صفحات العالم

لا مفر من تدخل عسكري في سوريا


باسم النبريص

مَن يراهن على وعود الإصلاح في سوريا واهم. فالكذب طبيعة ثانية لهذا النظام الدمويّ. إنّه يكذب منذ نصف قرن. وليس من المعقول ولا من المنطقيّ, أن يغيّر نظامٌ بهذه الصفات جلدَه في يوم وليلة. ولا من المعقول والمنطقي أيضاً أن يظلّ الشعب السوري المذبوح, ينتظر الرحمة من ذابحيه.

لذا لا مفرّ من تدخّل أطلسيّ في سوريا [دعوكم من هراءات الجامعة العربية التي تسمسر على الدم السوري لصالح النظام]. لا مفر من تدخل أطلسي في سوريا. لا  يوجد حلّ آخر. إن لم نقل كمثقفين هذه العبارة اليوم [أو قلناها بخجل] فسنضطر لقولها غداً أو بعد غد, بكل صراحة, وبكل استجداءٍ ربما . ذلك أنّ كلّ يوم يمرّ يكلّف السورييّن باهظاً. لذا فالأفضل أن نقولها اليومَ وبملء الفم, بل نقولها “الآن الآن وليس غداً”.

الشعب السوري يعيش في مقتلة. كلّ يوم عشرات الضحايا الجدد, ومئات يذهبون وراء الشمس. فماذا ينتظر المجلس الوطنيّ وسواه, ليقول ما يجب أن يقال, وفي وقته, دون أن يفوته الزمن؟

ثمّ .. على ماذا يراهن هذا المجلس؟ على سلميّةٍ وعصيان مدنيّ؟ إنه نوع ثان من الوهم! فالسلميّة والعصيان المدنيّ, ينفعان مع أنظمة أقلّ وحشيّة من نظام الأسد. ولكم أن تتخيّلوا لو راهن الليبيّون على وهمٍ كهذا, ماذا  كان سيكون حالهم؟ يقيناً, كان القذافي قضى عليهم “دار دار وبيت بيت وزنقة زنقة”. وهو ما نخاف منه في الحالة السورية الأشبه بحالة ليبيا.

إنّ حاكماً يقصف شعبه الأعزل بمختلف الأسلحة الثقيلة [حمص نموذجاً] لهو حاكمٌ مستعدّ وجاهز للقضاء الإبادي على أكبر عدد من أفراد الشعب.

لم يعد إذاً من وقت للانتظار.

لقد مرّت حتى اللحظة أكثر من ثمانية شهور :  ثمانية شهور معمّدة بالدم. فماذا ينتظر سياسيّو المعارضة السوريّة بكافة أطيافهم؟

للأسف, إنهم يبدون حتى اللحظة, متأخّرين عن نبض شعبهم. وأحياناً يبدون لي وكأنهم لا يفهمون جيداً طبيعة النظام الذي عارضوه.

أو كأنّ بعضهم ممن يصحّ عليه المثل : مَن يده في الماء لا يشعر بإحساس مَن يده في النار.

ويا ليتها كانت ناراً. لأمكن إطفاءها. ولكنها جحيم .. جهنم حمراء يا أخوة!

إنّ المطالبة بحماية دولية للشعب المذبوح, ليست عاراً, وإنما هي واجب عاجل. وعلى كل من يعنيه الشعب السوري ومستقبله, ألاّ يخجل من هذا الطلب.

لقد سبق السيف العذل. ولم يترك لنا النظام الفاشيّ في دمشق إلا هذا.

أعرف أنّ هذا الطلب سيُثير عليّ عشّ الدبابير. فليكن!

فلا بأس بعشّ دبابير, مقابل أن ينجو شعب رائع من هاوية الدمّ والخراب.

إنّ لديّ قناعة تامّة بأن النظام السوريّ المراوغ  لن يزول إلاّ بالقوّة.

وعليه, فلا يجيب الرطل إلاّ الرطل ونص.

عليه, لن ينفع مع قاتل شعبه, لا توسلات العرب, ولا تمنيّات العجم, بل قوتهم, وقوتهم فقط.

فهذا النظام يتعامل مع شعبه وكأنهم عبيد : عبيد لا يحق لهم أن ينظروا في وجهه, فما بالك أن يقولوا له : لا!

لذا لا بد من تدخّل الناتو, وإن طال الزمن.

[ “وإن طال الزمن هذه”, نضعها في رقبة المجلس الوطني الانتقالي, ونقول له: دم شعبكم في أعناقكم. ولسوف يحاسبكم عليه, إن بقيتم هكذا: متأخرين عن الحدث وسلبيين]

لا بد من حماية دولية في سوريا.

وبعدها بخطوة واحدة : لا بدّ من تدخّل عسكري أجنبي.

هذا هو الكلام العمليّ. وسواه : إنشاء ولغو.

سواه ..  تهويمات مثقفين!

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى