أحداث السبت، 13 تشرين الأول 2012
خسائر كبيرة لقوات النظام ومواقعه المحاصرة تستنجد بالطيران
جدة، دمشق، موسكو – «الحياة»، اف ب، رويترز
بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال استقباله في جدة أمس مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي والوفد المرافق له «الأوضاع الراهنة في سورية، والسبل الكفيلة بإنهاء جميع أعمال العنف ووقف نزف الدم، وترويع الآمنين وانتهاكات حقوق الإنسان». وحضر الاستقبال كل من المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله.
وكان نائب وزير الخارجية السعودي استقبل الابراهيمي مساء اول من امس وعرض معه تطورات ومستجدات الأزمة السورية، وجهود المبعوث المشترك واتصالاته الدولية والاقليمية.
وهذه هي الجولة الثانية التي يقوم بها الابراهيمي في المنطقة منذ تكليفه التوسط في الازمة السورية. وقام باول زيارة له في منتصف
ايلول (سبتمبر) الماضي تخللتها زيارة الى دمشق التقى خلالها الرئيس بشار الاسد.
وافاد مصدر ديبلوماسي ان الابراهيمي يصل اليوم الى اسطنبول للقاء وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في «كل اوجه» النزاع السوري.
وفي سورية، بقيت المواجهات على حالها امس في معظم المواقع التي تشهد معارك بين جيش النظام ومقاتلي المعارضة. وصعدت المعارضة هجماتها على نقاط استراتيجية لقوات النظام في محافظتي إدلب وحلب، بينما سجل حادث جديد على الحدود السورية – التركية ابقى على التشنج قائما بين البلدين. وتعرضت قوات النظام لخسائر كبيرة في معارك الايام الماضية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان النظام استخدم الطيران الحربي في قصف عدد من قرى محافظة ادلب وبينها بلدة جرجناز التي شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد منها. كما استمرت المعارك الضارية في محيط مدينة معرة النعمان في ادلب التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل ايام، بينما تحاول قوات النظام استعادتها نظراً الى موقعها الاستراتيجي على طريق الامداد الى حلب.
كما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المعارضون منذ ثلاثة ايام، ويعتبر اكبر قاعدة عسكرية في المنطقة المحيطة بمعرة النعمان. وقال المرصد السوري انه تم اعتراض اتصال لاسلكي سمع فيه قائد المعسكر وهو يوجه نداء استغاثة يقول فيه «ان لم تقم الطائرات بتنظيف محيط المعسكر، سوف اسلّم بنهاية النهار».
وفي تقدم استراتيجي جديد، سيطر مقاتلو المعارضة على موقع مهم للجيش السوري جنوب مدينة حلب التي تشهد منذ ثلاثة اشهر معركة عنيفة بين النظام ومعارضيه. وذكر المرصد السوري ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على حاجز معمل الزيت الذي يعتبر نقطة تمركز للقوات النظامية غرب مدينة سراقب التي تسيطر عليها المعارضة. واستولى مقاتلو المعارضة على كميات من الذخيرة ودبابة تابعة للنظام بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعات سقط على اثرها عدد كبير من القتلى في صفوف قوات النظام وتسعة من مقاتلي المعارضة.
وفي درعا، قتل 14 عنصرا من قوات النظام في هجوم شنته المعارضة على حاجز في قرية خربا في المحافظة، كما قتل 41 عنصرا على الاقل من قوات النظام في مناطق مختلفة في معارك وانفجارات.
وكان 92 جنديا نظاميا قتلوا اول من امس في هجمات عدة لا سيما في ادلب، في حصيلة هي الاكبر تتكبدها قوات النظام في يوم واحد منذ بدء المواجهات.
وفي مؤشر جديد على استمرار التوتر على الحدود السورية – التركية، قال مسؤول تركي ان مقاتلة حربية اقلعت من دياربكر (في جنوب شرقي تركيا) لابعاد مروحية سورية اقتربت من حدود البلدين. واوضح ان الجيش السوري ارسل هذه المروحية لقصف بلدة اسمرين السورية التي سقطت في ايدي الثوار السوريين.
في هذا الوقت استمر الجدل بين موسكو وانقرة بشأن الطائرة السورية التي اجبرتها السلطات التركية على الهبوط في مطار انقرة وقامت بتفتيشها. وفميا استمر الموقف التركي على حاله لجهة تأكيد حمل الطائرة مواد ممنوعة اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الطائرة السورية كانت تنقل «معدات رادار مشروعة». واضاف في حديث لشكبة «ان.تي.في» التلفزيونية الروسية ان «الطائرة كانت تنقل شحنة مشروعة كان مندوب روسي شرعي يقوم بتسليمها بطريقة شرعية الى عميل شرعي»، موضحا انها «معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار».
غير ان صحيفة «كومرسانت» الروسية نقلت عن مصادر في صناعة تصدير السلاح قولها ان الطائرة السورية كانت محملة بـ 12 صندوقا تتضمن قطع رادار تستخدم في انظمة مضادات الصواريخ التابعة للجيش السوري.
المرصد السوري: اصابة 22 مقاتلاً من الثوار بغارة جوية لدى محاولتهم اقتحام معسكر للقوات النظامية في ادلب
أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان 22 مقاتلا معارضاً اصيبوا بجراح اثر القصف الذي تعرضوا له من طائرة حربية لدى محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف للقوات النظامية المحاصرة منذ عدة أيام فيه، بالقرب من مدينة معرة النعمان بادلب.
أكبر من الأخبار وأقلّ قليلاً من نهاية العالم
أمستردام – محمد موسى
جثة الإمام «السلفي» كانت متروكة لأيام على ناصية أحد شوارع حي صلاح الدين في مدينة حلب. لم يجرؤ أحد من رفاق الإمام في «التنظيم الجهادي» على الاقتراب من الجثة، فهي مرمية على أحد خطوط التماس العديدة التي صارت تقطع أوصال المدينة السورية. الكاميرا التلفزيونية تصوّر الجسد الملتوي على نفسه من مسافة مترين فقط، لكنها لا تقترب أكثر. الجثة منتفخة الآن، والرائحة القوية المنبعثة منها بدأت تثير شكوى أبناء الحي، من الذين لم يتركوا بيوتهم بعد. تطلب مجموعة الإمام المقتول، من التنظيم الذي يقوده أبو محمد، أن يساعدها في سحب الجثة ودفنها. يوافق أبو محمد، العسكري الشاب الملتحي الضخم الجسم (الذي هرب من الجيش السوري الرسمي ليلتحق بالجيش السوري الحر) على مساعدة التنظيم السلفي، على رغم الخلافات بينهم. فأبو محمد، الذي يصف نفسه بالعلماني السوري، يخشى أن بلده تنتظرها حرب جديدة إذا تعاظم نفوذ المتشددين الإسلاميين. لكن أبو محمد غير مشغول كثيراً بالمستقبل البعيد، فالحاضر له استحقاقاته العاجلة، هو يشرح بعضها أمام كاميرا الفريق التلفزيوني الهولندي، الذي تسلل إلى مدينة حلب السورية، ليصوّر من هناك تحقيقاً تلفزيونياً شديد القسوة عن الحياة الآن، وبعد أسابيع من وصول الجيش السوري الحر إلى المدينة واستحواذه على جزء منها.
لمن السلطة؟
«أبو محمد» الذي يقدمه تحقيق التلفزيون الهولندي، هو نموذج لمقاتلي الجيش السوري الحر، والتحديات التي يواجهها لا تختلف كثيراً عما يواجه مقاتلين مسلحين آخرين في سورية في حربهم ضد نظام بلدهم، فهو، وإن حمل صفة قائد تنظيم، لا يملك أية سلطة حقيقية على جماعته، وكما يكشف هو نفسه، فالتنظيم لم يصل إلى الانضباط الذي يقربه من نموذج التنظيم العسكري التقليدي.
يحاول أبو محمد أن يرضي رفاقه بالكلمات الطيبة، لكن المشاكل التي تواجههم تفرض أحياناً أساليب أشد صرامة. فبينما كان فريق القسم الإخباري للتلفزيون الرسمي الهولندي يصوّر هناك، كاد أحد أعضاء تنظيم أبو محمد أن يقتل حفنة من رفاقه عندما أطلق رصاصه عليهم بالخطأ. ليس ضعف التدريب هو المشكلة الوحيدة التي تواجه الجيش الحر، فالعتاد ينفذ بسرعة قياسية، وأبو محمد يقسم ما تبقى من ذخيرة قليلة باقية، بحرص كأب يقسم رغيف خبز على أولاده بالتساوي.
حلب التي تظهر عبر الفيلم الهولندي ليست فقط أخطر المدن في العالم الآن، هي الأكثر في دمويتها وقسوتها، هناك جثث منتفخة ومتروكة لأيام في شوارع يقطعها مارة قليلون. في إحدى السيارات المتوقفة وسط شارع حي سكني، يتعفن رجل وهو يحضن زوجته، فيما يحوم الذباب على ولدهما، المقتول، في المقعد الخلفي للسيارة. يشرح أحد سكان الشارع أن نيران القناصين فاجأت العائلة التي كانت في طريقها للهروب إلى جهة آمنة، وإن الرجل أراد أن يحمي زوجته من الطلقات، فعانقها ليقتلا معاً. الغريب أن السكان كانوا يمرون أمام صف من السيارات المتـوقفة والتي ما زالت جثث أصحابها في داخلها لأيام، من دون أن ينشغلوا بدفن الجثث. وكأن «الحياة» انتزعت من الذين بقوا، أو أن الخوف من القناصـين يشل الهمم هناك.
هذه مدينة كانت تعيش حياة طبيعية حتى قبل أسابيع قليلة، الآن تبدو وكأنها مدينة قتلة بلا رحمة. هرب منها أغلب سكانها، وبقي الذين لا يملكون الأموال للتوجه إلى جهات آمنة. وحفرت عديد من بيوتها لتشكل ممرات طويلة لمقاتلي الجيش السوري الحر. ينقل التحقيق التلفزيوني غضباً من بعض السكان على الجيش الحر، بسبب لامبالاة أفراده بأمن المدنيين وتعريض المنطقة لقسوة الجيش السوري النظامي. لكن المحادثة التي تمت بين رجل مسن ومسلح تنتهي بالأخير وهو يصرخ بالحلبي بأن ما يتعرضون له، ذاق مثله أهل «حمص» لعام ونصف، فلمَ الشكوى…!؟.
يأتي التحقيق الهولندي الجديد كجزء من مجموعة أفلام مثيرة تعرضها حالياً عدة قنوات أوروبية، نجح مراسلوها مؤخراً بالدخول إلى حلب، بمساعدة ثوار سوريين يسيطرون على منافذ سورية مع تركيا، حيث عرضت تحقيقات وفقرات إخبارية موسعة على شاشة القناة البلجيكية الأولى وعلى قناة «سكاي» البريطانية وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
التحقيق الهولندي هو عودة جديدة للصحافي الهولندي يان آيكيلبوم إلى المنطقة بعد أن غطى تلفزيونياً لعام ونصف الثورات العربية في مصر وليبيا وتونس، وهي التجربة التي خرج منها بكتاب صدر قبل بضعة أشهر بعنوان «الربيع العربي: تقرير شاهد عيان».
شيخ مصري بارز يدخل سورية لـ «دعم الثوار»
لندن – كميل الطويل
كشفت مصادر إسلامية أمس أن الشيخ حافظ سلامة، قائد «المقاومة الشعبية» في السويس وأحد الشيوخ الجهاديين المعروفين في مصر، دخل مساء الخميس إلى الأراضي السورية من تركيا في زيارة تهدف إلى تقديم الدعم للثوار السوريين. وتُذكّر زيارته بزيارات مماثلة قام بها إلى ليبيا خلال الانتفاضة ضد حكم العقيد الراحل معمر القذافي العام الماضي، لكنها تعيد في المقابل تسليط الضوء على دور من يوصفون بـ «الجهاديين» في الثورة السورية، وهو دور لا تخفي الأوساط الغربية أنه يعيق مد الثوار بأسلحة متطورة هم بأمس الحاجة إليها في حربهم ضد النظام الحاكم في دمشق.
وأعلن «المرصد الإعلامي الإسلامي» (مقره لندن)، في بيان، أن زيارة من وصفه بـ «شيخ المجاهدين الشيخ حافظ سلامة» للأراضي السورية بدأت مساء أول من أمس عندما عبر الحدود التركية «وسط تهليل وتكبير وترحاب المجاهدين والأهالي»، وأنه يأمل بأن تكون زيارته هذه «تكراراً لمشاركته ومساهمته في إسقاط الطواغيت كما ساهم من قبل في ثورة 25 يناير المصرية وإسقاط نظام (الرئيس المخلوع حسني) مبارك». وأضاف أن الشيخ سلامة (78 سنة) جاء «لمساندة اللاجئين السوريين والاطمئنان على ثوار سورية» واصطحب معه «كمية كبيرة من المعونات المادية والعينية». وتابع أن «الشيخ حافظ سلامة يرى فرضية بذل أقصى الجهد من أجل تطهير كل البلاد العربية من الطغاة والمنتفعين من ثرواتها»، وأنه «دعا الشباب في الدول العربية والإسلامية إلى التطوع للجهاد في سورية لمساندة السوريين في كفاحهم ضد المذابح الدموية التي يرتكبها النظام»، وأنه يعتبر «هذا الجهاد استكمالاً لسلسلة الجهاد الإسلامي الذي قام به شباب الدول العربية والإسلامية في البوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان والعراق وليبيا». وتابع أن الشيخ سلامة «ناشد الشباب العربي والإسلامي بمساندة الشعب السوري إلى حين سقوط حكم بشار … ونظام حكم البعث القمعي، وإعلاء كلمة الله».
ومن المفترض أن يكون الشيخ المصري قد أدى صلاة الجمعة على الأراضي السورية أمس، لكن «المرصد» امتنع عن تحديد المنطقة التي هو فيها.
وقال مدير «المرصد» ياسر السري «إن شيخ المجاهدين بخير والحمد لله وقد اتصلت به في سورية واطمأننت عليه وهو بين أهله والشباب المجاهدين يلتفون من حوله».
وتنشط جماعات «جهادية» عدة في الثورة السورية حالياً إلى جانب فصائل «الجيش السوري الحر». لكن هؤلاء الجهاديين، وبينهم عدد لا بأس به من الوافدين من دول عربية وإسلامية وحتى من المسلمين في الغرب، يثيرون مخاوف لدى الولايات المتحدة ودول أوروبية من إمكان وجود ارتباطات لبعضهم على الأقل بتنظيم «القاعدة». وواحدة من أكثر الجماعات «الجهادية» التي يُشتبه في ارتباطها بـ «القاعدة» هي جماعة «جبهة النصرة» التي تبنت عدداً من التفجيرات التي قام بها «انتحاريون». كما أن هناك جماعة جهادية أخرى تنشط على الحدود التركية – السورية وتضم متطوعين أجانب وتُطلق على نفسها «الدولة الإسلامية» التي قُتل زعيمها الدكتور أبو محمد الشامي (العبسي) قبل فترة وجيزة على يد جماعة أخرى من الثوار. وهناك أيضاً جماعة تُطلق على نفسها «لواء الأمة» وتضم متطوعين من دول عربية يقودهم الليبي مهدي الحاراتي الذي لعب دوراً في الثورة ضد نظام العقيد القذافي عام 2011. أما على حدود سورية الجنوبية، فتتحدث تقارير عديدة عن قيام متطوعين «جهاديين» بعبور الأراضي الأردنية للقيام بعمليات ضد القوات السورية، وهو أمر يتكرر أيضاً على الحدود السورية مع العراق حيث تفيد تقارير بانتقال «جهاديين» مرتبطين بـ «الدولة الإسلامية» (فرع «القاعدة» العراقي) للمشاركة في القتال ضد حكم الرئيس السوري.
وعلى رغم أن نسبة الجهاديين الأجانب في الثورة السورية ليست واضحة كلياً، إلا أن الاعتقاد السائد أنهم لا يشكلون سوى جزء صغير من الوعاء الكلي للثوار الذين جاء قسم كبير منهم من صفوف المنشقين على الجيش النظامي، إضافة إلى مقاتلين محسوبين على تيارات إسلامية سورية، مثل «الإخوان» و«الجهاديين».
مليون نازح في سورية يستعدون لشتاء قارس
رويترز – في حديقة متربة بشمال دمشق تستعد فاطمة بدر لوضع مولودها دون رعاية طبية ولا سقف يغطيها وبعيداً عن منزلها الذي فرت منه عندما قصفت القوات الموالية للرئيس بشار الاسد بلدتها التي تقع شرقي العاصمة السورية.
وتعيش 20 اسرة من النازحين بسبب العنف الذي يجتاح سورية إلى جوار فاطمة في الحديقة الفقيرة في حي البرزة بعد ان فروا من مدينة حمص او من معاقل المعارضة شرق دمشق.
ويعيش هؤلاء النازحون معرضين للظروف الطبيعية القاسية ويعتمدون على المساعدات وهم الجزء الظاهر من موجة من البشر اقتلعوا من منازلهم حيث اضطر كثيرون إلى النزوح اكثر من مرة مع تغير خطوط القتال في الصراع السوري بشكل مستمر.
وبينما فر 300 الف شخص من البلاد وسجلوا انفسهم لاجئين نزح اكثر من مليون شخص عن ديارهم داخل سورية . ولجأ بعضهم إلى اصدقاء او اقارب في مناطق اكثر امنا بينما تكدس آخرون في بنايات عامة كالمدارس بينما بقي بعضهم في العراء.
وتقول جماعات الاغاثة الانسانية ان الشتاء الذي أصبح على الأبواب سيزيد من معاناة النازحين في صراع يقول نشطاء انه اسفر بالفعل عن مقتل نحو 30 الف شخص.
وقالت فاطمة بدر “أعتقد أنني ساضع مولودي بعد اسبوعين او ثلاثة وانا خائفة من الولادة في المتنزه”. وكان زوجها يبيع الخضروات في بلدة دوما التي قصفها الجيش في حملته لطرد المعارضة المسلحة التي تسعى للاطاحة بالاسد.
وأضافت فاطمة “لا يوجد طبيب وانا سألد في العراء. اتمنى ان يأتي احد بخيمة او اجد قابلة لتساعدني حتى لو لم اذهب إلى المستشفى.”
وبالنسبة لفاطمة ومثلها من المعدمين الذين لا يعملون في الغالب تكون التكاليف الزهيدة التي تحصلها المستشفيات الحكومية مقابل عملية الوضع فوق طاقتهم.
ويعيش عدد اخر من العائلات إلى جانبها في المتنزه في حي البرزة منذ اسابيع. وفر هؤلاء من حمص إلى بلدة يبرود شمال العاصمة ثم اضطروا للفرار مرة ثانية تحت وطأة الهجمات.
واختبأ اخرون خلال الصيف في مدرسة في البرزة قبل ان يضطروا للرحيل عندما بدأ العام الدراسي الشهر الماضي.
وقالت فاليري آموس منسقة الشؤون الانسانية بالامم المتحدة في اغسطس اب ان ملايين السوريين الذين شردهم العنف يواجهون الفقر المدقع.
وبعيدا عن الضوء المسلط عليهم في مخيمات اللاجئين في الاردن وتركيا لم يجد النازحون داخل سورية نفس درجة الاهتمام رغم الالحاح المتزايد لاحتياجاتهم.
وإلى جانب السنة الذين يفرون من الهجمات على المناطق التي يشتبه في انها تؤوي مقاتلين معارضين فقد رحل عشرات الالاف من العلويين من مناطق الصراع إلى محافظتي طرطوس واللاذقية على البحر المتوسط.
ويقول عمال الاغاثة ان مئات الالاف يحتاجون إلى المساعدات بشكل عاجل.
وقال ايتي هيجينز نائب ممثل منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في سورية “الجو شديد البرودة في الشتاء. ليس لديهم مأوى ملائم وليست لديهم أغطية.”
وتشتري اليونيسيف 75 الف بطانية وملابس للشتاء إلى جانب حضانات وبطاطين اطفال وعشرة آلاف قطعة من البلاستيك الواقي من المياه. لكن هيجينز قال “ما لدينا لا يكفي. نحن نتحدث عن نحو 600 الف طفل نزحوا عن ديارهم ونحن نشتري ملابس لعدد 75 الفا منهم.”
وبينما تعيش اعداد قليلة من النازحين في العراء مثل فاطمة بدر اظهرت احصائيات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية السورية ان 109 الاف شخص يعيشون في 386 “مركز تجمع” في انحاء البلاد بينما يعيش الاخرون عند عائلات مضيفة.
ومع تواصل القتال في انحاء سورية بما في ذلك القتال في حلب كبرى المدن السورية وحمص بوسط البلاد ودير الزور في الشرق من الممكن ان يزيد عدد النازحين خلال الاشهر القادمة مما يجعل جهود الاغاثة الحالية محدودة للغاية.
وقال هيجينز “انه غير كاف حقا لذا نحن نبحث بشدة عن المزيد من التمويل.”
وتعمل منظمات تحصل على تصريح من الدولة من بينها منظمة ترعاها اسماء الاسد زوجة الرئيس السوري على مساعدة الأسر في مئات المخيمات في انحاء البلاد.
المعارضة السورية تتمدد في محاذاة الحدود التركية
الابرهيمي الى اسطنبول بعد لقائه العاهل السعودي
“النهار”، و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ
جهاديون شاركوا في الاستيلاء على قاعدة للدفاع الجوي في حلب
مجلس الأمن القومي الروسي بحث في الأزمة السورية
منيت القوات السورية النظامية بخسائر كبيرة وفقدت مزيدا من الاراضي امام الهجمات التي تشنها المعارضة المسلحة التي كان ابرز انجاز لها امس استيلاؤها بمساعدة من مقاتلين جهاديين ينتمون الى “جبهة النصرة” التي يعتقد أن لها ارتباطات بتنظيم “القاعدة”، على قاعدة صواريح أرض – جو في قرية الطعانة على طريق حلب – الرقة. وفي مؤشر جديد لاستمرار التوتر على الحدود السورية – التركية، أقلعت مقاتلة تركية من ديار بكر لابعاد مروحية سورية كانت تقصف بلدة اسمرين السورية التي سقطت في ايدي المعارضة. وافاد ناشطون أن القوات النظامية كثفت غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على حمص غداة تكبدها خسائر فادحة في محاولة اقتحام حي الخالدية الذي تسيطر عليه المعارضة.
واعلن مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن ان القوات النظامية انسحبت تحت ضغط المعارك والهجمات من قرية دركوش الواقعة في ريف جسر الشغور الغربي على الحدود السورية – التركية بعد ثلاثة ايام من الاشتباكات”، مشيرا الى ان “الثوار باتوا يسيطرون على شريط حدودي واسع في المنطقة” محاذ لتركيا. وتحدث عن أسر المعارضة 256 جندياً نظامياً خلال المعارك.
موسكو
وفيما كانت الازمة السورية على جدول أعمال مجلس الامن القومي الروسي برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان طائرة الركاب السورية التي اعترضتها أنقرة الاربعاء كانت تنقل معدات رادار “مشروعة”. ودعت وزارة الخارجية الروسية عقب محادثات أجراها وفد من وزارة الخارجية الفرنسية في روسيا، العالم الى اتخاذ خطوات متزامنة لوقف العنف والعمليات الحربية في سوريا. كما دعت موسكو وبيجينغ عقب محادثات بين مسؤولين من البلدين في العاصمة الروسية، الى تسوية الازمة السورية على أساس قرارات مجلس الامن وبيان جنيف.
واشنطن
وفي واشنطن علقت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند على تصريح لافروف قائلة: “ما من دولة مسؤولة يجب ان تساعد وتحرض آلة الحرب لنظام (الرئيس بشار ) الاسد خصوصاً أولئك المسؤولين عن السلام والامن العالميين كأعضاء مجلس الامن”. وأضافت ان الشحنة الروسية “سليمة شرعياً لكن السياسة (الروسية في سوريا) لا تزال مفلسة اخلاقياً”. واكدت ان واشنطن تشعر “بقلق بالغ” من استمرار موسكو في تزويد نظام الاسد مواد يمكن ان تعزز معركته ضد الثوار.
وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحافي في واشنطن عن الديموقراطية في العالم العربي: “بالنسبة الى الولايات المتحدة، إن دعم عمليات التحول الديموقراطي ليس من المثاليات. انه ضرورة استراتيجية”. ووعدت بألا تقوم بلادها مجددا بمثل هذا “الخيار السيىء بين الحرية والاستقرار”. واضافت: “لن نسحب اطلاقا دعمنا للديموقراطيات الناشئة وقت تتعقد الامور”، في اشارة الى التظاهرات المناهضة للولايات المتحدة والتي شهدها العالمان العربي والاسلامي في ايلول وتخللتها أعمال عنف ضد مصالح اميركية كان أفدحها في ليبيا حيث قتل اربعة اميركيين بينهم السفير.
الابرهيمي
وفي مدينة جدة السعودية، أفادت وكالة الانباء السعودية “و ا س” ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بحث والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي في “الاوضاع الراهنة في سوريا والسبل الكفيلة بإنهاء جميع أعمال العنف ووقف نزف الدم وترويع الآمنين وانتهاكات حقوق الانسان”.
واليوم يبحث الابرهيمي في اسطنبول مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في التوتر على الحدود التركية – السورية.
ويعتزم وزراء الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي تبني حزمة جديدة من العقوبات هي الثامنة عشرة من نوعها على عدد من الشخصيات والكيانات في سوريا في ضوء مواصلة أعمال العنف والقمع التي يرتكبها النظام.
وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في مؤتمر صحافي إن هذه الحزمة الجديدة من العقوبات ستعتمد خلال إجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي المقرر الاحد في لوكسمبور.
معارضون يتساءلون… ومن يصلح «الجيش السوري الحر»؟!
طارق العبد
مكتوب على السوريين أن لا يمر يوم في هذه الأزمة دون أن تغرق مدنهم في دوامة الموت، سواء كان الأمر تفجيرات، أو قصفاً، أو عمليات خطف وإعدام ميداني قد تسبقها محاكمة عسكرية أو ثورية، ولكن لم يعد الأمر مهماً.
وحتى لو صدرت أصوات عديدة تحذر من فوضى السلاح وأثرها على المجتمع، فسيتبرع الكثيرون لإطلاق حملة مضادة تحتفي بالكتائب المقاتلة بالرغم من اتجاهات بعضها التي لا تتصل بالشارع السوري مطلقاً ومن يدري؟ فربما هؤلاء الذين ينتقدون ويحذرون من تململ الأهالي، هم مندسون في صفوف المعارضة، وقد يكون لهم صلات متعددة بالنظام أيضاً. ولا مانع في المقابل من حملة تقدس المعارضة المسلحة، وتحذر من المساس بها. الأمر الذي يصفه ناشط معارض بسخرية، «أهلا بكم في النسخة الجديدة من ديكتاتورية البعث».
لم تكد سوريا تصحو من تفجير مبنى الأركان العامة في دمشق، حتى أهدتها «جبهة النصرة» تفجيراً دمويا آخرَ في ساحة «سعد الله الجابري» في حلب.
ويتكرر المشهد مع ثلاث عمليات ضخمة شهدتها الفيحاء في أسبوع واحد. لتكون البداية مع استهداف مبنى قيادة الشرطة الواقع في شارع خالد بن الوليد في منطقة قريبة من المدينة القديمة. وتلاه انفجار ضخم استهدف هذه المرة مبنى الاستخبارات الجوية الذي يقع بين منطقتي القابون وحرستا عند مدخل دمشق الشمالي، وهو الذي أعلنت «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» مسؤوليتها عنه. ويعتبر الأكثر أهمية منذ استهداف مبنى الأمن العسكري في الشتاء الماضي، مع حديث الآلاف في مناطق بعيدة عن الموقع عن سماعهم صوت التفجير بقوة. وتلى ذلك إغلاق قوات الأمن الطريق الذي يمر في المقر الأمني، ثم تحويل حركة السير ذهاباً وإياباً إلى طرق فرعية تمر من خلف المبنى الذي تعرض لأضرار جسيمة.
ولتختتم سلسلة التفجيرات أمس الأول، باستهداف مبنى القضاء العسكري القريب من وزارة التعليم العالي وكلية الآداب والعلوم الإنسانية. وشكل الاستهداف الأخير مدخلاً إلى مجمع أمني يضم عدة مقارّ أمنية، وقد أعلنت هذه المرة مجموعة تطلق على نفسها «لواء أحفاد الرسول» مسؤوليتها عن ضرب مقر القضاء، بالتنسيق مع «لواء المصطفى»، رداً على الأحكام التعسفية التي تصدر بحق الناشطين.
وتحدثت المجموعة عن زرع ست عبوات ناسفة استهدفت قضاة وضباطاً كانوا في الداخل، حتى أنها ذكرت أسماءهم، الأمر الذي لم يشر إليه الإعلام الرسمي الذي اكتفى بالإشارة إلى الخبر من دون تفاصيل.
أما اللافت فهو تزايد عدد التفجيرات الكبرى التي تضرب دمشق، وفي مناطق تعتبر شديدة الحساسية الأمنية، بالرغم من أن عاصمة الأمويين تشهد يومياً تفجير سيارات مفخخة أو قنابل صوتية، وفي بعض الأحيان استهداف محال صغيرة أو شخصيات.
وقد انقسم الشارع السوري بين مرحب بالتفجيرات ومشكك بجدواها، خصوصاً أن عملية مثل التفجير الذي استهدف مبنى الاستخبارات الجوية الذي يضم آلاف المعتقلين، ستعرض حياتهم للخطر. وذهب ناشطون أبعد من ذلك بتساؤلهم عن جدوى مثل هذه العمليات، التي تدفع أكثر لوصم الثورة السورية بالنزاع المسلح، يضاف إلى ذلك تبني «جبهة النصرة» للعملية، وهي الكتيبة التي لا تقبل العمل تحت راية «الجيش السوري الحر»، بل تعلن عن نهجها السلفي الجهادي بصراحة، وهو القائم على التفجيرات الكبرى بطريقة تقترب كثيراً من أسلوب تنظيم «القاعدة» في العراق خاصة.
ولعل «لواء أحفاد الرسول» يسير هو الآخر على النهج السلفي الجهادي ذاته، وبالطبع لن تجد المجموعة السلفية صعوبة في تبرير عملياتها، أو بالأحرى بمن سيتطوع للدفاع عنها. وأكد مقربون من المجموعة المقاتلة أنها غير معنية إطلاقاً بالإعلام، ولا بصورتها، سواء لدى الشارع السوري في الداخل، أو لدى الجمهور المتتبع لأخبار الثورة السورية. وبالتالي سيتطوع من هم في الخط السلفي ذاته للقتال معها افتراضياً على الأقل. ويبررون عملياتها بأن النظام لن يسقط سوى بتفجيرات ضخمة كهذه، وإن قتل المعتقلين فهم يحتسبون شهداء، وربما يستريحون من العذاب اليومي. ولن يتردد كثيرون بالمزايدة ورفع شعار «جبهة النصرة تمثلني»!
«أهلاً بديكتاتورية البعث في نسختها الجديدة»
لعل التحولات التي تشهدها المعارضة المسلحة يومياً، دفعت بالعديد من نشطاء الشارع السوري إلى طرح مسألة مهمة تتمثل في ضرورة المراجعة الجدية لآلية عمل «الجيش الحر». بل إنهم يحذرون من فقدانه الدعم الاجتماعي، إن لم يكن قد فقده بالأصل في بعض المناطق على الأقل.
وبالطبع تعرض أصحاب هذا الرأي إلى حملة «تخوينية» شرسة، شككت حتى في مدى معارضتهم للسلطة القائمة، واعتبرت أن ما يقال مجرد «تنظير». وذهب آخرون أبعد من ذلك حين اعتبروا أن انتقاد «الجيش الحر» إضعاف له، وإساءة لما يقومون به، وبالتالي لا بد من دعمهم على اعتبار أن «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».
وفي كل الأحوال استمر نشطاء الشارع في التحذير من العواقب الوخيمة، حيث أشار الناشط المعارض غسان ياسين إلى أن «تسمية الجيش للكتائب المقاتلة فيها ظلم كبير لأنهم باختصار يفتقرون لأبسط مقومات الجيش من تسليح منتظم، وقيادة واحدة، وحتى سهولة اتصال أو تنقل و…»، مضيفاً «سمعنا كثيراً عن منشقين أو متطوعين لم يجدوا من يعطيهم ولو رصاصة واحدة، في حين أن مجموعة أخرى في الحي نفسه لديها ذخيرة أكثر من حاجتها». أما المصيبة الثانية فهي كثرة التشكيلات العسكرية المكونة من ضباط منشقين وكثرة الخلافات في ما بينها، ووصل الأمر لحد التخوين والضرب والشتم (حادثة حصلت بين رياض الأسعد ومصطفى الشيخ).
ولعل أكبر خطأ ارتكبه المقاتلون، هو تمركزهم في الأحياء السكنية داخل المدن، في حين أن كل النظريات والتجارب العسكرية السابقة تقول إن أسلوب حرب الشوارع أو «الكر والفر» هو الأنسب في مثل هذه الحالات. ويضيف ياسين أن «الحاضنة الاجتماعية للجيش الحر في حلب المدينة لم تكن هي ذاتها في باقي المدن، ومع بداية إعلان ما سمي معركة تحرير حلب بدأ الناس بالتذمر من وجود المقاتلين في المدينة»، شارحاً أن «الذي حدث مؤخراً أن الأحياء المحررة التي كانت حاضنة اجتماعية للمقاتلين بدأت هي أيضاً بالتذمر… أما الطامة الكبرى فهي حين بدأت الاشتباكات تقترب من أحياء حلب القديمة والتاريخية».
ولذلك، يعتبر ياسين أنه «على كل الكتائب والألوية العاملة في المدينة أن تراجع استراتيجيتها العسكرية، خصوصاً في ما يتعلق بموضوع تحرير أحياء جديدة… فكل حي محرر هو مشروع حي مدمّر… يكفينا وهم وانتصارات إعلامية، ويجب عدم دخول أي حي جديد وإعادة النظر في التمركز الدائم في كل الأحياء». ويخلص إلى القول «لست عسكريا لكن من يعتقد أننا سنهزم النظام بالإمكانات الحالية هو شخص واهم وحالم… رياض الأسعد منذ عدة أيام قال إنه غير مسؤول عن معركة تحرير حلب ولا علم له بها… والعقيد عبد الجبار العكيدي الذي أعلن بدايتها لا وجود له على أرض المعركة في حلب»، متسائلاً «هل باستطاعة أحد أن يدلني على مكان آمن في سوريا؟ لا يوجد ولا حتى مئة متر مربع آمنة من قصف وإجرام النظام… انظروا إلى حمص ودير الزور… فأخبار حمص خلال اليومين الماضيين تدمي القلوب، من خلافات بين الكتائب على أمور تافهة، وتنسيق يكاد يكون معدوما». ويضيف «استقيظنا اليوم على خبر تحرير المعرة وغداً سنسمع عن المذابح وتدمير المعرة بالطيران».
في المقابل، تعتبر الناشطة الحقوقية رزان زيتونة أن «التذمر والضيق يزيد بين الأهالي والنشطاء، إلى حد وصل فيه الأمر إلى خروج تظاهرات في عدة مناطق تهتف هذه المرة من أجل إصلاح الجيش الحر نفسه وسلوكياته وتعامله مع المدنيين وبين عناصره وكتائبه».
فبالنسبة لزيتونة «لم يعد مفيدا القول ان هذه الكتيبة أو تلك المجموعة تتسلق على الثورة وتنتحل اسم الجيش الحر»، وتشرح أن «الانتهاكات والممارسات الخاطئة موجودة، بوضوح ضمن الكتائب والألوية المعروفة بالاسم، ولكن حتى تلك الدخيلة، لم يعد من المفهوم تركها تمارس عمليات التشبيح والإذلال للأهالي، فضلاً عن الأخطاء الفادحة في القرارات العسكرية، في الأماكن التي فيها كتائب للجيش الحر». وتضيف «يكاد يكون ليس للمجالس العسكرية في أي مكان أية سلطة تذكر على كتائبها وقادتهم، وليس لهؤلاء سلطة تذكر على عناصرهم. أما الدعم المتأخر الذي بدأ بالوصول، لا يزال فوضوياً، ويتحرك بين الأيدي عشوائيا وغير مدروس وتقوم المحسوبيات وبناء التبعيات، فيه بدور كبير»، شارحة أن «الكثير من الكتائب نظيفة الأخلاق، واليد، والنيات، تُترك من دون أي دعم يذكر، وتبقى عاجزة عن مواجهة سلبيات الكتائب الأخرى».
في المقابل، تُدعم كتائب المتطوعين على حساب العسكريين المنشقين، والكتائب «المؤدلجة» على حساب تلك التي ليس لها ولاء إلا للوطن، و«هي فوضى تنذر بالكثير من السوء»، بحسب زيتونة التي تقول «أردنا الاعتراف أم فضلنا دفن رؤوسنا في الرمال».
ويزيد على ذلك كله، وفقاً لزيتونة «السياسة الممنهجة التي يتبعها النظام في التدمير العشوائي لمنازل وممتلكات الأهالي، وحرق الأسواق ونهبها، والتنكيل البشع بالسكان، ما يدفعهم إلى طلب رحيل العناصر المسلحة عن مناطقهم». وقد حصل ذلك في أكثر من منطقة ومدينة من ريف دمشق إلى درعا وغيرها.
وتعلق رزان الحاصلة مؤخراً على جائزة «مؤسسة ابن رشد» للفكر الحر في برلين، «أنا لست خبيرة عسكرية، ولا أعرف إمكانية أن ينتقل عناصر الجيش الحر إلى خارج المدن ليكفوا شر النظام عنها، ولا أبدي رأيا في ذلك»، ولكن «على الجيش الحر أن يعي جيداً ما يخضع له المدنيون من ضغوط هائلة، من خسارات لا توصف في الأرواح والممتلكات. وأن يساعدهم على تجاوز هذه الضغوط، أن يعود جزءاً منهم كما سبق وانبثق عنهم، حتى أنهم كانوا حاضنته لأشهر عديدة». وتضيف الناشطة المقيمة في دمشق «ذلك لن يكون باستمرار تجاهل شكاواهم من سلوك الكثير من عناصره وكتائبه. ولن يكون باستمرار تجاهله عدم وجود حد أدنى من التنظيم والتناغم بين كتائب المنطقة الواحدة، وعدم وجود حد أدنى من القواعد الأخلاقية والقانونية المعلنة التي يلزم عناصرهم بالالتزام».
وفيما ينتشر التململ تدريجياً من آلية عمل «الجيش الحر»، لا يتردد الكثير من أنصار المعارضة المسلحة بالدفاع عنها، بل التهجم على كل من يكشف عن أخطائها الفادحة، ويطالب بتنظيم عملها وتحمل مسؤوليتها، واصفين كل من يتحدث بذلك بـ«المُنظر الإلكتروني»، على اعتبار أن ما يحدث لا يمثل سوى أخطاء فردية لا أهمية للتركيز عليها.
كما أنهم يطالبون بالعمل معهم على الأرض، متناسين أن جزءاً كبيراً من مقاتلي «الجيش الحر» يصم أذنيه عن كل ما يتم الحديث عنه. وتصر كتائب أخرى على الاستعراض الإعلامي، وإعطاء أوهام انتصارات إعلامية تحت راية أن كل شيء مباح في الحرب، لتبدو الصورة في سوريا غاية في المرارة بين التفجيرات وشلالات الدماء من جهة، وبين من اتبع لغة التخوين والإقصاء واستخدام شعارات ثار السوريون أنفسهم ضدها.
أردوغان أمر شخصياً باعتراض الطائرة السورية
محمد نور الدين
نجحت سوريا وروسيا في إحراج تركيا وحشرها في الزاوية عبر البلبلة التي رافقت إجبار الطائرة السورية الآتية من موسكو على الهبوط وتفتيشها. وساهم الغموض في تصريحات المسؤولين الأتراك، ولا سيما وزير الخارجية احمد داود اوغلو وعدم الجزم في طبيعة المحتويات، في تعميم هذه البلبلة، بحيث لم تكشف أنقرة حتى الآن عن طبيــعة المحتويات المصادرة، ما يلــقي ظلالا من الشك على ما يمكن أن تعرضه الحكومة لاحقا، خصوصا أن ما تسرب لا يتصل بصورة مباشرة بأسلحة متعارف عليها.
وتساءلت وسائل إعلام تركية عما إذا كان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان ضحية معلومات استخباراتية خادعة، أوقعته في فخ إجبار الطائرة السورية على الهبوط. وهنا تتعدد التكهنات حول المصدر الاستخباراتي بين الاستخبارات التركية أو الأميركية أو حلف شمال الأطلسي.
ونظرا لحساسية الموضوع، وكون الطائرة تقل روسا ومعدات روسية، فإن مثل هذه العملية تطلبت أمراً مباشراً من أردوغان شخصيا، وهو ما حصل في النهاية بحيث أن أردوغان هو من يتحمل تبعات هذه العملية.
واعتبر كثر أن عملية إجبار الطائرة على الهبوط وتفتيشها كانت خطأ ثقيلا من جانب تركيا تجاه روسيا، التي تحظى معها بعلاقات ممتازة، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي. وإذا كان الخلاف عميقا حول سوريا، فذلك لا يبرر تخريب العلاقات مع روسيا من أجل ما يمكن أن يكون معدات عسكرية، تستطيع روسيا نقلها الى سوريا بوسائل أخرى أكثر سهولة.
ويرى المراقبون الأتراك أن أول نتيجة سلبية للحادثة هي إرجاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته إلى أنقرة. ويرى متين منير في صحيفة «ميللييت» أن خطوة تركيا في تفتيش الطائرة لا تمت بصلة إلى العقلانية في العلاقة مع سوريا. وقال «حيث هناك عقلانية لا يمكن أن تجد وزير الخارجية احمد داود اوغلو الذي سارع إلى القول في الثواني الأولى إن الحادثة لن تؤثر على العلاقات التركية ـ الروسية».
واعتبر منير انه من الواضح انه لم يكن هناك سلاح في الطائرة، ولو افترضنا وجوده فهل يبرر تخريب العلاقات مع روسيا؟ وقال إن «لعبة الشطرنج، التي تتطلب الكثير من العقل، قد تجاوزت داود اوغلو، الذي تصرف مثل صبي بقوله إن الحادثة لن تؤثر على العلاقات مع روسيا. داود اوغلو يحب الضجيج والضوضاء».
واعتبر أن داود اوغلو نقل تركيا من «سياسة صفر مشكلات مع الجيران إلى سياسة مشكلات بلا حدود (على غرار أطباء بلا حدود) مع الجيران وبسرعة فائقة. إنها سياسة أوسين بولت (بطل العالم الجامايكي في سباق المئة متر في أولمبياد لندن). لقد وصلنا إلى حافة الحرب مع سوريا والعلاقة مع إيران فاجعة، ومع العراق كارثة. واليوم يضيف داود اوغلو روسيا الى القائمة. وهكذا تحولنا من بلد مرشح قبل سنتين للدخول الى الاتحاد الأوروبي الى بلد شرق أوسطي، يستيقظ كل يوم على خبر مفجع وبعيد عن العقلانية ومستعد للحروب».
وينتقد محمد علي بيراند في صحيفة «بوسطه» سياسة تركيا الخارجية تجاه سوريا. ويقول إن أكبر خطأ ترتكبه أنقرة أن تدخل إلى سوريا بخيط حلف شمال الأطلسي. ولاحظ أن حلف شمال الأطلسي يطلق تصريحات مشجعة، لكنها لفظية مجاملة لعضو في الحلف حيث ان القرار النهائي هو للولايات المتحدة. وقال «إذا خرجنا إلى سوريا بخيط الأطلسي فسنجد أنفسنا في منتصف الطريق إلى دمشق وحيدين».
الانقسـام السـوري ليس طائفيـاً فحسـب تصـدعات أيديولوجيـة داخـل المعارضـة
يرجع العديد من المحللين الصراع القائم في سوريا إلى معادلة واحدة بسيطة هي الأزمة بين العلويين والسنة. ولكن هذه المعادلة ليست سوى فكرة سطحية لما يدور فعلاً على الأرض السورية بين صراع طائفي أو حرب أهلية، أو خلاف أيديولوجي بين اليمين واليسار، أو مطالب شعبية أو تدخل أجنبي.
ففي حين لفتت مجلة «أوبن ديموكراسي» إلى وجود تصدعين آخرين غير مرتبطين بالمسألة الطائفية داخل المعارضة السورية تحديداً، يجب أخذهما في الاعتبار من أجل فهم الأزمة السورية، هما الصراع العلماني الإسلامي، والصراع بين اليمين واليسار، ترى الكاتبة ليندسي غيفورد، في ورقة لمؤسسة «كارنيغي للسلام الدولي»، أن الصراع يتخطى المسألة السنية العلوية، ليمتد إلى مذاهب وإثنيات معقدة تشكل المجتمع السوري.
وبحسب «أوبن ديموكراسي»، «يمكن تقسيم المعارضة في سوريا، إلى معسكرين»، فمن جهة هناك «المجلس الوطني السوري» في اسطنبول، المعترف به دولياً، ويتشكل أساساً من جماعة «الإخوان المسلمين»، ومن ليبراليين مستقلين.
أما المعسكر الآخر، فيتألف أساساً من مجلسين علمانيين يساريين، هما «هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي»، و«المنتدى الديموقراطي السوري»، وهما «يعاديان النظام ويهدفان إلى إقصائه عن السلطة. إلا أنهما، على عكس المجلس الوطني، لا يريدان إنهاء كل التشكيلات القائمة للنظام الحالي، بل يشددان على الحاجة إلى الحفاظ على الدولة السورية»، والإطاحة بالديكتاتورية، لأن «انهيار الدولة سيوصل إلى فوضى بين الإسلاميين والعلمانيين»، بحسب المتحدث باسم «المنتدى الديموقراطي» ميشال كيلو. لذلك، فتلك الشخصيات المعارضة تريد الحفاظ وتقوية المؤسسات العلمانية داخل الدولة.
هذا البعد من الصراع لا يمكن تفسيره وفق المنظور السني. فموقف «المجلس الوطني السوري»، لا يمكن فهمه على أنه مطلب جماعي للسنة، بل إنه يعكس رغبة «الإخوان المسلمين» في العودة إلى سوريا. وبالتالي فإن إشكالية التدخل العسكري مقابل الحل التفاوضي لا يمكن فهمها من منظار الانتقام الطائفي، بل من منطلق الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين.
أما الصدع الآخر المهمل في تحليل الوضع السوري، فهو «الصراع بين اليمين واليسار». ففي «المجلس الوطني»، يوجد أشخاص ذوو ميول علمانية، ما يطرح تساؤلاً «لماذا لم ينضم هؤلاء إلى المعسكر العلماني اليساري»، ويكمن الجواب، بحسب المجلة، في «الشقاق اليساري اليميني».
ويقارن مراقبون بين «الإخوان المسلمين» في سوريا وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، «حيث يشترك الإثنان في تبني سياسات ليبرالية مدموجة بنظرة دينية محافظة». ويرى أعضاء «المجلس الوطني» الليبراليون أنفسهم كيمين وسط، لذلك «يشعرون بالراحة أكثر في التحالف مع الإخوان… حيث يعتقدون أنهم يشاركونهم خلفية سياسة كافية للعمل معاً في تحالف واحد».
إلى ذلك، فإن التناقض الواضح في النظرة الاقتصادية لمستقبل سوريا، بين «المجلس الوطني» والإسلاميين من جهة، واليساريين العلمانيين من جهة ثانية، يشكل بعداً آخر للصراع السوري.
وللعلاقات الخارجية دور كبير في تعميق الصدع بين اليسار واليمين داخل المعارضة السورية. فـ«المجلس الوطني» مدعوم بشكل واضح من قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي. ويعترف عضو «المجلس الوطني» سمير النشار بأن الدعم المالي الذي تقدمه تلك الدول لا يأتي سوى مع شروط تحد من استقلاليته. لكنه يبرر ذلك بكونه «ليبرالياً يدعم الانفتاح، وبالتالي فإنه لا يمكن تجنب الانفتاح السياسي والاقتصادي في سوريا وخارجها، نظراً للعولمة التي نعيش في ظلها».
على العكس من ذلك، لدى المعسكر العلماني اليساري موقف مغاير من دور الدعم الخارجي. وعبر المصطلحات المعادية للإمبريالية، يعارض أي تدخل عسكري أجنبي وأي تسليح لـ«الجيش السوري الحر». فهو يشدد على أن الدعم الخارجي ليس عملاً خيرياً، وإن من شأنه أن يعرّض استقلال سوريا للخطر. و«هذا الرفض مرتبط بالموقف التاريخي لليسار العربي».
ومن هنا، يبدو واضحاً أن تعقيدات المعارضة السورية لا يمكن إجمالها في شقاق طائفي مبسط، مع أنه يتوقع لسوريا مواجهة تحديات طائفية خطيرة.
وهذه التحديات الطائفية تكمن، بحسب غيفورد، في التنوع المذهبي والإثني التاريخي في سوريا، فضلاً عن العلويين، والسنة، هناك الدروز، والإسماعيليون، والمذاهب المسيحية المختلفة من الروم الأرثوذكس، والروم الكاثوليك، والبروتستانت، حتى أن «بعض القرى المسيحية لا تزال تتحدّث اللغة الآرامية».
كذلك، «تتداخل الإثنية واللغة والمذهب لدى مجموعات مثل الأرمن الذين ينتمون إلى الطائفة الأرثوذكسية الأرمنية، والأكراد الذين ينتمون في غالبيتهم إلى الطائفة السنّية».
وتلفت الكاتبة إلى تقرير أوردته صحيفة «نيويورك تايمز»، يشير إلى أن «الأولاد السوريين في مخيّمات اللاجئين ينظرون إلى النزاع من منظار مذهبي شديد الوضوح، ويسعون إلى الثأر لإخوتهم السنّة عبر الانتقام من العلويين»، كما «يشتبه عمّال الإغاثة في أن العلويين في المخيمات يخفون هويتهم الحقيقية خوفاً على حياتهم».
ولكن الخطر يزداد مع محاولات جر المجموعات الأخرى إلى الصراع، «فقد وُصِفَت التفجيرات بالسيارات المفخّخة التي شهدتها ضاحية جرمانا ذات الأكثرية الدرزية في 28 آب الماضي، بأنها محاولات صفيقة لزرع المخاوف بين الطوائف والمذاهب».
والأمر لا يقتصر على التنوع المذهبي والإثني، بل إن تلك «الأقليات تحمل إرث مؤسّساتها السياسية والعسكرية والاجتماعية التي تمتعت تاريخياً بالاستقلال الذاتي وكانت تنضوي ضمن مناطق جغرافية معينة، الأمر الذي جعل منها قوى اجتماعية تنظيمية».
لذلك، «من غير المفاجئ أنه كلما كان يحدث فراغ في السلطة في سوريا، كانت سياسة الهوية تؤدّي في معظم الأحيان دوراً أساسياً في توليد الأيديولوجيات والهيكليات».
(«السفير»)
الإبراهيمي يجتمع بالملك السعودي وينتقل إلى اسطنبول للقاء داود أوغلو
تحـرّش جـوي تركـي جديـد والأسـد ينتقـد أنقـرة
تزايد التوتر بين تركيا من جهة وروسيا وسوريا من جهة ثانية أمس، بعد إعلان موسكو، اثر اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي الروسي برئاسة فلاديمير بوتين، أن الأجهزة التي صادرتها السلطات التركية من الطائرة السورية، عبارة عن معدات رادار مشروعة وليست «ذخيرة» كما أعلنت أنقرة، فيما أجبرت طائرة حربية تركية طوافة سورية على الابتعاد عن قرية حدودية استولى عليها المسلحون.
في هذا الوقت، بحث الملك السعودي عبد الله مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في جدة، السبل الكفيلة بإنهاء العنف في سوريا، فيما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن تركيا، التي يزورها الإبراهيمي اليوم، تسعى إلى شرعنة دعمها للمجموعات المسلّحة في سوريا من خلال اتهامها دمشق بدعم «حزب العمال الكردستاني».
وواصل المسلحون توسيع هجماتهم على المواقع الإستراتيجية للقوات النظامية السورية في محافظتي إدلب وحلب. وتواصلت المعارك العنيفة في محيط مدينة معرة النعمان في ادلب التي سيطر عليها المسلحون
قبل أيام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، إن المسلحين «شنّوا هجوما على كتيبة للدفاع الجوي في قرية الطعانة على طريق حلب الرقة، وتمكنوا من السيطرة على جزء منها». وقالت مصادر في المعارضة إن «جبهة النصرة» الاسلامية المتشددة ساعدت في الهجوم على الكتيبة. وأضاف المرصد «أدت أعمال العنف إلى سقوط 96 قتيلا بينهم 28 مدنيا و27 مقاتلا معارضا». (تفاصيل صفحة12)
وفي مؤشر جديد على استمرار التوتر على الحدود السورية ـ التركية، قال مسؤول تركي إن مقاتلة حربية أقلعت من ديار بكر لإبعاد طوافة سورية اقتربت من الحدود بين البلدين. وأضاف «الجيش السوري أرسل هذه المروحية لقصف بلدة عزمارين السورية التي سقطت في أيدي الثوار السوريين». وقالت مصادر عسكرية تركية لصحيفة «حرييت»، إن «أعداد الدبابات المنتشرة على الحدود مع سوريا وصلت إلى 250 دبابة، إضافة إلى المدفعية».
وقال الرئيس السوري بشار الأسد، في الجزء الثاني من مقابلته مع صحيفة «ايدينلنك» التركية نشر أمس، «سوريا لا تدعم حزب العمال الكردستاني، والحكومة التركية تطلق هذه الاتهامات من اجل شرعنة دعمها للمجموعات المسلحة»، مشيرا إلى انه يوجد بين الإرهابيين الذين يقتلون في سوريا عدد كبير من الأتراك.
وأضاف «عندما كانت علاقاتنا جيدة مع تركيا لم توجه لنا اتهامات بدعم حزب العمال الكردستاني. وعندما ظهرت مشكلات مع الحكومة التركية، عملت تركيا على دعم المجموعات المسلحة التي ارتكبت جرائم في سوريا وأسالت الدماء وبدأت بإثارة مثل هذه المزاعم لكي تستقطب دعم الرأي العام التركي لهذه المجموعات. وأنا لا اعتقد أن الشعب التركي يمكن أن يصدق هذه المزاعم».
الإبراهيمي في جدة
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الملك عبد الله والإبراهيمي بحثا، في جدة، «الأوضاع الراهنة في سوريا والسبل الكفيلة بإنهاء جميع أعمال العنف ووقف نزيف الدم وترويع الآمنين وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا».
وقال المتحدث باسم المبعوث الدولي احمد فوزي، في بيان، إن المباحثات تطرقت إلى «السبل الكفيلة بوقف إراقة الدماء» في سوريا. وأضاف ان «الأوضاع تزداد تدهورا يوما بعد يوم» مشيرا الى «عذابات الشعب السوري التي لا مثيل لها».
وتابع ان الملك والإبراهيمي أكدا «ضرورة تقديم مساعدات انسانية لحوالى 2,5 مليون نازح» واكثر من 350 الف لاجئ في دول الجوار. وأشار الى استعراض «المشاورات التي يجريها الإبراهيمي مع الحكومة السورية والمعارضة». وعبّر عن قناعته بأن «الوضع المؤسف لا يمكن إنهاؤه بالوسائل العسكرية إنما بعملية سياسية تستجيب للتطلعات المشروعة للشعب السوري».
وينتقل الإبراهيمي من جدة إلى اسطنبول اليوم، حيث يلتقي وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. وقال مصدر ديبلوماسي، في انقرة، إن الإبراهيمي سيبحث مع الوزير التركي «كل أوجه» النزاع السوري.
لافروف
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الطائرة السورية، التي أجبرتها طائرات حربية تركية على الهبوط في أنقرة قبل يومين، كانت تنقل معدات رادار «مشروعة».
وقال لافروف، في بيان للكرملين صدر بعد اجتماع لمجلس الأمن الروسي برئاسة بوتين خصص للوضع في سوريا، إن «الطائرة كانت تنقل شحنة مشروعة من مورد روسي شرعي يقوم بتسليمها بطريقة شرعية إلى زبون شرعي»، موضحا أنها «معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار». وأضاف «إنها معدات فنية كهربائية من اجل محطات الرادار، وهي ذات استخدام مزدوج (عسكري ومدني) ولكنها ليست ممنوعة بموجب أي اتفاقية دولية».
وأشار لافروف إلى أن «الوثائق المرافقة للحمولة تمت صياغتها وفقا لكل الإجراءات المطلوبة. ويعد نقل مثل هذه الحمولات على متن طائرات مدنية من الممارسات العادية، وما يؤكد هذا الأمر هو أن السلطات التركية اقترحت على الطاقم إما تغيير المسار أو الهبوط في أنقرة، وذلك قبل دخول الطائرة للأجواء التركية. وقام قائد الطائرة بالهبوط، لأنه كان يعرف بأنه لا يعمل أي شيء مخالف للقانون».
وأكد لافروف أنه «لم يكن هناك، ولا يمكن أن يكون هناك، أي سلاح على متن هذه الطائرة»، موضحا أن «الشركة الموردة (للأجهزة) ستطالب باستعادة الحمولة التي هي ملكها. ونحن بانتظار رد الجانب التركي على طلبنا بتوضيح أسباب رفض السماح للديبلوماسيين الروس اللقاء مع مواطنينا الموجودين على متن الطائرة».
واتهمت واشنطن موسكو باتباع «سياسة أخلاقية مفلسة». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، في بيان، إنها «قلقة جدا» من مواصلة إرسال روسيا «معدات عسكرية» إلى دمشق. واعتبرت أن الشحنة تعتبر شرعية لأن روسيا والصين رفضتا ان يصدر مجلس الأمن قرارا بوضع عقوبات على سوريا.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب،
رويترز، ا ش ا)
10 جنود سوريين يلجأون إلى تركيا هرباً من هجوم للمعارضة
أنقرة- (يو بي اي): أفادت صحيفة (زمان) التركية السبت بأن 10 جنود سوريين لجأوا إلى تركيا هرباً من كمين نصبته مجموعة من مسلحي المعارضة بالقرب من الحدود التركية- السورية ليل أمس.
وقالت الصحيفة إن مقاتلي المعارضة نصبوا كميناً للجنود السوريين على نقطة بالقرب من الحدود، وبمواجهة خطر القبض عليهم من قبل مقاتلي “الجيش السوري الحر”، عبر 10 جنود الحدود وسلموا أنفسهم لقوى الأمن التركية.
وقدّم طاقم طبي تركي الرعاية للجرحى منهم.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تحددها أن الجنود سيُعادون إلى سوريا من نقطة آمنة.
دمشق ترحب باقتراح لافروف إقامة آلية للتواصل الأمني بين سوريا وتركيا
دمشق- (يو بي اي): رحبت وزارة الخارجية السورية السبت، باقتراح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إقامة آلية للتواصل الأمني بين سوريا وتركيا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن بيان لوزارة الخارجية أنها ناقشت مع السفير الروسي في دمشق استعدادها لإنشاء لجنة أمنية مشتركة بين سورية وتركيا، مشيرة أن مهمة هذه اللجنة هو آلية لضبط الأوضاع الأمنية على جانبي الحدود المشتركة.
وكان لافروف، أعلن الأربعاء الماضي، إن دمشق وأنقرة مستعدّتان لإقامة خط اتصال مباشر، وقال للصحافيين عقب كلمة ألقاها أمام مجلس الاتحاد الروسي، إن “التجربة تشير إلى أنه عند بدء التوترات فإن الطريقة الأفضل لإزالتها هي إنشاء خط اتصال مباشر. وأنا أعلم أن تركيا وسوريا مستعدّتان لذلك”.
وأضاف “ستكون أبسط طريقة لإزالة سوء التفاهم. ونحن مهتمون بأن يكون هناك قناة تواصل وسنشجع الشركاء على تحقيق ذلك”.
وتشهد الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا توترا ،منذ بدء الاضطرابات في سوريا في مارس/ آذار من العام الماضي، ارتفعت حدته من خلال زيادة التوتر العسكري بين الطرفين بعد سقوط قذائف من الجانب السوري على قرى تركية. وتتهم سوريا الحكومة التركية بفتح حدودها لدخول المسلحين وتأمين الدعم العسكري والمادي لهم ،وبالدعوة الى إقامة منطقة عازلة في سوريا.
واشنطن تتحدث عن جهود بذلت قبل الأزمة السورية لدعم الاتصالات بين دمشق وتل أبيب
واشنطن- (يو بي اي): قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن جهودا بذلت قبل اندلاع أعمال العنف في سوريا، من أجل دعم الاتصالات بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين.
وأضافت نولاند رداً على سؤال حول تقرير إعلامي نشر في إسرائيل أشار إلى أن الولايات المتحدة حاولت التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا قائلةً “كما تعلمون، كان هدفنا دائماً تحقيق سلام شامل بين إسرائيل وكافة جيرانها”، وتابعت “قبل اندلاع أعمال العنف في سوريا، بذلت جهود لمحاولة دعم اتصالات بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين، وكان هذا جزء من عمل (المبعوث الأمريكي) جورج ميتشل”.
وقالت “في ظلّ الوضع الحالي في سوريا، هذا ليس شيئاً يمكننا الاستمرار في العمل عليه”.
وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية أفادت الجمعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق خلال مفاوضات غير مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد على انسحاب إسرائيلي كامل من هضبة الجولان مقابل سلام كامل، لكن هذه المفاوضات انتهت بسبب اندلاع الأزمة السورية في بداية العام الماضي.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بدءا في خريف العام 2010 في إجراء مفاوضات مع الأسد بوساطة الدبلوماسي الأمريكي فريد هوف وتحت غطاء سري بالغ.
كلينتون: على أمريكا احتضان الربيع العربي رغم المخاطر
واشنطن- (رويترز): قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجمعة إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تنظر إلى أبعد من العنف والتطرف اللذين اندلعا بعد ثورات الربيع العربي وأن تزيد الدعم للديمقراطيات الناشئة في المنطقة من أجل صيلغة الأمن على المدى البعيد.
وقالت كلينتون إن واشنطن لا يمكن أن تردعها “أعمال عنف ترتكبها عدد صغير من المتطرفين”.
وتسعى وزيرة الخارجية إلى تعزيز سياسة إدارة أوباما تجاه الشرق الأوسط بعد موجة من العنف المعادي للولايات المتحدة وهجوم قاتل في الشهر الماضي على البعثة الأمريكية في بنغازي بليبيا.
وقالت في كلمة أمام مركز الدراسات الاستراتيجيةوالدولية وهو مركز أبحاث في واشنطن “ندرك أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بإدارة هذه التحولات ومن المؤكد أنه لسنا نحن المعنيين بكسبها أو خسارتها.
“ولكن يتعين علينا أن نساند أولئك الذين يعملون كل يوم على تقوية المؤسسات الديمقراطية ويدافعون عن الحقوق العالمية ويسعون من أجل نمو اقتصادي شامل. ذلك سيؤدي إلى شركاء أكثر قدرة وأمنا أكثر دواما على المدي البعيد”.
وأصبح الاضطراب في الشرق الأوسط وقودا لحملة انتخابات الرئاسة الأمريكية حيث يسعى المرشح الجمهوري ميت رومني إلى تصوير الرئيس باراك أوباما باعتباره رئيسا غير فعال ترك الولايات المتحدة معرضة للمخاطر في وقت أزمة دولية.
وركز رومني والجمهوريون على هجوم بنغازي الذي وقع يوم 11 سبتبمر أيلول وقتل فيه السفير الأمريكي كريس ستيفنس وثلاثة أمريكيين آخرين ويتهمون إدارة أوباما بالتقصير الأمني والمخابراتي فيما يصفه المسؤولون الآن بأنه هجوم إرهابي.
واشارت كلينتون إلى أن تحقيقا رسميا يجرى بشأن حادث بنغازي وتعهدت بأن الولايات المتحدة ستتعقب المسؤولين عن الهجوم.
ولكنها أكدت أنه يتعين على الدبلوماسيين الأمريكيين التعامل مع عالم يكتنفه الغموض وخطر لتعزيز المصالح الأمريكية وحمايتها. وقالت “لن نستطيع أبدا منع كل أعمال العنف أو الإرهاب أو تحقيق الأمن الكامل. لا يستطيع ناسنا أن يعيشوا في ثكنات ويؤدوا أعمالهم”.
واعترفت كلينتون بأن الاضطراب السياسي في ليبيا واليمن وصعود الأحزاب السياسية إلى السلطة في مصر وتونس وتوسع الأزمة في سوريا جميعها اختبارات للقيادة الأمريكية ولكنها قالت إن توسيع التواصل لا تقليصه هو الطريق الوحيد للمضي قدما.
وقالت “بالنسبة للولايات المتحدة فإن دعم التحولات الديمقراطية ليست مسألة مثالية وإنما ضرورة استراتيجية”.
وأشارت إلى “الوعد المتوهج للربيع العربي” من خلال رد الفعل ضد لاجماعات المتطرفة في ليبيا وتونس وقالت إنه في حالات كثيرة فإن المجتمعات العربية التي جرى تمكينها حديثا تدافع عن المبادئ السلمية والتعددية والديمقراطية.
وأشارت كلينتون إلى التحدي في مصر حيث وقعت اشتباكات اليوم الجمعة بين الليبراليين والإسلاميين في أول أعمال عنف في الشوارع منذ وصول الرئيس محمد مرسي إلى السلطة في يونيو حزيران مما أسفر عن سقوط أكثر من 100 مصاب.
وقالت “ندعم الشعب المصري في سعيه من أجل الحريات الشاملة والحماية.
“الوضع الداخلي في مصر يعتمد على العلاقات السلمية مع جيرانها وكذلك على الاختيارات التي يتخذونها في الداخل وما إذا كانوا يوفون بوعودهم لشعبهم”.
وخصصت إدارة أوبما نحو مليار دولار لمساعدة البلدان التي شهدت ثورات الربيع العربي وطلبت من الكونجرس 770 مليون دولار أخرى في صندوق مخصص لتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية محددة.
لكن النواب الجمهوريين ما زالوا قلقين ويشيرون إلى أوجه الغموض السياسية في المنطقة والحاجة إلى إجراء حسابات بحذر في مرحلة تشهد عجزا في الميزانيات يتزايد بسرعة.
وحثت كلينتون النواب على الإفراج عن الأموال وأشارت إلى برامج ترعاها الولايات المتحدة وشراكات أمنية قالت إنها قد تعزز المكاسب الديمقراطية وتزيد الضغوط على الجماعات المتطرفة.
وقالت “كان يتعين دائما أن تكون الرؤية واضحة لدينا فيما يتعلق بخطر التطرف العنيف. لم يكن لعام من التحول الديمقراطي أن يصرفنا قط عن مكامن التشدد التي تراكمت خلال عقود من الدكتاتورية”.
واشنطن: الدعم الروسي لسوريا يفتقد إلى الاخلاقية
واشنطن- (ا ف ب): اعتبرت الخارجية الامريكية الجمعة ان الدعم الروسي لسوريا “يفتقد إلى الاخلاقية”، في تعليق على اعتراض تركيا لطائرة مدنية سورية كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق وتنقل معدات عسكرية.
وأكد رئيس الوزراء التركي الخميس أن الحمولة التي تمت مصادرتها الاربعاء على متن طائرة (ايرباص ايه 320) تابعة لشركة السورية للطيران وكانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق، تتضمن “معدات وذخائر موجهة لوزارة الدفاع السورية”.
وعقب تصريحات اردوغان، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة ان الطائرة السورية كانت تنقل “معدات رادار مشروعة” بالكامل.
واقرت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند بان روسيا لم تنتهك اي حظر على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الا انها اعتبرت ان “السياسة (الروسية في الملف السوري) تفتقد الى الاخلاقية”.
وتتواجه واشنطن وموسكو منذ اشهر بشأن الملف السوري، اذ يأخذ الامريكيون على الروس استخدامهم ثلاث مرات لحق النقض (الفيتو) مع الصينيين لمنع اصدار قرارين في الامم المتحدة يهددان النظام السوري بعقوبات.
واكدت نولاند ان “كل (الاعضاء) الاخرين في مجلس الامن يقومون بما في وسعهم بشكل احادي كي يتأكدوا من ان نظام الاسد لا يحظى باي دعم خارجي”. واضافت “نقول منذ قرابة العام ان اي بلد مسؤول يجب الا يساعد الة الحرب لنظام الاسد”.
حرب كلامية بين انقرة ودمشق وموسكو
تصعيد هجمات المعارضين حول نقاط استراتيجية في سورية وخسائر فادحة للقوات النظامية
دمشق ـ بيروت ـ انقرة ـ وكالات: صعدت المجموعات المقاتلة المعارضة في سورية الجمعة هجماتها على نقاط استراتيجية للقوات النظامية في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال)، في وقت سجل فيه حادث جديد على الحدود السورية التركية ابقى على التشنج قائما بين البلدين.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة ان الطائرة السورية التي اعترضتها تركيا كانت تنقل معدات رادار ‘مشروعة’.
وقال لافروف ان ‘الطائرة كانت تنقل شحنة مشروعة من مورد روسي شرعي يقوم بتسليمها بطريقة شرعية الى زبون شرعي’، موضحا انها ‘معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار’ وذلك في بيان للكرملين صدر في اعقاب اجتماع لمجلس الامن الروسي خصص للوضع في سورية.
واضاف ‘انها معدات فنية كهربائية من اجل محطات الرادار، وهي ذات استخدام مزدوج (عسكري ومدني) ولكنها ليست ممنوعة في اي اتفاقية دولية’.
واكد الوزير الروسي على انه ‘لم يكن هناك ولا يمكن ان يكون هناك اي سلاح على متن هذه الطائرة’.
وفي مؤشر جديد على استمرار التوتر على الحدود السورية التركية، قال مسؤول تركي رفض كشف اسمه ان مقاتلة حربية اقلعت من دياربكر (جنوب شرق) لابعاد مروحية سورية اقتربت من الحدود بين البلدين.
واوضح ان الجيش السوري ارسل هذه المروحية لـ’قصف بلدة اسمرين السورية التي سقطت في ايدي الثوار السوريين’.
ويأتي هذا الحادث بعد ارغام انقرة طائرة مدنية سورية قادمة من موسكو على الهبوط في احد مطاراتها، ومصادرة اسلحة منها حسبما اعلنت، الامر الذي نفته دمشق.
ميدانيا، قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي شرقي حلب الجمعة في حين اشتبكت القوات الحكومية مع مقاتلي المعارضة على عدة جبهات في مناطق مختلفة من البلاد. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان مساء الجمعة عن ‘اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط دوار حي الصاخور (في شرق المدينة) الذي تحاول القوات النظامية اقتحامه’ يترافق مع قصف عنيف.
وادت اعمال العنف الجمعة الى سقوط 96 قتيلا بينهم 28 مدنيا و27 مقاتلا معارضا.
في الوقت نفسه، تستخدم القوات النظامية الطيران الحربي في قصف عدد من قرى محافظة ادلب (شمال غرب) وبينها بلدة جرجناز التي شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد منها، بحسب المرصد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة اسر مقاتلون سوريون معارضون 256 عنصرا من قوات النظام خلال اشتباكات استمرت اسبوعا في منطقة ريف جسر الشغور الغربي القريبة من الحدود التركية في محافظة ادلب في شمال غرب سورية.
وقال المرصد في بيان ‘بلغ عدد الاسرى من القوات النظامية الذي اسروا خلال الاشتباكات الدائرة منذ الاسبوع الفائت في بلدة خربة الجوز وقرى اخرى بريف جسر الشغور الغربي، 256 اسيرا بينهم ضباط وصف ضباط’.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان ان الجيش السوري الحر ‘تعهد بمعاملة الجنود المعتقلين كأسرى حرب’.
تغلغل عسكري ايراني وتركي في قلب العالم العربي
صحف عبرية
اثبتت الاحداث في الاسبوعين الاخيرين في الشرق الاوسط مرة اخرى التحولات الجوهرية التي تجري على المنطقة وتغير تماما نظام القوى التي تصوغها. نذكر في هذا السياق المدافع التركية التي اطلقت النار على شمال سورية بعد اطلاق قذائف الرجم على ارضها والتي قتلت عائلة وفيها خمسة اشخاص.
بعد ذلك فوض البرلمان التركي الجيش ان يعمل بريا في داخل سورية ايضا. وفي حين كان تبادل النيران مستمرا بين الجيشين حذر رئيس تركيا عبد الله غول من ان ‘اسوأ سيناريو كنا نخشاه قد اخذ يتشكل’. واضاف رئيس الوزراء الطيب اردوغان قائلا: لسنا بعيدين عن حرب.
ان القوة التركية تلقي ظلها اذا على الدول العربية وفي مقدمتها جارتها من الجنوب سورية. بعد ان بدأت تركيا التعبير عن موقفها بالنسبة لبنية النظام بعد عهد الاسد، عبر وزير الاعلام السوري عن المخاوف العربية ذات الجذور التاريخية من تركيا وزعم انها تسعى الى السيطرة على العالم العربي بتعيين قادته، واحتج الوزير السوري بلغته على الوقاحة التركية قائلا: ‘ليست تركيا هي الدولة العثمانية’.
ينبغي ان نذكر ان العراقيين ايضا اصبحوا يشعرون بقوة الحضور التركي في المدة الاخيرة. واستقر رأي المجلس الوزاري المصغر العراقي في مطلع الشهر على الغاء الاتفاقات مع تركيا التي كانت تُمكّن من وضع قواتها على ارض العراق في الـ 16 سنة الاخيرة.
الى جانب تطورات في الميدان السوري اثارت من جديد مسألة مكانة تركيا في الشرق الاوسط، حصرت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر عنايتها في جهة اخرى من الشرق تسعى الى احراز هيمنة على المنطقة وهي ايران.
فقد نشرت الصحيفة تقريرا عن الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري وكان عنوانه ‘المتحكم بفوضى العراق ما يزال يضايق الولايات المتحدة’. وعلى حسب التقرير الذي اعتمد على مراسلة امريكية داخلية، كان سليماني هو الشخص الايراني الرفيع المنزلة صاحب التأثير في السياسة الداخلية في العراق وفي نقل المساعدة العسكرية الى نظام الاسد.
وفي سياق مشابه اوردت صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية في السنة الماضية تقريرا عن ان سياسيا عراقيا نقل في سنة 2008 رسالة الى الجنرال ديفيد باتريوس كتب فيها: ‘ايها الجنرال باتريوس عليك ان تعلم انني أنا، قاسم سليماني، اسيطر على السياسة الايرانية نحو العراق ولبنان وغزة وافغانستان’. وقد حقق هذا التقرير جزئيا في شهر كانون الثاني/يناير الاخير حينما اوردت وكالة الانباء الايرانية ‘إسنا’ انه في خطبة تناول فيها سليماني لبنان والعراق قال: ‘هاتان المنطقتان تخضعان بطريقة ما لسيطرة الجمهورية الاسلامية الايرانية ونهجها العقائدي’. وفي الشهر الماضي اعترفت ايران لاول مرة بأن ناشطين من قوة القدس وضعوا في لبنان وسورية.
ولما كان الامر كذلك فان شهادات مختلفة تدل على تغلغل عسكري أخذ يقوى ويزداد عمقا لتركيا ولايران الى قلب العالم العربي. وقد افضى هذا التطور الى تغيير وجه منظومة عوامل القوة في الشرق الاوسط.
في مدى اكثر الفترة منذ كانت الحرب العالمية الثانية اعتاد المفكرون والساسة في العالم العربي القاء ذنب عدم التقدم في بلادهم على وجود قوى ‘الاستعمار الغربي’ التي دخلت الشرق الاوسط لاول مرة مع غزو نابليون لمصر في سنة 1798. وبعد ان غادرت فرنسا الجزائر في 1962 واعلنت بريطانيا انسحابا من شرق السويس في 1968، اصبح الامريكيون هم القوة الغربية الوحيدة الباقية في المنطقة.
يسود الشرق الاوسط الآن تقدير ان الولايات المتحدة توشك ان تخرج قواتها من المنطقة كما فعلت بريطانيا وفرنسا قبلها. لكن العالم الغربي المعني بأن يتولى مصيره بيده يواجهه تحد لا يستهان به بازاء تدخل ايران وتركيا الذي أخذ يزداد، وهما القوتان اللتان سيطرتا على المنطقة في الماضي قبل ان ينزل جيش نابليون على سواحل مصر.
لن تعترف ايران وتركيا بأن هذه خططهما لكن يمكن ان نجد اشارات الى ذلك. فقد اتهم منتقدو وزير الخارجية التركي احمد اوغلو بأنه متأثر بـ’الأحلام العثمانية الجديدة’. وفي اكتوبر 2009 قال في سراييفو ان ‘البلقان والقفقاس والشرق الاوسط كانت في وضع افضل حينما كانت تحت الحكم العثماني او التأثير العثماني’.
وفي تناوله للحروب التي نشبت في هذه المناطق قال اوغلو ان ‘تركيا تعود’، واراد بذلك ان يرسل رسالة تقول ان تركيا قد تؤدي دورا اكثر فعالية في هذه الصراعات. تتحدث جهات تركية في الحقيقة عن استعمال ‘القوة اللينة’ لاحراز تأثير لكن حكومتهم تجد نفسها تجر اكثر فاكثر الى خضم الحرب الاهلية في سورية.
كشف عن خطط ايران في انحاء الشرق الاوسط لتدخلها الذي اخذ يزداد في العراق ولبنان وغزة، والتمرد الشيعي في البحرين وتمرد منظمة الحوثيين الشيعية في اليمن والمساعدة التي بذلتها لنظام الاسد لقمع التمرد السني.
وفهمت السعودية ان حرب الولايات المتحدة لنظام صدام حسين في العراق في 2003 ستفضي الى تأثير ايراني في العراق. وشكى الملك عبد الله من ذلك في حضرة شخص امريكي رفيع المستوى قائلا ‘انت مكنت الفرس الصفويين من السيطرة على العراق’.
وتناول الملك السعودي في كلامه الدولة الصفوية التي حكمت ايران من 1501 الى بدء الدخول الغربي الى المنطقة في القرن الثامن عشر. وعلى حسب التصور السعودي فان خروج الغرب من الشرق الاوسط قد يؤدي الى عودة الدولة الصفوية بصورتها الحديثة.
سيكون اهم لتركيا وايران وهما القوتان الكبريان في القرن الثامن عشر اللتان تعودان لتصبحا مهيمنتين على المنطقة العربية، ان تصرفا انتباه الدول العربية عن التغيير التدريجي في ميزان القوى. وعلى ذلك يحتاج اردوغان التركي وخامنئي الايراني الى الصراع مع اسرائيل لصرف انتباه الدول العربية عن سعيهما الى الهيمنة. وفي المقابل قد ينشأ مجال مصالح مشتركة بين جهات اقليمية مختلفة واسرائيل في مواجهة تأثيرات الوضع الجديد.
دوري غولد
اسرائيل اليوم 12/10/2012
خيبة امل سعودية من المجلس الوطني.. ولم ينفع السخاء في تغيير الوضع فالداعمون كثر والفصائل اكثر
عالقون سوريون على الحدود ينتظرون مكانا في المخيمات التركية بعد تخلي انقرة عن سياسة الباب المفتوح
لندن ـ ‘القدس العربي’: اربعة الاف من الهاربين من جحيم الحرب وقصف النظام المتواصل على احيائهم وقراهم في شمال سورية، عالقون بين الحدود في مخيم يفتقر الى ادنى الاحتياجات الاساسية، فالمقيمون في مخيم باب السلام لا يمكنهم العودة الى بيوتهم ولا يستطيعون العبور الى تركيا كي ينضموا لمئات الالوف من اخوانهم هناك لان الحكومة التركية وبشكل هادئ اخذت تضع قيودا على تدفق اللاجئين الى اراضيها.
فقد تخلت تركيا عن سياسة ‘الباب المفتوح’ التي تسمح لاي سوري هارب من الحرب ومن قمع نظام بشار الاسد بالدخول الى اراضيها، وتقوم سياستها الآن على السماح لاكبر عدد من اللاجئين يمكن للمخيمات التي اقامتها في منطقة هاتاي استيعابهم.
وقامت في الفترة الاخيرة ومن اجل تخفيف الاحتقان الطائفي بالطلب من اللاجئين المقيمين في انطاكية اما السفر الى مدن اخرى ممن يقيمون في البلاد بطريقة شرعية ومن لا يحمل منهم اقامات الذهاب الى المخيمات المخصصة للسوريين. وعليه فمن يريد اللجوء من سورية عليه الانتظار عند المعابر الحدودية حتى تتوفر اماكن في المخيمات، مما يعني انتظارا طويلا على المعابر الفاصلة بين البلدين.
وعليه فمن وجد نفسه في باب السلام يقف بين نظام جائر وبلد متعاطف، لكنه يحاول التعامل مع الازمة في ظل التوتر الحدودي وحرب الطائرات بين دمشق وانقرة. وما يخشاه اللاجئون في المخيم ومعظمهم من الاطفال والنساء والرجال الكبار في العمر هو حلول الشتاء القارس في هذه المناطق، حيث لا تتوفر لهم الاحتياجات الضرورية من وقود او خيام قوية تناسب الاوضاع الجوية، او الادوية والمواد الغذائية الضرورية للاطفال. وفي الاسبوع الماضي غمرت مياه الخريف الخيام وادت الى امراض بين الاطفال. وينام الجميع على بلاط بارد ويتغطون بأغطية خفيفة.
الله وحده يعلم
وفي تقرير لصحيفة ‘ديلي تلغراف’ نقل مراسلها عن محمد حافظ الذي قال انه ينتظر وابناءه الخمسة عند هذه النقطة منذ شهر واسبوع ولا يعلم احد الا الله الى متى سيظلون في هذا المكان. ومع ان عناصر الجيش الحر يسيطرون على المعبر وبلدة اعزاز القريبة منه التي يسيطرون عليها منذ شهر تموز (يوليو) الا انهم تحت رحمة القصف الجوي، حيث وقعت قذيفة قريبا من المخيم. ويعرف اهل المخيم ومعظمهم هاربون من الحرب في حلب ان حياتهم تظل عرضة للخطر، حيث يقول حافظ انهم لو القوا قنبلة على المخيم لقتلوا مئة من سكانه على الفور. وتظل اعين اهل المخيم موجهة نحو السماء تحسبا لطائرة عسكرية تحلق فوقهم، ومن اجل البحث عن حماية حالة قصفت هذه الطائرات المكان.
وفي الوقت الحالي تتميز حياة السكان بالتقشف حيث لا يتوفر الطعام الا الضروري منه، كما ان منعهم من دخول تركيا لا يعني عدم نقل الحالات الخطيرة من المرضى عبر الحدود الى المستشفيات هناك. ومشكلة المخيم انه واقع داخل الاراضي السورية التي تتعامل معها المنظمات الدولية كمنطقة غير آمنة ومن غير الممكن ارسال طواقمها لهذه المناطق، وعليه فالمخيم لا يتلقى عونا دوليا.
ويقول سكان المخيم انه ان لم تسمح لهم السلطات التركية بالعبور الى اراضيها فالاوضاع ستزداد سوءا مع اقتراب الشتاء. وتعاني تركيا التي استقبلت حتى الآن 93 الف لاجئ من مشكلة لها علاقة بقدرتها على استيعاب القادمين الجدد، حيث فشلت محاولاتها لتوسيع الاحد عشر مخيما مواكبة تدفق اللاجئين.
وتتوقع الامم المتحدة ان يتجاوز عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار الـ710 الف لاجئ معظمهم في تركيا والاردن، مما يعني ان سكان مخيم باب السلام سينتظرون طويلا حتى يسمح لهم بمغادرته. وتقول عيوش النجار التي وصلت المخيم مع اولادها العشرة قبل اسبوعين ان لا احد يعلم ماذا سيحدث للاطفال وربما تعرضوا للموت بسبب برد الشتاء. ومصدر خوف اللاجئين هو ان النظام ليس بعيدا بطائراته عن المدن والبلدات القديمة فلا يزال يقوم بطلعاته الجوية مستخدما مطارا عسكريا بناه البريطانيون اثناء وجودهم القصير في سورية عام 1941. وقريبا من المخيم تقع بلدة اعزاز المدمرة بشكل كبير والتي لا تزال تحت رحمة القصف الجوي اليومي. وما يخشاه اللاجئون اكثر هو ان يعلقوا في حرب طويلة بين الجيش الحر والجيش السوري.
الطائرة وما عليها
وبالاضافة لمشكلة اللاجئين دخلت الحكومة التركية في مواجهة مع روسيا على خلفية اجبار الطائرة السورية التي كانت تطير فوق البحر الاسود وفي الاجواء التركية في طريقها لدمشق على الهبوط، حيث قال رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان ان الطائرة كانت تحمل شحنات من الاجهزة العسكرية. ولا تزال طبيعة الصناديق التي صودرت من الطائرة ومحتوياتها محلا للجدل، فبعض الدبلوماسيين والتقارير الصحافية المقربة من الحكومة التركية قالت انها ‘اسلحة’، فيما قالت اخرى انها اجهزة اتصالات لاغراض عسكرية.
وفي قراءة للحادث تقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان اعتراض الطائرة جاء بعد اسبوع من التوتر وتعكس حالة الاحباط التي تعيشها الحكومة التركية من الازمة التي تتكشف على حدودها، حيث مضى عليها اكثر من 19 شهرا ولم تحسم بعد، اضافة للاعداد الكبيرة من اللاجئين التي تتحمل وحدها مسؤولية العناية بهم. ويتعرض اردوغان لانتقادات شديدة بسبب سياسة استعداء الجيران، كما تتهمه المعارضة، ولموقفه المتشدد من النظام وسماحه للمعارضة كي تعقد اجتماعاتها في بلاده. وترى المعارضة ان سياسة اردوغان لم تقم على استراتيجية واضحة تظهر المنافع التي ستجنيها تركيا من انهيار نظام الاسد ورحيله، فقد كتب معلق في صحيفة ‘زمان’ الواسعة الانتشار ان سياسة تركيا تجاه سورية تتحول الى مهزلة كاملة، خاصة ان التوقعات التركية بحل سريع للازمة لم تحدث، مما وضع اردوغان وحكومته في ورطة، فالجيش الحر الذي سمحت له تركيا بالعمل من داخل اراضيها ونقل الاسلحة للداخل لم يؤد حتى الان الا لتقدم بطيء يحققه المقاتلون ضد النظام. وتواجه تركيا وضعا حرجا من ناحية تردد حلفائها الغربيين من التدخل في سورية.
الحريق يمتد
فيما صمد النظام السوري نتيجة للدعم الذي يلقاه من ايران وروسيا والصين وحزب الله اللبناني والعراق بشكل اقل. ويرى الجميع ان حادثة الطائرة تظهر الى ان الحريق السوري بدأ ينتشر خارج الحدود واصاب العلاقات الروسية ـ التركية.
ولكن الحادث كما يرى معلقون اتراك هو محاولة من الحكومة التركية استعراض عضلاتها وشجب الموقف الروسي الداعم لسورية، حيث نقلت صحيفة ‘زمان’ عن محلل قوله ‘هذه رسالة لسورية وللطرف الثالث – روسيا وايران’.
ولكن روسيا لا تنكر دعمها العسكري للنظام، حيث تقول ان ما ترسله هو دفعات من صفقات وقعت بين البلدين قبل الازمة وانها لا تخرق القوانين الدولية. ويقول المعلقون الروس الذين نقلت عنهم ‘الغارديان’ ان القيادة الروسية لا يمكن ان تقوم بنقل سري للاسلحة لان هذا يسيء لسمعة روسيا ولفلاديمير بوتين الرئيس الروسي.
ونقلت روسيا على الاقل ثلاث شحنات من الاسلحة الثقيلة بالبحر لقاعدتها العسكرية في طرطوس، فيما نقلت شحنات اخرى بالجو. وتشير الى ان اجتماعا دوريا لمبعوثي روسيا حول العالم، عقد في موسكو الشهر الماضي، حيث قال سفير حضر الاجتماع ان وجود المبعوث الروسي من الفترة السوفييتية يفجيني بريماكوف يعني ان لا تغير قريب في الموقف الروسي من سورية او توقف نقل الاسلحة اليها. كما قامت روسيا بعملية اصلاح للمروحيات السورية لكنها لم تكن قادرة على تسليمها لسورية بعد تدخل من دول اوروبية. ويلقى النظام دعما من ايران، حيث يعتقد انها ارسلت طائرات محملة بالاسلحة عبر الاجواء العراقية، فيما تقوم الاخيرة بتأمين النفط لدمشق.
الداعمون كثر
وفي الطرف الاخر يتلقى المقاتلون دعما من مصادر مختلفة، حيث تعتبر السعودية من المصادر الرئيسية التي دعمت العناصر المعتدلة في الانتفاضة لكنها امتنعت عن دعم المعارضة بالاسلحة الثقيلة نظرا للضغوط الامريكية، ولخيبة املها من المجلس الوطني السوري الذي لم يفعل الا القليل على الرغم من السخاء السعودي معه.
ومع ذلك تلقت الجماعات المعتدلة شحنتي اسلحة في شهري ايار (مايو) وحزيران (يونيو) واخرى في الشهر الماضي. وتفضل المخابرات التركية التعامل مع هذه العناصر. ومقابل ضعف التسليح لدى العناصر المعتدلة فالجماعات الاسلامية هي المستفيد الاكبر من السخاء القطري، ولهذا فهي اكثر تنظيما وعتادا، ولكن هذه الجماعات على خلاف مع الفصائل التي تقدم نفسها على انها علمانية او قومية. وتعتبر كتيبة الفاروق التي ظهرت في حمص من احسن الكتائب المسلحة عتادا والاكثر تنظيما.
وفيما تلقى لواء التوحيد دعما من السعودية الا انه توجه الآن لقطر. كما وتدعم جماعة الاخوان المسلمين السورية مجموعات اسلامية في سورية. اما الجهاديون الاجانب فهم باستثناء العراقيين يدخلون بخبرتهم فقط وبدون اسلحة او ذخيرة. وفي العادة ما يضمون الى الفصائل المتشددة التي تقاتل في حلب، خاصة جبهة النصرة.
وهناك المجلس العسكري الذي يضم ضباطا انشقوا عن الجيش النظامي، ومع انهم لم يتلقوا الا القليل من داعمين خارجيين لكنهم كانوا نقطة الاتصال المهمة مع المخابرات الغربية بما فيها جهاز ‘سي اي ايه’ والمخابرات التركية التي لم تدفع لهم اموالا ولكنها زودتهم باجهزة اتصالات وتجسس.
ويحاول المجلس العسكري انشاء قيادة موحدة بتسلل قيادي ويعمل من داخل الجيش الحر، لكنه لم ينجح حتى الآن بسبب الطبيعة المتشرذمة للفصائل. ونقل المجلس مقر قيادته من تركيا الى داخل الاراضي السورية، ومع انهم لا يعانون من نقص في التمويل الا انهم غاضبون لقلة التأثير وعدم احترامهم من بقية الفصائل والقرى التي يقومون بزيارتها.
حرب كلامية بين انقرة ودمشق وموسكو بعد اعتراض الطائرة السورية
انقرة ـ ا ف ب: بقيت تركيا على موقفها ازاء النفي الروسي والسوري مصرة على ان الطائرة المدنية السورية التي اعترضتها الاربعاء كانت تنقل معدات عسكرية لسورية، في حرب كلامية تزيد من اجواء التوتر القائمة اساسا بين انقرة ودمشق.
وبعد 24 ساعة على هذا الحادث الجوي، تدخل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الخميس شخصيا ليؤكد ان الشحنة التي صودرت من طائرة الايرباص التي كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق تتضمن ‘معدات وذخائر موجهة لوزارة الدفاع السورية’.
وحتى ذلك الحين كانت السلطات التركية تكتفي بتبرير اعتراض الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية عبر الحديث عن ‘شحنة غير مشروعة’ او ‘مشبوهة’.
ولم يوضح رئيس الوزراء التركي طبيعة هذه ‘المعدات’ المصنعة بحسب قوله من قبل شركة صناعة اسلحة روسية لم يسمها. لكنه اضاف بثقة ان هذه المعدات يمكن ان تعرض الجمعة علنا ‘اذا لزم الامر’ لاسكات الجهات التي تنفي ذلك في دمشق وموسكو.
وكانت دمشق ردت الخميس بقوة، مؤكدة ان اتهامات تركيا حول وجود اسلحة في الطائرة السورية التي تم اعتراضها في انقرة ‘كاذبة وعارية عن الصحة’، متحدية رئيس الوزراء التركي باثبات ما يقوله عن وجود اسلحة ‘عبر عرضها’، بحسب تصريحات صادرة عن وزارتي الخارجية والاعلام.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ‘بالاشارة للتصريحات الصادرة عن رئيس وزراء تركيا حول زعمه ان الطائرة المدنية السورية كانت تحمل اسلحة تخص وزارة الدفاع السورية، نود التاكيد على ان هذا الاتهام كاذب وعار عن الصحة جملة وتفصيلا’.
وحتى قبل تصريحات رئيس الوزراء التركي، نفت السلطات الروسية نفيا قاطعا وجود اسلحة على متن الطائرة واحتجت بشدة على اعتراض تركيا للطائرة، معتبرة ان انقرة ‘عرضت للخطر’ الركاب الروس الذين كانوا على متن الطائرة.
لكن صحيفة ‘كومرسانت’ الروسية القت بشكوك على هذا النفي الرسمي عبر تأكيدها الجمعة نقلا عن مصادر في صناعة تصدير الاسلحة ان الطائرة المدنية السورية كانت تنقل قطع رادار روسي لانظمة مضادات الصواريخ السورية لكن ليس اسلحة.
ونقلت كومرسانت عن مصادر في صناعة تصدير السلاح قولها ان الطائرة كانت محملة ب12 صندوقا تتضمن قطع رادار تستخدم في انظمة مضادات الصواريخ التابعة للجيش السوري، ونفت اتهامات رئيس الوزراء التركي بان الشحنة كانت تشمل ذخائر.
وقالت المصادر للصحيفة ان الشحنة لم تكن تتطلب اي وثيقة خاصة لانها لا تشكل اي خطر على طاقم الطائرة او حتى على الطائرة.
وقال المصدر ‘هذا ليس سلاحا’، متسائلا ‘اذا حمل شخص ما جهازا لاسلكيا وهو مطفأ على متن طائرة، فهل هذا يشكل تهديدا للطائرة او الركاب؟’. واضاف ‘لم يتم انتهاك اي قوانين دولية’.
وبالاضافة الى زيادة التوتر في العلاقات بين روسيا، الحليفة التقليدية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وتركيا، جاء هذا الحادث ليؤجج التوتر الشديد اساسا بين انقرة ودمشق.
ومنذ قصف قرية اكجاكالي الحدودية التركية في 3 تشرين الاول/اكتوبر الذي ادى الى مقتل خمسة مدنيين، اصبح الجيش التركي يرد بانتظام على كل قذيفة سورية تسقط في الاراضي التركية. وسبق ان استهدفت ضرباته، اربع مرات على الاقل خلال ثمانية ايام، مواقع قوات النظام السوري.
لكن اذا كان المسؤولون السياسيون الاتراك يؤكدون انهم لا يرغبون في ‘الحرب’ مع سورية، فان الجيش التركي يعزز بانتظام منذ منتصف ايلول (سبتمبر) عديده على ابواب سورية. وبحسب صحيفة ‘حرييت’ الصادرة الجمعة فان حوالي 250 دبابة تركية اصبحت منتشرة هناك.
وهذا الاسبوع، وجه رئيس هيئة الاركان التركي الجنرال نجدت اوزل اثناء قيامه بجولة تفقدية على الحدود، تهديدا الى سورية برد ‘اقوى’ اذا لم يتوقف سقوط القذائف على الاراضي التركية.
والجمعة قال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس ان مقاتلة تركية اقلعت من دياربكر (جنوب شرق) ابعدت مروحية سورية اقتربت من الحدود بين البلدين.
وقال المسؤول رافضا الكشف عن اسمه ان ‘هذه المقاتلة اقلعت بعدما ارسل الجيش السوري مروحية مكلفة قصف بلدة اسمرين السورية التي سقطت في ايدي الثوار السوريين’.
واذا كان حلفاء تركيا لم يتوقفوا عن الاشادة ب’ضبط النفس’ الذي مارسته حتى الآن فان بعضهم يعبرون عن قلقهم. والخميس اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه يوجد خطر تصعيد بين الجارين. وقال ‘علينا بذل كل الجهود لكي لا تكون للثورة السورية انعكاسات سلبية على تركيا ولبنان والاردن’.
وينتظر وصول وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي السبت الى اسطنبول لكي يكرر نفس الرسالة لنظيره التركي احمد داود اوغلو بضرورة التروي.
القضاء العسكري اللبناني يطلب الإستماع لمستشارة الرئيس السوري
بيروت ـ د ب أ: طلب مفوض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الجمعة من قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا الاستماع الى بثينة شعبان ، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، حول تسجيلات تتعلق بإمكانية معرفتها بإدخال متفجرات الى لبنان.
وكانت القوى الأمنية اللبنانية سلمت للنيابة العامة العسكرية ملفا يتضمن محضرا حرفيا مفرغا لمكالمات هاتفية بين مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان والوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة الموقوف منذ آب (أغسطس) الماضي بتهمة تأليف عصابة مسلحة لتنفيذ أعمال إرهابية بواسطة عبوات ناسفة.
وقال مصدر قضائي الجمعة إن القاضي صقر قرر التريث في اتخاذ قرار بشأن المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان، وطلب من قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا استكمال التحقيقات، والاستماع الى إفادات شعبان واللواء السوري علي مملوك، والعقيد السوري ‘عدنان’ (مجهول باقي الاسم) ليصار الى اتخاذ إجراء مناسب.
وكان القضاء العسكري إدعى غيابيا على مملوك وعدنان بالتهمة عينها التي ادعى فيها على الوزير الأسبق ميشال سماحة.
العثور على جثة مدير المستشفى الجامعي في حلب بعد اسابيع من خطفه
دمشق ـ ا ف ب: عثر الجمعة على جثة مدير المشفى الجامعي في حلب مصابة بطلقات نارية بعد اسابيع من خطفه، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وذكرت الوكالة ان ‘الجهات المختصة عثرت الجمعة على جثة الطبيب محمود تسابحجي مدير مشفى الجامعة في حلب’ (شمال) التي تشهد عمليات عسكرية واسعة منذ 20 تموز (يوليو) الماضي.
واوضحت الوكالة انه تم العثور على جثة الطبيب ‘وعليها اثار اطلاق نار، منها طلق ناري فى رأسه وذلك في منطقة الكاستيلو في حلب’ من دون ان تبين تاريخ الوفاة.
واشارت الوكالة الى ان ‘مجموعة ارهابية مسلحة’ كانت خطفت تسابحجي منذ ستة اسابيع من أمام منزله في حي السبيل في المدينة.
وافاد مراسل فرانس برس في المدينة نقلا عن طبيب مقرب من تسابحجي رفض كشف اسمه ان ‘مجموعة ادعت انها من الجيش الحر’ فاوضت عائلة تسابحجي بعد خطفه في 26 تموز (يوليو) ‘لاطلاق سراحه مقابل مبلغ اربعة ملايين ليرة سورية (55 الف دولار امريكي) شرط الاستقالة من مهامه ومغادرة البلد’.
وبحسب الطبيب، وافقت العائلة على العرض ‘وقامت بكل التجهيزات لمغادرة البلد فور الافراج عنه’، كاشفا انه سبق لتسابحجي ان تلقى تهديدات ‘بالخطف والتصفية من الجيش الحر’.
كما تعرض الطبيب القتيل لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي ‘بوصفه شبيحا ومن مرتزقة النظام’ اتهم فيها بانه ‘يستقبل جرحى الجيش السوري دون جرحى المسلحين، ويسلم جرحى المعارضة’ الى النظام.
وتم العثور على الجثة بعد تلقي نجل الطبيب الاكبر اتصالا من مجهول ابلغه فيه ‘بوجوب استلام والده على طريق حلب-حريتان الدولي’.
وقال المصدر ‘توجه ابن الطبيب الشهيد برفقة سيارة اسعاف الى الطريق المذكور آملا في استلام والده ليلقاه بعد طول بحث جثة هامدة مرمية في احد الشوارع الفرعية في المنطقة المذكورة’.
وبحسب تقرير الطبيب الشرعي، فارق تسابحجي الحياة نتيجة رصاصة اطلقت من مسافة قريبة واخترقت الرأس ‘من دون وجود آثار تعذيب على جسمه’.
وتسلم تسابحبي المولود عام 1962 والمتخصص في جراحة الأذن والأنف والحنجرة من المانيا، عام 2009 ادارة المستشفى الجامعي في حلب. وهو الوحيد بين المستشفيات الحكومية الثلاثة في حلب الذي لا يزال يعمل رغم المعارك المستمرة في المدينة منذ ثلاثة اشهر.
وتوقف مستشفى ‘الكندي’ التابع لوزارة التعليم العالي في شمال حلب عن استقبال المرضى والمصابين نتيجة قطع المقاتلين المعارضين طريق الوصول اليه عبر المدينة، فيما دمر مستشفى ‘زاهي أزرق’ (الحميات) في منطقة عين التل بعد استيلاء المقاتلين عليه وتحويله مقر قيادة ومستشفى ميدانيا.
‘يديعوت أحرونوت’ عن وثائق أمريكية رسمية: نتنياهو وافق على الانسحاب الكامل من الجولان المحتل خلال مفاوضات سرية مع دمشق بوساطة واشنطن ووافق على مواصلة سورية علاقاتها بإيران
زهير أندراوس
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ كشفت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية في عددها الصادر الجمعة النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أجرى ومنذ خريف العام 2010 ولغاية اندلاع الأزمة في سورية مفاوضات سرية جدا مع النظام الحاكم في دمشق بهدف التوصل إلى سلام بين الدولة العبرية وسورية.
وقال المحلل المخضرم في الصحيفة، شيمعون شيفر، الذي أورد النبأ الحصري، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، وخلافا لتصريحاته العلنية بأنه لن يتنازل عن الجولان العربي السوري، وافق على الانسحاب الكامل من الجولان المحتل، بما في ذلك العودة إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) من العام 1967، مقابل سلام كامل مع سورية يتضمن تبادل السفارات بين البلدين، ومن دون رهن ذلك بالتزام سوري بقطع العلاقات مع إيران، وقالت الصحيفة إنه من الجانب السوري شارك في المفاوضات وزير الخارجية، وليد المعلم، ولكن بحسب الوثائق الأمريكية، فإن الوسيط الأمريكي اجتمع إلى الرئيس السوري، د. بشار الأسد.
وقالت الصحيفة العبرية، التي أوردت النبأ على صدر صفحتها الأولى وبالبنط العريض، اعتمادا على وثائق أمريكية، إن نتنياهو انتدب للمفاوضات السرية الدبلوماسي الأمريكي فريد هوف الذي عمل سابقا في البحرية الأمريكية، ومشهور باختصاصه في ترسيم الحدود في المناطق المتنازع عليها، كما عمل مسؤولا للملف السوري واللبناني في إدارة أوباما، كما أنه قدم المساعدة لجورج ميتشيل، المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في إطار مساعيه لدفع المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، مشددا على أن الدبلوماسي الأمريكي أنهى مؤخرا خدمته في البيت الأبيض وقام بنشر الوثائق التي اعتمدت عليها الصحيفة.
وساقت الصحيفة العبرية قائلة، نقلاً عن وثائق الدبلوماسي الأمريكي هوف، إن إدارة الرئيس باراك أوباما فوجئت من المرونة التي أبداها نتنياهو في المفاوضات ومن استعداده للانسحاب أكثر من أي رئيس حكومة إسرائيلي سابق، بمن فيهم رابين وباراك وأولمرت، وقالت الصحيفة إنه عندما أجرى باراك مفاوضات مع وزير الخارجية السوري آنذاك، فاروق الشرع في الولايات المتحدة الأمريكية، رفض التنازل عن جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عدوان العام 1967، في حين أن المفاوضات غير المباشرة التي أجراها رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، مع السوريين بوساطة تركية، لم تصل إلى حد النقاش على مسألة الحدود، كما أشارت الصحيفة إلى أنه في العام 1995 قام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، يتسحاق رابين، بإجراء مفاوضات مع السوريين، وأعرب عن استعداده للعودة إلى خطوط ما قبل الرابع من حزيران (يونيو) من العام 1967، ولكن مقتله أدى إلى وقف المفاوضات بين تل أبيب ودمشق.
وقال المحلل شيفر في سياق تقريره إن رئيس الوزراء نتنياهو قام بإدارة المفاوضات بشكل سري كاملة، وأخفى أمرها حتى عن وزراء حكومته وعن جهازي الموساد (الاستخبارات الخارجية والشاباك (جهاز الأمن العام)، وأن جلسات إدارة المفاوضات كانت تتم في مقره الرسمي في القدس الغربية وفي الفيلا التي يملكها في قيسارية، القريبة من مدينة حيفا.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، كان الوزير الوحيد المطلع على هذه المفاوضات، كما أن المستشار العسكري لنتنياهو، الجنرال احتياط يوحنام لوكير، والجنرال احتياط البروفيسور عوزي أراد، الذي كان يشغل في ذلك الوقت رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ومستشار نتنياهو للشؤون السياسية رون دورما، والمستشار العسكري لبراك مايك هرتسوغ كانوا الوحيدين على علم بهذه المفاوضات.
كما لفتت الصحيفة إلى أنه من الطرف الأمريكي فقد كان الرئيس أوباما ونائبه جوزيف بايدن والوسيط فريد هوف الوحيدين على علم بتفاصيل هذه المفاوضات. وقد وافق نتنياهو، بحسب ما أوردته الصحيفة، على الانسحاب حتى خط المياه على شاطئ بحرية طبرية، مشيرة إلى أن النظام السوري اشترط خلال المفاوضات أن تتم عملية الانسحاب في مدة لا تتعدي العامين، فيما كانت إسرائيل تفضل فترة أطول، لكن اندلاع الأزمة في سورية، في آذار (مارس) من العام 2011، أدت إلى وضع حدٍ لهذه المفاوضات السرية، على حد قول الصحيفة.
وعقب ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي على ما نشرته الصحيفة العبرية بالقول إن الحديث يجري عن مبادرة من بين مبادرات عديدة عرضها الأمريكيون على إسرائيل لكن الأخيرة رفضتها، وأن النشر في هذا التوقيت جاء لأسباب واعتبارات سياسية، في تلميح مباشر إلى الانتخابات القادمة في الدولة العبرية، التي ستجري في الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني (يناير) من العام المقبل، جدير بالذكر في هذا السياق، الإشارة إلى أن صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ تتخذ موقفًا معاديا من نتنياهو، على خلفية النزاع التجاري القائم بينها وبين صحيفة ‘يسرائيل هيوم’، الداعمة الرئيسية لنتنياهو.
في السياق ذاته، قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية باللغة العبرية (ريشيت بيت) الجمعة، نقلاً عن الوزير بدون حقيبة، ميخائيل إيتان، من حزب الليكود برئاسة نتنياهو، إنه لم تكن هناك أي مفاوضات بين إسرائيل وسورية، وتابع الوزير الإسرائيلي قائلاً إنه تجري بين الدول من حين لآخر اتصالات ومحاولات وساطة، ولكن من الواضح الآن أنه لا يوجد أية مفاوضات مع سورية.
وأضاف إيتان في معرض رده على سؤال الإذاعة العبرية إنه دائمًا كانت هناك جهات تحاول التوسط ونقل الرسائل من طرف إلى طرف، لافتا إلى أن الجمهور العريض لا يعرف دائما، وغالبية الاتصالات لا تصل إلى مرحلة جدية، واليوم بالتأكيد لا يوجد أية مفاوضات مع نظام الرئيس السوري الأسد، على حد قوله.
أمريكا تؤكد الوقوف إلى جانب تركيا في مواجهة التحديات ومنع وصول أسلحة إلى نظام الأسد
واشنطن ـ يو بي آي: عبرت الولايات المتحدة عن وقوفها إلى جانب تركيا التي تواجه تحديات عدة بسبب النزاع السوري، وخصوصاً سعيها لوضع حد لتدفق الأسلحة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وعلق نائب المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست على إجبار السلطات التركية طائرة ركاب سورية على الهبوط في أنقرة وتفتيشها ومصادرة بعض حملتها قبل السماح بإقلاعها إلى دمشق، فقال ‘اطلعت على تقارير عما فعله الأتراك.. وليس لدي أي تعليق على قرارهم هذا أو عما وجدوه’.
وأضاف إيرنست ‘ما يمكنني قوله هو ان سياسة الإدارة الأميركية الحالية تقضي بضرورة وقف تدفق الأسلحة إلى نظام الأسد، ونحن نعمل مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة والعالم من أجل ذلك، والسبب هو ان النظام السوري يستخدم هذه الأسلحة للقيام بأعمال عنف مكروهة ضد الشعب السوري’.
وتابع ‘نحن نقف مع شركائنا وحلفائنا فيما يعملون على وقف تدفق الأسلحة، وبالتأكيد نقف مع الأتراك فيما يواجهون عدداً من التحديات الناجمة عن غياب الاستقرار في سورية’.
لكنه قال انه ‘في ما يتعلق بهذا الوضع بالتحديد، لا يمكنني أن أقول إلا اننا اطلعنا على تقارير عما حصل’.
من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند ان الولايات المتحدة تؤيد قرار الحكومة التركية تفتيش الطائرة المتجهة من روسيا إلى سوريا.
وأضافت انه بالرغم من ان تفاصيل ما حصل موجودة عند الجانب التركي إلا ‘اننا قلقون من أي محاولات لتوريد الأسلحة الى نظام الأسد، لأنه من الواضح انه يستخدمها ضد شعبه’.
وتابعت ‘نحن بانتظار مزيد من المعلومات من الجانب التركي، وبعد أن نحصل عليها قد يصبح ذلك موضوعاً للحديث مع الجانب الروسي’.
دمشق أخطرت الأمم المتحدة… والمراقبون أقفلوه من دون إفراغه من «غاز الكلور»
معمل كيميائي في أيدي المسلحين؟
وسط تزايد الحديث عن المخاوف من استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، تحدث مصدر موثوق لـ«الأخبار» عن سيطرة مسلحين من المعارضة السورية على المنطقة التي يوجد فيها المعمل المخصص لتعبئة «غاز الكلور» المسال
ناصر شرارة
بالتزامن مع عودة الحديث عن الكيميائي السوري ووجود قوات أميركية في الأردن على مقربة من الحدود السورية لمراقبة مواقع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا، قال مصدر موثوق لـ«الأخبار» إن دمشق أبلغت الأمم المتحدة ولجنة المراقبين الدوليين، أخيراً، أن مسلحين من المعارضة السورية يسيطرون على المعمل الوحيد والمركزي في سوريا، المخصص لتعبئة «غاز الكلور» المسال، قبل أن تعمد الأخيرة إلى إقناع المسلحين بإقفاله، من دون أن تنجح في إفراغ محتوياته.
ويحتوي المعمل على أسطوانات كبيرة، تزن كل واحدة منها مئة كيلو غرام، وتكفي الأسطوانة الواحدة منها لتعقيم دمشق لمدة أسبوع بحسب استخداماتها المدنية. لكن الأسطوانة الواحدة تكفي أيضاً لإبادة قرية بتعداد ٢٥ ألف نسمة، في حال استعملت لأغراض عسكرية. ويمكن تفجير غاز كلور بواسطة ملء أسطوانة صغيرة أو عبوة بدائية، بمادته المسالة. وينتج من ذلك تكوّن غمامة غازية لمدة أسبوع تترك إبادة جماعية في محيطها.
ووفقاً للمصدر، فإنه بعد اغتيال ضباط خلية الأزمة السورية في مبنى الأمن القومي في النصف الأول من شهر رمضان الماضي، لاحظ النظام السوري ظهور إرهاصات حملة دولية دبلوماسية وإعلامية تشكك في نيته استخدام سلاح كيميائي ضد مناطق منتفضة عليه وتسيطر عليها المعارضة، وأيضاً انتقاماً لمقتل الضباط الأربعة.
وأوضح المصدر أنه «من باب التحسّب من إمكان وجود خطة دولية مبيّتة لتوريط النظام، أعطت القيادة السياسية والأمنية العليا في دمشق حينها أمراً عاجلاً للجهات السورية التنفيذية المختصة، للقيام باستطلاع كل المراكز التي تستخدم فيها مواد كيميائية لأسباب تجارية ومدنية، فوق كل الأراضي السورية، وإعداد كشف بشأن وضعها الحالي وواقعها الأمني». وأظهر الكشف أن «المعارضة المسلحة سيطرت حديثاً على المعمل الوحيد والمركزي في سوريا المختص بتعبئة غاز الكلور المسال، وهو يقع على بعد 40 كيلومتراً شرقي حلب، على طريق الرقة قرب نهر الفرات»، علماً بأن المعمل المذكور يديره القطاع الخاص، وتملك الدولة أسهماً فيه.
وفور أخذ السلطات السورية العلم بسيطرة المسلحين على المعمل، أبلغت كلاً من الأمم المتحدة والمراقبين الدوليين الموجودين في سوريا بهذا الأمر. وحذرت من أن المسلحين أصبح لديهم عملياً غاز الكلور، أو أنهم بفعل سيطرتهم على المعمل قد يبادرون إلى استخدام هذا الغاز الكيميائي الموجود فيه بكميات كبيرة، عبر تقنيات بسيطة، كمثال وضعه في عبوات تفجّر بصاعق.
ويكشف المصدر عن أن الحكومة السورية طلبت من المراقبين الدوليين تأليف لجنة مشتركة منهم ومن موظفين سوريين رسميين مختصين لزيارة المعمل، والقيام بالإجراءات اللازمة لضمان منع المعارضة المسلحة، التي تسيطر عليه، من الإفادة عسكرياً منه. وأوضح المصدر أن المراقبين وافقوا على هذا الاقتراح، ولكنّ المسلحين رفضوا أن يرافق أي ممثل عن الحكومة السورية اللجنة. وهنا اقترحت دمشق أن يقوم فريق المراقبين بإشراف الأمم المتحدة بإفراغ المعمل من أسطوانات غاز الكلور والتخلص منها، عبر رميها في نهر الفرات القريب منه. وبعد رفض المسلحين لهذا المقترح، استقرّ الحل في النهاية على قرار يقضي بأن تذهب لجنة مؤلفة حصراً من المراقبين الدوليين الى المعمل لمعالجة الأمر. وبالفعل، زارت الأخيرة برفقة خبراء من الأمم المتحدة المعمل وأقفلته، بعدما أجرت جردة لكل الأسطوانات الموجودة فيه، وأجرت فحوصات عينية لمادة الكلور المتوافرة، كما أخذت اللجنة تواقيع المجموعات المسلحة المسيطرة على المعمل بعد موافقتهم على اعتباره منطقة محرمة يحظر عليهم دخولها.
وتقول مصادر قريبة من الحكومة السورية إن هذا الإجراء لا يعتبر من وجهة نظر دمشق كافياً، لأن المسلحين عملياً لا يزالون يسيطرون، حتى الساعة، على الموقع الجغرافي الذي يوجد فيه المعمل. أي إن خيار السلاح الكيميائي لا يزال موجوداً عملياً بين يدي المعارضة في حال قررت كسر قرار توقيعها على محضر المراقبين الدوليين ودخول المعمل، وتفريغ غاز الكلور الموجود في أسطواناته الضخمة داخل عبوات أو أسطوانات غاز صغيرة، واستخدامها عسكرياً.
ويلاحظ المصدر أنه تبيّن لاحقاً للسلطات السورية أن احتلال المسلحين للمعمل جرى في المرحلة الزمنية نفسها التي بدأت تتعالى فيها الأصوات في كل من الغرب وإسرائيل، المشكّكة في أن النظام السوري قد يستخدم أسلحة كيميائية ضد المعارضة.
وتكشف مصادر دبلوماسية مطلعة أن حواراً ثلاثياً منسّقاً، بعيداً عن الأضواء، كان جرى خلال الصيف الحالي بين سوريا وروسيا وأميركا، بشأن اتخاذ إجراءات لضمان تحييد المنتج الكيميائي الموجود في سوريا عن إمكان استخدامه عسكرياً في الصراع الداخلي، سواء من قبل المعارضة أو النظام.
ووفقاً لهذه المصادر، نجح هذا الحوار في تنفيذ خطوات عملية، قادت وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في حينه إلى القول إن واشنطن راضية عن إجراءات الحماية التي قامت بها دمشق على صعيد خطر «السلاح الكيميائي».
وتلفت المصادر إلى أنه في الوقت عينه الذي أخذ فيه الحوار الثلاثي يحقق نتائج مرضية، أطلقت إسرائيل حملة تصريحات تحذر من الترسانة العسكرية الكيميائية السورية.
لكنّ روسيا تنشط في الكواليس الدبلوماسية للمجتمع الدولي، على خط تأكيد الضمانات بأن النظام السوري ليس في وارد استخدام الخيار الكيميائي ضد المعارضة. وتؤكد أنه فيما من المعروف أن سوريا تملك معامل للمنتج الكيميائي للاستخدامات المدنية، فإنه لا أحد في الغرب أو حتى في روسيا، يملك معلومات أكيدة عن وجود تصنيع عسكري لهذا المنتج.
الصورة في الحراك السوري: حين تستبيح الكاميرا الجثث
ريما زهار
الصورة سلطة وسلطتها خطيرة جدًا، ولكن عندما تستبيح الكاميرا الجثث، على حد ما نشاهده اليوم في الحراك السوري، على من نلقي المسؤولية هل على القاتل ام على الصحافي؟.
بيروت: ” فكروا في الصور التي رأيناها جميعًا : أحرار من العراقيين يسقطون تمثالاً لصدام حسين، ويعانقون قوات التحالف، ويحتفلون بحريتهم الجديدة”.
الكلام لوزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في 25 نيسان/ابريل 2003، في القاعدة العسكرية الاميركية السيلية في قطر، مخاطبًا القوات التي خاضت الحرب ضد العراق، وعبرها العالم، في هذا الكلام اكثر من مغزى واشارة ورسالة، الكلام مدروس، والعبارات دقيقة، والكلمات بليغة، ولعل ما ابلغ ما جاء فيها تأكيد صاحب قرار الحرب على مكانة الصور ودورها الخطير في الحرب، فالصورة سلاح استخدمت في الدعاية في التلاعب في التضليل وفي الحرب النفسية، واليوم لا تزال تلك الصورة تلعب هذا الدور في الحراك العربي خصوصًا في سوريا، فتمطرنا القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي بمئات الصور المؤذية، التي تعري الانسان من انسانيته والسؤال اليوم على من يقع اللوم، هل على من يقتل او من ينقل الصورة؟
جوزف فضول ( مصوّر صحافي ) يعتبر في حديثه ل”إيلاف” انه بقدر الامكان يعمل على التقاط صورة صحافية تعطي ما يريده من تلك الصورة، والصور التي نشاهدها اليوم من خلال التلفزيون واليوتيوب، تبقى اعلامًا رخيصًا برأيه كي يمرروا للناس الاجرام الذي يحصل لقلب الناس على ما يجري من خلال غايات مخبأة من وراء الموضوع.
وبرأيه الصحافي الحقيقي يأخذ الصورة الهادفة والتي تحمل المعاني.
وعندما كان يصور احداث الحرب اللبنانية كان يأخذ بعين الاعتبار “اللقطة” والصورة اكثر من تصوير الجثث بهدف التصوير فقط، ممكن “ان اصور جثة مثلا يغطيها احد الاشخاص، بطريقة انسانية”.
وبين اللقطة او السكوب وعدم خدش مشاعر المتلقي هناك خيط رفيع على الصحافي ان يراعيه، وبحسب جوزف الحياة هي الاساس في الصورة وكذلك الموضوع، اليوم الصورة تظهر جثثًا فوق بعضها البعض وذبح وجرائم ولا هدف من ورائها.
ويرى جوزف ان الصحافي في كل مكان يبحث عن صورة “تتكلم” عن نفسها، وتعطي موضوعًا محددًا، وما يجري اليوم ان الاعلام رخيص ويقلب الناس على الوضع الموجود.
يرى الاعلامي علي الامين ان موضوع الصورة يشكل جدلاً خصوصًا في المرحلة الاخيرة بسبب ما يجري تحديدًا في سوريا، الذي فتح بابًا واسعًا لمثل هذه الاسئلة، بسبب حجم الاجرام الذي رأيناه في مواجهة الشعب السوري، وحتى العمليات التي جرى تصويرها او توزيعها سواء من خلال الصورة الفوتوغرافية او من خلال الفيديو تيوب، وهذه من الامور التي كان من الصعب للمشاهد او المتلقى ان يراها، وكانت مؤذية الى درجة كان من الافضل عدم التداول بها، واليوم، برأي الامين لا يمكن ان نتكلم عن صحافي بحت يعمل في الجرائد والمجلات والتلفزيونات، بل هناك الصحافي المواطن من خلال المصادر الاخرى في الاعلام مثل شبكات التواصل الاجتماعي، وهي امور صعب ان نتحكم بها ومتروكة للجمهور ان يلعب فيها دورًا اساسيًا اكثر من الصحافي في هذا الموضوع، وربما حصر الامر بالجانب الصحافي مهم، ولكن ليس هو من يحسم في هذه القضية بسبب توسع دائرة الاعلام والاعلاميين الذين اصبحوا من الجمهور العادي او جهات سياسية او غير معروفة، ولكنها قادرة ان توزع مثل هذه الصور والفيديوات المؤذية على مساحات واسعة.
ويرى الامين انه الى حد ما على المستوى الصحافي، اذا راقبنا في لبنان تحديدًا ان هناك نوع من الالتزام بمعايير، من خلال عدم عرض صور مؤذية، والنقاش اصبح سبب الصور المؤذية التي فيها ذبح او غيرها، وصور القتلى مع التشويه وكأن المتلقي اعتاد عليها، اليوم نتكلم عن الصور الاكثر ايذاءًا بسبب التطورات التي نشهدها مع التفنن في الاجرام.
وعلى المستوى اللبناني، هناك الى حد ما نوع من الرقابة الذاتية والتي تشهد حدًا مقبولاً من عدم المس بالكرامة الانسانية، واحترام المتلقي او المشاهد بشكل او بآخر، وفي جميع الاحوال هناك معايير لا بد من الالتزام بها في ما خص هذه الصور وهي الى حد ما التقدير بان هذه الامور يجب ان تبقى مستنكرة، وعدم التعامل مع الموضوع بانه امر يمكن عرضه تلقائيًا وعفويًا .
ويضيف الامين :” لا شك ان الصورة اصدق من القول لكن بامكان الاعلاميين ان يقدموا حقيقة ما يجري من خلال المجزرة او الجريمة من دون ان يذهبوا بعيدًا في عرض صور تفصيلية لهذا الامر، وهناك وسائل مختلفة من دون التورط في نشر صور قد تكون مؤذية ومزعجة للقارىء وخصوصًا ان المتلقي لم يعد في سن محددة، فبالتالي يجب ان يراعى هذا الامر من خلال التعامل بحذر مع الموضوع.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767616.html
الأسد والثوار قد يكونون على موعد حاسم في الشتاء المقبل
أشرف أبو جلالة
رغم مرور أكثر من 18 شهراً على الأزمة السورية إلا أنه يظهر في الأفق بوادر حلول إستراتيجية لها، فالثوار متمسكون في إسقاط النظام، في وقت تدلل الكثير من المؤشرات على أن قوات الأسد لم تصل حتى اللحظة لخطر الانهيار.
رغم أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد قد لا تكون مسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي السورية، إلا أنها لا تبدو قريبة من خطر الانهيار. والدليل على ذلك هو أن الأسد قد تمكن على مدار الـ 18 شهراً الماضية، على الأقل، من قهر كل الاحتمالات.
الآن، ومع وصول فصل الشتاء، يبدو أن الأمور ستصبح أكثر صعوبة على هؤلاء اللاجئين السوريين الذين وصل عددهم لحوالي 335 ألف، فضلاً عن تزايد الفظاعات والجرائم التي ترتكب بحق الملايين الذين مازالوا يعيشون في منازلهم، ووصول عدد القتلى إلى 30 ألف، في ظل الاقتصاد المحاصر نتيجة الحرب والعقوبات، واستمرار مخاطر الأمراض والجوع والموت المفاجئ نتيجة الصواريخ والقنابل.
الأسد وحاشيته والأمور الأكثر سوءاً
لكن مجلة التايم الأميركية أوضحت أن هناك جماعة من السوريين ربما ترحب بفصل الشتاء القادم بشعور قاتم بالرضا، خاصة وأنه مع استمرار تدهور الأوضاع، كما هو متوقع، فإن الأسد وحاشيته يعلمون أن الأمور قد تصبح أكثر سوءاً بالنسبة لهم أيضاً.
ورغم فقدان القوات النظامية السورية لأجزاء كبيرة من الأراضي السورية، إلا أن الثوار والحديث للمجلة الأميركية مازالوا عاجزين نظراً لافتقارهم للأسلحة في المدن الرئيسية، مع عدم وجود إشارات دالة على قرب تحصلهم على أسلحة ثقيلة من حلفائهم بالخارج.
القلق من السلفيين
وتتحدث التايم عن الانقسامات التي تهيمن في تلك الأثناء على صفوف الثوار، وكذلك حالة القلق التي تهيمن على القوى الغربية بخصوص تزايد نفوذ المتطرفين السلفيين بداخل صفوف الثوار المسلحين. وأضافت التايم أن الانهيار المتوقع لقوات الأسد لم يتحقق، وأن الانشقاقات بصفوف الثوار قد تباطأت إلى حد كبير.
وبدلاً من ظهور إشارات دالة على قرب التوصل لحل لهذا الصراع، فإن المكاسب والخسائر المتزايدة لكل طرف إلى جانب تحول الخطوط الأمامية تشير إلى حدوث مأزق استراتيجي، لا يستطيع فيه أي طرف أن يوجه ضربة قاضية إلى الطرف الآخر.
وأشارت المجلة كذلك إلى أن التطورات التي وقعت مؤخراً على الحدود مع تركيا والأردن جاءت لتدلل على حقيقة هذا المأزق، في ظل عدم وجود ما يدل على حدوث تدخل خارجي.
إرسال قوات لسوريا
وتشير المعلومات إلى اعتراض أغلبية الأتراك على فكرة إرسال قوات لسوريا، من منطلق أن الحرب فرضت بالفعل عبئاً اقتصادياً على تركيا من خلال قطع العلاقات التجارية وأزمة اللاجئين ودعم أعمال التمرد الانفصالية من جانب حزب العمال الكردستاني بين أكراد تركيا وكذلك زيادة التوترات مواطنيها من العلويين والأقليات العلوية.
ولانزعاجها من الشعور بأن واشنطن تتحضر لسيناريو قد تستمر فيه الحرب السورية على مدار شهور، فإن بعضاً من تحركات تركيا الأخيرة قد تشير إلى إلحاح متزايد لدى أنقرة بشأن سرعة تسوية الأزمة السورية بدلاً من العيش مع تداعيات حرب طويلة.
وختمت التايم بتأكيدها أن الأمور تبدو صعبة في الوقت الراهن بالنسبة للأسد، بينما يأمل خصومه أن تتم إزاحته من المشهد إما بنفيه أو بحبسه أو بقتله. فضلاً عن توصله، من خلال حساباته، إلى عدم قدرته على الارتكاز بقوة على قوى مثل إيران وروسيا.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767476.html
لطيران الحربي السوري يقصف مقاتلين يحاولون اقتحام معسكر قرب معرة النعمان
أ. ف. ب.
بيروت: اصيب 22 مقاتلا سوريا معارضا جراء قصف بالطيران الحربي استهدفهم صباح السبت خلال محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان بريف إدلب (شمال غرب) والمحاصر منذ ايام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد “اصيب 22 مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة بجروح اثر القصف الذي تعرضوا له من طائرة حربية لدى محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف للقوات النظامية المحاصر منذ عدة ايام”.
وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان ثلاثة من المصابين في حالة حرجة.
وكان الطيران الحربي قصف صباح السبت مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل ايام، وقرية معرشمشة المحيطة بالمعكسر، بحسب المرصد.
كذلك افاد المرصد عن تعرض بلدة حيش الواقعة جنوب معرة النعمان الى قصف بالطيران الحربي، بعدما “استشهد فيها ليل الجمعة 12 مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة من محافظة حماة، وذلك خلال اشتباكات عنيفة دارت في البلدة”.
ويفرض المقاتلون المعارضون منذ ايام حصارا على معسكر وادي الضيف، القاعدة العسكرية الاكبر في منطقة معرة النعمان والذي شهد محيطه الجمعة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، بحسب المرصد.
وكان المقاتلون سيطروا الثلاثاء على مجمل معرة النعمان باستثناء حاجز واحد على مدخل المدينة ما زال تحت سيطرة القوات النظامية، بحسب المرصد.
وتعد معرة النعمان مدينة استراتيجية نظرا الى وقوعها على خط امداد القوات النظامية الى حلب كبرى مدن شمال سوريا التي تشهد معارك يومية، وحيث قتل السبت اربعة مقاتلين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في أحياء العامرية والاذاعة وصلاح الدين والاعظمية والزهراء والاحياء الغربية، بحسب المرصد.
وفي حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية صباح السبت للقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية “رافقه اصوات انفجارات هزت ارجاء الحي المحاصر”، بحسب المرصد. كما تعرضت مدينة القصير في ريف حمص للقصف.
وتسعى القوات النظامية الى السيطرة على احياء في حمص التي تعد معقلا للمقاتلين المعارضين، وشهدت على امتداد النزاع السوري الممتد منذ 19 شهرا، معارك عنيفة.
ولا تزال اجزاء منها خاضعة للحصار وتتعرض للقصف.
وفي درعا (حنوب)، تتعرض بلدة معربة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحامها، وتخوض اشتباكات مع المقاتلين المعارضين في محيطها، بحسب المرصد.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767648.html
تركيا تشدد ضغطها العسكري والسياسي على النظام السوري.. لكنها «لا تريد الحرب»
250 دبابة و55 طائرة ومرابض مدفعية قرب الحدود.. واعتراض مروحية سورية
بيروت: ثائر عباس
تحافظ تركيا، على خط تصاعدي في تحديها للنظام السوري، على الرغم من تأكيداتها أنها «غير راغبة» في الحرب مع جارتها الجنوبية التي تقلبت علاقتها معها من العداء إلى الصداقة، ثم العداء مجددا مع انحياز تركيا الصريح للمعارضين الذين يطالبون بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ مارس (آذار) 2011.
ومع أن تركيا تواجه بانتقادات من بعض المعارضين السوريين لعدم تقديمها «دعما عسكريا فعالا»، فإن المسؤولين في أنقرة يرون أن بلادهم تفعل ما في وسعها لمساعدة الشعب السوري، معتبرين أن دخول الجيش التركي في حرب مع النظام السوري «ليس الحل الأمثل» لهذه الأزمة.
ويطالب المعارضون السوريون تركيا بالسماح لهم بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات التي يستخدمها النظام بقوة في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات يواجهون بها الدبابات الروسية المتطورة التي لا تتأثر بسهولة بقاذفات الصواريخ التقليدية المحمولة على الكتف من طراز «آر بي جي»، والتي يمتلكها المعارضون بكثرة.
وعلى الرغم من هذا التحفظ، يقول مسؤولون أتراك في خطابهم الرسمي إنهم لا يقدمون «سوى المساعدات الإنسانية» للمعارضين الذين وصفهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بـ«الأبطال»، غير أن معارضين سوريين يقولون إن أنقرة «تغض الطرف» عن أنواع معينة من السلاح تصل إلى المعارضين، لكنهم يقولون إن هذه الأسلحة – بهذه الكميات والنوعية – «تكفي للصمود، لكنها لا تكفي للانتصار على النظام».
وبينما يقول كثير من المحللين إن أنقرة لن تدخل مواجهة شاملة مع النظام السوري، إلا بغطاء من الأمم المتحدة، تعمد الحكومة التركية إلى فرض كثير من الضغوط العسكرية والسياسية، وينقل زوار التقوا رئيس وزرائها مؤخرا لـ«الشرق الأوسط» أنه ليس من باب الصدفة أن تكون المناطق الحدودية مع تركيا قد خرجت عن طوع النظام السوري منذ حادثة إسقاط الطائرة التركية من قبل سوريا، قبل أشهر، في تلميح مباشر للدور التركي في تأمين الدعم لهؤلاء.
وقد نفت الخارجية التركية، أمس، «ادعاءات تناقلتها وسائل إعلام»، بتسليحها، مع عدد من الدول، المعارضة السورية، الموجودة على أراضيها.
وقال الناطق باسمها، سلجوق أونال، إن المعلومات التي تداولتها وسائل إعلام أجنبية اليوم، عن إقدام أنقرة وعدد من الدول، على تسليح المعارضة السورية على أراضيها، عارية عن الصحة.
وبعد عمليات القصف الانتقامية التي قام بها الجيش التركي لمواقع عسكرية سوريا منذ أسبوعين، أوقفت تركيا طائرة مدنية سورية مقبلة من روسيا، وقالت إنها صادرت منها «حمولة مشبوهة»، بينما كان الجيش التركي يواصل تعزيز قواته عند خط الحدود.
وطرأ أمس حادث حدودي جديد يضاف إلى الحوادث الحدودية المتنوعة بين الطرفين، تمثل في اعتراض مقاتلتين تركيتين طائرة مروحية سورية كانت تقوم بقصف مواقع للمعارضين السوريين في بلدة أسمرين.
وقال مسؤول تركي إن «المقاتلتين أقلعتا بعدما أرسل الجيش السوري مروحية مكلفة قصف بلدة أسمرين السورية، التي سقطت في أيدي الثوار السوريين».
وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الجيش التركي بدأ بخطة عملانية لنشر وحداته على طول خط الحدود مع سوريا، خصوصا المناطق المضطربة، وأكدت المصادر المعلومات التي تحدثت عن نشر وحدات إضافية من المدرعات الخفيفة والدبابات، بالإضافة إلى بطاريات مدافع ثقيلة.
وأشارت معلومات أخرى إلى أن الجيش التركي نشر نحو 250 دبابة على الأقل في محافظات شانلي واورفا وماردين وغازي عنتاب الحدودية، كما أشارت إلى وضع القواعد الجوية في ديار بكر وملاطية في حالة تأهب. وأوضحت أن أعمال الصيانة في المطار العسكري في دياربكر قد انتهت، مما يسمح لـ15 طائرة إضافية من طراز «إف 16» أرسلت من كاناكالي، زقونية وأماسيا باستعمال المطار، مما يرفع عدد الطائرات العسكرية التي أرسلت حتى الآن لقيادة القوات الجوية في دياربكر إلى 55.
إلى ذلك، رفضت الجمعية العمومية للبرلمان التركي مذكرة الاستجواب، التي تقدم بها «حزب الشعب الجمهوري» التركي المعارض، بحق وزير الخارجية أحمد داود أوغلو. وكان حزب الشعب الجمهوري، قد قدم مذكرة لرئاسة البرلمان لاستجواب داود أوغلو في مطلع الشهر الحالي، بحجة «اتباعه سياسة خاطئة تؤدي إلى مخاطر، وإخفائه الحقائق عن السلطات التشريعية والشعب في سياسته تجاه الأزمة السورية».
وجاء في حيثيات تلك المذكرة أن «مخيمات اللاجئين في مدينة هاتاي، تعتبر بمثابة مقر للجيش السوري الحر ومعسكر تدريب المسلحين المعارضين السوريين، الذين ينفذون جرائم قتل جماعي في المدن السورية، من أجل الإطاحة بنظام (الرئيس بشار) الأسد»، فضلا عن اتهامها للحكومة التركية، بأنها «تقدم دعمها الواضح للكفاح المسلح في سوريا».
مليون نازح في سوريا يستعدون لشتاء قارس
عمال الإغاثة: مئات الآلاف يحتاجون إلى المساعدات بشكل عاجل
لندن: «الشرق الأوسط»
في حديقة متربة بشمال دمشق تستعد فاطمة بدر لوضع مولودها دون رعاية طبية ولا سقف يغطيها وبعيدا عن منزلها الذي فرت منه عندما قصفت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بلدتها التي تقع شرق العاصمة السورية.
وتعيش 20 أسرة من النازحين بسبب العنف الذي يجتاح سوريا إلى جوار فاطمة في الحديقة الفقيرة في حي البرزة بعد أن فروا من مدينة حمص أو من معاقل المعارضة شرق دمشق.
ويعيش هؤلاء النازحون معرضين للظروف الطبيعية القاسية ويعتمدون على المساعدات وهم الجزء الظاهر من موجة من البشر اقتلعوا من منازلهم حيث اضطر كثيرون إلى النزوح أكثر من مرة مع تغير خطوط القتال في الصراع السوري بشكل مستمر. حسب رويترز.
وبينما فر 300 ألف شخص من البلاد وسجلوا أنفسهم لاجئين نزح أكثر من مليون شخص عن ديارهم داخل سوريا. ولجأ بعضهم إلى أصدقاء أو أقارب في مناطق أكثر أمنا بينما تكدس آخرون في بنايات عامة كالمدارس، بينما بقي بعضهم في العراء.
وتقول جماعات الإغاثة الإنسانية إن الشتاء الذي أصبح على الأبواب سيزيد من معاناة النازحين، وقالت فاطمة بدر «أعتقد أنني سأضع مولودي بعد أسبوعين أو ثلاثة وأنا خائفة من الولادة في المتنزه». وكان زوجها يبيع الخضراوات في بلدة دوما التي قصفها الجيش في حملته لطرد المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة بالأسد.
وأضافت فاطمة «لا يوجد طبيب وأنا سألد في العراء. أتمنى أن يأتي أحد بخيمة أو أجد قابلة لتساعدني حتى لو لم أذهب إلى المستشفى».
وبالنسبة لفاطمة ومثلها من المعدمين الذين لا يعملون في الغالب تكون التكاليف الزهيدة التي تحصلها المستشفيات الحكومية مقابل عملية الوضع فوق طاقتهم. ويعيش عدد آخر من العائلات إلى جانبها في المتنزه في حي البرزة منذ أسابيع. وفر هؤلاء من حمص إلى بلدة يبرود شمال العاصمة ثم اضطروا للفرار مرة ثانية تحت وطأة الهجمات. واختبأ آخرون خلال الصيف في مدرسة في البرزة قبل أن يضطروا للرحيل عندما بدأ العام الدراسي الشهر الماضي.
وبعيدا عن الضوء المسلط عليهم في مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا لم يجد النازحون داخل سوريا نفس درجة الاهتمام رغم الإلحاح المتزايد لاحتياجاتهم.
وإلى جانب السنة الذين يفرون من الهجمات على المناطق التي يشتبه في أنها تؤوي مقاتلين معارضين فقد رحل عشرات الآلاف من العلويين من مناطق الصراع إلى محافظتي طرطوس واللاذقية على البحر المتوسط. ويقول عمال الإغاثة إن مئات الآلاف يحتاجون إلى المساعدات بشكل عاجل. وقال ايتي هيجينز نائب ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في سوريا «الجو شديد البرودة في الشتاء. ليس لديهم مأوى ملائم وليست لديهم أغطية».
وتشتري اليونيسيف 75 ألف بطانية وملابس للشتاء إلى جانب حضانات وبطاطين أطفال وعشرة آلاف قطعة من البلاستيك الواقي من المياه. لكن هيجينز قال: «ما لدينا لا يكفي. نحن نتحدث عن نحو 600 ألف طفل نزحوا عن ديارهم ونحن نشتري ملابس لعدد 75 ألفا منهم».
وبينما تعيش أعداد قليلة من النازحين في العراء مثل فاطمة بدر أظهرت إحصائيات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية السورية أن 109 آلاف شخص يعيشون في 386 مركز تجمع في أنحاء البلاد بينما يعيش الآخرون عند عائلات مضيفة.
ومع تواصل القتال في أنحاء سوريا بما في ذلك القتال في حلب كبرى المدن السورية وحمص بوسط البلاد ودير الزور في الشرق من الممكن أن يزيد عدد النازحين خلال الأشهر القادمة مما يجعل جهود الإغاثة الحالية محدودة للغاية. وقال هيجينز «إنه غير كاف حقا، لذا فنحن نبحث بشدة عن المزيد من التمويل».
الحل الأمني ينتج «رعبا معكوسا» في المناطق الكردية بسوريا
قيادي كردي سوري لـ «الشرق الأوسط» : عناصر الأمن أصبحوا اليوم يرتعبون منا.. ويحتمون كالجرذان بمباني مؤسساتهم
أربيل: شيرزاد شيخاني
الثورة السورية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام غيرت بتداعياتها المتلاحقة على الوضعين المحلي والإقليمي العديد من المفاهيم التقليدية والثابتة المعروفة عن الأنظمة الشمولية والديكتاتورية.. فهذه الأنظمة التي تعتمد غالبا على قبضتها الأمنية لترويع الأصوات المعارضة لها، تعتبر أجهزتها الأمنية والمخابراتية جزءا وركنا أساسيا من النظام. وكان العديد من الأنظمة العربية قد نجحت فعلا خلال العقود الماضية في ترويض شعوبها عبر ترهيبها بالأجهزة الأمنية، في مقدمتهم النظام القمعي السوري الذي يقوده بشار الأسد والذي ورث حكما شموليا ونظاما أمنيا قوي الشكيمة من والده الراحل الذي وضع أسس بناء نظامه الديكتاتوري بالاستناد إلى الفكر البعثي المعروف بإقصائه للآخر وتبنيه لمبدأ الحزب القائد للدولة والمجتمع.
تلك الأجهزة الأمنية التي كانت تحصي أنفاس المواطنين في عموم أرجاء سوريا طوال أربعين عاما، وكان مجرد خروج أي مواطن إلى السفر للخارج يحتاج إلى جملة من الإجراءات وإعداد جملة من ملفات التحقيقات الأمنية، تراخت قبضتها اليوم بفعل الثورة الشعبية، حتى بات منتسبوها اليوم يرتعبون من مجرد المخاطرة بالخروج من حدود مباني تلك الأجهزة التي كانت إلى الأمس القريب علامة شاخصة لقوة النظام وسطوته على المجتمع، فأصبح المواطن السوري حرا طليقا يسافر أينما شاء ووقتما شاء، لا بل وأصبح حرا حتى بحمل السلاح وفرض الحواجز الأمنية، وقد يصادف أن يحقق عنصر من تلك الحواجز مع رجل أمن النظام عند مروره بتلك الحواجز، وهذه من تصاريف القدر أن ينقلب السحر على الساحر كما يقال.
يشير قيادي كردي سوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «عناصر الأمن أصبحوا اليوم يرتعبون منا، بعد أن أذاقونا مر العذاب لأكثر من أربعة عقود، فتراهم يحتمون كالجرذان بمباني مؤسساتهم، ولا يجرؤون على الابتعاد عنها بمسافة مائة متر خوفا من إلقاء القبض عليهم من المواطنين أو قتلهم»! هذا القيادي الكردي الذي نحجم عن كشف هويته بناء على رغبته يقول إن «الحدود أصبحت مفتوحة أمامنا، لا أحد يحاسبنا بالخروج والدخول، وهذه هي المرة الأولى طوال حياتي السياسية أتمتع بهذه الحرية التي أستنشق هواءها لأول مرة، حتى إنني استطعت أن أزور أولادي اللاجئين بإحدى الدول الأوروبية بعد عقود طويلة من هجرتهم».
هذا السياسي الكردي المعارض التقته «الشرق الأوسط» في أربيل قبل يومين وكان عائدا من زيارة له إلى تركيا، العدو اللدود للنظام السوري حاليا، فليقس القارئ مدى تراخي قبضة نظام بني أساسا بإحكام قبضته الأمنية والمخابراتية على مفاصل الدولة، وكيف تحول حاله اليوم حتى بدا عاجزا عن محاسبة معارضيه من لقاءات سياسية بالدول المعادية له.
يقول السياسي الكردي المعارض «كنت مدعوا من قبل الأحزاب الكردية التركية، فخرجت من القامشلي (المدينة ما زالت تحت قبضة النظام في دمشق) وعبرت الحدود إلى إقليم كردستان ومن هناك ذهبت إلى ديار بكر والتقيت بعدد من قادة الأحزاب الكردية هناك وأجرينا مباحثات تتعلق بالوضع الكردي في سوريا وتركيا، وأنا الآن عائد إلى القامشلي».
هناك العديد من قادة الأحزاب الكردية المعارضة للنظام يأتون بشكل يومي سواء عبر وفود حزبية أو زيارات شخصية إلى إقليم كردستان ويجتمعون مع قادته للتباحث حول مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، وفيهم من يذهب إلى بروكسل أو باريس أو واشنطن للمشاركة في مؤتمرات المعارضة، ولا أحد يجرؤ على ملاحقتهم أو محاسبتهم عند عودتهم.
يقول أحد المعارضين الآخرين «أنا عضو بمكتب سياسي لحزب كردي معارض، ومقيم حاليا بإقليم كردستان، ولا أشعر بأي خوف إذا ما اضطررت إلى الذهاب للقامشلي أو أي مدينة كردية أخرى للاجتماع مع قادة حزبي، فلا أحد يجرؤ على المحاسبة أو التحقيق معي، جميع عناصر المؤسسات الأمنية ضباطا ومراتب أصبحوا الآن داخل مؤسساتهم ولا أحد يجرؤ على الخروج، فارتحنا منهم».
ويضيف أنه «في السابق كنا نحتمي منهم ونهرب من ملاحقاتهم، بل ونصرف الآلاف والملايين كرشى ندفعها لهم أو لأقربائهم حتى لا يقتلونا أو يتهمونا بجرائم معادية للنظام، واليوم هم يتصلون بنا سرا لنضمن لهم حياتهم».
ودعا القيادي الكردي في ختام تصريحه «ضباط ومنتسبي المؤسسات الأمنية إلى المراجعة والمبادرة بالانضمام إلى الثورة الشعبية» التي أكد أنها «لن تتوقف حتى استئصال هذا النظام القمعي والدموي الذي أوغل بقتل الشعب، ففرط بكل حل سلمي يتيح له خروجا آمنا من سوريا، وعلى هؤلاء الضباط والمراتب ألا يربطوا مصيرهم بمصير حكم زائل لا محالة، وأن يعودوا إلى صف الشعب قبل فوات الأوان».
لافروف: الطائرة السورية التي اعترضتها تركيا كانت تنقل معدات رادار مشروعة
بعد أن نشرت «كومرسانت» الروسية أنها كانت تنقل قطع رادار روسي لأنظمة سورية مضادة للصواريخ لكن ليس أسلحة
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن الطائرة السورية التي كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق واعترضتها تركيا وأرغمتها على الهبوط في أنقرة الأربعاء كانت تنقل «معدات رادار مشروعة».
وقال لافروف لشكبة «إن تي في» التلفزيونية الروسية إن «الطائرة كانت تنقل شحنة مشروعة من مورد روسي شرعي يقوم بتسليمها بطريقة شرعية إلى زبون شرعي»، موضحا أنها «معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار».
وأضاف: «إنها معدات ذات استخدام مزدوج (عسكري ومدني) ولكنها ليست ممنوعة في أي اتفاقية دولية».
وأكد الوزير الروسي على أنه «لم يكن هناك ولا يمكن أن يكون هناك أي سلاح على متن هذه الطائرة».
وسبق لموسكو أن نفت نفيا قاطعا وجود أسلحة في الطائرة واحتجت بشدة على اعتراضها من قبل تركيا، معتبرة أن أنقرة «عرضت للخطر» الركاب الروس الذين كانوا على متنها.
لكن صحيفة «كومرسانت» الروسية أثارت شكوكا في هذا النفي الرسمي عبر تأكيدها أمس نقلا عن مصادر في صناعة تصدير الأسلحة أن الطائرة المدنية السورية كانت تنقل قطع رادار روسي لأنظمة سورية مضادة للصواريخ لكن ليس أسلحة.
ونقلت «كومرسانت» عن مصادر في صناعة تصدير السلاح قولها إن الطائرة كانت تحمل 12 صندوقا تتضمن قطع رادار تستخدم في أنظمة مضادة للصواريخ التابعة للجيش السوري، ونفت اتهامات رئيس الوزراء التركي بأن الشحنة كانت تشمل ذخائر.
وقالت المصادر للصحيفة إن الشحنة لم تكن تتطلب أي وثيقة خاصة لأنها لا تشكل أي خطر على الطائرة أو ركابها.
ولكن تركيا بقيت على موقفها إزاء النفي الروسي والسوري، مصرة على أن الطائرة المدنية السورية التي اعترضتها الأربعاء كانت تنقل معدات عسكرية لسوريا.
وبعد 24 ساعة على هذا الحادث الجوي، تدخل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الخميس شخصيا ليؤكد أن الشحنة التي صودرت من طائرة الإيرباص التي كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق تتضمن «معدات وذخائر موجهة لوزارة الدفاع السورية»، مؤكدا أن هذه المعدات يمكن أن تعرض الجمعة علنا «إذا لزم الأمر» لإسكات الجهات التي تنفي ذلك في دمشق وموسكو.
الجيش النظامي يتكبد أكبر الخسائر منذ اندلاع الثورة
مقتل 106 جنود خلال يومين.. والجيش الحر يعلن السيطرة على كتيبة صواريخ وبلدات حدودية
بيروت: بولا أسطيح
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تكبد قوات الأمن السورية في اليومين الماضيين أكبر الخسائر منذ اندلاع الثورة في مارس (آذار) 2011، إذا أفيد بمقتل 92 جنديا نظاميا يوم الخميس جراء هجمات عدة لا سيما في إدلب، حيث قتل 39 عسكريا، بجانب 14 عنصرا آخر صباح يوم أمس الجمعة، في هجوم للمقاتلين المعارضين على حاجز في قرية خربا قرب بلدة معربة في محافظة درعا، لتصبح الحصيلة مقتل نحو 106 جنود نظاميين خلال يومين.
وقد تزامن تصاعد وتيرة العنف مع تحقيق قوات المعارضة في جمعة «أحرار الساحل يصنعون النصر» مكاسب استراتيجية خاصة في إدلب وحلب، إذ أفاد ناشطون سوريون بسيطرة كتائب تابعة للجيش الحر على قرية كفرحوم على الحدود مع تركيا، وقرية دركوش في جسر الشغور بإدلب، كما أعلنت جبهة النصرة الاستيلاء على كتيبة للصواريخ على طريق الباب – حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من الكتائب الثائرة تمكنوا من السيطرة على حاجز معمل الزيت الذي يعد نقطة تمركز للقوات النظامية غرب مدينة سراقب التي تسيطر عليها المعارضة والواقعة جنوب حلب.
وتستمر المعارك الضارية في محيط مدينة معرة النعمان في إدلب التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون. وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية لجأت إلى الطيران الحربي في استهداف مبنيين في معرة النعمان، تزامنا مع محاولتها استعادة هذه المدينة الاستراتيجية التي تمر بها حكما كل تعزيزات القوات النظامية المتجهة إلى حلب.
كما تدور اشتباكات عنيفة «بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المعارضون منذ ثلاثة أيام»، بحسب المرصد. وتم اعتراض اتصال لاسلكي سمع فيه قائد المعسكر وهو يوجه نداء استغاثة ويقول، بحسب المرصد الذي حصل على تسجيل للاتصال «إن لم تقم الطائرات بتنظيف محيط المعسكر، فسوف أسلم بنهاية النهار». وأفاد المرصد بتعرض أحياء الحيدرية والسكري والفردوس لقصف من القوات النظامية، بعد اشتباكات ليلية على أطراف أحياء الصاخور وسليمان الحلبي والشيخ خضر.
وفي إدلب، ذكرت شبكة «شام» أن الطيران الحربي قصف بعنف مدينة معرة النعمان، كما قصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ بلدة كورين بريف إدلب. وفي غضون ذلك، تجدد القصف على خان شيخون بالمدفعية الثقيلة والطيران المروحي. وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى العثور على خمس جثث مجهولة لأشخاص أعدموا ميدانيا في حي برزة بدمشق، بالتزامن مع قصف عنيف من الطيران المروحي على بلدة معربة بريف درعا وحملة دهم للمنازل واعتقالات تشنها قوات أمن النظام في حي التضامن وحي نهر عيشة بالعاصمة.
واستهدف القصف المدفعي مدينة داريا بريف دمشق، وتركز على الجهة الغربية من المدينة. وقد سقطت عشرات القذائف على بلدة مسرابا في ريف دمشق، وفق الهيئة العامة للثورة التي أشارت إلى عدد غير معروف من الإصابات. ووثقت الهيئة سقوط ستة قتلى في بلدة معربة بريف درعا أثناء الاشتباكات بين قوات جيش النظام والجيش الحر أثناء الهجوم على حاجز خربة وكتيبة السهوة بعد قصف المدينة ببراميل «TNT» المتفجرة من قبل الطيران المروحي والمدفعية الثقيلة.
كما تحدث ناشطون عن نجاحات للجيش الحر بالساحل السوري قالوا إنها قد تسفر عن إكمال سيطرة الجيش الحر على حدود سوريا الشمالية مع تركيا بعد أن بدأت المعارك تزحف من إدلب وجسر الشغور باتجاه شمال اللاذقية.
أما في حمص، فتحدث ناشطون عن سقوط جرحى في قصف بالطيران الحربي على مدينة الرستن بريف حمص، فيما يستمر قصف الجيش النظامي على الأحياء المحاصرة بحمص المدينة. وفي تلبيسة، نشر ناشطون صورا على الإنترنت تظهر تشكيل كتيبة مقاتلة جديدة تابعة للواء تلبيسة وسط أنباء عن تجدد القصف على المدينة.
وبالتزامن، تحدث قيادي بارز للجيش الحر في حمص لـ«الشرق الأوسط» عن قصف عنيف لا يزال يتعرض له حي الخالدية في مسعى للجيش النظامي لاقتحامه. وأضاف «لقد حاولت قوات الأمن اقتحام الحي أكثر من مرة، وعبر أكثر من محور، لكن الثوار تصدوا لها وبقوة موقعين عددا من القتلى والجرحى في صفوفها».
وأوضح المصدر القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «أهالي حمص يعانون الأمرين جراء الحصار الخانق الذي يفرضه النظام وتصاعد الحملة العسكرية مؤخرا وبشكل عنيف جدا في محاولة لدخول الأحياء التي يتخوف سكانها من أن يكونوا ضحايا مجازر يرتكبها النظام بحقهم كونهم يناصرون الثورة».
وبالتزامن، تحدثت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن العثور على جثة مدير المشفى الجامعي في حلب مصابة بطلقات نارية بعد أسابيع من خطفه. وأشارت الوكالة إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة» كانت خطفت تسابحجي منذ ستة أسابيع من أمام منزله في حي السبيل في المدينة. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المدينة نقلا عن طبيب مقرب من تسابحجي رفض كشف اسمه أن «مجموعة ادعت أنها من الجيش الحر» فاوضت عائلة تسابحجي بعد خطفه في 26 يوليو (تموز) «لإطلاق سراحه مقابل مبلغ أربعة ملايين ليرة سورية (55 ألف دولار أميركي) شرط الاستقالة من مهامه ومغادرة البلد». وبحسب الطبيب، وافقت العائلة على العرض «وقامت بكل التجهيزات لمغادرة البلد فور الإفراج عنه»، كاشفا عن أنه سبق لتسابحجي أن تلقى تهديدات «بالخطف والتصفية من الجيش الحر». كما تعرض الطبيب القتيل لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي «بوصفه شبيحا ومن مرتزقة النظام»، اتهم فيها بأنه «يستقبل جرحى الجيش السوري دون جرحى المسلحين، ويسلم جرحى المعارضة» إلى النظام. وتم العثور على الجثة بعد تلقي نجل الطبيب الأكبر اتصالا من مجهول أبلغه فيه «بوجوب تسلم والده على طريق حلب – حريتان الدولي». وبحسب تقرير الطبيب الشرعي، فارق تسابحجي الحياة نتيجة رصاصة أطلقت من مسافة قريبة واخترقت الرأس «من دون وجود آثار تعذيب على جسمه».
إلى ذلك، أبلغت مصادر طبية وكالة الصحافة الفرنسية، بأن ما يقارب عشرة آلاف عنصر من القوات النظامية قتلوا وجرح عدد مماثل منذ منتصف مارس 2011، مع ارتفاع المعدل اليومي لقتلى القوات النظامية إلى عشرين. ولم تمنع موجة العنف الضاربة بالبلاد الآلاف من الخروج في مظاهرات جمعة «أحرار الساحل يصنعون النصر»، إذ أفاد ناشطون بخروج مظاهرات في مناطق مختلفة من سوريا خاصة في الحسكة وحماه ودرعا وإدلب ودمشق وريفها.
وقد بث الناشطون مظاهرة خرجت في حي السكري بحلب. وقال الناشطون إن المظاهرة خرجت رغم القصف الذي تتعرض له المدينة، وهتف المتظاهرون بشعارات الحرية ونددوا بما سموه التخاذل الدولي عن نصرة الشعب السوري، كما طالبوا بدعم الجيش الحر وبإسقاط النظام.
وفي العاصمة دمشق خرجت مظاهرة مناوئة لنظام الأسد في حي جوبر. كما خرج متظاهرون في شوارع مدينة داريا بريف دمشق، وهتف المتظاهرون للجيش الحر، وطالبوا المجتمع الدولي بوقف الحملة العسكرية التي يشنها النظام على المدن والبلدات السورية.
وجنوبا، خرجت مظاهرة في بلدة خربة الغزالة بدرعا ردد المتظاهرون فيها شعارات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد كما حملوا لافتات تشيد بالجيش الحر. وفي مدينة درعا البلد وبلدة اليادودة، هتف المتظاهرون للحرية وطالبوا بوقف الحملة الأمنية التي يشنها النظام في مختلف المدن السورية. بينما قصف الجيش مدينة بصرى الشام والقرى المحيطة منذ الصباح الباكر.
الملف السوري على طاولة المباحثات بين لافروف ونظرائه الأوروبيين غدا في لوكسمبورغ
الأوروبيون يفرضون عقوبات إضافية على سوريا الاثنين وفرنسا تستضيف الأربعاء مؤتمرا لدعم المجالس الثورية المدنية
باريس: ميشال أبو نجم
يعود الملف السوري مجددا إلى طاولة مباحثات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ليل الأحد ويوم الاثنين المقبلين في لوكسمبورغ، بمناسبة عشاء العمل الذي سيجمعهم مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف مساء الأحد، ثم خلال اجتماعهم الدوري في اليوم التالي.
ومن المنتظر أن يسفر اجتماع الاثنين عن إقرار سلة عقوبات جديدة هي الثامنة عشرة ضد النظام السوري والشركات والأفراد الذين يدعمونه، من خلال توسيع لوائح السلع والأشخاص والهيئات الذين تطالهم العقوبات. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن الشق الأول من العقوبات الجديدة سيشمل ضم 28 شخصية سورية إلى لائحة السوريين الممنوع عليهم التوجه إلى بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27، مع تجميد أموالهم وممتلكاتهم فيها. أما الشق الثاني، فإنه يستهدف قطاعي الطيران التجاري والسلاح، فضلا عن استهداف الحكومة السورية نفسها.
وكان مبدأ العقوبات الجديدة قد أقر خلال «اجتماعات غيمنيش» غير الرسمية التي جرت في قبرص في 8 و9 سبتمبر (أيلول) الماضي. وسيعمل الوزراء الأوروبيون على إقرار ما حضره الخبراء، على أن تنشر العقوبات الجديدة في الجريدة الرسمية الأوروبية يوم الثلاثاء.
وبالنظر إلى غياب أي استراتيجية أوروبية أو غربية فاعلة، فإن العقوبات المالية والاقتصادية تبقى «السلاح الفعال» بيد الأوروبيين والغربيين بشكل عام.
غير أن أهمية اجتماعات لوكسمبورغ أنها ستوفر الفرصة للأوروبيين للاطلاع على آخر المواقف الروسية من الأزمة السورية، حيث يستمر مجلس الأمن معطلا بسبب الدعم الذي ما زالت توفره موسكو للنظام السوري.
وتعترف المصادر الفرنسية بأن باريس ومعها العواصم الغربية لم تنجح (حتى الآن) في زحزحة موسكو عن مواقفها، على الرغم من تكرار الأخيرة أنها «غير متمسكة بنظام الأسد». وبحسب الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، فإن الخلاف الروسي – الغربي يقوم حول «تشخيص الأزمة السورية وتعيين سبل الحل»، حيث تميل روسيا إلى اعتبار النزاع داخليا وترفض أي تدخل خارجي فيه، تاركة الحل للسوريين أنفسهم. وبالمقابل، يؤكد الأوروبيون أن بداية الحل السياسي تكمن في رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة. وتلتزم باريس موقفا متقدما بإعلان استعدادها للاعتراف بحكومة انتقالية تشكلها المعارضة وتتمتع بالشرعية التمثيلية وبتوفيرها الدعم لـ«المناطق المحررة»، فضلا عن تقديم العتاد «غير القاتل» للمعارضة المسلحة، ومنها مناظير الرؤية الليلية ووسائل الاتصال المتطورة، التي تتيح لها الإفلات من رقابة أجهزة النظام.
وعلى الرغم من إشارات التحول التي يرصدها الجانب الفرنسي في المواقف الروسية، فإن باريس «لا تنتظر تغيرا جوهريا» في السياسة الروسية. والقناعة التي توصلت إليها باريس من خلال التواصل المستمر مع موسكو أن الأخيرة «لا تعتبر أن زمن التفاوض حول حل في سوريا قد جاء أوانه»، وأنها بلا شك «تنتظر ما ستؤول إليه الانتخابات الأميركية» لترى مع أي إدارة ستتفاوض، والضمانات التي تستطيع تقديمها للمحافظة على المصالح الروسية في سوريا والمنطقة. وتنظم باريس يوم الأربعاء المقبل، في مقر وزارة الخارجية، اجتماعا لدعم «المجالس الثورية المدنية» في سوريا، بحضور دول عربية وأوروبية وأميركية، ومنظمات غير حكومية، وخصوصا ممثلين عن عدد من هذه المجالس الذي سيجيئون من الداخل السوري. وبحسب الخارجية، فإن الغرض من الاجتماع هو دراسة حاجات هذه المناطق التي خرجت عن سيطرة الدولة السورية، والتي تجري مساع لمساعدتها وتمكينها من الاستمرار في توفير الخدمات والحاجيات الأساسية، فضلا عن تأهيلها لتكون البيئة التي ستحتضن الحكومة الانتقالية. ولم تكشف باريس أمس عن لائحة الحضور التفصيلية ولا عن مستواه، غير أن مصادرها تفيد بأن «التجربة» الفرنسية في دعم المناطق المحررة أخذت تلقى دعما من عدد من الجهات بعد أن قوبلت في مرحلة أولى بالتحفظ.
ويفتتح المؤتمر صباح الأربعاء وزير الخارجية، إلا أن مشكلة المناطق المحررة الأولى تتمثل في الدفاع عنها بوجه طيران النظام ومروحياته. وحتى الآن، دأبت باريس على المطالبة بتوفير الحماية لها، إلا أن أيا من المسؤولين لم يقدم تصورا قابلا للتطبيق طالما أن مجلس الأمن الدولي غير قادر على استصدار قرار بهذا الشأن.
أما الورقة الأخرى التي تراهن عليها باريس، فتتمثل في الدفع نحو توحيد المعارضة السورية لعلها تنجح في رص صفوفها والخروج بصيغة حكومة انتقالية تتوفر لها الشرعية في الداخل من حيث قدرتها على أن تكون بديلا لحكومة النظام الراهن. غير أن المصادر الفرنسية نفسها ترى أن انقسامات المعارضة على نفسها لن يتم التغلب عليها غدا، ما يعني أن تحقيق هدف تشكيل الحكومة الانتقالية سيتأخر إلى أمد غير معلوم. ويوم الأربعاء الماضي، استدعي رئيس المجلس الوطني السوري للإدلاء بشهادته أمام البرلمان الفرنسي، لكن باريس بعد أن كانت أحد أهم المروجين للمجلس والدافعين للاعتراف به ممثلا شرعيا للمعارضة السورية، عدلت من موقفها باتجاه الانفتاح على اللجان المحلية الفاعلة، والمجالس الثورية المدنية، ومنظمات المجتمع المدني التي تشدد على الحاجة إلى ضمها إلى الهيئة التي ستكون ممثلة للمعارضة.
ويعكس تأجيل مؤتمر الدوحة للمجلس الوطني والمعارضة بشكل عام، الصعوبات التي يعاني منها خصوم الرئيس الأسد في تجميع صفوفهم والاتفاق على إنتاج هيئة موحدة تمثل كل المعارضة أو أهم الأطراف الفاعلة فيها. وتواكب كوكبة من البلدان (10 إلى 12 بلدا) جهود المعارضة لمساعدتها وحثها على التحرك وتغليب المقاربة الجماعية على المصالح السياسية الآنية.
من جهة أخرى، ينظم المجلس الوطني الكردي الذي يطلق عليه اسم «البرلمان الكردي في المنفى» ومقره بروكسل، السبت المقبل، مؤتمرا في إحدى قاعات مجلس النواب الفرنسي مخصصة لما يسميه «الوضع في كردستان الغربية» أي في سوريا. ويتشكل المجلس من المنظمات الكردية في «كل الأوطان الكردية» وفي المهجر. وعمد المنظمون إلى دعوة ممثلين عن الأحزاب الكردية السورية، وسيحضره ممثلون عن المجلس الأعلى الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي والحزب التقدمي الديمقراطي، وممثلون عن الطوائف الكلدانية والآشورية والأرمنية، ونائبان كرديان من تركيا. ودعيت المعارضة السورية إلى المؤتمر، لكن حضورها لم يتأكد بعد.
معارضون سوريون يردون على نكران نصر الله القتال إلى جانب النظام
صبرا : مشاركة حزب الله لا تحتاج لبراهين
بيروت: نذير رضا
رد معارضون سوريون على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أنكر، أول من أمس، انخراط عناصره في القتال في سوريا، معتبرين أن «إنكار نصر الله الانخراط في القتال إلى جانب النظام، تدحضه صور تشييع جثامين عناصره»، مشددين على «رفض تهديد أي لبناني»، متمنين على اللبنانيين «البقاء على حياديتهم».
ورأى المتحدث باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا، أن مشاركة حزب الله في القتال «لا تحتاج إلى براهين جديدة طالما أن حزب الله شيع مقاتلين له سقطوا في سوريا»، متسائلا: «لا أعرف لأي سبب هم موجودون في سوريا؟»، وردا على نصر الله الذي أكد أن هؤلاء لبنانيون موجودون في سوريا منذ سنوات، وتعرضوا مؤخرا للخطر، اعتبر صبرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن ما قاله نصر الله «هو حكاية ألفها لتبرير انخراطه في القتال إلى جانب النظام»، وأوضح أنه «حتى لو أنكر حزب الله ذلك، فإنه داخل المعركة بدليل انخراط إيران التي اعترفت بذلك، ولا يختلف اثنان على أن حرب إيران هي حرب حزب الله حكما».
تمنى صبرا على اللبنانيين «أن يبقوا خارج الصراع الدائر في سوريا، ويحافظوا على لبنانيتهم وحيادهم، ولا يدخلوا في هذا المسار الصعب»، مؤكدا أن «الثورة سامية، وأهدافها نبيلة، وستحرر اللبنانيين، كما السوريين، من سطوة هذا النظام الأمني والدموي على السياسة اللبنانية التي تحكم بها على مدى عقود، اختبروا خلالها سلوكه». وفي حين رد نصر الله على التهديدات التي صدرت عن بعض المعارضين بأنهم سينقلون المعركة إلى الضاحية الجنوبية، بالقول إن «الافتراء والتهويل لا ينفع معنا»، محذرا: «ما حدا يجربنا»… رفض صبرا أي تهديد «بحق أي لبناني أو أي أحد آخر»، مشددا على أن «الشعب السوري الآن ليس بوارد الالتفات لأي شيء يبعده عن هدفه المركزي، وهو إسقاط النظام ورئيسه بشار الأسد». وأكد: «إننا نريد إخراج المنطقة من لغة التهديد الذي لطالما اعتمدته الأنظمة الأمنية وخصوصا نظام الأسد»، مشيرا إلى «أن التهديد لم يحصل، ولن يحصل، ولا يمكن للثوار أو لأي فرد من الجيش السوري الحر أن يهدد اللبنانيين». وأضاف: «أهداف الثورة النبيلة، تجعلها بمنأى عن اعتماد لغة التهديد والوعيد والسجون التي اختبرها اللبنانيون والسوريون على حد سواء».
من جهته، رأى الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية بسام جعارة أنه «لا يجوز لحزب مقاوم أن ينخرط في حرب قذرة يقودها النظام ضد شعبه»، مؤكدا في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «إذا تورط حزب الله أكثر في هذه الحرب كما يهدد نصر الله، فإنه سيولد ردود فعل قاسية على ممارسات حزب الله»، كما أنه «سيجلب كارثة كبرى على اللبنانيين والسوريين والمنطقة، وسينظر إليه الجميع على أنه ميليشيا طائفية تقتل الشعب السوري».
ورأى جعارة أن نكران نصر الله مشاركته في الحرب «يشبه نكران الأسد أن جيشه يقتل الأطفال ويرتكب الجرائم»، مشيرا إلى أن «عناصر حزب الله شوهدوا يقاتلون في ريف حمص، وهذا ليس سرا، حيث قاتل لبنانيون إلى جانب النظام في القرى المتاخمة للحدود اللبنانية». وتوجه إلى نصر الله بالقول: «أهالي القصير الذين استضافوا اللبنانيين في حرب يوليو (تموز)، لا يستحقون قصفهم والمشاركة في قتلهم في حرب قذرة». واعتبر جعارة أن حزب الله «ليس صاحب القرار في المشاركة في الحرب إلى جانب النظام»، موضحا أن الذي قرر القتال «هو الولي الفقيه في إيران، وحزب الله عليه أن ينفذ القرار ويقاتل إلى جانب عناصر الحرس الثوري الذين كشف عن وجودهم داخل سوريا»، ودعا نصر الله «لعدم زج نفسه وحزبه في معركة ليست معركته»، مشددا على أن استمرار الحزب في القتال إلى جانب النظام «سيؤثر على العلاقة المستقبلية بين لبنان وسوريا، وعلى العلاقة بين الطوائف المتنوعة التي تسكن البلدين». وأكد جعارة أن «سقوط الأسد لا يعني سقوط نظام الممانعة»، لافتا إلى أن «السوريين قاتلوا في فلسطين من الثلاثينات». بدوره، لفت مصدر قيادي في المعارضة السورية إلى أنه «يتم حاليا التعاطي مع حزب الله بناء على موقفه السياسي من الأزمة الذي يصب في خانة دعم النظام الذي يقتل شعبه».
خادم الحرمين يبحث مع الإبراهيمي وقف نزف الدم ونازحو الداخل تجاوزوا المليون
خسائر فادحة لقوات الأسد والثوار يتقدّمون في نقاط استراتيجية
يحرز الجيش السوري الحر تقدماً كبيراً في محاور استراتيجية أمام قوات الأسد التي انهزمت في عدد من المواقع المهمة مخلفة عشرات القتلى والأسرى بيد الثوار الذين تمكنوا أمس من الاستيلاء على قاعدة الطعانة للدفاع الجوي على طريق حلب الرقة.
وفي جدة بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي أمس، السبل الكفيلة بإنهاء العنف ووقف نزف الدم الذي كان سبباً في تجاوز عدد النازحين في الداخل السوري على أبواب فصل الشتاء، المليون شخص.
وعلى صعيد الطائرة المدنية السورية التي اعترضتها المقاتلات التركية الأربعاء وصادرت منها معدات عسكرية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن الطائرة كانت تنقل “معدات رادار مشروعة” بالكامل، مقابل تأكيد الولايات المتحدة انه “ليس لديها أدنى شبهة في أن المستلزمات التي صادرتها تركيا من الطائرة السورية معدات عسكرية خطيرة” حسبما قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند أمس.
ميدانياً، دفعت تركيا بطائرتين مقاتلتين بعد أن قصفت طائرة هليكوبتر حربية سورية بلدة عزمارين السورية الحدودية التي يستولي عليها الجيش السوري الحر الذي أفاد أمس أن الطيران الحربي التركي شن غارات على عدة أهداف داخل الأراضي السورية كما نقلت فضائية “العربية”.
وسجل أمس قصف عنيف لقوات النظام على قرى ومدن ريف العاصمة، كما شهد مخيم اليرموك انفجارا ذهب ضحيته قتلى وجرحى.
وقاتلت قوات المعارضة بشراسة أمس للاحتفاظ بالسيطرة على الطريق السريع الرئيسي الرابط بين الشمال والجنوب، وخاضت معارك مع القوات الحكومية على عدد من الجبهات في أنحاء البلاد في جمعة أطلق عليها الثوار “جمعة أحرار الساحل يصنعون النصر” في تضامن مع التحرك الذي يقوم به نشطاء علويون ضد آل الاسد.
وقال نشطاء إن المعارضة المسلحة سيطرت على قاعدة للدفاع الجوي في الطعانة إلى الشرق من مدينة حلب اكبر المدن السورية بينما شنت القوات الحكومية ضربات جوية وقصفا مدفعيا على مدينة حمص.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن الجيش الحر تمكن من أسر 256 عنصرا من قوات النظام خلال اشتباكات استمرت اسبوعا في منطقة ريف جسر الشغور الغربي القريبة من الحدود التركية في محافظة ادلب في شمال غربي سوريا.
وقال المرصد في بيان أورده راديو “سوا” الأميركي مساء امس من لندن “إن عدد الاسرى من القوات النظامية الذي اسروا خلال الاشتباكات الدائرة منذ الاسبوع الماضي في بلدة خربة الجوز وقرى اخرى بريف جسر الشغور الغربي، بلغ 256 اسيرا بينهم ضباط وصف ضباط”.
وأضاف المرصد أن قوات النظام انسحبت تحت ضغط المعارك والهجمات من قرية دركوش الواقعة في ريف جسر الشغور الغربي على الحدود السورية – التركية بعد ثلاثة ايام من الاشتباكات”، مشيرا إلى أن الثوار باتوا يسيطرون على شريط حدودي واسع في المنطقة محاذ لتركيا.
وأفادت لجان التنسيق المحلية في بيان أن الجيش السوري الحر تعهد بمعاملة الجنود المعتقلين كأسرى حرب.
وقال المرصد ان عدد القتلى أول من أمس، زاد على 260 شخصا من بينهم مدنيون ومقاتلون من الجانبين في اعمال عنف في العاصمة وفي الشمال والغرب والشرق.
واضاف ان 92 جنديا قتلوا يوم الخميس في واحد من أكبر أعداد القتلى اليومية في صفوف القوات الحكومية منذ بدء الانتفاضة ضد الاسد في اذار 2011.
وفي ادلب قال نشطاء إن قوات المعارضة أسرت نحو 400 من الجنود ورجال الميليشيا الموالين للأسد هذا الاسبوع في منطقة جسر الشغور.
وأظهرت صور نشرتها المعارضة العشرات من الجنود في زي رسمي جالسين على الأرض.
وقال مصدر بالمعارضة “تم أسر نحو 400 من القوات الموالية (للنظام). كثيرون منهم مجندون فقراء أطلق سراحهم. يجري استجواب الضباط الأكثر أهمية.”
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من المراقبين في انحاء سوريا ان اشتباكات تدور عند ثكنات عسكرية بالقرب من معرة النعمان التي تقع على الطريق السريع بين حمص وحلب في شمال غرب البلاد.
وقال احمد الطرقاوي القائد المحلي في صفوف المعارضة “هناك 50 جثة لجنود وشبيحة في شوارع الخالدية وقوات النظام غير قادرة على استعادتها.
وبلغ عدد الشهداء في سوريا أمس برصاص قوات النظام 120 شهيداً. (التفاصيل ص 14)
ودفعت تركيا بطائرتين مقاتلتين امس إلى الحدود بعد أن قصفت طائرة هليكوبتر حربية سورية بلدة عزمارين الحدودية حيث دار قتال عنيف بين قوات المعارضة والقوات الحكومية هذا الاسبوع.
واثارت تركيا غضب سوريا يوم الأربعاء عندما أجبرت طائرة ركاب مدنية قادمة من روسيا إلى سوريا على الهبوط في انقرة.
وقالت السلطات التركية إنها كانت تحمل ذخيرة روسية الصنع للجيش السوري وهو ما نفته دمشق وموسكو.
وفي موسكو أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ان الطائرة السورية التي كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق واعترضتها تركيا وارغمتها على الهبوط في انقرة الاربعاء كانت تنقل “معدات رادار مشروعة” بالكامل.
وقال ان “الطائرة كانت تنقل شحنة مشروعة من مورد روسي شرعي يقوم بتسليمها بطريقة شرعية الى زبون شرعي”، موضحا انها “معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار” وذلك في بيان للكرملين صدر في اعقاب اجتماع لمجلس الامن الروسي خصص للوضع في سوريا.
واضاف “انها معدات فنية كهربائية من اجل محطات الرادار، وهي ذات استخدام مزدوج (عسكري ومدني) ولكنها ليست ممنوعة في اي اتفاقية دولية”. واكد الوزير الروسي انه “لم يكن هناك ولا يمكن ان يكون هناك اي سلاح على متن هذه الطائرة”. وتابع لافروف ان الشركة المزودة “ستطالب باستعادة الحمولة التي هي ملكها”.
وقالت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، امس، “إن الولايات المتحدة الأميركية ليس لديها أدنى شبهة في أن المستلزمات التي صادرتها تركيا من الطائرة السورية، معدات عسكرية خطيرة”.
جاء ذلك في المؤتمر الصحافي اليومي لنولاند الذي أدلت فيه بعدة تصريحات شاملة للغاية حول الأشياء التي صادرتها السلطات التركية من الطائرة السورية الأربعاء الماضي بعد أن اعترضت طريقها اثناء قدومها من موسكو وأجبرتها مقاتلات تركية على النزول في مطار “أسن بوغا” بأنقرة.
وأوضحت نولاند إلى أن رئيس الوزراء التركي أدلى بتصريحات دقيقة التوصيف في هذه الواقعة، لافتة إلى أن الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي بصفة خاصة في غاية القلق الشديد بسبب استمرار هذا النوع من التصرفات السورية.
وفي جدة بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي عصر أمس السبل الكفيلة بانهاء العنف في سوريا، بحسب مصدر رسمي.
وذكرت وكالة الانباء السعودية ان اللقاء شمل “الاوضاع الراهنة في سوريا والسبل الكفيلة بإنهاء جميع أعمال العنف ووقف نزيف الدم وترويع الآمنين وانتهاكات حقوق الانسان” في هذا البلد.
واعلن احمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الدولي في بيان ان المباحثات تطرقت الى “السبل الكفيلة بوقف اراقة الدماء” في سوريا. واضاف ان “الاوضاع تزداد تدهورا يوما بعد يوم” مشيرا الى “عذابات الشعب السوري التي لا مثيل لها”، وتابع ان خادم الحرمين والابراهيمي اكدا “ضرورة تقديم مساعدات انسانية لنحو 2,5 مليون نازح” واكثر من 350 الف لاجئ في دول الجوار، كما اشار الى استعراض “المشاورات التي يجريها الابراهيمي مع الحكومة السورية والمعارضة”، وختم معبرا عن قناعته بان “الوضع المؤسف لا يمكن انهاؤه بالوسائل العسكرية انما بعملية سياسية تستجيب للتطلعات المشروعة للشعب السوري”.
وحضر الاجتماع الامير مقرن بن عبد العزيز المستشار والمبعوث الخاص للملك والامير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية.
وفي انقرة قال مصدر ديبلوماسي ان الابراهيمي سيصل الى اسطنبول اليوم في زيارة يلتقي خلالها وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو وتتزامن مع تفاقم التوتر بين انقرة ودمشق.
وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه ان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا سيبحث مع الوزير التركي في “كل اوجه” النزاع السوري.
وفي سوريا كذلك وبينما فر 300 الف شخص من البلاد وسجلوا انفسهم لاجئين نزح اكثر من مليون شخص عن ديارهم داخل سوريا. ولجأ بعضهم إلى اصدقاء او اقارب في مناطق اكثر امنا بينما تكدس آخرون في بنايات عامة كالمدارس بينما بقي بعضهم في العراء.
وتقول جماعات الاغاثة الانسانية ان الشتاء الذي أصبح على الأبواب سيزيد من معاناة النازحين في صراع يقول نشطاء انه اسفر بالفعل عن مقتل أكثر من 32 الف شخص.
وقالت فاليري آموس منسقة الشؤون الانسانية بالامم المتحدة في اب ان ملايين السوريين الذين شردهم العنف يواجهون الفقر المدقع.
وبعيدا عن الضوء المسلط عليهم في مخيمات اللاجئين في الاردن وتركيا لم يجد النازحون داخل سوريا نفس درجة الاهتمام رغم الالحاح المتزايد لاحتياجاتهم. ويقول عمال الاغاثة ان مئات الالاف يحتاجون إلى المساعدات بشكل عاجل.
وقال ايتي هيجينز نائب ممثل منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في سوريا “الجو شديد البرودة في الشتاء. ليس لديهم مأوى ملائم وليست لديهم أغطية”.
ويعتزم وزار خارجية دول الاتحاد الأوروبي تبني حزمة جديدة من العقوبات هي الثامنة عشر من نوعها على عدد من الشخصيات والكيانات بسوريا على ضوء مواصلة أعمال العنف والقمع التي يرتكبها النظام.
وقال فيليب لاليو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي أمس، إن هذه الحزمة الجديدة من العقوبات سيتم تبنيها خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي والمقرر بعد غد ويستمر لمدة يومين في لكسمبورغ برئاسة كاثرين آشتون الممثلة الأعلى للشئون الخارجية والأمنية بالاتحاد.
(ا ف ب، رويترز، العربية، ا ش ا، الأناضول، لجان التنسيق المحلية)
السوريون يوثّقون الضحايا..”كي لا يُقتَلوا مرتين“
كثيرة هي القصص التي تخبر عن أشخاص وجدوا جثث أحبّتهم بالصدفة. إمرأة من ريف دمشق تصاب بالذهول حين تجد جثة إبنها بين الشبان الذين تحاول إسعافهم. ناشط في بيروت يرى جثة والده في فيديو على موقع “يوتيوب”، وقصص أخرى غيرها… لكن أعداداً لا تحصى من الجثث التي تنتَشل من تحت الركام ومن السهول والأزقة وبقايا الأبنية المتهدمة تظل بلا هوية، في قتل مضاعف للضحية.
ولكي لا تظل هذه الجثث أسيرة المجهول، قامت مجموعة من الأطباء السوريين من الذين يقيمون داخل البلاد وبمساعدة من بعض الشباب من الخارج بإطلاق مبادرة لتوثيق الشهداء مجهولي الهوية.
وترمي الخطوة إلى توثيق الجثث والاحتفاظ بعينات منها يُستفاد منها لاحقاً في تحليل الحمض النووي (DNA) الخاص بها ومقارنة نتائج التحليل مع (DNA) ذوي المفقودين، ما يساعد في تحديد هوية أصحاب الجثث وبالتالي تأكيد موتهم وشطبهم من ملف المفقودين.
هولاء الناشطون لم ينتظروا سقوط النظام للقيام بمهمة البحث عن المفقودين، لأن احتمال ضياع الجثث نتيجة تعرض أماكن دفنها إلى الإخفاء أو القصف أو حتى مقتل من يعلم بمكانها، كبير جداً. وجمع العينات قبل دفن الجثث سيخفف برأي الناشطين من معاناة أهلهم ويكشف عن مصيرهم.
ويشير المسؤولون في تعريفهم عن الحملة بأن “الفئة المستهدفة من هذا المشروع هم عامة من السوريين لا سيما النشطاء على الأرض والذين هم على احتكاك مباشر بجثامين الشهداء في مناطقهم”.
ويضيفون: “سنعمل على إنشاء شبكة تضم ممثلين عن كل المناطق ليتولوا مهمة جمع العينات – سواء من الشهداء مباشرة أو من الأشخاص الذين يقومون بجمعها- وحفظها إلى أن يتم جمع عدد كافٍ من العينات للبدء بالخطوة التالية في المشروع عمليًا”.
ويضع الناشطون سلسلة من التعليمات يجب على من يوّد القيام بتوثيق جثة، إتباعها بدقة. منها أنه “لا بد من ارتداء قفازات نظيفة قبل ملامسة الجثة، وتبديلها في حال الانتقال للتعامل مع جثة أخرى، وفي حال عدم توفر القفازات يجب غسل الايدي جيدًا بالماء والصابون قبل وبعد ملامسة الجثة”.
الخطوة الثانية تتلخص “بوضع كمامة على الأنف والفم حتى لا تختلط العينة بهواء التنفس، في حال عدم توفر الكمامات، لا بد من الحرص على كتم الانفاس أثناء التعامل مع العينة”.
وتبدأ عملية الحصول على العينة باقتلاع بضع شعرات (10 – 15) جافة ونظيفة من رأس الشهيد ولحيته، ومع التأكد من اقتلاع جذور الشعر معها، ثم التأكد من عدم لمس جذر الشعرة كي لا يتلوث أو يتلف.
بعد ذلك تقص قطعة من ثياب الشهيد المخضبة بدمائه، وحفظها بعد التأكد من جفافها بشكل تام.
وفي حال تعرض جثة الشهيد للحرق تقلع أربع أسنان على الأقل، ويفضل أن تكون من الأضراس الخلفية. وفي حال تعذر ذلك يمكن الاستفادة من قطعة من عظام الشهيد، كعظم العضد، لكن مع التأكد من تجريد العظم من أي نسيج آخر عالق به -كالعضلات- قبل حفظه.
فور الحصول على العينات يتم حفظ كل منها في كيس ورقي منفصل، والتأكد من إغلاقه جيدًا بالشريط اللاصق، ثم حفظ الأكياس في مكان جاف وبدرجة حرارة الغرفة.
يحظر استعمال الأكياس البلاستيكية لأنها كفيلة بإتلاف العينة. كما يجب عدم حفظ العينات في الأماكن الرطبة أو الحارة أو المعرضة لأشعة الشمس المباشرة. وبعد إنهاء عملية أخذ العينات تلتقط صورتان أمامية وجانبية لوجه الضحية. وتدون بعض المعلومات على الأكياس الورقية: عمر الشهيد التقريبي والجنس والطول التقريبي ولون الشعر ولون البشرة اذا كانت الجثة بحالة جيدة ولم تتفسخ بعد. كما تسجل أية علامة ولادية مميزة كالوحمات ومكان وجودها إضافة إلى تسجيل تاريخ دفن الجثة ومكان دفنها حتى يسهل الرجوع إليها مستقبلًا في حال تطلب الأمر.
ولا بد من الحرص على حفظ العينات والوثائق الخاصة بكل شهيد في مكان واحد، وإبقائها إلى حين الإعلان عن تسليمها لأحد أعضاء هيئة توثيق الشهداء المجهولين في المنطقة التي يقيم فيها المولج القيام بهذه العملية.
تركيا: من حقنا تفتيش الطائرة السورية
اعتبر مسؤول تركي رفيع أن من حق بلاده تفتيش الطائرة السورية التي احتجزتها الأربعاء الماضي، بينما قالت روسيا إن الشحنة التي كانت تحملها الطائرة هي معدات خاصة بمحطة رادار، واعتبرت واشنطن دعم موسكو لدمشق غير أخلاقي.
فقد قال أرشد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي في اتصال هاتفي مع الجزيرة من أنقرة، إن من حق أي دولة وفقاً للقانون الدولي تفتيش أي طائرة في حال الاشتباه في حمولتها.
وأضاف أن من حق بلاده تفتيش الطائرة السورية معتبرا ذلك أمرا اعتياديا، ومشيرا إلى أن العراق يفتش الطائرات الإيرانية التي تمر عبر أجوائه إلى سوريا.
وأوضح هورموزلو أن السلطات التركية خيّرت طاقم الطائرة وهي في الجو بين العودة من حيث أتت أو الهبوط في تركيا، مشيرا إلى أن قائد الطائرة لم يصرح بحمولة الطائرة وهو ما يعد مخالفة للقوانين الدولية، موضحا أن ركابا روسا كانوا على متنها دون أن يتم إخطار تركيا بذلك.
شحنة قانونية
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الشحنة التي كانت تحملها طائرة الركاب السورية التي احتجزت لساعات في أنقرة الأربعاء الماضي لم تكن أسلحة، بل شحنة قانونية عبارة عن معدات خاصة بمحطة رادار.
وقال لافروف في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي الرسمي “ليس لدينا أسرار بالطبع.. لم تكن هناك أسلحة على الطائرة (..) كانت هناك شحنة أرسلها مورد قانوني روسي بشكل قانوني إلى عميل قانوني”، وأوضح أنها “معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار”.
وأضاف أن السلطات التركية خيرت قائد الطائرة بين الهبوط بها في أنقرة أو تغيير مسارها قبل دخول المجال الجوي التركي فاختار الهبوط في أنقرة، وأنه هبط لأنه “ليس لديه شيء غير قانوني”.
وعلى صعيد مواز، قال فياتشيسلاف دافيدينكو المتحدث باسم شركة “روسوبورن-إكسبورت” التي تتولى تصدير الأسلحة الروسية، إن الطائرة السورية لم تحمل شيئا من أملاك شركته، وأكد أن شركته تلتزم بالتشريعات الدولية والروسية.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال إن الطائرة التي أجبرت على الهبوط في أنقرة وأفرج عنها في وقت لاحق كانت تحمل ذخائر روسية الصنع إلى القوات المسلحة السورية.
في المقابل أعلنت سوريا أن اتهامات تركيا بوجود أسلحة على متن طائرتها “كاذبة وعارية عن الصحة”، ودعت أردوغان إلى تقديم إثبات على ذلك.
انتقاد أميركي
في هذه الأثناء اعتبرت الولايات المتحدة الجمعة أن الدعم الروسي لسوريا “يفتقد إلى الأخلاقية”، في تعليق على اعتراض تركيا للطائرة المدنية السورية.
وأقرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بأن روسيا لم تنتهك أي حظر على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها اعتبرت أن “السياسة الروسية في الملف السوري تفتقد إلى الأخلاقية”.
وتتواجه واشنطن وموسكو منذ أشهر بشأن الملف السوري، إذ يأخذ الأميركيون على الروس استخدامهم ثلاث مرات لحق النقض (فيتو) مع الصينيين لمنع إصدار قرارين في الأمم المتحدة يهددان النظام السوري بعقوبات.
وأكدت نولاند أن “كل (الأعضاء) الآخرين في مجلس الأمن يقومون بما في وسعهم بشكل أحادي كي يتأكدوا من أن نظام الأسد لا يحظى بأي دعم خارجي”. وأضافت “نقول منذ قرابة العام إن أي بلد مسؤول يجب ألا يساعد آلة الحرب لنظام الأسد”.
جنود سوريون: انهيار في معنويات الجيش
محمد النجار-خربة الجوز
تحدث جنود في الجيش النظامي السوري كانوا مأسورين لدى الجيش الحر في خربة الجوز إحدى قرى جسر الشغور بعد الإفراج عنهم، عن حالة من الانهيار في معنويات جنود الجيش النظامي.
وروى 35 جنديا التقتهم الجزيرة نت في طريقهم من الخربة الواقعة على الحدود التركية السورية إلى تركيا تمهيدا لعودتهم إلى عائلاتهم بعد إفراج ثوار الخربة عنهم، ما وصفوه بالإهانات والمعاملة السيئة التي كانوا يلقونها من قادتهم بالجيش الذين قالوا إنهم تركوهم وهربوا عندما اشتد الحصار والقتال ضدهم من قبل الثوار.
وكانت الجزيرة نت قد تابعت الثلاثاء الماضي مراسم الإفراج عن دفعة من الجنود النظاميين من أصل 400 أسير من الجيش النظامي أسرهم ثوار الخربة والقرى المجاورة لها، وأجرت مقابلات مع المفرج عنهم حيث رافقتهم حتى وصولهم إلى الأراضي التركية.
تنوع
وكان لافتا أن الجنود المفرج عنهم يمثلون إلى حد كبير تنوع المجتمع السوري، حيث التقينا من بينهم العرب والأكراد والدروز، كما لاحظنا أن الجنود ينتمون لمناطق من السويداء في أقصى الجنوب حتى حلب في الشمال، إضافة إلى الحسكة ودير الزور والرقة وإدلب ودمشق وريفها وغيرها من المدن والمحافظات السورية.
أثناء مسيرنا معه وسط الغابات المحترقة بفعل قذائف جيش النظام، تحدث إلينا الملازم أول “عيد” -وهو كردي من مدينة الحسكة- عما وصفها بالمعنويات المنهارة للضباط وحتى الجنود، واقتناع الغالبية منهم أنهم يخوضون معركة خاسرة لا محالة.
ولفت إلى أنه مع المئات من الجنود والضباط سلموا أنفسهم للجيش الحر رغم تخوفهم من القتل، حيث كان قائد الجيش بالمنطقة العميد محمود صبحا –يقول الثوار إنهم قتلوه بقرية الزعينية القريبة من الخربة- أن الثوار سيذبحون أي جندي يصل إليهم.
وتابع “استقبلنا الثوار بطريقة استغربناها فقد احتضنونا وأمنوا لنا المأكل والمشرب، قبل أن نعرض على هيئة تحقيق قررت الإفراج عنا”.
وزاد “أمن لنا الثوار المأكل والمشرب وحتى السجائر، وأعطوا كل واحد منا مبلغا من المال يكفيه للوصول إلى أهله”.
أما الجندي السابق عبد القادر -وهو من حلب- فقد روى كيف كان الضابط يعامل الجنود، وقال “أنا موجود هنا منذ 9 شهور رغم أن دورتي 7 شهور فقط، وكان الضابط يمنعنا من الإجازات أو أن يكون مع أحدنا هاتف، وكان يسمح لنا باتصال بعائلاتنا كل شهر ونصف بحضوره وبعد أن يفتح الخط بنفسه.
محمد أحد الجنود من منطقة الزبداني قابلناه في طريق العودة، وكان يلح بالسؤال عن وضع منطقته التي قال إنه لا يعرف عنها شيئا، وأبدى قلقا كبيرا من وضع منطقته بعدما حدثناه أنها تعرضت للقصف، وقال إنه لا يعرف مصير عائلته التي حاول الاتصال بها من هاتف أحد المرافقين دون إجابة.
تمييز
في الطريق قابلنا أيضا الجندي نورس الشاعر وهو من محافظة السويداء وأحد أبناء الطائفة الدرزية. وكان لافتا في حديث الشاعر شكواه من التمييز ضد الدروز في الجيش النظامي تماما كما هي شكوى أبناء الطائفة السنية.
وجه نورس الشاعر من خلال الجزيرة نت نداء إلى أبناء طائفته بأن يتركوا الجيش “المنهار”، وتحدث بإسهاب عن حرص الثوار على معاملته بشكل لائق، وقال إنه ممتن لهم لأنهم أفرجوا عنه وأحسنوا معاملته رغم سوء المعاملة التي لاقتها خربة الجوز من الجيش النظامي.
اتفق الجنود والضباط على تحميل العميد صبحا مسؤولية حرق البيوت، كما اتفقوا في لقاءاتنا معهم على أن العميد تركهم وهرب مع أبناء طائفته “العلوية” وترك بقية الجنود خلفه. أحد الجنود من دير الزور قال بالحرف “لماذا نبقى في الجيش ما دام القائد أول الهاربين، وهذا ما سيحصل مع بشار الأسد الذي سيهرب بطائرته مع عائلته ويترك بقية الجيش وأبناء طائفته للثوار”.
محطات
لا يمكن لمن عايش هؤلاء الجنود أن ينسى ثلاث محطات: الأولى محطة الوداع الحميم بينهم وبين الثوار ولحظات تقبيل الرأس العفوية منهم إلى محمد عيد أبو عبدو نائب قائد كتيبة أحرار سوريا وبكاء بعضهم أثناء ذلك.
الثانية محطة البكاء الذي ظهر على كثير منهم في طريق العودة الشاق إلى الأراضي التركية، وكان بعضهم يحدث مراسل الجزيرة نت عن أمه أو أطفاله الذين اشتاق إليهم. وكان الجندي محمد الطحان من حلب يقول إنه ينتظر بشغف احتضان أمه التي شعر قبل أيام فقط أن موعده معها قد انتهى إلى غير رجعة.
أما المحطة الثالثة فهي الحميمية الواضحة بين الثوار والجنود ودعوة الثوار لهم بأن يلتحقوا بصفوف الثورة، أو ألا يعودوا إلى الخندق المعادي على الأقل، وتوصية الجنود بمن بقي من زملائهم أسرى لدى الجيش الحر بخربة الجوز.
وأكد القائد أبو عبدو للجزيرة نت أن التحقيق مع الجنود أفضى إلى قرار بالإفراج عن 200 منهم ورغبة عدد منهم في البقاء مع الجيش الحر، وقال إن هناك قرارات بالإعدام صدرت بحق بعض من ثبت تورطهم في القتل أو الحرق أو الاغتصاب، لكنه قال إن تنفيذ هذه القرارات يحتاج إلى تصديق لجنة عليا ينتظر وصولها إلى الخربة خلال أيام من موعد مغادرتنا الثلاثاء الفائت.
مآس تتكرر على الحدود التركية السورية
يتداعى أفراد قرية “حاجي باشا” التركية إلى إغاثة إخوانهم السوريين اللاجئين المذعورين من قصف بلدتهم عزمارين، من قبل جيش النظام السوري الذي لا يميز بين مدني وعسكري.
وتسود حالة من الارتباك والذعر لدى هؤلاء اللاجئين وهم يتدفقون هربا من القذائف إلى نهر العاصي الذي يربطهم بتركيا، في حين يلاحقهم قناصة النظام السوري.
وبينما تتواصل المعارك بين الثوار والجيش النظامي، طالب متحدث عبر مكبرات للصوت في عزمارين أمكن سماعه من قرية حاجي باشا التركية، مقاتلي المعارضة بالاستسلام وتسليم أسلحتهم قائلا إن القوات قادمة بالدبابات والطائرات.
وتسببت المعارك في نزوح جماعي من المنطقة، حيث يفر السكان عبر نهر العاصي الذي يشكل حدودا طبيعية بطول هذا القطاع من الحدود بين تركيا وسوريا.
ووصف رجل فر من عزمارين الأربعاء مشاهد الذعر والدمار، وقال عبده (36 عاما) إن القوات السورية تستخدم كل أنواع الأسلحة “لم تتمكن أمي من الفرار,, من الصعب تحديد عدد القتلى.. قوات الأسد نشرت قناصة على مئذنة المسجد يطلقون النار على كل من يتحرك”. وأضاف “يطلقون قذائف الهاون فوقنا من كل مكان في البلدة”.
وتدفق عشرات السوريين على مدى اليومين الماضيين -أغلبهم نساء وأطفال- على نهر العاصي لنقلهم إلى قوارب صغيرة متداعية يتم سحبها بالحبال عبر المجرى الضيق إلى الجانب التركي.
وحمل مقاتلون -وعلى أكتافهم بنادق نصف آلية- أطفالا يصرخون إلى القوارب، ومن خلفهم أمهات تنتحب. وصاح تركي من حاجي باشا جاء للمساعدة قائلا -وهو يسحب أحد القوارب- “انظروا.. أين الصين؟ أين روسيا الآن؟ هل هؤلاء الناس إرهابيون؟”.
ومثل كثير من القرى والبلدات على طول هذه الحدود، ترتبط حاجي باشا بعلاقات قوية مع جيرانها الجنوبيين، واللغة الأولى للقرويين هي العربية، وكثير من العائلات تقيم علاقات على جانبي الحدود.
وصاح رجل عبر مكبر للصوت في حاجي باشا يدعو السكان لمساعدة من يحاولون الفرار، وقال “يا أحباب الله يا أحباب محمد، هاتوا سياراتكم وساعدوا إخواننا وأخواتنا السوريين”.
ويقيم الفارون حاليا مع أسر في حاجي باشا، لكن لا توجد مساحات كافية في القرية لاستيعابهم. ونصب القرويون خيمة لحماية النساء والأطفال من الأمطار الغزيرة، بينما تقوم القوات التركية بتسجيلهم قبل نقلهم إلى مخيمات للاجئين في أديامان على بعد مئات الكيلومترات.
وفي القرية تجمع رجال أمام مسجد لمحاولة تنظيم خطة لإرسال مساعدات غذائية لمن لم يتمكنوا من الفرار. وقال رجل من حاجي باشا طلب عدم ذكر اسمه “نرسل لهم الطحين والعدس والخبز وأغذية جافة في الأغلب.. إنهم أقاربنا وإخواننا”.
المصدر:رويترز
الحر يأسر عشرات الجنود بإدلب
قال ناشطون إن عناصر الجيش السوري الحر أسروا عشرات من جنود القوات النظامية في إدلب، وجاء ذلك في ظل تواصل الاشتباكات، واستمرار القصف الذي يستهدف مناطق مختلفة من سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري الحر أسر 256 من عناصر قوات النظام خلال اشتباكات استمرت أسبوعا في منطقة ريف جسر الشغور الغربي القريبة من الحدود التركية في محافظة إدلب، وأوضح أن من بين الأسرى ضباطا وصف ضباط، فيما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الجيش السوري الحر “تعهد بمعاملة الجنود المعتقلين كأسرى حرب”.
في غضون ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 29 شخصا قتلوا اليوم معظمهم في حماة وإدلب.
وأفاد ناشطون بإصابة عشرات الأشخاص بجروح إثر قصف براجمات الصواريخ استهدف صباح اليوم بلدة معربة في درعا.
وواصل الجيش النظامي قصفه على معرة النعمان ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في منطقة وادي الضيف بالمدينة.
واستهدف الطيران الحربي عددا من القرى في إدلب من بينها بلدة جرجناز التي شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها.
وفي ريف إدلب تتعرض بلدة إحسم لقصف عشوائي يومي، وقام سكان البلدة بوضع متاريس أمام المحال التجارية, وسدوا النوافذ بالحجارة لحماية ممتلكاتهم من القصف اليومي.
اشتباكات بحلب
وقال ناشطون إن اشتباكات وقعت بين الجيشين الحر والنظامي في خان العسل وعلى مشارف حي العامرية في حلب.
وذكر الناشطون أن الجيش الحر تمكن من السيطرة على رتل دبابات كان متجها من حي الراموسة إلى حي العامرية في محاولة لاقتحامه. وأضافوا أن كتائب نور الدين زنكي تصدت بالاشتراك مع كتائب أخرى لعدد من الدبابات في خان العسل ودمرت أربعا منها.
وكان مسلحو المعارضة قد استولوا على قاعدة الطعانة التابعة للدفاع الجوي السوري بالقرب من مدينة حلب، وبثت لقطات فيديو على الإنترنت تظهرهم وهم يستولون على شاحنات عسكرية على متنها كميات من الصواريخ.
وفي وجه آخر للمعاناة قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن ثلاثين ألف نازح يعيشون في ظروف صعبة في الحي الجامعي في منطقة الفرقان بغرب حلب في ظل المعارك التي تشهدها المدينة منذ ثلاثة أشهر.
وفي دمشق قال ناشطون إن عددا من الأشخاص قـُتلوا وجرح آخرون جراء سقوط قذيفة على مخيم اليرموك، وأفاد الناشطون بأن مبنى من أربعة طوابق انهار جراء سقوط القذيفة واحترقت أربع سيارات.
جبهة تركيا
وفي استمرار لتوتر الجبهة السورية التركية طاردت مقاتلاتان تركيتان مروحية سورية على الجانب السوري من الحدود بين البلدين أمس الجمعة.
وكانت المروحية السورية قد بدأت تقترب من الحدود التركية أثناء قصفها مواقع الجيش السوري الحر، وعلى ضوء ذلك أقلعت طائرتان حربيتان من قاعدة ديار بكر الجوية التركية وبدأتا عملية كشف واستطلاع على الشريط الحدودي.
ووضعت تركيا جيشها على أهبة الاستعداد وأرسلت تعزيزات إلى الحدود، ونقلت 15 مقاتلة من أجزاء متفرقة من البلاد إلى محافظة ديار بكر، جنوبي شرقي البلاد، بالقرب من الحدود، تضاف إلى ستين دبابة رفعت العدد الإجمالي للدبابات في المنطقة إلى 250، حسبما ذكرت صحيفة حريات التركية.
يذكر أن 123 شخصا قتلوا أمس في سوريا، ونظمت مظاهرات حاشدة في عدة مناطق طالبت بإنهاء حكم نظام بشار الأسد.
ناشطون: مقتل 29 وإعدام عائلة بأكملها
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال معارضون إن قوات الأمن السورية قتلت 29 شخصاً في مختلف المناطق، غالبتهم في حماة وإدلب، بينما أعلن الجيش الحر سيطرته الكاملة على بلدة كفر حوم الحدودية مع تركيا.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في أولى تقاريرها السبت إن 29 شخصاً قتلوا في مختلف محافظات سوريا، معظمهم من حماة التي قتل فيها 12 شخصاً، بينما قتل 11 في إدلب و2 في دير الزور و4 في دمشق وريفها.
وأفادت شبكة شام في تقرير لها بأن القوات الحكومية قامت بإعدام عائلة كاملة مؤلفة من 8 أفراد في بلدة حيش في إدلب.
وفي وقت سابق قالت إنه تم العثور على 3 جثث لأشخاص أعدموا ميدانياً في بساتين الغوطة الشرقية بريف دمشق.
كما ذكرت الشبكة أن حي الخالدية في حمص يتعرض لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية، وأنه سمع دوي انفجارات ضخمة تهز الحي.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن امرأة توفيت جراء إصابتها في وقت سابق أثناء قصف على مخيم اليرموك في دمشق.
وفي حلب، سمع دوي انفجارات قوية هزت المنطقة المحيطة بفرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء، ترافق مع اشتباكات وإطلاق نار كثيف في المنطقة.
وأفاد معارضون أن الجيش الحر يعلن السيطرة الكاملة على بلدة كفر حوم قرب مدينة حارم في ريف إدلب القريب من الحدود مع تركيا.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن أحد الناشطين في معرة النعمان بريف إدلب أن “وادي الضيف وقرية الحاميدية ومعمل قرميد ومعسكر الطلائع والشبيبة” تعتبر آخر مراكز للنظام العسكري بريف إدلب، مضيفا أن “السيطرة على مدينة معرة النعمان ومعمل الزيت يهدف الثوار من خلالهما لقطع الإمدادات التابعة للنظام والمتوجهة من العاصمة دمشق وحمص وحماة باتجاه حلب.
وكانت مصادر المعارضة السورية ذكرت الجمعة أن انفجارات ضخمة هزّت معظم أحياء العاصمة السورية دمشق، فيما أعلنت مقتل أكثر من 123 شخصا بأيدي القوات الحكومية في مختلف المناطق السورية.
كذلك أفاد ناشطون بأن الجيش السوري الحر أسر أكثر من 300 جندي من الجيش الحكومي في حلب وإدلب، وأسقط طائرة مروحية مقاتلة تابعة للجيش الحكومي.
فرزات: العلويون الأكثر معاناة في سوريا
نضال العيسى – أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أكد فنان الكاريكاتير السوري علي فرزات أن الطائفة العلوية في بلاده الأكثر معاناة، رافضا تقسيم الشعب إلى طوائف وأقليات، قائلا إن هناك “أكثرية تسعى إلى الحرية والكرامة منذ انطلاقة الثورة في مارس 2011”.
وفي حديث إلى “سكاي نيوز عربية” أوضح فرزات أن حصوله على جائزة “ساخاروف” لحرية الفكر هو بمثابة “بوصلة تحدد مكاني وموقفي من الثورة السورية ومن الشارع، وهي تمنحني الشجاعة لكي أكون أحد أصوات الثورة التي تصل إلى مسامع الرأي العام العالمي، ومثل هذه الجوائز بالنسبة لي وسيلة لا غاية”.
وكان فرزات حاز جائزة “ساخاروف 2011″، التي يمنحها البرلمان الأوروبي كل سنة للمدافعين عن حقوق الإنسان في العالم، لكنه لم يحضر حفل التسليم العام الماضي لإقامته في مشفى بالكويت للعلاج من آثار التعذيب الذي تعرض له في دمشق على أيدي أشخاص يقول إنهم موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وعن سبب خروجه من سوريا بعد ذلك الاعتداء، يقول فرزات: “خرجت لاستكمال علاجي في الخارج بعد أن نصحني أصدقاء بذلك لمنعي من التعرض لأي أذى، خاصة أن الكثير من النشطاء والمعارضين كانوا يتعرضون للاعتداء أو الاعتقال داخل المشافي السورية”.
ورفض الفنان السوري العالمي تهمة “نكران الجميل” للأسد، قائلا: “أتحدى أي شخص يتهمني بالأكل على موائد السلطة بأن يثبت حصولي على مكرمة أو حظوة من السلطة”.
ويردف: “ذكرت في مرات عديدة أن العلاقة التي كانت تجمعني ببشار الأسد علاقة حوارية وليست صداقة شخصية، وهي علاقة كان أطرافها مثقفون ومفكرون سوريون ورأس النظام لمناقشة أوضاع البلاد للوصول إلى جمهورية ديمقراطية تعددية بعيدا عن حكم الرأي الواحد واللباس الواحد والهتاف الواحد”.
إحدى رسوم فرزات التي تسخر من الأسد
وفي سخرية من تلك “الصداقة المزعومة”، يقول فرزات: “أعتقد أن الصديق لا يعتدي على صديقه بالضرب أو يرسل له مجرمين وقتلة لتكسير يديه وأصابعه، وفي منطقة (بالقرب من ساحة الأمويين) مليئة بالحواجز الأمنية والعسكرية التي تمنع شخص من الوقوف ثوان لتدخين سيجارة. ورغم ما ذكرته قنوات السلطة عن فتح تحقيق بشأن الحادث فإن أحدا لم يتصل بي ليأخذ إفادتي سواء من رئيس الجمهورية أو حتى من قبل عنصر أمن صغير”.
“فاقد الإصلاح لا يعطيه”
ويؤكد أن فرزات أن إرهاصات “الثورة السورية” كانت بادية للعيان وبشكل جلي، قائلا: “في حديثي لمجلة نيوزويك الأميركية في منتصف عام 2007 ذكرت بالحرف الواحد: إذا لم تستعجل السلطة القيام بالإصلاحات الضرورية فإن الطوفان قادم لا محالة. إذا كان هذا الأمر لم يخف على شخص بسيط مثلي فكيف فات سلطة من المفترض أن لديها مؤسسات قانونية ودستورية؟ ولكن في النهاية فاقد الشيء لا يعطيه”.
ويرفض ابن مدينةحماة التي تعرضت لمجازر في ثمانينات القرن الماضي أن يكون هناك صراع طائفي أو ديني في سوريا، موضحا: “تلك فرية حاول النظام تسويقها من أجل بث الفزع والخوف في قلوب الأقليات لكنه فشل في ذلك، والدليل ما شاهده الساحل السوري من توتر وغليان في الفترة الأخيرة لا سيما في مدينة القرداحة ومحيطها”.
ويصر فرزات على أن العلويين هم أكثر من عانوا من ظلم النظام الحاكم، متابعا: “القتل طال الجميع والظلم نال من كل أطياف المجتمع والنظام كان وما زال عادلا في توزيع ظلمه على السوريين بمختلف مذاهبهم الدينية ومشاربهم السياسية والإيدلوجية”.
ولا يرى فرزات – الذي كان أول فنان يسخر من الأسد داخل سوريا – جدوى من إعطاء وقت محدد لـ”سقوط النظام” أو انتصار “الثورة”: “عندما خرج الناس إلى الشوارع وكسروا حاجز الخوف كان ذلك هو الانتصار الحقيقي للثورة والبقية تفاصيل”.
ويستطرد: “الثورة لم تعد تقاتل نظام الأسد، السوريون الآن يواجهون روسيا وإيران وكوريا الشمالية وصمت العالم، ونحن لا نطالب بتدخل خارجي بل تفعيل القوانين الإنسانية الدولية التي تضمن حياة المدنيين وأمنهم، وربما يعيد ذلك بعض المصداقية للأمم المتحدة التي عرّتها الثورة السورية وكشفت هزالها وضعفها واختلاف معاييرها في التعامل مع قضايا الشعوب”.
“الحر” أسقط 62 طائرة للجيش السوري
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
مع إعلان الجيش الحر عن اسقاط مروحية بين بلدتي معربة وغصم في محافظة درعا جنوبي البلاد الجمعة، يصل عدد الطائرات التابعة للجيش النظامي التي تم تدميرها وفقاً لمصادر المعارضة إلى 62 مقاتلة ومروحية منذ بدء الأزمة في منتصف مارس 2011.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قدمت في وقت سابق ملفاً قالت إنه يحدد عدد الطائرات المقاتلة والمروحيات العائدة للقوات النظامية التي جرى تدميرها منذ بداية المواجهات مع قوات الجيش السوري الحر.
وقالت الهيئة إن الجيش الحر أسقط ودمر 61 طائرة بين مروحية ومقاتلة تابعة للجيش النظامي في 7 أشهر، مشيرة إلى أن الطائرات المدمرة والتي تم إسقاطها هي 37 مروحية عسكرية و24 طائرة مقاتلة، من نوع “ميغ” و”سوخوي”.
وبينت الهيئة أن عناصر الجيش الحر نجحوا في إسقاط 40 طائرة في الجو، مقابل تدمير 21 وهي رابضة في مطاراتها.
وأوضحت أن أول طائرة أسقطت في محافظة إدلب في مطار أبو الظهور العسكري بتاريخ 7 مارس 2012، أما الشهر الذي شهد تدمير أكبر عدد من الطائرات فهو أغسطس الماضي، حين دمرت 30 طائرة، وتلاه سبتمبر بواقع 15 طائرة.
وكانت محافظة إدلب أكثر المحافظات التي شهدت تدمير طائرات أو إسقاطها، إذ سجلت لوحدها أكثر من نصف عدد الطائرات المدمرة وتلك التي أسقطت.
ووفقاً للمناطق، فقد تم تدمير وإسقاط 32 طائرة في إدلب، و10 في دير الزور و6 في حلب و5 في ريف دمشق و3 في كل من دمشق وحلب وواحدة في كل من درعا وحمص.
وبحسب التقرير فهناك توثيق بالفيديو لسقوط وتدمير 53 طائرة من إجمالي تلك الطائرات.
نائب أوباما: سوريا أكبر من ليبيا بخمس مرات
جو بايدن يرتكب الغلطة الجغرافية ولا ينتبه إليها أيضاً منافسه في المناظرة التليفزيونية
لندن – العربية.نت
البلاد التي تصور مركباتها حبات الحصى الصغيرة على المريخ وتجري عليها الاختبارات بالتحكم عن بعد من الأرض، لا يعرف نائب رئيسها أن ليبيا أكبر بالمساحة من سوريا، بل يضيف أن سوريا هي أكبر بخمس مرات، مع أن بإمكان ليبيا البالغة مساحتها مليون و760 ألف كيلومتر مربع أن تضم داخلها 9 دول كسوريا التي تبلغ مساحتها 185 ألف و180 كيلومتر مربع.
الغلطة الجغرافية ارتكبها جون بايدن في جامعة “سنتر كوليدج” بمدينة دانفيل في ولاية كنتاكي، وأمام أكثر من 200 مليون مشاهد في العالم، بينهم 40 مليونا في الولايات المتحدة، ممن تابعوا ليلة الخميس الماضي مناظرة تليفزيونية بينه وبين بول رايان، وهو نائب ميت رومني، منافس أوباما على الرئاسة في الانتخابات.
وعند احتدام الآراء والمواقف طرحت وسيطة المناظرة، وهي الإعلامية الأمريكية مارثا راداتز، سؤالا عما يدفع الولايات المتحدة الى عدم التدخل المباشر في سوريا كما فعلت في ليبيا، فرد بايدن بأن هناك فرقا بين البلدين “فسوريا جغرافيا هي أكبر بخمس مرات من ليبيا”.
وبالتأكيد لم يكن منافسه في المناظرة يعرف أنه ارتكب الغلطة الجغرافية، وإلا لكان استغلها وقال ما معناه إن البيت الأبيض يحتاج قبل التدخل في سوريا ليلم ولو بأبسط المعلومات الجغرافية عنها، خصوصا أن ما يجري فيها من أحداث يمس الأمن القومي الأمريكي.
الطيران التركي يشن غارات على عدة مواقع داخل سوريا
لافروف يقول إن الطائرة التي اعترضتها أنقرة كانت تحمل معدات رادار
العربية، فرانس برس
أفاد الجيش السوري الحر، بأن الطيران الحربي التركي، شن غارات على عدة أهداف داخل الأراضي السورية.
وكشف مسؤول تركي لوكالة “فرانس برس” أن مقاتلة تركية أقلعت من دياربكر جنوب شرق البلاد، اليوم الجمعة، أبعدت مروحية سورية اقتربت من الحدود بين البلدين.
وقال المسؤول رافضاً الكشف عن اسمه، إن “هذه المقاتلة أقلعت بعدما أرسل الجيش السوري مروحية مكلفة بقصف بلدة اسمرين السورية التي سقطت في أيدي الثوار السوريين”.
وفي الأشهر الماضية شن الطيران التركي عدة مرات، مثل هذا النوع من العمليات ضد مروحيات تابعة للجيش السوري، بعدما اعتبر أنها اقتربت جداً من حدوده مع سوريا البالغ طولها أكثر من 900 كيلومتر.
ويأتي هذا الحادث الأخير فيما التوتر على أشده بين تركيا وسوريا بعد اعتراض طائرة مدنية سورية، الأربعاء الماضي، كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق، وأرغمها الطيران الحربي التركي على الهبوط في أنقرة لتفتيش حمولتها التي اعتبرها أنقرة مشبوهة.
وأعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الخميس، أن هذه الطائرة كانت تنقل ذخائر ومعدات عسكرية روسية موجهة إلى العاصمة السورية دمشق.
في المقابل، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن الطائرة السورية التي اعترضتها أنقرة، كانت تحمل معدات رادار مشروعة.
وقال لافروف لشبكة “ان تي في” التلفزيونية الروسية، الجمعة، إن “الطائرة كانت تنقل شحنة مشروعة، وكان مندوب روسي يقوم بتسليمها بطريقة شرعية إلى عميل شرعي”، موضحاً أنها “معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار”.
سوريون يهاجمون “منتخب الأسد” الكروي بالكويت
مطالبات للاتحاد الدولي لكرة القدم بعدم استقبال المنتخب
العربية.نت
صبت الجالية السورية في الكويت جام عضبها على المنتخب السوري لكرة القدم، عقب ملاقاته نظيره الكويتي، أمس الخميس، على استاد نادي الكويت، وانتهت المباراة بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما، وتأتي المباراة في إطار استعدادات المنتخبين لبطولتي غرب آسيا والخليج لكرة القدم.
وأثناء المباراة علت حناجر الجماهير السورية بهتافات معادية للنظام السوري، حيث رددوا شعارات بالروح بالدم نفديك يا سوريا، ملوحين في ذات الوقت بعلم سوريا الثورة.
وعبر أحد المشجعين السوريين لـ”العربية”، عن تذمره الشديد من مجيء المنتخب السوري إلى الأراضي الكويتية، متسائلاً: كيف يلعب الفريق المباراة وكأن الأوضاع تسير على خطى هادئة في سوريا والنساء يتعرضن للاغتصاب، وأكد أن المباراة انطلقت بدايتها بالتزامن مع القصف على حي الخالدية في حمص.
بينما قال آخر والغضب يرتسم وجهه، إن هذا المنتخب لا يمثل الشعب السوري، بل يمثل النظام الحاكم، وكلنا يد واحدة وسيسقط النظام الجائر.
وصرح مواطن سوري آخر، بأي ضمير ووطنية يلعب المنتخب السوري، وبشار يمارس القتل والتنكيل في مناطق متفرقة من سوريا ضد الأطفال والنساء، معلقاً: هل اختزلوا سوريا في شخصية بشار؟
ومن ناحيته، طالب مشجع سوري، الاتحاد الدولي لكرة القدم بعدم استقبال المنتخب السوري إلا بعد رحيل بشار عن الحكم، مردداً رفقة آخرين “يسقط الطاغية بشار”.
الجيش الحر: حزب الله يقاتلنا بشراسة في سوريا
العكيدي قال “إننا نعرفهم من لباسهم وشكلهم وبالتحديد من طريقة قتالهم”
بيروت – الأناضول
أكد رئيس المجلس العسكري للجيش الحر بحلب، العقيد عبد الجبار العكيدي، أن مقاتلي حزب الله متواجدون في معظم المحافظات السورية، رداً على نفي نصر الله هذا التواجد.
وأضاف العكيدي، أن “مقاتلي حزب الله اللبناني متواجدون في معظم المحافظات السورية، ويقاتلون بشراسة”.
وقال “إننا نعرفهم من لباسهم وشكلهم، وبالتحديد من طريقة قتالهم. هم يقاتلون بشراسة، ويقاومون بعنف، وبطريقة عقائدية بعكس عناصر الجيش السوري النظامي”، مشيراً إلى أنهم يتواجدون في حلب ودمشق ومعظم المحافظات.
وتأتي تصريحات العكيدي المنشق عن القوات السورية النظامية رداً على تصريحات للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في كلمة متلفزة أمس نفى فيها وجود مقاتلين للحزب داخل سوريا، وقوله إنهم متواجدون فقط في قرى حدودية بمحاذاة منطقة الهرمل للدفاع عن بيوتهم وعائلاتهم من هجمات مجموعات مسلحة.
بدوره، قال المعارض السوري، مأمون خليفة، إن الشعب السوري “ينظر وبكثير من الألم لمواقف حزب الله الداعمة لنظام بشار الأسد، خاصة أن هذه الجماهير التي يقتلها النظام السوري هي نفسها التي استقبلت النازحين اللبنانيين في حرب يوليو/تموز في العام 2006”.
الإبراهيمي بتركيا وسط تصاعد التوتر مع سوريا
اسطنبول، تركيا (CNN)– يواصل المبعوث الدولي المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مشاوراته مع مختلف الأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية، حيث من المقرر أن يصل إلى تركيا السبت، بعد انتهاء مباحثاته في المملكة العربية السعودية، حيث التقى العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، في وقت سابق الجمعة.
ومن المقرر أن يتلقي الإبراهيمي، الذي بدأ مهمته في الأول من سبتمبر/ أيلول الماضي، خلفاً للأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، مع وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، في اسطنبول مساء السبت، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى أنه قد يجتمع أيضاً، مع رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان.
تأتي زيارة المبعوث الدولي إلى تركيا وسط تصاعد حدة التوتر بين أنقرة ودمشق، على خلفية أعمال القصف المتبادلة على المناطق الحدودية بين الدولتين الجارتين، في أعقاب سقوط قذيفة تم إطلاقها من الجانب السوري، على بلدة “أكتشاكاله” التركية، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك، جميعهم من النساء والأطفال، فضلاً عن إصابة آخرين.
وتزايد التوتر بين أنقرة ودمشق مجدداً، عندما قامت مقاتلات تركية من طراز “إف – 16″، بإجبار طائرة سورية مدنية، قادمة من العاصمة الروسية موسكو، على الهبوط في مطار “أسن بوغا” بأنقرة، الأربعاء الماضي، بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بأن الطائرة تحمل على متنها معدات عسكرية وأدوات مشبوهة، لا تتوافق مع قواعد الطيران المدني.
وكان العاهل السعودي قد التقى الإبراهيمي الجمعة، في القصر الملكي بجدة، حيث جرى خلال الاستقبال بحث الأوضاع الراهنة في سوريا، والسبل الكفيلة بإنهاء جميع أعمال العنف، ووقف نزيف الدم، وترويع الآمنين، وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس.”
كما التقى المبعوث الدولي، خلال زيارته للسعودية أواخر الأسبوع الماضي، نائب وزير الخارجية، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، الذي جدد التأكيد على موقف المملكة الداعي لأهمية أن تسفر الجهود عن الوقف الفوري لإراقة دماء الشعب السوري، وعن ضرورة أن تحظى مهمة الإبراهيمي بالدعم الدولي المطلوب، للتمكن من التعامل مع الأزمة ومعالجتها من جميع جوانبها السياسية والإنسانية.
يُذكر أن الإبراهيمي، وبعد أول لقاء له مع الرئيس السوري، بشار الأسد، الشهر الماضي، كان قد حذر من أن الأزمة السورية، المستمرة منذ ما يزيد على العام ونصف العام، تتفاقم وتشكل خطراً على المنطقة بأسرها والعالم، واصفاً المهمة الموكلة إليه بأنها “صعبة.”
الأجواء السورية “غير آمنة” لطائرات حجاج تركيا
اسطنبول، تركيا (CNN)– في خطوة تعكس التصعيد المتزايد مع جارتها سوريا، قررت تركيا تحويل مسارات طائراتها المدنية لتجنب المرور بالأجواء السورية، في أعقاب قيام السلطات التركية بإجبار طائرة ركاب سورية على الهبوط في أحد مطارات العاصمة أنقرة، وتفتيشها حيث تم العثور على معدات عسكرية على متنها، مما أدى إلى تزايد التوتر بين الدولتين الجارتين.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية التركية عن المسارات الجديدة لطائراتها المدنية، المتجهة إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، والتي تحمل الحجاج إلى الأراضي المقدسة، مشيرةً إلى أنها تعتبر الأجواء السورية “غير آمنة” للطائرات التركية، بحسب ما ذكرت قناة TRT التلفزيونية الرسمية.
ويتعين على الطائرات التي تقل الحجاج المغادرين من الشطر الآسيوي لتركيا، باتجاه الأراضي السعودية، استخدام المجال الجوي للشطر الشمالي من جزيرة قبرص، الخاضع للسيطرة التركية، ثم المجال الجوي الأردني، قبل الدخول إلى الأجواء السعودية، بحسب المحطة التلفزيونية الوطنية.
وكانت تلك الطائرات، بحسب المسارات المحددة لها قبل التغيير، تستخدم الأجواء السورية فوق مدينتي حلب والقامشلي، للوصول إلى الأجواء السعودية.
أما بالنسبة للطائرات المغادرة من الشطر الأوروبي، فسوف تستخدم الأجواء المصرية للوصول إلى ميناء جدة، وفق ما ذكرت المحطة التلفزيونية ذاتها.
إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية، حمدي توبجو، قوله إن الطائرات التركية لم تعد تستخدم المجال الجوي السوري، منذ منتصف الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن الطائرات تمر من يمين أو يشار المجال السوري، وفق ما تقتضيه مسارات بعض الرحلات.
واستخدمت السلطات التركية مقاتلتين من طراز “إف – 16″، لإجبار طائرة سورية مدنية، قادمة من العاصمة الروسية موسكو، على الهبوط في مطار “أسن بوغا” بأنقرة، الأربعاء الماضي، بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بأن الطائرة تحمل على متنها معدات عسكرية وأدوات مشبوهة، لا تتوافق مع قواعد الطيران المدني.
وقامت السلطات الأمنية بالمطار، بإجراء تفتيش دقيق على الطائرة، وصادرت بعض المواد والمستلزمات، التي يعتقد بأنها أجزاء لصواريخ، ليسمح لها لاحقاً بمغادرة المطار بركابها، في حين تم التحفظ على المستلزمات، التي تمت مصادرتها لإجراء فحوصات عليها.
المعارضة السورية المسلحة: سيطرنا على قاعدة جوية في حلب
أعلن ناشطون سوريون عن سيطرة المعارضة المسلحة في حلب على قاعدة عسكرية تابعة للقوات الحكومية قرب المدينة، فيما اعلنت وسائل اعلام محلية ان عناصر من الجيش النظامي دمرت شاحنات محملة بالأسلحة.
وتقع القاعدة العسكرية شرقي حلب، حيث تصاعدت حدة القتال في الاشهر الاخيرة.
جاء ذلك فيما تضاربت التقارير حيال شحنة الطائرة السورية التي اوقفتها تركيا، حيث اعلنت روسيا انها كانت تنقل “شرعياً” قطع رادار.
وقال رئيس الوزراء التركي في وقت سابق ان معدات دفاعية روسية ضبطت على متن الطائرة، الامر الذي نفته سوريا، متحدية تركيا ان تعرض صورا للمضبوطات.
ويستمر التوتر على الحدود، في ظل تقارير عن تحليق الطيران التركي فوق بلدة سورية رداً على ما قالت تركيا انها خروق جوية نفذتها القوات السورية.
وزاد الوضع توتراً الاسبوع الماضي، بعد مقتل خمسة مدنيين اتراك في قصف عبر الحدود.
واظهرت مقاطع فيديو بثت على الانترنت مسلحين معارضين سوريين داخل قاعدة عسكرية وهم يفحصون صواريخ طويلة المدى، وفقاً لوكالة اسوشييتد برس.
وقال الناطق باسم المجلس الثوري في حلب، ابو فراس، لصحيفة الغارديان انه بعيد سيطرة المعارضة المسلحة على القاعدة العسكرية، “شنت طائرات عسكرية تابعة للنظام ضربات جوية على القاعدة ودمرت معظم الصواريخ والرادات الموجودة داخلها”. واضاف: “قصفت الطائرات احياء عديدة في حلب وجوارها”.
تأتي هذه التطورات بعد يوم واحد على اعلان المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا عن ان حصيلة الضحايا في القصف الاخير بلغت 250 قتيلاً.
وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن معارك عنيفة في انحاء متفرقة من سوريا و”سقوط عشرات القتلى من المسلحين”.
في غضون ذلك، اعلنت وكالة غوث اللاجئين التابعة للامم المتحدة عن تحضيرات لمساعدة مئات الاف اللاجئين السوريين في هذا الشتاء.
وبحسب ارقام الامم المتحدة، هناك 340 ألف لاجئ سوري خارج سوريا، مع توقعات بأن يتضاعف الرقم مع نهاية العام.
وتعمل الامم المتحدة على جمع 64 مليون دولار، لتوفير الوقود والطعام والملجأ والملابس للاجئين الذين يقيم اغلبهم في مخيمات في تركيا والاردن ولبنان، على امل توسيع دائرة المساعدات لتطال المهجرين دخل الاراضي السورية.
BBC © 2012
قطر: لا نزود المعارضة السورية بالسلاح
نفى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية قيام بلاده بتزويد المعارضة السورية بالاسلحة او قيامها بتمويل مشتريات المعارضة من السلاح، ولكنه قال إن على الامم المتحدة تشريع هذا الشكل من الدعم كما عليها دراسة موضوع اقامة مناطق حظر طيران في سوريا “لحماية المدنيين السوريين.”
وقال العطية في العاصمة اليابانية طوكيو الجمعة إن قطر لا تزود المعارضين السوريين الا بالغذاء والدواء، لأن “تزويدهم بالسلاح يتطلب موافقة الامم المتحدة واقامة منطقة حظر طيران.”
يذكر ان قطر والسعودية كانتا في مقدمة الدول الداعية لتسليح ودعم المعارضين السوريين في حربهم ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وهناك اعتقاد قوي ان لديهما قنوات خاصة توصلان بواسطتها السلاح الى المتمردين.
الا ان العطية نفى ذلك نفيا باتا.
BBC © 2012
سوريا: هجوم للمعارضة في درعا يسفر عن مقتل 14 جنديا نظاميا
قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا يوم الجمعة إن عدد قتلى القوات النظامية اثر هجوم شنته المعارضة في قرية خربا بمحافظة درعا قد ارتفع الى اربعة عشر.
واضاف المرصد ان الهجوم اسفر ايضا عن مقتل ستة مقاتلين.
ولم يتسن لبي بي سي التحقق من ذلك من مصادر مستقلة.
من جهة ثانية قال اطباء في احد مستشفيات حلب ان الطائرات الحربية السورية قصفت مستشفاهم عمدا اثنتي عشرة مرة على الاقل.
وتحدث مراسل بي بي سي الذي زار المستشفى عن مشاهد الفوضى والنقص الشديد في الامكانيات البشرية والمادية اللازمة للتعامل مع عدد هائل من المصابين والمحتضرين.
وميدانيا تفيد الأنباء الواردة من سوريا باستمرار المواجهات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في مدن من بينها مدينتا حمص وحلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من مئتين وستين سوريا قتلوا الخميس، في المواجهات التي وقعت امس.
وقد دعت المعارضة السورية الى التظاهر اليوم بعد صلاة الجمعة تحت شعار “احرار الساحل يصنعون النصر”.
وكان المرصد قد اعلن ان امس الخميس كان واحدا من اكثر ايام الانتفاضة السورية دموية حيث قتل فيه اكثر من 240 شخصا في انحاء شتى من البلاد بضمنهم 92 عسكريا و67 معارضا مسلحا و81 مدنيا.
واضاف ان 36 من الجنود قتلوا في محافظة ادلب.
“كاذب”
على صعيد آخر، اتهمت الحكومة السورية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالكذب، على خلفية تصريحات قال فيها إن بلاده عثرت على معدات عسكرية وذخائر على متن الطائرة السورية التي أجبرتها السلطات التركية أمس على الهبوط في أنقرة.
وتحدت الخارجية السورية أردوغان أن يظهر تلك المعدات التي قال إنه عُثر عليها بعد إجبار الطائرة على الهبوط خلال رحلة من موسكو إلى دمشق.
طائرة سورية تجبر على الهبوط بالقوة في تركيا. السوريون يتهمون الاتراك “بالقرصنة”. تقارير تفيد بأن الجيش التركي وضع في حالة تأهب قصوى.
كلها مؤشرات الى ان الازمة بين دمشق وانقره تتصاعد بشكل خطير.
يأتي كل ذلك عقب اسبوع شهد قصفا مدفعيا متقطعا عبر الحدود، حيث رد الاتراك بقوة على قذائف سورية يبدو انه عبرت الحدود بطريق الخطأ. وصاحب ذلك تصعيد في الخطاب بين البلدين.
تقول تركيا إنها انما تصرفت لفرض الحظر الذي فرضت على توريد السلاح الى سوريا.
وكان المسؤولون الاتراك قد دأبوا على تفتيش السفن المتوجهة الى سوريا، كما سبق لهم ان صادروا شحنات كانت على متن طائرات ايرانية متوجهة الى سوريا.
ولكن الحادث الاخير يختلف بشكل كبير.
يبدو ان الازمة بين تركيا وسوريا تتفاقم، ومن شأن اي سوء تقدير من اي من الجانبين ان يقود الى نتائج لا تحمد عواقبها.
في غضون ذلك، قالت صحيفة كومرسانت الروسية الجمعة إن الطائرة كانت تنقل معدات رادار خاصة بنظام الدفاع الجوي السوري، و لم تكن تنقل اي اسلحة.
وقالت كومرسانت نقلا عن مصادر في قطاع تصدير الاسلحة في روسيا إن الطائرة السورية كانت تنقل 12 صندوقا تحتوي قطع غيار خاصة بالرادارات السورية.
ونقلت الصحيفة عن هذه المصادر قولها إن تصدير قطع الغيار هذه لا تحتاج الى اي وثائق لانها لا تشكل تهديدا لسلامة الطائرة او ركابها.
وكان اردوغان قد قال يوم الخميس إن الطائرة كانت تحمل ذخائر روسية الصنع تخص وزارة الدفاع السورية.
وامرت السلطات التركية طائرة الركاب التابعة للخطوط السورية التي كانت في طريقها من موسكو الى دمشق بالهبوط في وقت متأخر الاربعاء بعدما تلقت معلومات استخباراتية وصادرت بعضا من حمولة الطائرة.
وقال إردوغان إن “الوكالة الروسية التي تصدر الأسلحة وتبيعها هي الجهة المرسلة للمواد المصادرة، ووزارة الدفاع السورية هي الجهة المستلمة له”.
وأضاف اردوغان أنه لا علاقة لتأجيل زيارة فلاديمير بوتين إلى تركيا إلى 3 ديسمبر/كانون الاول المقبل بقضية الطائرة السورية .
وقال اردوغان “وفقا للقوانين والاتفاقيات الدولية لا يسمح لطائرة مدنية بنقل مواد ومستلزمات عسكرية في أي حال من الأحوال، وحينما تستخدم طائرة تحمل مثل تلك المواد وتستخدم أجواءنا فإننا لا يمكن أن نقبل بها.
وكانت روسيا اتهمت تركيا بتعريض حياة مسافرين روس للخطر لاستخدامها القوة العسكرية لاجبار طائرة متوجهة إلى سوريا على الهبوط في انقرة.
BBC © 2012
سوريا: مستشفيات حلب على خط النار
زار مراسل بي بي سي ايان بانيل مستشفى في حلب يعج بالضحايا السوريين الذين يعالجون من أثار الجروح التي أصيبوا بها في القتال في بلادهم، حيث يعمل اطباء على وقع اطلاق النار للحفاظ على حياة مرضاهم.
لكن قذيفة مدفعية استهدفت هذه المستشفى لتدمر مدخلها وتحولها إلى لوحة دموية مليئة بالجثث والنحيب.
فريق طبي صغير يستعد للعمل غير عابئ باطلاق الرصاص والانفجارات حيث تقع المستشفى في أحدى الضواحي الجنوبية لمدينة حلب، إحدى المدن الواقعة على خط النار.
وطلب العاملون من فريق بي بي سي عدم الكشف عن اسم أو موقع المستشفى، وهو خوف مبرر حيث استهدفت قبل ذلك 12 مرة.
ويقول الأطباء إن القوات الحكومية ترى في هذه المستشفيات “هدفا شرعيا” لإنها تعالج مسلحي المعارضة جنبا إلى جنب مع المدنيين.
معركة دموية
لامكان للجثث في مستشفيات حلب فقد يكون المكان فرصة لشخص في الحياة
كان القتال قد بدأ في سوريا في صورة حركة احتجاجات شعبية مالبثت أن تحولت إلى حرب أهلية راح ضحيتها 20 ألف شخص بحسب أرقام الأمم المتحدة، لكن الناشطين يؤكدون أن الأعداد تخطت 30 ألف قتيل.
وقد يمثل القتال في حلب معركة حاسمة في الصراع السوري لكنه يشكل أيضا، مع مايحدث في حمص، أكثر الصراعات دموية.
ويتدفق المرضى على المستشفى هنا بشكل متواصل، بعضهم من مسلحي المعارضة الذين أصيبوا أثناء القتال لكن معظمهم من المدنيين الذين أصيبو بجروح جراء القصف المدفعي والهجمات الجوية على المدينة.
وتستقبل المستشفى 100 حالة يوميا للعلاج من اثار الصدمات العصبية فقط في ظل قلة عدد الاطباء وعدم وجود معدات طبية كافية.
ويقول عثمان، أحد الجراحين بالمستشفى، إن الأطقم الطبية لاتعمل في ظروف سيئة على وقع اطلاق النار فقط لكنهم يتعرضون أيضا للإعتقال بل وللإعدام أحيانا.
ويضيف في مزيج من اليأس والتسليم بالقضاء والقدر “لايوجد سبب يجعلني أخشى أي شئ لقد فقدنا بالفعل كل مالدينا، فقدنا بلادنا والسلام وفقدنا نحو 30 ألف شخص فلم يعد لدينا المزيد لنخسره”.
ثقوب واسعة
ودمرت قذيفة مدفعية الطوابق العليا من المستشفى.
وانتشرت الثقوب الواسعة بعرض جدران المستشفى وتبعثرت الأدوات الطبية لتغطيها الانقاض.
لم يعد هناك سوى سريران لإجراء العمليات الجراحية، وغصت منطقة الاستقبال بكل من في المستشفى مع توقع أن يتم استهدافها مرة اخرى في أي وقت.
يصرخ الطفل احمد الذي لم يتعد عمره العامين متألما ومرعوبا أثناء قيام الطبيب بخياطة في رأسه التي فتحت عندما استهدف صاروخ منزل اسرته.
ورقد بجواره مراهق في حالة خطرةة يصارع الموت وقد جفت الدماء على يديه.
ولاتمضي دقيقة دون ان تستقبل المستشفى حالة جديدة جراء القصف الجوي والمدفعي “العنيف” للمدن.
يصرخ على أبومحمد ألما أثناء قيام طبيب بيطري بإخراج شظية من جسده.
وقال الطبيب المتطوع الذي رفض ذكر اسمه “لا يوجد مايكفي من الأطباء”.
وتقودنا آثار الدماء إلى المكان الذي يجرى فيه العمليات الجراحية والذي اخذ إليه حمود ابن علي الذي لم يتعد عمره 7 سنوات في محاولة لانقاذ حياته لكن الوقت يبدو متاخرا لذلك.
فقد لقي الطفل مصرعه وخرج جار لإسرته وهو يحتضنه إلى خارج المستشفى فلا يوجد وقت للحزن ويجب ان يتم توفير مكان لشخص قد ينجح الاطباء في انقاذ حياته.
وأخذ أحد مسلحي المعارضة مكان الطفل حمود وبدأت محاولة جديدة لانقاذ حياة إنسان آخر.
حزن وغضب
لاوجود للأدوات الطبية اللازمة لعلاج المرضى ولاتوجد أماكن لحفظ الموتى. فهاهي جثتان من بينهما جثة الطفل حمود وضعتا على الرصيف خارج المستشفى.
ومازال والده يتلقى العلاج دون أن يدري أن ولده فارق الحياة.
وتجمع بعض المقاتلين والجيران حول جثة الصغير يبكونه في صمت ويضعون قبلات على جبينه بينما يغلي أخرون من الغضب والحزن.
وقال أحدهم “بشار الأسد قاتل الأطفال” في إشارة للرئيس السوري.
واتهمت الحكومة السورية عناصر المعارضة بإنهم اعضاء في تنظيم القاعدة وأنهم يتلقون اموالا من حكومات دول اخرى.
وتساءل أحد مسلحي المعارضة “ماذا فعل هذا الطفل؟ هل هو إرهابي أيضا أم مسلح؟”.
ويدفع المدنيون ثمنا باهظا للقتال الذي يدور في سوريا منذ نحو عام ونصف فهم بين مطرقة الحكومة وسندان المعارضة.
لكن انقاذ حياة الانسان لم يكن من قبل بهذه الاهمية والصعوبة والخطر كما هو الحال في سوريا.
BBC © 2012
الحرب تشتد في أنحاء سوريا وأزمة اللاجئين تتزايد
بيروت (رويترز) – قاتلت قوات المعارضة السورية للاحتفاظ بالسيطرة على الطريق السريع الرئيسي الرابط بين الشمال والجنوب يوم الجمعة وخاضت معارك مع القوات الحكومية على عدد من الجبهات في أنحاء البلاد.
وقال نشطاء إن المعارضة المسلحة سيطرت على قاعدة للدفاع الجوي إلى الشرق من مدينة حلب اكبر المدن السورية بينما شنت القوات الحكومية ضربات جوية وقصفا مدفعيا على مدينة حمص.
وعلى الحدود التركية السورية دفعت تركيا بطائرتين مقاتلتين بعد ان قصفت طائرة هليكوبتر حربية سورية بلدة عزمارين السورية الحدودية.
وكان الحادث أحدث علامة على تصاعد التوتر بين انقرة ودمشق في وقت يتصاعد فيه الصراع المستمر منذ 19 شهرا دون أي مؤشر على تحقيق اي تقدم دبلوماسي مع تزايد المخاوف من احتمال انتشار الصراع في منطقة الشرق الاوسط.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان عدد القتلى يوم الخميس زاد على 260 شخصا من بينهم مدنيون ومقاتلون من الجانبين في اعمال عنف في العاصمة وفي الشمال والغرب والشرق.
وقال المرصد ان 92 جنديا قتلوا يوم الخميس في واحد من أكبر أعداد القتلى اليومية في صفوف القوات الحكومية منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد في مارس اذار 2011.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ايضا ان اشتباكات وقعت في انحاء البلاد وان العشرات من مقاتلي المعارضة الذين وصفتهم بأنهم “ارهابيون مرتزقة” قتلوا.
وفي ادلب قال نشطاء إن قوات المعارضة أسرت نحو 400 من الجنود ورجال الميليشيا الموالين للأسد هذا الاسبوع في منطقة جسر الشغور.
وأظهرت صور نشرتها المعارضة العشرات من الجنود في زي رسمي جالسين على الأرض.
وقال مصدر بالمعارضة “تم أسر نحو 400 من القوات الموالية (للنظام). كثيرون منهم مجندون فقراء أطلق سراحهم. يجري استجواب الضباط الأكثر أهمية.”
ولم يتسن التحقق من هذه الأنباء من مصادر مستقلة لكنها تشير إلى تصاعد الصراع مع تزايد العدد اليومي للقتلى خلال الأسابيع الماضية عنه خلال الأشهر السابقة.
وقالت المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من المراقبين في انحاء سوريا ان اشتباكات تدور عند ثكنات عسكرية بالقرب من معرة النعمان التي تقع على الطريق السريع بين حمص وحلب في شمال غرب البلاد.
ويدور الصراع على حلب العاصمة التجارية لسوريا منذ يوليو تموز وقطع مقاتلو المعارضة الذين سيطروا على معرة النعمان هذا الاسبوع الطريق الرئيسي لامداد وتعزيز قوات الأسد.
وقالت مصادر بالمعارضة ان مقاتليها أوقفوا يوم الخميس طابورا مدرعا تابعا للجيش عند خان شيخون أرسل من حماة لاستعادة السيطرة على معرة النعمان التي تبعد 70 كيلومترا إلى الجنوب من حلب. كما تحدثت المصادر عن قصف مدفعي على طول الطريق السريع بين خان شيخون ومعرة النعمان خلال الساعات الاثنين والسبعين الماضية.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان القوات الحكومية تحاول تطهير منطقة كرم الجبل في حلب من مقاتلي المعارضة يوم الجمعة.
ودفعت تركيا بطائرتين مقاتلتين يوم الجمعة إلى الحدود بعد أن قصفت طائرة هليكوبتر حربية سورية بلدة عزمارين الحدودية حيث دار قتال عنيف بين قوات المعارضة والقوات الحكومية هذا الاسبوع.
واثارت تركيا غضب سوريا يوم الأربعاء عندما أجبرت طائرة ركاب مدنية قادمة من روسيا إلى سوريا على الهبوط في انقرة.
وقالت السلطات التركية إنها كانت تحمل ذخيرة روسية الصنع للجيش السوري وهو ما نفته دمشق وموسكو.
وعلى الرغم من التوتر بين البلدين يعتقد معظم المحللين أنهما لا يريدان خروج الوضع عن السيطرة.
وقال نشطاء إن قوات الأسد كثفت ضرباتها الجوية وقصفها المدفعي على حمص يوم الجمعة بعد يوم من تكبدها خسائر فادحة في محاولة اقتحام حي الخالدية الذي تسيطر عليه المعارضة.
وقال احمد الطرقاوي القائد المحلي في صفوف المعارضة “هناك 50 جثة لجنود وشبيحة في شوارع الخالدية وقوات النظام غير قادرة على استعادتها.
“الوضع ما زال صعبا. النظام الآن يستخدم تكتيك الأطواق المتعددة في حصار حمص.”
وقال الناشط المعارض ابو يزن إن القصف الجوي والمدفعي يصيب ايضا بلدات سنية قرب حمص لمنع المعارضة المسلحة في الريف من الانضمام إلى المعركة في حمص.
وفي الوقت نفسه تزايدت أزمة اللاجئين بشكل حاد حيث قالت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن ما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص يفرون عبر الحدود من سوريا يوميا.
وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية في جنيف إن العدد الاجمالي للاجئين زاد على 340 ألف لاجيء.
وقالت “والآن مع اقتراب الشتاء سيكون المزيد والمزيد من هؤلاء الناس يعيشون في ظروف المخيمات. لذا سيقضي المزيد من هؤلاء الشتاء في الخيام.”
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
من انجوس ماكسوان
تأجيل اجتماع المجلس الوطني وبرهان غليون سيعود رئيساً
عمان (رويترز) –
قال منظمو مؤتمر يهدف لتوحيد المعارضة السورية يوم الخميس إن المؤتمر تأجل إلى أن تتمكن من الاتفاق على تمثيل عادل للجماعات المختلفة.
وكان من المُقرر أن يُعقد المؤتمر في قطر في الفترة من 15 حتى 17 أكتوبر تشرين الأول ويهدف لإعادة تنظيم المجلس الوطني السوري تكتل المعارضة الرئيسي وضخ دماء جديدة في التكتل الذي يكافح لنيل المصداقية كبديل ديمقراطي للرئيس بشار الأسد.
ويمكن أن يؤدي توسيع قاعدة التمثيل إلى تقليص نفوذ جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر فعليا على المجلس منذ تشكيله في تركيا في أغسطس آب من العام الماضي والاستجابة لمطالب غربية بتوحيد صفوف المعارضة.
وقال المعارض البارز جورج صبرا أحد الشخصيات العلمانية القليلة داخل المجلس لرويترز إن المؤتمر تأجل لمدة أقصاها عشرة أيام وسيكون اجتماعا كبيرا مشيرا إلى ضرورة الاستعداد وتحقيق توازن بين الجماعات المختلفة.
وصبرا الذي أدلى بتصريحاته من باريس هو حليف لرياض الترك المعارض البارز الذي يتمتع بنفوذ وينشط في الخفاء في سوريا.
وقال مصدر آخر يشارك بصورة مباشرة في تنظيم المؤتمر إنه يهدف لحشد 450 مندوبا تحت مظلة المجلس الوطني السوري بدلا من 313 حاليا ليعزز تمثيل النساء وقاعدة الناشطين.
وأضاف المصدر “ربما ينتهي المطاف بحصول الإخوان المسلمين على أقل من نصف المندوبين بعد المؤتمر” مضيفا أن عدد أعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري سيزيد من 12 إلى 25 بينما يترفع عدد أعضاء المجلس التنفيذي من 50 إلى 60 عضوا.
غير أن المصدر وهو مسؤول بالمجلس طلب عدم ذكر اسمه قال إن برهان غليون الرئيس السابق للمجلس يمكن أن يعود إلى منصبه مجددا بعد أن اضطر للاستقالة في مايو أيار الماضي بسبب تصاعد الانتقادات في أوساط المعارضة لتوليه الرئاسة لفترة طويلة واتهامه بأنه أداة في يد جماعة الإخوان المسلمين.
وقال المصدر “غليون يحظى بدعم قوي من قطر وهو عامل قوي ربما يعيده إلى رئاسة المجلس.”
وانتقدت قوى غربية المجلس بسبب الانقسام واتهمته بالخضوع لنفوذ الإسلاميين الأمر الذي أضر بجهوده لتوسيع قاعدة الاعتراف الدولي به.
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “نريد أن توحد المعارضة صفوفها. سيعقد قريبا اجتماع في الدوحة والتقيت مع رئيس المجلس الوطني السوري قبل نحو يومين وأكدت ضرورة اتحاد جميع المعارضين بأسرع ما يمكن.”
وقال الرئيس الحالي للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا يوم الأربعاء إن إعادة تنظيم المجلس ستسبق محادثات مهمة في العاصمة القطرية مع معارضين آخرين للأسد بهدف تشكيل حكومة انتقالية.
غير أن دبلوماسيين قالوا إن الخلاف يتسع بين المجلس والمعارضة المسلحة داخل سوريا التي سيطرت على مزيد من الأراضي في الأشهر الماضية.
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
من خالد يعقوب عويس