أحداث الخميس 13 آب 2015
«هدنة» تركية – إيرانية في سورية
لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
أسفرت وساطة تركية – إيرانية عن هدنة موقتة لثلاثة أيام في مدينة الزبداني شمال غربي دمشق قرب حدود لبنان، وبلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام السوري في ريف إدلب قرب حدود تركيا، في وقت وسع التحالف الدولي- العربي غارته لتشمل فصيلاً رئيسياً في «جيش الفتح» الذي يقاتل قوات النظام في ريف إدلب، بالتزامن مع مقتل وجرح 160 مدنياً بغارات على غوطة دمشق وبحث الدول الأعضاء في مجلس الأمن إقرار بيان رئاسي يدعم جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.
وقال نشطاء معارضون و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن مفاوضات بين «حركة أحرار الشام الإسلامية» ووفد إيراني في تركيا أسفرت عن هدنة موقتة لمدة يومين بدءاً من صباح أمس، تستمر خلالهما المفاوضات للوصول الى اتفاق دائم يتضمن خروجاً آمناً لمقاتلي المعارضة من الزبداني التي تتعرض لحملة من قوات النظام و «حزب الله» مقابل إدخال مواد غذائية لبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للنظام واللتين تعرضتا لحوالى 1400 قذيفة في اليومين الماضيين.
وقال مصدر ميداني سوري لاحقاً: «تم تمديد هدنة وقف العمليات العسكرية في مدينة الزبداني وفي مدينتي الفوعة وكفريا لمدة 24 ساعة إضافية تنتهي صباح السبت المقبل»، فيما أفاد ثلاثة مسؤولين قريبين من النظام بأن الهدنة جاءت نتيجة وساطة قامت بها تركيا التي تدعم مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد وإيران التي تسانده بقوة.
وتمثل هذه الخطوة أحدث المؤشرات حتى الآن على ظهور نهج جديد في المنطقة تجاه الصراع السوري، الذي أسفر عن مقتل ربع مليون شخص وتشريد عشرة ملايين. واستؤنفت قبل أيام المفاوضات بين «أحرار الشام» والوفد الإيراني برعاية تركية، بعدما حذرت «أحرار الشام» في بيان من مساع إيرانية لـ «تفريغ الزبداني من السنة العرب».
وأعلن التوصل الى الاتفاق عشية وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى دمشق ولقائه الأسد. ونقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن ظريف قوله إن المحادثات «كانت جيدة وتركزت على حل الأزمة في سورية، وآن الأوان للاعبين الآخرين وجيراننا أن يهتموا بالحقائق ويرضخوا لمطالب الشعب السوري ويعملوا من أجل مكافحة التطرف والإرهاب والطائفية”.
وقال «المرصد» في تقرير أمس، إن الطيران السوري شن غارات على غوطة دمشق أسفرت عن مقتل «37 على الأقل بينهم 4 أطفال وجرح 120 آخرين»، لافتاً إلى مقتل «13 مدنياً بسقوط قذائف على دمشق».
في الشمال، أفاد «المرصد» بأن 18 شخصاً بينهم 8 مدنيين و10 مقاتلين قتلوا «جراء القصف الذي استهدف مقراً لجيش السنة في منطقة أطمة ليل (أول) أمس من طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، والانفجارات في مستودع ذخيرة ومعمل تصنيع قذائف». وينضوي «جيش السنة» في إطار «جيش الفتح» الذي طرد قوات النظام من معظم محافظة إدلب.
سياسياً، تمكنت روسيا بعد مفاوضات مكثفة مع نظرائها الغربيين من تمرير فقرة في مشروع بيان رئاسي في مجلس الأمن تدعو «كل أطراف» النزاع الى محاربة الإرهاب، في وقت استعد المجلس لتبني مشروع البيان الذي نص على أن المجلس «يجدد تأكيد عزمه على معالجة كل عوامل التهديد الإرهابي ويدعو كل الأطراف الى التزام إنهاء الأعمال الإرهابية التي يرتكبها تنظيما داعش والنصرة وكل الأفراد والمجموعات الأخرى والكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة».
وتعد هذه اللغة في شأن الإرهاب «جديدة في مواقف وبيانات المجلس»، وفق ديبلوماسي في المجلس. وقال إن «ما يلفت أثناء المشاورات هو مدى التقارب الروسي- الأميركي الذي بات أكثر وضوحاً في شأن الملف السياسي في سورية»، مشيراً الى أن «الدول الأوروبية في مجلس الأمن توقعت موقفاً أكثر حزماً من الولايات المتحدة». واعترضت فنزويلا على نص مشروع البيان رافضة قبول ما جاء فيه من دعوة الأطراف السوريين الى «تطبيق بيان جنيف١ بما فيه تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة».
ونص مشروع البيان على دعم المجلس جهود دي ميستورا ومقاربته للحل السياسي. ويطلب «من كل الأطراف أن تعمل بشكل عاجل نحو التطبيق الشامل لبيان جنيف الهادف الى إنهاء العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وإطلاق عملية سياسية يقودها السوريون تؤدي الى انتقال سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري ويمكنه بشكل مستقل وديموقراطي من تحديد مستقبله، بما في ذلك إنشاء هيئة حكم شاملة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة تشكل بناء على مبدأ القبول المتبادل فيما تضمن استمرارية عمل المؤسسات الحكومية».
«مبادرة» إيرانية لشرعنة الميليشيات… و«طائف سوري»
إبراهيم حميدي
اختارت إيران لحظة مهمة واقترحت «مبادرة معدلة». للمرة الأولى الرئيس فلاديمير بوتين يضع ثقله بحثاً عن حل. موسكو، هي من يقود الاتصالات الديبلوماسية، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتصل بنظرائه في أكثر من مكان، فيما نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ينتقل من عاصمة الى أخرى ويتصل هاتفياً بشخصيات موالية للنظام ومعارضة له. أيضاً، انها لحظة مناسبة في ما يتعلق بالاتفاق النووي. وقد أرادت طهران من مبادرتها ذات النقاط الاربع، ان تجعل من نفسها «جزءاً من الحل» لدى الانتهاء من اقرار الاتفاق النووي في الكونغرس الاميركي خلال ٦٠ يوماً من توقيعه.
التصور الذي كان يجري العمل عليه قائم على مسارين: سياسي وتقني. ويقضي المسار السياسي، بعد انتهاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول (سبتمبر) المقبل وإقرار الاتفاق النووي، بتشكيل مجموعة اتصال سياسية في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. ومن الاقتراحات نسخ تجربة الاتفاق النووي، أي مجموعة «٥+١»، الدول الخمس الدائمة العضوية والمانيا مع الدول الاقليمية الفاعلة في الملف السوري، مع اقتراح دول أخرى فكرة مجموعة اتصال خماسية من أميركا وروسيا وإيران والسعودية وتركيا، تكون منصة التفاهمات السياسية على مبادئ الحل ومحرك التفاهمات بين السوريين في المسار الثاني. هذا المسار فني- تقني، يشرف عليه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عبر لجانه الاربع التي اقترحها في تقريره في مجلس الأمن، وتتعلق بالشؤون الانسانية والامنية ووقف النار والارهاب والحل السياسي. أي، مرجعية جديدة وبديلة من «بيان جنيف».
كان يفترض ان يسير هذان المساران المتوازيان جنباً الى جنب الى ان يلتقيا في الاتفاق السياسي. وان ينزل وحي المقايضات الدولية الى السوريين ما دامت «عملية بقيادة سورية». وان «يتفاهم» السوريون على حكم – نظام قادر على محاربة الارهاب و»داعش» وتلبية ما تيسر من تطلعات الشعب.
لم يكن مقرراً ومتوقعاً ان يتنازل كل طرف عن سلاحه ووسائله للضغط في الحلبة السورية. الروسي ارسل مزيداً من السلاح الى «مؤسسة الجيش». الايراني، ارسل مزيداً من الميليشيات والذخيرة الى «قوات الدفاع الوطني». أميركا اتفقت مع تركيا على «منطقة آمنة» تمتد من الضفة الغربية لنهر الفرات الى مارع في ريف حلب، من جرابلس الى عمق خمسين كيلومتراً مقابل خوض حرب مشتركة ضد «داعش» واستخدام قاعدة انجرليك ضد مواقع التنظيم. كما ان أميركا تستمر في البرنامج الفقير المتعلق بـ «تدريب وتسليح» المعارضة المعتدلة لقتال «داعش» بإشراف وزارة الدفاع مع تعهّد الرئيس باراك اوباما توفير «حماية جوية دفاعية من أي طرف بما في ذلك القوات النظامية السورية». وكذلك، تدعم أنقرة «جيش الفتح» في معارك على التخوم في المثلث بين أرياف إدلب وحماة واللاذقية، مع الاقتراب من الحاضنة الطائفية للنظام الملتهبة بعد اتهام سليمان هلال الأسد بقتل ضابط في الجيش. أما الاردن فيواصل دعم «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» استعداداً للسيطرة على مدينة درعا والاقتراب من «الحاضنة السياسية» للنظام في دمشق. أما النظام وإيران و«حزب الله» فيواصلون معركة الزبداني ومحاولات تغيير الديموغرافيا لتحسين الموقف التفاوضي عبر القبض على الأرض وتغيير مخططات تنظيم أحياء في دمشق وحمص.
حرب بالوكالة
إنها حرب بالوكالة. كل طرف يحاول فيها ان يضمن اولويته الاولى ومصالحه العاجلة من دون ان يخسر طموحاته المؤجلة: إيران تريد ضمان مصالحها في إقليم دمشق – طرطوس. تركيا تريد ضمان منع قيام «كردستان» شمال سورية. أميركا تريد ضمان محاربة «داعش». روسيا تريد ضمان بقاء ما تبقى من النظام والجيش و«محاربة الارهاب». الاردن وحلفاؤه يريدون جداراً ضد «داعش». والواقع أن لا مانع لدى بعض الدول من تقسيم سورية الى أقاليم أو فيديرالية او لامركزية، فيما ترى دول أخرى خطراً في التقسيم وتتمسك بوحدة سورية وشعبها خوفاً من انتقال «فيروس» التقسيم والاقاليم الى البيت الداخلي.
في الاروقة الديبلوماسية والمكاتب والطائرات وخطوط الهاتف، الاتصالات العلنية والسرية مستمرة. اتصالات بين موسكو وواشنطن والرياض، لقاءات ثلاثية أميركية – روسية – سعودية، اتصالات روسية – تركية وأميركية – تركية. ومثلما وسعت واشنطن دائرة تحالفاتها الاقليمية لدى توقيع الاتفاق النووي مع إيران، فإن دولاً خليجية توسع دائرة تحالفاتها الدولية وتمد «يداً استراتيجية» الى الكرملين.
وتفيد المعلومات بأن اللقاءات بين موسكو من جهة وواشنطن وحلفائها التقليديين من جهة ثانية، اظهرت وجود نقطتي توافق وأبقت «عقدة» خلاف جوهرية. الاتفاق هو على «ضرورة التحالف ضد داعش» وان «الحل سياسي في سورية». اما الخلاف، فلا يزال حول طريقة الوصول الى الحل السياسي والطريق المؤدي الى صوغ التحالف والحل. وترى روسيا إمكان تأليف حكومة وحدة وطنية، وتحذر من ان «ازاحة» الرئيس بشار الأسد ستؤدي الى «انهيار للنظام يملاه داعش». لذلك، موسكو «لم تكن الى الآن مستعدة للخوض في بقاء الأسد لمدة سنة أو سنتين خلال المرحلة الانتقالية». وهي «عازمة أولاً على اقناع النظام بحكومة موسعة تضمن الشخصيات والتكتلات الرئيسية». وهذا هو هدف الاتصالات الروسية مع المعارضين أشخاصاً وتكتلات.
أما الجانب الأميركي فـ «يرى صعوبة في ولادة هذا الحل»، ذلك ان واشنطن تقول انه بامكان موسكو «اقناع شخص او أشخاص بالحل الروسي. لكن كي تقتنع المعارضة بإلقاء سلاحها لا بد من وضوح في تنحي الأسد وتحديد آلية او موعد ذلك». ويرد الجانب الروسي على هذا الكلام بأن «القول بتنحي الأسد كلام غير مسؤول وغير دستوري وسيؤدي الى انهيار النظام»، فيكون الجواب الأميركي أن «استمرار الصراع سيؤدي الى انهيار النظام، لذلك لا بد من استعجال الحل السياسي». بل يلمح مسؤولون أميركيون الى ان المرحلة المقبلة «ستشهد خسارات مؤلمة للنظام من دون ان تصل الى انهيار». الضغط واستمرار الضغط واستراحات محارب، تعطي للنظام نفَساً كي لا تنهار مؤسساته. هذه «الخطة أ» بالنسبة الى واشنطن، وليس لديها «خطة ب». هكذا تبلّغ معارضون سوريون.
بقيت واشنطن وموسكو على موقفيهما. لكن الجديد، ان الروسي يتحرك تحت الرادارات الأميركية. بوتين بادر للإتصال بأوباما، وعُقدت لقاءات مكثفة بين وزيري الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف. ويرى أوباما «بارقة أمل» في الوصول الى حل في سورية بسبب «اقتناع روسيا (وايران) بأن الرياح لا تسير لمصلحة النظام». ومن هنا، لا فيتو أميركياً على المبادرات الروسية.
في خضم هذا الحراك الذي كان يخبئ تحته اتصالات أمنية سرية، يأتي خطاب النظام: لا حل سياسياً والاولوية لـ «مواجهة الارهاب»، وان «كل من رفع السلاح هو ارهابي»، وانه ليست هناك قوة بشرية كافية لدى الجيش للدفاع عن كل الارض السورية، لذلك فإن الجيش سيدافع الآن عن المناطق ذات الاولوية، اضافة الى القول بان السوري هو من يدافع عن سورية وليس من يحمل جنسيتها او جواز سفرها، اضافة الى شكر ايران «الشقيقة» والتنويه بـ «الأداء النوعي» لـ «حزب الله».
وضع هذا الخطاب الممهور باجراءات على الارض تتعلق بمعارك الزبداني وتغيير ديموغرافيا حمص وخطة لتغيير في احد احياء دمشق، خيار الانكماش الى اقليم ضمن الخيارات المطروحة. وتعزز بعد لقاء الدوحة الثلاثي، بطرح طهران مبادرتها: وقف فوري للنار، حكومة وحدة وطنية موسعة، تعديل للدستور بما يضمن حقوق الاثنيات والاقليات، وانتخابات بوجود مراقبين دوليين. طهران، وقبل وصول وزير الخارجية وليد المعلم هي التي اقترحت المبادرة وليس دمشق. وهي مبادرة تبحث عن «طائف سوري» وعن دستور يشرعن المحاصصة الطائفية والميليشيات في البلاد. مبادرة تريد ان تكون مرجعية بديلة من «بيان جنيف» الذي يتضمن الحديث عن «هيئة حكم انتقالية»، بما ان شرط المعارضة السورية ودول غربية وعربية ان تقبل ايران «بيان جنيف» قبل اعتبارها «جزءاً من الحل».
في مواجهة الحديث عن طرح روسي يتحدث عن وحدة سورية وجيشها والتمسك بـ«بيان جنيف»، يأتي الطرح الايراني. وتقول طهران انها العنوان أو باب رئيسي لا بد من طرقه لمن أراد الحل. البدء بوقف اطلاق النار هو شرعنة للميلشيات. والحديث عن دستور جديد وطوائف تشريع «لبننة» سورية عبر «طائف سوري» فيه محاصصة طائفية. هذا العرض هو في الواقع تطوير لاقتراح قدم في شكل سري من عشر نقاط يتضمن «حماية حق الغالبية السنّية وضمان لحماية الاقلية العلوية». وهو مبني على اقتناع ليس أكيداً ولم بختبر بعد بأن النظام «مطواع» في أيدي الايرانيين. وقد ألقت به إيران في البحر الديبلوماسي. وأتى الرد الروسي بالموافقة على قرار دولي يتيح تحديد المسؤول عن استخدام الكلور رسالة روسية الى النظام وإيران مفادها أن الكرملين هو الباب الى سورية وطهران نافذة للنظام. نعم انه الصراع الروسي – الإيراني على سورية وما تبقى منها.
صحافي سوري من أسرة «الحياة»
الظواهري يبايع الزعيم الجديد لـ «طالبان»
دبي – رويترز
أعلن زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري مبايعة الزعيم الجديد لحركة «طالبان» الأفغانية الملا أختر منصور خلال تسجيل صوتي بث على الانترنت. وأعرب الظواهري خلال التسجيل عن حزنه لوفاة زعيم الحركة الأفغانية السابق الملا عمر، مضيفاً: «استمراراً على طريق الجهاد وسعياً في جمع كلمة المجاهدين، فإني بوصفي أميراً لجماعة قاعدة الجهاد أتقدم إليكم (الملا أختر منصور) ببيعتنا لكم». وأعلن الظواهري بذلك موقف حركته من زعامة منصور الذي ثارت خلافات في شأن تعيينه خلفاً للملا عمر زعيماً للحركة المتشددة التي تقاتل منذ إقصائها عن الحكم في العام 2001 للإطاحة بالحكومة الأفغانية.
قتيلان جراء سقوط قذائف على مدينة اللاذقية السورية
دمشق – أ ف ب، رويترز
أعلنت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) اليوم (الخميس)، سقوط قذائف على أحياء في مدينة اللاذقية الساحلية غرب سورية، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل.
وقالت «سانا» أن «عدداً من المواطنين أصيبوا جراء استهداف إرهابيين لأحياء في مدينة اللاذقية بقذائف صاروخية»، مشيرة إلى وقوع «أضرار مادية».
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» في بريد الكتروني «سمع دوي انفجارين في مدينة اللاذقية، أحدهما ناجم عن سقوط قذيفة على شارع 8 آذار في وسط المدينة، ما أسفر عن إصابة مواطنين بجروح وأضرار مادية، والآخر ناجم عن انفجار في شارع الكورنيش»، لم تتضح اضراره.
وبقيت المحافظة الساحلية بمنأى عن النزاع الدامي الذي شهدته بقية المحافظات السورية منذ منتصف آذار (مارس) 2011، ما دفع العديد من السوريين الى النزوح اليها هرباً من المعارك. ونقل رجال أعمال استثماراتهم إلى المحافظة.
وتشهد سورية نزاعاً دامياً تسبب منذ أكثر من أربع سنوات بمقتل أكثر من 240 ألف شخص.
هدنة في الزبداني والفوعة وكفريا مجلس الأمن يدعم دو ميستورا
نيويورك – علي بردى
بوساطة تركية وايرانية، دخل اتفاق لوقف النار مدة 72 ساعة حيز التنفيذ امس في بلدة الزبداني، آخر معاقل المعارضة على الحدود مع لبنان، وفي بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في شمال غرب سوريا.
وقال مصدر أمني سوري لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”: “قبلنا بالهدنة لأننا نريد إنهاء هذه المعركة بأقل خسائر ممكنة، ولكن لن نرضى ببقاء المسلحين داخل الزبداني بعد اليوم”. وأضاف ان “التسوية تشمل خروجهم من المدينة بشكل كامل”.
لكن مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن، الذي يتخذ لندن مقراً له، اوضح انه “لم يتم التوصل بعد الى اتفاق نهائي يتعلق بخروج آمن للمقاتلين من الزبداني وادخال المواد الطبية والغذائية الى الفوعة وكفريا”.
ووصف ثلاثة مسؤولين قريبين من دمشق الهدنة بأنها نتيجة وساطة قامت بها تركيا التي تدعم مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد وايران التي تسانده بقوة.
وتمثل هذه الخطوة أحدث المؤشرات حتى الآن لظهور نهج جديد في المنطقة حيال الصراع المستمر منذ اربع سنوات ونصف سنة.
وفي تطور سبق وصول وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى دمشق ولقائه الاسد، أفاد المرصد السوري ان 37 شخصاً قتلوا من جراء الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام السوري على مناطق في الغوطة الشرقية، فيما قتل 13 آخرون بقذائف استهدفت أحياء في دمشق.
تركيا
وفي أنقرة، أبدى مسؤول في وزارة الخارجية التركية طلب عدم ذكر اسمه استعداد انقرة لان تشن بالتعاون مع القوات الاميركية هجوماً واسع النطاق على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، بعدما جمدت عملياتها ضد التنظيم الجهادي بطلب من واشنطن بهدف “تنسيق الاهداف”.
وقال ان “تركيا والولايات المتحدة ستنسقان عملياتهما. لقد اوقفنا موقتاً هجومنا بعيد بدئه لان الاميركيين طلبوا منا الانتظار ريثما ننسق الاهداف”. وأضاف ان تركيا التي شنت في 24 تموز “حرباً على الارهاب” جمدت هجومها على “داعش” بعدما طلبت الولايات المتحدة من حليفتها في حلف شمال الاطلسي ان تشنا الغارات الجوية معاً.
وأوضح انه، فضلاً عن الغارات الجوية على “داعش”، توصلت انقرة وواشنطن الى اتفاق على اقامة منطقة آمنة في سوريا خالية من جهاديي التنظيم المتطرف والمتمردين الاكراد على حد سواء. وأعرب عن أمل أنقرة في اقامة هذه المنطقة الآمنة بمساندة من مقاتلين سوريين معارضين لنظام الاسد ممن تمّ “تدريبهم وتجهيزهم” في اطار برنامج مشترك تركي – اميركي. وأكد ان “عدد هؤلاء المقاتلين يزداد”، مشيراً الى ان عددهم اليوم تضاعف بعدما كان عند بدء برنامج التدريب 54 مقاتلاً.
في غضون ذلك، قال المبعوث الاميركي الخاص الى المنطقة المكلف شؤون مكافحة “داعش” بريت ماكغورك، في تغريدة بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، إنه عاد الى انقرة “للمضي في التعاون” مع المسؤولين الاتراك.
وكشف الجيش الأميركي أن الولايات المتحدة شنت أولى غاراتها الجوية بطائرات حربية على أهداف لـ”داعش” انطلاقاً من قاعدة انجرليك الجوية في تركيا. وسبق للائتلاف الدولي أن شن غارات بطائرات من دون طيار انطلاقاً من هذه القاعدة.
تحوّل روسي
وفي نيويورك، قال ديبلوماسي غربي إن العمل جار لإصدار بيان رئاسي دعماً لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا، على رغم اعتراض إحدى الدول من غير الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس على اللغة المستخدمة في إحدى فقرات البيان، مشيراً الى أن الخلاف يتعلق “بحجم الضغط على الحكومة السورية وببيان جنيف الذي يشكل من وجهة نظرنا جزءاً مكملاً للتسوية الشاملة”.
وأعلن ديبلوماسي عربي أن فنزويلا اعترضت على عبارة خاصة بالهيئة الحكومية الإنتقالية باعتبارها “غير دستورية”.
وأوضح الديبلوماسي الغربي أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة ستيفن أوبراين سيزور دمشق خلال الأيام القريبة. ولاحظ أن “هناك تحولاً لا بأس به في طريقة تحدث الروس” عن الأزمة السورية، ولكن “لا أريد تضخيم الأمر”. وذكر أنه “في بعض المحادثات، لا يتكلم الروس عن الأسد بل عن استمرارية المؤسسات الحكومية. نحن نقرأ في ذلك تحولاً”. وأكد أنه “لا يمكن أن يقود الأسد حكومة في نهاية العملية الانتقالية”.
وأفاد ديبلوماسيون ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيستضيف في نيويورك في نهاية ايلول المقبل قمة لزعماء الدول المنضوية في اطار الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”. وأوضحوا ان القمة المخصصة للبحث في سبل مكافحة التطرف العنيف ستعقد في 29 ايلول، أي بعد سنة من الخطاب الذي ألقاه اوباما أمام الأمم المتحدة وتعهد فيه القضاء على التنظيم الجهادي.
واشنطن تخلت… لم تتخل عن برنامج تدريب “المعارضة المعتدلة” بعد خيبة “الفرقة 30″… هل تعدّ واشنطن قوة سورية جديدة؟
موناليزا فريحة
بعد خيبة “الفرقة 30” في سوريا، تتناقض المعلومات عن مصير البرنامج الاميركي لتدريب “المعارضة السورية المعتدلة” وتسليحها لمقاتلة تنظيم “الدولة الاسلامية”. فلماذا أخفق البرنامج؟ وهل باتت واشنطن حقاً تفكر في قوة سورية جديدة؟
علناً، تبدو الادارة الاميركية مصرة على عدم التخلي عن جهودها لتدريب مسلحي المعارضة السورية. والناطقة باسم وزارة الدفاع “البنتاغون” الكوماندر اليسا سميث كانت آخر من أكد التمسك بالبرنامج، قائلة: “نواصل التدريب وعلى رغم الصعوبات الاولية، تبقى (وزارة الدفاع الاميركية) ملتزمة بحزم بناء قدرات المعارضة السورية المعتدلة”.
تدريب “معارضين معتدلين” بدأ في أيار الماضي لمقاتلة الجماعة الجهادية التي سيطرت على مناطق في العراق وسوريا وأقامت فيها “خلافة”. وأعلنت واشنطن في حينه أنها تنوي تدريب نحو 5400 مقاتل سنوياً على ثلاث سنوات. ومذذاك، بدأ مئات العسكريين الاميركيين يشاركون في المهمة، إذ إن “البنتاغون” حدد أكثر من سبعة آلاف مقاتل سوري يمكن تأهيلهم. ولكن منتصف تموز لم يرسل الى سوريا الا نحو 60 منهم بحجة أن ” العسكريين الاميركيين يصطدمون بصعوبات في عملية الانتقاء والتدقيق الامني للمرشحين”.
وحتى هؤلاء الـ60 لم يبق منهم الا القليل، فقد أثرهم في ساعات، بعدما قتل منهم من قتل وخطف من خطف على يد “جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”.
“الجميع مسؤولون”
هذه المأساة أبرزت مجدداً الاخفاق الذريع لاستراتيجية الرئيس الاميركي باراك أوباما لسوريا. والاسوأ أن هذا الفشل كان متوقعاً.
ميكاه زنكو من مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة للرأي مقرها واشنطن، رأى أن “الجميع مسؤولون عن هذا الفشل… لا أعرف أحداً فوق رتبة كولونيل لم يكن يعتقد أنها فكرة رهيبة”.
الفكرة بذاتها كانت مفاجئة وجاءت بعد تردّد أميركي طويل في الانخراط في النزاع السوري. فبعدما غزا “داعش” شمال العراق في حزيران الماضي، وسيطر على الموصل، ثانية كبرى المدن العراقية، واجهت الادارة الاميركية ضغوطاً لوضع خطة لوقف التنظيم المتشدد. وتسارعت الامور عندما أعدم “داعش” صحافيين أميركيين أمام الكاميرا في نهاية الصيف.
البرنامج هدف الى تدريب المقاتلين “المعتدلين” وتسليحهم لمحاربة “داعش” في سوريا، من دون الانزلاق الى مواجهة مباشرة مع قوات الرئيس السوري بشار الاسد.
أساساً، كانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي إي” تدير برنامجاً لتدريب المعارضة السورية، الا أنه فشل، فارتأت الادارة الاميركية تطوير برنامج منفصل بقيادة “البنتاغون”. وبعد سقوط الموصل، عززت الادارة الاميركية موازنة البرنامج من 200 مليون دولار الى 500 مليون. ولكن على رغم هذا المبلغ استمرت المشكلة في الاستراتيجية .
مشكلة متشعبة
المشكلة متشعبة في رأي جايسون ليال، الخبير في حركات التمرد في جامعة يال، “الا أنها كلها تنبع من التناقض الأساسي في السياسة الاميركية لسوريا”. ففي محاولة لتجنب مواجهة مع قوات الاسد، حصر المسؤولون الاميركيون مهمة القوة بمحاربة “داعش”، الأمر الذي يقيد عدد المجندين المحتملين. الى ذلك، شكلت المتطلبات الصارمة للتدقيق والتي تهدف الى التأكد من أن لا صلة للمتدربين بمجموعات متطرفة مشكلة اضافية، نظراً الى الطبيعة المائعة للتحالفات في الميدان السوري والتي تفترض أن كثيرين من المقاتلين لهم نوع من الصلات مع متطرفين.
وقال الاستاذ في جامعة كولومبيا البروفسور أوستن لونغ إن “هذين القيدين قوضا الجهود للتعبئة… ووجها ضربة مزدوجة الى البرنامج”.
كذلك انتقد الكولونيل المتقاعد متين غورجان الذي ترك الجيش قبل ستة أشهر، في حديث الى صحيفة “حريت”، بشدة برنامج التدريب الذي تشارك فيه بلاده، معتبراً ان فشله كان متوقعاً منذ البداية. وشرح أن “البيئة الأمنية في سوريا مائعة، وهناك مستويات عالية من الشكوك، اضافة الى تغيرات سريعة في التحالفات على المستوى المحلي”، موضحاً أن “زعيم جماعة في مدينة قد ينام عضواً في داعش ويستيقظ عضواً في “النصرة”. وفي هذه الحال “يمكن استراتيجية تسليح مدنيين التحول ضد أصحابها”.
قوة جديدة
ولا تزال الادارة الاميركية تظهر اصراراً على برنامجها. لكن مجلة “دايلي بيست” أوردت أمس أن المسؤولين الكبار في “البنتاغون” تجاوزوا منذ وقت طويل هذه القوة، ووجدوا مجموعة أخرى لمحاربة “الدولة الاسلامية”.
ونسبت الى مسؤول دفاعي أن قوة مدربة وكفيّة ومنظمة برزت كقوة فاعلة، “ولا خوف من أن تتخلى عن القتال أو تغير انتماءها”، مشيراً الى أنه يتحدث عن “وحدات حماية الشعب” الكردية.
لكن الادارة الاميركية ترفض حتى الآن الاقرار علناً بفشل البرنامج، وتتذرع بأن بناء قوة سورية يتطلب وقتاً. وأفاد مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض أنه بينما لا تزال واشنطن ملتزمة بناء “معارضة سورية معتدلة”، ثمة قوات أخرى أيضاً ضمن الاستراتيجية.
ومع ذلك، لا يفوت المسؤولون الاميركيون أن تبني واشنطن القوة الكردية شريكاً علنياً يعقد الاستراتيجية الهشة أصلاً. وأبلغ مسؤولان دفاعيان أميركيان “الدايلي بيست” أن أنقرة لن ترحب بدعم قوة كردية على حدودها الجنوبية، وكذلك بعض الدول العربية.
هدنة في الزبداني والفوعة وكفريا بوساطة إيران وتركيا عشرات القتلى والجرحى في قصف للغوطة الشرقية ودمشق
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، روسيا اليوم)
أعلن الأطراف المتحاربون في سوريا وقفا للنار مدته 48 ساعة في الزبداني بريف دمشق وفي بلدتي الفوعة وكفريا بريف ادلب، بعد شهر من جهود للوساطة لم يسبق لها مثيل قامت بها تركيا وايران. واجرى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد. وسبقت وصول الوزير الايراني موجة من القصف المتبادل بين الغوطة الشرقية والعاصمة دمشق أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
أوقفت الهدنة القتال بين مقاتلي المعارضة من جهة والجيش السوري ومقاتلي “حزب الله” المتحالف معه من جهة أخرى في بلدة الزبداني الخاضعة لسيطرة المعارضة وفي بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يغلب على سكانهما الشيعة. والمنطقتان معقلان للجانبين يتعرض كلاهما لهجوم شرس من الجانب الآخر.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات التي تجرى منذ أسابيع انه يمكن تمديد الهدنة لاعطاء وقت للمفاوضات المستمرة التي تهدف الى إجلاء المدنيين والمقاتلين.
ووصف ثلاثة مسؤولين قريبين من دمشق الهدنة بأنها نتيجة وساطة قامت بها تركيا التي تدعم مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد وايران التي تسانده بقوة.
وتمثل هذه الخطوة أحدث المؤشرات حتى الآن لظهور نهج جديد في المنطقة حيال الصراع الذي أسفر عن مقتل ربع مليون شخص وتشريد عشرة ملايين وأدى الى سقوط أجزاء كبيرة من سوريا في أيدي متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” وأثار خلافات بين دول المنطقة وانقسامات بين دول الشرق الاوسط على أساس طائفي.
وبعد أربع سنوات لم تحرز فيها الجهود الديبلوماسية تقدما نحو السلام، اتجهت الدول التي تدعم الأسد ومعارضيه الى البحث في سبل إنهاء الحرب والتعامل مع التهديد المشترك المتمثل في “الدولة الإسلامية” (داعش).
وقبل وصول ظريف الى دمشق، قصف مقاتلو المعارضة العاصمة بالصواريخ وشنت الحكومة غارات جوية على مواقع قريبة للمعارضة. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 13 شخصا قتلوا وأن 20 أصيبوا بصواريخ المعارضة، بينما قتل 31 في الغارات الجوية للحكومة.
وكانت مصادر من الجانبين في الحرب الاهلية قد أبلغت “رويترز” في وقت سابق أن من المقرر أن يبدأ وقف النار في السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينيتش). وستستمر المفاوضات بين الجانبين في مواضيع أخرى. وقادت المفاوضات من جانب المعارضة “حركة أحرار الشام” الإسلامية حليفة “جبهة النصرة” جناح تنظيم “القاعدة” في سوريا.
وقال أبو وليد الزبداني، وهو مقاتل مع “أحرار الشام” في الزبداني، أنهم أوقفوا اطلاق النار وان وقف النار تم من الجانبين. واضاف أنهم كمقاتلين على الارض غير مهتمين بهذا الوقف للنار، لكنه جاء من قادتهم وعليهم التزام الاوامر. وقال معارض آخر ان هناك 200 جريح من مقاتلي المعارضة في البلدة.
وقال “حزب الله” ان مسلحي “الدولة الاسلامية” (داعش) اطلقوا النار في الزبداني في محاولة لانتهاك الهدنة، لكن الجماعات المسلحة الاخرى تدخلت لمنعهم.
وتحدثت مصادر في الجانبين عن مفاوضات في شأن إجلاء محتمل للمدنيين من الفوعة وكفريا وانسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني. وتم الاتفاق على اجلاء الجرحى ذوي الاصابات البالغة ولكن لا يزال يجري الاتفاق على الامور اللوجستية.
غارة على “جيش السنة”
على صعيد آخر، أعلن المرصد مقتل ثمانية مدنيين على الاقل بينهم خمسة اطفال الى عشرة مقاتلين في غارات جوية شنها الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن على مستودع للذخيرة تابع لـ”جيش السنة” في منطقة أطمة بريف إدلب.
وينضوي “جيش السنة” ضمن “جيش الفتح” الذي يضم مجموعة من الفصائل الاسلامية المقاتلة و”جبهة النصرة”. وتمكن ائتلاف الفصائل هذا خلال الاشهر الاخيرة من طرد قوات النظام من معظم محافظة ادلب الحدودية مع تركيا بعد سيطرته على مدن ومواقع رئيسية.
الاسد استقبل ظريف
في غضون ذلك، افادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” انه “في بداية اللقاء هنأ الرئيس الأسد مجددا الشعب الإيراني بالانجاز الذي حققه من خلال التوصل الى الاتفاق النووي مع الدول الكبرى”، ورأت أن توصل إيران الى الاتفاق النووي “ما كان ليتم لولا صمود شعبها وتمسكه باستقلالية قراره ووقوفه وراء قيادته وهذا يؤكد أن الإرادة والثبات هما الطريق الأفضل لتحقيق مصالح الشعوب”.
واضافت: “كما تم تبادل الآراء في أفضل السبل لإيجاد حل سلمي للحرب التي تتعرض لها سوريا حيث أكد ظريف أن إرادة الشعب السوري يجب أن تكون بوصلة أي أفكار تطرح في هذا الصدد وبعيدا من أي تدخل خارجي وبما يحافظ على وحدة أراضي سوريا واستقلالية قرارها، مشددا في الوقت ذاته على تصميم إيران على المضي في دعم وتقديم كل ما من شأنه تمكين صمود الشعب السوري وتخفيف معاناته في مواجهة الحرب المسعورة التي تشنها التنظيمات الإرهابية عليه (…) وعبر الرئيس الأسد عن تقديره للدعم الإيراني الثابت لسوريا كما أعرب عن ترحيبه بالجهود الصادقة التي تبذلها إيران والدول الصديقة لوقف الحرب على سوريا والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها. وأكد الجانبان أن على جميع الدول في المنطقة وخارجها أن تدرك أن مصيرها ومستقبل شعوبها ليس في مأمن في ظل الانتشار السرطاني للإرهاب وأنه يتوجب على الجميع العمل بشكل جدي وصادق من أجل مكافحة هذا الخطر الداهم عبر تنسيق الجهود وتبني سياسات مبنية على الحقائق وأوسع أفقا والتوقف عن دعم المجموعات الإرهابية أو توفير الغطاء السياسي لها”.
تطمينات إيرانية لدمشق بشأن سوريّة الحل وثبات الدعم ضد الإرهاب
ظريف لـ«السفير»: «ديبلوماسية الابتسامات» لأصدقائنا العرب
أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مقابلة مع «السفير»، أن طهران ترغب بالتعاون وبذل المساعي من أجل خير المنطقة وشعوبها، معرباً عن أمله أن ينعكس حل الملف النووي الإيراني إيجاباً لتسوية ملفات المنطقة.
وقام ظريف بزيارة خاطفة لدمشق، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره وزير الخارجية وليد المعلم، قبل أن يقوم بزيارة روحية لمقام السيدة زينب في الغوطة الشرقية، ويغادر عائداً باتجاه طهران.
وجاءت زيارة ظريف لدمشق بعد جولة خارجية شملت الكويت وقطر والعراق، وغداة الزيارة المدوية التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لموسكو حيث برز تباين واضح في المواقف من المشهد السوري في المرحلة المقبلة. كما جاءت في ظل تفاهم إقليمي شمل طهران وأنقرة جرت ترجمته في الهدنة التي تم التوصل إليها في كل من الزبداني وكفريا والفوعة، على ان يقوم الوزير الايراني بزيارة انقرة خلال الايام المقبلة.
وفي انسجام مع شرط دمشق مرور أي اتفاق لحل الأزمة السورية بخطوة الاستفتاء عليه، أكد ظريف، خلال اجتماعه مع الأسد، أن «إرادة الشعب السوري يجب أن تكون بوصلة أي أفكار تطرح بهذا الصدد، وبعيداً عن أي تدخل خارجي، وبما يحافظ على وحدة أراضي سوريا واستقلالية قرارها». وتعرضت دمشق قبل الزيارة وخلالها لقصف مكثف بالقذائف والصواريخ أوقع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
وقال ظريف، لـ «السفير»، «برأينا أن الموضوع النووي كان شأناً هامشياً وقد تمّت معالجته، لكنّ الشيء الحقيقي والأساسي يتعلّق بهذه المنطقة بالذات، ونحن نرغب في الواقع بالتّعاون وببذل المساعي من أجل خير هذه المنطقة وشعوبها». وتمنّى أن تصبّ كل الجهود التي بذلت لمصلحة دول المنطقة برمّتها.
وأشار إلى أن إلغاء زيارته لتركيا جاء بسبب زيارته للبنان، وعدم قدرته على الاجتماع مع المسؤولين الأتراك في فترة زمنية قصيرة، موضحاً انه سيزور تركيا الأسبوع المقبل.
وعمّا إذا كانت «الدّيبلوماسيّة الباسمة» التي اعتمدها في التفاوض مع الغرب حول الملفّ النووي الإيراني ستصلح أيضاً في الحوار العتيد مع السعودية وخصوصاً في ظل التشكيك السعودي والخليجي بنيات إيران في المنطقة، قال ظريف «إننا نبتسم لأصدقائنا في هذه المنطقة من صميم القلب».
وعن أن دول المنطقة تريد من إيران أفعالا لا ابتسامات، وخصوصاً لجهة عدم التدخّل بشؤونها، قال ظريف «نحن نعتقد بأنّ أصدقاءنا السعوديين بحاجة لأن يروا الحقائق كما هي. نحن واجهنا وتحمّلنا مشاكل كثيرة، وتعرّضنا لمعاناة كبرى من جيراننا، ونحن لم ندعم صدّام حسين ضدّ السعوديين بل هم من كانوا يدعمون صدّام حسين في حربه ضدّنا، وعلى كلّ إذا كان لأحد أن يرضي الجانب الآخر فلا بدّ لهم (أي السعوديين) أن يرضونا، علماً أننا لا نطلب هذا الشيء منهم».
وعن تداعيات الملف النووي على ملفات المنطقة، قال «آمل أن ينعكس إيجاباً وأن تتمّ معالجة ملفات المنطقة وتسويتها».
مكافحة التطرّف والطائفية ومحاربة الإرهاب ومدّ اليد إلى الجيران في المنطقة وعدم التدخّل في الشأن الرئاسي اللبناني هي أبرز العناوين التي ركّز عليها ظريف في زيارته اللبنانية التي استغرقت حوالي 22 ساعة، وتخللتها لقاءات في يومها الثاني مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية جبران باسيل وممثلي الفصائل الفلسطينية في لبنان، بعدما كان قد التقى أمس الأول رئيس الحكومة تمام سلام والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.
وفي سلسلة تصريحات، أعرب ظريف عن اعتقاده «انه لا بد لكل الجيران، ولكل الدول الجارة، أن تتبنى الحوار والتعاون، فيكونان مدار اهتمام هذه الدول لتحقيق المصالح المشتركة».
وقال ظريف «بالوصول إلى الاتفاق النووي استطعنا أن نسحب حجة من يد (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو والكيان الصهيوني للاستمرار في الإجرام والعمليات الإجرامية، وعلى هذا الأساس نرى رئيس الوزراء الإسرائيلي قلقاً ويائساً لأن العالم تمكن من تسوية مشكلة عن طريق الديبلوماسية والحوار. واليوم هناك فرصة جديدة أمام دول المنطقة ولجيراننا، برؤية جديدة قائمة على الحوار، لا بد لها أن تتعاون من اجل تطوير السلام والاستقرار والتقدم في هذه المنطقة، والوقوف أمام عدوين: الأول الكيان الصهيوني والثاني التطرف والإرهاب والطائفية».
وردّا على أسئلة الصحافيين حول إمكانية تدخل إيران في تسهيل عملية الانتخابات الرئاسية، قال ظريف (حسب الوكالة الوطنية للإعلام): «نحن في إيران لا نتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان، ولا نعتقد أن لبنان يجب أن يكون ساحة لتلاعب الدول الأخرى، ونعتبر أنها قضايا داخلية ولا بد من معالجتها من الشعب اللبناني. ونتوقع من اللاعبين السعوديين الآخرين ألا يعرقلوا الوصول إلى النتيجة، بل أن يسهلوا هذا الأمر».
وهل يرى حواراً سعودياً – إيرانياً لحل قضايا المنطقة، أجاب «نحن مستعدون دائما للحوار والتفاوض مع جيراننا، ولا نشعر بأن هناك أي مانع في هذا المجال».
ظريف في دمشق
وفي دمشق، أفاد مراسل «السفير» زياد حيدر أن ظريف أكد خلال اجتماعه مع الأسد «تصميم بلاده على المضي في دعم وتقديم كل ما من شأنه تمكين صمود الشعب السوري، والتخفيف من معاناته في مواجهة الحرب المسعورة التي تشنها التنظيمات الإرهابية عليه».
وعبَّر الأسد عن «تقديره للدعم الإيراني الثابت لسوريا. كما أعرب عن ترحيبه بالجهود الصادقة التي تبذلها إيران والدول الصديقة لوقف الحرب على سوريا والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها».
وأكد الجانبان أن «على جميع الدول في المنطقة وخارجها أن تدرك أن مصيرها ومستقبل شعوبها ليس في مأمن في ظل الانتشار السرطاني للإرهاب، وأنه يتوجب على الجميع العمل بشكل جدي وصادق من أجل مكافحة هذا الخطر الداهم عبر تنسيق الجهود، وتبني سياسات مبنية على الحقائق وأوسع أفقاً والتوقف عن دعم المجموعات الإرهابية أو توفير الغطاء السياسي لها».
وأكد ظريف، في تصريح عقب لقائه الأسد، أن «المباحثات مع الرئيس الأسد كانت جيدة، وتركزت على حل الأزمة في سوريا، وآن الأوان للاعبين الآخرين ولجيراننا أن يهتموا بالحقائق ويرضخوا لمطالب الشعب السوري، ويعملوا من أجل مكافحة التطرف والإرهاب والطائفية».
وكان ظريف ينوي زيارة أنقرة قبل زيارته بيروت ودمشق، إلا أن الجانب التركي اعتذر عن عدم استقباله «لأسباب متعلقة بأجندتي الطرفين المزدحمة».
ونشر ظريف، أمس الأول مقالة في صحيفة «حرييت» التركية، اتهم فيه دولاً إقليمية، لم يسمها صراحة، بالتغاضي عن نمو تنظيم «داعش» وتقديم التسهيلات والدعم له. وقال إن من «أسباب تنامي عصابات داعش الإرهابية وهيمنتها على أجزاء من العراق وسوريا يعود إلى ضعف الحكومات المركزية، والدعم المالي والعسكري لهذه العصابات من قبل بعض الدول الإقليمية، والضعف عن عمد أو سهو في السيطرة على الحدود، وتهريب النفط من قبل هذه العصابات»، معتبراً أن «سيطرة أعضاء حزب البعث العراقي السابق وضباط جيشه على قيادة داعش في العراق وسوريا، واتحاد داعش مع عناصر نظام صدام (حسين) لعب دوراً رئيسياً في نجاحات داعش القتالية».
وأكد ظريف «ضرورة إيجاد إستراتيجية عالمية وجادة وبعيدة عن التمييز لمكافحة داعش»، داعياً «القيادات الدينية في أنحاء العالم إلى بذل جهودهم لفضح عقائد المتطرفين المزيفة».
وتأتي زيارة ظريف إلى دمشق وسط حراك ديبلوماسي على صعيد الأزمة السورية، ولكن من دون أن يكون «ثمة اختراقات بالمعنى السياسي». وعلمت «السفير» أن أجواء التوتر عادت بين الجانبين السوري والسعودي، بشكل «يمكن القول إن أي تقارب جديد لن يجري قريباً مع الجانب السعودي». وأكدت تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في موسكو، شكوك مسؤولين سوريين بصعوبة «تحقيق خرق على هذا المحور».
كما تأتي زيارة ظريف بعد أسبوع تقريباً على لقائه نظيره السوري في طهران، والذي بدوره انطلق برحلة قصيرة باتجاه سلطنة عمان، ليعود بعدها إلى طهران ومن ثم إلى سوريا. وعُدَّت زيارة مسقط اختراقاً ديبلوماسياً، أعده الإيرانيون من دون اعتراض سعودي، لتفويض مسقط بإمكانية تحقيق اختراق في الجهود الديبلوماسية الساعية لإيجاد حل سياسي في سوريا، إلا أن مسؤولين سوريين قالوا لـ «السفير» إن الزيارة، وهي الأولى لمسؤول سوري لدولة خليجية منذ بدء المقاطعة الخليجية لدمشق، جاءت في إطار «التهيؤ لإنجاح فرص محتملة، من دون أن تحمل حلولاً بحد ذاتها».
هدنة الزبداني… معادلة جديدة في الحرب السورية
وسام عبد الله
تفاهمات ميداينة وإقليمية أدخلت الزبداني والفوعة وكفريا في اتفاق هدنة، يفترض أن تستمر حتى صباح السبت المقبل، وهو ما وضع الحرب في سوريا ضمن معطيات مختلفة عن السنوات السابقة، اذ أصبح للدور الإقليمي، والدولي، حصته الأوضح في عملية التسوية والتفاهمات على الارض.
معادلة الزبداني في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في ريف إدلب، فرضت نفسها كصيغة جديدة، خاصة أنها ضمن مفاوضات بين إيران وتركيا.
وأشار مصدر مطلع لـ «السفير»، إلى أن المعارك العسكرية على كامل الجبهات أصبحت مترابطة، بملفاتها الميدانية وارتباطها الإقليمي العلني. وقال «تشكل هذه الهدنة سابقة في مفاوضات الحرب في سوريا، فهي لا تشبه ما حصل منذ أكثر من سنة في حمص القديمة وخروج المسلحين منها. هي تفاوض بين إيران وتركيا، بالتنسيق مع الحكومة السورية، خاصة بعد الاتفاق النووي وتسارع وتيرة المبادرات لحل الأزمة السورية».
وأضاف «لم يعد مسار المصالحات الوطنية الداخلية، الذي نجح في مناطق وتعثر في أخرى، يسير وحيداً في الأزمة السورية، فهذا المسار أصبح مرتبطاً بضغوط من قوى إقليمية لها ارتباطها المباشر على أرض الميدان. وهذه التسويات لن تأتي قبل أن يحاول كل طرف تحقيق مكاسب ميدانية في أي جزء في سوريا». وتابع «يشكل تقدم الجيش السوري والمقاومة اللبنانية في الزبداني، ومحاصرة المجموعات المسلحة للفوعة وكفريا، صورة مصغرة عن الأحداث المقبلة».
ويعتبر المصدر أن التسويات قد تشمل مختلف المجموعات المسلحة، مثل «حركة أحرار الشام» وغيرها، لكنه استبعد أن تحدث مثل هذه المفاوضات مع «داعش» في المناطق التي يسيطر عليها. وأوضح أنه «كان الأمر يتعلق بجيش الإسلام فنحن نتحدث عن تفاوض مع الجانب السعودي، وإن كنا نتحدث عن أحرار الشام فالتفاوض مع تركيا، لكل منطقة ومجموعة حساباتها الخاصة والمختلفة عن الأخرى».
وكانت «حركة أحرار الشام»، المقربة من الحكومة التركية، تحدثت في بيانٍ، منذ حوالي أسبوع، عن فشل التفاوض مع الجانب الإيراني، معتبرة أن الهدف هو تفريغ الزبداني من أهلها، مشيرة إلى ارتباط مصير الزبداني بمصير المجموعات الحليفة للحكومة السورية وإيران، في إشارة منها إلى الفوعة وكفريا.
وأعلنت الحركة، في بيان آخر، تأييدها للمشروع التركي بإقامة «منطقة عازلة» شمال سوريا، واصفة المشروع بأنه يقطع الطريق على المشاريع الإرهابية والانفصالية. ويشير المصدر إلى أن هذا التأييد من قبل «أحرار الشام» تم بالتنسيق مع «جبهة النصرة» التي انسحبت من نقاط عدة في شمال سوريا، ما يفتح الباب أمام خروج المسلحين التابعين لها من مناطق معينة إن حدثت تسويات تشبه بما حصل بين ريفي دمشق وإدلب.
ويوضح رئيس «حزب التضامن» محمد أبو قاسم، لـ «السفير»، دور هذا الحزب في هدنة الزبداني. وقال «الحزب له دور أساسي من خلال المبادرات والمفاوضات التي قادها بين الطرفين للوصول إلى ما وصلنا إليه، وطبعاً لا ننكر أن هناك دوراً لحركة أحرار الشام عبر تفاوضهم مع الجانب الإيراني، ولكن الحزب أعلن في بيان رفضنا لخضوع أزمة مدينة الزبداني لحسابات إقليمية، لإيماننا بأن الحل النهائي يجب أن يكون سورياً – سورياً». ويعتبر أن خصوصية دور الحزب في الهدنة تأتي في أن رئيسه ابن مدينة الزبداني أولاً، وأن «التضامن» هو من الأحزاب المعارضة.
وأوضح أبو قاسم أن البند الأول من تفاصيل الهدنة قد تم، وهو وقف إطلاق النار خلال 48 ساعة، والبند الثاني والثالث يتعلقان بإتمام التسوية، وأتحفظ على ذكرهم حالياً لنجاح سير المفاوضات. أما البند الرابع فهو تفويض الحزب من قبل «المجلس المحلي» والمجموعات المسلحة في الزبداني بإتمام هذا الاتفاق مع السلطة السورية.
ووقع على بيان الهدنة، رئيس «المجلس المحلي» لمدينة الزبداني، وقائد «كتائب حمزة بن عبد المطلب» وقائد «لواء الفرسان». وقد تم تمديد الهدنة 24 ساعة إضافية، ويعتبر أبو قاسم أن سبب هذا التمديد هو لتحديد أسماء من سيبقى داخل الزبداني ومن يغادرها، فالعدد بين 1400 مسلح و600 مدني.
وقال مصدر أمني، لوكالة «فرانس برس»، «قبلنا بالهدنة لأننا نريد إنهاء هذه المعركة بأقل خسائر ممكنة، لكن لن نرضى ببقاء المسلحين داخل الزبداني بعد اليوم»، مضيفا ان «التسوية تشمل خروجهم من المدينة بالكامل».
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يدخل فيها الحزب في عملية مصالحة بين المجموعات المسلحة والحكومة السورية. ويذكّر رئيس الحزب بدور سابق في تسوية منطقة الذيابية في السيدة زينب في ريف دمشق، وحالياً هناك اتصالات مع قيادات المعارضة المسلحة في المعضمية لإتمام مثل هذه المصالحة.
«داعش» يرد على «أحرار الشام»: انتحاريان يستهدفان الصف الأول
علاء حلبي
لم يتأخر رد تنظيم «داعش» على بيان «حركة أحرار الشام» الذي أصدرته قبل يومين، وأعلنت خلاله وضع نفسها تحت أمرة السلطات التركية ـ الأميركية لقتال «داعش» في الشمال السوري، بعد انسحاب «جبهة النصرة» من مناطق شمال مدينة حلب، ودخول مسلحي «لواء السلطان مراد»، الذي يشكل التركمان عموده الفقري، على خط المواجهة مع «الدولة الإسلامية».
«أحرار الشام»، التي باركت «التحركات التركية في بيانها»، تلقت صفعة قوية من تنظيم «داعش» عن طريق تفجيرين انتحاريين استهدفا اجتماعين للحركة في بلدتي كنصفرة وأورم الجوز في ريف إدلب.
وتسبب التفجير الأول بمقتل أربعة من مسلحي «أحرار الشام»، بينهم أبو عبد الرحمن جوباس وأبو أحمد فجر الإسلام، أبرز القادة الميدانيين لـ «ألوية صقور الشام» المنضوية حديثًا في الحركة وإصابة سبعة آخرين، في حين جاء التفجير الثاني موجعاً بقتله ستة من قياديي الحركة، بينهم القائد العسكري لحملة «أحرار الشام» على منطقة سهل الغاب في ريف حماه.
وأوضح مصدر «جهادي»، لـ «السفير»، أن التفجير الثاني شكل اختراقاً أمنياً كبيراً للحركة، التي كانت تتخذ تدابير أمنية كبيرة خلال اجتماعاتها، خصوصاً بعد أن تعرضت لاختراق كبير في أيلول الماضي، تسبب بمقتل نحو 30 من قيادات الحركة بينهم مؤسسها حسان عبود (الذي كان يعرف بلقب أبو عبد الله الحموي)، مشيراً إلى أن من بين قتلى الحركة القائد العسكري في غرفة عمليات سهل الغاب محمد الحميد، وقياديين آخرين مهمين. وأوضح أن «هذا الاجتماع كان على درجة كبيرة من السرية، وكان يشارك فيه مندوب من جبهة النصرة، هو القيادي أبو محمد الهولندي»، الأمر الذي يؤكد أن الهولندي قتل في ريف إدلب وليس في ريف حلب كما أشاعت بعض المواقع المؤيدة لـ «جبهة النصرة»، في حين نجا الرائد أبو هاشم نائب القائد العام لـ «حركة أحرار الشام»، والذي كان موجوداً في الاجتماع.
ورأت مصادر «جهادية» أن «جبهة النصرة» تعمدت نشر خبر مقتل الهولندي في ريف حلب بهدف إبعاد نفسها عن مواجهة التنظيم أو «الثأر للهولندي»، وذلك ضمن السياسة التي قررت «الجبهة» أتباعها مؤخرا بالنأي بنفسها عن هذه الصراعات.
وفي وقت رأت فيه مصادر مقربة من «أحرار الشام» أن عملية «داعش» الأخيرة تشكل خدمة للنظام، خصوصا أن الاجتماع كان هدفه دراسة الأوضاع الميدانية في سهل الغاب والتحضير للعمليات اللاحقة، شددت مصادر مؤيدة لتنظيم «داعش» على أن «هذا التفجير هو رسالة لكل من يقف مع الصليبيين في حربهم ضد الدولة، مفادها أن الدولة قادرة على مجابهة الجميع، وهي تعرف جيدا كيف ترد وكيف تحارب، ولها مؤيدون في معظم المناطق»، خصوصا أن أورم الجوز تعتبر معقلا رئيسيا لـ «حركة أحرار الشام»، ومركزاً لـ «لواء العباس» التابع لـ «الحركة»، إضافة إلى أن الاجتماع لم يقم كعادته في مقر غرفة عمليات «سهل الغاب»، حيث تم نقله إلى مكان آخر قبيل الاجتماع بساعات، الأمر الذي ينذر بتفجيرات أخرى قد تتعرض لها الحركة المخترقة بشكل كبير من قبل التنظيم.
سوريا.. رتل من “جيش المجاهدين” يتوجه لقتال “الدولة” بريف حلب الشمالي
حلب – الأناضول – توجه رتل من “جيش المجاهدين”، أحد فصائل الجيش الحر، إلى مناطق الاشتباكات مع داعش في ريف حلب الشمالي، بسوريا، لـ “تقديم الدعم و المؤازرة لبقية فصائل المعارضة السورية التي بدأت اليوم حملة على مناطق سيطرة داعش”.
وأفاد الإعلامي أبو المجاهد الحلبي، أن الرتل “ضم مئات العناصر وعددا كبيرا من الآليات والسيارات، في طريقهم إلى محيط مدينة مارع التي يقف مقاتلو داعش في قرية قريبة منها ويعملون على اقتحامها”.
وبدأت فصائل المعارضة السورية، اليوم الخميس، حملة كبيرة بهدف طرد داعش من القرى والبلدات التي يسيطر عليها في ريفي حلب الشمالي والشرقي، حيث تمكنت “حركة أحرار الشام الإسلامية” من إحراز تقدم بسيطرتها على قرية “خربة” شرق إعزاز، ومستودع غاز على الحدود السورية التركية.
ويشارك في الحملة ضد داعش فصائل “أحرار الشام”، “نور الدين الزنكي”، “تجمع فاستقم كما أمرت”، “الجبهة الشامية” “لواء السلطان مراد”، “كتائب ثوار الشام” وعدد من الفصائل في المنطقة.
الائتلاف السوري يطالب بتقديم تفسير لإستهداف التحالف لمنطقة أطمة
إسطنبول – الأناضول – طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، التحالف الدولي ضد داعش، بتقديم “تفسير وتحقيق ومحاسبة”، بشأن استهداف قرية “أطمة” شمالي سوريا، قرب الحدود التركية، الثلاثاء، راح ضحيته عدد من المدنيين.
وأوضح بيان صادر عن الإئتلاف، الخميس، “أن عمل التحالف الدولي ضد داعش يجب أن يرتبط بإرادة حازمة، من أجل فرض منطقة آمنة تنهي سيطرة النظام السوري على الأجواء، كما تعطل بشكل فعّال قدرة التنظيمات والميليشيات الإرهابية على الحركة”.
ولفت البيان أن، “من واجب المجتمع الدولي، العمل على توفير الحماية اللازمة للسوريين ووقف عمليات القصف والتدمير التي يتعرضون لها، وليس زيادة معاناتهم واستمرار آلامهم”.
وتعرضت منطقة “أطمة” التابعة لمحافظة إدلب شمال سوريا، أمس الأول إلى غارة جوية من قبل طائرات التحالف الدولي ضد داعش، استهدفت مقر أحد فصائل المعارضة السورية، وخلّفت الغارة العديد من القتلى والجرحى.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، أعلنت الاربعاء، مسؤوليتها عن الغارة، دون تقديم مزيد من الإيضاحات، أو تحديد القاعدة الجوية التي انطلقت منها الطائرات المهاجمة.
سوريا: اتفاق إيران وتركيا على هدنة في الزبداني وبلدتين شيعيتين
مجزرة كبيرة في مدينة دوما… ولافروف يلتقي رئيس «الائتلاف»
لندن ـ بيروت ـ الغوطتان الغربية والشرقية ـ «القدس العربي» ـ وكالات: صمتت المدافع في سوريا على الأقل في جبهتين، الأولى جبهة الزبداني في الغوطة الغربية التي يحاصرها جيش النظام وحلفاؤه، لا سيما حزب الله، وفي بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب اللتين تحاصرهما فصائل المعارضة. وقد يكون وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة الذي تم التوصل إليه برعاية إيران وتركيا، نموذجا لجبهات أخرى خاصة مع التحركات السياسية التي تشهدها المنطقة.
وفي إطار الجهود الرامية لإيجاد حل للأزمة السورية يستقبل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو، رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة، خالد خوجة. ويسبق هذا اللقاء اجتماع مقرر ليوم غد يلتقي فيه لافروف مع ممثلي لجنة التنسيق المنبثقة عن مؤتمر «القاهرة 2» ولقاء ثان مع صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي.
وأكد بدر جاموس، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض وعضو وفده الى موسكو «ثبات مواقف الائتلاف المستندة إلى أن الحل السياسي لا يمكن أن يتم إلا من خلال هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، التي لن يكون (الرئيس بشار) الأسد جزءا منها».
وحول مشاركة الائتلاف في «موسكو3» في حال توجيه الدعوة له، قال جاموس «سندرس الدعوة حال توجيهها لنا، لقد كان لنا ملاحظات جدية على شكل ومضمون موسكو1، وموسكو2 ولذلك لم نشارك، وقرارنا سيكون بعد دراسة مضمون الدعوة الروسية».
وفي نيويورك أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا رئاسيا، أمس، بشأن دعم مهمة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، استيفان دي ميستورا. وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير فيتالي تشوركين، في تصريحات للصحافيين في مقر المنظمة الدولية إن أعضاء المجلس شددوا في مسودة البيان، على التزامهم القوي بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سوريا، وجميع الدول الأخرى المتضررة من النزاع السوري.
وعلى الصعيد الميداني قتل العشرات في المواجهات المتواصلة في أنحاء مختلفة من سوريا. فقد قتل أكثر من 60 شخصا وأصيب حوالى المئة، جراح بعضهم خطيرة، جراء قصف النظام لسوق شعبي في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، في ساعات الصباح الأولى بصواريخ فراغية أطلقتها طائرات النظام.
وقتل أكثر من عشرة أشخاص بينهم طفل في غارات شنتها طائرات التحالف «ضد الإرهاب» على مبنى في بلدة أطمة شمال مدينة إدلب تابع لفصيل يدعى «جيش السنّة».
طفل سوري يتمنى أن يكون طيارا ليقصف قوات النظام
محمد إقبال بلو
«أنطاكيا» – القدس العربي»: سدد فوهة مسدسه البلاستيكي إلى وجه أبيه، وقال بصوت رجولي مرتفع «بدي أصير شرطي». عمل يحلم به الطفل عبدالله، ومهنة يرى نفسه فيها قويا ورجلا. ما السر وراء هذه الرغبة الكامنة داخل الطفل، ولماذا لم يختر أية مهنة أخرى ليكونها في المستقبل؟.
يجيب الطفل، الذي لم يبلغ ثماني سنوات بعد، عن سبب رغبته بهذا العمل ويقول «أريد ان أصبح شرطيا حتى أمتلك سيارة ومسدسا وكلبشات»، ويقصد بها تلك القيود المعدنية التي يقيد بها المعتقلون. فقد وجد الطفل ذاته في سلطة يحلم بها، ويريد ممارستها على الغير، ولا بد أن الرغبة تلك لم تأت من فراغ، بل ولدت نتيجة الظرف الذي عاشه في سورية قبل أن ينطلق وأسرته في رحلة الشتات التي مر بها كل سوري بشكل أو بآخر.
يعتقد والد الطفل أن ابنه ورغم صغر سنه حين خرجت العائلة من ريف حلب الشمالي، قد عايش بعض الرعب والخوف من رجال الأمن الذين كانوا يداهمون بلدته بين الفينة والأخرى، وسمع الكثير من القصص عن اعتقالات نفذوها بحق الأهالي. كما أنه كان يعي سر تنقل الأسرة وخروجها من البيت إلى أماكن أخرى، عندما كانت قوات الأمن التابعة للنظام السوري تداهم البلدة بحثا عن المطلوبين الذين كان من ضمنهم والده. ويقول «لا بد أن الرعب الذي كان يسببه رجل الأمن أو الشرطي التابع للنظام السوري، لاسيما في سنوات الثورة السورية، شكل رغبات دفينة لدى الطفل، تتلخص في أن يكون هو مصدر الرعب والسلطة بدل أن يكون واحدا ممن تمارس عليهم تلك الأمور المخيفة، ولهذا تمنى ابني أن يكون شرطيا».
تأثر أطفال سوريا عبر سنوات عصيبة مروا بها بكل ما شاهدوه من تفاصيل مرعبة، إذ لا يمكن أن تمحى من ذاكرة طفل مشاهد الرعب والخوف والقتل والدم، ولا بد أن تزرع في نفسه الكثير من العقد والمخاوف التي تدفع به إلى رغبات وأمنيات قد لا تبدو طبيعية في مثل هذا الظرف، رغم كونها أمنيات عادية في الظروف الهادئة والطبيعية.
فالطفل مروان وعمره أحد عشر عاما، وبعد سؤال لـ»القدس العربي» له عما يرغب أن يكون في المستقبل والمهنة التي يتمناها أجاب» أريد ان أصبح طيارا، أحلق فوق أي مكان أريده، وأقصف كل الذين لا أحبهم».
كانت إجابة غريبة من الطفل رغم أنه في عمر يمنحه بعض الوعي ومعرفة واسعة عن الصح والخطأ، وكان جوابه مخيفا بالفعل، فالطفل يرغب في القتل رغم أنه كطفل سوري يدرك تماما معنى أن تقصف طائرة مكانا ما وتحوله إلى ركام، وتقتل كل من فيه.
وعندما استهجنت «القدس العربي» جوابه هذا وأخبرته أنه لا يمكن أن يكون قاتلا، لكنه من الممكن أن يكون طيارا، لم يقتنع بالفكرة مطلقا. فقد تشكل لدى الطفل انطباع قد لا يفارقه بسهولة، وهو أن كل طيار لا بد أن يكون قاتلا، فهو ابن مدينة حلب التي تعرضت لآلاف البراميل المتفجرة التي ألقاها على الأهالي طيارو النظام من طائرات لا تمثل لدى الطفل إلا الرعب والموت والقلق.
تراجع مروان عن موقفه بأسلوب المجامل وقال «أريد أن أقصف بطائرتي جنود النظام الذين يقتلون الناس». لكن هذا التبدل في الموقف لدى الطفل لم يغير القضية أبدا، فما زالت رغبته بالقتل موجودة داخله، إلا أنه اختار من اعتبرهم أعداء له ويرغب بقتلهم.
تقول والدة عبدالله «شرحت لطفلي مهام رجل الشرطة بشكل مفصل، وأخبرته أن الشرطي مثله مثل كل الناس، فهناك الشرطي الصالح والشرطي السيئ، وأوضحت له أن رجال الشرطة حتى الذين هم في سورية بعضهم لم يكن سيئا يوما. وإن رغب أن يكون شرطيا سنساعده أنا ووالده على تحقيق الحلم، ولكن شرط أن يكون شرطيا صالحا يحب الناس ويساعدهم، لكنني أعتقد أن الموضوع بحاجة إلى وقت لانتزاع فكرة كهذه من رأس الطفل».
أما عن محمود الذي سمع برغبة ابن عمه مروان في أن يكون طيارا يقصف من يكرههم، فقد أخبرنا بكل فخر»أنا أيضا أريد أن أصبح طيارا لكنني لن أقود طيارة حربية، أريد أن أقود طائرة سفر حتى أسافر إلى دولة جميلة لأعيش فيها».
محمود كان يناقش فكرة اللجوء في عقله الباطن حسب ما بدا لـ «القدس العربي»، ويتمنى أن يغادر الأماكن التي تسببت له بالألم مسبقا، لكنه فيما يبدو لا يحمل عدائية تجاه أحد، بل يتمنى أن ينجو بنفسه ليس إلا.
500 برميل شهريا إنتاج معمل الدفاع في «مصياف»
أليمار لاذقاني
اللاذقية – «القدس العربي»: أدلى المهندس «نجوان ق» بتصريح خاص لـ «القدس العربي» عن صناعة البراميل المتفجرة في أحد المعامل التابعة لنظام الأسد، وهو معمل الدفاع في مصياف أو معمل الزاوي نسبة لشلال الزاوي القموسمي والقريب منه، حيث يقبع المعمل أسفل قرية «دير ماما» في ضواحي مصياف ويقول «نجوان ق»: كان المعمل تابع لمؤسسة معامل الدفاع وكان خبراؤه جميعا من كوريا الشمالية، حيث كان المعمل يختص بتصنيع المدفعية ومنذ العام 2010 أصبح المعمل تابعا للبحوث العلمية وتحت إشراف الخبراء الإيرانيين بشكل مباشر، واتسعت حلقة الإنتاج في المعمل، كما تعددت المعدات الحربية التي يصنعها، وتضاعفت رواتب الموظفين، وازدادت مكافآتهم المالية والحوافز، كما تم توظيف الكثير من الكفاءات العلمية هناك، إضافة إلى تشديد الحراسة عليه وفرز كتيبة حراسة كاملة من الجيش لحمايته، كما تم تشديد الإجراءات الأمنية، ومنع إدخال الهواتف النقالة، وتم سبر جميع العاملين أمنيا حيث فصل بعض العمال المشكوك في أمرهم. وعن نشاط المعمل في الثورة السورية يقول «نجوان ق»: «لقد تركز النشاط الإنتاجي للمعمل في صناعة الديناميت والبراميل المتفجرة حيث تركزت كل جهود المعمل على هاتين السلعتين اللتين تلقيان رواجا عند جيش النظام الشره للدمار» على حد وصفه.
وعن البراميل المتفجرة أكد لـ»القدس العربي» أن هذا المعمل يقوم شهريا بانتاج ما لا يقل عن 500 برميل، وهذه الخطة الإنتاجية جديدة وقد وضعت قبل شهر تقريبا حيث كان الانتاج بين 400 إلى450 برميلا شهريا.
ومن المرجح أن يعمل الإيرانيون على رفع هذا الرقم إلى 600 برميل في الفترة المقبلة، لكن التركيز على صناعة البراميل المتفجرة وتطوير أسلوب عملها لم يؤثر كثيرا على إنتاج الديناميت الذي يدخل في صناعة هذه البراميل.
ومن أكثر الأشياء التي يعمل عليها الخبراء الإيرانيون في تطوير البراميل هي ضمان انفجارها والقدرة التدميرية للبرميل الواحد، مع إهمال عامل التوجيه بشكل كامل، إذ أنها تلقى على مناطق سكنية واسعة الانتشار، وهدفها التدمير العشوائي للمنطقة المستهدفة، لكن تعديلات قد تجرى على هذه البراميل وعلى آلية إلقائها قد تجعلها عاملة في مناطق أكثر حساسية.
تقلص عدد المهاجرين السريين الأفارقة نحو اسبانيا وارتفاع عدد السوريين
الرباط ـ «القدس العربي»: أفادت تقارير إسبانية ان أكثر من 5 آلاف مهاجر سوري تمكنوا، خلال السنة الحالية، من التسلل من المغرب إلى مدينة مليلية الشمالية التي تقع تحت سيطرة إسبانيا.
وقالت وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» ان حوالي 5500 مهاجر غير شرعي من دخول مدينة مليلية ما بين فاتح كانون الثاني/يناير والـ31 من تموز/يوليو من العام الجاري، مقارنة بالـ2200 الذين دخلوها في الفترة نفسها من العام الماضي.
ونقلت الوكالة عن مصادر مقربة من مراكز إيواء المهاجرين في مدينة مليلية أن 5000 مهاجر غير شرعي من بين العدد الإجمالي (5500) هم سوريون، بينما بلغ عدد مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء 450 شخصا، والبقية تنحدر من شمال أفريقيا.
وبلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين، الذين دخلوا إلى إسبانيا، بحرا أو برا عبر مدينتي سبتة ومليلية، خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري حوالي 6843 مهاجرا، فيما سجل في الفترة نفسها من العام الماضي3451 مهاجرا.
وقال جيل آرياس، نائب مدير الوكالة الأوربية لمراقبة الحدود الاسبانية أن 3 من 4 مهاجرين يدخلون إسبانيا، بطريقة غير شرعية، عبر مدينتي سبتة ومليلية، أغلبيتهم عبر المعابر الحدودية، وبدرجة أقل من خلال اقتحام السياجات الحدودية للمدينتين.
ومكن التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا في مجال محاربة الهجرة في ظل تحسن العلاقات المغربية في الآونة الأخيرة، من تقليص عدد مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء، الذين دخلوا مدينة مليلية من خلال اقتحام الأسوار الحدودية، خلال الشهور الـ5 أشهر الأولى من العام الجاري، وتم تسجيل دخول 105 مهاجرين غير شرعيين فقط إلى مدينة مليلية، مقابل 1260 مهاجرا في الفترة نفسها من العام الماضي، في حين لم تسجل خلال الشهور الـ3 الأخيرة أي عملية دخول.
”العربي الجديد” يكشف تفاصيل مفاوضات الزبداني والفوعة
أحمد حمزة
يبدو أن المفاوضات التي مكنت من الوصول إلى اتفاق هدنة مؤقتة لثلاثة أيام، يوقف النظام وحزب الله بموجبه استهداف مدينة الزبداني بريف دمشق، ولا تستهدف الفصائل بريف إدلب بلدتي كفريا والفوعة، قد تفضي خلال الساعات المقبلة إلى حلٍ لم تكتمل معالمه بعد.
فقد علم “العربي الجديد”، اليوم الخميس، أن “المفاوضات بين حركة أحرار الشام ومسؤولين إيرانيين، ربما تتمخض عن خروجٍ آمن للمقاتلين من مدينة الزبداني”، التي تتعرض للقصف الجوي والمدفعي ومحاولات التقدم البري نحو وسطها، منذ الرابع من يوليو/ تموز الماضي.
مصادر مطلعة على مسار المحادثات التي تجري في تركيا، أشارت إلى أن “نتائج المفاوضات قد تخرج للعلن خلال الساعات القليلة المقبلة، وأن المحادثات عموماً تجري بسرية، ومن المتوقع أن يُفرج النظام بموجبها عن معتقلين بسجونه ينحدرون من مدينة الزبداني”.
كما لفتت المصادر إلى أن عدة “بنود هامة أخرى يجري بحثها خلال هذه الساعات، تتعلق بالعملية برمتها”.
وكانت هدنة مؤقتة لـ 72 ساعة، قد دخلت عند السادسة من صباح أمس الأربعاء حيز التنفيذ، في كل من مدينة الزبداني بريف دمشق، وبلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، وذلك ضمن مفاوضات جارية بين “حركة أحرار الشام” ومسؤولين إيرانيين، بهدف إيجاد حل للوضع المتأزم على تلك الجبهات.
وأكدت مصادر في “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”المجلس المحلي لمدينة الزبداني” أمس لـ”العربي الجديد” أن “المفاوضات مستمرة خلال فترة الهدنة”، التي تنتهي عند السادسة من صباح السبت، لكنها “قابلة للتمديد”.
يذكر أن شخصيات سورية على اتصال بالأمم المتحدة، كشفت أواخر الشهر الماضي لـ”العربي الجديد” عن تحركاتٍ تقوم بها المنظمة الدولية “بسرية تامة”، حول إمكانية التوصل إلى حلٍ، يوقف النظام و”حزب الله” بموجبه استهداف الزبداني، مقابل أن توقف المعارضة حملتها العسكرية على كفريا والفوعة، التي بدأتها في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي.
وزير الخارجية التركي: اتفاقنا مع واشنطن يهدف لمحاربة “داعش”
إسطنبول ــ باسم دباغ
أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أن الاتفاق مع واشنطن هو على محاربة تنظيم “داعش”، لكنه حذر حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) من أية خطط لدخول المنطقة الآمنة.
وأشار جاووش أوغلو في مقابلة تلفزيونية، اليوم الخميس، أن تركيا على توافق كامل مع الحلفاء على أنه لن يدخل المنطقة الآمنة سوى “قوات المعارضة السورية المعتدلة”، مفضلا استخدام مصطلح “منطقة أمنية” على مصطلح “منطقة آمنة”، قائلاً: “إن هجومنا الأول على داعش، كان هجوما من طرف واحد، ولم يكن من ضمن الاتفاق مع واشنطن”، مضيفا: “سنستمر بالحرب على داعش في الأيام المقبلة بالتعاون مع واشنطن وباقي الحلفاء. إن الاتحاد الديمقراطي ليس هدفاً لنا الآن، ولا وجود للحرب على الأخير في الاتفاق الموجود حاليا مع واشنطن. ولكن هذا لا يعني أننا ندعم الاتحاد الديمقراطي”.
وتابع جاووش أوغلو: “لقد حاز الاتحاد الديمقراطي الدعم خلال معركته مع داعش، وإن لم يقم داعش بالهجوم على كوباني لما قام الاتحاد الديمقراطي بقتاله، إنهم يحاربون لإقامة إدارتهم الخاصة، وليس لأجل الحرية. إن الاتحاد الديمقراطي ليس عدوا في الاتفاق الموجود حاليا، لكن تحذيراتنا له كانت واضحة تماما، عليه أن يتعاون مع القوى التي تعمل على تحرير سورية”.
وأشار جاووش أوغلو إلى أن أمر حظر الطيران فوق المنطقة الأمنية في هذه المرحلة موجه ضد احتمال قيام طيران النظام السوري بتوجيه غارات عليها، قائلا: “هدف العمليات المقبلة هو تطهير المنطقة من داعش، لتصبح منطقة أمنية، حيث سيتم تأسيسها وحمايتها من قبل الجيش السوري الحر، وسيتم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع النظام السوري من توجيه ضربات جوية للمنطقة، كما لن يتم السماح لباقي العناصر بالدخول إليها، وسيقوم التحالف بمنع أية محاولة للنظام بتوجيه ضربات لهذه المنطقة”.
من جهة أخرى، أكد جميل بايك، الرئيس المشارك لاتحاد المجتمعات الكردستانية (المظلة التي تعمل تحتها جميع التنظيمات التابعة للكردستاني) بأن قوات الكردستاني لن تنسحب من تركيا ولن ترمي السلاح، ما دام الطيران التركي مستمراً في ضرب مقار ومعسكرات الحزب في كل من تركيا وشمال العراق.
وأشار بايك في لقاء مع قناة “ميد نوجة”، التابعة للحزب والتي تبث من بروكسل، إلى أنه لا أحد يستطيع إجبار الكردستاني على إلقاء سلاحه أو سحب عناصره خارج تركيا، قائلا: “لقد قمنا في وقت سابق بسحب قواتنا من تركيا، لكن ذلك لم يأت بأية نتيجة إيجابية فيما يخص القضية الكردية”.
من جانبه، أكد كالكان دوران، عضو اللجنة المركزية للحزب بأن السلام لا يمكن أن يتحقق ما لم تسمح أنقرة لممثلين عن قنديل (مقر الكردستاني في شمال العراق) باللقاء مع عبد الله أوجلان، زعيم الكردستاني في سجنه في جزيرة إمرالي بشكل مباشر، مشددا على أنه “هناك حاجة ماسة لتطوير شكل جديد لعملية السلام وحل القضية الكردية، حيث أن الأنموذج الحالي لم يؤدّ إلى أية نتيجة إيجابية لحل القضية الكردية”.
يأتي ذلك بعد أسبوعين من تحدي مراد كرايلان، قائد قوات حماية الشعب التابعة للكردستاني، قدرة الجيش التركي بالنجاح بتدمير قواته، قائلا: ”إنهم الآن يريدون تدميرنا بالحرب، فليفعلوا ذلك إن استطاعوا، إنهم يعتقدون بأنهم سيستطيعون تدميرنا بقدراتهم الاستخباراتية المتطورة والتكنولوجيا العالية، التي يستخدمونها، فليحلوا ضيوفاً علينا”.
في غضون ذلك، سربت قناة “سي إن إن” التركية معلومات من تقارير استخباراتية، تحدثت عن أن غارات سلاح الجو التركي أدت إلى تدمير أكثر من 80 بالمائة من معسكرات الكردستاني في شمال العراق في كل من خاكورك وقنديل وغارا ومتينة وأفشين، وأيضا أدت إلى مقتل ما يقارب 300 من مقاتلي الكردستاني وجرح 500 آخرين.
وأشار التقرير إلى أن مراد كرايلان فر إلى إيران، أما جميل بايك فيختبئ الآن في سورية في مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للكردستاني) .
اشتباكات بين المعارضة السورية و”داعش” قرب الحدود التركية
حلب – أحمد حمزة
سقط قتلى وجرحى، اليوم الخميس، جراء غارات شنها طيران النظام على مناطق بريف إدلب، في وقت اندلعت فيه اشتباكات بين المعارضة السورية وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بريف حلب الشمالي، قرب الحدود التركية.
وأوضح الناشط الإعلامي عبد الرزاق الخليل لـ”العربي الجديد” أن “سبعة قتلى، سقطوا، في مجزرة ارتكبها النظام بقرية كفرعويد في جبل الزاوية، بعد أن قصف طيرانه الحربي المنطقة بالصواريخ الفراغية”.
ولفت الناشط إلى “ارتفاع حصيلة القتلى بقريتي الموزرة وسرجة إلى ثمانية، فضلاً عن عدد كبير من الإصابات أغلبها خطيرة، بعد غارات شنها الطيران الحربي”، مشيراً إلى “هجمات مماثلة وقصف بالبراميل طال مناطق البشيرية، بلين، أورم الجوز، محمبل، جوزف، السكيك بريف إدلب”.
في موازاة ذلك، وقعت “اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من حركة أحرار الشام ومسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” قرب قرية الخربة بريف حلب الشمالي، بحسب ناشطين.
وأفضت المواجهات، وفق المصادر ذاتها إلى “تقدم عناصر المعارضة في تلك المناطق وسيطرتهم على قرية قره مزرعة، ومعمل الغاز الذي يقع بالقرب من قرية دوديان”.
وتبعد دوديان، قرب الشريط الحدودي مع تركيا، نحو أربعة كيلومترات فقط، وتقع أقصى شمال محافظة حلب، إلى الشرق من مدينة عزاز بحوالى عشرين كيلومتراً، وبنفس المسافة تقريباً إلى الشمال من مارع، التي تُعتبر أهم معاقل المعارضة المسلحة بريف حلب.
الائتلاف في موسكو.. رغم الخلاف على مصير الأسد
توجه رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” خالد خوجة، برفقة وفد من أعضاء الائتلاف في زيارة رسمية الى روسيا، وتتضمن الزيارة لقاءات مع كل من وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوغداوف.
تهدف الزيارة بحسب الائتلاف الى البحث في آخر التطورات السياسية والتوافقات التي توصل اليها الائتلاف مع مكونات أخرى من المعارضة السورية، إضافة الى مناقشة احاطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا التي توجه بها أمام مجلس الأمن، والوضع الميداني السوري، وما يحصل في مدينة الزبداني بشكل خاص.
وتشهد العاصمة الروسية موسكو حراكاً سياسياً مرتبطاً بالوضع السوري ومستجدات المنطقة العسكرية والسياسية، حيث زار موسكو وفدان آخران من المعارضة السورية هما “لجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة-٢” و”حزب الاتحاد الديموقراطي”، الذي التقى رئيسه صالح المسلم مع بوغدانوف.
من جهة ثانية، التقى بوغدانوف كلاً من سفيري الأردن ومصر وبحث معهما التطورات السياسية والعسكرية في سوريا. وتأتي هذه اللقاءات بعد اجتماع وزير الخارجية الروسية مع وزير الخارجية السعودية في الدوحة وموسكو، في سعي إلى تقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. ومن المرتقب وصول وزير الخارجية الايرانية الى موسكو الأسبوع المقبل بعد انتهاء جولته في المنطقة، حيث التقى الليلة الماضية بالرئيس السوري بشار الأسد.
ويبقى الخلاف الأبرز مع روسيا حول مصير الأسد ودوره في المرحلة الانتقالية، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو الى اشراك الأسد في عملية مكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية”. ولهذا يتوجه وفد الائتلاف الى موسكو لمناقشة سبل مكافحة الارهاب وتشكيل حكومة انتقالية بعد رحيل الأسد، بحسب ما صرح نائب رئيس الائتلاف هشام مروة لوكالة “تاس” الروسية.
يشار إلى أن رئيس الائتلاف خالد خوجة، كشف في مقابلة سابقة مع “المدن”، عن زيارة قريبة سيقوم بها الائتلاف إلى موسكو، مؤكداً أن لا قطيعة في العلاقة بين روسيا والائتلاف، على الرغم من موقف موسكو المختلف مع الائتلاف حيال الأزمة السورية.
المعارضة تبعد داعش عن الحدود التركية..واللاذقية خط تماس
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” أن الولايات المتحدة، وللمرة الأولى، استعملت قاعدة “أنجرليك” الجوية في تركيا، لإرسال مقاتلات لتقصف مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا. وقالت الناطقة باسم “البنتاغون” أليسا سميث، الأربعاء: “بدأت الولايات المتحدة مهمات مع طيار ضد داعش من قاعدة أنجرليك الجوية في تركيا”، مضيفة أن “ضربات قد شنت”. وأوضحت المتحدثة أن هذه المهمات تأتي بعد موافقة أنقرة في تموز/يوليو على أن يستعمل الأميركيون هذه القاعدة لشن هجمات ضد “داعش” في سوريا. وأضاف بيان صادر عن “البنتاغون” أن الهجمات التي نفذتها الطائرات هي جزء من “قوة المهمات المشتركة لعمليات العزيمة الصلبة”.
وبدأت عمليات التحالف الدولية العسكرية باستخدام طائرات بدون طيار، من قاعدة انجرليك، مطلع الأسبوع، وقامت الولايات المتحدة في الوقت نفسه بإرسال 6 طائرات من طراز “إف 16” و300 موظف أميركي إلى القاعدة الجوية، في حين أعلنت مصادر أمنية، أن المقاتلات التركية لا تشارك في الضربات الجوية الأميركية التي تنفذها طائرات بطيار ضد تنظيم “الدولة”، والتي انطلقت من قاعدة “إنجيرليك”.
وكانت واشنطن، قد نفت الأربعاء، الأنباء التي ترددت حول اعتزامها إيقاف برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية، بعد أن قامت “جبهة النصرة” باختطاف مجموعة منهم. وقال رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال راي اوديرنو: “كاستراتيجية عسكرية، فأنت تريد لعدوك دائماً أن يقاتل على عدة جبهات (بغرض إضعافه وتشتيته)”. وتابع: “وحسب ما أرى فإن علينا أن نعزز القدرات، بحيث يصبح لدينا قوات أمنية عراقية من الجنوب، والأكراد من الشمال، ويكون لدينا المتمردون السوريون يساعدون سوريا على التصدي (لداعش) من جهة الغرب، لذا فأنا لازلت أعتقد أن هذا شيء علينا مواصلة فعله”.
من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، إن الدفعة الأولى من المقاتلين السوريين “لم تكن قريبة بأي شكل من الأشكال من المستوى الذي نحن بحاجة لأن يكونوا هم فيه”، أي أن “القوات التي اصطدمت مع جبهة النصرة لم تكن مؤهلة للدفاع عن نفسها”. وشدد على ضرورة أن “نستمر في تدريب وتسليح هؤلاء الأفراد وبناء قدرات هذه القوات”، موضحاً أن بلاده “ستواصل التركيزعلى تنفيذ البرنامج”.
من جهة ثانية، أشارت مصادر قيادية في المعارضة السورية إلى أن وجود استشارات و”استمزاج” آراء، مباشرة وغير مباشرة، لترشيح شخصيات سورية معارضة يمكن أن يكون جزءاً من اللجان التي اقترحها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في مبادرته الأخيرة. لكن المصادر السورية المعارضة قالت لوكالة “آكي” الإيطالية، إن هذه الاستشارات “قد لا تعني شيئاً في الوقت الراهن وهي إنما اقتراحات واستمزاج آراء”. وأوضحت المصادر أن “التركيز من قبل المكلفين باستمزاج الآراء يتم لترشيح أسماء شخصيات من المعارضة السورية للجان اقترح دي ميستورا تشكيلها، ووفق الطرح فإن غالبية اللجان ستكون من المعارضين المستقلين المعروفين والأقلية من الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق”. وأضافت المصادر ذاتها أن “جميع اللجان قابلة للتشكيل وممكنة، وما يشغل المبعوث الأممي هو تشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية، فهي غاية في الصعوبة والتعقيد، والفشل بتشكيلها بالطريقة الصحيحة والفعالة سيُفشل كل المبادرة”.
ميدانياً، أطلقت المعارضة السورية المسلحة عملية عسكرية، الخميس، ضد مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” على الشريط الحدودي مع تركيا بريف حلب الشمالي. المعارضة سيطرت على مواقع للتنظيم وسيطرت على محطة الغاز وبلدة الخربة.
من جانب آخر، أعلنت وكالة الأنباء السورية “سانا” الخميس، سقوط قذائف على أحياء في مدينة اللاذقية الساحلية، ما أسفرعن إصابة عدد من المدنيين بجروح. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” إن دوي انفجارين سمع في مدينة اللاذقية، أحدهما ناجم عن سقوط قذيفة على شارع 8 آذار في وسط المدينة، ما أسفر عن إصابة مواطنين بجروح وأضرار مادية، والآخر ناجم عن انفجار في شارع الكورنيش، لم تتضح اضراره.
وجددت قوات النظام قصفها، بقذائف الهاون والدبابات، مدن وقرى تدمر والسخنة والقريتين وحوارين في ريف حمص الشرقي، وقالت وكالة “مسار برس” إن اشتباكات عنيفة دارت، الخميس، بين تنظيم “الدولة” وقوات النظام في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل بريف حمص الشرقي. كما اندلعت اشتباكات بين تنظيم “الدولة” وقوات النظام في محيط قرية مهين، بعد وصول تعزيزات لقوات النظام من مدينة حسياء القريبة، فيما شن الطيران الحربي غارة بالصواريخ الفراغية على محيط القرية.
إلى ذلك، قالت وكالة “السورية نت” إن طاقماً روسياً يتواجد حالياً في مدينة صلنفة بريف اللاذقية، مهمته وضع مشروع دفاعي لحماية القرى العلوية من هجمات قوات المعارضة. “السورية نت” قالت إن الطاقم انتقل حديثاً إلى مدينة صلفنة، ويقيم تحديداً في فندق “صلفنة الكبير” الواقع في ساحة صلنفة. وتكمن مهمته في الإشراف على مشروع تنظيم خطوط دفاعية ترابية وتسلسلية بطريقة احترافية، وتحصينها وتجهيزها بالمعدات الحديثة للمراقبة وكشف تقدم قوات المعارضة فيما لو هاجمت قرى ريف اللاذقية. وتبدأ الخطوط الدفاعية من مدينة صلنفة لتنتهي بالقرب من مدينة مصياف في ريف حماة
الحرب الأهلية التركية رغبة أم حقيقة؟
عبد القادر عبد اللي
بدأت الصحافة الغربية –وعلى رأسها “الديلي تلغراف” البريطانية- بالتحذير من حرب أخرى في تركيا كتلك التي اندلعت عام 1984، واستمرت إلى بداية القرن الحادي والعشرين، وراح ضحيتها ما بين ثلاثين ألفاً إلى أربعين ألفاً من مواطني الجمهورية التركية الأكراد والأتراك، وأسمتها “حرباً أهلية”.
تعتبر الحكومة التركية أن الشرارة التي أججت هذه الحرب هي قتل شرطيين نائمين، وتبني حزب “العمال الكردستاني” لهذه العملية في حين أنه لم يكن يتبنى العمليات التي يقوم بها سابقاً. من جهة أخرى، يدعي حزب “العمال الكردستاني” بأن سبب هذه العملية العسكرية على مواقعه هي الخسارة الكبرى التي مني بها حزب “العدالة والتنمية” في الانتخابات الأخيرة.
من المؤكد أن الطرفين يخفيان الحقيقة، فلا يمكن أن تكون خسارة بضع نقاط في الانتخابات سبباً لحرب أهلية أو محدودة، كما أنه لا يمكن أن يكون قتل شرطيين نائمين أيضاً سبباً. من جهة أخرى، فإن الحرب الأهلية عادة هي حرب إقليمية أو دولية ذات لبوس محلي، فليس ممكناً أن يخوض أي طرف حرباً محدودة أو واسعة دون دعم خارجي. والطريف بالأمر أن بعض هذه الأطراف الدولية تدعم الطرفين، كما هي الحال مع الولايات المتحدة الأميركية التي تدعم طرفي النزاع الحالي؛ تركيا و”العمال الكردستاني”.
في الحقيقة، هذه الحرب بدأت تتوسع أطرافها؛ فعلى الصعيد الداخلي، حظي حزب “العدالة والتنمية” بدعم حزب “الحركة القومية” المعارض في حربه هذه، وحظي “العمال الكردستاني” بدعم مجموعة يسارية كانت قد استعادت نشاطها العملياتي عام 2012 بالتزامن مع اشتداد الأزمة السورية، وهي “جبهة وحزب التحرر الشعبي الثوري”، ومنعاً للالتباس، فإن الاسم نفسه يستخدمه صهر العائلة الحاكمة في سوريا “مهراج أورال” والمسمى “علي كيال”، ويسمي منظمته في سوريا: “حركة تحرير لواء الإسكندرون”. ولكن هذه المنظمة اليسارية غير تلك على الرغم من اشتراكهما بالارتباط مع النظام السوري.
من جهة أخرى، في خبر نشرته جريدة “ملييت” التركية، في 12 آب/أغسطس، استناداً إلى “تقارير مخابراتية” بأن القائد في “العمال الكردستاني” مراد قرة يلان، قد غادر كردستان العراق إلى إيران، بينما غادر القائد الآخر جميل بايق إلى سوريا. وعلى الرغم من أن الأخبار المعطوفة على “تقارير مخابراتية” لا يمكن التأكد من صحتها، فإن اللاعب الإيراني موجود في هذه الحرب ومنذ ما قبل اشتعالها. وعندما يكون اللاعب الإيراني موجوداً، فلا ضرورة لذكر وجود النظام السوري لأنه بات تابعاً عضوياً لبنية نظام الإمام الفقيه. هذا يعني أن أحد عناصر الحرب الأهلية المتجلي بوجود لاعبين إقليميين، متوفر أيضاً في قضية الصراع الدائر حالياً. ولا يخفى أن هناك رغبة جامحة بإشعال حرب أهلية في تركيا، ولعل هذا ما تعتمد عليه التقارير الغربية التي تحتمل نشوب ما تسميه حرباً أهلية في تركيا، وتتجنب تحديد اللاعبين الذين لديهم رغبة بهذه الحرب.
نعم، هناك أطراف “داخلية” مستعدة للحرب، وأطراف خارجية إقليمية ودولية لها مصلحة في تغذية هذه الحرب، ولكن هل اكتملت شروطها؟
لقد عاشت تركيا، وخاصة المنطقة الكردية منها ظروفاً غاية في الصعوبة في فترة ما يزيد عن خمسة عشر عاماً بين 1984- 2000، وفي العقد الأخير شهدت المنطقة الكردية ازدهاراً كبيراً، وهدوءاً استمتع الناس فيه بشيء من الرفاهية، وحققت تركيا عموماً فوائد كبرى من هذا الاستقرار، فقد كانت نفقات الحرب باهظة، وباتت هذه النفقات تذهب إلى التنمية. فهل تضحي الحاضنة الشعبية بتلك الرفاهية؟
الحقيقة التي يتجنب الطرفان المتحاربان إعلانها بشكل صريح وجلي حول أسباب هذه الحرب هي سوريا. فحزب “العمال الكردستاني” يعلن من خلال خرائطه بوضوح أن الشمال السوري من القامشلي إلى شمال اللاذقية أرضٌ كردية، وجزءٌ من كردستان الكبرى، وقد اعتبرت الحكومة التركية دخول هذا الحزب –وإن كان تحت اسم “الاتحاد الديموقراطي”- المناطق العربية شمالي سوريا محاولة لتطبيق ما هو نظري لدى الحزب. وهذا إن سُكت عنه، فهو بنظر غالبية القوى التركية خطر على الأمن القومي التركي. وفي هذه النقطة يحاول حزب “العمال الكردستاني” تصوير المعركة على أنها بينه وبين حزب “العدالة والتنمية”، ولكن القوى القومية التركية عموماً تكاتفت ضده.
هناك من يلفت الانتباه إلى معارك عديدة في سوريا، مثل الغاب أو درعا، أو كفريا والفوعة، أو الزبداني أو اقتراب “داعش” من حمص، وكثيراً ما تصوّر على أنها مصيرية، ولكن هذه المعارك كلها ليس لها أي قيمة مقابل المعركة الأساسية في الشمال السوري، فهي ليست مصيرية بالنسبة إلى طرفي النزاع التركي والكردي فحسب، بل مصيرية بالنسبة إلى المنطقة كلها. وفيما لو سيطر على هذه المنطقة أي من الطرفين، فسيكون انعكاسها كبيراً على نهايات الأحداث في سوريا، والدولة التركية، والمنطقة بأسرها.
صحيح أن عوامل الحرب الأهلية كلها متوفرة في هجمات الجيش التركي على مواقع حزب “العمال الكردستاني”، وعمليات هذا الحزب ضد بعض المواقع العسكرية والأمنية التركية الآن، والأهداف غير المعلنة استراتيجية ومصيرية، ولكن هذا النوع من الحروب لا يندلع بين ليلة وضحاها، ولابد له من قطع مراحل، وتجاوز موانع. لعل أهم هذه الموانع التي تحول دون اشتعال حرب من هذا النوع هي اكتواء الطرفين بنارها، وكما يقول المثل العربي “من احترق فمه بالحليب ينفخ على اللبن”، ويقابله المثل التركي: “من لدغته الأفعى، يحذر من الحبل”.
من يعمل على إفشال المنطقة الامنية السورية؟
أصدرت “جبهة النصرة” السبت، بياناً أوضحت فيه موقفها الرسمي من المنطقة الآمنة، التي تزمع تركيا انشاءها. وجاء البيان الذي نشرته “النصرة” على حساباتها الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أيام من بدء تنفيذ “النصرة”، تبادلاً للمواقع، مع “الجبهة الشامية” و”ألوية السلطان مراد” التركمانية، على حدود جبهات القتال مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مارع بريف حلب الشرقي. في حين، عززت “النصرة” مواقعها على الجبهات مع قوات النظام في خان طومان وباشكوي في ريف حلب.
وأوضح البيان الأسباب التي دفعت تركيا لانشاء المنطقة الآمنة، بـ”خوفها من تمدد حزب العمال الكردستاني من تل أبيض إلى عفرين، مما يعني قيام دولةٍ كرديةٍ على حدودها الجنوبية”. وقال البيان: “نعلن انسحابنا من نقاط الرباط ضد الخوارج (جماعة الدولة) في ريف حلب الشمالي”. وأكدت “النصرة” على عدم: “جواز الدخول في هذا الحلف شرعاً، لا على جهة الانخراط في صفوفه، ولا على جهة الاستعانة به، بل ولا حتى التنسيق معه”. ووصفت القرار بأنه لم يكن خياراً استراتيجياً “نابعاً عن إرادةٍ حرةٍ للفصائل المقاتلة، بل هدفه الأول هو أمن تركيا القومي”، ولا “يصب في مصلحة الساحة حالياً”. وأكدت “النصرة” حفاظها “على سائر خطوطنا ضد الخوارج في بادية حماة والقلمون وغيرها، والتي لا دخل لها في هذه المعركة”. ونَصحت بقية الفصائل المقاتلة بتبني قرار مشاركتها بعد “دراسةٍ استراتيجيةٍ كاملة للساحة برمّتها، ودراسة كافة الأعداء في الساحة وخارجها، وتصنيفهم حسب الخطورة والأهمية وأولوية القتال، آخذاً بالاعتبار ضرورات المرحلة والمصالح العليا لأهل الشام في ثورتهم وجهادهم، وأن لا تؤثر عليه في تحديد هذه الأولويات أيةُ جهةٍ أو نظرةٍ خارجية تحرفه عن أولويات الصراع وعن الغايات السامية لأهل الشام وجهادهم المبارك”.
وعلق الشرعي العام السابق لـ”جبهة النصرة” أبو ماريا القحطاني، على منتقدي البيان: “بعيداً عن التصنيفات، مصلحة الدولة المسلمة مقدمة على مصلحة الجماعة”، وكتب في “تويتر”: “يبين لك فيه الفقه وأدب الخلاف ويحمل في طيه أحزان وأوجاع شامية، بعيداً عن لغة التخوين والتجريم التي يغرد بها المتعصبون والمتحزبون”. وكان القحطاني قد رفض أمر البغدادي بتفجير مكان اجتماع للمعارضة السورية في اسطنبول، آواخر العام 2012، ووصف الأمر بالجنون، وذلك قبل فك ارتباط “النصرة” بـ”الدولة الاسلامية”، وخوض حرب ضروس مع التنظيم انتهت بهزيمة القحطاني، وانتقاله إلى حوران جنوبي سوريا.
بدوره، جاء موقف حركة “أحرار الشام الإسلامية” مباركاً للمنطقة الآمنة، وقالت الحركة في بيان أصدرته مساء الثلاثاء، إن تركيا نتيجة موقفها من الثورة السورية عرّضت: “أمنها القومي إلى تهديدات جسيمة لا تخفى على أحد، وجعلها تتحمل ضغوطاً جمة داخلياً وخارجياً”. وإن سياسة تركيا “الحكيمة جعلتها أهم حليف للثورة، وفتحت مساحة واسعة من المصالح المشتركة بين الشعبين في وجه التحديات الداخلية والاقليمية”. وأشار البيان إلى أن “سياسة النظام الأسدي الطائفية وحماقات تنظيم الدولة، حولت سوريا إلى ساحة نزاع دولي وحرب بالوكالة وخلقت تهديداً لمصالح حلفاء الشعب السوري”.
وأيدت “الأحرار” -أكبر الحركات الإسلامية السورية- مشروع المنطقة الآمنة في شمال سوريا بدعم تركي وتنسيق ميداني وسياسي بين الفصائل الثورية، واعتبرته حيوياً لتحسين الوضع الإنساني للمواطنين في الشمال السوري، ولعودة دفعات كبيرة من النازحين والمهجرين والتصدي لأعداء الثورة.
رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، كان قد قال: “لا توجد أية دولة ترغب في ارسال جنود لها إلى سوريا، لهذا السبب يجب علينا دعم ومساندة القوى المعتدلة”. في حين أكدت “أحرار الشام”: “إن الارتباط العضوي والمصيري بين الشعبين التركي والسوري يجعل من العلاقة الاستراتيجية بيننا وبين تركيا عنصراً أساسياً في مواجهة التحديات المرحلية ورسم معالم مستقبل سوريا”.
من جهة أخرى، استهدفت ضربات جوية، مساء الثلاثاء، يُعتقد أنها من قبل التحالف الدولي، موقعاً في بلدة أطمة قرب الحدود التركية، راح ضحيتها عدد من المدنيين والأطفال. القصف أشعل موجة انتقادات كبيرة لتركيا، في الأوساط الجهادية السلفية في سوريا، بعد أيام من وصول المقاتلات الأميركية إلى قاعدة “أنجرليك” التركية. وأكد ناشطون في صفحات التواصل الاجتماعي، أن الاستهداف كان لمصنع عبوات ناسفة تابع لـ”جيش السنّة”، إلا أن عدداً كبيراً من المدنيين سقطوا خلال القصف، منهم خمسة أطفال، اثنان منهم على الأقل تمزقت أحشاؤهم.
وأثارت تغريدات الشيخ صالح الحموي، المعروف بـ”أس الصراع في الشام”، في “تويتر” موجة من الانتقادات والتعليقات، وصل بعضها إلى الشتائم، من قبل أنصار “جبهة النصرة”. حيث قال الحموي، -أحد أكبر قادة “جبهة النصرة” والمفصول حديثاً منها- في وصف الموقع الذي استهدفته طائرات التحالف في أطمة: “كلنا يعرف أن الطابق الأرضي، مصنع للعبوات، والطابق العلوي هو لصاحب البيت، فيه عائلته. أميركا عدو، وعلينا سحب الذرائع منها”. وكتب الحموي :”الحكم على النتائج فقط خطأ كبير، والتعامل بردود فعل عاطفية خطأ أكبر. أطمة قصفت منذ شهرين، ولم يكن هناك منطقة عازلة وقاعدة انجرليك كانت مغلقة”. ورأى الحموي أن القصف الذي استهدف أطمة غايته “إفشال المنطقة الآمنة من قبل أميركا”.
إلى ذلك، نفت الخارجية التركية اقلاع أي طائرات مقاتلة أو أخرى بدون طيار، مساء الثلاثاء، من قاعدة “أنجرليك”، وتنفيذها عمليات في محافظة إدلب شمالي سوريا. وأشارت الخارجية التركية في بيان صادر عنها، في وقت متأخر ليل الثلاثاء، إلى أن ما نشر من اشاعات عن قصف التحالف لأطمة انطلاقاً من “أنجرليك” هو ادعاءات “كاذبة ومشبوهة”.
وفي الوقت الذي تستعد تركيا لدعم الفصائل العسكرية السورية المعتدلة للتقدم تحت غطاء جوي، تأتي ضربات التحالف الدولي لـ”جيش السنة” لتزيد التعقيد في إمكانية انشاء منطقة آمنة، وليُحرج التحالف تركيا أمام الكثير من الفصائل الإسلامية، بعد أيام على بداية نقل سرب الطيران الأميركي إلى تركيا. فالأولويات مختلفة جذرياً للطرفين؛ ومقايضة “العمال الكردستاني” بـ”أنجرليك”، لا تجمع بين أولويات تركيا والولايات المتحدة، بل تفرقها تماماً، وتُحمِّل تركيا مزيداً من الأعباء.
ظريف في دمشق.. لـ”مكافحة الإرهاب والتطرف“
التقى الرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق الأربعاء وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف،، في أول زيارة له إلى سوريا منذ توقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول “5+1″، سبقتها زيارة الى بيروت تأتي في إطار جولة لاطلاع دول في المنطقة على تفاصيل الاتفاق.
وعقب لقائه الأسد، دعا ظريف دول الجوار إلى تكثيف الجهود والعمل على “مكافحة الإرهاب والتطرف”، معتبراً أن مباحثاته مع الأسد “كانت جيدة وتركزت على حل الأزمة في سوريا”. وأضاف “أقول للاعبين الآخرين ولجيراننا، آن الأوان لأن يهتموا بالحقائق، ويرضخوا لمطالب الشعب السوري، ويعملوا من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف والطائفية”.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” إن الأسد قدم التهاني لظريف والشعب الإيراني “على الانجاز الذي حققه من خلال التوصل للاتفاق النووي مع الدول الكبرى”، واعتبر أن “توصل إيران للاتفاق النووي ما كان ليتم لولا صمود شعبها وتمسكه باستقلالية قراره ووقوفه وراء قيادته، وهذا يؤكد أن الإرادة والثبات هما الطريق الأفضل لتحقيق مصالح الشعوب”.
وعن ظريف، نقلت “سانا” تأكيده على أن “إرادة الشعب السوري يجب أن تكون بوصلة أي أفكار تطرح بهذا الصدد (الحل السياسي للأزمة السورية) وبعيدا عن أي تدخل خارجي، وبما يحافظ على وحدة أراضي سوريا واستقلالية قرارها”، كما جدد التأكيد على “تصميم إيران على المضي في دعم وتقديم كل ما من شأنه تمكين صمود الشعب السوري، والتخفيف من معاناته في مواجهة الحرب المسعورة، التي تشنها التنظيمات الإرهابية عليه”، بحسب “سانا”.
انطلاق لقاءات الخارجية الروسية ووفود المعارضة السورية في موسكو
يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، رئيس «الائتلاف الوطني السوري» خالد خوجة، ضمن سلسلة محادثات تجريها وزارة الخارجية مع 3 وفود للمعارضة السورية يومي الخميس والجمعة.
وقال مصدر روسي مطلع على ترتيبات الزيارة إن وفد «الائتلاف» من المنتظر أن يجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، إضافة إلى فيتالي نومكين، وهو أكاديمي روسي شارك في الوساطة في جولتي محادثات السلام السورية في موسكو.
وأعلنت ماريا زاخاروفا مديرة قسم الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، اليوم، أن المحادثات بين لافروف وخوجة ستركز على عملية التسوية السياسية في سوريا و«توحيد جهود جميع القوى البناءة لمواجهة الخطر الإرهابي في المنطقة».
وكان لافروف قد أعلن عقب محادثاته مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في موسكو، أن 3 وفود من المعارضة السورية ستصل موسكو قبل نهاية الأسبوع، وهي «الائتلاف الوطني السوري»، ولجنة المتابعة لمؤتمر «القاهرة-2»، و«حزب الاتحاد الديمقراطي»، برئاسة زعيم الحزب صالح مسلم.
ويصل بالتزامن مع زيارة وفود المعارضة السورية إلى موسكو، اليوم، رمزي عزالدين رمزي، نائب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
من جانبه، قال ممثل عن «لجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة – 2» إن من المخطط إجراء لقاءات بين وفده ولافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف في الـ13 والـ14 من آب/ أغسطس، مشيراً إلى أن من بين أعضاء الوفد هيثم مناع وخالد المحاميد وجهاد مقدسي وجمال سليمان.
وينوي الطرفان أن يبحثا خلال اللقاءات المخطط لها «خارطة الطريق» الخاصة بالتسوية السورية، التي تبناها مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة (مؤتمر «القاهرة -2»)، إضافة إلى مقترحات دي ميستورا. ومن المقرر أن يستقبل لافروف هيثم مناع وأعضاء وفد اللجنة الجمعة 14 آب/أغسطس.
وكان بوغدانوف قد بحث مع صالح مسلم رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي»، أمس، المبادرة الروسية الخاصة بإنشاء تحالف واسع لمواجهة تنظيم «داعش» في الشرق الأوسط.
كما بحث الطرفان مهمة إنشاء قاعدة مشتركة توحد المعارضة السورية، ما يمكّن من إجراء مفاوضات مع الحكومة السورية.
بدوره، أوضح عضو الهيئة السياسية لـ«لائتلاف السوري المعارض» بدر جاموس، اليوم، ان هدف حضور وفد من «الائتلاف» إلى موسكو هو الاستماع لمقترحات جديدة يعرضها المسؤولون الروس لإيجاد حل للأزمة السورية، وليس للوفد النية للاجتماع بأطياف سورية معارضة أخرى في العاصمة الروسية. وأكد جاموس، أن رحيل بشار الأسد هو «السبيل الوحيد من أجل حماية وحدة الأراضي السورية»، مضيفاً أن «على البلدان الراغبة بالمساهمة في حل الأزمة السورية أن تساعد على تأليف هيئة حكم انتقالية بدون الأسد».
وكان «الائتلاف الوطني السوري» قد قاطع «محادثات السلام» السورية التي عقدت في موسكو في كانون الثاني ونيسان، لعدم ثقته بوساطة روسيا وانتقاده لفصائل المعارضة المشاركة.
(رويترز، الأناضول، روسيا اليوم)
الإئتلاف السوري المعارض يرفض مبادرة روسيا للحلّ
إيلاف- متابعة
مجددا الدعوة إلى ضرورة رحيل الأسد
رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ابرز ممثلي المعارضة السياسية في الخارج، في موسكو الخميس اقتراح الكرملين تشكيل ائتلاف جديد ضد “الجهاديين” يضم الجيش السوري، مجددا دعوته لرحيل الرئيس بشار الاسد.
موسكو: قبل لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اكد رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة في مقابلة مع وكالة انترفاكس الروسية ان الرئيس السوري “اساس المشكلة”.
واضاف خوجة ان “ليس هناك اي دور للاسد في مستقبل سوريا”، اذ ان الائتلاف الجديد الذي اقترحته روسيا لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية بشكل فعال يشمل الجيش السوري وبالتالي الرئيس بشار الاسد.
واثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف التقليدي للاسد، في 29 حزيران/يونيو امكانية قيام تحالف دولي جديد يضم تركيا والعراق والسعودية، بالاضافة الى جيش النظام السوري لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية بفعالية اكبر.
ويحاول وزير الخارجية الروسي تسويق هذا الطرح لدى دول المنطقة، فيما تقود الولايات المتحدة الاميركية تحالفا دوليا، يضم خصوصا السعودية، يشن منذ ايلول/سبتمبر الماضي غارات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.
وناقش لافروف هذه الخطة في الدوحة الاسبوع الماضي، كما فعل في موسكو الثلاثاء خلال استقباله نظيره السعودي عادل الجبير الذي رفض المبادرة الروسية بشكل قاطع مكررا دعوته لرحيل الرئيس السوري.
وبعد لقائه مع خوجة الخميس، من المقرر ان يستقبل لافروف الجمعة وفدا من تجمع مؤتمر القاهرة برئاسة المعارض السوري هيثم مناع، بالاضافة الى الدبلوماسي المصري رمزي عزالدين رمزي مساعد المبعوث الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا.
ويتواجد في موسكو ايضا صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، الحزب الكردي الابرز في سوريا، بعدما ساهم اعلان الاكراد ادارة ذاتية مؤقتة في شمال سوريا في جعل الصراع اكثر تعقيدا وفي اثارة مخاوف تركيا التي تخشى اقامة حكم ذاتي كردي على طول حدودها مع سوريا.
والدة سليمان الأسد تتبرأ منه وتتراجع عن تهديداتها
إيلاف- متابعة
بعد أن اتهمت آل الأسد بالتستر على إدمان نجلها
إيلاف – متابعة: نشرت فاطمة مسعود الأسد، والدة سليمان هلال الأسد، الذي قتل العقيد حسان الشيخ بيانًا تتبرأ فيه من ابنها وتتراجع فيه عن ما كتبته من تصريحات في الساعات الأخيرة.
وكانت فاطمة الأسد، اتهمت عائلة ابنها، آل الأسد، بالتستر على إدمانه ورفض علاجه ومحاولة حرمانها من حقوقها كأرملة، وهو ما يعاقب عليها القانون السوري.
وفي بيانها الذي تتبرأ فيه من نجلها أشارت إلى ظلم الأخير وقيامه بعمليات نصب وسرقة ومؤخرًا القتل.
البيان الأول الذي نشر باسم فاطمة الأسد وتتهم به النظام بالتستر على جرائم ابنها
غير أن مصدرًا من اللاذقية نفى صحة البيان الموقع باسم فاطمة الأسد والذي تبرأت فيه من ابنها، وطالبت النظام بالقصاص منه.
ونقل موقع سوري عن مصدر لم يذكره قوله إن البيان غير رسمي. وتابع المصدر نفسه: تتحدث أنباء في اللاذقية أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني يقوم بوساطة لدى عائلة القتيل للصفح عن سليمان، إذ يرتبط سليماني بعلاقة وثيقة مع والد القاتل.
يذكر أن سليمان الاسد وهو نجل ابن عم الرئيس السوري أقدم على قتل العقيد المهندس في القوات الجوية حسان الشيخ اثر خلاف مروري عند مستديرة الازهري في مدينة اللاذقية مساء الخميس.
البيان الثاني الذي تبرأت خلاله من نجلها
وفي تظاهرة تعتبر نادرة في مدينة اللاذقية، أحد معاقل المؤيدين للأسد، خرج سوريون ليل السبت الفائت للمطالبة بإنزال عقوبة الإعدام بسليمان. وتجمع المتظاهرون في “ميدان الزراعة” وهتفوا “الشعب يريد إعدام سليمان”.
وبثت مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو لتلك التظاهرات الليلية، وأثارت الحادثة استياء كبيرا لدى أهالي اللاذقية لأن القتيل ضابط كبير في الجيش السوري.
وكانت الوكالة السورية للأنباء ذكرت “سانا” أن “السلطات المختصة” ألقت القبض على سليمان هلال الأسد، ابن ابن عم رئيس النظام السوري، دون أن تذكر أي تفصيل إضافي عن الأمر. ولم يتضح ما إذا كان سيتم ترحيل القاتل إلى دمشق، أم سيتم التحقيق معه في اللاذقية.
وهلال الأسد، والد سليمان كان يشغل منصب قائد قوات الدفاع الوطني التي تساند القوات الحكومية في مواجهة المعارضة المسلحة قبل أن تعلن دمشق مقتله في إحدى المواجهات بريف اللاذقية.
أنباء عن مقتل عقيد إيراني غربي سوريا
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
قتل ضابط إيراني كبير وعناصر من حزب الله اللبناني خلال اشتباكات بريف اللاذقية غربي سوريا تمكنت على إثرها المعارضة السورية المسلحة من استعادة تل إستراتيجي في جبل التركمان, حسب ناشطين ومصدر من فصيل مسلح.
وقال ناشطون إن عقيدا في الحرس الثوري الإيراني لقي مصرعه مساء أمس إثر قصف جيش الإسلام مقرا لهذه القوة الإيرانية في بلدة صلنفة بريف اللاذقية بصاروخي”غراد”. وأضاف المصدر نفسه أن أحد الصاروخين أصاب المقر بشكل مباشر.
وكان ضباط إيرانيون من الحرس الثوري ومن أجهزة أمنية إيرانية أخرى لقوا مصرعهم في السنوات الأربع الماضية خلال معارك بين قوات النظام والمعارضة في درعا (جنوب) وحلب (شمال) وريف دمشق.
من جهته ذكر قائد ميداني في لواء النصر بالفرقة الأولى الساحلية أن فصائل المعارضة في ريف اللاذقية استعادت صباح اليوم تلة الزيارة بجبل التركمان بعد أن كانت قوات النظام قد سيطرت عليها في معارك سابقة.
وقال للجزيرة نت إن جنودا نظاميين وعناصر من حزب الله اللبناني لقوا حتفهم أثناء المواجهات التي دمرت خلالها المعارضة والثوار تحصينات لقوات النظام، كما استهدفت مرابض مدفعية كانت تستخدم لقصف المدنيين في جبل التركمان.
وعن أهمية تلة الزيارة -التي سيطرت عليها قوات المعارضة- أوضح القيادي بلواء النصر أن التلة المذكورة تشرف على طرق اتصال ومفترقات كانت تسلكها قوات النظام لإيصال الذخيرة والعتاد إلى مقراتها في مرصد بيت حليبية وبيت عوان بالجبل.
وأضاف أن تقدم مسلحي المعارضة إلى هذا التل سيبعد خطر القصف عن كثير من قرى جبل التركمان, ويوفر الأمان للمدنيين فيها، كما سيضطر قوات النظام لسلوك طرق زراعية صعبة للوصول لمواقعها المتقدمة على هذا المحور.
وأفاد ناشطون بأن المعارضة المسلحة تحاول التقدم للسيطرة على تل الخضراء الإستيراتيجي على المحور ذاته.
أميركا تحصر المساعدات بمعارضين تدربوا في تركيا
واشنطن– بيير غانم
يؤكد الأميركيون أن الحراك الدبلوماسي حول سوريا لم ينتج أي تغيير في سياسات الدول المنخرطة فيه، بدءاً من واشنطن التي تعتبر أن نظام الأسد ساهم في استعار التطرّف وصعود داعش وصولاً إلى استمرار القهر وضرب المدنيين وقتل نظام الأسد لشعبه.
يبقى أمام الأميركيين التمسّك بخططهم العسكرية، ويؤكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية لـ”العربية.نت”، “أن داعش مازال يجنّد بين 20 و30 ألف مسلّح بين سوريا والعراق”، وأفضل ما حصل في الآونة الأخيرة هو التوصل إلى اتفاق مع تركيا لاستعمال القواعد العسكرية وإقفال آخر جزء من الخط الحدودي بين سوريا وتركيا بوجه التنظيم المتطرف بما يمنع تسرّب المقاتلين الأجانب عبر تركيا للانضمام إلى داعش.
أكثر من ستين
تعتمد الخطط العسكرية الأميركية على العناصر الجديدة من المعارضة السورية التي تلقت تدريباً ودعماً من البنتاغون في تركيا. وتقول الكوماندر اليسا سميث، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية “إنه كان من المنتظر أن ندرّب 5400 شخص كل 12 شهراً، و3000 في المتبقي من العام 2015”. وتضيف المتحدثة باسم البنتاغون “أن المسألة ليست في الرقم، بل في نوعية المقاتلين”.
لا تريد وزارة الدفاع الأميركية الخوض في مسألة الرقم أكثر من أن وزير الدفاع اشتون كارتر قال أمام الكونغرس إن العدد هو 60 شخصاً، لكن الانطباع هو أن العدد أكبر من ذلك، وأن هناك أعداداً إضافية تتلقى تدريبات الآن. ولا تريد وزارة الدفاع مناقشة من هم الأشخاص، وهل هم عسكريون منشقون أو مقاتلون تم تجنيدهم من فصائل سورية معارضة، لكن الأميركيين يؤكدون أن القوى التي درّبتها وزارة الدفاع الأميركية تنتشر في أماكن مختلفة من شمال سوريا وليس فقط في المنطقة “الخالية من داعش” من جرابلس إلى أعزاز، كما أن وزارة الدفاع لن تسلّم أي عتاد أو ذخيرة لأي طرف في سوريا إلا هؤلاء الأشخاص.
تسليح أميركي وحماية
تبدي الإدارة الأميركية جدّية مطلقة في دعم هؤلاء “المعارضين المعتدلين”. وكان البيت الأبيض أكد أن الرئيس الاميركي أقر استعمال القوة النارية الدفاعية لحمايتهم، كما قالت الكوماندر اليسا سميث لـ”العربية.نت”: “إننا نرى أن المعارضة المعتدلة تحارب على جبهات مختلفة، بما فيها نظام الأسد وداعش ومتطرفون آخرون”.
يوضح هذا التصريح أن البنتاغون عبر نقطة حاسمة في علاقته مع الحلفاء السوريين من المعارضة على الأرض، وسيقدّم لهم الغطاء الجوي المطلوب ضد داعش والنصرة وأحرار الشام والنظام أيضاً، وهذا ما فعله الأميركيون مع الأكراد السوريين، وقد ساعدهم الأميركيون في السيطرة على مناطق واسعة من الحسكة وعلى طول الحدود السورية مع تركيا من العراق إلى تل أبيض.
العتاد أميركي
أكدت وزارة الدفاع الأميركية لـ”العربية.نت” أن العناصر الحليفة لديها نظام متكامل لتوفير المعلومات الميدانية عن مواقع داعش للقوات الحليفة، ويشمل هذا النظام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والمعروف لدى العسكريين بنظام ISR بالإضافة إلى إمكانيات أخرى بما يسهّل الغارات الجوية للقوات المتحالفة.
لا يريد الأميركيون الخوض أيضاً في تفاصيل المعدات التي تسلّمتها المعارضة السورية المعتدلة، لكن الكوماندر سميث المتحدثة باسم البنتاغون تعتبر اللائحة “كبيرة”، وتقول إن اللائحة تتراوح “بين العتاد الفردي الأساسي وبعض الناقلات والحاملات البرية لتوفير الحركة وأسلحة صغيرة وذخائر لحماية أنفسهم”.
في المقابل سيكون من السهل على أي شخص أن يدرك حاجات الميدان ليعرف من خلال وصف الأميركيين للعمليات أن المعدات تشمل أيضاً وسائل استكشاف ليلي ونهاري وأدوات لتحديد المواقع الجغرافية وأدوات اتصال لاسلكي.
يُعطي الأميركيون أهمية كبيرة لتقدّم هذه القوى في منطقة الحدود السورية التركية، وتقول وزارة الدفاع الأميركية لـ”العربية.نت”: “إن القوات المناهضة لداعش تتابع تقدّمها وتسيطر على مناطق إضافية في شمال سوريا، وإن هذه القوات فرضت خط قوات غرب كوباني واتصلت بالقوات المناهضة لداعش التي تسيطر على تل أبيض في الشرق”، ويشدد البنتاغون على أن القوات المناهضة لداعش تعمل على إنشاء تحالف يشمل القوى المحلية خصوصاً العرب في المناطق شمال الرقة”.
تفاهمات بدون الأسد
ومع أن الأميركيين يعملون عن قرب مع المعارضة السورية المعتدلة، يؤكدون أن لا جنود أميركيين على الأراضي السورية، ومن الواضح أن التفاهمات التركية الأميركية سهّلت في الأشهر الأخيرة تنسيق عمل وزارة الدفاع الأميركية مع المعارضة.
وفي حين يعبّر الأميركيون عن ارتياحهم لهذا التحوّل التركي، يبدون ارتياحاً أيضاً لمواقف السعودية التي يعتبر الأميركيون أنها حليفة في محاربة التطرف وإضعاف داعش، وفي العمل على إيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية، كما يشدد الأميركيون على أن التحركات الدبلوماسية السعودية الأخيرة لا تدلّ على تغيير في المواقف السعودية من الأزمة السورية.
ويشدد الأميركيون على أن نظام الأسد هو السبب الأول لتصاعد التطرف، وأن الحلول العسكرية تبدأ من هزيمة داعش، ولن يتمّ الانتصار على التنظيم المتطرّف إلا بتحقيق انتقال سياسي بدون بشار الأسد الذي لم يحارب داعش وتسبب بانخراط الأميركيين في الساحة بسبب تقاعسه عن ذلك.
#الائتلاف_السوري يرفض مبادرة موسكو ويتمسك برحيل الأسد
موسكو – فرانس برس
رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز ممثلي المعارضة السياسية في الخارج، في موسكو الخميس اقتراح الكرملين تشكيل ائتلاف جديد ضد المتطرفين يضم الجيش السوري، مجددا دعوته لرحيل رئيس النظام بشار الأسد.
وقبل لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد رئيس الائتلاف خالد خوجة في مقابلة مع وكالة انترفاكس الروسية أن رئيس النظام السوري “اساس المشكلة”.
وأضاف خوجة أن “ليس هناك أي دور للأسد في مستقبل سوريا”، إذ أن الائتلاف الجديد الذي اقترحته روسيا لمواجهة تنظيم داعش بشكل فعال يشمل الجيش السوري وبالتالي بشار الأسد.
وأثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف التقليدي للأسد، في 29 يونيو امكانية قيام تحالف دولي جديد يضم تركيا والعراق والسعودية، بالإضافة إلى جيش النظام السوري لمواجهة داعش بفعالية أكبر.
ويحاول وزير الخارجية الروسي تسويق هذا الطرح لدى دول المنطقة، فيما تقود الولايات المتحدة الأميركية تحالفا دوليا، يضم خصوصا السعودية، يشن منذ سبتمبر الماضي غارات جوية ضد مواقع تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وناقش لافروف هذه الخطة في الدوحة الاسبوع الماضي، كما فعل في موسكو الثلاثاء خلال استقباله نظيره السعودي عادل الجبير الذي رفض المبادرة الروسية بشكل قاطع مكررا دعوته لرحيل الأسد.
وبعد لقائه مع خوجة الخميس، من المقرر أن يستقبل لافروف الجمعة وفدا من تجمع مؤتمر القاهرة برئاسة المعارض السوري هيثم مناع، بالاضافة إلى الدبلوماسي المصري رمزي عزالدين رمزي مساعد المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا.
ويتواجد في موسكو أيضا صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، الحزب الكردي الأبرز في سوريا، بعدما ساهم إعلان الأكراد ذاتية مؤقتة في شمال سوريا في جعل الصراع أكثر تعقيدا وفي إثارة مخاوف تركيا التي تخشى إقامة حكم ذاتي كردي على طول حدودها مع سوريا.
واشنطن تحتج لدى مجلس الأمن على زيارة سليماني لموسكو
أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، مساء الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستحتج لدى مجلس الأمن الدولي على زيارة قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني الموضوع على لائحة الإرهاب إلى موسكو.
ووفقا لوكالة هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية TRT ، قال تونر إن “واشنطن تعتبر هذه الزيارة انتهاكا لقرارات دولية تحظر عليه السفر إلى الخارج في سياق العقوبات المفروضة على بلاده، بسبب برنامجها النووي”.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن واشنطن طرحت هذه المسألة مع مسؤولين كبار في الخارجية الروسية، وقال: سنطرحها أيضاً في نيويورك في مجلس الأمن الدولي”، مشيرا إلى أنه لا يعلم هدف الزيارة، ولم يتلق أي توضيحات من موسكو وطهران.
وقال تونر إن “هذه الزيارة انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي، ومصدر قلق بالغ لمجلس الأمن وللولايات المتحدة بالطبع، ونعتزم العمل مع مجلس الأمن ولجنة العقوبات ضد إيران لضمان إجراء تحقيق كامل ومناسب”، داعيا في الوقت نفسه “جميع الدول إلى احترام وتطبيق كل التسميات الواردة في قرارات مجلس الأمن”.
كما أكد أنه على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخراً بين إيران والدول الست الكبرى حول ملف طهران النووي فإن “العقوبات الدولية على سليماني تبقى سارية”.
يذكر أن دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الكرملين، نفى يوم الجمعة الماضي 7 أغسطس أنباء تحدثت عن لقاء عقده بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني.
وكانت مساعدة الشؤون السياسية لوزارة الخارجية الأميركية، ويندي شرمان، أعلنت في وقت سابق أن واشنطن “ستبقي قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، على لائحة الإرهاب الأميركية”، مؤكدة أن “العقوبات الأميركية التي فرضت ضد الأشخاص بسبب نشاطات إرهابية ستبقى، وهي منفصلة عن قائمة العقوبات التي تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني”.
ظريف يلتقي بالأسد لعرض “المبادرة المعدلة”.. تأكيد لاستمرار الدعم وتحذير للعالم من “سرطان الإرهاب“
دمشق، سوريا (CNN) — وجه الرئيس السوري، بشار الأسد، رسالة مشتركة مع وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إلى دول المنطقة تضمنت الدعوة لها بـ”أن تدرك أن مصيرها ومستقبل شعوبها ليس في مأمن في ظل الانتشار السرطاني للإرهاب” وذلك بعد لقاء بينهما شهد عرض الوزير الإيراني مقترح بلاده المعدل لمعالجة الأزمة بسوريا.
وفي حين اكتفت وكالة الأنباء الإيرانية بالقول إن المباحثات مع الرئيس الأسد “كانت جيدة وتركزت على حل الأزمة في سوريا” ذكرت نظيرتها الرسمية السورية أن الأسد استهل اللقاء بتهنئة إيران على ما وصفه بـ”انجاز التوصل للاتفاق النووي مع الدول الكبرى” معتبرا أن ذلك لم يكن ليتم “لولا صمود شعبها (إيران) وتمسكه باستقلالية قراره ووقوفه وراء قيادته.”
وتبادل ظريف والأسد الآراء حول “أفضل السبل لإيجاد حل سلمي للحرب التي تتعرض لها سوريا” ودعا الوزير الإيراني إلى أن تكون إرادة الشعب السوري “بوصلة أي أفكار تطرح بهذا الصدد وبعيدا عن أي تدخل خارجي وبما يحافظ على وحدة أراضي سوريا واستقلالية قرارها.”
وشدد ظريف على “تصميم إيران على المضي في دعم وتقديم كل ما من شأنه تمكين صمود الشعب السوري والتخفيف من معاناته في مواجهة الحرب المسعورة التي تشنها التنظيمات الإرهابية عليه” وفق قوله، بينما عبر الأسد عن “تقديره للدعم الإيراني الثابت لسوريا وترحيبه بالجهود الصادقة التي تبذلها إيران والدول الصديقة لوقف الحرب على سوريا والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.”
وأكد الجانبان أن على جميع الدول في المنطقة وخارجها “أن تدرك أن مصيرها ومستقبل شعوبها ليسا في مأمن في ظل الانتشار السرطاني للإرهاب” مع الدعوة إلى “مكافحة هذا الخطر الداهم عبر تنسيق الجهود وتبني سياسات مبنية على الحقائق وأوسع أفقا والتوقف عن دعم المجموعات الإرهابية أو توفير الغطاء السياسي لها.”
وكان ظريف قد وصل إلى دمشق قادما من العاصمة اللبنانية، بيروت، حيث عقد لقاءات بينها الاجتماع بأمين عام حزب الله، حسن نصرالله، وعدد من المسؤولين الحكوميين اللبنانيين، كرر خلالها مواقف بلاده حيال الوضع اللبناني.
وسبق لتقارير صحفية إيرانية أن أشارت إلى أن زيارة ظريف لدمشق تهدف إلى عرض المبادرة الإيرانية “المعدلة” لحل الأزمة السورية بصيغتها النهائية. وتعتبر طهران الحليف الإقليمي الأبرز لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ويتهم خصوم الأسد النظام الإيراني بتوفير شريان الحياة له عبر الدعم المالي والعسكري.
النظام السوري يوافق على اعادة افتتاح مكاتب حركة فتح في دمشق
رام الله (13 آب/اغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
وافقت الحكومة السورية على إعادة فتح مكتب حركة فتح في دمشق، واعتماد سمير الرفاعي معتمدا للحركة في الجمهورية العربية السورية.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية أن “نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، أبلغ الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق بهذا القرار”.
وكان النظام السوري اغلق مكاتب (فتح) في دمشق منذ سنوات طويلة اثر خلافات بين النظام السوري برئاسة الرئيس السابق حافظ الاسد والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ولقد شهدت السنوات الأخيرة الماضية تقاربا كبيرا بين السلطة الفلسطينية والنظام السوري في ذات الوقت الذي تدهورت فيه علاقات هذا النظام مع حركة حماس.
ويعقد مسؤولون من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح لقاءات مع شخصيات من الحكومة السورية لبحث اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية وأيضا في محاولة لحل الازمة السورية.
وقد قررت السلطة الفلسطينية اتخاذ موقف الحياد في الشأن الداخلي السوري حيث تلتقي مع النظام السوري والمعارضة السورية ولكن ليس حركة الاخوان المسلمين.
وقد حاول النظام السوري استمالة حركة حماس إلى موقفه في التطورات الداخلية السورية غير أن قيادة حماس فضلت أن تنأى بنفسها عن هذا الامر وانتقلت إلى العاصمة القطرية الدوحة. ومنذ ذلك الحين يتخذ
معارضون سوريون: “استمزاج آراء” لتشكيل لجان دي ميستورا الأربع
روما (13 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أشارت مصادر قيادية في المعارضة السورية إلى أن وجود استشارات و”استمزاج” آراء، مباشرة وغير مباشرة، لترشيح شخصيات سورية معارضة يمكن أن يكون جزءاً من اللجان التي اقترحها المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا في مبادرته الأخيرة
لكن المصادر السورية المعارضة قالت لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن هذه الاستشارات “قد لا تعني شيئاً في الوقت الراهن وهي إنما اقتراحات واستمزاج آراء” حسب قولها
وأوضحت أن “التركيز من قبل المكلفين باستمزاج الآراء يتم لترشيح أسماء شخصيات من المعارضة السورية للجان اقترح دي ميستورا تشكيلها، ووفق الطرد فإن غالبية اللجان ستكون من المعارضين المستقلين المعروفين والأقلية من الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق”، وهما أهم كتلتين سياسيتين في المعارضة السورية وتعرفان بمعارضة الداخل والخارج
وأضافت المصادر ذاتها أن “جميع اللجان قابلة للتشكيل وممكنة، وما يشغل المبعوث الأممي هو تشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية، فهي غاية في الصعوبة والتعقيد، والفشل بتشكيلها بالطريقة الصحيحة والفعالة سيُفشل كل المبادرة”، وفق تأكيدها
وكان المبعوث الأممي لسورية قد قدّم لمجلس الأمن تقريراً حول الأزمة السورية ومقترحات قال إنها يمكن أن تساهم في حل الأزمة، دعا فيها لتشكيل أربع مجموعات عمل مشتركة بين النظام والمعارضة تناقش قضايا تتعلق بالقضايا الإنسانية والسياسة والقضايا العسكرية والأمنية والمؤسسات العامة والإعمار، وتشكيل مجموعة اتصال دولية من أجل متابعة الأوضاع في سورية، وكل ذلك قبل تشكيل هيئة الحكم الانتقالية
ولقيت مبادرة المبعوث الأممي انتقاداً من بعض أطراف المعارضة السورية التي اعتبرتها قلباً لمبدأ بيان جنيف الذي يدعو لتشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تبحث هي القضايا المذكورة سابقاً
وتذرع دي ميستورا في مبادرته الأخيرة بخوف الكثيرين من اقتراب من وصفهم بـ”أصحاب الرايات السوداء” من دمشق”، في إشارة إلى التنظيمات الإسلامية الإرهابية كتنظيم (الدولة الإسلامية)، و”بقناعة الكثيرين بأن ظروف عقد جنيف3 غير ناضجة”، على حد تعبيره