ﻧﺪﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺧﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻷﲢﺪﺙ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻋﻦ ﺃﻗﺪﻡ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻳُﺬﺑﺢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ ﺑﺪﻡ ﺑﺎﺭﺩ، ﺗُﻐﺘﺼﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ، ﻭﺗﺮﻣﻰ ﺟﺜﺜﻬﻦ ﻗﻲ ﻋﺮﺍﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ. ﺍﳌﺪﻥ ﺗﻘﺼﻒ
ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﻭﲢُﺎﺻﺮ، ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳُﻌﺘﻘﻠﻮﻥ، ﻭﻳُﻌﺬﺑﻮﻥ، ﻭﻳُﻘﺘﻠﻮﻥ. ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﳑﻨﻬﺠﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﻣﺨﺎﺑﺮﺍﺗﻪ ﻭﺁﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ، ﻓﻴﺪﻣﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺍﳊﺠﺮ.
ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ، ﺑﺪﺃﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻭﺣﻤﻞ ﺍﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻭﻥ ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ،
ﺛﻢ ﳉﺄ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﻊ ﻭﺣﺼﺎﺭ ﺍﳌﺪﻥ، ﻭﺇﻟﻰ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﱳ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺑﲔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻭﻗﺴﻢ ﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﳉﻴﺶ، ﻭﺍﺿﻄﺮ ﺍﳉﻨﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ
ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﳊﺮ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﲔ.
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻱ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻻ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻭﻻ ﺳﻠﻔﻴﲔ، ﻭﻻ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ. ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻌﻴﺚ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻫﻲ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ.
ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ “ﺍﳌﻮﻃﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﺜﻘﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ”، ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺃﻭﻝ ﺷﻌﻠﺔ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺧﺮﺟﺖ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻣﻮﻃﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ، ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﲢﺘﻀﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﻭﺍﳉﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﳌﻮﺳﻴﻘﺎ، ﺗُﺬﺑﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲢﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﲤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺮﺍﻗﺐ
ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻭﻫﻮ ﻳﻘﺘﻞ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ. ﻟﻘﺪ ﻗﺼﻒ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﺁﺛﺎﺭﺍً
ﻳﻌﻮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻷﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ! ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻳﻘﻒ ﻭﺣﻴﺪﺍً، ﻭﺩﻣﻪ ﻳﺴﻴﻞ ﺃﻧﻬﺎﺭﺍً، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻋﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﻫﺬﻩ ﺑﺎﳌﺬﺍﺑﺢ ﻭﺍﳌﺠﺎﺯﺭ.
ﻳﺎ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ، ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﺘﻘﻔﻮﻥ ﺻﺎﻣﺘﲔ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺟﺮﺍﻡ؟ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﺘﺒﻘﻮﻥ
ﻣﺘﻔﺮﺟﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺷﻌﺒﻲ؟
ﺃﻧﺎﺷﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﻔﻮﺍ ﻭﺃﻥ ﺗﻬﺰﻭﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ، ﻭﺃﻥ ﺗﻀﻐﻄﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ
ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻻﻧﻘﺎﺫ ﺷﻌﺒﻲ ﻭﺑﻠﺪﻱ، ﻣﻬﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﻀﺮﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ.
ﻳﺎ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺍﻧﻀﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻧﺒﻼً ﻭﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ
ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻓﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻫﻮ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻘﻴﻢ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﺓ.
ﺳﻤﺮ ﻳﺰﺑﻚ، ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺳﻮﺭﻳﺔ
ﻧﻴﺴﺎﻥ ۲۰۱۲