صفحات العالم

مجازر السوريين ومراقبو الخيبة العربية


داود البصري

لعل بداية خيبة الأمل من أعمال لجنة المراقبين العرب وهي تبدأ أعمالها في سوريا تحت مراقبة و توجيه و اسر النظام السوري المجرم هو ذلك التصريح المائع الذي اطلقه حد المراقبين العرب وهو الصحفي المغربي طالع السعود الأطالس و الذي قال فيه بما معناه أنه يعتقد بأن العنف ياتي ليس فقط من النظام بل من أطراف أخرى؟

وهي نفس حجة النظام السوري، و الرفيق طالع السعود الأطلسي هو أحد كتاب صحيفة الإتحاد الإشتراكي التابعة لذلك الحزب اليساري المغربي. ويبدو أن المراقب المغربي ( طالع الأطلسي ) وهو يردد أكاذيب النظام السوري و دعاياته المتهاوية ما زال متأثرا بتحالفات الماضي القريب التي إنتهت أيامها، و الحقيقة إنني لا أعرف المعايير التي تحكم إختيار المراقبين العرب لتلك المهمة الإنسانية الحساسة و الصعبة؟ و لا كيفية إختيار العناصر التي تتحمل تلك المسؤولية التاريخية ويبدو أن الجامعة العربية قد ضيعت الخيط و المخيط !

و لا تدري بالضبط كيف تتصرف أزاء ثورة شعبية عارمة، وعنف دموي غير مسبوق يتفرج عليه طلائع المراقبون العرب و يفتي بعضهم كما فعل ذلك الصحفي اليساري المغربي بوجود عصابات مسلحة تقاتل النظام كما يقول رغم أن العنف الدموي السلطوي قد إزداد شراسة و عدوانية خلال وجود المراقبين العرب في فنادق الشام و تحت أسر عيون مخابرات النظام التي توجههم و تضبط سير عملهم بالكامل، لقد تصاعدت نداءات الإستغاثة الشعبية السورية و سمعها كل العالم إلا أولئك المراقبون الذين لا فائدة عملية حقيقية من مهمتهم التي بدأت بفشل قيمي واضح المعاني و ستنتهي بفشل ذريع أيضا، لأن مهمة المراقبة هي التجربة الأولى لجامعة الدول العربية، وهي سابقة لم تحدث أصلا و لا ينتظر أن تحقق نتائجها أي نفراج حقيقي، فالنظام السوري خبيث و إستخباري و مخادع من الطراز الأول، ومجاميع السذج و أهل اليسار و التنظير الفارغ لا يمكن لهم أبدا مجاراة آلة النظام السوري الإعلامية و الإستخبارية و أساليبهم الإفعوانية المتغيرة و خطابات العاطفة القومية المزيفة، ليس هنالك عذر للعالم الحر بعدم التدخل الفوري لإيقاف و تدمير آلة النظام العدوانية الجبانة التي تمعن في سحق الشعب السوري و محاولة تكسير إرادة الثوار، وخداع العالم، لقد خدعت جامعة الدول العربية بسذاجة منقطعة النظير و أثبتت عمليا و ميدانيا بأنها غير مؤهلة بالمرة للتعامل مع الملف السوري، و قد ثبت بالدليل الميداني القاطع بان الجامعة العربية تقتل السوريين و لا تساهم في حمايتهم، كما أن وفود المراقبين ليست جدية بالمرة بل أن مهامها على ما يبدو بروتوكولية محضة و تدخل ضمن إطار العلاقات العامة ليس إلا، الكرة الآن أضحت في الملعب الدولي بغض النظر عن طبيعة التقرير النهائي لفريق المراقبين العرب و الذي أتوقع أن يكون تقريرا بائسا كبؤس مهمة الوفد وعدم صلاحية أفراده لتلك المهمة الحساسة و الصعبة و التي تتطلب ضمائر إنسانية حية تشعر بنبض الشعب السوري الثوري و بالآم السوريين المتضخمة و بطبيعة و تاريخ معركتهم النضالية و الجهادية من اجل الحرية، كما تتطلب من وفد المراقبين المعرفة التفصيلية بوضعية و طبيعة النظام السوري الإجرامية و القمعية، وهي مهمة لايبدو أن الوفد العربي أهلا لها أو ملما بأبجدياتها و أرهاصاتها، إن العالم الحر و القوى المحبة للسلام في العالم مطالبة اليوم بالإسراع الفوري في لجم آلة العدوان العسكري و القمعي للنظام السوري المجرم و تفعيل القرارات الدولية و نقل المسؤولية الإنسانية و السياسية من الجانب العربي العاجز للآفاق الدولية و إجبار النظام على الركوع لإرادة شعبع بعد منعه من ممارسة الإرهاب و التقتيل وهي مهمة خارج نطاق القدرة العربية، وفد المراقبين العرب قد أثبت فشله من الوهلة الأولى، و لا فائدة ترتجى منه، و الشعب السوري يعيش اليوم منعطفه التاريخي الحاد فإنتصار الثورة الشامل هو وحده الذي سيحقق التوازن الستراتيجي المطلوب، لابديل عن نصرة الأحرار، أما عبيد الطغاة فدعهم في غيهم يعمهون.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى