النظام السوري والإيغال في الدم
بدرالدين حسن قربي
نستحضر عن القمع الدموي وتوحش القتل في أحداث درعا ماذكره الرئيس السوري أن بعض المسؤولين تهوروا ويجب محاصرة الأمر ومحاسبتهم وقد تشكلت لجنة تحقيق ويجب على الكل مساعدتها، ونضيف عليه كلاماً سبقه إليه عضو مجلس الشعب عن درعا وأحد وجهاء قومه الشيخ يوسف أبورومية السعدي في جلسة المجلس بتاريخ 27 آذار/مارس الماضي وتمّ حذفه، اعتبر فيه أن ماجرى في درعا إنما كان برعونة العميد عاطف نجيب (ابن خالة الرئيس) مسؤول الأمن السياسي الذي استدعى قوات الأمن (الحرس الجمهوري بقيادة أخ الرئيس) بطائرات هليوكبتر، الذين نزلوا فوراً بإطلاق النار على المواطنين فأردوا ماأردوا من قتلى وجرحوا من جرحوا، وكان يمنع سيارات الإسعاف حتى من نقل الجرحى إلى المستشفى، وأضاف أن ماجرّ البلاد كلها إلى ماهي فيه، هي فروع الأمن التي بدت تقتل عن جنب وطرف دون هوادة.
نستدعي ماسبق، بمثابة شاهد من أهلها لنضعه أمام إدعاءات قاصرة وفبركات رديئة بزعم أن القتلة وسفاكي دماء المتظاهرين السلميين في عموم المدن في الانتفاضة الشعبية السورية، حسب كلام السيدة بثينة شعبان أنهم عبارة عن مندسيين مرتبطين مأجورين وعصابات مسلحة تعمل ضمن مشروع طائفي يحاك ضد سوريا بالتعاون مع الخارج للنيل من مواقف سورية في المقاومة والممانعة مما لاعلاقة له بالتظاهر السلمي والمطالب المحقة والمشروعة للشعب السوري، أو من مثل ما نقلته فضائية الإخبارية السورية عمّا قيل لقطات مصورة لمسلحين مختبئين وراء أشجار خرجوا في كل من مدينة درعا وحمص واطلقوا النار على الأهالي والقوى الامنية والجيش، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى والقتلى، وهو كلام بالمناسبة قالت عنه لقناة الجزيرة يوم الجمعة الماضية السيدة سميرة المسالمة رئيسة تحرير صحيفة تشرين الرسمية أن قوات الأمن فيما صوّرت، تتحمل مسؤولية عدم القبض على هذه العصابات ويجب محاسبتها، غير أنها أقيلت مباشرة من عملها بدل القبض على عصابات النظام.
في مواجهة الانتفاضة الشعبية السورية التي دخلت أسبوعها الرابع، تتواصل وبشكل واسع عمليات القتل اليومي للمتظاهرين والمحتجين السلميين من قبل قوات الأمن والحرس الجمهوري وبعض ألويته الخاصة وعصاباته مما يسمّى بالشبيحة أو الزعران تحت سيناريوهات أمنية رديئة كئيبة بل غاية في الغباء والإخراج، وعبر طواحين كذب تعمل على مدار الساعة يريدون لنا أن نصدقها وهي مكشوفة. عمليات قمع ومجازر طائفية يمارسها النظام السوري بعيداً عن حضور إعلامي خارجي خوف أن يهتك أستار جرائمه وقباحاته، وبسيناريوهات دجل وافتراء مما كان يمكن أن يُمرّر على الناس تدبيراً وترقيعاً قبل عصر المحمول وكاميراته الفورية والتداول الانترنيتي الفوري للمعلومة. إن كل قطرة تراق من دم أحرارنا وحرائرنا هي لاشك مسمار في نعش النظام، وضربة معول في حفر قبره، وما إيغاله في إراقة الدماء إلا تعجيل برحليه، ورسم أمام المحاكم الجنائية الدولية لمصيره.