا ” لتداعياته ” قتل أربعون ” مواطن سوري ، و ذلك لان ” الرسالة ” كانت موجهة بالأساس للداخل السوري ، خاصة الى دمشق و حلب ، في ظل تصاعد التوتر في صفوف الأغلبية الصامتة ، و ازدياد رقعة الاحتجاجات الثورية ، كما و نوعا في عاصمتي سوريا .

لقد انشغل كثيرون في التحليل السياسي و النفسي للخطاب ، و تلك مضيعة كبيرة للوقت و التركيز ، الا من باب التسلية ، خاصة وان بشار نفسه ، و حسب علماء النفس القى المطولة دون ان يعرف الا القليل عنها ، لكن نتائج اجتماعات اللجنة العربية الخاصة ، و تقرير المراقبين العرب و خاصة تصريحات الأمين العام للجامعة نبيل العربي عن ” عالم لا شهية له بالتدخل في سوريا ” جاءت كلها في توقيت مناسب لكتبة الخطاب ، و لمنفذي الخطاب على الارض ، ثم عاد بشار للظهور مجددا في اليوم التالي ، ومن باب النكاية ، في ساحة الأمويين تحديدا ، عن عمد و سبق اصرار، ليهتف قتلته امام العالم كله ” شبيحة للابد ” ، و يرد عليهم هو ، اكملوا القتل .

اما العلماء ، فهم يؤكدون من جانبهم ان بشار لا يملك الطاقة و لا الوعي لمثل هذه الترتيبات ، و سياسيا نحن جميعا نعرف استحالة ان تترك العائلة ذلك في ايدي اناس من خارج العائلة ، فالأنصار و الاتباع ممنوع عليهم التفكير و التدبير ، إذن من يقوم بكل ذلك ، و من له كل تلك الصلاحيات الاستثنائية في سوريا ؟

حسب المعلومات المؤكدة في اوساط السلك الدبلوماسي العربي و الاجنبي في دمشق ، و كذلك لدى الصحافة الدولية ، و التي نشرت بعضا منها ، ان هناك فريق ” نسائي ” يقوم بالتخطيط و التدبير ، و تشرف على هذه المجموعة السيدة أنيسة مخلوف ” الام ” و تساعدها في ذلك “الابنة” و ” الكنة ” بشرى و اسماء ، و تقول تلك المعلومات و التقارير ، ان بشار الذي يراه الناس هو نتاج لتاثير ساحق لثلاث نساء يتحكمن في كل شيئ يتعلق به ، كيف يلبس ، كيف يتحدث ، كيف يكذب دون ان يرف له جفن ، و كيف يقتل ، ليحافظن هن على الحكم بقبضة حديدية ، ثلاثة نساء لكل واحدة منهن نصيبها في ما وصلت اليها سوريا اليوم ، السيدة أنيسة مخلوف ” الام ” ، التى تتمتع بصلابة و عناد كبيرين بسبب من نشأتها المتشددة و بشرى حافظ الاسد ” شقيقته ، الطامحة في الحكم حتى قبل مقتل شقيقها ” باسل ” في ما وصف بانه حادث سير عادي ، و أخيرا اسماء الاسد ” زوجته ” ، و التى توصف ب” ناعمة الوجه و قاسية القلب ” ، و تشاور أبيها في كل صغيرة و كبيرة .

و مثلث النساء ذلك ، الام و الاخت و الزوجة ، المحيط ببشار ، يشكل مصدرا في غاية الأهمية على قمة هرم النظام ، و يطبق على ناصية امور كثيرة ، و لا تبدو ” الام ” تحديدا راضية عن اداء مؤسسات النظام ، و السبب انها لا تراهم على مستوى الحدث و شراسة الموقف ، و اوامر التنفيذ الصادرة منها مباشرة الى ولدها ،” ولي العهد ” ماهر الاسد ، و الذي يراس ” لجنة إدارة الأزمة ” غير قابلة للنقاش ، بعد ان كرسته عمليا الرجل الثاني في النظام ، و بالتالي ، بشار ليس وحده من يرتكب كل هذه المجازر ، بل نشاط عائلي متكاتف و متضامن ، و ان العائلة لا تستطيع المخاطرة في ترك الامور كلها بيد بشار ، خاصة في ظل تاكيدات العديد من المحللين و العلماء النفسيين ان ” بشار ” ، يعيش في عقدة ” الظلال ” ، ظلال الاب و الام و الاخت و الاخ ، و أخيرا الزوجة ، مما اثر على نموه الذهني ، و جعله غير مكتمل ، و لا يجيد استخدام عقله ، و انه يمضي ساعات خلال النهار يلهو بلعب أولاده الصغار .

قد يعتقد البعض ان مثل هذه المعلومات تعد تبريرا لبشار من كل جرائمه في محاولة توزيع وزرها على الاخرين ، من ام و اخت و زوجة و شقيق و حمى ، الواقع هو العكس تماماً ، فهذه المعلومات تؤكد شراكة الجميع في الجرائم المنظمة ضد الانسانية في سوريا ، و لا يجب ان يفلت احد من العقاب ، بحجة ان بشار و قادة جيشه و أجهزته هم من فعل ذلك ، و فقط من باب التذكير بإمكانية إفلات البعض من العقاب ، اذكر بقدرة العالم على النفاق ، و اسأل لماذا السيدات أنيسة و بشرى و اسماء لسن على قوائم العقوبات العربية و الدولية ، في حين وضعت عائشة القذافي ، و صفية فركاش على قوائم العقوبات بعد اقل من اسبوعيين من بدء احداث الثورة الليبية ، لذلك لابد من الحذر ، فهناك قوى مؤثرة للغاية لم تقطع حبل الوصل مع نظام المجازر حتى بعد قتل قرابة عشرة الاف سوري برئ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى