المعارض السوري رياض الترك يدعو الى القبول بخطة انان
نص التصريح الكامل لرياض الترك
ان حرصنا على وصول الثورة السورية الى اهدافها، وإدراكنا لضرورة ايقاف مسلسل القتل والمجازر واستباحة المدن والقرى وتهجير سكانها الذي تقوم به القوات التابعة للنظام،يدعواننا اليوم الى القبول الأولي لبنود خطة كوفي انان . فهي تنص على وقف القتال وسحب الدبابات من الشوارع وخروج الجيش من المناطق المأهوله بالسكان ، وتأمين المساعدات إلى المناطق المنكوبه ؛ واطلاق سراح المعتقلين السياسيين ؛ وضمان حق التظاهر للمواطنيين السوريين .
إن قبولنا من داخل سورية ، لهذه الخطة نابع من مسؤوليتنا الوطنية. لكننا في المقابل نعلم ان النظام سوف يستمر في المماطلة والتسويف والكذب، وسوف يتابع ارتكاب جرائمه. اننا نضع بذلك المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في حماية المدنيين ووقف مسلسل القتل والتهجير بحقهم . ونحرص على كشف كذب النظام واصراره على المضي قدما في سياسة الهروب إلى الامام التي لا افق لها سوى القتل والمزيد من المعاناة .
من هنا فإن الاساس في خطة أنان هي أن تكون قادرة على فرض رقابة دوليه حقيقيه على الارض ،تضع حدا لمناورات النظام وألاعيبه، وتتيح للمراقبين الدوليين التحقق من الجهة التي تنتهك وقف إطلاق النار وتعتدي على المدنيين وتنتهك حرمات الارواح والاعراض. وإلا فإن مصيرها لن يختلف عن مصير مبادرة الجامعة العربية.
اريد في هذا السياق، انطلاقا من المصلحة الوطنية ومن موقعي كمعارض ، والتزاماً بأهداف الثوره السورية ، وحرصا علي حقن دماء الشعب السوري وتجنيب البلاد المزيد من الاهوال ، فإنني أرى أن الحل السياسي ، الذي يتلاءم مع هذه المرحلة ، ينطلق بالدرجة الأولى من تخلي الرئيس عن السلطة ، واجراء حوار وطني ، لايستثنى منه أحد من المكونات السياسية للشعب السوري، بما فيها أهل النظام ممن لم تلوث ايديهم بالدماء . وسيكون الهدف منه قيام حكومة انتقالية محايدة ومستقلة ، تنقل البلاد ضمن مهلة زمنية محددة نحو النظام الوطني الديمقراطي ، من خلال انتخاب جمعية تأسيسية، تحت اشراف عربي ودولي ، وتنتخب رئيساً للبلاد ، وينبثق عنها حكومة بديلة، وتضع دستوراًللبلاد .
إنني أعتقد جازما بأن نظاما يمعن في قصف شعبه بالدبابات والمدافع ، هو نظام ساقط بحكم الامر الواقع . وإن الثورة السورية هي المنتصرة نتيجة العزيمة والاصرار وروح التضحية . فالدبابات والمدافع والمجازر لن تستطيع ثني السوريين عن المضي قدما في اصرارهم على نيل حريتهم. وكل ما أطمح اليه اليوم هو أن تحقق الثورة السورية أهدافها بأقل الخسائر وأن يتوقف حمام الدم، فسورية المستقبل، سورية الدولة المدنية الديمقراطيه، هي خير ضمان للسوريين جميعاً