روسيا وإيران مصممتان على إنقاذ نظام الأسد/ عاموس هرئيل
ستواصل الدولتان اللتان تساعدان نظام الرئيس السوري بشار الاسد، إيران وروسيا، العمل على ضمان بقائه. هكذا حسب التقديرات المتبلورة في جهاز الامن الاسرائيلي. فرغم سلسلة الاخفاقات العسكرية الشديدة التي تكبدها الجيش السوري في المعارك في الاشهر الاخيرة، في اسرائيل يعتقدون ان إيران وروسيا ستواصلان مساعدة نظام الاسد بالمشورة، بالمعلومات الاستخبارية وبالوسائل القتالية. وذلك من أجل استقرار وضعه ومنع تقدم الجبهات الجديدة التي توحد منظمات الثوار السنية نحو المناطق التي تبقت تحت سيطرة النظام.
في الاشهر الاخيرة تكبدت قوات الاسد هزائم فادحة في منطقة ادلب في شمال سوريا، في منطقة تدمر في جنوب شرق الدولة وكذا شمالي بلدة درعا التي في القسم الجنوبي من سوريا. واضطر الجيش السوري إلى اخلاء قواته من بعض المناطق، مثل جبل الدروز قرب الحدود مع الاردن ونقلها نحو دمشق وكذا نحو الجيب العلوي في شمال غرب الدولة.
ولكن يبدو أن إيران وروسيا ـ اللتين تساعدان الاسد كل واحدة على انفراد ـ مصممتان على بقاء النظام. وعلى هذه الخلفية اعاد جيش الاسد انتشاره، ضمن امور اخرى من خلال اقامة خط استحكامات جديد شرق دمشق لوقف تقدم الثوار. ويعمل النظام على تقصير خطوطه الدفاعية والتركيز على حماية المناطق الحيوية من ناحيته، ويستعد للدفاع عن منطقة العاصمة وعن المنطقة العلوية ضد مزيد من هجمات الثوار. في بداية الشهر تدفقت تعزيزات إلى شمالي المنطقة العلوية، خوفا من ان تنجح جبهة الثوار في الشمال، التي توحد بين منظمات الثوار السنية في نيل انتصارات عسكرية في هوامش تلك المنطقة.
وتحتاج إيران للاسد كجزء من صراعها من اجل الهيمنة الاقليمية والذي تديره حيال الدول السنية المعتدلة نسبيا، وعلى رأسها السعودية ومصر. أما روسيا فمهم لها أولا وقبل كل شيء ميناء طرطوس، الذي يقع في قلب المنطقة العلوية وتستخدمه لغرض التواجد العسكري في البحر المتوسط.
على مدى أكثر من أربع سنوات من الحرب الأهلية تلقى نظام الاسد كميات هائلة من السلاح والذخيرة من إيران ومن روسيا. ويمكن الافتراض بأن يستمر هذا الميل في الأشهر التالية ايضا. ومع ذلك، فإن إيران غير مستعدة لان تلقي إلى القتال بوحدات الحرس الثوري الخاص بها وتكتفي بدور اعطاء المشورة والتوجيه من خلف الكواليس، رغم طلب الرئيس الاسد تعميق دورها. يبدو أن في طهران يخشون من أن من شأن المشاركة المباشرة والظاهرة لجنود إيرانيين ان يخرب على الاتصالات مع القوى العظمى بشأن الاتفاق النووي. وكما وصف ذلك مؤخرا مسؤول كبير في جهاز الامن الاسرائيلي، فان الإيرانيين «مستعدون لان يقاتلوا حتى آخر قطرة دم لمتطوعي حزب الله في سوريا»، ولكن ليس التضحية برجالهم في الحرب.
الأسد قلق من التحسن في القدرة التنفيذية للمعارضة السورية، والذي ينبع بشكل خاص من ارساليات سلاح متعاظمة تبادر اليها السعودية، قطر وتركيا وتتضمن صواريخ مضادة للدبابات من نوع تاو والتي تسمح للثوار بالاصابة الفتاكة والدقيقة نسبيا لدبابات الجيش السوري ولمواقع قواته في المدن المختلفة. وفي الاشهر الاخيرة يظهر انخفاض مستمر في القدرة التنفيذية والروح القتالية لوحدات الجيش، المستنزفة من القتال المستمر. ومن المتوقع للنظام ان يحاول اعادة تنظيم الوحدات، التي فقدت الكثير منها عددا كبيرا من القتلى، الجرحى والأسرى في المعارك الحامية في ارجاء الدولة.
وفي الايام الاخيرة لم يطرأ تغيير في الوضع في القرية الدرزية الحضر في هضبة الجولان السورية، التي حاصرتها الاسبوع الماضي منظمات الثوار السنية. وفي محادثات اجريت بين مسؤولين في القيادة السياسية والجيش الاسرائيلي وبين وجهاء الطائفة الدرزية في اسرائيل وعد الاخيرون بان الجيش الاسرائيلي مستعد للمساعدة عند الحاجة لسكان القرية، اذا كان هناك فرار للاجئين إلى الجانب الاسرائيلي من الحدود وأنه اطلق تحذيرات حازمة للثوار من مغبة دخول القرية.
هآرتس 22/6/2015
القدس العربي