صفحات المستقبل

‎تصحيح مسار الثورة : لا للتسليح

فارس

كثرت دعوات تسليح الجيش الحر او تسليح المعارضة كما تمت تسمية الجمعة الماضية بذلك و قد دعا وزراء خارجية قطر و السعودية لذلك , طبعاً أنا اؤكد ان هذا التسليح هو كارثة و قتل للثورة و يجب التخلي عنه و التعلم من أخطائنا وخصوصاً بعد سقوط باباعمرو بأيدي النظام , بالبداية سأفند كل حجج من يدعون للتسلح

حماية المدنيين : هذا غير صحيح ابداً بل على العكس القتال المسلح مع النظام يزيد عدد الضحايا المدنيين الابرياء و خصوصاً اننا نواجه نظام متوحش ودموي و يتقن اللعب في المعارك المسلحة و لا يتواني عن استخدام الاسلحة الثقيلة بل يتعمد المعاقبة الجماعية لاهالي المناطق التي تحتضن الجيش الحر بدليل القصف العشوائي بالدبابات على باباعمرو و الزبداني و ادلب الذي ذهب ضحيته مئات المدنيين الابرياء , إضافة ان النظام قادر على ان يكشر عن انيابه اكثر و يستخدم الطيران الحربي الذي لا يوجد أي مقاومة مسلحة يمكن ان تصمد امامه بدليل انسحاب الجيش الحر من الرستن بسبب استخدام الطيران الحربي وخصوصاً في ظل تغطية روسيا لجرائم النظام فسيتسبب الطيران الحربي بقتل كثير من المدنيين الابرياء دون ان يستطيع المجتمع الدولي التحرك

إسقاط النظام : كل من يظن ان مقاتلي الجيش الحر قادرين على مواجهة الجيش السوري النظامي فهو واهم جداً , حتى لو كانوا مدعومين بالعتاد و ذخيرة فهم بالنهاية لا يمكن ان يحملوا إلا الاسلحة الخفيفة و اليدوية بالمقابل النظام يملك ترسانة من الاسلحة و يملك الاف الدبابات و المدرعات و الاليات العسكرية و يملك مليون فرد مسلح مابين عساكر الجيش المتطوعين و الاحتياط و قوات حفظ النظام و قوات الامن و المخابرات و الشبيحة بينما الجيش الحر لا يتعدى الاربعين الف , كما يملك النظام الطيران الحربي اللذي يمكن ان يستخدمه لو شعر بتفوق الجيش الحر في بعض المناطق كما حدث بالرستن , لاحظوا ان الجيش الحر انهزم و انسحب امام الجيش النظامي في جميع المعارك وهذا ليس معيب بحق الجيش الحر إنما امر طبيعي جداً في ظل تفوق الجيش النظامي بالعتاد و الاعداد بشكل كبير و هذه الامثلة :

الرستن : اضطر الجيش الحر للانسحاب بسبب استخدام النظام للطيران الحربي وسيطر الجيش النظامي و بعدها عاد الجيش الحر للمواجهة بعمليات كر و فر تمثلث بتحرير بعض الحواجز و تدمير دبابات و عربات عسكرية لكن رغم ذلك مازال جيش الاسد مسيطر على الرستن والاهالي عاجزين عن التظاهر وقد ارتكب جيش الاسد مجزرة مروعة الجمعة الماضية بعد اطلاق قذيفة على مظاهرة و بكل تأكيد لم يستطع الجيش الحر هنا حماية المتظاهرين

الزبداني : ظن البعض ان الجيش النظامي انسحب من الزبداني بسبب انتصار الجيش الحر لكن بعدها تبين ان سبب الانسحاب وجود المراقبين العرب مما منع النظام ان يشن حملة عسكرية بوجودهم و فور رحيلهم هاجم المدينة و قصفها عشوائياً مما ادى لتدمير 30 منزل لمدنيين ابرياء و استطاع السيطرة على المدينة

باباعمرو : احترم بشدة المقاومة الباسلة للجيش الحر ببابا عمرو باسلحتهم الخفيفة ضد دبابات و مدافع النظام لكن بالنهاية سيطر جيش الاسد و انسحب الجيش الحر فكما قلت من المستحيل ان تواجه البندقية و الروسية الدبابة و المدفعية

وهناك ايضاً ملاحظات اخرى :

1- تهريب السلاح و تزويد الجيش الحر بالسلاح اصبح صعب جداً في ظل سيطرة الجيش النظامي على الحدود و انتشاره الواسع حول جميع حدود البلاد لذلك لا يمكن تزويد الجيش الحر بالسلاح بدون وجود منطقة عازلة و هذا امر غير متوفر و غالباً لن يكون متوفر

2- هناك خطر ان يصل السلاح لاشخاص مجرمين يستغلوه للنهب و السرقة ضد المدنيين كما هناك خطر ان يصل لاشخاص طائفيين يستغلوه لاعمال طائفية انتقامية

3- التغطية الاعلامية للجيش الحر اصبحت تظهر وكأن الثورة مسلحة لهذا السبب فرح و هلل المنحبكجية باقتحام باباعمرو و حزن الثوار وكأن الثورة انتهت باقتحام باباعمرو

4- لا يمكن ان يكون هناك ثورة مسلحة تطيح بالنظام من خلال مقاتلين يحملون السلاح الخفيف , و إنما يجب ان يكون هناك منطقة عازلة و حظر جوي و ضربات جوية و قرار من مجلس الامن بمنع تزويد النظام بالسلاح بما يعني تطبيق السيناريو الليبي تماماً و هذا سيؤدي إلى تدمير الجيش السوري و بالتالي تدمير الدولة و تدمير البنية التحتية و مقتل مئتي الف سوري بريء بل تدمير سوريا و عموماً هناك الف سبب يفرض علينا رفض التدخل العسكري حتى لو كان متوفراً و سأتكلم بشكل مفصل لاحقاً بموضوع منفصل لماذا التدخل العسكري خط احمر و يجب ان نرفضه حتى لو كان متوفر مع العلم انه غير متوفر

5- هناك من يقول انه من الصعب القبول بعدم قتال النظام و مقاومته في ظل الهجمات الهمجية التي يقوم بها ضد المدن و المواطنين فأنا اعرف ان الجيش النظامي اقتحم و هاجم كثير من المدن لم يكن فيها أي مسلحين و اقتحمها بدون أي مقاومة و هي درعا ثم بانياس ثم حماة و دير الزور و كل تلك الاقتحامات كانت لاحتلال المدن و منع المظاهرات فيها من خلال نشر الحواجز العسكرية و القناصة على الاسطح لقمع أي مظاهرة تخرج بالمدينة , ايضاً حي الانشاءات بحمص تم قصفه و اقتحامه بالدبابات مع انه لا يوجد فيه ولا مسلح و مظاهراته سلمية , لذلك ما هو الحل ؟ , اقول ايضاً تسليح الجيش الحر ليس حل و إنما الحل حماية المدنيين من خلال إصدار اقرار من مجلس الامن بوقف اطلاق النار من جميع الاطراف و ارسال قوات عسكرية عربية لحفظ سلام لمراقبة ذلك و انشاء ممرات امنة و ارسال بعثة مراقبين دولية لتطبيق خطة العمل العربية التي وافق عليها النظام و هذا سأتحدث عنه بموضوع قادم

http://the-syrian.com/archives/70352

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى