مارسيل خليفة يصرخ في وجه الأمن العام اللبناني: “ارحمنا وحلّ عنّا”
بعد منع أغنية نجله بزعم «الإساءة للدين» والتلميحات الجنسية
بيروت – «القدس العربي» ـ من ريما شري: تسبب مقطع من أغنية «كيرياليسون» لبشار خليفة، نجل الفنان مارسيل خليفة، بإصدار الأمن العام اللبناني قرارا بمنع الأسطوانة الجديدة «يا بلد»، التي تتضمن الأغنية، اعتبر فيه أنها تحتوي على «كلام مسيء إلى الذات الإلهيّة».
ونشر الفنان مارسيل صورة عن بيان الأمن العام عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، وقد ظهر في الصورة نص البيان الرسمي الذي نوّه إلى أنه إذا رغب الفنان بإعادة إدخال هذا الألبوم الى لبنان فعليه حذف الأغنية المذكورة منه.
لكن مارسيل فضل التعليق عبر مخاطبة ابنه بشار، الطفل الذي يبحث عن بلد في البعيد البعيد، وذلك من خلال رسالة نشرها على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ووجهها إلى الأمن العام متسائلا: «ليس لنا وطن يا ولدي وربما من حسن حظنا أن وطننا هو وطن الأغنيات والموسيقى والجمال. ما هذا «البلد» يا ولد»؟
وجاء في نص الرسالة التي استخدمها مارسيل لتذكير بشار، طفل الخامسة آنذاك، برحلة على طريق المنفى يقف فيها على حافة الشارع الطويل يبحث عن بلد في البعيد، ليعود بعد سنين ويجد «زنزانة مفتوحة لأغنيتك لأنها تمّس بالذات، ذات البلد الإلهيّة كما جاء على لسان الأمن العام اللبناني الطويل».
وذكّر مارسيل بشار في الرسالة نفسها بقصيدة «أنا يوسف يا أبي» لمحمود درويش التي غناها وواجه دعوى قضائية لأنها تضمنت تلحينا لآية قرآنية، وتمت تبرئة مارسيل لاحقاً. وقال مارسيل عنها في الرسالة: يا أبي أما زلت تذكر أغنية «يوسف» وكيف رافقتني ذات يوم من سنة 1999 إلى قصر العدل في مدينتنا «بيروت» لحضور جلسة دعوى الحق العام على تحقير الشعائر الدينيّة من خلال الموسيقى والأغنية. كان الواقع وما زال يتعرّض لعمليّة انقطاع الوعي وبالطبع إن الأغنية لا تكون مقدسّة الى هذا الحد للادعاء عليها ولكن… هذا هو حَدْ البلد».
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مارسيل للتضييق والرقابة. فقد منعت وزارة الداخلية خليفة العام الماضي من دخول الكويت لإقامة حفل غنائي لغنائه آيات من سورة يوسف وتفاديا لمواجهة مع قوى إسلامية.
وفي عام 2007 صوّت 32 نائبا بحرينيا من أصل 40 في البرلمان البحريني على تشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان «ربيع الثقافة» الذي احتوى عرضه الافتتاحي مشاهد من «مجنون ليلى» المأخوذ عن كتاب للشاعر البحريني قاسم حداد قام بتلحينه مارسيل خليفة، والتي اعتبرها الإسلاميون «لقطات استعراضية خليعة»، وصوّت المجلس الذي يسيطر عليه النواب الإسلاميون لصالح الاقتراح وحظي بالأغلبية عند التصويت عليه. وأصدر مارسيل آنذاك بالاشتراك مع حداد بياناً بعنوان «جئنا لنعلن أن الحب يستهجن الإرهاب الفكري».
وتوجه مارسيل في الرسالة باعتذار لابنه بشار عن «خيبة» الأمل قائلا: «نعتذر منك يا ولدي وأنت في أولى محاولاتك تصاب بخيبة أمل في بلد يفقد فيه الإنسان ذلك «الأمل» بشكل يومي ساحق في غياب العدالة والحرمان من الحريات والحقوق الأصليّة وكل ذلك سبب مباشر لكل هذه الانهيارات والانفجارات والانحطاط الحضاري الذي نتدهور فيه منذ سنوات».
وأضاف: «لم تستطع يا بلد أن تفلت من براثن الأمن العام الحريص على «الأمن» والحريّة والأخلاق والدين وما شابه ذلك فاعتقل الأغنيّة».
وختم مارسيل: لن يموت البلد، لن يخطفوه الى الأبد. والى الأمن العام «اللبناني» نصرخ: ارحمنا وحلّ عنّا.
القدس العربي