أحداث الأربعاء 23 أذار 2016
المعارضة تطالب بإشراف الهيئة الانتقالية على الجيش
لندن – إبراهيم حميدي، موسكو – رائد جبر
طالبت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة، في وثيقة سلمتها إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس، بتشكيل «جيش وطني وإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية على أسس وطنية» وأن تكون «تبعيتها للهيئة الانتقالية» رداً على مطالبة الوفد الحكومي «مساندة الجيش ضد الإرهاب»، في وقت يراهن دي ميستورا على وزير الخارجية الأميركي جون كيري كي يقنع الجانب الروسي خلال زيارته موسكو اليوم، بالضغط على دمشق لانخراط وفدها في جنيف في بحث الانتقال السياسي مع رفض اقتراح دمشق تأجيل الجولة المقبلة من المفاوضات لتزامنها مع موعد الانتخابات البرلمانية في ١٣ الشهر المقبل «كي لا يتم إعطاء شرعية لهذه الانتخابات المتناقضة مع مضمون القرار ٢٢٥٤».
وتسلم المبعوث الدولي أمس وثيقتين من وفد «الهيئة التفاوضية»، تضمنت الأولى رداً على ورقة الوفد الحكومي المتعلقة بأسس الحل السياسي المقدمة إلى الأمم المتحدة، فيما تضمنت الثانية ردوداً خطية على وثيقة دي ميستورا وتضمنت الاستعداد لتشكيل الهيئة الانتقالية بالتشارك بين السلطة والمعارضة. وقال أسعد الزعبي رئيس وفد «الهيئة العليا» إن المعارضة لا تجد أي أرضية مشتركة في الوثيقة المقدمة من الحكومة، لافتاً إلى أن الحكومة زادت عدد المناطق التي تحاصرها من 15 إلى 25 وكثفت إسقاط «البراميل المتفجرة» خلال الأيام الماضية، فيما قال دي ميستورا إن الهجمات الإرهابية في بروكسيل أمس، أظهرت الحاجة إلى الحل السياسي في سورية.
ودعت مسودة وثيقة المعارضة، إلى «الحفاظ على مؤسسات الدولة وإصلاحها ووجوب إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها العسكرية والأمنية وبناء الجيش الوطني على أسس وطنية ومهنية وحق حيازة السلاح بمؤسسات الدولة المختصة»، ذلك رداً على إفادة الوثيقة التي سلمها رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري أن «مكافحة الإرهاب ونبذ أشكال التعصب والتطرف والأفكار التكفيرية كافة، باعتبار ذلك واجباً وطنياً ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في عملية مكافحة الإرهاب».
وفي الوثيقة الثانية، أكدت «الهيئة التفاوضية» أن «الهيئة الانتقالية» هي نقطة الانطلاق وستشكل بالتشارك بين السلطة والمعارضة و «لن يستثنى منها سوى من تلطخت أيديهم بوضوح بدماء السوريين» ولا يمكن بدء الانتقال السياسي من دون تشكيل «الهيئة الانتقالية» التي ستشرف على صوغ دستور جديد وتحضّر للانتخابات وتكفل عمل مؤسسات الدولة، ذلك أن «الهيئة» لن تحكم البلاد بل أنها ستجهّز البلاد إلى نظام سياسي جديد، ما يتطلب أن تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، بموجب «بيان جنيف» للعام ٢٠١٢.
ورفض الجعفري خلال لقائه مساء أول من أمس المبعوث الدولي الخوض في «الانتقال السياسي». ويراهن دي ميستورا على محادثات كيري مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف لـ «الضغط على دمشق لبحث المرحلة الانتقالية». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن المحادثات ستشمل طيفاً واسعاً من الملفات الإقليمية والدولية لكنها ستتركز على الموضوعين السوري والأوكراني.
وتتزامن زيارة كيري إلى موسكو مع انعقاد اجتماعي مجموعتي العمل الخاصتين بـوقف العمليات القتالية والمساعدات الإنسانية في جنيف اليوم. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية أمس، عن مصدر في وزارة الدفاع الأميركية أن واشنطن «تواصل في جنيف مناقشاتها مع الجانب الروسي حول تنفيذ اتفاق الهدنة بما في ذلك الرد على الانتهاكات»، مؤكداً أن «أي خطوات أحادية الجانب غير مقبولة وسوف تتعارض مع روح الاتفاق».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس الثلثاء أن 530 شخصاً قتلوا في 23 يوماً منذ سريان الهدنة السورية في المناطق التي يشملها اتفاق وقف العمليات القتالية. وأضاف أن 1279 شخصاً قتلوا في المناطق غير المشمولة بالاتفاق الذي بدأ العمل به يوم 27 شباط (فبراير).
وتوقع ديبلوماسيون غربيون في جنيف أن تؤدي محادثات كيري في موسكو إلى الاتفاق على موعد المؤتمر الوزاري المقبل لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في موعد يقع بين انتهاء الجولة الحالية غداً والجولة المقبلة في الثامن من الشهر المقبل. وأوضح أحدهم أن المبعوث الدولي لم يوافق على اقتراح الوفد الحكومي السوري تأجيل الجولة المقبلة بسبب تزامنها مع موعد الانتخابات البرلمانية في ١٣ الشهر المقبل ووجود أربعة مرشحين لهذه الانتخابات ضمن الوفد الحكومي «كي لا يعطي شرعية لهذه الانتخابات التي هي خارج مخرجات المجموعة الدولية ومضمون القرار ٢٢٥٤».
المعارضة ترد على الوفد الحكومي بقبول نصف وثيقته… و «هيئة انتقالية» مشتركة
لندن – إبراهيم حميدي
ردت «الهيئة التفاوضية العليا» السورية المعارضة على رفض الوفد الحكومي الخوض في الانتقال السياسي بمزيد من الانخراط مع مطالب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عبر تسليمه وثيقتين أمس، تضمنت الأولى «قبول نصف» ورقة الوفد الحكومي المتعلقة بالحل السياسي، فيما تضمنت الثانية رداً على وثيقة المبعوث الدولي تضمنت الاستعداد لتشكيل الهيئة الانتقالية بالتشارك بين السلطة والمعارضة.
وكان دي ميستورا أعلن بعد لقائه الثالث بالوفد الحكومي برئاسة السفير بشار الجعفري مساء أول من أمس أن المرحلة الانتقالية «مسألة جيدة جداً أثرتها. وقال الجعفري أنه من السابق لأوانه في الوقت الراهن» البحث في هذه المسألة. وأضاف: «رسالتي (إلى الجعفري) أن السابق لأوانه (يجب أن يكون) وشيكاً ومن المهم أن نبدأ التعامل مع وجهة نظرهم»، مشدداً على أن «الانتقال السياسي يبقى أساس كل القضايا ويتعين علينا أن نتعامل مع ذلك بواقعية».
وشدد الجعفري، على أن مستقبل الرئيس بشار الأسد «ليس موضع نقاش» في مفاوضات جنيف، قائلاً إن ما يتم الحديث عنه من المعارضة «تصريحاً أم تسريباً حول مقام الرئاسة كلام لا يستحق الرد لأن أصحابه يعرفون أن الموضوع ليس موضع نقاش ولم يرد في اي وثيقة مستندية لهذا الحوار. هذه المسألة المهمة ليست جزءاً من أدبيات ومرجعيات هذا الحوار».
في المقابل، ركز الوفد الحكومي على وثيقة من صفحتين تتضمنان «أسس الحل السياسي»، وفيها تأكيد سيادة سورية و «استعادة الجولان حتى خط الرابع من حزيران (يونيو) ١٩٦٧»، إضافة إلى ضرورة «مساندة الجيش السوري في محاربة الارهاب» ووقف دعم وتمويل فصائل المعارضة.
وعكف أعضاء وفد «الهيئة التفاوضية» المعارضة خلال عطلة نهاية الاسبوع على درس وثائق الحكومة ودي ميستورا. وأجري بينهم نقاش حول «أسس الحل» التي اقترحها الجعفري، حيث وجد بعضهم أنه «بالإمكان الموافقة في شكل كامل على خمسة مبادئ من عشرة، فيما تخضع الفقرات الباقية إلى تعديل أو تطوير».
ووفق مسودة الوثيقة، التي اطلعت «الحياة» على نصها، فإن «الهيئة التفاوضية» أكدت وحدة سورية أرضاً وشعباً واستعادة الجولان ورفض الفيديرالية التي اقترحها أكبر الأحزاب الكردية وبدأ في تنفيذها قبل أيام، إضافة إلى الموافقة على فكرة أن يكون نظام الحكم في سورية «تعددياً وديموقراطياً». وتم نقاش ازاء كلمة «علمانية» التي وردت في الوثيقة الحكومية، حيث تم اقتراح كلمة «مدنية» التي تضم طيفاً أوسع، إضافة الى كونها تنسجم مع مخرجات البيان الختامي للمؤتمر الموسع للمعارضة في الرياض نهاية العام الماضي.
واتفقت الوثيقة «المعارضة» مع الورقة «الموالية» على الحفاظ على مؤسسات الدولة، لكن «الهيئة التفاوضية» تمسكت بإعادة هيكلة هذه المؤسسات وإصلاحها، إضافة إلى المطالبة بخروج جميع المسلحين والميليشيات المسلحة و «حزب الله» من سورية وربط هذا الأمر بتنفيذ اتفاق «وقف العمليات القتالية» الذي أشارت إليه ورقة الحكومة.
وتتفق الوثيقتان على «محاربة الإرهاب». وإذ أكد الوفد الحكومي «مكافحة الإرهاب ونبذ أشكال التعصب والتطرف والأفكار التكفيرية كافة، باعتبار ذلك واجباً وطنياً ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في عملية مكافحة الإرهاب»، فإن «الهيئة التفاوضية» أشارت إلى ضرورة «محاربة الإرهاب ومولداته، والاستبداد هو المولّد الرئيسي للإرهاب» وضرورة دعم «الجيش بعدما تكون تبعيته إلى الهيئة الانتقالية وإعادة الهيكلة للوصول الى جيش وطني».
وهناك إشارة من «الهيئة» إلى ملف المعتقلين وضرورة تشكيل لجنة خاصة به اسوة بمجموعتي العمل الخاصتين بـ «وقف العمليات القتالية» والمساعدات الانسانية، ذلك لمتابعة ملف السجناء خصوصاً النساء والشيوخ والأطفال ورموز المعارضة مثل القياديين في «هيئة التنسيق الوطني» عبدالعزيز الخير ورجاء الناصر ووقف تنفيذ إعدام المعتقلين.
وردّ وفد «الهيئة» في وثيقته الثانية إلى دي ميستورا على وثيقته الخاصة بأسس المفاوضات غير المباشرة وجدول الأعمال. ووفق مسودة اطلعت «الحياة» على نصها، فإن المعارضة أكدت بوضوح أن «أساس المفاوضات» هو «بيان جنيف» والقرارات الدولية خصوصاً ٢٢١٨ و٢٢٥٤ وانها ستلتزم القرارات والبيانات الختامية لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية».
ولا تجد «الهيئة» ضرورة للخلاف ازاء مبادئ المفاوضات المتعلقة بـ «الانتقال السياسي» والوصول إلى دستور جديد وانتخابات في نهاية المرحلة الانتقالية والحفاظ على مؤسسات الدولة، مع تأكيد ضرورة عدم وجود أي وفد تفاوضي للمعارضة سوى وفد «الهيئة» مع الاستعداد لضم شخصيات معارضة كمستشارين.
وخاضت المسودة تفصيلاً في اجندة المفاوضات مؤكدة أن المسألة ليست استبدال سلطة بأخرى، بل أن «الهيئة الانتقالية» هي نقطة الانطلاق وستشكل بالتشارك بين السلطة والمعارضة ولن يستثنى منها سوى من تلطخت ايديهم بوضوح بدماء السوريين واتخذ قرارات الحرب، ولا يمكن بدء الانتقال السياسي من دون تشكيل «الهيئة الانتقالية» التي ستشرف على صوغ دستور جديد وتحضّر للانتخابات وتكفل عمل مؤسسات الدولة، ذلك أن «الهيئة» لن تحكم البلاد بل أنها ستجهّز البلاد إلى نظام سياسي جديد، ما يتطلب أن تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، بموجب «بيان جنيف» للعام ٢٠١٢. ورأت الوثيقة انه للمضي قدماً في تحقيق تقدم في جنيف، لا بد من الانتقال الى المفاوضات المباشرة وضرورة منع المماطلة والتسويف.
إلى ذلك، وجّه المسؤول الإعلامي لـ «الإخوان المسلمين» عمر مشوح انتقاداً لـ «الهيئة التفاوضية» التي تضم في عضويتها القيادي في الجماعة محمد فاروق طيفور وآخرين. وكتب على صفحته في «فايسبوك» امس: «على هيئة التفاوض العليا أن تكون شفافة مع الشعب السوري في أخطر منعطفات الثورة ولا تقدم على أي خطوة تخص مستقبله دون توضيحها للشعب. وهناك خلل كبير في هيئة التفاوض حين تتخذ قراراتها في الوفد المفاوض دون الرجوع للهيئة العامة والتشاور مع مكوناتها».
وقال محللون أن قياديين في «الإخوان» غير مرتاحين لطبيعة التنسيق في «الهيئة» خصوصاً مع تكتل كردي رئيسي و «هيئة التنسيق الوطني» وعدم مشاركتهم في القرارات المتعلقة في المفاوضات، بعد بروز دور المنسّق العام لـ «الهيئة التفاوضية» رياض حجاب رئيس الوزراء الأسبق.
ألمانيا تريد سورية «علمانية» وموسكو في حاجة إلى مفاوضات «تشمل الجميع»
موسكو – رويترز
قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم (الأربعاء) خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أن بلاده تحتاج حلاً «يُبقي على سورية دولة علمانية يمكن أن تتعايش فيها كل الجماعات».
وقال لافروف أن بلاده وألمانيا «اتفقتا على الحاجة لمحادثات سلام سورية في جنيف تشمل جميع الأطراف»، مضيفاً أن «الإبقاء على العلاقات مع ألمانيا يمثل أولوية لروسيا».
وأوضح شتاينماير في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع أنه «لا مجال لإهدار الوقت في مفاوضات السلام السورية»، وحضّ كل الأطراف على «عدم تعطيل المحادثات».
وقال الوزير الألماني: «ندرك جميعاً أنه ليس هناك وقت لنضيعه، يجب على الجميع بما في ذلك أطراف الصراع ألا تحاول أن توقف عقارب الساعة في هذه المرحلة».
وفي شأن القضية التركية – الكردية قال لافروف إن أنقرة «تعرقل» معركة القوات الكردية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وتستخدم شعار الحرب على الإرهاب لقمع الجماعات الكردية في سورية وتركيا.
وأضاف أن «عبور الحدود التركية – السورية بطريقة غير مشروعة تقلص بشكل كبير منذ بدأت روسيا عمليتها العسكرية في سورية»، وفي إشارة إلى الحدود التركية أكد «الحاجة إلى التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تطالب وقف التجارة في التحف والنفط مع (داعش) ومنع (الإرهابيين) من عبور سورية انطلاقاً من أراض منها تركيا».
اعتداءات بروكسيل تدفع باتجاه تسريع التوصل إلى حل للأزمة السورية
جنيف ـ أ ف ب
اعتبرت الأمم المتحدة والمعارضة السورية اليوم (الثلثاء) أن الاعتداءات الدامية التي استهدفت بروكسيل تذكر بضرورة التوصل إلى حل سياسي للحرب السورية عبر المفاوضات التي تجري في جنيف.
وقال موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إن «مأساة» بروكسيل تؤكد مرة جديدة ضرورة «عدم إضاعة الوقت والعمل لإخماد النار المشتعلة» في سورية. وتابع أن «الحل اللازم لمكافحة الإرهاب يمر بالتوصل إلى صيغة للانتقال السياسي في سورية».
ويشرف دي ميستورا على مفاوضات غير مباشرة بين ممثلي النظام والمعارضة السوريين في جنيف. وأدت الاعتداءات التي استهدفت مطار بروكسيل ومحطة مترو في العاصمة البلجيكية أمس، إلى مقتل 34 شخصاً على الأقل ووقوع أكثر من 200 جريح. وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هذه الاعتداءات.
وفي موقف مشابه لموقف دي ميستورا، شددت عضو وفد المعارضة إلى جنيف بسمة قضماني، على أنه «بات من الضروري أكثر من أي وقت مضى التوصل إلى حل سياسي» للنزاع السوري الذي دخل عامه السادس متسبباً بمقتل أكثر من 270 ألف شخص.
واعتبرت في بيان اليوم، تعليقاً على اعتداءات بروكسيل، أن مفاوضات جنيف «تعد اليوم أساسية لاستعادة التوازن السياسي العام وتجنب الفوضى التي يهددنا بها المتطرفون الذين يضربون هنا في أوروبا وهناك في الشرق الأوسط».
وأضاف دي ميستورا أن «الأجواء تغيرت» منذ الجولة الأخيرة من المفاوضات التي تعثرت مطلع السنة الحالية. وقال إنه بعد نحو عشرة أيام في سويسرا «لم يغادر أحد ولم يرفض أي طرف الطرف الآخر». إلا أن أي تقدم ملموس لم يسجل بعد في هذه المفاوضات ولا يزال الشك سيد الموقف بين الطرفين.
وقال هشام مروة عضو الوفد الاستشاري المرافق لوفد «الهيئة العليا للمفاوضات» الممثلة للمعارضة، إن مواقف وفد النظام الأخيرة «لم تكن مفاجئة ولن تؤثر على قرارنا في الانخراط في العملية السياسية».
وشدد على أننا «نبدي قدراً أعلى من المسؤولية والتحلي بالصبر، لأننا نحاور نظاماً لا يحترم التزاماته ولا القانون الدولي أو رغبة شعبه في الانتقال السياسي»، لافتاً إلى أن الوفد الحكومي «يحاول إثارة المعارضة للحصول على رد فعل منها».
ويرفض الوفد الحكومي البحث في الانتقال السياسي على رغم الضغوط التي يمارسها دي ميستورا في هذا السياق.
ويشكل مستقبل الأسد نقطة خلاف جوهرية في مفاوضات جنيف، إذ تطالب «الهيئة العليا للمفاوضات» برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما يصر الوفد الحكومي على أن مستقبل الأسد يتقرر فقط عبر صناديق الاقتراع.
وقالت المحللة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط أغنيس لوفالوا، إن «النظام لا يريد التنازل عن أي شيء لأنه يدرك أنه في حال الدخول في مفاوضات جديدة فستكون بداية النهاية له».
وأضافت: «سيستخدم كل الأساليب لإضاعة الوقت، لأن هذه الطريقة هي خشبة الخلاص له على أمل أن يعيل صبر دي ميستورا ويستقيل كما فعل سلفاه»، كوفي أنان في العام 2012 والأخضر الإبراهيمي في العام 2014.
إلا أن المحللة اعتبرت أن لدى الروس الوسائل لـ «ليّ ذراع» النظام السوري. وستكون زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو اليوم (الأربعاء)، مناسبة لزيادة الضغوط على النظام السوري.
وقال دي ميستورا في هذا الصدد «ننتظر الكثير من محادثات موسكو ونأمل بأن تكون بناءة لتساعدنا على المضي في المحادثات بشكل معمق أكثر».
من جهته، قال أسعد الزعبي رئيس الوفد السوري المعارض المنبثق عن «الهيئة العليا للمفاوضات» بعد لقاء دي ميستورا بعد ظهر أمس، إنه «في هذه الجولة نلمس جدية واضحة من الأمم المتحدة في تناولها للعملية السياسية، لكننا نعول على المهمة الأساسية لمجموعة العمل لدعم سورية وخصوصاً الروس، حلفاء النظام، من أجل الضغط على النظام من أجل الانخراط في الانتقال السياسي وهذا ما يرفضه النظام إلى الآن».
وشدد الزعبي على مطالب الشعب السوري «المتمثلة في هيئة الحكم الانتقالي التي لا يمكن إطلاقاً الخروج عنها، ولا يمكن أن يكون لبشار الأسد أو لرموز حكمه في هذه الهيئة أي مكان منذ بداية المرحلة الانتقالية التي ستتولى قيادة الدفة في سورية وصولاً إلى الانتخابات، سواء البرلمانية أم الرئاسية».
واعتبر أن «كل ما يقوم به النظام الآن هو خارج الشرعية» لناحية رفضه البحث في الانتقال السياسي. وتحدث الزعبي عن تقديم أربع أوراق إلى دي ميستورا تتعلق الأولى «بالقضايا الإجرائية» والثانية بـ «إطلاق سراح المعتقلين» والثالثة بـ «الحصار الجديد»، داعياً النظام بهذا الصدد إلى «الالتزام بما انبثق عن قرارات مجلس الأمن في ما يتعلق بالأمور الإنسانية». أما الورقة الرابعة فهي «مركزية، تتعلق بالمبادئ الأساسية للعملية السياسية».
واعتبر الزعبي أخيراً أن «من البديهي ألا نجد أي نقاط التقاء» بين الورقة التي قدمها النظام أول من أمس، وتلك التي سلمتها «الهيئة العليا للمفاوضات» لدي ميستورا، مضيفاُ: «نحن نتحدث بالشرعية الدولية والنظام يهرب منها ويضرب عرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية» التي تتحدث عن الانتقال السياسي.
رعب في أوروبا
بروكسيل – نور الدين الفريضي، باريس – آرليت خوري
عاشت بلجيكا «يوماً أسود» أمس، على وقع تفجيرات استهدف اثنان منها مطار «زفنتم» الدولي ومحطة مترو «مالبيك» المجاورة لمؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسيل. وأكدت السلطات البلجيكية أن عدد الضحايا تجاوز 34 قتيلاً و198 جريحاً في الاعتداءات التي تبناها «داعش» مهدداً بهجمات اضافية. ودانت السعودية والأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ودول الخليج وعدد كبير من دول العالم الاعتداءات.
وفي وقت رفضت السلطات البلجيكية التكهن مبكراً بدوافع التفجيرات وملابساتها، ربط رئيس الوزراء الفرنسي مانوييل فالس بين هجمات أمس وبين اعتقال صلاح عبد السلام الموقوف الوحيد في اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فيما أصدرت السلطات البلجيكية مذكرة توقيف بحق شريك لعبد السلام يدعى نجم العشراوي يُعتقد أنه خبير متفجرات حملت هجمات أمس واعتداءات باريس قبلها بصماته. والعشراوي من مواليد 1991، ويُعتقد أنه سافر إلى سورية في شباط (فبراير) 2013.
وأعلنت السلطات البلجيكية رصد 3 مشبوهين على كاميرات المراقبة في المطار، في حين لم تعثر الأجهزة الأمنية سوى على جثة واحدة لأحد المنفذين في المطار. وأحدثت الاعتداءات حالة رعب في أنحاء أوروبا حيث استنفرت الأجهزة لحماية المنشآت والأماكن الحيوية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا ودول أخرى، وجرى تشديد الإجراءات الأمنية إلى أقصى حد حتى في الولايات المتحدة.
وورد في بيان نشرته مؤسسة «أعماق» التابعة للتنظيم المتطرف، أن مسلحيه «نفذوا سلسلة تفجيرات بأحزمة وعبوات ناسفة استهدفت مطاراً ومحطة قطار رئيسية وسط مدينة بروكسيل عاصمة بلجيكا المشاركة في التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية»، متوعدةً أوروبا بـ «أيام سود» رداً على العدوان عليها، في حين أشاد أنصار «داعش» على وسائل التواصل الاجتماعي بالهجمات، وكتب أحدهم على «تويتر» إن «الدولة بإذن الله ستجبركم على أن تعيدوا حساباتكم ألف مرة قبل أن تتجرأوا على قتل المسلمين ثانية، واعلموا أنه أصبح للمسلمين دولة تدافع عنهم وتثأر».
وأوضح ناطق باسم هيئة الإطفاء في بروكسيل، أن «14 قتيلاً» سقطوا في انفجارَي المطار، إضافة إلى «حوالى 21 آخرين» (إضافة إلى 55 جريحاً) في محطة مترو مالبيك في حي المؤسسات الأوروبية في العاصمة، ما أعاد إلى الأذهان اعتداءات باريس التي استهدفت مواقع عدة في العاصمة الفرنسية. وحمل ذلك على التكهن بوجود روابط بين المنفذين، خصوصاً أن سلسلة الاعتداءات تمت بأسلوب واحد، وفق مصادر المحققين في بروكسيل وباريس. وعزز التكهنات بترابط الاعتداءات، نجاح عبد السلام في التواري عن الأنظار والإفلات من الشرطة البلجيكية التي تعقبته لمدة ٤ أشهر قبل اعتقاله الجمعة الماضي، ما يعني أنه استفاد من متواطئين سهلوا عملية اختفائه.
ونقلت وسائل إعلام عن المدعي العام الاتحادي في بلجيكا، قوله إن تفجيري المطار نفذهما انتحاري، فيما عثرت الشرطة على حزام ناسف لم ينفجر في المكان، وبندقية كلاشنيكوف بجوار جثة أحد مهاجمي المطار.
وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، رفع حالة التأهب الأمني إلى الدرجة الرابعة، وقال في مؤتمر صحافي مع المدعي العام الفيديرالي: «نواجه تحدياً صعباً وعلينا الوحدة. كنا نخشى الهجمات الإرهابية وتحققت مخاوفنا». وأضاف ميشيل أن «هجمات بروكسيل هي فترة مظلمة بالنسبة إلى بلادنا، أدعو الجميع إلى الالتزام بالهدوء، والتضامن».
ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن مصدر أمني بلجيكي بارز، أن 3 من المشبوهين في التفجيرات يحملون الجنسية البلجيكية وأصولهم من بيلاروسيا. وأوضح أن «2 منهم هما إيفان وأليكسي دوفباش، من مواليد مقاطعة غوميل في بيلاروسيا، والثالث يُدعى مارات يونوسف من مواليد داغستان في روسيا وحصل منذ سنوات على الجنسية البيلاروسية».
وكشف حاكم مقاطعة برابان الفلامنكية لودفيك دو فيتي، أن منفذي الاعتداءات أدخلوا «3 قنابل» إلى المطار لكن إحداها «لم تنفجر». وفجّر فريق خبراء المتفجرات غرضاً مشبوهاً في قاعة المغادرة حيث قُتل 14 شخصاً في انفجارين.
وقوبلت الاعتداءات بموجة استنكارات، ودعا الرئيس باراك أوباما الموجود في كوبا، إلى التضامن مع بلجيكا. وقال: «يجب أن نتكاتف في المعركة ضد الإرهاب من دون النظر إلى جنسية أو عرق أو عقيدة. نحن قادرون على هزيمة مَن يهددون سلامة الناس وأمنهم في مختلف أنحاء العالم».
واعتبر قادة دول الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك، أن تفجيرات بروكسيل هي «هجوم على مجتمعنا الديموقراطي المنفتح». وأضاف البيان أن «الهجوم الأخير ليس من شأنه سوى تقوية تصميمنا من أجل الدفاع عن القيم الأوروبية والتسامح في وجه هجمات أعداء التسامح. سنكون موحدين وحازمين في الحرب ضد الكراهية والتطرف العنيف والإرهاب».
انتحاريا بروكسيل هما الشقيقان ابراهيم وخالد البكراوي.. والعشراوي لم يعتقل
بروكسيل – أ ف ب، رويترز
أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية في اليوم (الأربعاء) ان منفذي الاعتداء على مطار بروكسيل هما الأخوان إبراهيم وخالد البكراوي، فيما نفت وسائل إعلام بلجيكية أن يكون الشخص الذي تم اعتقاله هو المشتبه فيه الرئيس في تفجيرات أمس في بروكسيل نجم العشراوي.
ونشرت وسائل إعلام محلية في وقت سابق اليوم أنباء عن اعتقال العشراوي. وذكرت صحيفة «دي.اتش» التي كانت أول من نشر خبر اعتقال عشراوي أنه «حدث لبس في هوية الشخص الذي اعتقل في حي اندرلخت». وقالت صحيفة «لو ليبر بلجيك» إن «المعتقل شخص آخر غير العشراوي»..
وترفض الشرطة والادعاء التعليق، لكنها ستعقد مؤتمراً صحافياً الساعة 1200 بتوقيت غرينتش.
وأوضحت هيئة الإذاعة والتلفزيون أن الشقيقين ابراهيم وخالد البكراوي معروفان لدى الشرطة، وانهما على صلة باعتداءات باريس التي حدثت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وعلى صلة وثيقة بصلاح عبدالسلام
وقالت الهيئة إن خالد استخدم اسماً مستعاراً في استئجار شقة في حي فورست بالعاصمة البلجيكية حيث قتلت الشرطة مسلحا خلال مداهمة نفذتها الأسبوع الماضي. وعثر المحققون بعد المداهمة على راية تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وعلى بندقية وأجهزة تفجير وبصمات أصابع صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيس في هجمات باريس، والذي ألقي القبض عليه بعد ذلك بثلاثة أيام. وأوضحت هيئة الإذاعة أن الأخوين لديهما سجل جنائي لكن الشرطة لم تربط بينهما وبين الإرهاب حتى الآن.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها أشقاء في هجمات إرهابية في السنوات الأخيرة، إذ نفذ كشفت التحقيقات الفرنسية أن ثلاثة أشقاء أعضاء في الخلية التي خططت ونفذت اعتداءات باريس في العام 2015، هم ابراهيم عبدالسلام (31 سنة) الذي فجر نفسه عند جادة فولتير، وشقيقه محمد الذي اوقفته السلطات البلجيكية احترازياً، وصلاح عبدالسلام الذي تتركز التحقيقات عليه حاليا ولا يعرف ما أذا كان احد الانتحاريين أو انه لا يزال فاراً. كما نفذ الشقيقان جوهر وتامرلان تسارناييف تفجيرات بوسطن في العام 2013، ونفذ الشقيقان سعيد وشريف كواشي الهجوم على مقر مجلة «شارلي إيبدو» العام الحالي. (إقرأ أيضا: لماذا تضم الخلايا الإرهابية أشقاء؟)
وكانت الشرطة البلجيكية اليوم (الاربعاء) وجهت نداء للحصول على شهادات تتعلق بالرجلين اللذين يعتقد انهما نفذا التفجيرين الانتحاريين. وكتبت الشرطة في تغريدة على موقع تويتر “#ارهاب: من يعرف هذا الرجل؟”. ووضعت ثلاث صور لكل من الرجلين اللذين يرتيان ملابس قاتمة ويدفع كل منهما عربة حقائب امامه. ويرافق الرجلين شخص ثالث يرتدي سترة وقميصا فاتح اللون ونظارات ويعتمر قبعة. وقد اطلقت مذكرة بحث عنه امس.
وكان قالت صحيفة (دي.اتش) البلجيكية قالت في وقت سابق ان الشرطة تطارد نجم العشراوي (25 عاما) الذي قر بعد الاعتداء. وقال الادعاء إنه عثر على حمض العشراوي النووي (دي.إن.إيه) في منازل استخدمها مهاجمو باريس العام الماضي وإنه سافر إلى المجر في أيلول (سبتمبر) الماضي مع صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس.
وكانت النيابة الفيديرالية البلجيكية اعلنت مساء أمس (الثلثاء) أن انتحاريين «على الأرجح» فجرا اثنتين من القنابل التي انفجرت صباحاً في مطار بروكسيل.
من جهة أخرى، اعلنت شرطة الحدود اخلاء مطار تولوز – بلانياك (جنوب فرنسا) صباح الاربعاء لاجراء “تفتيش امني”، بعد العثور على طرد مشبوه، بينما البلاد في حالة انذار قصوى بعد اعتداءات بروكسيل الدامية. ونشرت عدة تغريدات على تويتر فيها صور لمسافرين تجمعوا امام المبنى الرئيسي للوصول والمغادرة كما يبدو ان ركابا خرجوا من طائرات على وشك الاقلاع. وقال مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” (فرانس برس) كان يستعد للسفر ان المبنى الرئيسي تم اخلاؤه مرتين بعد الساعة السابعة وان الجميع كانوا لا يزالون في الخارج قبيل الساعة الثامنة. واكتفى متحدث باسم شرطة الحدود بالقول “نقوم بتفتيش امني”.
إرهاب “داعش” المتنقل ثلثاء أسود يدمي عاصمة أوروبا خيوط متشابكة بين اعتداءات باريس وبروكسيل واستنفار
صارت بروكسيل بحق أمس عاصمة لأوروبا، فالمدينة التي تضم مؤسسات الاتحاد الأوروبي تلقت الضربة المتوقعة على نطاق واسع منذ هجمات باريس في تشرين الثاني 2015. الهدف كان سهلاً وموجعاً، إذ نفذ الانتحاريون من الثغرات الأمنية في وسائل المواصلات، مطار ومحطة مترو، ليثبتوا مرة جديدة أن أذرع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الذي تبنى العملية واعداً بالمزيد، بالغة التنظيم والثبات في قلب أوروبا، على رغم العمليات الأمنية لمكافحة الإرهاب في الخارج.
توقيت العملية أثار تساؤلات، إذ جاء بعد أيام من توقيف صلاح عبدالسلام، المشتبه فيه الوحيد في هجمات باريس الذي لا يزال حياً، في بروكسيل نفسها، وقد يكون توقيفه عجّل في الهجوم. غير أن المدعي العام الفيديرالي فريديريك فان لو صرح في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال بأنه “لا يزال من المبكر جداً إقامة صلة مع هجمات باريس”، مع العلم أن بلجيكا كانت تعيش هاجساً أمنياً متصاعداً منذ تشرين الثاني الماضي. وإذ أعلن ميشال الحداد ثلاثة أيام بعد الهجمات الأكثر دموية في تاريخ البلاد والتي سقط فيها 34 قتيلاً، أكد تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها.
ويبدو أن الهجوم كان يفترض أن يكون أكبر حجماً، إذ عثر على حزام ناسف لم ينفجر وقنبلة في مطار بروكسيل زافنتيم بعد الهجوم الذي استهدف كذلك محطة المترو في مايلبيك، على مقربة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وأعلنت النيابة العامة الفيديرالية أن عبوة ناسفة تحوي مسامير، إلى مواد كيميائية وراية لتنظيم “الدولة الاسلامية”، عثر عليها خلال عمليات دهم في شايربيك بمنطقة بروكسيل.
ودعت الشرطة البلجيكية الى التعرف على صورة التقطت لأحد منفذي الهجمات المفترضين. ونشرت الصورة في حسابها الرسمي بموقع “تويتر” تحت عنوان “من يعرف هذا الرجل؟”، وكان يرتدي سترة وقميصاً فاتحي اللون، ويضع نظارتين ويعتمر قبعة سوداء، ويدفع بعربة عليها حقيبة سوداء كبيرة.
وفي وقت سابق، نشرت السلطات البلجيكية صورة له الى جانب شخصين آخرين أسودي الشعر، وهم يدفعون بعربات في المطار المستهدف بقفازات سود. وفي وقت لاحق أعلن مصدر رسمي أنهم كانوا يضعون القنابل داخل حقائب.
وصدرت مذكرة التوقيف في حقه غداة مذكرة مماثلة أصدرها قاضي تحقيق في حق نجم العشراوي (25 سنة) الذي سافر إلى المجر في أيلول 2015 في رفقة صلاح عبدالسلام. ونظراً إلى رداءة الصور المأخوذة عن كاميرات المراقبة في المطار، لم يتضح ما إذا كان الرجل الذي يرتدي القميص والسترة هو نفسه العشراوي الذي تصدرت صورته الصفحات الأولى للصحف البلجيكية صباح أمس.
وأظهر التحقيق الأولي أن انتحاريَين “على الأرجح” فجرا اثنتين من العبوات الناسفة صباحاً في مطار بروكسيل.
وبعد الظهر سمح مجدداً للمسافرين بدخول محطة القطارات الرئيسية في وسط العاصمة، بمجموعات من عشرة أشخاص، في ظل مراقبة شديدة من رجال الشرطة والجنود. وكان من الصعب إجراء اتصالات هاتفية في العاصمة البلجيكية نتيجة الضغط على الشبكة. وأقفلت المراكز التجارية الكبرى والسوبرماكت في بعض أحياء المدينة. وأخليت جامعة وشُددت اجراءات الأمن حول المنشآت الأمنية وصدر نفي لإخلاء القصر الملكي.
وقد عم التعاطف مع بلجيكا أنحاء أوروبا، وحذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مواطنيه من السفر غير الضروري إلى بروكسيل. وأعلنت السلطات الإيطالية توقيف عراقي بموجب مذكرة أوروبية صادرة في حقه للاشتباه في فرنسا وبلجيكا في صلته بالإرهاب، وبهجمات باريس وبروكسيل.
وجاء في بيان مشترك لزعماء الدول الـ28 في الاتحاد الأوروبي أن ما تعرضت له بلجيكا “هجوم على مجتمعنا المنفتح والديموقراطي”.
وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن لم تكن تملك معلومات استخبارية تحذر من تفجيرات في بلجيكا، لكنها أعربت عن اعتقاد قوي أن حصولها محتمل. وسارع الرئيس الأميركي باراك أوباما الموجود في كوبا إلى تأكيد التعاطف الكامل مع بروكسيل في مواجهة الإرهاب وأن الائتلاف الدولي الذي تقوده بلاده سيواصل ضرب تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وجاء في بيان نُشر بالانكليزية على الانترنت أن “مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية شنوا سلسلة هجمات بأحزمة ناسفة وعبوات استهدفت مطاراً ومحطة مترو في وسط العاصمة البلجيكية بروكسيل، الدولة التي تشارك في الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية. المقاتلون فتحوا النار داخل مطار زافنتيم، قبل ان يفجر عدد منهم أحزمتهم الناسفة، كما فجر استشهادي حزامه الناسف في محطة مايلبيك للمترو”.
وامتد الهاجس الأمني إلى المدن الأميركية، فسيرت الشرطة دوريات مسلحة بالرشاشات في “تايمس سكوير” في نيويورك، غير أن وزير الأمن الداخلي الأميركي جي جونسون نفى وجود معلومات استخباراتية عن مخطط لشن هجمات داخل الأراضي الأميركية.
حوار جنيف يشارف النهاية ودو ميستورا يستنجد بكيري ولافروف
جنيف – موسى عاصي
تستعد الوفود السورية المختلفة لمغادرة جنيف اعتباراً من ظهر غد مع انتهاء الجولة الثانية من محادثات “جنيف 3″، وجعبها تبدو فارغة من أي تقدم بعد 11 يوماً من الحوار المنفصل وجولات يومية مكوكية في المقر الاوروبي للامم المتحدة.
وحتى مساء أمس كانت المواقف لا تزال كما هي، ومن جديد طلب المبعوث الخاص للأمم المتحد ستافان دو ميستورا النجدة من وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لدفع المحادثات قدما اعتباراً من الجولة المقبلة المقررة بموجب برنامج الامم المتحدة في 4 نيسان، الا أن هذا الموعد يبقى غير نهائي بعد طلب الوفد الحكومي السوري من الامم المتحدة تأجيله الى 14 منه، بسبب الانتخابات النيابية السورية المقررة في 13 منه. ووقت رفض دو ميستورا التعليق على هذا الموعد، أفادت مصادر ديبلوماسية غربية ان المبعوث الخاص لا ينوي تأجيل موعد الحوار لكنه لن يعلن ذلك قبل نهاية الجولة الحالية “خوفاً من ردة فعل عنيفة من رئيس الوفد السوري بشار الجعفري”.
وصرح دو ميستورا بانه يتطلع باهتمام كبير الى أن تثمر المحادثات التي ستجري في موسكو، “من الواضح انها لن تحل كل القضايا في يوم واحد، لكننا نتمنى ان تكون الانتاجية في الاتجاه الصحيح من أجل مساعدتنا على معاودة المحادثات مع تصميم أكبر على مناقشة العناوين المتعلقة بالانتقال السياسي”.
وردا على سؤال لـ”النهار” قال دو ميستورا إن الهجمات الارهابية التي حصلت في بلجيكا أمس هي عنصر اضافي ليذكرنا بأن علينا ألا نضيع الوقت و”أفضل صيغة لمحاربة الارهاب هي البدء بعملية الانتقال السياسي في سوريا”، مشيراً الى أنه في رأي الامم المتحدة أن هوية الارهابيين واضحة جداً وهي “داعش” و”جبهة النصرة” و”هذا كل شيء”.
وكان المبعوث الاممي قد استقبل وفدا من نساء سوريا ووفد الهيئة العليا للمفاوضات. وقال رئيس الوفد المعارض أسعد الزعبي: “إن المعارضة لم تجد بعد أي قواسم مشتركة مع الحكومة السورية ومع الوثيقة التي قدمها الوفد الحكومي”، واتهم النظام السوري بمحاصرة مزيد من المناطق أثناء المسار الحواري إذ ارتفع عدد هذه المناطق من 15 الى 25.
دي ميستورا: النار السورية تهدّد العالم
لليوم الثاني على التوالي يضع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مسألة «الانتقال السياسي» على سلّم اهتماماته من قاعات «جنيف 3» متجاهلاً كل البنود الخلافية البديهية التي كان يفترض التعامل معها مع انطلاق العملية السياسية خلال اكثر من أسبوع من اللقاءات، وهو بالأمس جلس متأملاً أن تأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو اليوم وغداً، بمردود ملموس بشأن بند «الانتقال السياسي»، بما يتوافق على ما يبدو مع رهانات الرياض وبعض العواصم الغربية.
وفي حين سيلتقي كيري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف، أعلنت معارضة الرياض أنه «لا توجد» أي أرضية مشتركة مع الحكومة بشأن الحل السياسي للأزمة.
في هذا الوقت، أعرب بوتين عن أمله في أن يساهم الشركاء الغربيون في تقدم مفاوضات التسوية السورية، مستغلين لذلك اتصالاتهم بقوى المعارضة.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بوتين سيستقبل كيري خلال زيارته إلى موسكو، مضيفاً أن «دائرة واسعة من القضايا الثنائية والدولية، وفي مقدمتها الملفين السوري والأوكراني، سيجري بحثها خلال اللقاء». ومن المتوقع أن يزور كيري موسكو اليوم وغداً لإجراء مباحثات مع لافروف.
وأعلن دي ميستورا، بعد اجتماع مع وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن اجتماع الرياض في جنيف، أن لديه آمالاً عريضة في أن يعطي اجتماع كيري ولافروف اليوم قوة دافعة لقضية الانتقال السياسي في البلاد.
وقال دي ميستورا «ننظر باهتمام كبير، ولدينا آمال عريضة في أن تكون المحادثات في موسكو إيجابية. وبكل صراحة لن يتم تسوية كل شيء في يوم واحد، وإنما (نأمل أن تكون) إيجابية في الاتجاه الصحيح للمساعدة في استئناف المحادثات من خلال التعامل بشكل أكثر عمقا مع قضية الانتقال السياسي».
واعتبر أن الرسالة من وراء الهجمات التي ضربت بروكسل، وتبنّاها تنظيم «داعش»، هي ضرورة إنهاء الحرب السورية، والحاجة لعملية انتقال سياسي ليتسنى التركيز على التصدي لهذا التنظيم. وقال «الرسالة التي نستخلصها من ذلك هي الحاجة لإطفاء نار الحرب في سوريا. علينا العثور على حل سياسي وانتقال سياسي في سوريا ليتسنى لنا جميعاً التركيز على الخطر الحقيقي الذي يتهدد الكل في أوروبا وفي العالم وفي سوريا».
وأعلن دي ميستورا أن وفدي الحكومة السورية ومعارضة الرياض تبادلا وثائق بشأن مواقفهما الأساسية من كيفية حل الأزمة، معتبراً انه يمكن استخدام هذه الوثائق للعثور على أرضية مشتركة بينهما، و «أن الطرفين اظهرا، على الأقل، جدية بأنهما يريدان التوصل إلى عملية سياسية أو انتقال سياسي».
لكن رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» اسعد الزعبي أعلن أن «المعارضة لا تجد أي أرضية مشتركة في الوثيقة المقدمة من الحكومة لدي ميستورا». وأضاف أن «الحكومة زادت عدد المناطق التي تحاصرها من 15 إلى 25، وكثّفت إسقاط البراميل المتفجرة خلال الأيام الماضية».
وقال هشام مروة، عضو الوفد الاستشاري المرافق لوفد الرياض إلى جنيف لوكالة «فرانس برس»، إن مواقف الوفد الحكومي الأخيرة «لم تكن مفاجئة، ولن تؤثر على قرارنا بالانخراط في العملية السياسية». وأضاف «أننا نبدي قدرا أعلى من المسؤولية والتحلي بالصبر، لأننا نحاور نظاماً لا يحترم التزاماته ولا القانون الدولي أو رغبة شعبه بالانتقال السياسي»، معتبراً أن الوفد الحكومي «يحاول إثارة المعارضة للحصول على رد فعل منها».
وتابع مروة أن «النظام يريد الانتقال السياسي كما يراه، أي مع بقاء (الرئيس بشار) الأسد، وهذا أمر مرفوض بالمطلق بالنسبة إلينا»، معتبراً أن «الانتقال السياسي يعني تشكيل سلطة جديدة تتولى كافة الصلاحيات، بما فيها صلاحيات الرئاسة».
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها سجلت، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ستة انتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية في اللاذقية وحماه.
وأعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سوريا أن قوافل المساعدات الإنسانية الروسية تعرضت لإطلاق نار من قبل المسلحين أثناء إيصالها إلى بلدتي حرستا في ريف دمشق وكفرنان في محافظة حماه. ولم يؤد الهجوم إلى إصابة أحد.
(«سبوتينك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، رويترز، ا ب)
الجيش السوري يتوقع استعادة تدمر خلال ساعاتمن قبضة مقاتلي تنظيم الدولة
بيروت- رويترز- قال جندي سوري للتلفزيون المحلي الأربعاء في بث مباشر من محيط مدينة تدمر إن القوات الحكومية تقف على بعد أقل من كيلومتر واحد من المدينة وتأمل في استعادتها خلال ساعات من قبضة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف الجندي أن القوات على بعد 850 مترا من تدمر وأنها ستعلن خلال ساعات تأمين المدينة بالكامل.
كيري في موسكو لاستطلاع موقف بوتين من مسألة مستقبل الأسد
موسكو- أ ف ب- وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو الاربعاء في زيارة يسعى خلالها إلى الاطلاع على موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومدى استعداده لبحث مسالة بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة.
ويعتبر مسؤولون أمريكيون أن مسالة مستقبل الأسد اساسية لاعطاء زخم لمحادثات السلام التي يجريها مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في جنيف مع طرفي النظام والمعارضة بهدف انهاء النزاع السوري.
والرئيس الروسي يصر على ان الشعب السوري وحده من يقرر مصير الاسد. لكن اية انتخابات لن تجري قبل 18 شهرا على الاقل حتى لو حققت مفاوضات جنيف تقدما كما ان المعارضة السورية تريد ضمانات حول رحيل الاسد.
وبالتالي فان كيري وصل إلى روسيا على امل الحصول على اشارة من روسيا التي سحبت قسما من قواتها من سوريا، على انها اصبحت مرنة اكير في هذه المسالة.
وقال مسؤول أمريكي كبير للصحافيين “ما نتطلع اليه منذ فترة طويلة هو معرفة كيف سيتم الانتقال من حكم الاسد”.
وكيري على اتصال دائم مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لكنه مدرك بان اي تغيير في الموقف الروسي يجب ان ياتي من الرئيس بوتين شخصيا.
واوضح المسؤول الامريكي الكبير في وزارة الخارجية “من الجانب الروسي، هناك صانع قرار وحيد ويجب التحاور معه من اجل تقييم امكانيات” الحل.
سيلتقي كيري بوتين ولافروف الخميس في الكرملين. كما يجتمع في وقت لاحق الاربعاء في موسكو مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير.
والى النزاع السوري، سيبحث كيري مع المسؤولين الروس الازمة في اوكرانيا.
كيري سيجتمع مع بوتين لمناقشة الحكومة الانتقالية السورية وبحث الخروقات مع الروس
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: يتوجه وزير الخارجية الامريكي جون كيري إلى موسكو غداً للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث كيفية التوصل إلى حل سياسي للنزاع في سوريا، وقد وصلت المفاوضات غير المباشره بين المعارضة السورية وممثل النظام السوري إلى طريق مسدود.
ويصر الوفد السوري برئاسة بشار الجعفري على رفض الحديث عن المرحلة الانتقالية بل يتحدث عن كيفية استسلام الإرهابيين الذي يعتبر المعارضة تمثلهم وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحت وصاية الاسد ويرفض مجرد الحديث عن حكومة انتقالية بدون الاسد.
وسيضطر كيري لعقد اجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث الخروقات لوقف الأعمال العدائية بعد ان رفض الامريكيون طلباً روسياً لعقد اجتماع حول هذا الامر.
ويصر الناطق باسم الخارجية الامريكية جون كيربي على رفض الاجتماع مع الروس حول وقف الأعمال العدائية لان الامريكيين قاموا بالتنسيق مع الروس حول وقف إطلاق النار وجمعوا وحللوا المعلومات حول الخروقات وناقشوها بعمق وبطريقة ايجابية.
وفوجئوا بتصريح الجنرال الروسي الذي هدد بالتصرف بطريقة أحادية مما يخالف روح اتفاقية وقف الأعمال العدائية التي وافق عليها الجميع. ويضيف كيربي: توقعنا ان تستجيب روسيا لاقتراحاتنا المضادة حول طرق تطبيق اتفاقية وقف الأعمال العدائية. واعترف كيربي بأنه لم يجر اتخاذ اي إجراء ضد من خرق وقف الأعمال العدائية مع ان وقف الأعمال العدائية دخل اسبوعه الرابع. واكد كيربي ان فريق العمل التابع للمجموعة الدولية لدعم سوريا يجمع كل التقارير حول الخروقات ويتمنى ان يكون عددها صفراً.
ورفض إعطاء رقم الخروقات ومناقشتها ولكن قال: ان ما نقدر أن نؤكده ان اغلبية الخروقات قام بها النظام السوري.
الأمم المتحدة: دمشق توافق على دخول مساعدات لمعظم البلدات المحاصرة
جنيف – رويترز – قال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الأربعاء، إن الحكومة السورية قدمت تأكيدات شفهية انه بوسع قوافل الإغاثة دخول ثلاث من أربع مناطق تحاصرها القوات الحكومية.
وحصلت الأمم المتحدة على الضوء الأخضر لدخول ثماني أو تسع مناطق من 11 منطقة طلبت توصيل مساعدات لها من بينها ثلاث أو أربع مناطق محاصرة، ليس من بينها بلدة داريا -حيث قال برنامج الأغذية العالمي إن بعض السكان يأكلون العشب- أو بلدة دوما. والبلدتان قريبتان من دمشق.
لكنه أضاف ان اتفاقاً محلياً لإنهاء حصار بلدة الوعر في حمص انهار، وان الأمر يتطلب وساطة الأمم المتحدة.
أمريكا تضع قراصنة إنترنت تابعين للنظام السوري على قائمة مطلوبيها
واشنطن – من أثير كاكان: وضع مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي «أف بي آي»، 3 من قراصنة الإنترنت السوريين على لائحة المطلوبين لديها في قضايا تتعلق بالأمن الإلكتروني، مخصصاً مبلغ 100 ألف دولار لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض عليهم.
وبحسب بيان صادر عن وزارة العدل الأمريكية أمس، فإن كلا من أحمد عمر آغا (22 عاماً)، ويستخدم «ذي برو» كاسم مستعار له على الإنترنت، وفراس دردار (27 عاماً)، ويتخذ له اسم «ذي شادو»، قد تورطا في خدع تتعلق «بهجوم إرهابي»، لصالح ما يعرف باسم «الجيش السوري الإلكتروني»، وهي مجموعة تعمل لصالح النظام السوري.
وتابع البيان أن كلاً من عمر آغا ودردار على صلة كذلك بـ «حيازة وثائق مصدقة غير مشروعة، ودخول غير مسموح به والتسبب بأضرار في أجهزة كمبيوتر، والدخول غير القانوني إلى معلومات مخزونة».
وبحسب الموقع الإلكتروني لمكتب التحقيقات، فقد قام آغا، في الفترة الواقعة ما بين سبتمبر/ أيلول 2011- يناير/ كانون الثاني 2014 بارتكاب عشرات من الهجمات الإلكترونية ضد مؤسسات الحكومة الأمريكية، ووسائل الإعلام والمؤسسات الخاصة.
فيما وصف الموقع دردار بأنه «متورط في هجمات إلكترونية على عدد من الشركات الأمريكية والدولية».
وقال البيان إن متهماً ثالثاً ويدعى بيتر رومار (36 عاماً) قد قام بـ «دخول غير مسموح وإيقاع أضرار بأجهزة كمبيوتر، والقيام بنشاطات ابتزازية، وتلقّي أموالٍ ناتجةٍ عن ذلك، وغسل الأموال والاحتيال، وانتهاك لوائح العقوبات المتعلقة في سوريا بالإضافة إلى اتصالات دولية غير مشروعة».
هذا وأصدرت محكمة فيدرالية أمراً بإلقاء القبض على المتهمين الثلاثة، الذين تشير معلومات مكتب التحقيقات الفدرالي أنهم يقطنون في سوريا.
معارض سوري يتوقع إزاحة بشار الجعفري من رئاسة وفد النظام في جنيف
مصطفى محمد
باريس ـ «القدس العربي»: قال منسق مجموعة الإنقاذ الوطني في سوريا فهد المصري، «لقد حذرنا السلطات الروسية من فشل المحادثات السورية التي تعقد في جنيف، في حال بقاء بشار الجعفري في رئاسة وفد النظام، والروس أخذوا هذه التصريحات على محمل الجد، وسنسمع عما قريب خبر إزاحة الجعفري من مهامه».
وأضاف في مقابلة هاتفية من باريس مع «القدس العربي»، «لقد أبلغنا الروس بشكل متكرر أن الجعفري يعتبر من الشخصيات المتشددة، والاستفزازية، وبالتالي فإن وجوده لا يخدم سير عملية التفاوض»، مشدداً «المطلوب اليوم شخصية وطنية لا تنتمي إلى عقلية الثأر والانتقام»، واعتبر المصري أول متحدث رسمي باسم «الجيش الحر»، أن بقاء الجعفري الذي يفاوض «وكأنه في غمار معركة نفوذ شخصية، أكبر مأزق يحول دون تحقيق تقدم في العملية التفاوضية، وذلك لارتباطه بأجندات اقليمية، حريصة على عدم نجاح المفاوضات».في ضوء ذلك عبر عن اعتقاده بأن الروس الذين يريدون دفع المفاوضات نحو الأمام باتوا يدركون هذه الحقيقة، وربط المصري بين تصريحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الأخـيرة، التي انـتقد فيـها ما سـماه بـ « الانغماس بالمفاهيم التنظيرية»، لدى الدبلوماسيين من جانب النظام، وبين طلب الأطراف الدولية الراعية غير المعلن من النظام بوجوب ازاحة الجعفري من رئاسة وفد النظام، وبدا المصري واثقاً بقرب إعفاء النظام لبشار الجعفري من مهمة رئاسة وفد المفاوضات، وقال «الروس يمارسون الضغط على النظام، وباعتقادي أن المفاوضات ستؤجل لهذا الشأن فقط».
في المقابل ورغم اعتراض المعارضة على تأجيل المفاوضات، لم ير عضو وفد النظام أسامة دنورة في طلب النظام بتأجيل المفاوضات «مشكلة»، مشيراً خلال تصريحات اعلامية لوكالة محلية إلى أن التأجيل سيكون لمدة لن تتجاوز الأربعة أيام، نافياً في الوقت ذاته تعرض الوفد الحكومي لضغوط من المبعوث الأممي دي ميستورا.
تطورات متسارعة في ريف درعا الغربي تنذر بمعارك عنيفة مع لواء «شهداء اليرموك»
حسين الزعبي
درعا ـ «القدس العربي»: شهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية تطورات متسارعة في ريف درعا الغربي الذي يشكل الضلع الثالث لمثلث فلسطين المحتلة والأردن وسوريا.
إذ تمكن لواء «شهداء اليرموك» المتهم بمبايعته لتنظيم «الدولة» من السيطرة على بلدات تسيل، عدوان، جلين، ومساكن جلين بالإضافة إلى بلدة الشيخ سعد، كما تمكن من محاصرة بلدتي سحم الجولان وحيط.
وقال الناشط الإعلامي المقيم في بلدة طفس الخاضعة لسيطرة «الجيش الحر» حامد الشمالي لـ»القدس العربي» إن لواء شهداء اليرموك قصف بالدبابات تل الجموع الواقع إلى الغرب من مدينة نوى، مشيراً إلى التل وحتى حينه مازال تحت سيطرة فصائل «الجيش الحر».
مصدر ميداني آخر – طلب عدم الكشف عن اسمه – أكد لـ»القدس العربي» أن «حركة المثنى» ساندت لواء «شهداء اليرموك» وأغلقت طريق نوى – الشيخ سعد، وبذلك قطعت الطريق بين الريف الشمالي والريف الأوسط مروراً بمدينة نوى، بينما لم يصدر عن «المثنى» حتى الآن أي تصريح بشأن التطورات الجارية.
ودفعت التطورات الأخيرة معظم الناشطين إلى التزام الصمت خشية استهدافهم من قبل «الخلايا النائمة»، بينما أعلنت شبكة «شاهد» الإعلامية توقف فريقها عن العمل ونشرت على صفحتها الرسمية قولها «نظراً للظروف التي تمر بها المنطقة الغربية في حوران والقتال بين المسلمين تعتذر مؤسسة شاهد الإعلامية بأعضائها الإعلاميين كاملة عن النشر حالياً، ونعلن عن توقف عملنا بشكل مؤقت إلى حين إظهار الحق»، بينما لم تنشر الشبكات الأخرى أي أخبار بشأن المنطقة الغربية، وأضاف «المصدر» أن «حالة من التوتر والخوف بدأت تسود بين الأهالي وسط مخاوف من دخول شهداء اليرموك إلى مناطقهم وتنفيذ اعتقالات تعسفية»، مشيراً إلى «أن فصائل الجيش الحر في المنطقة الغربية شهدت حالة استنفار ونشرت الحواجز على مداخل البلدات الخاضعة لسيطرتهم».
«الجبهة الجنوبية» وتنضوي تحتها أبرز تشكيلات «الجيش الحر» أرسلت تعزيزات يوم أمس لمناصرة «الحر» في المنطقة الغربية، وفي هذا السياق، اجتمع رئيس محكمة «دار العدل» في حوران الشيخ «عصمت العبسي» بقادة أرتال التعزيزات وألقى فيهم كلمة تم بثها عبر «يوتيوب»، حثهم فيها على مقاتلة لواء «شهداء اليرموك» ووصفه بالخوارج، وقال «كنا نقول أبناء عمومة، أبناء عشيرة، رفاق سلاح، فإذا بهم يقولون كفار ومرتدون، عذرناهم فلم يعذرونا، تغاضينا عنهم، فلم يتغاضوا عنا».
وأضاف «لربما يودعنا شهداء، ولكن فاتورة اليوم ستكون أقل بكثير من فاتورة الغد، وفاتورة ما بعده أقل مما بعده»، وتسلم «عصمت العبسي» إدارة «دار العدل» خلفاً للشيخ «أسامة اليتيم» الذي اغتاله مجهولون منتصف ديسمبر الماضي مع اثنين من إخوته هم معاذ اليتيم ومهند اليتيم».
وأعلن «جيش اليرموك» أحد أكبر تشكيلات الجيش «الحر» في حوران في بيان له ليل الاثنين أن اقتحام المنطقة الغربية من قبل من سماهم «الخوارج» «يوجب علينا (جيش اليرموك) التحرك لدفع صيالتهم وقطع أيديهم التي أراقت دماء أهلنا ومجاهدينا في المنطقة الغربية»، وأضاف: «إلى أهلنا في المنطقة الشرقية من حوران، لن نسمح بمرور فكر الخوارج والغلو في أرضنا مهما تغيرت مسمياتهم ولن نسمح بأن يكون لهم جند يقومون بأعمالهم الخسيسة والغدر بثوارنا ورموز ثورتنا واغتيالهم»، واستطرد «لن نتهاون مع من يتعامل معهم وليس له عندنا إلا السيف وإن ردعهم سيكون واجبا ً شرعيا ً وأخلاقيا ً لن نتهاون فيه أبدا».
«جبهة النصرة» بدورها دخلت في مواجهة مع «شهداء اليرموك» وأرسلت تعزيزات بقيادة طارق المسالمة «أبو صلاح» إلا أن الأخير لقي مصرعه بالقرب من بلدة تسيل.
المسلط لـ”العربي الجديد”:نعول على لقاء موسكو للضغط على الأسد
جنيف ــ العربي الجديد
قال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، سالم المسلط، يوم الأربعاء، في تصريحٍ خاص لـ”العربي الجديد”، إنّ “المعارضة تعوّل على الولايات المتحدة الأميركية وروسيا خلال اجتماع وزيري خارجيتهما في موسكو اليوم، لإرسال رسالة قوية لنظام بشار الأسد للانخراط بشكل جاد في العملية السياسية”، معتبراً أن هناك علاقة عضوية بين ما يحدث في موسكو وجنيف.
ونقل المسلط مطلب المعارضة من أنها تريد من روسيا إرسال رسالة واضحة للنظام السوري ليكون جاداً في العملية السياسية الجارية في جنيف، من أجل إنهاء معاناة الشعب السوري وتحقيق الاستقرار للمنطقة والعالم.
وأشار المسلط، إلى أن وفد المعارضة يطمح لأن تلعب موسكو دوراً إيجابياً في حماية الشعب السوري، مشدداً على أن الهجمات “الإرهابية” التي ضربت عواصم أوروبية وآخرها بروكسل؛ توجب تسريع العملية السياسية في جنيف.
وأكّد المتحدث الرسمي المعارض أن الشعب السوري عانى طويلاً من الإرهاب، “وبات يحتاج لحل دائم وليس حلاً مؤقتاً”.
لماذا لم يتعاطف العالم مع ضحايا تركيا كما بروكسل؟
لندن – العربي الجديد
أظهر العالم تعاطفاً واسعاً مع ضحايا الهجمات في بلجيكا يوم أمس، لكن اللافت أنه لم يتعاط مع التفجيرات في تركيا بالطريقة ذاتها، وكأن أرواح الضحايا وقيمة الهجمات الإرهابية ليست متماثلة في العالم، ونشرت صحيفة “الإندبندنت” مقالاً تناولت فيه الموضوع من هذه الزاوية، معتبرة أن تباين ردود الأفعال أمر مثير للقلق.
وذكرت الصحيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي ضجت بالحدث وبإبداء التضامن، من رسوم كرتونية للمشاركة، وانتشر هاشتاغ على تويتر، وتأكيد السلامة في فيسبوك، بينما في العالم الحقيقي رفع العلم البلجيكي على أبنية وطنية في أنحاء أوروبا.
وقالت الصحيفة “هناك قلق إزاء مشاركة صور الكرتون لبلاتو وهو يظهر تعاطف فرنسا مع بلجيكا، أين كانت هذه الصور من أجل ضحايا الإرهاب في تركيا؟ لماذا لم ترفع الأعلام التركية في “داونينغ ستريت” بلندن؟ ففي الأسبوع الماضي قتل ثلاثة أشخاص وجرح 36 آخرون باسطنبول، وفي الشهر السابق قُتل 2 وأصيب 60 شخصا، أما في كانون الثاني/يناير فخلّفت هجمتان 18 قتيلاً و53 مصاباً، أما في عام 2015 فإن محصلة الهجمات خلفت 141 قتيلاً و910 مصابين”.
وتابعت “الإندبندنت”: “قيمة الهجمات الإرهابية لا يجب أن تقاس بعدد الضحايا، فكل روح تزهق هي انتهاك، لكن الدلالات تقول بأنه في الوقت الذي فقد فيه الكثيرون أرواحهم في تركيا بقيت أوروبا صامتة”.
و”يبدو أن هناك حدوداً لتعاطفنا، وهي حدود غير مريحة مثل خريطة أوروبا الغربية، تركيا مازالت خارج نطاق اهتمامنا، وليست قريبةً بما يكفي لحزننا، فهي مكان غريب، قد نقضي فيه عطلة ما، لكنها لا ترقى لتعاطفنا”، أضافت.
ورأت أنّ “الدوافع وراء الهجمات في تركيا تختلف عن تفجيرات بروكسل، حيث نُفذ البعض منها باسم حركة استقلال الأكراد التي بدأت منذ قرن ضد الدولة التركية، فيما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجمات بروكسل، ولكن التكتيك هو نفسه “الإرهاب”، ولذا يجب أن تكون لدينا استجابة جماعية، وهي التعاطف والتضامن”.
وأكدت الصحيفة أنّ “عدم المبالاة هذا المتعلق بالضحايا المسلمين من شأنه تغذية المنظمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة. ملالا يوسف زاي، تحدثت كمسلمة ناجية من الإرهاب، ضد مشكلة تقسيم ضحايا الإرهاب في الشرق والغرب قائلةً “إذا كان لديك نية لوقف الإرهاب، فلا تحاول لوم كل المسلمين لأن ذلك لا يمكن أن يوقف الإرهاب”. وختمت الصحيفة بقولها “يجب أن نصغي إلى التحذير الأخير لملالا بأن ذلك من شأنه زيادة تطرف الإرهابيين”.
كيف أنقذ لاجئون سوريون سياسيا نازيا من الموت؟
لندن ـ العربي الجديد
هل تذكرون ستيفان جاغ، السياسي الألماني الذي كان رأس الحربة في مواجهة استقبال اللاجئين السوريين في ألمانيا؟ ستيفان قاد حملة عنصرية، ضد “تدفق العرب المسلمين إلى البلاد”، وهو الخطاب الذي يتبناه حزبه “الحزب الوطني الديمقراطي” النازي.
السياسي نفسه تعرض لحادث سير خطير جداً في فرانكفورت، أما المفاجأة فهي أنّ من أنقذه من الموت كان لاجئين سوريين في ألمانيا، كانوا على الطريق التي شهدت الحادثة، فأخرجوه من سيارته وقدّموا له الإسعافات الأولية في انتظار وصول الإسعاف.
وللتذكير، فإن ستيفان هو الذي اتهم أنجيلا ميركل “بإدخال مجرمين إلى ألمانيا”، في إشارة إلى اللاجئين السوريين، وهو الذي أطلق حملة عنوانها “دمج السوريين في المجتمع الألماني إبادة للألمان”، وفق ما ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
لافروف يستغل هجمات بروكسل سورياً
اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن وقف إطلاق النار في سوريا يجري “بشكل ناجح جداً”. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده الأربعاء، مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في موسكو، إن موسكو وبرلين ترحبان بالمحادثات السورية الجارية في جنيف، وتؤكدان ضرورة ضمان الطابع الشامل للحوار السوري، لكي يتحقق في إطاره تمثيل للحكومة ولكافة أطياف المعارضة، بما في ذلك الأكراد.
وقال لافروف إن ضمان تمثيل شريحة واسعة من الأطراف في مفاوضات جنيف يأتي بالتزامن مع تنسيق “أسس كيان الدولة السورية”، وكيفية تمكين كافة المجموعات الإثنية والطائفية في سوريا من التعايش بسلام وأمان، وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وأشار لافروف إلى أن بلاده “ترصد باستمرار” تدفق النفط والأسلحة والإرهابيين على الحدود التركية-السورية في الاتجاهين، على الرغم من “تراجع ذلك بقدر كبير بعد أن شنت القوات الجوية والفضائية الروسية عمليات لقطع طرق تهريب البضائع عبر الحدود، ولاسيما النفط والمشتقات النفطية المهربة من المناطق الخاضعة لسيطرة داعش”.
وعبّر لافروف عن أمله في “أن يضع جميع الأوروبيين ألعابهم الجيوسياسية جانباً بعد التفجيرات في بروكسل، وأن يوحدوا صفوفهم أمام الخطر المروع الذي يمثله الإرهاب”.
في المقابل، قال شتاينماير إنه يتفق مع نظيره الروسي على “ضرورة أن تبقى سوريا دولة موحدة وعلمانية تحمي مصالح كافة المكونات الإثنية والطائفية في مجتمعها”. ووصف التقدم الذي أُحرز في سياق التسوية السورية بأنه “غير مسبوق” منذ اندلاع الأزمة عام 2011، وشدد على أن إنجاح عملية السلام السورية يتطلّب “ممارسة ضغط” على أطراف النزاع، بالإضافة إلى “إطلاق المفاوضات حول تبادل الأسرى بين ممثلي النظام والمعارضة وحمل الأطراف على التوصل إلى اتفاق حول كيان دولة موحدة وعلمانية في سوريا، تعيش جميع مكوناتها بسلام”.
وكان شتاينماير قد قال في مقابلة مع وكالة “انترفاكس”، قبيل لقائه مع لافروف “إنني شخصيا لا أتصور، مع الأخذ بعين الاعتبار سقوط 250 ألف قتيل ونزوح 12 مليون لاجئ، كيف يمكن أن يصبح الأسد شخصية مقبولة لجميع مجموعات السكان السوري”.
ومن المتوقع أن يعقد وزير الخارجية الأميركية جون كيري جولة محادثات في موسكو مع نظيريه الروسي والألماني، في وقت لاحق الأربعاء.
في غضون ذلك، صرّح المتحدث باسم الكرلمين ديمتري بيسكوف لوكالة “رويترز”، الأربعاء، بأنه “من السابق لأوانه الحديث عن نفاد صبر” أي طرف في المفاوضات السورية، معتبراً أن صعوبة المحادثات كانت متوقعة منذ انطلاقتها. وأكد بيسكوف، رداً على سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستشجع وفد الحكومة السورية في جنيف على المشاركة في المفاوضات جادة بشأن الانتقال السياسي، بالقول إن “روسيا تبنت دوما اتجاها لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة للمحادثات بين السوريين للتقدم بنجاح ومن دون شك ستستمر روسيا في هذا التوجه المسؤول”.
وكان دبلوماسيون غربيون ووفود المعارضة السورية قالوا في وقت سابق إن وفد النظام قصر المحادثات حتى الآن على قضايا إجرائية، ورفض الخوض في الحدث عن المرحلة الانتقالية.
التحصينات الهندسية للمعارضة تمنع النظام من التقدم جنوبي حلب
خالد الخطيب
ما تزال جبهات القتال في ريف حلب الجنوبي، تشهد معارك واشتباكات مستمرة بين قوات المعارضة والنظام تدعمها المليشيات الشيعية. وتشهد جبهات خان طومان والزربة وجنوبي العيس، محاولات تقدم وتسلل مستمرين من قبل قوات النظام والمليشيات، نحو الطريق الدولي حلب-دمشق، وريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي. المعارضة باتت قادرة على التصدي للهجمات التي غالبت ما تكون بعد تمهيد ناري عنيف، كما صارت توقع عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام والمليشيات، بعد ايقاعهم في كمائن محكمة.
وتتمركز قوات النظام والمليشيات على طول جبهات طويلة ضد المعارضة، وجاء تمركزها بعدما وصلت في نهاية العام الماضي إلى مشارف طريق حلب الدولي، والراشدين الخامسة، جنوب غربي حلب المدينة. وبعد أن لاقت القوات المهاجمة مقاومة عنيفة من قبل المعارضة، غيرت مسار عملياتها المدعومة من الطيران الروسي، واتجهت نحو ريف حلب الشمالي، مطلع العام 2016.
واستغلت المعارضة الفرصة التي تلت الهدوء النسبي في جبهات الجنوب، وتحول أنظار قوات النظام وحلفائها نحو الريف الشمالي، لتحصين الجبهات الجنوبية، وبناء خطوط دفاعية هندسية وخنادق ومتاريس رملية وأنفاق تمتد على طول الجبهات، مغطاة بعوازل قادرة عل التمويه بغرض عدم كشفها من قبل الطيران الحربي أو الاستطلاعي.
وكان لهذه الإجراءات الجدية من قبل المعارضة الدور البارز في تفويت الفرصة على قوات النظام التي سعى أكثر من مرة للتقدم نحو أحراش خان طومان ومن ثم الراشدين الخامسة، ومنهما نحو الريف الغربي ولكنها فشلت، وتكبدت خسائر تجاوزت 100 عنصر منذ بداية العام 2016.
القائد العسكري في “جيش المجاهدين” النقيب علاء أحمد، أكد لـ”المدن”، أن وضع الجبهات في الريف الجنوبي والريف الغربي، يُعتبر من الأفضل في حلب، وأنه تم صد هجمات متعددة على الريفين الجنوبي والغربي، لسببين: الأول هو التدشيم والتحصين الهندسي وحفر الخنادق والحفر الفردية ما ساعد المقاتلين على الثبات وحماهم من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، وهو أمر اعتيادي باتت تتعرض له الجبهات باستمرار. والسبب الثاني يبرز في تسلم الفصائل المقاتلة لقطاعات معينة، بعد أن تم تحديد وتقسيم الجبهات لعدد من القطاعات.
وقُسمت قطاعات ريف حلب الجنوبي على ثلاث فصائل، وكل فصيل تكفل بقطاعه، وهو مسؤول عنه ويضع كل امكانياته الدفاعية فيه، ويحصن جبهاته بشكل جيد.
وأشار النقيب علاء إلى أن قوات النظام والمليشيات المساندة لها، لم تكن لتتوقف عن الزحف باتجاه مناطق جديدة، لو لم تصطدم بحائط دفاعي جيد ومتين. أي أنها لم تتوقف عن عملياتها العسكرية بطيب خاطر.
وفي واحدة من محاولات التقدم من قبل قوات النظام، وفق النقيب علاء، تمكنت القوات المُهاجمة من السيطرة على قطاع كامل في حرش خان طومان، وهي حوالي 6 نقاط، إلا أنها لم تتمكن من الثبات فيها، بسبب الخنادق والأنفاق التي مكّنت المعارضة من الالتفاف على قوات النظام واستعادة المنطقة.
من جهة ثانية، أشار إعلامي مُقرب من “جبهة النصرة” في حلب، إلى أن التحصينات التي اتخذتها الكتائب هناك مكنتها من الصمود والتفكير بعمليات هجومية ضد مواقع النظام. وأضاف أن “نوعية المقاتلين التابعين للمعارضة والكتائب الإسلامية الجهادية، المنتشرين على الجبهات جنوبي حلب، تتناسب مع طبيعة العناصر المتمركزين في الجبهات المعادية، وهم في الغالب مقاتلين تابعين لمليشيات عقائدية”. وجبهات النظام في الجنوب تتسلمها بشكل شبه كامل مليشيات شيعية من العراق ولبنان وأفغانستان.
وفي ريف حلب الشمالي، حيث المعارضة تخوض أعنف معاركها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ مدة طويلة، إلا أنها لم تعمد إلى الإجراءات التقنية “التحصينات الهندسية” المتبعة في الريف الجنوبي. ولعل ذلك من أبرز الأسباب التي تُمكّن التنظيم من استعادة المواقع والقرى التي يخسرها، في هجماته المرتدة، التي لا تكلفه سوى مفخخات يقودها انتحاريون وعدد من العناصر المدججين بالسلاح ينتظرون الفرصة السانحة لينقضوا على الهدف.
وشهدت جبهات ريف حلب الشمالي معارك عنيفة، الإثنين، بين المعارضة وتنظيم “داعش” على محاور بلدة صوران، وإلى الشرق من إعزاز. وتمكنت المعارضة من التقدم والسيطرة على بلدتي الأحمدية وتل بطال، وقتلت أكثر من عشرة عناصر من التنظيم.
عضو المكتب الإعلامي في “لواء صقر الجبل” مصطفى الحلبي، قال لـ”المدن”: “دارت معارك مماثلة على جبهات الطوقلي والعزاتية وقصاجك ومزرعة شاهين، وهي في المحيط القريب من البلدات التي سيطرنا عليها. واستهدف التنظيم بلدة العزاتية بسيارة مفخخة قامت الفصائل العسكرية المنضوية ضمن غرفة عمليات (حوار كيليس) باستهدافها قبل أن تصل لهدفها، وتمكنا من قتل أربع عناصر آخرين تابعين للتنظيم”.
وغيرت المعارضة خلال الساعات الماضية من تكتيكاتها العسكرية بعد أن لاقت مقاومة عنيفة على محاور الداخل شمالي صوران، وبدأت بشن هجماتها بالقرب من الشريط الحدودي باتجاه بلدة الراعي نحو الشرق، والتي باتت على بعد كيلومترات معدودة عن خطوط جبهات القتال في تل بطال إلى الشرق.
وتزامنت العمليات العسكرية للمعارضة مع غارات جوية لطيران “التحالف الدولي” قصفت مواقع التنظيم المستهدفة في هجوم المعارضة. كما قصفت المدفعية التركية عدداً من الأهداف التابعة للتنظيم بالقرب من الحدود.
ومعارك المعارضة في الشمال الحلبي بالقرب من الحدود السورية التركية، تُدار بشكل مباشر، من قبل غرفة عمليات شكلت بداية أذار/مارس، وعُرفت باسم “غرفة عمليات حوار كيليس”. وتشترك في الغرفة سبعة فصائل عسكرية معارضة وهي “لواء صقور الجبل” و”فيلق الشام” و”لواء الحمزة” و”فرقة السلطان مراد” و”الفرقة 51″ و”لواء المعتصم” و”الفرقة 99″.
وفد النظام يستلم ورقة دي ميستورا ويعد بالرد
أعلن وفد النظام السوري بمحادثات جنيف اليوم الأربعاء أنه تلقى ورقة من المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا، وأنه سيرد عليها الشهر المقبل، مستبعدا أن يتعرض النظام لضغوط روسية لتغيير موقفه، وذلك قبيل ساعات من لقاء مرتقب بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري.
وقال رئيس وفد النظام بشار الجعفري إن الوفد تسلم ورقة من المبعوث الدولي وسيدرسها بعد العودة إلى دمشق على أن يرد عليها في الجولة القادمة، معتبرا أن الجلسة الصباحية التي عقدها مع المبعوث تمت في “أجواء إيجابية”.
وقال الجعفري أمس الثلاثاء إن أولوية وفده في الجولة المقبلة هي بحث “محاربة الإرهاب”، معتبرا أن حل أزمة سوريا “يبدأ حكما بمكافحة الإرهاب”.
وأنهى دي ميستورا محادثاته مع وفدي المعارضة والنظام السوري اليوم، وكان قد قال في وقت سابق إن الجولة الحالية من محادثات جنيف ستنتهي غدا، مضيفا أنه يتطلع بإيجابية إلى لقاء وزيري الخارجية الروسي والأميركي المرتقب في موسكو اليوم، متمنيا أن يتمكنا فيه من الدفع باتجاه نقاش عميق بشأن قضية الانتقال السياسي عند استئناف الجولة القادمة.
من جهة أخرى، قال رئيس “مجموعة القاهرة” المعارضة جهاد مقدسي -وهو المتحدث السابق باسم وزارة خارجية النظام قبل انشقاقه- إن دي ميستورا أخبرهم أنه سيصدر وثيقة تتضمن رؤية مشتركة محتملة، وهي “ستغطي الكثير من النقاط المهمة لمجموعة الرياض ومجموعة القاهرة ومجموعات موسكو”.
ويقصد بمجموعة الرياض الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثق عنها الوفد المفاوض عن المعارضة، بينما يصر أعضاء الهيئة على أن وفدهم هو الممثل الوحيد للمعارضة بناء على ما تم الاتفاق عليه في الرياض.
لقاء موسكو
وتتطلع الأنظار اليوم إلى لقاء كيري ولافروف، لكن الجعفري قطع الطريق على أي احتمال بشأن إمكانية ضغط موسكو على النظام، وقال إن هذه التوقعات “قراءة خاطئة”.
ومع وصول كيري إلى موسكو قال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية للصحفيين “ما نتطلع إليه منذ فترة طويلة هو معرفة كيف سيتم الانتقال من حكم بشار الأسد”، مضيفا أنه في الجانب الروسي هناك صانع قرار وحيد يجب التحاور معه لتقييم إمكانات الحل، حسب قوله.
من ناحيته، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف أن تقديم المشاركين في المباحثات السورية اقتراحاتهم لحل الأزمة في سوريا أمر إيجابي، وقال إن موسكو مستمرة في دعم الحوار بين السوريين.
وأضاف بسكوف أنه لم يتوقع أحد أن تكون المفاوضات سهلة، مشددا على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالصبر، مشيرا إلى أن العملية التفاوضية صعبة وستكون على الأرجح طويلة.
وقال رئيس وفد المعارضة أسعد الزعبي أمس الثلاثاء إن المعارضة لا تجد أي أرضية مشتركة في الوثيقة المقدمة من قبل وفد النظام إلى دي ميستورا، مضيفا أن النظام زاد عدد المناطق التي يحاصرها من 15 إلى 25 وكثف إسقاط البراميل المتفجرة خلال الأيام الماضية.
دروس وراء تجنب روسيا المستنقع السوري
لا تزال الدوافع وراء الانسحاب الروسي من سوريا تثير شكوكا وجدلا في الأوساط الدولية، خاصة ما يتعلق بتجنب موسكو الانزلاق في المستنقع السوري في ظل الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، والدروس المستفادة من الخطوة الروسية.
في هذا الإطار، نشرت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية مقالا للكاتب بليك فرانكو قال فيه إن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء بشأن الأزمة في سوريا، وإن هذه الأخطاء هي التي مكنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من توجيه ضربة محرجة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأضاف الكاتب أنه يمكن الاستفادة من الأخطاء الأميركية في سوريا، وذلك من أجل تمكين الولايات المتحدة من اتخاذ قرارات أفضل قبل دخولها في صراعات مستقبلية.
وأشار إلى أن روسيا تمكنت من دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد عندما شعرت بأنه كان على وشك الانهيار، وأنها تدخلت لتوقف تقدم المعارضة وأنها بدأت هجوما مضادا، ومن ثم غادرت تاركة وراءها القوات الموالية لها في حالة مستقرة وقادرة على الهجوم.
اختبار أسلحة
وأضاف فرانكو أن موسكو ركزت على تمحيص حلفائها من أعدائها، حيث تألف حلفاؤها في سوريا من أولئك الذين لديهم مصلحة في بقاء نظام الأسد بالسلطة، والذين كانوا مزيجا من الجيش السوري والمتطوعين الإيرانيين وحزب الله اللبناني.
وأشار إلى أن موسكو حظيت بمرونة أثناء تدخلها في سوريا، وذلك بسبب الانسجام الكبير بين حلفائها، وأن هذا الانسجام كان سببا في عدم حاجة بوتين لنشر قوات على الأرض.
وأضاف فرانكو أن هذا الانسجام مكن بوتين أيضا من التركيز على الأهداف الفرعية، مثل اختبار أنظمة عسكرية جديدة والترويج لأنظمة الأسلحة الروسية.
وبالنسبة للولايات المتحدة، قال الكاتب إن عدم وضوح الأهداف الأميركية في سوريا هو ما شكل المشكلة الرئيسية بالنسبة لواشنطن.
وأشار إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا اتسم بالضعف، لأن أهدافه كانت غامضة ومتغيرة، لكن هدف التحالف الروسي كان واضحا وثابتا وتمثل في مواجهة معارضي النظام السوري.
ودعا الكاتب الولايات المتحدة إلى التعاون مع حلفاء يكونون مستعدين وقادرين على تحقيق الأهداف التي تتبناها قبل التورط في أي صراع آخر.
روسيا تعترف.. لدينا وحدة قوات خاصة في سوريا
موسكو – رويترز
نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ضابط كبير بالجيش الروسي قوله، إن موسكو لديها وحدة قوات خاصة في سوريا تقوم بأعمال الاستطلاع و”مهام خاصة أخرى”.
ونقلت الوكالة عن الكسندر دفورنيكوف، وهو قائد الفرقة العسكرية الروسية في سوريا قوله “لن أخفي حقيقة وجود وحدة لقواتنا للعمليات الخاصة على الأرض في سوريا”.
وأضاف “يقومون بعمليات استطلاع تكميلية لأهداف لمساعدة الطائرات الروسية، ويشاركون في إرشاد الطائرات لأهداف في المناطق النائية، ويقومون بمهام خاصة أخرى”.
المعارضة تتحدث عن “رؤية مشتركة مرتقبة” للأزمة السورية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال سفير الائتلاف السوري المعارض لدى باريس منذر ماخوس، الأربعاء، إن وفد المعارضة في جنيف سيجتمع الخميس مجددا مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا.
وأضاف ماخوس في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” أن اللقاء “سيعقبه مؤتمر صحفي شامل”، بعد أيام من المباحثات التي ما زال مصير الرئيس السوري بشار الأسد محورها الرئيس.
من جانبه، قال الناشط السوري جهاد مقدسي، رئيس “مجموعة القاهرة” في محادثات جنيف، الأربعاء إن دي ميستورا يعتزم إصدار وثيقة تتضمن “رؤية مشتركة محتملة”.
وقال مقدسي للصحفيين بعد الاجتماع مع دي ميستورا في جنيف: “سمعنا من السيد (ستافان) دي ميستورا أنه سيصدر وثيقة تتضمن رؤية مشتركة محتملة. ليست جاهزة بعد، لكننا نعتقد أنها في الاتجاه الصحيح وتغطي الكثير من النقاط المهمة لمجموعة الرياض ومجموعة القاهرة ومجموعات موسكو.”
وكان دي ميستورا التقى، الجمعة، للمرة الأولى منذ انطلاق مفاوضات جنيف، وفدا من المعارضة القريبة من موسكو، كان في عداده نائب رئيس الوزراء السوري سابقا قدري جميل، والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي وشخصيات أخرى.
وتعارض الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل فصائل عديدة من المعارضة السياسية والعسكرية، مشاركة أي وفد معارض آخر في مفاوضات جنيف، معتبرة أن الوفد المعارض الثاني لا يملك “تمثيلا حقيقيا على الأرض”، وأنها كانت الطرف المعارض الوحيد المشارك في اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية الصامد منذ 27 فبراير الماضي.
وقال مصدر قريب من الوفد الحكومي في جنيف إن وفد موسكو الذي يضم شخصيات معارضة مقبولة من النظام، “هو وفد تفاوضي”، وإن فريقه “ينتظر من دي ميستورا أن ينهي في اليومين المقبلين الشكليات، أي تسمية وفود المعارضة”.
موغيريني إلى جنيف للقاء الأطراف السورية والمبعوث الدولي
بروكسل (23 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تصل الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إلى جنيف مساء الأربعاء، للقاء كافة الأطراف المنخرطة في المفاوضات حول الملف السوري، وكذلك المبعوث الدولي لسورية ستافان دي ميستورا
ولم يذكر البيان الصادر عن مكتب موغيريني مزيداً من التفاصيل حول محتوى محادثاتها، إلا أن مصادر مطلعة، أكدت أن المسؤولة الأوروبية تريد التذكير بالدور الذي يلعبه الاتحاد في الملف السوري، “بالإضافة إلى الملف الإنساني، تريد موغيريني إستخدام ثقلها السياسي لصالح مساندة عمل المبعوث الدولي للبحث عن مشتركات بين أطراف النزاع تسمح بإطلاق جولة ثانية أكثر فعالية”، حسب قولها
يذكر أن المبعوث الدولي كان قد طرح مجموعة أسئلة على كل من الأطراف المعارضة والنظام السوري بشأن حل الأزمة، ومن المقرر أن تناقش الأجوبة خلال الجولة الثانية من المباحثات، “يتعلق الأمر هنا بشكل المرحلة الانتقالية وهيئة الحكم الانتقالية”، حسب المصادر نفسها
وأضافت المصادر أن أوروبا ستدعم عمل المبعوث الدولي في عملية “الضغط” على الأطراف للتوصل إلى أسس مشتركة تسمح بحوار حقيقي مستقبلي
إلى ذلك، هناك خلافات وتكهنات حول موعد الجولة الثانية، فقد كان مقرراً لها أن تبدأ في الخامس من نيسان/أبريل القادم، وهو أمر تصر عليه المعارضة، لكن النظام السوري قال إنه يتعين تأجيلها بسبب الانتخابات البرلمانية المقررة في سورية في الـ13 من الشهر نفسه
وبينما تصر المعارضة على وصف الانتخابات بـ”الباطلة” سلفاً، يؤكد النظام السوري، أنها إستحقاق برلماني لا بد من تنفيذه
تكتم يلف مفاوضات جنيف السورية والأجوبة على أسئلة المبعوث الأممي بالجولة الثانية
روما (23 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر في المعارضة السورية متابعة للمفاوضات الجارية في جنيف، إن المعارضة ستُقدّم في الجولة الثانية أجوبتها على الأسئلة التي قدّمها المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا، لكلا وفدي المعارضة والنظام.
وأشارت هذه المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن أطرافاً عديدة في المعارضة السورية “مستاءة من التعتيم الإعلامي”، الذي تنتهجه الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، والتي وعدت أن تُطلع أعضاء هذه القوى المعارضة على تفاصيل المفاوضات ومضمون الأجوبة قريباً.
وتنتهي غداً الخميس الجولة الأولة من المفاوضات، على أن يعود وفدا المعارضة والنظام مرة أحرى لجنيف للالتحاق بالجولة الثانية في الخامس من الشهر المقبل، ما لم يصر النظام السوري على ضررة تأجيل الجولة الثانية إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية التي ينوي النظام السوري، تسييرها في الثالث عشر من نيسان/أبريل المقبل.
ولقد شدد المبعوث الأممي لسورية على ضرورة أن يعود الوفدان للجولة الثانية من المفاوضات بإجابات محددة وواضحة على الأسئلة الـ 29 المقدمة لهما والمتعلقة بالمرحلة الانتقالية والسند الدستوري لها، وأفضل الأساليب للانتقال السياسي وتشكيل الهيئة الانتقالية والمهام والوظائف التي ستقوم بها هذه الهيئة وتوزيع السلطات والمسؤوليات.
وانتقدت المعارضة السورية خلو الأسئلة لأي إشارة لبيان جنيف الأول، الذي تعتبره المرجع الأساسي للحل السياسي، إذ تمحورت أسئلة المبعوث الأممي حول تطبيق القرار 2254، دون التطرق إلى بيان جنيف الأول لعام 2012 أو بيان مؤتمر فيينا.