صفحات العالم

لا حرب مع إيران ولا تغيير في سورية


موفق محادين

منذ اندلاع الأزمة السوية وحتى اليوم ووسائل الإعلام والفضائيات إياها والأوساط السياسية التي تستضيفها, مشغولة بتكهنات أو رغبات وأمنيات تنهي إيران وسورية بحرب أطلسية – إسرائيلية, الأولى ذريعة (البرنامج النووي) والثانية تارة بالديمقراطية وتارة بالبرنامج (الكيماوي) كما فعلوا مع العراق.

ومنذ ذلك الوقت وهاجس (الأيام المعدودة) لايران ونظام الاسد, يسيطر على هذه الأوساط وأوهامها التي تسوقها تحت شعارات وعناوين ابتزاز سياسية لا تسن ولا تغني من جوع, وما هي سوى طبول حرب لا قيمة لها ولا يسمعها الا الخائفون:-

1- مقابل التفوق الجوي وقواعده الثابتة أو على البوارج, فان تطور الأسلحة الصاروخية هو اليوم بمثابة (ردع) استراتيجي لا يجادل فيها اثنان, كما لا يجادل أحد في القدرات الصاروخية المدمرة عند سورية وحزب الله وايران, يساعدها في ذلك قرب الأهداف والمناطق المستهدفة وخطورتها.

2- لم تعد الحرب مع ايران وسورية وحزب الله حربا محلية بالنظر الى تشابك المصالح الاقليمية والدولية بين هذه القوى والقوى الصاعدة حول قلب العالم (اوراسيا) وتحديدا الصين وروسيا. فتدمير ايران او تغيير النظام فيها لمصلحة الأمريكان وأوروبا, يمس احد مصادر الطاقة الاساسية للصين, كما ان ايران اليوم مصدر توازن (قومي ومذهبي) مع الطورانية التركية في عموم آسيا والمجالات الحيوية لروسيا والصين معا.

3- وفيما يخص سورية, فان سقوط النظام فيها يعني توسع تركيا الطورانية وتطويق الامن القومي الروسي نفسه وكذلك ايران ومجالاتها الحيوية, وذلك فضلا عن:-

اولا: ان تركيا هي المطوقة اليوم بحدود غير صديقة وليس سورية (العراق – اليونان – اذربيجان – ارمينيا..) بالإضافة لوضعها الداخلي (الاكراد – الارمن – العلويون – العلمانيون..الخ)..

ثانيا: ان الدولة الشمولية, مثل سورية اقل حساسية للأشكال الحالية من التدخل العسكري والاعلامي, وبوسعها عبر الجيش لسنوات طويلة.

ثالثا: إن ما يجرى في سورية منذ اختطاف الحراك الشعبي المدني المشروع من اجل التعددية وانهاء احتكار السلطة وسطوة الامن على السياسة, هو صراع بين الدولة والافغان العرب والجماعات التكفيرية, مما يكشف ويحرج العديد من القوى الدولية واكاذيبها حول الديمقراطية والمجتمع المدني.

 العرب اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى