أحداث الأربعاء 17 آب 2016
قاذفات روسية تتمركز في منابع النفط
موسكو، طهران، واشنطن – رائد جبر، محمد صالح صدقيان، جويس كرم
شنت قاذفات روسية عملاقة انطلاقاً من قاعدة عسكرية إيرانية أمس، غاراتها الأولى على مواقع في شمال سورية استهدفت مواقع «فصائل إسلامية» في حي الراموسة في حلب. وشكل إعلان موسكو نشر قاذفات استراتيجية في قاعدة همدان الإيرانية وسط منابع النفط، وبدء استخدامها في توجيه ضربات في سورية «منعطفاً مهماً ستكون له تداعيات على الوضع في سورية والمنطقة»، بحسب وصف عسكريين وبرلمانيين روس.
في أول تعليق أميركي على التحرك العسكري الروسي، قال مسؤولون لشبكة «أسوشيتد برس» ان التحرك «تم بسرعة فائقة ليلاً» وان واشنطن وموسكو تحدثا عن هكذا «احتمال انما جاء قرار موسكو مفاجئا».
وأكد مسؤول عسكري اميركي ان روسيا «نقلت أربع طائرات من طراز توبوليف ٢٢ الى القاعدة الايرانية مع طائرة شحن محملة بالذخائر قبل ساعات من المهمة» . وأضاف مسؤولون آخرون ان «واشنطن كانت على علم باحتمال قيام روسيا بنقل طائرات الى ايران منذ العام الماضي انما قرار الثلثاء كان مفاجئا».
وفي بغداد قال الكولونيل الاميركي كريستوفر غارفر للصحافيين ان الروس «أبلغونا بأنهم سيعبرون وقد يكونون في محيط الطائرات الاميركية في العراق او سورية… لم يبلغوننا مسبقاً انما أعطونا الوقت الكافي».
وأعلنت روسيا أنها نشرت قاذفات ثقيلة من طرازي «توبوليف» و»سوخوي 34» في همدان، وفي وقت لاحق أفادت وزارة الدفاع الروسية أن القاذفات شنت سلسلة غارات انطلاقاً من الأراضي الإيرانية على مواقع في حلب وإدلب ودير الزور، وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «12 عنصراً على الأقل من الفصائل المقاتلة والإسلامية قضوا في قصف لطائرات حربية روسية على الممر الواصل بين منطقة الكليات وأحياء حلب الشرقية عند الراموسة في الأطراف الجنوبية لحلب، كما قصفت الطائرات الحربية أماكن في الأطراف الغربية للمدينة».
وأفاد تسارع الأحداث بأن موسكو كانت نشرت القاذفات قبل وقت كاف من الإعلان رسمياً عن ذلك. واللافت أن التطور تزامن مع كشف وزارة الدفاع عن التوصل إلى اتفاق مع طهران وبغداد لتنسيق مرور صواريخ مجنحة روسية في أجواء البلدين عند تنفيذ ضربات صاروخية على مواقع سورية.
ولفت خبراء روس إلى إن نشر قاذفات «توبوليف و «سوخوي 34» في إيران يزيد من فعالية الغارات الروسية في سورية ثلاث مرات ويسهل استهداف مواقع «داعش» في العراق إذا رغبت موسكو بذلك، علماً بأن القاذفات الاستراتيجية الروسية تقلع حالياً من مطار موزدوك في أوسيتيا الشمالية (جنوب روسيا) وتقطع نحو ثلاثة آلاف كلم للوصول إلى أهدافها السورية بينما لا تزيد المسافة من همدان على 700 كلم، وهذا يوفر بالنسبة إلى قاذفات «سوخوي» إمكانية القيام بضربات من دون الحاجة للتزود بالوقود جواً كما جرت العادة.
كما لفت عضو مجلس الشيوخ الروسي فيكتور أوزيروف إلى أن استخدام القاعدة الجوية الإيرانية يقلص كثيراً المخاطر المحدقة بالطائرات الروسية في حال حصول الإرهابيين على أسلحة متطورة مضادة، ويزيد من عدد الخيارات المتاحة لروسيا لدى توجيه الضربات، لكن التطور لا يقتصر على زيادة فعالية الضربات في سورية، بل يوحي كما قال لـ «الحياة» خبراء عسكريون بـ «نقلة كبرى لها أهمية زائدة» في ظروف المواجهة الروسية الحالية مع الغرب.
وبدت أهمية التطور من إعلان مجلس الفيديرالية الاستعداد لتوقيع اتفاق ينظم التواجد العسكري الروسي في إيران شبيه بالاتفاق الموقع في وقت سابق مع سورية الذي أسفر عن تملك روسيا قاعدة «حميميم». وبحسب الخبراء فإن تواجد روسيا في قاعدة عسكرية في إيران سيعني «تعزيز الانتشار العسكري الروسي على طول خط المواجهة مع الغرب من قاعدة سيفاستوبول في القرم مروراً بالأراضي البيلاروسية حيث تملك روسيا انتشاراً عسكرياً واسعاً، ثم القاعدة العسكرية الروسية في أرمينيا وصولاً إلى إيران وسورية حيث باتت موسكو تمتلك قاعدتين واحدة جوية في حميميم والأخرى بحرية في طرطوس» علماً بأن وزارة الدفاع الروسية تعمدت أمس، التذكير بأن قاعدتها العسكرية في أرمينيا «تعمل بكفاءة عالية». ما يدخل ضمن «الرد القوي» الروسي الذي لوحت به موسكو أكثر من مرة في مواجهة توسيع الحلف الأطلسي شرقاً، وما تصفه روسيا بانه «تجاهل الغرب لمصالحها».
وأفاد ديبلوماسي روسي تحدثت إليه «الحياة» أن موافقة طهران على نشر القاذفات يعكس «حجم التعاون غير المسبوق، والاستعداد لتقارب واسع مفتوح زمنياً، خصوصاً مع الحديث عن احتمال توقيع اتفاق ثنائي لتنظيم تواجد القاذفات الروسية». وأشارت أوساط إلى أن التطور يحمل كذلك رسالة روسية جديدة إلى الغرب يتعلق مضمونها بتعزيز الانتشار العسكري الروسي قرب منابع النفط.
في طهران، قال أمين مجلس الأمن الإيراني علي شمخاني إن التعاون بين طهران وموسكو استراتيجي لـ «مكافحة الإرهاب في سورية وأننا نقوم بتبادل القدرات والإمكانات في هذا الشأن»، في إشارة واضحة لموافقة طهران على وضع مطارات إيرانية تحت تصرف روسيا.
وهذه هي المرة الأولى التي تُعلن فيها إيران عن استخدام طائرات عسكرية أجنبية لقواعدها العسكرية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979. كما أنها المرة الأولي التي تسمح لطائرات روسية باستخدام منشآتها العسكرية منذ بداية التدخل الروسي المباشر في سورية في أيلول (سبتمبر) الماضي، في حين سمحت العام الماضي لصواريخ كروز روسية انطلقت من بحر قزوين بعبور الأجواء الإيرانية لقصف أهداف في الأراضي السورية.
وقال شمخاني، الذي لم يسم قاعدة همدان، إن التطورات السياسية والأمنية والعسكرية التي تشهدها المنطقة تستوجب استخدام استراتيجية المقاومة الشعبية «كسبيل وحيد للتصدي للتهديدات الإرهابية والحفاظ علي استقلال وأمن البلدان الإسلامية. وأن المنطقة تعاني من فتنة الإرهاب والأفكار المتطرفة لداعش ما يستدعي أكثر من أي وقت مضي الاعتماد على مبدأ المقاومة الشعبية واستثمار تفعيل القوي المحلية من أجل الاستقرار واستتباب الأمن». وأضاف: «التعاون البناء بين إيران وسورية وروسيا وجبهة المقاومة، زاد من صعوبة أوضاع الإرهابيين»، معلناً «بدء عمليات جديدة وموسعة من أجل القضاء الكامل على الإرهابيين». ورأى أن «وقف إطلاق النار مع الجماعات التي ليست لها هوية محددة وتقوم دوماً بتغيير أسمائها للهروب من إدراجها علي لائحة الجماعات الإرهابية غير مجد»، داعياً إلى «ضرورة توجيه الضربات للإرهابيين لمنع استخدامهم المدنيين كدروع بشرية».
وفي واشنطن تجاهلت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على ما أعلنته موسكو وطهران.
في جنيف، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى أليكسي بورودافكين أن موسكو وواشنطن تبحثان حالياً في التعاون لإدخال المساعدات إلى حلب ومكافحة الإرهاب. وأضاف أن «صيغة التعاون الروسي – الأميركي في حلب ومحيطها تقضي بالتعامل بين الدولتين في إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة والتفريق بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين، ما سيشكل أرضية لنجاح مفاوضات جنيف، التي تأمل الأمم المتحدة في عقد جولة جديدة منها قبل نهاية الشهر الجاري».
وأضاف الديبلوماسي أن «العسكريين الروس والأميركيين يجرون حالياً مشاورات مكثفة تتناول المسائل المتعلقة بإجراء عملية معينة في هذا الشأن»، مؤكداً أن «إضفاء الصبغة الرسمية لهذه الاتفاقات سيُسفر عن تهيئة الظروف الأكثر ملاءمة للتنسيق بين موسكو وواشنطن في محاربة الإرهاب في سورية وإحراز تقدم في بحث مسائل تخص تحقيق إصلاحات سياسية في سورية».
في بكين، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن قوان يو في مدير مكتب التعاون العسكري الدولي في اللجنة المركزية العسكرية الصينية اجتمع مع وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج في دمشق ونقلت الوكالة عنه قوله: «يرتبط جيشا الصين وسورية تقليدياً بعلاقات ودية ويريد الجيش الصيني مواصلة تعزيز التبادل والتعاون مع الجيش السوري». وأضافت الوكالة من دون إسهاب أن المسؤولين تحدثا أيضاً عن تدريب الأفراد «وتوصلا إلى توافق» في شأن تقديم الجيش الصيني مساعدات إنسانية. وقالت الوكالة إن قوان اجتمع أيضاً مع قائد عسكري روسي في دمشق من دون ذكر تفاصيل.
أميركا: استخدام روسيا لقواعد إيرانية مؤسف لكنه غير مفاجئ
دبي، موسكو، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن استخدام روسيا لقاعدة جوية إيرانية لتنفيذ ضربات عسكرية في سورية «مؤسف لكنه غير مفاجئ»، مضيفاً أن واشنطن لا تزال تقيم مدى التعاون الروسي الإيراني.
وقال الناطق باسم الوزارة مارك تونر إن «استخدام روسيا لقواعد إيرانية لن يمنع الولايات المتحدة بالضرورة من التوصل إلى اتفاق مع موسكو للتعاون في القتال ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) داعش»، مضيفاً «لم نتوصل إلى اتفاق بعد في شأن التعاون». وتابع: «موسكو تواصل ضرب فصائل المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة».
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في بيان اليوم إن «قاذفات تابعة لسلاح الجو الروسي استهدفت مواقعاً لتنظيمي داعش وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) الإرهابييْن في سورية»، بعدما نشرت روسيا طائرات قاذفة بعيدة المدى للمرة الأولى في إيران.
وقال رئيس «مجلس الأمن القومي الإيراني» علي شمخاني تعليقاً على هذا الإجراء الروسي: إن «التعاون الإيراني الروسي في محاربة الإرهاب في سورية تعاون استراتيجي ونحن نشارك بإمكاناتنا ومنشآتنا في هذا المجال».
وذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» نقلاً عن البيان أن «طائرات قاذفة بعيدة المدى من طراز (تو-22 إم3)، وقاذفات من طراز (سو – 34) أقلعت اليوم من مطار همدان الإيراني ووجهت ضربات مكثفة إلى مواقع التنظيمي الإرهابييْن في محافظات حلب ودير الزور وإدلب».
وأكد البيان أن «الغارات دمّرت خمسة مستودعات للأسلحة والمتفجرات والمحروقات، تابعة للإرهابيين في محيط مدن سراقب والباب وحلب ودير الزور، إضافة إلى ثلاثة مراكز للقيادة في محيط مدينتي الجفرة ودير الزور، فضلاً عن تصفية عدد كبير من المسلحين».
وأوضحت الوزارة أن مقاتلات من طرازي «سو-30»، و«سو-35» انطلقت من قاعدة حميميم في سورية، وقامت بمرافقة القاذفات الروسية أثناء أداء مهمتها. وفي وقت سابق كشفت وسائل إعلام عن أن طائرات قاذفة من طراز «توبوليف» (تو-22 إم 3) تابعة لسلاح الجو الروسي وصلت إلى مطار همدان الإيراني، للمشاركة في توجيه ضربات إلى مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية.
وكانت قناة «روسيا – 24» ذكرت أن نشر الطائرات الحربية الروسية في الأراضي الإيرانية يتيح الفرصة لتقليص زمن التحليقات بنسبة 60 في المئة، مشيرة إلى أن القاذفات «تو-22 إم 3» كانت تستخدم مطارا عسكريا يقع في جمهورية أوسيتيا الشمالية جنوب روسيا، وأن قاعدة حميميم السورية ليست مناسبة لاستقبال هذا النوع من القاذفات التي تعد من الأضخم في العالم.
تأتي هذه الخطوة العسكرية غداة زيارة لمعاون وزير الخارجية مبعوث الرئيس الروسي في الملف السوري ميخائيل بوغدانوف لطهران أمس، والتي أجرى فيها محادثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره حسين جابري أنصاري معاون وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الإيرانية
وكان «معهد البحوث العسكرية» الروسي ذكر في تقرير سابق أن قيمة كل طلعة جوية لقاذفات «توبوليف» تبلغ 5.5 مليون روبل روسي. ويُذكر أن العملية العسكرية الروسية في سورية التي شارفت على نهاية عامها الأول، تكلّف 3.3 مليون دولار يومياً.
إلى ذلك، أعلن مسؤول عسكري أميركي اليوم أن السلطات الروسية أبلغت مسبقاً التحالف ضد تنظيم «داعش» بقيادة الولايات المتحدة أن قاذفاتها ستقلع من قاعدة في إيران لضرب المتطرفين.
ويحاول التحالف الدولي وروسيا التفاهم لتجنب أي حادث أو مواجهة لا طائل منها في الأجواء السورية، ويحرصان على تبادل المعلومات في شأن العمليات. وقال الناطق باسم التحالف الكولونيل كريس غارفر في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من بغداد، إن «روسيا أبلغت التحالف».
وأضاف «أبلغونا أنهم سيعبرون (منطقة يسيطر عليها التحالف) وسعينا إلى التأكد من أمن الطلعات حين عبرت قاذفاتهم المنطقة متجهة إلى أهدافها وحين عادت. هذا الأمر لم يؤثر على العمليات التي يقوم بها التحالف في الوقت نفسه لا في العراق ولا في سورية».
وأوضح غارفر أن وجود المتطرفين يتركز خصوصاً في دير الزور وليس في حلب أو إدلب، ولفت إلى أن عملية الإبلاغ لم تسبق توجيه الضربات بوقت طويل، لكن «ذلك أفسح لنا وقتاً كافياً للتأكد من أمن الطلعات».
ولم يشأ القول ما إذا كان روسيا طلبت إذناً بالتحليق من سلطات بغداد، كون عبور الأجواء العراقية هو أسرع طريق للتحليق بين إيران وسورية.
الصين تسعى إلى علاقات عسكرية أوثق مع سورية
بكين – رويترز
نقلت وسائل إعلام رسمية اليوم (الثلثاء) عن ضابط كبير في الجيش الصيني قوله إن بكين تريد علاقات عسكرية أوثق مع سورية، وذلك خلال زيارة نادرة إلى البلد الذي تمزقه الحرب.
وتعتمد الصين على المنطقة للحصول على إمدادات النفط غير أنها تميل لترك ديبلوماسية الشرق الأوسط لغيرها من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.
وتحاول الصين الاضطلاع بدور أكبر يشمل إرسال مبعوثين للمساعدة في السعي إلى التوصل لحل ديبلوماسي يوقف العنف هناك واستضافة شخصيات من الحكومة والمعارضة السورية.
وقالت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا) إن مدير «مكتب التعاون العسكري الدولي» في «اللجنة المركزية العسكرية الصينية» غوان يو في، اجتمع مع وزير الدفاع السوري فهد الفريج في دمشق.
وقال غوان إن الصين لعبت دوماً دوراً إيجابياً في السعي إلى حل سياسي في سورية. ونقلت الوكالة عنه قوله «يرتبط جيشا الصين وسورية تقليدياً بعلاقات ودية ويريد الجيش الصيني مواصلة تعزيز التبادل والتعاون مع الجيش السوري».
وأضافت الوكالة من دون إسهاب أن المسؤولين تحدثا أيضاً عن تدريب الأفراد «وتوصلا إلى توافق» في شأن تقديم الجيش الصيني مساعدات إنسانية. وقالت الوكالة إن غوان اجتمع أيضاً مع قائد عسكري روسي في دمشق من دون ذكر تفاصيل.
وعلى رغم أن الصين لم تبدِ استعداداً للمشاركة عسكرياً في سورية، أشاد مبعوثها الخاص المعني بالأزمة هناك في نيسان (أبريل) الماضي بدور روسيا العسكري في الحرب.
مجزرتان في حلب… وغارة روسية على معبر الراموسة
لندن – «الحياة»
أفيد أمس بقصف طائرات روسية مناطق معبر الراموسة الذي سيطرت عليه الفصائل المقاتلة والاسلامية قبل أيام ما أدى الى فك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، ذلك بالتزامن مع تكثيف الطيران الروسي والسوري غاراته على مدينة حلب وريفها ما أدى الى ارتكاب مجزرتين قتل وجرح فيهما عشرات، في وقت قتل وجرح آخرون في قصف على مدينة دير الزور شرق حلب.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «12 مقاتلاً على الأقل من الفصائل المقاتلة والإسلامية قضوا في قصف لطائرات حربية روسية على الممر الواصل بين منطقة الكليات وأحياء حلب الشرقية عند منطقة الراموسة بالأطراف الجنوبية لمدينة حلب، كما قصفت الطائرات الحربية أماكن في الأطراف الغربية لمدينة حلب»، لافتاً الى «قصف طائرات حربية فجر أمس مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي وبلدتي تقاد ودارة عزة بريف حلب الغربي ومناطق في حيي الزبدية وبستان الباشا ومحور الكليات بمنطقة الراموسة جنوب حلب ومحيط 1070 جنوب غربي حلب».
وكانت موسكو وطهران أعلنتا أن قاذفات روسية قصفت مواقع في حلب انطلاقاً من قاعدة جوية في إيران، لتعلن موسكو بذلك للمرة الأولى إنها تستخدم قاعدة جوية إيرانية.
كما ألقت مروحيات النظام السوري «عدداً من البراميل المتفجرة على حيي المشهد وسيف الدولة بمدينة حلب، ما أدى الى استشهاد رجل في حي المشهد وسقوط جرحى، بينما سقطت بعد منتصف ليل أمس قذائف عدة أطلقتها الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام في أحياء الميدان والأعظمية وسيف الدولة»، وفق «المرصد». وأضاف: «دارت اشتباكات بعد منتصف ليل أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محاور بستان القصر والإذاعة وجب الجبلي بمدينة حلب، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين».
كما دارت معارك «بين قوات النظام ومسلحين موالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين اوزبك من جهة أخرى، في محيط تلة المحروقات وقرية العامرية جنوب حلب، ترافق مع قصف جوي على منطقة المعبر الذي فتحته الفصائل الإسلامية بين أحياء حلب الشرقية، وريف حلب الجنوبي قرب منطقة الراموسة جنوب حلب وأنباء عن شهداء وسقوط جرحى»، وفق «المرصد».
وأفاد «المرصد» لاحقاً بأنه «قتل 19 مدنياً على الاقل بينهم ثلاثة اطفال وأصيب العشرات الثلثاء جراء غارات نفذتها طائرات لم يعرف اذا كانت سورية أم روسية على حيي طريق الباب والصاخور» في شرق حلب. وقال مراسل لوكالة «فرانس برس» في الاحياء الشرقية، إن الغارات لم تهدأ ليل الاثنين – الثلثاء وفي ساعات الصباح. وأوضح «المرصد» في تقرير: «طائرات لا يعلم ما إذا كانت سورية أم روسية، نفذت مجزرتين في حيي الصاخور وطريق الباب راح ضحيتهما عشرات الشهداء والجرحى، تأكد استشهاد 19 منهم على الأقل من ضمنهم 3 أطفال، فيما لا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود مفقودين وجرحى بحالات خطرة، كما استهدفت هذه الطائرات مناطق في بلدة كفر حمرة بشمال غربي مدينة حلب».
ووفق «المرصد»، تتعرض مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل في مدينة حلب وريفها لغارات «مكثفة» من ما بعد منتصف الليل. مؤكداً «مقتل 12 مقاتلاً على الأقل أمس جراء غارات روسية استهدفت موكباً تابعاً للفصائل المقاتلة على طريق الراموسة كان في طريقه الى الاحياء الشرقية في حلب».
وتمكنت الفصائل المقاتلة في السادس من الشهر الجاري من التقدم في جنوب غربي حلب، ما مكنها من قطع طريق إمداد رئيسي لقوات النظام الى الأحياء الغربية يمر عبر منطقة الراموسة، وفك الحصار عن الأحياء الشرقية في حلب.
وباتت الفصائل تستخدم طريق الراموسة كطريق امداد الى الاحياء الشرقية، لكنه لا يزال غير آمن بسبب المعارك العنيفة في محيطه واستهدافه بالغارات.
وتشهد مدينة حلب ومحيطها منذ اسبوعين معارك يحشد فيها طرفا النزاع آلاف المقاتلين هي الأكثر عنفاً منذ العام 2012، تاريخ انقسامها بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام.
في ريف إدلب المجاور، قال «المرصد»: «قصفت طائرات حربية مناطق في اطراف بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، ومناطق أخرى في اطراف بلدتي معرتمصرين وحربنوش بريف إدلب الشمالي، من دون أنباء عن إصابات».
وفي الوسط، قال «المرصد» انه «قتل ضابط برتبة عقيد من قوات النظام وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط بلدتي الزارة وحربنفسه، بريف حماة الجنوبي عند الحدود الادارية لمحافظة حمص وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط قرية البويضة بريف حماة الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، وأشار الى «قصف طائرات حربية أماكن في منطقة الصوامع قرب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في محيط المنطقة، كما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة، على أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، ترافق مع قصفها بقذائف الهاون على مناطق في بلدة الغنطو، من دون معلومات عن خسائر بشرية، كما استشهد مقاتل من الفصائل الاسلامية إثر إصابته برصاص قناص من قوات النظام على أطراف الفرقة 26 بريف حمص الشمالي».
في الشرق، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 9 على الأقل عدد الشهداء بينهم مواطنة، بالإضافة الى إصابة نحو 12 آخرين بجروح، جراء قصف لطائرات حربية استهدف منطقة فرن في حي العمال بمدينة دير الزور، وعدد الشهداء قابل للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، ووجود معلومات عن 3 شهداء آخرين على الأقل».
روسيا تفاجئ أميركا بتوسيع حملتها في سوريا إيران منصَّة لعمليات أجنبيّة للمرَّة الأولى منذ الثورة
المصدر: (و ص ف،رويترز، أب)
وسعت موسكو أمس حملتها الهادفة الى دعم الرئيس السوري بشار الاسد، متخذة ايران منصة جديدة لانطلاق مقاتلاتها لقصف أهداف لها داخل سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ بدء تدخلها العسكري في النزاع في أيلول من العام الماضي، في تطور أثار تساؤلات عما اذا كانت هذه الخطوة مجرد حاجة استراتيجية أم أنها تنطوي على رسالة سياسية من الكرملين الى البيت الابيض.
ووصفت واشنطن الخطوة الروسية بأنها “مؤسفة لكنها غير مفاجئة”، مضيفة أنها لا تزال تقوّم مدى التعاون الروسي – الإيراني.
ويعتقد أنها المرة الأولى تسمح إيران لقوة أجنبية باستخدام أراضيها في عمليات عسكرية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. ومن شأن نشر قوات روسية في إيران تعزيز صورة موسكو لاعباً محورياً في الشرق الأوسط ، كما أنه يساعد القوات الجوية الروسية على خفض مدة الطيران وزيادة حمولة الطائرات.
إلا أن مسؤولاً أميركياً طلب عدم ذكر اسمه أعلن أن المقاتلات الروسية التي استخدمت القاعدة الايرانية عادت الى روسيا وأن لا قوات روسية في ايران. وأوضح ان روسيا تحدثت عن احتمال اقلاع طائرات من ايران منذ العام الماضي، الا أن قرارها القيام بذلك الثلثاء شكل مفاجأة.
ويبدو أن موسكو أخطرت التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بالغارات قبيل شنها، إذ صرح الناطق باسم التحالف الكولونيل كريس غارفر: “لقد ابلغونا انهم سيعبرون (منطقة يسيطر عليها التحالف) وسعينا الى التأكد من أمن الطلعات حين عبرت قاذفاتهم المنطقة متجهة الى اهدافها وحين عادت”. وعندما سئل عن الفترة الزمنية الفاصلة بين الاشعار الروسي والتنفيذ، أجاب: “لم يكن لدينا الكثير من الوقت إلا أنه كان كافياً لضمان سلامة المجال الجوي” فوق سوريا والعراق. وأشار الى ان “هذا الامر لم يؤثر على عمليات للتحالف جرت في الوقت نفسه في العراق وسوريا”.
وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق منح روسيا إذنا باستخدام مجاله الجوي شرط أن تستخدم الطائرات ممرات على الحدود العراقية وألا تحلق فوق المدن العراقية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أصدرت بياناً دجاء فيه أن قاذفات “تي يو-22 ام3″ و”اس يو-34” مسلحة أقلعت أمس من مطار همدان في ايران و”قصفت أهدافاً للجماعتين الارهابيتين الدولة الاسلامية وجبهة النصرة في مناطق حلب ودير الزور وادلب”، مما أتاح تدمير “خمسة مخازن كبرى للاسلحة والذخائر” ومعسكرات تدريب في دير الزور وسراقب في ريف ادلب والباب، المدينة التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الاسلامية” في منطقة حلب.
واستهدفت الطائرات الروسية أيضاً ثلاثة مراكز قيادة في مناطق الجفرة ودير الزور ما أدى الى مقتل “عدد كبير من المقاتلين”.
وحتى الثلثاء، كانت المقاتلات الروسية البعيدة المدى تنطلق من روسيا نظراً الى عدم قدرتها على استخدام المدرجات القصيرة في قاعدة حميميم قرب اللاذقية والتي تستخدمها المقاتلات الروسية الأخرى منذ أيلول.
ولا يمثل استخدام القواعد الايرانية تغييراً في ميدان المعركة، إلا أنه يوفر ميزات استراتيجية، ذك إنه يقصر للمقاتلات الروسية الوقت الذي يلزمها للوصول الى سوريا، كما يتيح لها نقل مزيداً من القذائف.
ولا تزال تفاصيل المفاوضات على الاتفاق الذي يعكس تطور العلاقات بين موسكو وطهران غير واضحة، علماً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى نظيره الايراني حسن روحاني في قمم عدة أخيراً.
وأفاد الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي شمخاني ان موسكو وطهران “تتبادلان الامكانات والبنى التحتية في اطار مكافحة الارهاب”.
ويأتي هذا التطور وقت سجل فيه تحسن العلاقات التركية – الروسية والروسية – الايرانية.
موسكو – واشنطن
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر بأن استخدام روسيا قواعد إيرانية لن يمنع الولايات المتحدة بالضرورة من التوصل إلى اتفاق مع موسكو للتعاون في القتال ضد “داعش”، وقال: “أننا لم نتوصّل بعد” إلى اتفاق على التعاون، مشيراً إلى أن موسكو تواصل ضرب فصائل المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة.
وكان بيان لوزارة الخارجية الروسية أعلن مساء أمس ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بحثا خلال اتصال هاتفي في الاوضاع في حلب و”تنسيق الخطوات في التصدي للجماعات الارهابية في سوريا”.
وقال البيان أن الاتصال الهاتفي تمّ بمبادرة من واشنطن وتركز على الوضع في حلب وعلى أفضل السبل لتنفيذ الاتفاق الذي قالت موسكو إنه تمَّ التوصل إليه خلال زيارة كيري لموسكو في تموز.
وكان كيري صرح بعد تلك المحادثات الطويلة الشهر الماضي أن واشنطن وموسكو توصلتا إلى تفاهم مشترك على الخطوات المطلوبة حاليا لإعادة عملية السلام السورية المتعثرة إلى مسارها.
وقتل 19 شخصاً على الاقل بينهم ثلاثة اطفال الثلثاء جراء غارات مكثفة على حيين تسيطر عليهما الفصائل المقاتلة في حلب، استناداً إلى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له.
كما قتل 12 رجلاً من الفصائل المقاتلة في غارات شنتها طائرات روسية على موكب على طريق الراموسة في جنوب غرب المدينة.
موسكو تنفي خرق قرار مجلس الأمن
نفت موسكو الاتّهامات الأميركيّة بمخالفتها لقرار مجلس الأمن الدّولي رقم 2231، في قيامها بتوجيه ضرباتٍ عسكريّة للجماعات المسلّحة في سوريا انطلاقاً من إيران. وشرح رئيس “لجنة الشّؤون الخارجيّة في مجلس الشّيوخ الرّوسيّ” (مجلس الاتحاد) كونستانتين كوساتشوف تفاصيل القرار، قائلاً “صحيحٌ أنّ القرار يقول إنّ الأمر يتطلّب موافقة مجلس الأمن على توريد الأسلحة بما فيها الطائرات لإيران أو استخدامها لصالح إيران، لكنّ استخدام القاذفات الرّوسيّة لمطار يقع في الأراضي الإيرانيّة لضرب جماعتي داعش وجبهة النّصرة في الأراضي السّوريّة ليس توريد الطّائرات الحربيّة لإيران أو استخدامها لصالح إيران”.
واستغرب السّيناتور الرّوسي من اعتبار الخارجيّة الأميركيّة استخدام روسيا للقاعدة الإيرانيّة خرقاً للبند المذكور من القرار الدولي، متسائلاً “ما العلاقة بين هذا البند المعنيّ بشروط تطبيق الصّفقة النّوويّة مع إيران، والغارات الجوّيّة التي تشنّها القاذفات الروسية بعيدة المدى انطلاقاً من مطار في الأراضي الإيرانية”؟ وموضحاً أنّ “الحديث هنا لا يدور على الإطلاق عن توريد طائراتٍ لإيران وعن استخدامها في صالح طهران، من الواضح تماماً أنّ هذا القرار من حيث روحه ونصّه لا علاقة له بالموضوع على الإطلاق”.
إلى ذلك، أكّد رئيس “مجلس الشّورى الإيرانيّ” علي لاريجاني أنّ بلاده لم تمنح روسيا، أو أي دولة أخرى، قاعدة عسكريّة، معتبراً تعاون طهران مع موسكو كحليفٍ في قضايا المنطقة لا يعني منحها قاعدة عسكريّة.
وأوضح، في تصريحٍ أمام اجتماع المجلس يوم الأربعاء، أنّ “إيران تتعاون مع روسيا للتّصدّي لمشكلة الجماعات الإرهابيّة المفتعلة من قبل الدّول المخرّبة في المنطقة والأميركيّين”.
وقال لاريجاني “نعتقد أنّ روسيا توصّلت إلى رؤيةٍ صائبةٍ تجاه المنطقة”، مشيراً إلى أنّها “بدأت العام الماضي تعاوناً مع إيران في مجال حلّ أزمة الجماعات الإرهابيّة في المنطقة”.
(“سبوتنيك”، روسيا اليوم”، “فارس”)
واشنطن ستزود موسكو بمعلومات ميدانية عن مخازن صواريخ التنظيمات الإسلامية داخل سوريا
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: قال مصدر سوري واسع الاطلاع لـ«القدس العربي» أن الولايات المتحدة الأمريكية وافقت مؤخراً على تقديم معلومات ميدانية في غاية الأهمية لروسيا تتعلق بالوضع داخل سوريا، وأن هذه المعلومات ستكون حول مواقع مخازن الصواريخ المضادة للدروع والآليات الثقيلة من نوع التاو والكونكورس وأنواع أخرى من الصواريخ المحمولة على الكتف ذات الفاعلية التدميرية القوية والتي تمتلكها التنظيمات الإسلامية التي تحارب ضد الجيش السوري في مختلف الجبهات.
المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه قال أن فرقاً تقنية روسية ـ أمريكية اجتمعت مؤخراً وتوافقت على أن تحصل موسكو من واشنطن على معلومات مفصلة عن مواقع مخازن الصواريخ التي تستعمله التنظيمات الإسلامية داخل سورية. وأضاف المصدر أن جزء من تلك المعلومات موجود لدى واشنطن وجزء آخر ستطلبه الولايات المتحدة من السعودية لتقديمه إلى موسكو.
وحسب المصدر فإن حصول موسكو على تلك المعلومات سيكون جزءاً من التعاون الميداني المشترك بين روسيا والولايات المتحدة في الحرب داخل سوريا وسيتيح للقاذفات الروسية تدمير عنصر رئيسي من عناصر قوة التنظيمات المتشددة وهو الصواريخ المضادة للدروع.
وكانت وكالات أنباء روسية نقلت عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله يوم الاثنين إن روسيا والولايات المتحدة على وشك البدء في عمل عسكري مشترك ضد المتشددين في مدينة حلب السورية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن شويغو قوله: «نحن الآن في مرحلة نشطة للغاية من المفاوضات مع زملائنا الأمريكيين». وأضاف: «نقترب خطوة بخطوة من خطة وأنا أتحدث هنا عن حلب فقط ـ ستسمح لنا حقا بالبدء في القتال معا لإحلال السلام بحيث يمكن للسكان العودة لديارهم في هذه المنطقة المضطربة.
واشنطن ترفض التعليق على إعلان موسكو الاتفاق مع أمريكا على عمليات مشتركة في حلب وتؤكد أن الأكراد تعهدوا بالانسحاب من منبج
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: يصر الأمريكيون على نفي التوصل إلى اتفاق عمل عسكري مشترك مع الروس في حلب ضد «جبهة فتح الشام»، (النصرة سابقاً)، وحول ما قاله وزير الدفاع الروسي عن قرب التوصل إلى اتفاق لعمل عسكري روسي أمريكي مشترك في حلب ضد الإرهابيين قالت اليزابيث ترودو الناطقة باسم الخارجية الأمريكية إنها شاهدت التقارير الصحافية حول ما قاله وزير الدفاع الروسي وليس لدى الخارجية ما تعلنه في الوقت الحالي.
واضافت «ولكننا نتكلم بانتظام مع المسؤولين الروس حول الطرق لتعزيز وقف الأعمال العدائية وتحسين إدخال المساعدات الإنسانية وتهيئة الظروف الضرورية لإيجاد حل سياسي للنزاع». وأصرت الناطقة انه لا يوجد اي شيء لإعلانه حول التعاون الروسي الأمريكي العسكري في حلب.
وان المحادثات مع الروس تركز على القضايا الثلاث المذكورة آنفاً اي وقف الأعمال العدائية ودخول المساعدات الإنسانية والإنتقال السياسي والظروف السياسية الضرورية لتحقيق الحل السياسي للنزاع. وأصرت على أنها لا تريد أن تستبق الأحداث وليس لديها ما تعلنه.
وكلما سئلت عما قاله وزير الدفاع حول قرب الإعلان عن التعاون العسكري الأمريكي الروسي في حلب تصر ترودو على تكرار الجواب نفسه وأخيراً قالت: اذهبوا وأسالوا الروس عما قاله وزير الدفاع.
اما حول التعهد الأمريكي للأتراك بأن تنسحب قوات الحماية الكردية (بي يي دي) من منبج بعد تحريرها من تنظيم «الدولة» أجابت ترودو «ان تحرير مدينة منبج سيقطع الطريق الرئيس الذي يستخدمه تنظيم الدولة لتحريك مقاتليها والتمويل المالي وامدادات السلاح ويعزل مدينة الرقة وهي الخطوة الحرجة لإزالة تنظيم الدولة من سوريا، ان عملية منبج هي من العمليات المستمرة التي يقوم بها التحالف ضد تنظيم الدولة لتخفيف خطره ضد تركيا عبر دعم قوات المعارضة السورية التي نثق بها قرب الحدود التركية، وان طرد تنظيم الدولة من منبج يعني تحرير حوالي 35 ألفاً إلى 40 الف مواطن سوري من سيطرة التنظيم، وان المقاتلين العرب كانوا من منبج وقاتلوا لاسترداد بيوتهم.
اما القوات الكردية التي تشكل مكوناً مهماً في قوات سورية الديموقراطية، وان لدينا إلتزاماً من القيادة الكردية بان العرب المحليين الذين حرروا اراضيهم سوف يقومون ببناء هذه المنطقة ويستعيدون السيطرة المحلية عندما يتم طرد الإرهابيين كلياً».
حملة جوية تقتل وتشرد أهالي مدينة سراقب في سوريا والجريمة سقوط جثث الطيارين الروس فيها
سلطان الكنج
إدلب ـ «القدس العربي»: كثف الطيران من غاراته الجوية على سراقب في ريف إدلب بعد سقوط الطائرة الروسية ومقتل طاقمها، وعن تفاصيل هذه الحملة يقول الناشط مؤسس مرصد سراقب عماد أبو الشيماء: شهدت سراقب وريفها حملة جوية عشوائية استهدفت المشافي والطرق ومساكن المدنيين ومحلاتهم، فقد قصفت الأسواق.
وتعطلت الحياة في المنطقة حيث قام الطيران الروسي والسوري بشن أكثر من 150 غارة جوية على سراقب ومحيطها في الأيام الفائتة ولا يزال، تسببت في نزوح الأهالي من سراقب التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 40 ألف نسمة، والمدينة شبه خالية حالياً من قاطنيها بسبب القصف العنيف، والذي أودى بحياة أعداد من المدنيين العزل، ولم يقف القصف عند كثافة الغارات بل استهدفت طائرات النظام السوري البلدة بغاز الكلور الذي تسبب بحالات اختناق بين المدنيين والآن سراقب هي عبارة عن مدينة أشباح خاصة في ساعات ذروة القصف».
ويعتبر أبو الشيماء «أن جريمة أهل سراقب عند الروس والنظام أن جثث الطيارين الروس الذين سقطت طائرتهم في قرى سراقب الشرقية، مرت من سراقب وشاهدها بعض المدنيين، تلك جريمتنا، وحتى أننا لم نسقط الطائرة بل سقطت بسبب عطل فني فينتقم منا الروس والنظام السوري، وهذه رسائل منهما يريدان من خلالها الضغط على من يحتفظ بالجثث لتسليمها بدون مقابل».
من جهته يرى الناطق العسكري باسم «حركة أحرار الشام» أبو يوسف المهاجر «أن قصف الطيران لم يقتصر على سراقب، بل يشمل كل إدلب».
وحول إمكانية وجود وسائل ضغط على الروس من خلال بعض الدول كتركيا لوقف تلك الحملة العنيفة يقول المهاجر «ان الطيران ليس له علاج ولا حل، فتركيا لا يمكن لها ان تضغط على روسيا لأن العلاقة بينهما لم توطد بعد، وأن ادعاء النظام بوجود جثث الطيارين الروس في سراقب هو عبارة عن مبرر للقصف العنيف على البلدة وهم ليسوا بها، وأما عن وسائل لثني النظام عن قصفه مثل أن نقصف الفوعة وكفريا قد يكون هذا حل، لكن هناك توازنات لأن حصار كفريا والفوعة يتعلق بالزبداني وهذا له ارتباطاته».
في حين يقول الناشط السياسي أنس أبو محمد «نحن وجثثنا ليس لنا قيمة في سوق الاقوياء، ومن يتاجر معهم، فكل يوم نقتل بالجملة، هو العالم الذي لا يقيم وزناً إلا للأقوياء، فجثث الطيارين الروس تفحمت والسبب ليس نحن بل عطل فني في طائرتهم التي لم تكن بالتأكيد تلقي سلالاً غذائية فوق أهل حلب المحاصرة حينها، بل هي جثث لغزاة شعب وأمة وجغرافيا بعيدة عنهم، فكان هذا ذنبنا أننا ربما أسعدنا منظر تفحم جثث غزاتنا، لتسارع الطائرات الروسية على الفور بقصف عنيف استهدف تلك القرى التي سقطت بقربها الطائرة قدراً، فقتلت أكثر من 15 مدنياً من تلك القرى وهجرتها، وأخشى بعد هذا الانتقام من قبل الروس والنظام لطاقم المروحية أخشى أن تفلح الضغوط على من توجد عنده الجثث فيسلمها بلا ثمن، وثمنها ارتفع بعد هذا القصف والتهجير والانتقام يا للأسف نقتل ونشرد حتى إذا تفحمت جثث محتلينا نعذب على ذلك».
نزوح جماعي ضمن الداخل المحاصر في غوطة دمشق الشرقية ولجوء الأهالي إلى الخيام وهياكل الحافلات
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: تشهد بلدات الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق ومدنها المحاصرة من قبل قوات النظام السوري، نزوحاً داخلياً للأهالي، وضغطاً متزايداً على البيوت والأماكن الصالحة للسكن، منذ قرابة الشهر، وتحديداً خلال الفترة التي واصلت فيها قوات النظام وحزب الله اللبناني هجومهم على الجبهة الجنوبية لريف دمشق الشرقي، وتمكّن القوات المهاجمة من انتزاع السيطرة على مواقع كان جيش الإسلام ـ أكبر فصيل مسيطر في الريف الدمشقي ـ يتمركز فيها، وبالتوازي مع استمرار الاشتباكات على خطوط التماس مع فصائل المعارضة في المنطقة.
وتحدث الناشط الإعلامي أبو الحسن الأندلسي في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» عن حالة النزوح والمعاناة الحالية التي تشهدها بلدات ريف دمشق وخاصة القطاع الشرقي من الغوطة، في قرى الحواش والتي تضم «حوش نصري وحوش الضواهرة والشيفونية والزريقية وحزرما، والميدعاني وميدعا»، حيث ينزح الأهالي بكثافة إلى القطاع الأوسط في مسرابا وحمورية وسقبا وبطنا وزملكا، مؤكدا أن نسبة النزوح قد زادت الآن بالتزامن مع إطلاق جيش الإسلام لسلسلة معارك «ذات الرقاع» والتي تهدف إلى استنزاف قوات النظام.
وأضاف: أتى أهالي الجزء الشرقي «الحواش» إلى بلدات الغوطة في وقت صعب وحرج، لأنهم أتوا بعد نزوح أهالي القطاع الجنوبي من منطقة مرج السلطان، مما ضيق الخيارات أمام النازحين، بعد أن امتلأ ما تبقى من البيوت المهدم نصفها، وأدى ذلك إلى أزمة في السكن، فلجأ الأهالي إلى البيوت الخاوية على عروشها، والقائمة على الأعمدة فقط، او المحال المقصوفة، ومنهم من أضطر للسكن على أنقاض الحافلات وفي هياكلها، أو ضمن بقايا السيارات، مع الاستعانة على ما تيسير لهم من أثاث منازلهم الذي جلبوه معهم إلى مكان النزوح. فيما ذهب الناشط الإعلامي براء أبو اليسر من ريف دمشق إلى أن المشكلة التي تعرضت لها الغوطة الشرقية في قضية النزوح، تمتد على طول جبهة القتال التي طالت أكثر من منطقة وأثرت على الحياة في أكثر من مدينة بدأ من منطقة المرج والقطاع الجنوبي، مروراً بالمزارع الشرقية للغوطة المحاذية لمناطق الاشتباك، وصولاً إلى ريف دوما، وهي مسافة تضم الكثير من المدن والبلدات، فكانت خيارات النزوح محدودة باتجاه القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية الذي يضم مدن عربين وسقبا وحمورية وبيت سوا وحزة وكفربطنا، مع الأخذ بالعلم ابتعاد الأهالي عن البلدات التي لها جبهات قتالية كعربين وزملكا وجسرين، في حين يصعب إيجاد بيوت صالحة للسكن أمام هذا الضغط المتزايد.
وقال الناشط الإعلامي عمار الدوماني لـ«القدس العربي» اضطرار الأهالي من النازحين إلى القطاع الأوسط الذي يعاني من أكبر تجمع لهم، إلى نصب الخيام وبيوت الشعر في مزارع هذا الجزء، قاصدين الأماكن الأقل خطر في المنطقة المحاصرة كمسرابا وحمورية.
هدوءٌ حذرٌ في الحسكة عقب تهدئة بين النظام و”الأسايش“
أحمد حمزة
يسود هدوءٌ حذر في مدينة الحسكة، منذ صباح اليوم الأربعاء، وذلك بعد ساعاتٍ شهدت فيها المدينة، التي يقطنها عرب وأكراد، اشتباكاتٍ بين ما يُعرف بقوات الأمن الكردية “الأسايش” من جهة، ومليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري من جهة أخرى، وخلّفت قتلى وجرحى.
وقالت مصادر محلية في الحسكة لـ”العربي الجديد”، إنه “تم التوصل مبدئياً إلى اتفاقٍ ينص على التهدئة الميدانية بين الجانبين”، وهو ما جرت عليه العادة في أحداث مماثلة وقعت سابقاً في الحسكة.
وبدوره، تحدث “مركز الحسكة الإعلامي”، اليوم، عن أن الـ”هدنة بين قوات النظام والوحدات الكردية في المدينة”، أُعلنت مبدئياً منذ منتصف ليل أمس، وهي مستمرة حتى ظهر اليوم، تخللها سماع إطلاق نار في بعض الأحياء، خاصة في حي النشوة، من دون أن تُعرف صيغة هذا الاتفاق أو يتم إعلانه من قبل الجانبين المتصارعين.
وكانت هذه الاشتباكات المسلحة قد عادت أمس إلى واجهة الأحداث في مدينة الحسكة، بعد هدوءٍ دام أكثر من شهرين، إذ كانت اندلعت في السابق على خلفية خلافاتٍ بين الجانبين، اللذين يتقاسمان السيطرة على المدينة، وتتداخل مناطق نفوذهما فيها.
وكان مصدرٌ مطّلعٌ، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ”العربي الجديد”، إن “الاشتباكات (الأمس) هي الأعنف بين قوات الأسايش والدفاع الوطني”، مبيّناً أنها اندلعت “في عدّة أحياء داخل مدينة الحسكة، واستخدم فيها الطرفان أسلحة متوسطة وثقيلة، كما أدت إلى مقتل نحو عشرة عناصر من الطرفين، بالإضافة إلى عدد من المدنيين”، مشيراً إلى “سقوط عشرات الجرحى نتيجة القصف العشوائي”.
وأوضح أنّ “الاحتقان لدى الطرفين بدأ منذ نحو أربعة أيام، عندما قامت الحواجز بالتشديد على المدنيين لدى عبورهم وتكرار الشكاوى على بعض العناصر، إلى أن قامت دورية تابعة لقوات الأسايش، أمس، بإطلاق النار على سيارة للدفاع الوطني، فردّت الأخيرة، وتطورت المواجهات إلى تراشق بالأسلحة المتوسطة والثقيلة”.
وتنعكس هذه المواجهات سلباً على حياة المدنيين في مدينة الحسكة، إذ تُغلق الأسواق التجارية، وتسود حالة من الذعر بين المدنيين الذين يبقون في منازلهم لحين هدوء الاشتباكات، والتوصل إلى اتفاقٍ تتوقف معه حالة التوتر.
على صعيد آخر، لكن في نفس المحافظة؛ خرجت أمس، في بعض مدن وبلدات الحسكة، مظاهراتٌ نظمها نشطاءٌ أكراد يناصرون “المجلس الوطني الكردي”، احتجاجاً على الاعتقالات التي تنفذها “قوّات حماية الشعب” الكردية، التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” الذي يتزعمه صالح مسلم.
وخرجت هذه المظاهرات في مدنٍ وبلداتٍ عدة بريف الحسكة، أبرزها عامودا، المالكية، تل تمر، وغيرها، إذ يسود سخط واسع في بعض المناطق الكردية بالحسكة، جراء اعتقالاتٍ يصفها نشطاءٌ هناك بالـ”تعسفية” من قبل ما يعرف بالوحدات الكردية.
وتصاعدت حالة السخط هذه على خلفية اعتقال رئيس المجلس الوطني الكردي، إبراهيم برو، من قبل الوحدات الكردية هذا الأسبوع، قبل أن يتم نفيه إلى إقليم كردستان العراق.
غاراتٌ جديدة في حلب بعد يومٍ من مقتل العشرات
أحمد حمزة
تجددت غارات طيران النظام السوري وسلاح الجو الروسي اليوم الأربعاء في محافظة حلب، مستهدفةً قرى وأحياءً تسيطر عليها المعارضة السورية، وذلك بعد يومٍ شهد مقتل أكثر من ستين مدنياً، إثر الهجمات الجوية.
وذكرت مصادر محلية في المحافظة لـ”العربي الجديد”، أنّ طائرات روسية، وأخرى تابعة للنظام، شنت فجر اليوم غارات جديدة، مستهدفة مشروع الـ”1070″ شقة، ومناطق قريبة منه جنوبي حلب.
ولم تتوقف الهجمات الجوية في حلب منذ أمس، إذ استهدفت العشرات منها أحياءً تسيطر عليها المعارضة السورية، وبلداتٍ وقرى في ريفها، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى.
ووثق ناشطون مقتل أكثر من عشرين مدنياً وإصابة العشرات، بغاراتٍ شنها الطيران الحربي، مستهدفاً حي طريق الباب، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية في مدينة حلب، كما أسفرت غارة روسية عن مقتل العشرات أيضاً، في منطقة الراموسة جنوبي المدينة.
واستهدفت هجماتٌ مماثلة حي الصاخور، موقعةً أكثر من ستة قتلى، فيما سقط ضحايا آخرون، بغاراتٍ استهدفت أحياء المشهد والفردوس في المدينة، وبلدات دارة عزة والأتارب بريفها الغربي.
وأشارت مصادر محلية في حلب، إلى أنّ إحدى الغارات الروسية، والتي استهدفت أمس بلدة دارة عزة، أصابت مستشفى “الريح المرسلة”، وأدت لخروجه عن الخدمة، بالإضافة إلى دمار واسع في ممتلكات المدنيين.
ولم يقتصر القصف الجوي يوم أمس، على مناطق حلب، إذ طاول مناطق أخرى شمالي وشرقي ووسط البلاد.
وكانت مصادر محلية في إدلب، أكدت لـ”العربي الجديد”، أن “غارة لطيران النظام تسببت في مقتل وإصابة عدد من المدنيين في قرية معرة مصرين” بريف إدلب الشمالي. كما أفاد المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي”، محمد السباعي، لـ”العربي الجديد”، “سقوط ضحايا من المدنيين إثر الغارات الجوية على بلدة تير معلة ومدينة تلبيسة، والقصف المدفعي على بلدة الغنطو”.
وفي شرقي البلاد، قُتل وجرح العشرات، بغاراتٍ للطيران الحربي، استهدفت حي العمال في دير الزور، إذ قال الناشط الإعلامي، عامر هويدي، لـ”العربي الجديد”، إن “عشرة قتلى سقطوا، كحصيلة أوّلية، للغارة التي استهدفت مخبز النور في الحي” الذي يخضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
للمرة الأولى.. متحدثة رسمية باسم “داعش“!
تشهد عطلة نهاية الأسبوع الحالي، حدثاً فريداً بالنسبة لتنظيم “داعش”، الذي يتجه لبث إصدار مرئي تظهر فيه للمرة الأولى، امرأة متحدثة باسم التنظيم، بعدما كانت الإصدارات المرئية السابقة منذ 2013، حكراً على الرجال فقط، حسبما تداول موالون لـ “داعش” في “تويتر”.
التطور اللافت بالنسبة للتنظيم المشهور بعدائه للنساء، ما زال غامضاً، فلم تتسرب أي معلومات بعد عن محتوى الفيديو أو طبيعته أو الموضوع الذي يدور حوله، باستثناء أنه من إنتاج “مؤسسة الفرات”، ولم يعرف إن كانت “الناطقة الداعشية” ستتوجه بحديثها للنساء فقط مثلاً، أم للرجال أيضاً، على اعتبار صوت الأنثى “عورة” و”حراماً” في الفكر الإسلامي المتشدد!
وفيما يمتلك “داعش” مجلة نسائية شهرية يوزعها إلكترونياً وفي مناطق سيطرته تحت عنوان “الشامخة”، يفرض عناصره قيوداً شديدة على النساء في اللباس والتصرفات في مناطق سيطرته، ويخصص لذلك فرقة نسائية ضمن جهاز “الحسبة” التابع له، كما أنه يعامل أسراه من النساء بشكل مروع، كسبايا يتم بيعهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستعبادهن لأغراض جنسية!
من غير المرجح بالتالي، أن يكون الفيديو الجديد مجرد محاولة لكسر تلك الصورة القبيحة التي يتفاخر بها علناً، وتشكل واحدة من خصائص “الخلافة” التي يسعى إليها، بل هي على الأغلب محاولة لتجنيد مزيد من النساء ضمنه، أو دعوتهن لإرسال أبناءهن للالتحاق بصفوف “داعش”، في ظل الخسائر البشرية التي أصابت التنظيم وجعلته يفقد مناطق واسعة في سوريا والعراق منذ مطلع العام الجاري.
وفقد التنظيم منذ بداية العام الجاري، مساحة تعادل مساحة إيرلندا، ما يعادل ربع الأراضي التي كان يسيطر عليها، حسب تقارير أميركية تستند إلى معلومات نشرتها وزارة الدفاع “بنتاغون” حول أهداف التحالف الدولي ضد الإرهاب في أيار/مايو الماضي، منها نحو 45% من الأراضي التي استولى عليها في العراق وحوالي 20% منها في سوريا، كما انخفض عدد مقاتليه من 40 ألفاً التحقوا بالتنظيم خلال السنوات الخمس الماضية في سوريا، إلى حدود 19 ألفاً فقط يتوزعون بين سوريا والعراق، وحوالي 6000 آخرين في ليبيا.
ايران تنفي”منح”قاعدتها لروسيا
لليوم الثاني على التوالي، وجّهت قاذفات روسية من طراز “سوخوي-34” تتمركز في قاعدة همدان الجوية في ايران، الأربعاء، ضربات على مواقع في سوريا، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية”. ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية عن الوزارة قولها إن الضربات الجديدة أدّت إلى مقتل أكثر من 150 مقاتلاً.
ورفض وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف التصريحات الأميركية حول خرق روسيا لقرار مجلس الأمن 2231 المتعلّق بشروط تطبيق الاتفاق النووي مع إيران، عبر نشر قاذفات روسية في قاعدة همدان الإيرانية لشنّ هجمات في سوريا.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي من موسكو، الأربعاء، إنه “لا أساس” لهذه الاتهامات، مشيراً إلى أن الخطوة الروسية لم تتضمّن “توريد أو بيع أو تسليم أي طائرات حربية لإيران”.
وأكد وزير الخارجية الروسية أن المهمة الرئيسية في سوريا، تكمن في إقامة تنسيق أميركي-روسي للتوصّل إلى التسوية، وذلك عبر قنوات عسكرية وأمنية. ولفت إلى أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه، الثلاثاء، بنظيره الأميركي جون كيري يصبّ في مناقشة “آليات محددة لتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة كيري إلى موسكو يوم 15 يوليو”.
في غضون ذلك، نفى رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني، أن تكون بلاده قد “منحت” قاعدة عسكرية لروسيا أو أي دولة أخرى. وقال في تصريح أمام مجلس الشورى، الأربعاء، إن “تعاوننا مع روسيا كحليف في قضايا المنطقة مثل سوريا لا يعني أننا منحنا روسيا قاعدة من الناحية العسكرية، وإذا طرح أحد الموضوع بهذه الصورة فهو كلام مرفوض”.
وأضاف لاريجاني “نعتقد بأن روسيا توصلت إلى رؤية صائبة تجاه المنطقة، وبدأت خلال العام الأخير تعاوناً مع إيران في مجال حل أزمة الجماعات الإرهابية في المنطقة”.
وكانت الخارجية الأميركية قد أشارت، الثلاثاء، إلى أن استخدام روسيا لقواعد جوية إيرانية منطلقاً لعملياتها العسكرية في سوريا “قد يُعدّ خرقاً لقرار مجلس الأمن2231″، الذي يمنع تجهيز وبيع ونقل الطائرات المقاتلة إلى إيران، ما لم تتم موافقة مجلس الأمن على ذلك مقدماً. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، إن واشنطن لا تزال في مرحلة “تقييم” ما تخطط له روسيا باستخدام القواعد الجوية الإيرانية، واصفاً الخطوة الروسية بأنها “مؤسفة لكنها ليست مفاجئة”.
وأوضح تونر أن كيري أعرب للافروف، خلال الاتصال الهاتفي الأخير، عن “قلق” واشنطن من استخدام القاذفات الروسية لقاعدة همدان الإيرانية. وأكد المتحدث أن الولايات المتحدة ستواصل مساعيها السورية مع روسيا “ضمن فرق عمل حول كيفية إقامة هدنة ذات مصداقية على النطاق الوطني” في سوريا، وضمان الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى سعي واشنطن لضمان “استئناف المفاوضات في جنيف”.
رسالة روسية للناتو: لديكم انجرليك ولدينا همدان
وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انطلاق قاذفات استراتيجية روسية من قاعدة في إيران لضرب داعش والنصرة في سوريا.
موسكو – تقدمت استراتيجية الكرملين الجغراسياسية في المنطقة، إثر إعلان روسيا الثلاثاء عن قيام مقاتلاتها بالإغارة على مواقع تابعة لتنظيمات إرهابية في سوريا من قاعدة همدان في إيران، في تطور مفصلي سيغيّر من تكتيكات الحرب ضد الإرهاب.
ويعكس القرار في جانب منه تبعية إيران للموقف الروسي، وتوقفها عن محاولة التخطيط للسيطرة على مستقبل سوريا من بوابة الميليشيات الطائفية التي جلبتها من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان.
واهتمت وسائل الإعلام الدولية ببيان صدر الثلاثاء عن وزارة الدفاع الروسية يعلن أنه، للمرة الأولى، انطلقت قاذفات استراتيجية روسية من قاعدة في إيران لقصف مسلحين في سوريا.
وأوضح البيان أن “طائرات قاذفة بعيدة المدى من طراز تي يو22- إم 3 أقلعت من مطار همدان الإيراني ووجهت ضربات مكثفة إلى مواقع تنظيمي داعش وجبهة النصرة في محافظات حلب ودير الزور وإدلب”.
وقال البيان إن مقاتلات من طراز “سو30- وسو35- انطلقت بدورها من قاعدة حميميم في سوريا، ورافقت القاذفات الروسية أثناء أداء مهمتها، ومن ثم عادت جميعها إلى قواعدها بعد أن أدت المهمة بنجاح.
وأوضحت مصادر إعلامية روسية أن نشر طائرات حربية روسية في إيران يتيح الفرصة لتقليص زمن التحليق بنسبة 60 بالمئة، مشيرة إلى أن القاذفات “تي يو22- إم 3” التي توجه ضربات إلى الإرهابيين في سوريا كانت تستخدم مطارا عسكريا يقع في جمهورية أوسيتيا الشمالية جنوب روسيا، وأن قاعدة حميميم السورية ليست مناسبة لاستقبال هذا النوع من القاذفات التي تعد من بين الأضخم في العالم.
وبغضّ النظر عن المبررات التقنية التي أفضت إلى الانطلاق من الأراضي الإيرانية، فإن خبراء في الشؤون العسكرية يعتبرون أن التطوّر يعكس قرارا روسيا بالانخراط بشكل أكبر في العمليات العسكرية في المنطقة وبتوسيع رقعة الأهداف وباستخدام قاذفات استراتيجية على النحو الذي يجعل الإمكانات العسكرية الروسية قابلة للتنافس أو التعاون مع الإمكانات العسكرية الأطلسية في المنطقة.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن قاعدة همدان في إيران ستساوي في أهميتها قاعدة أنجرليك التركية التي تستخدمها قاذفات “الناتو”.
ودافع علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عن فتح بلاده قاعدة همدان الجوية أمام المقاتلات الروسية بقوله “تعاوننا مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا استراتيجي”، مؤكدا أن “طهران تتقاسم مع موسكو قدراتها العسكرية”.
واعتبر فلاديمير أحمدوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق بموسكو أن الوجود الروسي في إيران، محاولة لخلق توازن قوى جديد في المنطقة ورسالة إلى الناتو الذي يستخدم قاعدة جوية في تركيا، مؤكدا أن الوجود الروسي في المنطقة مقبول إقليميا من العرب والأتراك وإيران.
وقال أحمدوف في تصريح لـ”العرب”، “سبق وأن عرضت تركيا على روسيا استخدام قاعدة أنجرليك، ولكن هذا العرض غير قابل للتطبيق لاعتبارات دولية، وأن موسكو تستغل فرصة الانسحاب الأميركي من المنطقة وتدخل بقوة لتملأ الفراغ.
وأكد أن التعاون الثنائي مع إيران والوجود العسكري في أراضيها حققا لروسيا حلما تاريخيا يتمثل بسعيها للوصول إلى المياه الدافئة في منطقة الخليج والمحيط الهندي.
ونقلت وكالات الأنباء عن مصدر عسكري دبلوماسي روسي في وقت سابق أن روسيا طلبت من سلطات العراق وإيران السماح بتحليق صواريخ “كاليبر” المجنحة الروسية فوق أراضيهما.
لكن دبلوماسيين أوروبيين قرأوا الإعلان الروسي عن استعمال الأراضي الإيرانية في ضرب داعش والنصرة وفق رؤيتين؛ اعتبرت الأولى أن الأمر لا يعدو كونه تقنيا ضمن الجهد الدولي المشترك لضرب الإرهاب وربما تمهيدا للاتفاق الأميركي الروسي للقيام بضربات مشتركة ضد داعش والنصرة.
وعدت الرؤية الثانية الأمر تموضعا جديدا لروسيا في المنطقة ضمن جهدها لتثبيت نفوذها في المنطقة والعالم، وأن الانطلاق من إيران يؤكد التحالف الروسي الإيراني في العمل معا ضد الأجندة الغربية في المنطقة.
وكانت موسكو أعلنت الاثنين أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف توجّه إلى طهران حيث استقبله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبحث النزاع السوري بشكل خاص.
وقال مراقبون إن مضي قرابة العام على التدخل الروسي جعل إيران تراجع حسابها في استثمار دور موسكو في تثبيت سيطرتها على سوريا، وأنها بدأت تتحرك تحت المظلة الروسية بعد أن اتضح لها أن روسيا صارت تمتلك مختلف مفاتيح الحل السوري.
وتحاول إيران أن تبدو متناغمة مع التحالفات التي تبنيها روسيا حول سوريا، خاصة مع تركيا. وتجنبت لأشهر نقد التنسيق الروسي الأميركي رغم أنه قد يفضي إلى تفاهمات تمس مصالحها المباشرة.
ويأتي الإعلان عن استخدام القاذفات لقاعدة همدان متواكبا مع الجهود التي أُعلن عنها منذ قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان وزيارة وزير الخارجية الإيراني لأنقرة للوصول إلى تقارب روسي تركي إيراني.
تجدد الغارات الروسية على حلب بعد يوم دام
شنت المقاتلات الروسية صباح اليوم الأربعاء غارات جديدة على أحياء مدينة حلب الشرقية ومنطقة الراموسة جنوب المدينة وكذلك على ريفها، وذلك بعد يوم دام بلغت حصيلة القتلى المدنيين فيه 76، فضلا عن إصابة العشرات، نتيجة للغارات التي استهدفت عدة مدن ومحافظات سورية.
وشهدت مدينة حلب قصفا روسيا بالفوسفور الحارق، بينما دمرت طائرات التحالف الدولي جسرا إستراتيجيا للمعارضة جنوب المدينة وتسببت في سقوط ضحايا مدنيين.
وأضاف مراسل الجزيرة أن شخصين قتلا وأصيب آخرون بجروح جراء تعرض سيارة كان يستقلها القتيلان على طريق الراموسة لقصف من الطيران الروسي، الذي استهدف أيضا مناطق متفرقة من الحي الذي بات يشكل الشريان الوحيد لقوات المعارضة الواصل إلى مناطق حلب الشرقية.
واستهدفت الغارات الروسية أحياء الهلك والسكري والصاخور، بينما تعرضت مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي لسبع غارات جوية وقصف عنيف غير مسبوق، كما استهدفت غارة جوية مشفى “الريح المرسلة” في المدينة مما أدى إلى خروجه عن الخدمة.
وكان مراسل الجزيرة أكد مقتل ستين شخصا في حلب جراء الغارات، حيث قصفت قاذفات روسية حديثة عشرين حيا في المدينة وثماني مدن وبلدات في ريفها بمئات الصواريخ، كما قصفت الطائرات الروسية بمادة الفوسفور الحارق حي الزبدية الذي تسيطر عليه المعارضة.
من جهتها، قالت مصادر في المعارضة المسلحة إن طائرات التحالف الدولي دمرت جسر خان طومان الحيوي، مما تسبب في وقوع قتلى وجرحى من بينهم نازحون من داخل حلب إلى ريفها الجنوبي.
ويربط الجسر بين ضفتي طريق حلب دمشق الدولي مع الممر الإنساني الوحيد الذي فتحه جيش الفتح أخيرا إلى مناطق سيطرة المعارضة داخل المدينة، كما سيُفقد تدمير الجسر المعارضة ميزة الاستفادة من الطرق الرئيسية بدل الاعتماد على الطرق الترابية، وهو ما يعد جزءا من إستراتيجية التحالف في معاركه، بحسب المصادر.
براميل متفجرة
وفي ريف دمشق الغربي، تعرضت مدينة داريا لقصف بعشرات البراميل المتفجرة، كما شمل القصف مناطق عدة في الغوطة الشرقية، بينما شنت المعارضة هجمات في بلدتي حوش نصري وقدسيا، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من جنود النظام.
كما تصدت المعارضة في دمشق لمحاولة تقدم قوات النظام في حي جوبر، ودارت اشتباكات بين الطرفين في حي تشرين، قتل فيها عدد من عناصر النظام وأصيب اثنان من الثوار، بحسب شبكة شام.
وشمل القصف بلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين ومعركبة في حماة، وبنش وسراقب ومعرة مصرين وأرمناز في إدلب، والرستن وتلبيسة وغرناطة وتيرمعلة والفرحانية والسخنة في حمص، وكباني في اللاذقية.
أما مدينة دير الزور فسقط فيها عشرة قتلى وعشرات الجرحى عندما استهدفت الطائرات تجمعا للمدنيين أمام مخبز في حي العمال، وذلك فضلا عن غارات أخرى على أحياء وقرى عدة في المنطقة.
ما الذي بحثه بوغدانوف مع الخطيب في الدوحة؟
كشفت مصادر مطلعة للجزيرة عن أن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي بحث خلال اللقاء الذي جمعه في الدوحة الثلاثاء مع المعارض السوري معاذ الخطيب ملفين؛ يتعلق الأول بتركيا وموقفها من الأزمة السورية، والثاني حول موقف إيران.
وقالت المصادر إن بوغدانوف قال في الاجتماع -الذي عقد بناء على طلب روسيا- إن موسكو توافقت مع تركيا على منع تمدد الإقليم الكردي في مقابل قيام الأتراك بإغلاق الحدود أمام من وصفهم “بالإرهابيين”.
أما الملف الآخر الذي تحدث عنه بوغدانوف خلال اللقاء مع معاذ الخطيب، فكان بشأن “الضغوط” التي تمارسها روسيا على إيران لتخفيف “تشددها تجاه الملف السوري”.
وقال معاذ الخطيب رئيس “حركة سوريا الأم” إنه حضر الاجتماع بصفته الشخصية.
بيان الخطيب
من جهته، أصدر الخطيب بيانا قال فيه إن الاجتماع كان بطلب من الجانب الروسي، وتم خلاله تقييم الوضع في سوريا والمنطقة، خاصة بعد الاتصالات الإقليمية والدولية الأخيرة، مشيرا إلى أن الجانب الروسي أكد التزامه بوحدة الأراضي السورية، وحل سياسي بين السوريين، وضرورة استئناف المفاوضات وفقاً لقوانين الشرعية الدولية.
وقال الخطيب -في البيان الذي تلقت الجزيرة نسخة منه- إنهم طالبوا بوجوب وجود تهدئة لكافة العمليات العسكرية، ووقف القصف الجوي في كل سوريا، خاصة حلب وإدلب ومناطق ريف دمشق.
كما طالب الجانب السوري برفع الحصار عن المناطق المحاصرة ، وإدخال المساعدات الإنسانية وفق قرار مجلس الأمن 2254، وموجبات القانون الدولي الإنساني.
وأكد الخطيب عدم جواز إبرام أي اتفاقيات أو تفاهمات بين الدول الإقليمية أو الدولية في ما يتعلق بسوريا، إلا بوجود “قوى الشعب السوري وثورته”، وبما يحقق تطبيق قرارات الشرعية الدولية في الانتقال السياسي، وبما يحفظ وحدة الشعب والأرض في سوريا.
القرارات الدولية
كما دعا الخطيب إلى ضرورة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالملف السوري من أجل تحقيق حل سياسي بأسرع وقت للوصول إلى مرحلة الانتقال سياسي، وضرورة دعم عملية تفاوضية سياسية حقيقية من قبل الجانب الروسي، بما يؤدي إلى رفع المعاناة عن الشعب السوري وإنهاء حالة الاستبداد ورحيل رموزها.
وأكد الخطيب رفضه وسم أي جهة سورية “بالإرهاب”، إضافة إلى رفضه “الجماعات التكفيرية ووجود أي قوى عسكرية أجنبية في سورية، وعلى رأسها القوى المرتبطة بإيران ومليشيات حزب الله”.
وختم بقوله إن “حركة سوريا الأم” تسعى للاستفادة من كل ظرف ولقاء لصالح الشعب السوري وتخفيف معاناته، وصولا إلى بلد يحكمه العدل والمواطنة المتساوية والحرية.
وفي معرض رده على الانتقادات التي طالت اجتماعه مع الوفد الروسي، قال الخطيب في تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك “نعتبر الروس محتلين حقيقيين، ونحاول الاستفادة من كل ظرف ولقاء لصالح شعبنا”.
وكان بوغدانوف صرح بأنه سيلتقي المعارضة السورية في قطر، لكن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والهيئة العليا للمفاوضات السورية نفيا نية عقد أي لقاء مع المسؤول الروسي، قبل أن يتبين أن اللقاء سيتم بين بوغدانوف والخطيب بصفته الشخصية.
وحضر اللقاء -إضافة إلى الخطيب- اللواءان المنشقان محمد الحاج علي ومحمد نور خلف، فضلا عن الدبلوماسي المنشق حسام الحافظ.
موسكو تدافع عن قصف سوريا بقاذفات تنطلق من إيران
موسكو- رويترز
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء إنه ليس هناك أساس لاعتبار قرار موسكو توجيه ضربات في سوريا باستخدام طائرات روسية انطلاقا من إيران يمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.
وقال لافروف إن الطائرات الروسية تنطلق من إيران في إطار عملية الكرملين لمكافحة الإرهاب. وأضاف أنه لم يتم نقل أي طائرة أو إمدادات إلى طهران.
ويمنع القرار 2231 إمداد أو بيع أو تحويل أي طائرات مقاتلة لإيران. وقالت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء إنها تبحث ما إذا كانت الضربات الروسية انتهكت القرار.
ووجهت قاذفات روسية من طراز سوخوي-34 تتمركز في قاعدة همدان الجوية بإيران اليوم الأربعاء ضربات لأهداف لتنظيم داعش في سوريا لليوم الثاني على التوالي.
مقتل ضابط سوري كبير.. وقصف مستشفى في حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفادت مصادر ميدانية سورية بمقتل ضابط كبير في الجيش السوري في حلب شمال غربي سوريا، الأربعاء، في حين تعرض مستشفى لقصف جوي في المدينة، التي تشهد معارك عنيفة منذ أسبوعين.
وقالت مصادر ميدانية لـ”سكاي نيوز عربية”، إن قائد الكلية الفنية الجوية العميد ديب بزي، وأحد أفراد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، قتلا خلال محاولات الجيش السوري التقدم في حلب.
