من دمشق إلى غزة …والدوران في دائرة الدم والدمار!
الأمانة العامة للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية
يأتي العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة استكمالاً لدائرة الجريمة التي ينفذها المجرم المعتوه بشار أسد منذ ما يقرب من سنيتن ضد الشعب السوري ،ورديفاً له في لحظات حرجة تمر بها العصابة المتوحشة التي استباحت سورية ببشرها وحجرها وتاريخها، وأيضا تأكيداً واضحا لوحدة الدور ووحدة الهدف ،,ومزيداً من خلط رماد الأوراق المحروقة ،وقبلها وحدة البنية الهمجية المريضة التي ترى نفسها فقط في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.
لقد بات واضحاً أن ما يرتكب اليوم في غزة من جرائم همجية وقصف المدنيين بشتى أنواع الأسلحة أمام العالم كله ، هو تكملة لنفس الدور الذي يقوم به المجرم بشار أسد ضد المدنيين في سورية ،والعالم كله يتفرج على الجرائم الوحشية من قتل وذبح وقصف بالطائرات الحربية ورمي براميل المتفجرات على الأطفال والنساء في كل المدن السورية ، يراه العالم بشكل حي مباشر مستمر على مدار الساعة ،و يتابع الجرائم بعجز غير مبرر وغير مفهوم ، يتفرج على مسلسل دموي ( لايف) أشبه بلعبة قدم لكنها بالدم واللحم الحي وأجساد الأطفال والنساء ،دون أن يفعل شيئاً يذكر على مدى عشرين شهراً.
إن العصابة المجرمة التي سطت على سورية ،واستباحت كرامة شعبها وأهانت تاريخه ،ودمرت بشكل منهجي متسلسل سورية كلها ،باتت عارية حتى من ورقة التوت التي كانت تستر عورتها الممانعة المقاومة !، وأصبحت مكشوفة أمام العالم كله ، عراها أكثر حليفتها إسرائيل بعدوانها على غزة مؤكدة أنها شريكة لتلك العصابة المجرمة ، ومتماثلة معها في البنية والسلوك وانتهاكات لأبسط حقوق الإنسان بشكل سافر علني وقح أمام العالم كله.
أكثر من ذلك إن من دعم تلك العصابة المجرمة التي تدمر سورية اليوم ،وسوقها إعلاميا أمام العالم كله وساعدها على الاستمرار في حكم سورية لنصف قرن ، كان يدرك تماماً أن تلك العصابة المجرمة لها دور ووظيفة تكميلية للدور الاسرائيلي في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وفي قتله وتشريده وحصاره وتصفية المقاومة الفلسطينية الفعلية ،وتقمص العصابة المجرمة في سورية دور الممانع المقاوم الذي سمسر به وعبث بحقوق الشعب الفلسطيني ودمه ومستقبل القضية الفلسطينية، ونشر التطرف والفوضى وشياطين العنف في المنطقة كلها.
إنهم شركاء الجريمة في الدم الفلسطيني والسوري والعربي، متناوبين ،منفردين ومجتمعين ، قد عراهم الشعب السوري بثورة الحرية والكرامة التي دفع ثمنها عشرات الآلاف من الشهداء والمعوقين ومئات الآلاف من المعتقلين وملايين المشردين داخل سورية وخارجها .
إن منطق الذريعة لدى المجرمين الذين يستبيحون دمشق وغزة بات ممجوجاً ومتهالكا ً،العدوان الإسرائلي يتذرع كعادته بمن بدأ !وينسى أن الاحتلال هو سبب كل المصائب والأزمات ، وكأن الشعب الفلسطيني لا ينتمي إلى هذه البشرية ،ولا يحق له الدفاع عن أمنه وأطفاله ونسائه ،وأن الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني، أبدي عليه أن يعتاش معه كمأساة مستمرة بدون نهاية ، والمجرم الآخر بشار أسد يتذرع بنفس المنطق الغوغائي بوجود مؤامرة كونية عليه وعلى الممانعة والمقاومة !ويرد عليها بقتل وذبح الشعب السوري وتدمير المدن والمجتمع والبنية التحتية لسورية بشكل كامل !.
بقي أن نقول: أن العصابة المجرمة البهيمية المتصلبة التي سطت على سورية تغرق في أيامها الأخيرة بدم السوريين ،وأصبحت محاصرة في دمشق من قبل الجيش الحر وشباب الثورة الأبطال ، تلك العصابة التي لا تنتمي إلى شعب سورية وتاريخه ، تمارس القتل والتدمير البهيمي ،هي في لحظاتها النهائية، والصورة نفسها التي يلخصها العدوان الإسرائيلي على شعب غزة المحاصرة ، العدوان الغبي الهمجي المتصلب هو الآخر والمتحلل كلياً بالقتل والعنف والجريمة، كلاهما يتصرف بعقلية الماضي ومحدداته التي انهارت ،ولم يدركوا بعد ،أن غزة اليوم ودمشق اليوم والقاهرة اليوم والعالم العربي كله اليوم غير الأمس ، وأن حالة الذل والخنوع والصمت والاستكانة قد ولت ، وأصبح لصوت الشعب قيمة ووزن وقدرة على تكسير حلقات التآمر والخداع والغوغائية والسمسرة الرخيصة بالدم والكرامة والمستقبل العربي.
د.نصر حسن