لماذا تأخر الحسم في ثورتنا – تحليل للأشهر العشرة الأولى
من تجمع ميسلون
لماذا تأخر الحسم في ثورتنا السورية؟ وما الحل
سؤال مشروع ويطرح يومياً عشرات المرات ويحق لكل سوري أن يتساءل إلى أين نحن ذاهبون؟
ولماذا طال أمد الثورة؟ ولماذا لا يزال هناك أناس صامتون؟
في الواقع وجدنا أنه من المفيد تحليل الواقع السوري على الأرض ونحن على عتبة الدخول في الشهر الحادي عشر للثورة السورية
والوقوف على جميع الأسباب علناً نستطيع تدارك ما يمكن تداركه والعودة بالثورة إلى الطريق الصحيح الذي وبحسب رؤيتنا سيوصلنا إلى إنجاح هذه الثورة والوصول بسوريا إلى بر الأمان ووقف شلال الدم الحاصل في أرضنا الغالية.سنسرد بعض النقاط التي وجدنا أنها أخرت انضمام الجميع أو منعت البعض من الدخول في ركب الثورة:
صفحة الثورة السورية من البداية حملت اسم الثورة ضد بشار الأسد ومن هنا شخصنة القضية في الوقت الذي كان الأسد لا يزال يتمتع بشعبية عاليه في المجتمع السوري.
شعارات الثورة السورية تغيرت، فبدلاً من حمل اللافتات الداعية للحرية والكرامة والعدالة والمساواة والوحدة الوطنية والعيش المشترك ومدنية الدولة وحكم القانون تحولت لافتاتنا لتحمل المطالبة بالناتو والحظر الجوي وإعدام الرئيس.
انتقال أسماء الجمع من أسماء جامعة لعموم السوريين لمطالب سياسيين أو بعض فئات المجتمع السوري والغريب محاولات استجداء الغرب فبعد أن سميت جمعتين الأولى الله معنا والثانية لن نركع إلا لله وبعد أن كسبنا احترام الجميع من شرق الأرض إلى مغربها بدأنا بالتوسل للغرب والعالم وجامعة الدول العربية مما جعلنا نتحول من شعب صامد إلى شعب مستجدي.
بدون قصد ومع احترامنا للدين وعدم تقليلنا من شأنه، صبغ البعض الثورة بلون ديني واحد حتى في بعض شعاراتها فأصبحت كأنها ثورة طيف واحد من أطياف المجتمع ورفعت لافتات تحيي الشيخ هذا أو المجلس ذاك وتلعن ما عداهم، على الرغم من أن ثورتنا هي ثورة حرية وكرامة والمطالبة بالديموقراطية التي تحتم علينا احترام رأي الأخر حتى لو لم نتفق معه.
لعب النظام على وتر الطائفيه والتسلح والعصابات المسلحة ولم نستطع تقديم خطاب جدي وقادر على دحض هذه الرواية مع العلم انها غير صحيحة ناهيك عن السماح لأشخاص ومنابر طائفية ترتدي ثوب المعارضة بالخروج على بعض وسائل الإعلام دون مراقبه أو انتقاد من طرف الثوار.
خرج السوريون للشارع تحت شعار “الشعب السوري واحد” والأن بدئنا بتفرقت المجتمع فأصبح لدى الثوره علمها ولباقي الشعب علمهم أصبح للثوره جيشها الحر ولهم جيشهم مع العلم أنه من المفترض أن يسمى الجيش الحر “الجيش السوري” والجيش النظامي “كتائب الأسد” ونراعي أن هناك العديد من الأحرار الذين يرغبون بترك كتائب النظام والإلتحاق بركب الثوره ولكن لظروف معينه هم غير قادرين بعد.
لم نقدم للشارع السوري خصوصا في أكبر مدينتين وأكثرهم قدرة على إسقاط النظام “دمشق وحلب” خطاباً سياسياً واضحاً يظهر تفاصيل المستقبل مع العلم أن دمشق من المستحيل أن تتحرك نحو المجهول وهذا واقع يجب علينا مواجهته وليس الهروب منه والتصادم معه بحجج أو بأخرى.
كانت الثورة بحاجة لواجهة سياسية تقوم بتوجيهها وتقودها للوصول لمطالبها، ولكن مع الأسف أصبح لدينا مجلس وطني أعرج وهيئة تنسيق مشلولة، وكلاهما يسير خلف الشارع وغير قادر على إقناع أي جهة دولية أو عربية بقضية الشعب السوري، وغير قادرين على توجيه الثورة، مما جعل أمد الثورة يطول وساهم بزيادة الدماء المهدورة في سوريا وصار الواقع السياسي لهم هو من يقصي الأخر ومن يحكم من ومن هو الزعيم هنا والقائد هناك، واشتعلت بينهم حروبا منها ما ظهر ومنها ما بطن وأصبح التهافت على المناصب هو السمة الأبرز فلم يقدروا على انتزاع اعتراف من دولة واحدة على الأقل.
دخول الأغلبية من التنسيقيات والتجمعات الثورة على الأرض في لعبتي المال والسياسة مما أدى إلى تراجع الأداء على الأرض
عدم تقديم ضمانات شعبية أو سياسية للمنشقين عن النظام أو من يرغب بل على العكس يحاول البعض بحال كان هناك منشقين يحاولون الدخول باللعبة السياسية بسبب معرفتهم في مواطن ضعف النظام بأن يضعوهم بالصف الثاني وربما الثالث بحجة أنهم سيواجهون ردة فعل عنيفه من الشارع.
فقدان عامل ضبط النفس والانجرار خلف الانفعالات التي أدت في بعض الأحيان لكوارث وتجاوزت أهداف وهتافات الثورة التي رفعها نفس الثوار الذين قاموا بتلك الأفعال.
ومن منطلق ما ذكرنا أعلاه نجد بأنه من المواجب العودة وبشكل فوري لإصلاح ما تم إفساده في الفترة الماضية عن طريق اتخاذ خطوات منها:
تعديل بعض الشعارات، فبدل شعار “إعدام الرئيس” فلنرفع شعار “محاكمته” ترسيخاً لمبدأ العدالة المرجوة في سوريا الجديدة وبدل شعار “يلي ما بيشارك مافيه ناموس” فلنرفع شعار “وينك يا سوري وينك”. وبدلاً من مهاجمة بعض المدن التي لا تشارك علينا البحث والوقوف على أسباب عدم تحركها بالشكل الكافي ومحاولة تقديم يد العون والأفكار والدعم لهم، كما أنه من الواجب علينا المساهمة في توسيع التغطية الإعلامية لبعض المناطق المظلومة إعلاميا كمدن السويداء وحلب والسلمية والرقة.
العمل فوراً على الضغط على جميع أطياف المعارضة لوضع برنامج سياسي موحد، يشمل الحد الأدنى من النقاط المتوافق عليها، والضغط على المستقليين لأخذ دورهم في المساهمة في وضع حد لشلال الدم، وبلورة استراتيجية تجبر العالم الخارجي على الوقوف مع الشعب السوري وتلبية طموحاته.
ضبط النفس ومحاولة التواصل مع شركائنا في الوطن من جديد، والابتعاد عن التأجيج الطائفي والمناطقي قدر الإمكان، لنستطيع بعد زوال النظام وضع أيدينا سوياً لبناء مستقبل سوريا والعمل على عقد مصالحات وطنية في المناطق المتوترة والسماح بتدخل العقلاء لحل المشاكل.
العودة لتسمية أيام الجمع بأسماء جامعة وتدعو لثوابت الثورة ومبادئها الأساسية.
الابتعاد عن الخطاب الديني والتأكيد على أن الثورة هي ثورة الشعب السوري كاملاً وعدم السماح للمشايخ بالتدخل في الحياة السياسية.
تقديم كافة وسائل الدعم لطلاب الجامعات والمعاهد وعدم مهاجمة المثقفين باعتبارهم وقوداً يضاف إلى هذه الثورة.
ابتعاد التنسيقيات وأعضائها عن أي عمل سياسي في الوقت الحالي والتركيز على العمل الميداني والتخطيط والتنسيق فيما بينهم.
عدم إغلاق الباب أمام أي تسوية سياسية أو تفاوضية مع بعض أركان النظام والتي من الممكن أن تساهم في النقل السريع والهادئ للسلطة؛ الأمر الذي قد يكون مطمئناً لباقي شرائح المجتمع السوري.
ونحن نؤكد في النهاية على ضرورة استمرار النقد الذاتي للثورة ومراجعة كافة المراحل والخطوات لضمان عدم انحراف الثورة عن مسارها. وقد راعينا عدم الحديث عن مشاكل وأخطاء النظام لأننا لا نبحث عن محاولة إصلاحه بل المطلوب هو إسقاطه إذ أننا نسعى لنيل حريتنا بأيدينا دون وضع جرائم النظام كمبرر لأخطاء الثورة.
تجمع ميســـلـون