ويقاتل الجيش السوري من أجل استعادة السيطرة على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، التي تمكنت فصائل المعارضة من فك الحصار عنها مؤخرا بعد تطويقها من الجيش السوري.
في غضون ذلك، قال نشطاء سوريون إن مستشفى ميدانيا في ريف حلب أصيب بأضرار فادحة بعد قصفه في غارة جوية مساء الثلاثاء. وقال طبيب في مدينة حلب، إن المستشفى المقام في قرية دارة عزة تعرض إلى “ضربة مباشرة”.
وأضاف أن شخصا واحدا أصيب، حيث أجبر القصف العنيف للقرية طاقم العاملين والمرضى على إخلاء المرفق الطبي قبيل الغارة.
وقال الطبيب إن طاقم العاملين خشوا من استهداف المستشفى، الذي يقع في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من محافظة حلب. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع الغارة.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، روسيا والحكومة السورية، الأسبوع الماضي، بمهاجمة المستشفيات في مناطق المعارضة، في عمليات إذا كانت متعمدة فإنها يمكن أن ترقى إلى حد جرائم الحرب.
وأفادت مصادر “سكاي نيوز عربية” في إدلب شمالي سوريا، بارتفاع عدد قتلى الغارات الجوية على المدينة إلى 26 قتيلا، من بينهم نساء وأطفال.
وقتل 12 شخصا، من بينهم طفل، الأربعاء من جراء قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية في مدينة حلب، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري: “ارتقاء 12 شهيدا بينهم طفل وإصابة آخرين من جراء قذائف أطلقها إرهابيون على حي صلاح الدين” في الجهة الغربية الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري.
إعلان روسيا بدء عملياتها من قاعدة (همدان) يُقلق مؤيدين للنظام
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 17 أغسطس 2016
روما-أعرب مقيمون في مناطق تقع تحت سيطرة النظام والقوات الكردية عن خشيتهم من أن تصيبهم، بـ”الخطأ”، صواريخ الطائرات الروسية المنطلقة من قاعدة (همدان) الإيرانية الجوية العسكرية.
ويسعى موالون للنظام للترويج بأن الطيران الروسي ينطلق من إيران ويعبر الأجواء التركية ليصل إلى مواقع من يصفونهم بـ “الإرهابيين” في سورية.
وبدورهم، وصف ناشطون معارضون في حلب، شمال سورية، الإعلان الروسي بأنه “دعاية رخيصة ليس إلا”، ومحاولة لـ “شن حرب نفسية على مقاتلي المعارضة”. وقال الناشط ياسر خجو من إدلب “لا يهم السوريين من أين تأتي الطائرات التي تقصفهم، سواء من مطار حميميم أم من البوراج الروسية البحرية المتمركزة في شرق المتوسك أم من مطارات عراقية وإيرانية”. وأضاف “النتيجة واحدة، وهي تدمير المدن السورية، واتباع سياسة الأرض المحروقة، وقتل أكبر عدد من المدنيين، ولم يزد إعلان روسيا استخدام قواعد في إيران من خوف الأهالي والسكان، ولا من خوف الكتائب المسلحة، واعتبره الكثيرون مجرد استعراض عضلات”.
ولقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات قاذفة بعيدة المدى من طراز (تو-22 إم3)، وقاذفات من طراز (سو – 34) أقلعت من مطار همدان الإيراني ووجهت ضربات مكثفة إلى مواقع تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) في محافظات حلب ودير الزور وإدلب في سوريا، ودمّرت خمسة مستودعات للأسلحة والمتفجرات والمحروقات في محيط مدن سراقب والباب وحلب ودير الزور وثلاثة مراكز للقيادة في محيط مدينتي الجفرة ودير الزور، وفق البيان الروسي.
إلى ذلك، كان الإعلان الروسي مصدر قلق لسكان المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري وقوات وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وخاصة في القامشلي (الحسكة). وقال الناشط السياسي سليمان اليوسف “أخشى على القامشلي وأهلها من القاذفات الروسية التي تنطلق من إيران، وتمر عبر أجواء القامشلي لتضرب معاقل التنظيمات الإسلامية الإرهابية كداعش وغيرها.. وأخشى من قصف القامشلي ويقال لنا: عفواً حصل خطأ في الإحداثيات!”.
من جانبه قال الناشط الإعلامي براء مصطفى، من القامشلي أيضاً، “أثار القرار الروسي قلقاً أكثر مما أثاره من اطمئنان، خاصة وأنه برز لدى السكان تساؤلاً عن سبب استخدام قواعد جوية إيرانية للعمليات الروسية، مع وجود مطارات عسكرية في سورية تحت تصرف الروس، ليس حميميم فقط وإنما أكثر من قاعدة جوية سورية بما فيها المطارات المدنية، وجميعها أقرب من همدان، وتزدحم فيها الطائرات القاذفة والمقاتلة من كل نوع، وحجّة عدم مناسبة المطارات لقياس بعض الطائرات غير مقنعة، وبدا السكان قلقون من السبب ومن المرحلة المقبلة”.
من جانبه، بدأ إعلام النظام وإعلاميون مقربون من حزب الله اللبناني، الترويج والتأكيد على أن الطائرات الروسية التي تنطلق من قواعد جوية إيرانية تعبر الأجواء التركية بتنسيق وموافقة تركية، لقصف (جيش الفتح) في حلب تحديداً، في محاولة لطمأنة السكان في المناطق التي تقع سيطرة النظام بأن الطائرات لن تمر فوق مناطقهم.
وتحدّث الإعلام الموالي عن “تنسيق عسكري استراتيجي عالي المستوى” بين روسيا وإيران والنظام السوري، وافترض أن تركيا رضخت لشروط ومطالب روسية بعد القمة التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في بطرسبورغ الأسبوع الماضي.
ولم يصدر عن المعارضة السياسية السورية أي رد فعل على الإعلان الروسي، فيما أشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، أن استخدام روسيا للقواعد الجوية الإيرانية كمنطلقٍ لعملياتها العسكرية في سورية قد يعد خرقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2231.
بان جي مون يحذر من “كارثة إنسانية” لم يسبق لها مثيل في حلب السورية
الامم المتحدة (رويترز) – حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الثلاثاء من “كارثة إنسانية” لم يسبق لها مثيل في حلب السورية وحث روسيا والولايات المتحدة على التوصل سريعا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في المدينة ومناطق أخرى في سوريا.
وفي الاسابيع القليلة الماضية تصاعد القتال للسيطرة على حلب -المقسمة بين الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات الحكومة والأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة- مما تسبب في مقتل المئات وحرمان مدنيين كثيرين من الكهرباء والماء والإمدادات الحيوية.
وأبلغ بان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أحدث تقاريره الشهرية عن وصول المساعدات والذي اطلعت عليه رويترز “في حلب نحن نواجه مخاطر بأن نرى كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في أكثر من خمس سنوات من إراقة الدماء والمعاناة في الصراع السوري.”
وأضاف قائلا “القتال للسيطرة على الأرض والموارد يُباشر من خلال هجمات عشوائية على مناطق سكانية بما في ذلك من خلال استخدام البراميل المتفجرة وقتل مئات المدنيين ومن بينهم عشرات الأطفال.”
وقال بان “جميع أطراف الصراع تفشل في التقيد بما عليها من إلتزام لحماية المدنيين.”
وجدد بان دعوة للأمم المتحدة لوقف إنساني لمدة 48 ساعة على الأقل في القتال في حلب من أجل تسليم المعونات وحث أيضا موسكو وواشنطن على التوصل سريعا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ناقشا يوم الثلاثاء تنسيق العمل في سوريا من أجل التوصل لوقف لاطلاق النار.
واستخدمت روسيا إيران كقاعدة لشن ضربات جوية ضد مسلحي المعارضة السورية للمرة الأولى يوم الثلاثاء. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تولي عناية كبيرة لتفادي وقوع إصابات بين المدنيين في ضرباتها الجوية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -وهو جماعة مقرها المملكة المتحدة تراقب الحرب في سوريا- إن ضربات جوية مكثفة يوم الثلاثاء أصابت أهدافا كثيرة في حلب ومحيطها ومناطق أخرى في سوريا مما أوقع عشرات القتلى.
وتشن الولايات المتحدة ضربات جوية ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا منذ حوالي عامين.
(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية)
خطفٌ واعتقالٌ متبادلٌ بين درعا والسويداء
إياس العمر: كلنا شركاء
عادت من جديد عمليات الخطف المتبادل بين محافظتي درعا والسويداء، وخلال اليومين الماضيين وصل عدد المخطوفين لأكثر من 30 شخصا، وتوزعت عمليات الخطف على عدد من بلدات ريف محافظة السويداء الغربي.
وقال الناشط خالد القضماني في حديث لـ “كلنا شركاء” إنه وخلال الأيام الماضية كان هناك نشاط ملحوظ لشبكات الخطف، فتم خطف شاب من آل الشعراني في بلدة الدور غربي محافظة السويداء يوم السبت الماضي 13 آب/أغسطس، وعلى إثر العملية خطف عدد من الشبان من ريف محافظة درعا الشرقي من آل المقداد، وبعد تدخل الوجهاء من الطرفين تم إطلاق سراح المخطوفين يوم أمس 15 آب/أغسطس.
وأشار القضماني إلى أن عمليات الخطف تجددت صباح أمس 16 آب/أغسطس، حيث خطف شخص من آل الحمدان وابنه في بلدة القريا بريف محافظة السويداء الغربي، وخطف اثنان من آل نصر في بلدة نجران بريف السويداء، وشخص آخر من آل الحلبي في بلدة الثعلة، وعلى إثر عمليات الخطف تم اختطاف قرابة 20 نازحاً من أبناء محافظة درعا في السويداء، معظمهم من بلدة الكرك الشرقي.
ووصل عدد عمليات الخطف في محافظة السويداء خلال الشهر المنصرم إلى 19 عملية، بحسب القضماني، والذي أضاف بأنه بات من المعروف لدى الأهالي أنه مع كل تحرك شعبي في السويداء، يحرك النظام شبكات الخطف في السويداء ودرعا من أجل اشعال الفتنة بين أبناء المحافظتين.
ويذكر أن محافظة السويداء شهدت حراكاً شعبياً مطلع الشهر الجاري، على خلفية الفلتان الأمني والوضع الاقتصادي الذي تشهده المحافظة، مما دفع السفارة الإيرانية إلى التدخل، وزار وفد من السفارة الإيرانية محافظة السويداء واتفق على استبدال قائد ميلشيا الدفاع الوطني من أجل إخماد الحراك الشعبي في محافظة السويداء.