صفحات سوريةعقاب يحيى

يوم خلع الأسد برقعه


عقاب يحيى

كثيرة هي الأوصاف التي انهمرت على الطاغية الأسد ـ الأب ـ حتى أن قاموس اللغة العربية الخصب بالوصف، ومعه خزان مرحلة مديح الملوك ناخا عجزاً، وفقراً باحثاً عن مزيد كان الطاغية يسعى إليه، ويطرب لسماعه، ويفرض على الكثيرين تلك الرطانة في الوصف والتلقيب والتشبيه، حتى خالت أجيال وأجيال لم ترّ، أو تسمع عن تلك الشخصية إلا ما فرض عليها في الكتب والمدرسة ووسائل الإعلام.. وحتى الثقوب.. والهواء الذي اختنق بالتفخيم المصطنع، والتعظيم الذي يصل القداسة، والخوارق، والاستثناء.. خالت تلك الأجيال أنها أمام شخصية من النوع النادر الذي لم يجد به تاريخنا، ولا تاريخ العالم لا من قبل ولا من بعد، خصوصاً وان تخصيب تلك العملية وتلميعها أكثر، و”توثيق” تلك الثقافة البائسة، التشويهية.. كان يطعّم على الدوام بشهادات وكتابات شخصيات أجنبية معروفة(لباتريك سيل باع طويل، وحتى الصهيوني هنري كينسجر لم يبخل في المساهمة بتلك اللعبة، وغيرهما كثير).. ثم الانتقال برفع المقدّس إلى مرتبة المحرّم.. حين يجوز، مثلاً، سبّ الرسل، أو الله .. بينما من أكبر الجرائم والمحرّمات أن يأتي أحد بذكر للصنم والعائلة.. حين ” لا يعرف الذباب الأزرق مصيره”، وكل ذلك لرفع جدران مملكة الرعب المقدّس وجعلها فوق البشر وبرتبة الخوارق، ووضع حواجز متعددة بين (الفلتة) والبقية ..

ـ الوريث المريض بعته الفذلكة، والقهقهة، والنقص ناله الكثير من تلك التركة التفخيمية خاصة في فترة التحضير التي فرضتها وفاة الوريث المعدّ جيداً(باسل)، وحيث لم يكن أحد يتوقع أن يكون بشار خليفة تلك المملكة بالنظر إلى هشاشة تركيبته، وضعف شخصيته المصابة بمرض واضح، فكان على (ماكينة) التصنيع أن تحيطه بهالة ضخمة من الأوصاف عن عصريته واتقانه للكمبيوتر(وكأنها شيئاً عجائبياً) وفهمه للحياة الأوربية، وغيرها كثير من توليفات تسويقية، وإكثار عبارات التشبيه بوالده الاستثناء “فهذا الشبل من ذاك الأسد”، و”الولد سرّ أبيه”، وغيره كثير من عمليات التوضيب المنهجّ، والتفخيم، والترويج لتكبير الصورة والحجم، وزرع ذلك في مخيال الكبار قبل الصغار.. وبالتالي وضع تلك الفواصل الخارقة بينه وبين بقية أزلامه وموظفيه في الوزارة أو قيادة الحزب المركوب، أو مجلس التهريج والتصفيق وغيره من المؤسسات البصمية، النهبية .

ـ الطاغية الأسد وهو (يحبو) ببطئ نحو هدفه الذي يبدو أنه كان مرتباً عنده منذ وقت طويل، وربما قبل أن يصبح أحد رموز ضباط انقلاب 8 آذار 1963(رغم أنه كان مسرّحاً ولم يشارك فيه مباشرة)، كان يبدو لمعظم من عرفه ذالك الريفي، بله القروي البسيط الذي جاء من قرية نائية البارحة، وما زال يحمل شيئاً من طيبتها، وسذاجتها، وأمنيات أصحابها بتحسين وضعهم ولو نسبياً.. وبشيء من زهد وعصامية، وقد ظل محافظاً على هذه الهيئة سنوات .

أكثر من ذلك نجح الطاغية في خداع أقرب رفاقه إليه سنوات حينما كانوا شبه مجمعين على محدودية إمكاناته الفكرية والسياسية والثقافية، وعجزه حتى عن تركيب جمل سياسية مترابطة، أو أفكار ذات قيمة، لذلك انهالت عليه كثير الأوصاف القاسية، وكان وصفه(بالحمار والغبي.. وغير ذلك كثير) سائداً في عموم الأوساط الحزبية أيامذاك، وكثيرهم لم يتوقع أن يكون رقماً، ومهماً، ناهيك عمّا صار إليه لاحقاً ..

ـ ربما اكتشف البعض فيه خاصتين مهمتين، تتعلق الأولى بقدراته الفائقة على التقرب الشعبوي من الضباط وبعض الرموز الحزبية وحلّ مشاكلهم ب”سخاء” بإرسالهم للخارج للعلاج، والنقاهة والسياحة، وتقديم المكافآت والإعانات والقروض لهم وكأنه يدفع من جيبه الخاص، هو المعيّن قائداً للطيران والدفاع الجوي، ثم وزيراً للدفاع(إلى جانب احتفاظه بالأولى)، والذي تقع تحت تصرفه ميزانية ضخمة كان يتعامل معها دون رقيب أو حسيب .

وتتعلق الثانية بعناده، أو سماكة ذهنه، كما وصفه عديد من عرفه عن قرب، وهي خصلة لا تليق بمن يكون في موقع قيادي، فكيف بوزير للدفاع وقائد للطيران، وعضو في القيادتين القومية والقطرية ؟؟؟… حيث يمكن استثمار ذلك العناد الذي يتقاطع مع الغباء في ابتزاز الأوضاع وفرض عليها ما يريد، والانطلاق منها إلى غيرها في عملية تعزيز المواقع الخاصة.. التي لم يكشفها عديد إلا في السنوات اللاحقة للهزيمة الحزيرانية، أو أنهم تغاضوا عن تلك الموضعات والتكتلات التي تقوم على أسس عائلية وفئوية وانتهازية، وقد فضحت نفسها بعد أن صار الطاغية قائداً رسمياً لتكتل عسكري واسع يضم لفيفاً هاماً من الطائفيين والمتخاذلين في الحرب، إلى جانب فئات حزبية مستفيدة من السلطة وامتيازاتها.. حين قدّم لها الحماية والدعم، وضمّها إلى حاشيته ..

ـ أسئلة كثيرة كان يطرحها عديد من أذهلته صورة الطاغية بعد أن بات الحاكم الأوحد، وبعد أن نجح في الحفاظ على حكمه ديكتاتوراً من طراز فريد، وكرس نفسه بمرتبة قائد بينه وبين الرقم الثاني مسافات، حتى يمكن القول بموضوعية أنه لا وجود لرقم ثاني ولا ثالث ولا أي رقم سوى الرقم الوحيد ماسك كافة الصلاحيات، المتصرّف بأدق وأصغر التفاصيل، فبرز أيضاً حاقداً دموياً يتعطش لقتل وملاحقة كل من يعارضه، أو يتجرّأ على البوح بشيء من رفض، وغضب(وكان أول ضحاياه رفاقه الذين رماهم في المعتقلات دون سؤال أو تهمة أو محاكمة لما يقرب الربع قرن، فاستشهد من استشهد منهم، وخرج كثيرهم مصاباً بعديد الأمراض يحاصرهم منع السفر وإعطائهم جواز سفر، أو الراتب، الأمثلة كثيرة عن الضحايا)، وكانت كومة أسئلة تطرح نفسها عند معظم من عرفه.. وذهل لما (ظهر) فيه من ” حنكة، وتكتيك، وقدرات سياسية” ..بعض من كان يأبى الاعتراف بخطأ تقويمه السابق حرص دوماً على إرجاع ذلك للمؤامرة الخارجية التي تلاقح معها الطاغية، فمنحته التغطية والدعم، وحتى التسويق المغشوش على طريقتهم في صناعة الحلفاء والأعداء، والبعض كان يُرجع الأمر إلى وجود أكوام من المستشارين، فيدمجها مع الأولى، ويضيف إليها طبيعة التحولات العربية التي يمكن وصفها بمرحلة الارتداد التي دشنها السادات والأسد، فعمّت الوضع العربي برمته .

ـ كان واضحاً للجميع أن هدف أهداف الطاغية هو البقاء في الحكم والحفاظ عليه بكل الوسائل، فقام، بداية، بقطع الطريق على احتمالات قيام انقلاب عليه بتصفية وتسريح أعداد كبيرة من الضباط الذين يمكن الاشتباه بولائهم المطلق، وتقريب أبناء العائلة والطائفة ووضعهم في المفاصل الرئيسة، ومنحهم صلاحيات مطلقة، وكانت حالة الأخ رفعت مثالاً صارخاً عن تلك الذهنية المريضة بالسلطة.. يوم صار رفعت ـ الضابط الصغير ـ أهم ضابط في الجيش، يقود فيالق كبيرة(سرايا الدفاع) مجهزة بأحدث الأسلحة، وتحيط بالعاصمة من مختلف الجهات، ثم توبعها في (سرايا الصراع وغيرها) التي كانت تمارس عمليات التخويف والبلطجة والتشبيح بصلاحيات لا حدود لها ..

ـ وبالوقت نفسه تضخيم أجهزة الأمن بشكل أخطبوطي عبر إنشاء عديد الأفرع الجديدة وربطها به مباشرة، وإطلاق يدها لوضع كافة المواطنين تحت الرقابة والتخويف، والتوسع في عمليات تخريب النفوس والضمائر عبر ما يعرف بشبكة المخبرين التي بدأت بتحويل الحزب المركوب ـ في أغلبيته ـ إلى كتبة تقارير تتجاوز من هم خارجه إلى داخله، ينسحب ذلك على “المنظمات الشعبية” والناس العاديين، وكل فئات المجتمع لربط البشر بالأمن، وإشعار كل مواطن بأن هناك من يراقبه ويحصي أنفاسه، وما ولدته هذه العملية الجهنمية من زرع الشك والحذر حتى داخل العائلة الصغيرة، ومن إشاعة جو من اللاثقة بين الناس، وجو من الرعب الرهيب .

ـ خارجياً.. كانت المقايضات عنوان سياسة النظام، وتشمل السمسرة، وتحويش الأوراق، والضغط على الجوار لتحصيل المواقع ثم اللعب بها مع الخارج في صفقات كبرى تؤمن بقاءه من جهة، وتمنحه حيّزاً كبيراً من المناورة والقدرة على التكتيك والمساومة.. وسط أجواء عربية ودولية مناسبين .

                                              *****

كثيرة هي مرتكزات الطاغية التي اعتمدها لتأمين الديمومة، والنهج الأمني ـ الإخضاعي  ـ الإفسادي جوهرها داخلياً، والتقايضي على مختلف القضايا الوطنية والقومية خارجياً، لكن بلبوس الوطنية والقومية، والتقدّم، والمقاومة، فالممانعة وغيرها من شعارات هي بالحقيقة إفراز لبنية أقلوية، فئوية لا تقدر أن تفصح عن جوهرها الطبقي، والفئوي من جهة، ولا أن تكون كبقية الممالك والإمارات المعروفة بخطابها السياسي المحسوب على اليمين والرجعية.. فكان ميدان الشعارات الحقل البارز للغش والتدليس.. حتى إذا ما دخل لبنان لضرب تحالف الثورة الفلسطينية مع الحركة الوطنية اللبنانية وفق صفقة أشرف عليها وزير الخارجية الأمريكي الصهيوني كيسنجر، بمباركة إسرائيلية رسمت الخطوط الحمر الممنوع الاقتراب منها.. لم يخجل الطاغية من رفع شعار حماية الفلسطينيين من منظمة التحرير.. وهكذا في جميع المنعطفات التي مرّ بها نظام الطاغية الأب .

ـ كان السؤال يطرح دوماً وسط صخب شعارات البعث والقومية وما يشبه العلمانية، وما يشبه الاشتراكية.. هل حافظ الأسد مجرد مهووس ـ نرجسي بالسلطة، ومستعد أن يضحي ويفعل كل شيء لأجل بقائه فيها؟، أم أنه صاحب مشروع خاص به يصل حدوداً ملوكية وإمبراطورية ؟؟.. وهل هو طائفي في عمقه يعمل وفق مشروع طائفي أم أنه يستثمر ويوظف الطائفية ويركبها طالما أنها تخدمه ؟؟؟….

    لاشكّ أن نرجسية الأسد بلغت مستوى المرض وهو يعتقد بأنه يملك إمكانات خارقة، وأنه قادر أن يتكتك ويلعب بكل شيء، وأن الظروف تخدمه وعليه أن يستثمرها لصالح تضخيمه إلى مرتبة الخوارق، ولمً لا الملوك والأباطرة(يمكن قراءة بعض الإصرار على التوريث من هذا الباب)، وبالتالي إمكانية التمدمد في الجوار القطري(لبنان وفلسطين والأردن)، واستغلال أوضاع دول الخليج بأشكال مختلفة لصالح ذلك المشروع، وبالتالي الاستعداد لتنفيذ المطلوب منه غربياً ـ حين يلزم الأمر ـ لكن بقوالب تختلف عن غيره(كما حال بقية النظم مثلاً) ليبقى الالتباس ممراً، ووسيلة تدليس، وجلب المؤيدين داخلياً وعربياً .

والأسد الذي انتمى للبعث مبكراً، وهو الحزب الذي كان يطرح الوحدة العربية، أي ما فوق الأقطار والتجزئة، ناهيك عن الأديان والطوائف والعشائر التي كان يطرح واجب تجاوزها.. كان في مخبوئه يحمل تراكم الفئوية خزيناً يظهر في جميع المحطات الهامة، بما يمكن اعتباره خليطة ازدواجية تعني كثير من قادة الأحزاب الذين يعتبرون أنفسهم طليعة للشعب، ومتجاوزين لإرث المذهبية وغيرها، بينما لم يتخلصوا في أعماقهم، وخزينهم، ولا وعيهم من تلك التعبئات، والثقافة التي اكتسبوها ورافقتهم في طفولتهم وشبابهم المبكر . أكثر من ذلك يمكن القول أن الطاغية كان يحمل في أعماقه ذلك الطائفي المُشبع باحتقان الحقد ضد الآخر، وبالوقت نفسه يتغطى ويتلطى بشعارت مناقضة تماماً، بل تراه يكثر منها، ويتشدد فيها لفظياً وكأنها فعلاً إيمانه ومحركاته ، بينما يمارس عكسها في إشادة مملكته.. حين يعتمد على العائلة والأقرباء، فأبناء العشيرة، والطائفة، فتوليفة غرائبية يصبغها بأكوام الشعارات والمقولات التقدمية والقومية.. وغيرها مما يلزم ..

ـ نعم الأسد طائفي في جوهره، لكنه ليس ممثل الطائفة العلوية، وليس حكمه حكم الطائفة والفرق كبير . على العكس، ورغم ما أصاب بعض الشرائح العلوية من فوائد ومكاسب كثيرة، في مجالات مختلفة، ورغم نجاحه في تعضيد النبية الطوائفية، ومحاولات وضعها (ضمنياً) في خندقه، وكأنه حاميها، وكأنه ممثلها، وكأن مصيرها يرتبط بمصيره.. فإن وضع المناطق العلوية، ووضع الناس في تلك الجهات لا يختلف كثيراً عن أوضاع بقية مناطق القطر، بل إن كثيراً من القرى العلوية مهمشة، ومهملة. أكثر من ذلك فإن حركة المعارضة في هذا الوسط كانت على مرّ عقود حكم الطاغية قوية وبارزة، وقدّم الكثير من المناضلين والمعارضين حياتهم تحت التعذيب وتصفية، أو في المعتقلات، وفي المطاردة والهجرة القسرية بما يتجاوز ما عاناه أمثالهم من بقية المعارضين(بالنظر إلى خصوصية الوضع)، منوهين دوماً إلى أن معظم هؤلاء، وحركة النخبة والمثقفين رفضت وترفض حسابها على انتماء طائفي، أو اعتبارها جزءاً من هذه التركيبة التي يرفضونها، ويطروحون ما يتجاوزها .

ـ ورغم المَظهرية التي اشتهر النظام بها في توليف أعداد كبيرة من الديكورات من السنة وبقية المكونات الأخرى،وإبرازهم إلى الواجهات التنفيذية.. فإن الشعب يدرك البعد الطائفي في النظام، وجوهر تركيبته في هذا المجال، ومكامن قوته وديمومته.. وهو الأمر الذي كان يدفع إلى الاحتقان الهامس المتسم بالخوف والحذر . الخوف من بطش آلة القمع الجهنمية، والحذر من الوقوع في ردود فعل طائفية تؤدي إلى نتائج وخيمة على التعايش والوحدة الوطنية ومستقبل الوطن الواحد .

ـ الوريث المنصّب بقوة الأجهزة الأمنية وتفاهة بقية المؤسسات الشكلية وانتهازية أصحابها يحمل جميع تلك المورثات بفارق أنه ليس اللاعب الماهر بها، وهو غير القادر على الإمساك بكافة خيوط اللعبة التي أتقنها والده الطاغية الأكبر، لذلك تظهر فجواته الواسعة، وقلة حيلته في اللعب بتلك الحذاقة التي أتقنها الأب، رغم ذلك الضخّ الكبير الذي رافق سنوات حكمه لتصويره كمختلف عن الآخرين، وحكايا الحرس القديم التي لم تقنع أحداً.. حتى إذا ما انفجرت الثورة السورية خرج خزين مملكة الرعب كله إلى العلن كاشفاً تلك الحقائق المخالفة تماماً لكل الشعارات المرفوعة، وكان تعبير”الفتنة” يفضح جوهراً مخيفاً بمداليل نرى كثير تجسيداتها على الأرض ..

ـ اليوم تبلغ حركة التصحيح نهاياتها المنطقية، وإن تأخر ذلك كثيراً، وهي تتهاوى أمام ضربات وحناجر شبابنا المطالب بالحرية، وإسقاط النظام، باعتبارها حالة استثناء طارئة، ومشوَّهة في تاريخ بلدنا العزيز..

ـ واليوم أيضاً  تفتح الثورة السورية ذراعيها لأبناء الوطن جميعاً، بكل مكوناتهم السياسية والدينية والمذهبية والقومية للالتفاف معها، وتحقيق هدفها المركزي : إقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة المتساوية، ودولة التعددية، والتداول السلمي على السلطة بعيداً عن الثأر والانتقام والاجتثاث .. وبروحية المصالحة الشاملة بين كافة فئات الشعب..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى