حمــاه , و ثمن نجاح الاضراب
كانت العيون كلها متوجهة لـ حمص ,, على أنها هدف لـ غدر النظام الذي يبيته لـ الثورة , و لكن نجاح اضراب الكرامة , و ضربات احرار الجيش في حماه و ريفها , و اعادة تنظيم قيادات الثوار بـ حماه , بدّل وجهة النظام , خوفاً من تمكنها من اعادة مشهد ساحة العاصي مجدداً , و خوفاً من وصول المدينة لـ العصيان المدني , قريباً ,,,
رغم مظاهر أشبه بـ الاحتلال , و التظاهر في الاحياء الضيفة , و استمرار الثورة على اشدّها في حماه , لكنها في الفترة الاخيرة , تراجعت اعلامياً , و هذا يعود لـ قدرة النظام , على اعتقال الكثير من قياديّ الثورة , و تصفية البعض , و لجوء البعض الآخر مع أهلهم الى خارج حماه , نتيجة معرفة الامن لهم , و لـ بيوتهم , و اصبحوا تحت الملاحقة , مما أدّى لـ غيابهم عن المشهد , و هم المتمرسين في تغطية الثورة اعلامياً , مما أثر على قلّة انتشار الاخبار و الفيديوهات و الحفلات الثورية , في حماه ,, و بدأت الامور منذ شهر تقريباً بـ العودة , مع تنظيم الثوار لـ أنفسهم من جديد , و اتخاذ ساحات بديلة لـ التظاهر , كـ حي باب قبلي مثلاً , و بقاء احياء مثل , طريق حلب و القصور و جنوب الملعب و الصابونية , و , و ,,, مشتعلة كما عهدتها الثورة منذ البداية ,,
منذ دخول الجيش في رمضان , و صورة المدينة توحي بـ الاحتلال , و هذا ما أعطى لـ عمليات الجيش الحر , نتائج ايجابية , في مقابل كثرة عدد الشبيحة و الامن , و صعوبة تضاريس حماه , و التي تشبّه بـ الجورة , من كثرة شوارع الطلوع و النزول فيها , ناهيك عن جمعة اطفال الحرية , و التي استشهد فيها , و في حماه وحدها 130 شهيد , كـ أكبر عدد ضحايا في أقل وقت , و على هذا بقيت المدينة , كتلة ثورة ملتهبة , لا يطفئها الا الحرية ,,
اضراب الكرامة , و حماه مجدداً تحت النار ,,
المرحلة الثانية من الاضراب , تتضمن قطع جزئي لـ الشوارع الفرعية , و حماه أنجزت بـ نجاح المرحلة الاولى لـ اضراب الكرامة , و هو يعلم , أنّ لـ حماه تجربة ناجحة , في قطع الاحياء , و حتى اغلاق المدينة كلها , لو ارادت ,,
و كسراً لـ الاضراب , ارتكب الجيش و الامن , كل شيء , من كسر و حرق و نهب , و مع استمرار المدينة بـ الاضراب , دخلت تعزيزات عسكرية جديدة , و بـ الذات لـ حي الحميدية , في طريق حلب , وصلت لـ عشر دبابات تقريباً مع مدرعات و بي تي آر , و عشرات الشبيحة في المركز الطبي القريب من الحي , مع استمرار عمل الآليات في حفر الخنادق , خصوصاً في قرب تلك المناطق , مع توزّع القناصة , على غالب الابنية الحكومية , و معظم مآذن المساجد ,,,
و مع صباح اليوم , اصوات الانفجارات تهز المدينة , و خاصةً في الحميدية , مع اقتحامات و قصف عشوائي , مجنون ,,
بدا جلياً دولياً , انه لا يمكن لـ أحد أن يساعد الاسد , في حرب الاضراب , فـ هذا السلاح الوحيد , الذي لا يمكن مقاومته بـ الاسلحة النارية و القوة ,,, و علينا أن نشاهد النشرات الاخبارية على القنوات الفضائية , العربية و الجزيرة , لـ تعرف أن المجتمع العربي و الدولي , و كـأنه أعطى النظام مهلة جديدة , و ربما فعلاً الاخيرة , بـ عنوان ” دبر راسك “
فـ كل شيء يمكن التغلب عليه , الا الاضراب , و تجويف النظام اقتصادياً من الداخل , و اعتقد أن الاسبوع القادم , هو الاخير في التحرك السلبي الدولي اتجاه النظام , و لـ هذا فـ هو يعمل كـ المجنون , لـ يسابق الوقت ,,,
و فعلاً هو قد فقد السيطرة تماماً , و فقد القدرة على العودة , فـ جيشه لم يعد يتجرأ على الحركة كما يشاء , و المناطق كلها اصبحت قوية , شعبياً و من احرار الجيش , و لا يستطيع أن ينشر كل الجيش في المدن , فـ غالب الجيش في وارد الانشقاق , و هو يرى بـ ضرورة سيطرة الشبيحة و الامن على قطع الجيش ضماناً لـ التزامه , و لكن اعداد قوى الامن و الشبيحة , لم تعد أعدادها كافية , لـ تغطية المناطق و المدن , و قوة الجيش الحر المتنامية , ماهيَ الا بـ سبب زيادة الانشقاق , و اصبحت ظاهرة الانشقاق , كـ نبات العلّيق , تنمو و تصعد على الشجرة العسكرية , و ستصل عاجلاً أم آجلاً , الى الاغصان العليا ,,
و الحل الطائفي فقد زمامه , خصوصاً انّ الاقليات , موالية كانت أم لا – رغم عدم وجود موقف بـ المطلق – و لكنها أصبحت على يقين , بـ أنّ الاسد لم يعد قادر على الحماية , و من سيقرر منها أن يدخل حرباً , تحت أيّ مسمّى , سيكون وحده الخاسر ,,,
فـ لو قلنا انه الى الآن استطاع النجاح سياسياً , بـ ابعاد الضغط الدولي , لكن ماذا عن الداخل , من سينجيه من فتك الاضراب , هل سترسل له , روسيا و الصين , شعباً يمارس الحياة اليومية , و يعيد الروح لـ مؤسساته و اقتصاده !!
حماه تحت النار , و الدبابات تقصف حي الحاضر , من منطقة الصناعية , و الاضرار كبيرة , في الاملاك و البيوت
عدد الشهداء من البارحة الى اليوم في تزايد , و الجرحى بـ العشرات , عدا عن ثلاثة باصات ممتلئة بـ المعتقلين , نتيجة المداهمة لـ الحميدية و الشرقية , و أحياء أخرى اليوم صباحاً , و اخبار حماه مع هذه الحملة , تتجدد في كل لحظة ,,
يـا حمـــاه , دم الشهداء , ما بيمشيش هباء,, و ثورتنا منتصرة ,,
فري سيريا