سورية: التدخل العسكري ام الحرب الاهلية؟
رأي القدس
شهدت العاصمة الفرنسية باريس يوم امس اجتماعا مختصرا لتجمع ‘اصدقاء سورية’ كان من ابرز المشاركين فيه السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية واحمد داوود اوغلو وزير خارجية تركيا علاوة على وزراء خارجية المانيا والمملكة العربية السعودية وقطر والن جوبيه وزير خارجية الدولة المضيفة.
هذا الاجتماع هو الثالث من نوعه لمثل هذا التجمع، وكانت النقطة الابرز المطروحة على جدول الاعمال المعلن هي كيفية العمل على انجاح خطة كوفي عنان المبعوث الدولي الى سورية والاجراءات التي يمكن اتخاذها في حال انهيار هذه الخطة.
معلومات قليلة تسربت عن اعمال هذا اللقاء المغلق والقرارات التي تم اتخاذها من قبل المشاركين فيه، لكن التصريحات التي ادلى بها جوبيه وزير الخارجية الفرنسي في ختام اعماله قد تسلط الاضواء على بعض جوانبها، خاصة قوله بان ‘فشل خطة عنان سيكون الطريق لحرب اهلية وحرب اقليمية’.
فرص نجاح خطة عنان تبدو محدودة للغاية لان هناك اطرافا عديدة تريد لها الفشل، سواء كانت سورية مثل النظام والمعارضة، او خارجية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لان النجاح يعني الاعتراف بالنظام الحالي واستمراره في الحكم ومن ثم التفاوض معه حول الاصلاحات الديمقراطية المطلوبة ونوعيتها.
بان كي مون امين عام الامم المتحدة اكد امس انه لم يتم تحقيق تقدم على الارض في تطبيق وقف اطلاق النار في سورية، وقال انه من المتوقع ان يتبنى مجلس الامن الدولي على نحو السرعة خطة نشر 300 مراقب عسكري ومدني، وان دمشق وافقت على توفير الدعم الجوي وامكانية الحركة للمراقبين وعدم عرقلة حرية تنقلاتهم.
التشكيك في فرص نجاح خطة عنان يمكن فهمه من زاويتين اساسيتين.
‘ الاولى: ان يكون الهدف من هذا التشكيك هو ممارسة ضغوط على الحكومة السورية للالتزام باتفاق وقف اطلاق النار تمهيدا للانتقال لتطبيق النقاط الاخرى في خطة عنان (ست نقاط) وخاصة الجلوس الى مائدة المفاوضات.
‘ الثانية: ان يكون هذا التشكيك بهدف اصدار شهادة وفاة مبكرة لخطة عنان، للقفز بسرعة الى خيار الحصار وربما تسليح المعارضة بكثافة او حتى التدخل العسكري الخارجي.
فعندما يحذر جوبيه من الحرب الاهلية كتطور طبيعي لفشل مهمة عنان، فان هذا يعني ان عمليات التسليح التي دعت اليها المملكة العربية السعودية وقطر قد تبدأ فورا، اما التحذير من حرب اقليمية فان هذا يعني التدخل العسكري، سواء من قبل حلف الناتو او بعض الدول العربية.
عندما سئل الدكتور احمد داوود اوغلو وزير خارجية تركيا من قبل رئيس تحرير هذه الصحيفة عن الفرق بين اصدقاء ليبيا واصدقاء سورية قال ان مجموعة اصدقاء ليبيا تأسست بعد التدخل العسكري، اما نظيرتها السورية فقبله.
يبدو ان موعد التدخل العسكري يقترب، والبحث جار عن غطاء، وقد يكون فشل مهمة عنان او الخلاف حول مهام المفتشين هو المطلوب لاشعال فتيله.