الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض هادي البحرة: الأضواء على الرقة لكن السباق الحقيقي على دير الزور
رلى موفّق
على الرغم من أن الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريا عضو الهيئة السياسية هادي البحرة يرى في حوار مع «القدس العربي» أن السياسة الأمريكية الجديدة حيال سوريا والمنطقة لم تتبلور بشكل كامل، لكنه يستطيع أن يستقرأ خطوطها العامة والتي يلخّصها بالحرب على تنظيم «الدولة» والإرهاب، فتحقيق استقرار نسبي يُمهّد للتوصل إلى تسوية سياسية، الأمر الذي بستوجب الحد من توسّع النفوذ الإيراني لإنجاز تلك الإهداف.
وهو يبدو واثقاً من أن إيران لن تورّط نفسها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، وخيارات الرد تتوزع بين أن تتحول إلى عنصر إيجابي، فتنخرط في التسويات مع دول المنطقة لإعادة تثبيت الأمن والاستقرار وبين أن تختار الاستمرار في سلبيتها فيضعها في المواجهة.
وإذ تبدو الأضواء كلها موجهة نحو الرقة لكن السباق الفعلي الحالي، حسب البحرة، هو على دير الزور بهدف السيطرة على المعابر الاستراتيجية وخطوط الإمداد. أمريكا تريد قطعها لمنع التواصل بين إيران وبين سوريا ولبنان عبر العراق، وإيران تريد تأمين هذا الجسر.
وفيما تسير التطورات الحالية في اتجاه إنجاز مناطق خفض التوتر وفق «اتفاق أستانا»، فأنه يتخوف من ترسيخها كمناطق نفوذ بحكم الأمر الواقع إذا طال أمد الوصول إلى الحل السياسي لسنوات طويلة، مما سيطيل من معاناة الشعب السوري واستمرار ماساته، ولاسيما في ظلّ الاقتناع السائد بأن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم تقبّل النظام بالانخراط في عملية سياسية جادة.
غير أن التغير الأهم بالنسبة للبحرة هو تبدل موقف إدارة دونالد ترامب حيال الأسد لجهة عدم التعامل معه في الحرب على الإرهاب واعتبار وجوده أحد عناصر تهيئة البيئة لوجود الإرهاب وتوسّعه، فضلاً عن التوصل إلى قناعة بعدم إمكانية قيام أي عملية انتقال سياسي ناجحة بوجوده، إستناداص إلى التجربة اليمينة، معتبراً أن وجود قوات عربية – إسلامية سيلعب دوراً هاماً وايجابياً، لاسيما في تأمين المناطق المحررة، وتثبيت وقف اطلاق النار، وتهيئة البيئة الملائمة لإطلاق العملية السياسية. وهنا نص الحوار:
○ أي موازين قوى تحكم سوريا في ظل التوزع الجغرافي اليوم؟
- تحولت الأراضي السوريا مسرحاً للعمليات العسكرية لقوىً عالمية وإقليمية ومحلية عدة. وأدى هذا الواقع إلى انخفاض تأثير القوى المحلية السوريا، سواء من طرف النظام أو من طرف المعارضة. المتحكم الأقوى بالساحة السوريا هما القوتان الأكبر عالمياً، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ومن ثم تأتي القوى الاقليمية وعلى رأسها إيران وتركيا، يليها باقي القوى الاقليمية الحكومية وغير الحكومية، حيث بات تحقيق أي حسم عسكري غير ممكن في سوريا. فحتى لو تمكَن أي طرف من السيطرة على مناطق واسعة وتحقيق تقدم عسكري، فلن يمكنه تحقيق الأمن والاستقرار في تلك المناطق. من هذا المنطلق سيصبح العنصر الأهم هو طبيعة التوافق المحتمل بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإمكانية حدوثه من عدمه. في الواقع، لم نشهد، إلى هذه اللحظة، تبلور لسياسة الإدارة الأمريكية بخصوص سوريا والمنطقة بشكل كامل. كل ما نستطيع استنتاجه حتى الأن هو أجزاء من سياسة محتملة أسسها الحرب على الإرهاب والحد من توسع النفوذ الإيراني.
○ ولكن هناك عودة للانخراط الأمريكي في سوريا، ما حجم التعديل الذي يمكن أن يطرأ على المشهد مع عودة هذا الانخراط والتسابق على الإمساك بالمعابر الاستراتيجية بين سوريا والعراق والارن، وتسابق تركي في الشمال أيضاً؟
- السياسة الأمريكية بخصوص سوريا والمنطقة، كما ذكرت، لم تتبلور بشكل كامل بعد. لكننا نستطيع استقراء الخطوط العامة لها بخصوص سوريا، والتي تُلخَّص بالحرب على «داعش» والإرهاب ومن ثم تحقيق استقرار نسبي يُمهّد للتوصل إلى تسوية سياسية. والتوصل لتحقيق هذه الأهداف سيقتضي الحد من توسع النفوذ الإيراني ولهذا نشهد التركيز الأمريكي على شرق سوريا ولاسيما دير الزور والرقة، فتحرير هذه المنطقة من «داعش» والسيطرة عليها سيؤدي لقطع المعابر الاستراتيجية وخطوط الإمداد التي تستخدمها إيران وتقطع التواصل بينها وبين سوريا ولبنان عبر العراق.
الأضواء كلها على الرقة لكن السباق الفعلي الحالي هو على دير الزور. كل القوى متجهة إلى هناك ولاسيما القوات الروسية والإيرانية والنظام، إضافة إلى أن الأمريكيين قد ثبتوا موقعاً لهم هناك، ورسموا مجالاً حيوياً حول هذا الموقع، وحددوا خطوطاً حمر كي يتصرف الأخرون وفقها، وإذا تجاوزوها يقع الاشتباك. كل طرف له هدف، فالأمريكي يهدف إلى تطهير تلك المنطقة من «داعش» وتأمينها وقطع خطوط الإمداد عن الإيرانيين، فيما النظام يريد ضمانها تحت سيطرته ووضع يده عليها كأمر واقع وتأمين خط الإمداد له ولحليفه، إضافة إلى أن هذه المنطقة تكتسب أهمية اقتصادية لوجود البترول والغاز والموارد الطبيعية فيها. أما تركيا، فهي تحرص في الشمال السوري على عدم سيطرة المليشيات الكردية على الشريط الحدودي معها، نظراً لتخوفها من إقامة كيان كردي مستقل يهدد أمنها الوطني.
لكن التغير الأهم في المشهد هو إعلان الإدارة الأمريكية موقفها بخصوص نظام الأسد وعدم القبول بالتعامل معه في الحرب على الإرهاب واعتبار أن وجوده هو أحد العناصر التي هيأت البيئة لوجود الإرهاب وتوسّعه، فضلاً عن عدم إمكانية قيام عملية انتقالية سياسية ناجحة بوجوده.
○ المعركة ضد تنظيم «الدولة» التي يريد ترامب أن يخوضها في سوريا تستند في شكل أساسي إلى تأمين المناطق بعد التحرير لتكون في قوى حليفية ولا تذهب الى النظام وحلفائه. هل المعارضة السوريا العسكرية مهيأة لهذا الدور؟
- قوى المعارضة السوريا العسكرية تخوض حالياً معارك ضارية لتحرير مناطقها من «داعش» على عدة جبهات، وعمليات درع الفرات أثبتت قدرتها على ذلك حين تَوفّر الدعم اللازم، كما أن هذه القوات تحقق تقدماً في القلمون والبادية ومناطق أخرى. السؤال الأهم هو حول ما بعد التحرير وقدرة المعارضة السياسية والعسكرية على تحقيق الأمن والاستقرار في تلك المناطق وإدارتها. وبكل وضوح سيتطلب ذلك دعماً دولياً للوفاء باحتياجات تلك المناطق، وتأمين الدعم اللوجستي لقوى المعارضة العسكرية والأمنية.
○ كيف سيكون الانعكاس العملي للقمة العربية – الاسلامية- الأمريكية على الازمة السوريا؟
- سنشهد تسارع في بلورة سياسات واضحة للمنطقة، ولاسيما بخصوص الحرب على الإرهاب ومسبباته، وأهمها السياسة الإيرانية، وبالتالي ستسعى الولايات المتحدة للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة مما سيزيد من النفوذ الروسي على النظام، ما يجعل إمكانية التوصل الى تسوية سياسية بتوافق أمريكي – روسي أكثر احتمالاً.
○ في رأيك نحن عمليا في اتجاه إنجاز مناطق آمنة؟ وما هو المتوقع بعد ذلك؟
- كافة التطورات الحالية تسير في اتجاه إنجاز مناطق خفض التوتر وفق «اتفاق أستانا». وتحقيق هذه المناطق في الجنوب أكثر سهولة منها في الشمال، لكن إذا لم يترافق ذلك مع تسريع للعملية السياسية التفاوضية، وتحويلها إلى عملية جدية، فلن تؤدي تلك الخطوة إلى تحقيق الأمن والاستقرار فيها، بمعنى أن إطالة أمد الوصول إلى الحل السياسي لسنوات طويلة قد يبقى البلد مقسماً، فيتم ترسيخ تلك المناطق مقسمة كمناطق نفوذ لفترة طويلة بحكم الأمر الواقع، وبالتالي لن يكون ممكناً ضمان الأمن والإستقرار الكلي ولا ضمان القيام بعمليات إعادة الاعمار، مما سيطيل من معاناة الشعب السوري واستمرار المأساة التي يعيشها.
○ ولكن ألا يفترض على الأقل أن تفتح أفق لحل أزمة النازحين إلى دول الجوار؟
- من شأن تلك المناطق أن تؤمن عدم نزوح وخروج عدد من الناس مجدداً، وتأمين بيئة شبه آمنة لأننا نسميها «مناطق خفيفة التوتر» وليست «مناطق أمنة» بالفعل كونها تبقى مناطق خطرة، إلا إذا أصبح هناك وقف إطلاق نار شامل ووجود قوات مراقبة وقوات فصل، فعندها يمكن القول إنها مناطق آمنة يستطيع الناس العودة إليها مباشرة. المشروع الراهن لا يزال مشروعاً قائماً في إطار خفض التوتر.
○ كان هناك كلام أمريكي عن مناطق آمنة ولاسيما على الحدود مع الأردن وتركيا؟
- حاليا، لا يوجد على الطاولة مشروع واضح المعالم غير مشروع أستانا لمناطق خفض التوتر في الجنوب والوسط والشمال والشرق. وليس هناك من أجراءات أخرى للوصول إلى ما يمكن توصيفه بالمناطق الآمنة، ولاسيما أنه لا يزال تعقيدات وأمور كثيرة تحتاج إلى حلول، وهناك هناك الأن أولوية الحرب على الإرهاب.
○ هذه المناطق تؤمن حالة عدم نزوج جديدة، ولكن هل ستكون مناطق لاستقبال النازحين من دول الجوار؟
- هذا ما يؤمل من إنشائها، ولكن هذا سيترك للواقع التي سترسو عليه وما إذا كانت ستكون آمنة وهادئة لدرجة تُشّجع الناس لأن يعودا إليها، هذا أولا. وثانياً، إذا كانت هذه المناطق مقامة في مدن وقرى مدمرة، هل سيتم إعادة الإعمار بسرعة كافية ليتمكن اللاجئون من العودة.
○ هل برأيك يمكن أن يكون هناك دور لقوات اقليمية عربية ـ إسلامية في سوريا؟
- إذا وُجِدت هذه القوات، فسيكون لها دوراً هاماً وإيجابياً ولا سيما في تأمين المناطق المحررة، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة البيئة الملائمة لإطلاق العملية السياسية.
○ ولكن هل هذا السيناريو قابل للتحقّق؟ وفي أي إطار ممكن أن نشهد وجود هذه القوات؟
- هناك عدة احتمالات: الاحتمال الأول إذا تمّ التوافق دولياً وليس فقط في إطار «أستانا». المشروع قد يُطلق في إطار في أستانا، ولكن تحصل لاحقاً بلورته في «جنيف» ليكون هناك اتفاق دولي على وجود قوات حفظ سلام وقوات فصل، وعندئذ يمكن للدول العربية والإسلامية أن تكون جزءاً من هذه القوة. هذا في الرؤية الدولية. إنما في رؤية «أستانا»، المسألة محصورة بالدول المشاركة في هذا المؤتمر، وهي تركيا وإيران وروسيا، أي الدول الضامنة بين بعضها البعض. لا شك أن المسألة تكون أكثر عملية إذا حصل إشراك قوات عربية ومن الممكن إسلامية كقوة حفظ سلام وقوات فصل، في حال تمت الموافقة بين كافة الأطراف على قبول هذه القوات وتمّ تطبيق «اتفاق تخفيف التوتر».
الاحتمال الثاني يتعلق بما نسمعه عن قوات عربية أو «ناتو عربي»، والذي يقع حالياً في إطار المشاركة في الحرب الدولية على»داعش». وهذه القوات لها استخدام مختلف تشمل أعمال عسكرية من أجل تحرير الأراضي الواقعة تحت سيطرة «داعش»، ثم تأمين الإستقرار فيها بعد تحريرها.
○ إزاء استراتيجية الحد من النفوذ الايراني، طهران المرشد والحرس الثوري لن تبقى متفرجة؟ كيف يمكن أن يكون الرد الإيراني؟
- إيران تعلم حجم قوتها وهي ليست دولة متهورة لتورّط نفسها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. إيران تلعب دائماً وفق حدود قراءتها لما يمكنها القيام به في المنطقة. الرد الإيراني أمام خيارات، إما أن تستمر في ممارسة السياسة المزدوجة السيئة التي تريد من الدول أن تعاملها كدولة محترمة بعلاقات سياسية ودبلوماسية واضحة، بينما هي توحي أنها تمارس هذه السياسية فيما تقيم في الوقت نفسه علاقات مع ميليشات في دول أخرى وتتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول. فعلى إيران أن تختار، إما أنها فعلا دولة أو انها ساع إلى نشر الفوضى وعدم الإستقرار في المنطقة. هي حالياً أمام مفترق طرق بين أن تتحول إلى عنصر إيجابي، فتنخرط في التسويات مع دول المنطقة لإعادة تثبيت الأمن والإستقرار وبين أن تختار الاستمرار في سلبيتها، وهذا ما سيضعها في مواجهة مع أمريكا ودول المنطقة.
○ وهل الرهان على احتمال فك الإرتباط بيم موسكو وطهران رهان في محله؟
إذا كانت السياسة الأمريكية هي للحد من النفوذ الآيراني، فهذا سيكون لمصلحة روسيا. فعلن واشنطن أن تقنع روسيا بأن تكون أحد الأذرع للحد من هذا النفوذ، وفي الوقت نفسه ستسعى إيران للمحافظة على روسيا كحليف لها. الاثنان سيخطوان أكثر في اتجاها. لا أظن أن تتخلى روسيا عن إيران بشكل كامل، لكن من الممكن أن يختلف مستوى الدعم ومستوى التحالف بما يُحصّن مصالحها موسكو.
○ انتهت الجولة السادسة لجنيف والممثل الأممي ستيفان دي مستورا أعلن توافق الأطراف على جولة سابعة؟ ولكن هل من اختراق ما؟
- واقعياً وحتى هذه اللحظة، لا يوجد مفاوضات في جنيف. كل ما يجري هو مشاورات بين كل طرف وفريق الأمم المتحدة، وتم فعلياً مناقشة رؤية الهيئة العليا للمفاوضات حول هيئة الحكم الانتقالي في الجولة الأخيرة مع فريق دي مستورا. النظام مازال يرفض الانخراط في مفاوضات مباشرة وجادة وما زال يسعى لحل عسكري. بكل صدق حتى الأن لا توجد عملية سياسية جدية.
