“يوم غد سيكون يومًا قاسيًا على الشعب والسلطة معا”
يشهد الشارع السوري حركة احتجاجات منذ حوالي الشهر، توسعت لتشمل عدة مدن واليوم دخل الجيش مدينة بانياس الساحلية لحفظ الأمن، الكاتب والناشر لؤي حسين يحدثنا في اتصال هاتفي عن الأوضاع في سوريا.
فرانس 24 (نص)
فرانس 24: ما هو وصفك وتحليلك للمشهد السياسي اليوم في سوريا بعد حوالي شهر من تحرك الشارع السوري في عدة مدن سورية مطالبًا بالحرية؟
لؤي حسين: قاربت حركة الاحتجاجات في الشارع السوري الشهر تقريبا لكن الوضع اليوم كما هو واضح للجميع على حاله، فالسلطة ما زالت تعالج الموضوع بشكل أمني أي بمعنى آخر لا يوجد أي مؤشرات على تقديم أداء أو حل من قبل السلطات لاستيعاب حركة الشارع ومطالبه. ما زلنا أمام جدار والأفق مسدود حتى الآن، فمن المفترض أن يقوم النظام ببعض الإجراءات السريعة تلبية لمطالب الشعب مثل رفع حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين وما إلى ذلك. خاصة ونحن اليوم الخميس، بمعنى أن النظام يحاول قبل كل يوم جمعة أن يتجاوب مع الشارع قليلا ويسعى لامتصاص الغضب بتلبية بعض المطالب، لكننا اليوم حتى الآن لم نسمع بشيء وأتوقع أن يوم غد سيكون يومًا قاسيًا على الشعب والسلطة معا.
فرانس 24: هل دخول الجيش اليوم مدينة بانياس لحفظ النظام خطوة إيجابية في صالح الشعب؟
لؤي حسين: الشعب يأمن جانب الجيش ويتمنى أن يكون الجيش موجود معه لحمايته، ليس لدي معلومات عن الاتفاق الذي تم لدخول الجيش المدينة ولكن لا أستبعد أبدًا أن يكون دخول الجيش المدينة بناءً على رغبة الأهالي.
فرانس24: شهدنا البارحة حركة لطلاب جامعة حلب، هل هذا إرهاص بتحرك مدينة حلب التي تأخرت عن ركب موجة الاحتجاجات حتى الآن؟
لؤي حسين: فعلا مدينة حلب لم يتظاهر سكانها إلى الآن، لكن تحرك طلاب الجامعة بالأمس لا يعد إرهاصا بتحرك المدينة، فطلاب الجامعة ليسوا بالضرورة من حلب، وإنما من كافة المحافظات الشمالية، الجامعات بشكل عام تخضع لرقابة أمنية، فالمظاهرة التي شهدتها كلية العلوم بدمشق منذ أيام كانت حركة صغيرة لم يتح لها الوقت لتكبر، مباشرة قامت الجهات الأمنية بتفكيك وتفريق المتظاهرين، واعتقلت بعض الطلاب وتمت إحالتهم إلى لجنة إدارية للنظر في أمرهم، ولم يتم فصلهم فورا كما تردد لأن حسب القوانين المعمول بها لا يجري الفصل مباشرة.
فرانس24: هل تتوقع غدا الجمعة امتداد واتساع حركة المظاهرات المطالبة بالحرية؟
لؤي حسين: حسب تقديري أتوقع أن المظاهرات سوف تستمر وتمتد وهي حتى الآن لم تنقطع وإن تفرقت في عدة مدن لكنها مستمرة، وكما قلت سابقا إذا لم تبادر السلطة إلى تلبية المطالب فغدا الجمعة سيكون يومًا صعبًا على الجميع. المشكلة أن النظام مرتبك في أدائه وما زال يبحث عن مخرج لنفسه وعن مخرج للحالة العامة ككل. بالنسبة للحالة العامة الأمر واضح مصلحة البلاد هي مطلب الجميع كما جرى في بقية البلدان العربية الأخرى، ولكن يبقى السؤال حول مدى تخلي النظام عن تسلطه الذي يتسم به. فهو متسلط على كل شيء وعلى حراك المجتمع، وهو متمسك بأن يكون صاحب الأمر والنهي في كل شيء، فإذا تعامل بشكل سلمي ستتوسع حركة الاحتجاجات وتمتد وإذا تعامل بشدة لن يعود عليه ذلك بالنفع، وباعتقاده أن أي تنازل عن تسلطه واستجابته للمطالب يعتبر خسارة له كنظام.