2011 عام الثورة السورية
درويش محمي
ها هو عام يحل واخر يمضي, عام يرحل بهمومه وآلامه واخفاقاته وانجازاته, وعام يأتي بآماله واحلامه وامنياته وطموحاته, لكن وهو يغادرنا, لم يمر العام الماضي مرور الكرام, فقد ابى الا وان يكون مميزاً بأفراحه واتراحه.
يوم السابع عشر من فبراير الماضي, مئات من الشباب السوري يخرجون عن طوعهم بعد ضرب شرطي لمواطن, يتظاهرون في منطقة “الحريقة” في قلب دمشق, الجموع كانت تصيح معاً “حرامية حرامية”, احدهم كان يصيح بمفرده “الشعب السوري ما بينذل”, ليتوقف للحظة, ثم يعود من جديد ليصرخ وحده, وبعد ثواني, يتجاوب البعض مع شعاره, ومن ثم يصيح الجميع وبصوت واحد,”الشعب السوري ما بينذل”, وكانت بداية الثورة والدمعة الاولى.
الدمعة الثانية سكبتها يوم التاسع من يوليو الماضي اذ لم اتحمل مشاهدة الشاب الجميل صاحب الصوت الرائع ابراهيم القاشوش, الشاب المبدع الشجاع الناطق باسم الشعب, بلبل الثورة وفنانها الكبير, لم اتحمل رؤيته راقداً هناك في طريقه الى جوار ربه, وقد نال من صوته الاشرار, و”يلا ارحل يا بشار”.
الدمعة الثالثة كانت في ذكرى رحيل والدي, والدمعة الرابعة نزلت بعد ان جرحت في قلبي وكبريائي من قريب, ومن الذكريات الحزينة لعام 2011 كان رحيل انيس منصور كاتبي المفضل.
العام الماضي رحل بجملة أحزانه, رحل مع ما تركه من حلو اللحظات, وكان لبعضهم فيها خير اللمسات, كل عام وانتم بخير احبتي شباب سورية, يامن احييتم في فؤادي امل العودة الى مسقط رأسي, وبشجاعتكم وصبركم وذكائكم يضرب المثل, كل عام وانتم بخير امهات وحرائر سورية الصابرات, يا من فقدن الابن والزوج والاخ في ثورة الاستقلال والتحرير, كل عام وانتم بخير احرار سورية من الاسرى والمعتقلين, واخص بالذكر مدونتي الحرة طل الملوحي, كل عام وانت بخير الفنان الكبير علي فرزات, وبارك الله في تلك الانامل الذهبية, كل عام وانت بخير زميلي “ابو عاصم” ابن حمص الابية, صبرا احبتي, فما النصر الا صبر ساعة.
كاتب سوري