○ ولكن هل من بديل عن جنيف؟
- راهنا هناك مساران: «أستانا» و»جنيف»، ولكل واحد أهميته الخاصة. أهمية مسار أستانا تكمن في المجالين العسكري والإنساني، فيما أهمية مسار جنيف في المجال السياسي والدستوري. أستانا هام لأنه بين دول مؤثرة على الأرض وفعلية وإن لم يكن هناك رعاية وضمانات، بينما في جنيف، تحتاج العملية السياسية إلى ضمانات دولية وليس فقط إقليمية والدول المشاركة في النزاع نفسه. ولذلك يبقى جنيف هو المظلة الأهم سياسياً.
○ هل برأيك تجاوزنا طرح السؤال حول مصير الأسد ما إذا كان مستقبل سوريا معه أو من دونه؟
- كل الدول باتت تعلم أنه لا يمكن للاسد أن يستعيد السلام ويحقق الاستقرار في سوريا، ولا يمكن تالياً أن يكون له وجود ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل حالياً. نحن رأينا كيف أن اللهجة لدى الإدارة الحالية اختلفت بعد مجيئها في ضوء تصرفات الأسد، حتى أن تفكير إدارة دونالد ترامب بالتعامل مع الأسد بات مكلفاً بعدما وصفته بالمجرم ووسعت الأوصاف من الأسد لتشمله وعائلته. تحقيق الأمن والاستقرار هو الأساس لتحقيق السلام وبدء إعادة الإعمار. النظام مع حلفائه يستطيع أن يحقق تقدّماً عسكرياً لكنه لا يمكن أن يحقق السلام والاستقرار، ولا يمكن أن يقوم بعملية إعادة الاعمار التي تحتاج إلى إنخراط دول إقليمية وأوروبا. وهذه الدول لن تتقدم وتبدأ بالتمويل ما لم تشاهد تسوية سياسية قادمة في سوريا.
○ وهذا لا يتحقق بوجود الأسد؟
- لا بد من الوصول إلى اتفاق حول وجود الأسد، ولكن بدء تطبيق المرحلة الانتقالية لا يمكن أن ينجح بوجوده. التجارب السابقة في دول أخرى، على سبيل المثل اليمن، أظهرت أن العملية الانتقالية بوجود الرئيس رغم تجريده من صلاحياته، لا يمكن أن تنجح. وهذا ما يتوقع أن يتكرر في سوريا إذا بقي الأسد في المرحلة الانتقالية.
المشكلة الرئيسية عدم تقبّل النظام بالانخراط في عملية سياسية جادة. والأكيد أن النظام لن يسلّم راضاً بمثل هكذا عملية. الطريق الوحيدة هي بوجود ضغط دولي كامل على النظام للتوجه نحو حل سياسي، بحيث تضمن آليات الحل انتقال السلطة إلى الشعب السوري.
○ في أي سياق يأتي الاقتتال الدائر في الغوطة الشرقية؟ وهل هو من النتائج السياسية لأستانا؟
- الاقتتال في الغوطة الشرقية ناتج عن عدة عوامل ولعل أهمها الفتن التي زرعها النظام في تلك المنطقة بين الفصائل العسكرية المعارضة، ومحاولات من بعض الفصائل لتثبيت مناطق نفوذها أو لإعادة ترتيب قواتها، معتقدة بأن ذلك يمنحها دوراً أكبر في أي عملية سياسية في المستقبل. هذا شيء مؤسف خصوصاً في هذه المرحلة ويُعتبر تجاوزاً لأهداف الثورة، وسيؤدي لإضعافها جميعاً. هذا الاقتتال يصب في مصلحة النظام.
○ نشهد عملية تفريغ المدن والتهجير وحتى «الترانسفير» الأخير عبر اتفاقية المدن الأربع. هل في رأيك، ما كتب من تغيير ديموغرافي قد كتب؟
- إيران والنظام يحاولان تحقيق تغيير ديموغرافي دائم في سوريا لتعزيز نفوذهما، ولكن التاريخ السوري يخبرنا بأن هذا التغيير لن يكون دائماً وأن الشعب السوري رافض لمثل هذه السياسات وسيكون حريصاً على عودة كافة المهجرين الى قراهم ومدنهم الأصلية.
القدس العربي»