صفحات العالم

العلاقة بين تفجير ضاحية حزب الله والقصير/ رأي القدس

تعرض تنظيم ‘حزب الله’ الشيعي اللبناني لتفجير دام في معقله في الضاحية الجنوبية يدل من جديد على مدى الاختراقات التي تشوب الامن في لبنان، والتي تضاعفت مع تداخل الوضع الامني اللبناني مع الازمة السورية.

التفجير بسيارة مفخخة الخميس في منطقة الرويس الذي ادى لمقتل 22 شخصا وجرح العشرات هو الاستهداف الثاني لحزب الله خلال خمسة اسابيع، حيث اصيب العشرات بتفجير في العاشر من تموز (يوليو) الماضي في منطقة بئر العبد القريبة جدا من الرويس التي كانت شهدت اطلالة نادرة لزعيم حزب الله السيد حسن نصر الله اثناء الاحتفالات بيوم القدس في 3 اب (اغسطس) الجاري. كما يمكن ربط هذين التفجيرين بحادثي اطلاق صواريخ مرة على منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية، والثانية على القصر الرئاسي في بعبدا.

انفجار الضاحية الخميس هو ثاني أكبر انفجار منذ تفجير بئر العبد في منتصف الثمانينات الذي إستهدف السيد حسن فضل الله.

وكانت الانفجارات خيّمت على الحرب الاهلية في لبنان وطالت مناطق بيروت الشرقية والغربية على حد سواء وحصدت مئات القتلى والجرحى. والانفجار الأضخم في تاريخ لبنان كان الذي إستهدف الرئيس رفق الحريري بحوالي ألف كيلوغرام من المتفجرات وكان إيذاناً ببدء استهداف قيادات 14 آذار كالنائب والصحافي جبران تويني والنائب وليد عيدو والنائب انطوان غانم وسمير قصير ومي شدياق وجورج حاوي وصولاً الى الرائد وسام عيد واللواء وسام الحسن.

لكن وحتى الامس القريب لم يتعرض حزب الله لأي انفجار بل كان محصّناً داخل مربعه الامني مع تسجيل استهدافات لبعض كوادره العسكرية من قبل الاستخبارات الاسرائيلية والتي كشف شبكات عديدة منه فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي.

ولا يمكن تغييب اسرائيل عن الشبهات بتفجير يوم الخميس، التي ستكون دائما المستفيد الاول من اي تفجير في لبنان، وان كانت الوقائع تشير اكثر باتجاه احدى الجماعات الجهادية التي تعمل في سورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، والتي استفزها تدخل حزب الله في القتال الى جانب قوات النظام وخصوصا في القصير وكما اعتبرت قناة ‘المنار’ بان حزب الله يدفع ثمن موقفه في سورية.

لا شك ان حزب الله عندما قرر المشاركة بالقتال في سورية بالتنسيق مع ايران لم يدرس تماما تداعيات مثل هذا القرار على الوضع اللبناني، وربما اعتقد ان الامر قد يقتصر على توتر سياسي مع خصومه المحليين في لبنان. لكن مع هذه التفجيرات يتضح ان ثمن قراره ينعكس على مناطقه التي يحاول ابعادها عن اي توترات امنية.

لا شك ان هذا التفجير ذو طابع ارهابي، لانه استهدف مناطق مدنية، ولم يعلن عن استهداف اي قيادي من حزب الله، وقد جاء هذا التفجير في لحظة سياسية يتفق الجميع على ان الدولة في لبنان هي المستهدفة وهي التي تنعكس عليها نتائج اي خضة امنية.

وقد جاء الانفجار بلحظة امكانية استئناف الحوار الوطني على اساس التزام الجميع باعلان بعبدا الذي يطلب عدم التدخل في اي شأن اقليمي واي ازمة خارجية وتجنب لبنان تداعيات اي تأزم اقليمي، لكن هناك عقبات كثيرة كانت تقف امام هذا الحوار، خصوصا بسبب تورط حزب الله في سورية، لكن وفي سبيل احتواء تداعيات التفجير يفترض ان تذلل العقبات امام تشكيل حكومة حيادية تتحمل مسؤولياتها وقادرة على الامساك بزمام الامور لتستطيع تحمل المسؤولية الامنية.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى