صفحات العالم

مدد…. يا أسد!/ محمد كريشان

 

 

ستة وعشرون سؤالا بالتمام والكمال وجهها مراسلو «وكالة الأنباء الفرنسية» في مقابلتهم الأخيرة مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق. من فاته الاطلاع على النص الكامل لهذه المقابلة فقد فاته «خير كثير»، وحسنا فعلت الوكالة حين نشرتها حرفيا.

لنتوقف قليلا باختصار مع بعض ما جاء في هذه المقابلة حتى تتضح فرادة هذه المقابلة وبالخصوص فرادة صاحبها.

٭ ما شعوركم وعشرات الآلاف من مواطنيكم يتضورون جوعا؟

٭ إذا أردنا أن نتحدث عن المشاعر فأنا أنتمي إلى هذا الشعب ومن البديهي أن أشعر نفس الشعور (..) كمسؤول لا يكون السؤال ما هو الشعور وإنما ما الذي ستفعله كمسؤول أمام شعبك.

٭ هل يمكن أن نتحدث أو نفكر بامكانية وقف القصف على المدنيين لتخفيف معاناتهم؟

٭ لا يمكن أن نقوم بقصف المدنيين إذا كنا نريد كسبهم لصالحنا (..) من غير المنطقي أن تقوم الدولة بقصف المدنيين (..) إلا إذا تحدثنا عن الأخطاء التي تحصل في أي معركة.

٭ كم من السنوات يلزمكم ليعود السلام إلى سوريا؟

٭ السؤال هو كم من السنوات ستبقى تركيا والسعودية تدعمان الإرهاب.. هذا هو السؤال.

٭ من هو عدوكم الأساسي، المعارضة التي يطلق عليها معتدلة والإسلاميون أم داعش؟

٭ المعارضة هي سياسية، وبالتالي إذا افترضنا بأنكم تقصدون «إرهابيين معتدلين» فهذا مصطلح آخر (..) لدينا معارضة سياسية موجودة داخل سوريا ويتبنون مواقف قاسية ضد الدولة ونحن لا نهاجمها.

٭ إذن لا مفاوضات مع هؤلاء؟

٭ نحن لا نتفاوض مع سوريين (في جنيف) بل مع ممثلين للسعودية وفرنسا وبريطانيا وغيرها.

٭ سيادة الرئيس لو كنتم أكثر تسامحا في التعامل مع هذه المعارضة في السابق ألا تظنون أنه كان بإمكانكم تفادي هذا النزاع؟

٭ الجزء الأكثر تشددا من المعارضة داخل سوريا والذي يهاجم الدولة لم يدخل السجن ولم تلاحقه الدولة.. لا قبل الأزمة ولا بعدها.. فلا أعرف ما المقصود بالتسامح في هذه الحالة…

٭ هل صحيح أن الروس أقنعوك أو حاولوا أن يقنعوك بترك السلطة؟

٭ الروس يتعاملون معنا باحترام كبير، لا يتعاملون معنا كدولة عظمى مع دولة صغرى وإنما دولة لها سيادة مع دولة لها سيادة، لذلك هذا الموضوع لم يطرح على الإطلاق.

٭ هل أنتم مستعدون لمنح روسيا وإيران قواعد دائمة على أراضيكم؟

٭ القاعدة الروسية موجودة، أما الإيرانيون فلم يطلبوا ولكن لا توجد لدينا مشكلة بالمبدأ.

٭ لو طرح الإيرانيون ستقبلون؟

٭ عندما نقبل بالنسبة لروسيا، فالمبدأ مقبول.

٭ هل تنوون أن تظلوا رئيسا مدى الحياة كما كان والدكم؟

٭ الرئاسة ليست هواية نستمتع بها وإنما هي مسؤولية، خاصة في هذه الظروف (..) البلد ليست مزرعة وليست شركة. إذا أردت أن أبقى لا بد أن يكون هناك عاملان لبقائي، أولا رغبتي أن أكون رئيسا وثانيا رغبة الشعب.

٭ الاتهامات التي وجهت لحكومتكم ولكم شخصيا بارتكاب مجازر ابادة؟

٭ ما يفند كلام أو تقارير هذه المنظمات، أولا أنها لا تقدم أدلة وهذه حالة عامة، ثانيا هناك منطق للأمور، إذا كانت دول الغرب ضد هذا الشخص ودول الخليج الغنية ضد هذا الشخص وهو يقوم بقتل الشعب فكيف يمكن أن يستمر خمس سنوات في هذه الظروف؟!!

٭ ماذا عن آخر تقرير تقدمت به اللجنة الأممية حول وفاة الآلاف من السجناء في سجونك؟

٭ هناك فرق بين أن تحصل جرائم فردية وبين أن تكون هناك سياسة قتل ممنهج، أو سياسة دولة. هناك أبرياء يموتون في الحرب.. هذا صحيح ولكن جرائم الحرب تكون عندما تعطى أوامر باتباع سياسة المجازر لأهداف معينة.

٭ كيف ستظهرون في التاريخ، كرجل أنقذ سوريا أم كرجل دمرها؟

٭ هذا يتعلق بمن سيكتب التاريخ. إذا كان الغرب، فسيصفني بكل الأوصاف السيئة، المهم كيف أفكر أنا. بكل تأكيد من البديهي أن أسعى، وهو ما أقوم به الآن، لأن أحمي سوريا، وليس لأحمي الكرسي الذي أجلس عليه.

في النهاية وبعد كل هذا الكلام، هل من شطارة أو تميز لأي كان للتعليق أو محاولة التحليل أو الشرح أو التفنيد أو التعقيب. لا أعتقد ذلك أبدا… سلام عليكم!!

٭ كاتب وإعلامي تونسي

محمد كريشان

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى