بنكي حاجوصفحات سورية

مؤتمرات السوريين بين برلين واسطنبول


بنكي حاجو

بمصرع الشهيد مشعل تمو تكون سوريا قد فقدت قائداً كبيراً من احد ابنائها الكرد. مشعل لم يكن زعيماً سياسياً فحسب, بل كان جريئا وشجاعاً لا يهاب الموت ولا الزنازين وكان يعمل بما كان يمليه عليه فكره وضميره دون اية مساومات. لهذا كان يلقى الاحترام والمحبة حتى من خصومه في دنيا السياسة.

لقد ترك مشعل فراغاً هائلاً في هذه الايام الصعبة في تاريخ الوطن السوري. سوف تعيش يامشعل ياشهيد الحرية في قلوب السوريين جميعاً الى الابد.

لقد تسنى لي الاشتراك في مؤتمر للمعارضة السورية في برلين، ولكن سمعت وقرأت حول ماجرى في استانبول. سوف احاول اجراء مقارنة بين هذين المؤتمرين تاركاً التقييم والقرار لوجدان وضمير القارئ الكريم.

مؤتمر برلين الذي عقد في 23 ــ 25  ايلول كان الهدف منه هو تشكيل هيئة الخارج وهذا ماحصل. كل من شارك في مؤتمر برلين دفع من جيبه نفقات السفر والاقامة. المؤتمر اخذ على عاتقه تقديم اطباق وطناجر من الطعام مع صحون من الكرتون لنلتهمها “على الواقف” حيث لا وجود للكراسي او الطاولات في الصالون الضيق والمجاور لغرفة الاجتماعات. الشاي كان متوفرا ولكن القهوة غابت.

قبل انعقاد المؤتمربعدة ساعات اجرت قناة “الجزيرة” مقابلة مع بعض المشاركين بينما كانت القناة الكردية “روج تيفي” تغطي كل اعمال المؤتمر ولمدة ثلاثة ايام. مؤتمر برلين تعرض الى تعتيم اعلامي قل نطيره من قبل الفضائيات العربية المعروفة و”بي بي سي العربية” وكل الاعلام العالمي. بعد ايام وكما يعرف الجميع جرى تشكيل المجلس الوطني السوري في استانبول. الاعلام العربي والعالمي فجر قنابله الضوئية حول المجلس وقدمه على انه الممثل الوحيد للشعب السوري.

لماذا؟.

اذا عرف السبب زال العجب…

هيئة التنسيق الوطنية موجودة في الداخل في موقف التحدي بالرغم من تهديدات السلطة وجبروتها وهي تضم اكثرمن 12 حزباً وتكتلا وشخصيات بارزة من جميع اطياف الشعب السوري وكافة مناطقها. كل المشاركين في مؤتمر استانبول لم يدفعوا قرشا واحدا من جيبه بما فيها نفقات السفر. اما مكان الاقامة وتوابعها فهي ليست اقل اثارة من قصص الف ليلة وليلة حسب ما رواه بعض الاصدقاء المشاركين. قال احدهم: كل شيء كان من درجة “عشر نجوم”.

لقد قيل ان مؤتمر استانبول تلقى الدعم المادي من بعض رجال الاعمال والاثرياء السوريين، ونرجو الله ان يجازيهم خيراً. السؤال هنا: لماذا لم نجد ولا ثريا سوريا او اجنبياً واحدا يدعم مؤتمر برلين اي مؤتمر هيئة التنسيق الوطنية؟.

الصحفي والكاتب العراقي الكبيرعدنان حسين كتب مقالا يشير فيه الى ان الادارة الامريكية كانت قد انشأت “صندوق تحرير العراق” وهذا مقتطف من المقال: “في لندن كنت معتاداً على لقاء السيد هوشيار زيباري ــ وزيرخارجية العراق الحالي ــ أو مهاتفته بحكم عملي الصحفي وبحكم مسؤوليته هو في إطار حزبه (الديمقراطي الكردستاني) وفي المؤتمر الوطني العراقي. وفي أحد لقاءاتي معه بعد عودته ذات مرة من زيارة إلى واشنطن أخبرني كاك هوشيار بان إحدى الموظفات المسؤولات في الكونغرس ألحّت عليه أن يقبل هو وحزبه بموقف معين يريده البيت الأبيض والكونغرس، وقد رفض هو تلبية الطلب بعناد مقابل الإصرار من تلك السيدة التي لوّحت له بملايين من الدولارات من صندوق تحرير العراق (100 مليون دولار) الذي أنشأته إدارة الرئيس بيل كلينتون صاحب القصة الشهيرة مع مونيكا لوينسكي. رفض زيباري العرض.. ألحّت السيدة الأميركية مهددة بعدم شمول حزبه بـ”بركات” الصندوق، فما كان منه إلا أن يقترح عليها توفير الملايين لنفسها وشراء كمية مناسبة من السيكار الفاخر بها”.

بذرة المجلس الوطني تم زرعها في كواليس الدوحة والولادة كانت في استانبول ويجري التعميد الآن في امريكا واوربا والعالم العربي بنجاح منقطع النظير.

نُشرالكثير من المقالات في الآونة الاخيرة حول التدخل الدولي والتدخل العسكري والفروقات بينهما. ومن جانبي اضيف تدخلاً آخرا وهو: التدخل المالي ومهمته التمهيد للتدخلات الاخرى المذكورة اعلاه.

هل هناك صندوق “تحرير سوريا”؟

هل بدأ التدخل المالي فعلاً؟.

طبيب كردي سوري

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى